بينما كان أكومارو يقترب من الشيطان، بدأت الابتسامة المرعبة التي تزين وجهه تتلاشى ببطء، وكأنها تذوب كالشمع. كانت هالة سوداء تتصاعد منه، جعلتني أشعر كأن عظامي تذوب تحت وطأة ذلك الظلام. بدأ الدم ينساب من فمي وعيني، والألم الذي كنت أشعر به كان فوق احتمال الكلمات.

فجأة، انفجرت طاقة مظلمة جعلت جلدي يتآكل ببطء، بدءًا من فكي الذي كان قد ذاب بالفعل إلى نصفين. تلك الطاقة كانت كفيلة بأن تجعل الجبل الأسود الذي كان يحيط بنا يختفي وكأنه لم يكن له وجود.

بينما كنت أصرخ من شدة الألم، شعرت بأن جلد يدي يذوب أيضًا. نظرت حولي فرأيت مخلوقًا مختلفًا تمامًا عن الشيطان الذي كان أمامي قبل لحظات. كانت له قرون مدببة وسوداء، وعيناه الضيقتان كانتا تحملان برودة عميقة، وأجنحته السوداء العملاقة كانت تحلق به في الهواء.

اختفت الابتسامة تمامًا، بينما كنت أنا أيضًا أحلق في السماء. نطق الشيطان بصوت يحمل السخرية: "أنت... أنت حقًا ضعيف. يبدو أنه ليس لديك ما يحفزك على التطور."

كيف يمكنني التطور، وأنا لم أستيقظ إلا قبل لحظات؟ كنت أود أن أرد عليه بهذه الكلمات، لكنني لم أستطع. كان نصف فكي السفلي قد تحلل، والألم الذي أشعر به الآن لم أشعر بمثله من قبل. تمنيت لو كنت أحترق حتى الموت، على الأقل سيكون ذلك أقل ألمًا من هذا الجحيم الذي أعيشه.

"أكومارو، كل مرة تتخاذل فيها أو تفشل في تنفيذ أي مهمة، سيكون العقاب أشد من هذا."

تساءلت في نفسي، ماذا يقول هذا الشيء؟ لماذا لا أشعر بعيني اليسرى؟

فجأة، قبل أن يكمل أكومارو تفكيره، رأى عينه اليسرى تتدحرج نحو يده.

آخخخخ~

"هل تشعر بالألم يا أكومارو؟ تذكر أنك ستتمنى لو تشعر بهذا الألم طوال حياتك من هول ما ستراه إن فشلت."

مهمتك الأولى: "أهزم جميع الحوش التي في الغابة."

ما هذا؟ أين أنا؟ فتحت عيناي ببطء، كان من الصعب فتحهما بسبب ضوء الشمس الساطع. ماذا! ألم أكن أمام ذلك الشيطان قبل قليل؟ كيف أتيت إلى هنا؟

بينما بدأت أنهض، ألقيت نظرة حولي. كانت الأشجار تحيط بي من كل جانب. أظن أنني في غابة.

لحظة، آخر شيء سمعته من ذلك الشيطان هو أنه يجب علي النجاة من الحوش التي في الغابة! سحقًا، هذا يعني أن هناك وحوش قريبة من هنا.

ما هذا؟ ألا يزال هذا السيف الأسود موجودًا؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث؟

آخخخخخ! صراخ!

ما هذا الصراخ الذي سمعته قبل قليل؟

التفت أكومارو إلى خلفه ليجد وحشًا عملاقًا، مدججًا بعضلات ضخمة تغطي جسده.

بينما كان أكومارو ينظر إلى الوحش العملاق، انتابته مشاعر متضاربة من الخوف والإصرار. كانت العضلات الضخمة للوحش تتلألأ تحت أشعة الشمس، وكأنها تتحدى وجوده. لكن لم يكن لديه الوقت للتراجع، فقد أدرك أن البقاء على قيد الحياة يتطلب منه مواجهة هذا الكائن المخيف.

انقض الوحش نحو أكومارو برجليه القويتين، محاولًا أن يمسكه بمخالبه الحادة. في تلك اللحظة، تأججت بداخله قوة غير متوقعة. استجمع شجاعته واندفع إلى الأمام، متفاديًا المخالب بفارق ضئيل. كانت الأرض تحت أقدامه تهتز، وكاد أن يفقد توازنه، لكنه تمكن من القفز إلى جانب آخر، مستغلًا سرعته.

توجه أكومارو نحو الوحش، مستعينًا بالسيف الأسود الذي كان لا يزال في يده، رغم أنه كان يشعر بوزنه كأنه جبل. أخذ يلوح بالسيف في الهواء، محاولًا أن يضرب الوحش في موضع ضعيف. لكن الوحش كان أذكى مما توقع، فقد التفت فجأة وصد الضربة بمخالبه. ارتطمت السيف بجسمه، مما أحدث صوتًا مدويًا، لكن الوحش لم يتأثر كثيرًا. بل بالعكس، أطلق زئيرًا مدويًا جعل أكومارو يرتجف.

كان أكومارو يعرف أنه لا يستطيع الاستسلام، لذا بدأ يستخدم البيئة لصالحه. اختبأ خلف شجرة ضخمة، متجنبًا هجومًا آخر. لكن الوحش لم يكن غافلاً، فقد بدأ يتبع أثره، وكأن لديه قدرة خارقة على استشعار وجوده.

في لحظة حاسمة، انقض أكومارو من خلف الشجرة، وهاجم الوحش بكل قوته، لكن الوحش كان قد توقع ذلك. انقض عليه برجله، مما أدى إلى جرح عميق في ذراعه. صرخ أكومارو من الألم، لكنه لم يستسلم. بل استمر، وأصر على الهجوم مجددًا.

تبادل الاثنان الضربات، وجاءت لحظات من الشجاعة والفشل. كان الوحش يضربه بقوة، بينما كان أكومارو يرد الهجمات بأقصى ما يستطيع. شعر أكومارو بالتعب يتسلل إلى جسده، لكنه كان مصممًا على الاستمرار.

استغل أكومارو لحظة من الهدوء، وبدأ يخطط لهجمة جديدة. قرر أن يستخدم حركته في القفز، فأخذ يتنقل من شجرة إلى أخرى، محاولًا إرباك الوحش. وفجأة، قفز عالياً، محاولًا توجيه ضربة قوية نحو رأس الوحش.

لكن الوحش كان أسرع، فقد انحنى بذكاء، مما جعل أكومارو يفقد توازنه ويسقط على الأرض. استغل الوحش الفرصة، وفتح فمه الكبير استعدادًا للانقضاض عليه.

أكومارو، الذي شعر بدماءه تغلي من الخوف، أدرك أنه بحاجة إلى استجماع كل قواه. مع جهدٍ كبير، استجمع طاقته واندفع نحو الوحش، ضاربًا جسده بالسيف.

تبادل الاثنان الضربات مجددًا، وأصبح القتال أكثر شراسة. كان الوحش يزداد غضبًا، وكلما أصابه أكومارو، كانت ردود أفعاله أكثر وحشية. في إحدى اللحظات، استجمع أكومارو كل طاقته، وأطلق هجمة قوية، لكنه لم يكن يدرك أن الوحش كان ينتظر هذه اللحظة.

انقض الوحش على أكومارو بمخالبه، وأمسك برقبته. شعر أكومارو بالاختناق، بينما كانت أنفاسه تتقطع. في تلك اللحظة، أدرك أنه قد يكون في نهاية الطريق. حاول أن يحارب، لكن الوحش كان أقوى بكثير مما تخيل.

بذل أكومارو ما في وسعه، لكنه كان يقترب من النهاية. مع زئيرٍ مدوٍ، أطلق الوحش ضربة قاضية. أطبق على رأس أكومارو، وأحس بظلمة تأخذه بعيدًا.

انتهى القتال، وسقطت رأس أكومارو على الأرض، بينما كان الوحش يقف منتصرًا، يتنفس بصعوبة، لكنه يشعر بالقوة والتفوق. كان كل شيء قد تغير، لكن أكومارو لم يكن قد انتهى بعد.

2024/12/16 · 94 مشاهدة · 850 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025