وسط ضجيج الأمطار الغزيرة والسماء المليئة بالرعد، وقف هذا المخلوق الضخم بقرونه الطويلة والمدببة، التي تنحني قليلاً نحو الخلف. كانت القرون حادة وقوية، تتلألأ تحت ومضات البرق، بلون داكن يزيد من رهبتها. بطول يصل إلى 500 متر، كان هذا الكائن العجيب يحتل الأفق بعينين حمراوتين تلمعان كالجمر.

خلفه، كانت الأمطار تهطل بغزارة، تزين جسمه الضخم بقطرات لامعة، بينما يضيء الرعد المتواصل تلك القرون المهيبة. كل وميض من البرق يكشف تفاصيل جديدة لهذا المخلوق، ويعزز من رعبه الغامض وقوته الفتاكة. كان يقف هناك شامخاً، رمزاً للرعب والقوة في آن واحد، متحكماً بالسماء والأرض،

لم أكن أدرك كيف وصلت إلى هنا، بينما كنت أستقر فوق سريري المتهالك، والآن أواجه وحشًا مرعبًا. صوته الخشن جعل جسدي يرتجف، وكأنني في قبضة قوة غامضة.

"أكومارو،" قال الوحش، "نقلت لهذا العالم لمهمة واحدة، وأعلم أنك لا تمتلك خيارًا آخر."

شعرت بدوار، لكنني بقيت واقفًا، مخيرًا بين الرعب والمجهول. "عليك أن تتجاوز شخص واحد؛" قاله بصوت يجلجل كالرعد.

"هاه؟ ماذا تقصد؟" سألت، غير مصدق.

"سايتما،" أجاب. "تجاوز سايتما، وعندها يمكنك النجاة."

"ماذا؟ أتتحدث عن ذلك الأصلع الذي لا يقهر؟" تساءلت، مستغربًا.

"نعم. هذا هو الأمل الوحيد الذي سيعيدك إلى عالمك الأصلي؛" أضاف الوحش، بينما كان ضوء غريب يشق السماء، يضيء المكان من دون صوت.

شعرت وكأن الضوء يغلق عيني، وعندما فتحتها ببطء، وجدت نفسي في مكان ضبابي، مظلم، وكأنني على قمة جبل موحش. الصخور الحادة السوداء كانت محيطة بي، ورحلت إلى حالة من الشك.

"ماذا يحدث؟ هل هذا حلم؟" تساءلت، بينما بدأت أتلفت حولي.

بجانبي الأيمن، كان هناك سيف أسود غريب. طوله كان متوسط، كان نحيفًا وحادًا، ونقوشه الغريبة كانت بالكاد مرئية.

"ماذا أفعل الآن؟" تساءلت، وأنا أدرك أنني بدون أي نظام أو مساعدة، فقط سيف غامض.

"اللعنة! ماذا يريد ذلك الوحش مني؟" همست، بينما أخذت السيف من الأرض، الذي كان خفيفًا كما لو كان مصنوعًا من الهواء.

"تبا... ما الذي يجب أن أفعله الآن؟"

بشكل مفاجئ سمع أكومارو صوت قوي ومرعب من خلفه؛

٬٬بسرعة كبير ألتفت للخلف!٬٬

فجأة، انبثق من بين الظلال كائن مرعب، وكأنه وُلِد من كوابيس الليل. كان وحشًا لا يشبه أي مخلوق عرفه من قبل، بل كان أشبه بشيطان حقيقي. عيناه السوداء كانت تلمعان كجمرتين مشتعلتين، تحملان في عمقهما ظلمة لا تنتهي. ابتسامة مشؤومة كانت تتسلل إلى وجهه، تكشف عن أسنان حادة كخناجر، تلمع في ضوء القمر كأنها قُطعت من الحديد.

بينما كان لعابه يسيل من فمه، كان يُشعر أكومارو بالقشعريرة تسري في جسده، كانت أنفاسه ثقيلة، تحمل رائحة العفونة،

بينما كان هذا الكائن يقترب، يتقدم خطوة خطوة، وكأن الأرض تحت قدميه تبتلع أصوات الليل، مُثيرةً شعورًا عميقًا بالخطر.

انقض الوحش عليه مباشرة، لكن أكومارو لم يكن مستعدًا تمامًا. حاول الهرب، إلا أن الوحش كان أسرع. أصابته مخالب الوحش في ذراعه، واندلقت قطرات الدم على الأرض، مشكّلة بركة صغيرة من الألم. صرخ أكومارو، لكن صوته اختفى في صدى الليل.

تدفق الألم في جسده، لكنه لم يستسلم. استجمع قواه، مرتجفًا، ورفع سيفه نحو الوحش. كانت ضربة قوية، لكنها لم تكن كافية. ارتطمت الحافة بجسد الوحش، ولكن لم يحدث شيء. كان الوحش يضحك، وكأنه يستمتع بمعاناة أكومارو.

مع كل هجمة، كان أكومارو يتراجع أكثر، يتخبط في الظلام، بينما ينزف من جروحه. كانت كل ضربة تأتيه كعقاب، وبدأ يشعر بأن العالم من حوله يضيق،

لم يكن يفهم ماذا يجري،في لحظة من الإلهام، قرر أن يقاوم. استجمع قواه مرة أخرى، واندفع نحو الوحش، هذه المرة بحركة أكثر حذرًا. تفادى مخالب الوحش، لكنه فقد توازنه وسقط على الأرض، مما زاد من جروحه.

مع كل لحظة تمر، كان الألم يشتد، لكنه لم يكن مستعدًا للتخلي عن القتال. استند على ذراعه المجروحة، ورفع سيفه مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت ضربة يائسة، موجهة نحو قلب الوحش.

اصطدمت حافة السيف بجسد الوحش، لكن ما إن فعل ذلك، حتى شعر أكومارو بالضعف يتسلل إلى جسده. سقط السيف من يده، وانهار على الأرض،

في تلك اللحظات الحرجة، شعر أكومارو وكأن الموت يمر من أمامه، يرفرف كطيف كئيب، ويهمس في أذنه بأصواتٍ غامضة. كان قلبه ينبض بسرعة، لكن كل نبضة كانت كالسهم الذي يثقب سكون الليل. الضباب من حوله بدا كثيفًا، وكأن الغابة نفسها تحتضر، تراقب المعركة التي لم يكن أمامه خيار سوى خوضها.

تدفق الدم من جروحه، ورائحة الحديد كانت تملأ أنفه، بينما كانت عيناه تراقبان الوحش، الذي كان يقترب منه ببطء، وكأنه يستمتع بلحظة النصر. كانت ابتسامة الوحش تزداد اتساعًا، وكأن كل الألم الذي عاناه أكومارو كان مجرد لعبة بالنسبة له.

اللعنة!... يتبع

2024/12/09 · 333 مشاهدة · 691 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025