أنا مؤمن بأنه لا وجود لشيئ مجاني في هذا العالم.

ليس هناك عطاء دون أخد.


فحتى لو ساعدك أحدهم فأعلم أنه سيرجع مجددا لطلب معروف منك حتى لو لم يكن يملك نية خفية فأنت ستضل متأثر بفكرة أنه ساعدك و ستجد نفسك تقوم بالمثل دون شعور عندما تعرف أنه في مشكلة إنها الفطرة السليمة في البشر.


لذلك كما قلت سابقا لا وجود لشيئ مجاني في هذا العالم.


لهذا قررت ألا آخد شيئ مجانيا كما يسمونه أو أن أقبل مساعدة الآخرين.


حتى قابلت رجلا عجوزا مجنونا يدعي أنه يملك لعبة يوجد 3 نسخ منها فقط في العالم، كلام غير معقول.

و الأغرب من هذا أنه أعطاها لي مجانا.


في العادة لم أكن لأقبلها لاكنه شخص لا أعرفه لذلك لا أضن أنه قادر على ايجادي حتى لو كان لديه دافع خفي.


و ما لم أتوقعه هو أن أجد نفسي في عالم آخر بسبب تلك اللعبة الغبية و أن أكون أنا هو الشخص الذي يطارد ذلك العجوز بين الأزقة.


و لقد وجدته و ها هو يطفو الآن أمامي لذا فل نسمع ما سيقوله، و مهما تطلب الأمر يجب أن أعرف أين أنا؟ و ما الذي يحصل؟


"وجدتك أيها الوغد"


"لقد مرة فترة منذ لقائنا أيها الشاب"

إستمر العجوز باللعب بلحيته بينما يتحدث بهدوء.


إنه يثير حنفي لأقصى درجة يتظاهر كما لو أنه لا توجد أي مشكلة فيما يحصل الآن.

لا لحظة! قد يكون يحاول إستفزازي فقط.


"سأتحدث بدون مقدمات بما أنك تطفو في الهواء فهذا يعني أنك ساحر من هذا العالم و بما أني هنا بسبب اللعبة الغبية التي حصلت عليها منك فمن الواضح أنك سبب وجودي هنا ، ألا تضن أنه عليك شرح ما يحصل و إخباري لما أنا هنا؟"


"ها ها ها، أيها الفتى أنت مضحك حقا" أجابني بضحكة ساخرة.


لماذا يضحك بحق الجحيم و لما جميع من ألتقي بهم غريبوا الأطوار و يبدؤون بالضحك مباشرة بعد لقائي.


"ما المضحك في كلامي؟ "


"المضحك هو محاولتك في أن تكون هادئا و أن تحلل ما يحصل بهدوء فحتى الغبي سيعرف أنه موجود هنا بسببي"


تبا لك أيها العجوز أشعر برغبة عارمة لقتله.


"إذا لما أحضرتني إلى هنا؟ و هل أنا فعلا داخل اللعبة؟"

سألته بإنفعال و ملامح الغضب على وجهي.


"سأشرح لك الأمر من البداية أولا و أهم شيئ أنا عبارة عن كيان سامي تجسد من تجمع طاقة المانا و مشاعر البشر عبر العصور---"


"أيها العجوز هل تحاول جعل نفسك تبدو كإله بقولك كيان سامي؟ أنا آسف لاكن لا أنوي أن أصبح من عبيدك--"


"أصمت أيها الأحمق و دعني أكمل الشرح. ~كح كح~ كما كنت أقول أنا كيان سامي و قد قمت بإستخدام سحر إستطلاع واسع النطاق لإجراء تمشيط سطحي لهذا العالم بأكمله و قد جمعت كما هائلا من المعلومات عن جميع الوحوش و الأسلحة و خواصها بالإضافة إلى جميع المناطق بهذا العالم، و إستخدمت تلك المعلومات من أجل صنع اللعبة لهذا أنت لست داخل اللعبة بل أنت داخل العالم الذي إستخدم كنموذج للعبة."


قد يبدو هذا جنونا مني حيث أشعر أن كلامه منطقي لاكن إن فكرنا في الأمر جيدا فأنا بالفعل في عالم آخر لهذا فإن أي شيئ ممكن.


"و ماذا عن البشر ؟أنت لم تذكرهم ،أليس سكان هذا العالم نفسهم الأشخاص باللعبة؟"


"من المستحيل أن أتمكن من جمع معلومات عن شخصيات جميع البشر بهذا العالم حتى لو كنت كيانا ساميا، لذلك جعلت اللعبة تملك مقدارها معينا من الذكاء و تقوم بصناعة شخصيات وهمية و جعلهم يتفاعلون كما لو أنهم أحياء و أيضا كانت تغير الأحداث بإستمرار كما لو أنك تعيشها في الواقع. و قد تطلب صناعتها الكثير من الطاقة و الوقت."


هذا العجوز لايزال يدعو نفسه بالكيان السامي، على الأقل علمت لماذا كانت اللعبة تبدو واقعية.


نضرته إليه بينما ملامح وجهي تقول لم أعد أهتم و سألته: "إذا لم صنعت تلك اللعبة السخيفة من الأساس؟"


"من أجل إيجاد المختار."


"مختار؟"


"أجل و أنت قد إجتزت الإختبارات الثلاث بجدارة."


"مهلا أي إختبارات لعينة تقصد؟"


لا أذكر أني أجريت أي إختبار. أم هل فعلت؟


"الإختبار الأول إجتيازك للعبة و إنهاء جميع الشخصيات الخمس و هذا يدل على صبرك و على مقدرتك على التأقلم مع تغير الظروف كما يدل على ذكائك-"


حسن بدأت أشعر بالمديح لاكنها كانت سهلت في الواقع لقد استغرقت مني 7 أشهر من اللعب المتواصل لإكمالها، أي شخص عاقل كان ليتركها و مع ذلك أنا شخص غير مشغول ولم يكن لدي شيئ لفعله لذلك إستمررت بلعبها.


"- الإختبار الثاني و هو السؤال الذي ضهر لك بعد إنهاء اللعبة و هو لمعرفة إن كنت تأمل أن يحصل لك تغيير في حياتك أم لا و بما أنك أجبت ب [نعم] فقد إجتزت الإختبار-"


"أنت تمزح أتسمي ذلك إختبارا كل ما فعلته هو الإجابة ب [نعم] بسبب فضولي قد تكون حياتي غير مثالية لاكني راض عنها"


"هذا ما تضمه أنت إلا أن الحقيقة مختلفة فذلك السؤال على الرغم من بساطته إلا أنه يضهر المشاعر الحقيقية للشخص عندما يجيب و الدليل على ذلك هو أنك لم تطلب مني أن أعيدك لعالمك حتى هته اللحضة."


هذا مستحيل هل حقا كنت أرغب بحدوث شيء يغير حياتي لا غير ممكن أنا حقا راض عن أسلوب حياتي... لاكنه محق أنا لا أشعر برغبة في العودة لعالمي.


"الإختبار الثالث و هو الوحوش التي إستدعيتها لمهاجمتك و إختبار قدراتك عند وصولك لهذا العالم ،لقد كان هناك بعض التدخل لاكن إنتهى الأمر بخير على أي حال"


هاه! وحوش؟ لا يمكن.

"أنت من جعل الأورك يضهرخلفي من العدم و أنت من قام بنقل روح الغول الصخري من الجبال المنفية إلى تلك الغابة." نضرت إليه و سألته بدهشت أكاد لا أصدق ما قاله.


"أجل قمت بذلك من أجل الإختبار" أجابني بهدوء وكالعادة.


"تبا لك و لإختبارك. لقد كدت أموت هناك أيها الوغد المجنون حتى أنك أقحمت فتاة لا علاقة لها بالأمر في إختبارك السخيف." أجبته بغضب شعرت كما لو أن دمائي تغلي فمن يضن نفسه للتلاعب بالآخرين بهته الطريقة؟ هل حقا يضن نفسه إلها؟


"أخبرتك أنه كان هناك بعض التدخل لاكن الإختبار إنتهى على ما يرام لذلك لا توجد مشكلة."


أجابني بنفس النبرة الهادئة كما لو أنه لا يهتم لحياتنا بالفعل.

هته أول مرة أشعر بمثل هذا الغضب لم أضن يوما أني سأنفعل بهذا الشكل بسبب أحد ما بعد أن قابلت كل أنواع المنافقين إعتدت ألا أهتم بكلام أو أفعال الغير.

لاكن هذا الشخص.. هذا الوغد إنه لا يخادع في كلامه و يتحدث بشكل صريح و مباشر كما لو أنه قادر على فعل ما يريد و يتحكم في ما يشاء.


إهدأ لم و لن أترك أحدا يتلاعب بي لذلك..


"قلت لا توجد مشكلة صحيح؟ إذن لا مشكلة." هدأت غضبي و إتجهت صوب المخرج.


"إلى أين أنت ذاهب؟"


"أنا لا أنوي المشاركة في حماقتك هته لا يهم إن كنت أعيش في عالمي أو هذا العالم أو أي عالم آخر ما سأفعله لن يتغير و هو أن أعيش حياتي بهدوء."أجبته دون الالتفاف جهته و إستمررت في المشي.


"العيش بهدوء! أخشى أن هذا مستحيل خصوصا أنك لا تعرف لما أنت هنا أصلا."


"لست مهتما بأسبابك لذلك إذهب و أطلب الأمر من الشخصين الآخرين أو إستدع شخصا آخر بدلا عني."


"الشخصين الآخرين؟"


بعد أن سألني بحيرة إستدرت نحوه و نضرت إليه بعلامات من السخرية و الرضى على وجهي و قلت: "ضننت أني لن ألاحظ صحيح؟ لاكنك مخطئ منذ بداية حديثنا و أنت تجاوب بصدق و عفوية، و عندما أعطيتني اللعبة قلت أنه يوجد 3 نسخ فقط لو كان هناك مختار واحد كما سميته لقلت في الغالب أن اللعبة يوجد منها نسخة واحدة بدل أن تقول 3، لهذا اضن أنه يوجه شخصان آخران غيري صحيح؟"


بالطبع هته مجرد تكهنات لا أسا---


"ها ها ها ها"


بدأ العجوز المعتوه في الضحك بشكل هيستيري كالمجنون بعد سماعه كلامي إلا أني لم أهتم بذلك و إستدرت لأكمل طريقي حتى تحدث مجددا.


"معك حق أيها الشاب هناك شخصان غيرك لم أتوقع أن تعرف ذلك و كنت أنوي إخبارك بالأمر في النهاية لاكن لا فائدة من المماطلة بعد الآن."


"إذا تحدث سوف أستمع لك بآداب صاغية."


"ضننتك كنت تنوي الرحيل؟"


"لايزال بإمكاني ذلك لو أردت."


"حسنا لا يهم. أنتم الثلاثة من نفس العالم و البلد و ذلك لكي يكون هناك تفاهم بينكم لو قررتم التحالف. أعماركم مختلفة إلا أنه تم بعثكم جميعا في هذا العالم بعمر 17 سنة فتى بتصنيف محارب، فتاة بتصنيف ساحرة و أخيرا أنت بتصنيف مغتال هذا كل ما ساخبرك عنهم، و قد يكون هناك شخصان غيرك لاكن و جودك ضروري أيضا."


"و لماذا ذلك؟ الهدف من اللعبة كان هزيمة ملك الشياطين زيكس و يمكن لأي منا التعامل معه بعد مرور سنة على الأكثر."


ملك الشياطين زيكس ليس قويا لتلك الدرجة رغم أنه يملك أربعة جنرالات قوية عندما قابلته بعد مدة قليلة من الإستعداد تبين أنه لا شيئ لذلك لم أقتله بل تركته و قمت بإستكشاف العالم باللعبة و إن كان هذا العالم مشابه للعالم باللعبة فسيكون إستكشافه ممتعا.


"للأسف لا وجود للملك زيكس في هذا العالم إنه مجرد واحد من الشخصيات المصنوعة من طرف اللعبة و يجب أن تعرف أن عدوكم أقوى منه بكثير ب 100 ضعف على الأقل"


حسنا زيكس كان ضعيفا لدرجة أنني هزمته و جنرالاته بشخصية الكاهن من دون تلقي مساعدة، لاكن 100 ضعف! أليس هذا كثيرا؟


"ألست كيانا ساميا؟ لما لا تقاتله بنفسك بما أنك قادر على فعل أي شيئ؟" سألته بنبرة بها القليل من السخرية.


"ذلك غير ممكن حتى بالنسبة لي خصوصا أن عدوكم أيضا كيان سامي و فوق هذا يوجد 3 أعداء و ليس واحدا فقط."


"3 أعداء و 3 مختارين هل هته مصادفة أم أنك تريد جعل كل منا يقتل أحدهم، أتعرف شيئا لما لا تضيف شخصين في كل جانب و نلعب مبارات كرة قدم مصغرة لتحديد الفائز رغم أني لن أشارك."


أجابني بهدوء دون الإهتمام بكلامي الساخر و قال:

"ليست مصادفة كل ما في الأمر هو أني أملك قوة كافية فقط لإحضار 3 أشخاص و تجهيزهم بالكامل بعد أن إستنفدت معظم قوتي لصناعة اللعبة، و إذا قمت بإحضار شخص واحد فقد سيصبح مستبدا و أكثر خطورة من العدو نفسه، و أما إذا أحضرت شخصين فسوف يتصارعان من أجل السلطة، لهذا لا خيار لدي سوى إحضار ثلاث أشخاص لأداء هته المهمة."


على الأقل هذا الشخص يعرف طبيعة البشر و كيف تأثر فيهم السلطة، إلا أنه لا يدرك أني أكره الإختلاط بالغير و لا أجيد العمل الجماعي.


قد أكون جمعت الكثير من الحلفاء إلا أن ذلك حصل في اللعبة و اللعبة تضل اللعبة لهذا أشك مقدرتي على فعل نفس الشيئ هنا.


"أنت مخطأ هناك فقط شخصان لاني لا أنوي المشاركة خصوصا أني معدوم تقريبا بدون أي معدات، لذلك لن أقدم الكثير حتى لو أرد---"


"لهذا السبب قدمت إليك--"قاطني العجوز ثم أكمل:"-- أتيت لأقدم لك أربع هدايا ستساعدك."


"أربعة هدايا؟"


"أجل أول هدية لديك مسبقا و هو نضام اللعبة، ترسانة الأسلحة و هي عبارة عن سحر تجعلك تخزن الدروع و الأسلحة في فضاء آخر و إستدعيتها متى أردت و الحد الأقصى لهذا السحر هو خمس أسلحة و خمس دروع، ثم هناك منطقة التخزين وهي كذلك سحر قادر على تخزين الأشياء لاكن لديها حد و هو 20 خانة و يمكنك تخزين ما يقرب 20 من نفس العنصر و هناك حد لحجم الأشياء التي يمكنك حزنها. كان بإمكاني جعل التخزين لا نهائيا في اللعبة لاكن لم أستطع بما أنه لا يوجد سحر بهذه القوة"


"ماذا عن المستويات لقد كانت باللعبة؟"


"لا وجود شيئ إسمه مستوى إنها فقط أرقام تقريبية من نتاج اللعبة لتقدير قوى الوحوش و الشخصيات."


فهمت إذا لا فائدة من المستويات.


"و ثاني هدية و هي أيضا لديك بالفعل إنها ذكريات من عالمك و المعلومات من اللعبة لقد تم ترسيخها بدماغك لكي لا تنساها كما تم زراعة المعرفة بشأن لغات هذا العالم لذلك لن تجد مشكلة من هته الناحية."


لهذا تمكنت من الحديث مع الفتاة و أهل القرية بسهولة حتى أني فهمت نقوش الختم بالغابة.


"هته الأشياء نافعة بالفعل. إذا ماذا تبقى بعد؟"


"الحصول على مهارة و الحصول على درع أو سلاح."


أخيرا هذا هو الكلام الذي كنت أنتضر سماعه.


----------------------------------------------

صراحة هذا الفصل طويل نوعا ما و ربما ممل أيضا لاكن لابد منه لتوضيح بعض الأشياء.


ملاحضة: الكيانات السامية لا تقتصر على الشياطين و سيظهر الشرح مع مرور الوقت.


و شكرا للقرائة.

2018/06/02 · 447 مشاهدة · 1899 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024