بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع عشر

لم تنتهي القضية بعد!

خطى دانيال بسرعة نحو توم الذي فاجأه بالتقدم نحوه مرة أخرى وضربه على ترقوته أما الآخر لكمه ، أمسك دانيال ترقوته من الألم ثم أمسك توم الساقط أرضا ، ركله ثم ضربه ، حاول توم الإبتعاد عنه لكن الآخر أمسكه وحاول رفعه لكن توم أخذ حجرا بيده وبحركة مفاجأة ضربه على انفه فأمسك دانيال وجهه وسقط أرضا ، ما رآه توم والجميع حولهم ، الدماء تنزف من أنف دانيال وتسيل ليده ثم تتساقط على الأرض ، لم يتحرك توم بل بقي ساكنا حتى اقترب المسعفين حولهم ، أنهى بعض الشرطيين الخلاف ، كان هناك مسعف بجانب توم يقوم بفحصه ، فقال له: لم تتأذى كثيرا ، بعض الكدمات البسيطة.

لم ينظر توم له وبقي صامتا ، نظر المسعف له قليلا دون اظهار تعبير وجه واضح ثم ابتعد عن توم ، رفع توم رأسه ليرى العربة التي تقل دانيال إلى المستشفى ، لقد كسر توم أنف دانيال بتلك الضربة! ، وضع توم يداه على رأسه ثم وقف ببطئ ، كانت مايا تبكي أمام المرآة بصمت وهي ترتدي ملابسها ، أمسكت منديلا ومسحت دموعها وخرجت من منزلها ، كانت قد تلقت مكالمة من هوبكنز بأنه بالمستشفى ويريدها أن تجهز له تقرير كامل عن الحادثة قبل خروجه منها ، وقفت على الشارع وأوقفت سيارى أجرة ، دخلت وقالت: إلى القسم الجنائي أرجوك ، تحركت السيارة بها إلى القسم الجنائي ، كانت تحاول تمالك نفسها دون ان تبكي لكنها تفشل في ذلك ، قال لها السائق: تمالكي نفسك سيدتي فلديك ما سيبكيك فعلا.

استغربت مايا من كلامه فقالت: ماذا تعني؟!.

توقف على جانب طريق وحمل مسدسه وأشهره نحو مايا وقال: اعطني هاتفك وكل شيء بحوزتك.

لم تكن استجابة مايا عالية فظلت محدقة في المسدس ، صرخ عليها: هيا؟!.

أعطته مايا كل شيء بسرعة و مع الوقت القاسي الذي بدأت تمر به انصاعت لكل الأوامر بسرعة ؛ رويدا رويدا بدأت مايا بتمييز ذلك الصوت ، نعم وضعت شكوكها حول ذلك لشخص ، هي تعتقد انها تعرفه ، كانت تستعد لتسأله من هو لكن الآخر كان يقود في صمت ، قالت له: .....

كان توم يقود سيارته ويمسك كوب قهوة بيده ويشترف منه قليلا ، حتى تلقى مكالمة من هوبكنز فوضعه جانبا ورفع هاتفه مجيبا عن المكالمة ، : اهلا

رد هوبكنز بنبرة واضحة: أهلا توم ، توجه إلى القسم الجنائي.

أنتهت المكالمة ، رفع توم حاجبيه في إشارة إلى استغرابه من غرابة المكالمة التي تلقاها ، لكنه ومع ذلك غير وجهته وقصد القسم الجنائي ، قام توم بتشغيل الراديو ليستمع إلى نشرة الأخبار ، أذيع خبر القبض على العصابة ، كان المذيع يتكلم عن مدى ضخامة الحدث ، كان توم يستم بصمت وبدا متأثرا من موت روتانيو ، ذلك الاسم الذي تمنى له الموت ، مات فعلا لكنه مات عندما أراده توم أن يعيش ، يا لسخرية القدر ، ركن توم سيارته مقابل القسم الجنائي وشرب قهوته حتى انهاها ، خرج من سيارته ودخل القسم حتى وصل الى مكتبه ، جلس على كرسيه وفتح حاسوبه وبدأ بإضاعة وقته ، فجأة نظر إلى الساعة لقد مرت ساعة ونصف! ، أغلق ماكان يفعله وحينها بدأ بسماع صوت طرق عكازة هوبكنز على الأرض ، ووقف مستعدا لاستقباله ، لم يكن هوبكز يبدو متعبا ، لقد أغمي عليه فقط ولم يؤثر به ذلك ، أشار لتوم بإصبعه وقال: اتبعني.

كانت نبرته ثابتة ولم توحي بشيء ، لحقه توم حتى وصل إلى كتب هوبكنز ودخله ، جلسا فقال هوبكنز ليقطع الصمت الطويل: لدينا مشكلة ، هذه لقضية لم تنتهي بعد.

قال توم وهو مطمأن: آه لابد أنك تعني سام سيسلم نفس...

_ تبا لـ سام ، مايا تم اختطافها ، ربما هم بعض أفراد العصابة الذين يريدون اخراج ايميليا من السجن.

_ هل تلقيتم مكالمة منهم.

_ فقط رسالة.

_ ما هو محتواها

_ "سلمونا ايميليا أو ستكون مايا الضحية التالية"

_ هل تتبعتم موقع الرسالة

_ تم كسر الشريحة لذا انتهى الأمر تقريبا.

_ ألا تظن أنك تبالغ ، لن نسلمهم شيئا وسنقبض عليهم

_ لكننا فقدنا روتانيو.

اعتدل توم بجلسته وابتسم وقال: هم فقدوا ايميليا.

_ هل تعتقد أنها كانت العقل المدبر

_ أعتقد؟ ... هه أنا متاكد ، ولقد قبضنا على معظم أفراد العصابة ، هل يمكنك أن تسترخي أنت الآخر الأن. قال توم بثقة

نظر هوبكنز لتوم وقال: لديك يومان لتقبض عليهم وتعيد مايا ، متى تريد مقابلة ايميليا.

ابتسم توم بثقة وقال: في الوقت الذي تريده.

قال هوبكنز: غدا صباحا الساعة التاسعة.

_ ما رأيك عندما أصل مباشرة ، أعني الساعة الثامنة بشكل دقيق.

_ كما تريد.

خرج توم من مكتب هوبكنز وبدا مستغربا ، كان من الواضح أن هوبكنز متوتر ، اوه لم يكن واضحا ، كانت تعابير وجهه تكاد تنطق وتقول "أنا خائف أنا متوتر أنا مرتعب" ، تجاهل توم ذلك وخرج من القسم الجنائي منتظرا يوم غد ، سيتحدث لإميليا وجها لوجه ، كان متحمسا ومتوترا كذلك لكنه بالتأكيد سيسيطر على ذلك.

اليوم التالي:

استيقظ توم في الساعة السادسة ، هو لا يستيقظ في الساعة السادسة عادة لأنه ينام متأخرا ، نهض من السرير وخلع ملابسه وأخذ منشفته ودخل حمامه واستحم ، خرج من الحمام ولبس بدلته وأصبح مستعدا لرؤية ايميليا ، جلسة استجواب ، خرج من غرفته من جناح الفندق ، وبدا وكأن الجميع يعرفه ، الجميع ينظر إليه ويتهامسون حوله ، حتى أنه أحيانا ما يسمعهم

"هذا توم"

"اوه انه توم"

"اوه المحقق"

في البداية ظن توم أنها أحد ألاعيب ايميليا التي تفعلها وهي داخل السجن ، لكن عندما سمع ذلك اختفت شكوكه تماما

"انه توم المحقق الذي قبض على العصابة الإيطالية"

منذ متى اصبح اسمها العصابة الإيطالية؟ ، لم يهتم وخرج من هناك بعد أن طلب كوبان قهوة وتوجه نحو سيارته ، ركبها ، قام بتشغيل موسيقى هادئة ، كانت الساعة 7:45 ، لم يصدق أنه أخذ هذه الفترة ليتجهز ، لكنه لم يبالي ، توجه مباشرة نحو السجن ليقابل ايميليا ، كان يستمع للموسيقى بهدوء وهو يتوجه نحو السجن ، السجن ، كملة تصيبه بالذعر لكن فكرة مقابلة ايميليا بالسجن كانت جميلة ، عند إضافة اسم ايميليا لسجن كانت تصبح كلمة جميلة تجلعه يرتاح.

وصل توم إلى السجن وحمل كوبين القهوة ، كوب له وكوب إلى ضيفته ايميليا ، دخل السجن ، حان الوقت ، استجواب ايميليا.

ـــــــــــــ

شكرا على حسن القراءة.

أتمنى اخباري إذا كان هناك أي خطأ.

نراكم قريبا.

2020/08/06 · 334 مشاهدة · 1004 كلمة
اسعد
نادي الروايات - 2024