في اليوم التالي ودعت اميرو وانطلقت للمكان التالي.
انا لست احمقاً تواقاً للموت و اعرف الكثير من المعلومات التي تفيدني لذلك كانت وجهي واضحة .
مدينة بازل . Puzzle city
المدينة التي تخلى عنها الحكام .
(ملاحظة : استخدمت الحكام بدلاً من الآلهة و هذا لأسباب دينية)
تمتمت بصوت مكتوم.
" حكام تافهون... لا يهتمون سوى بـ كبريائهم "
< مالذي تعنيه كايل ؟ >
سألني راون باستخدام السحر.
ابتسمت و هززت رأسي.
" لا شيء ، هيا لننطلق و نقابل الطفل الباكي "
< طفل..؟ باكي....؟ >
" هاهاها.. سأشرح لك عندما نصل ، و سأشرح لك قصة هذه المدينة "
< صحيح ! قلت لي أنك ستخبرني عن الأبراج الحجرية >
ابتسمت ابتسام باهتة وقلت له .
" أجل لنذهب أولا... "
سرت مع راون في أنحاء المدينة و ثم اتجهنا نحو الكهف.
لم أرغب في توسيخ ملابسي و لذلك انتقلت باستخدام السحر .
بمجرد وصولي ضربني تيار هواء قوي ، لو لم أكن قوياً كان من الممكن أن يقذفني نحو الجدار.
في هذه اللحظة لم أكن أمتلك الدرع غير القابل للتدمير ، لذلك قررت استخدام قوى عناصر الرياح لإيقاف الأعاصير الصغيرة.
بعد التواصل مع عناصر الرياح استطعت إيقاف الأعاصير تماماً و لم أحتج لاستخدام أي سحر أو حتى اللجوء لملوك الأرواح.
تفاجئ راون مما حدث و صرخ بصدمة .
" هل يمكنك فعل هذا حقاً ؟ أليس يعتبر غشاً ؟ "
ضحكت على سذاجته .
" بفففت.. نحن لسنا في عالم عادل "
بدأت بالتوجه نحو الأحجار و إصلاح البرج الحجري.
ثم بدأت أتحدث عن مدينة بازل بوجه مظلم .
" مدينة بازل ، يقال ان الحكام تخلوا عنها... "
أمال راون رأسه للقصة التي كان متحمساً لها .
" بعد تخلي الحكام عنها أصبحت مدينة بازل في حال سيئة نسبياً ، بدأ السكان يفقدون إيمانهم في كل من حولهم "
استمع لي راون بتركيز بينما كنت أصلح البرج و استمر .
" ثم قام أحدهم بالصراخ بصوت عالي ، من يحتاج لأي حاكم كي ينعم عليه ؟ مالفائدة من الذين تخلو عنا ؟ لماذا يجب أن نستمر بالإيمان بأشخاص لا يهتمون بنا أصلاً ؟ ثم قام بجمع بعض الأحجار و صنع برجاً حجرياً "
توقفت للحظة بسبب سماعي لنواح الطفل الباكي طلبت من راون الانتظار قليلاً .
بدأ يشتكي الطفل و يقول أنه كان جباناً .
تحدثت بصوت مهيب.
" من حقك الخوف ، من حقك الهرب، الانسان يهتم بنفسه فقط، لا تقلق لم يرغب اي شخص من أصدقائك بموتك "
< شكراً أنت رائع أتمنى لو كنت مثلك ، سأكون قلبك ، يجب أن لا تموت >
ثم بعد أن استحوذت على القوى القديمة { حيوية القلب } أكملت حديثي مع راون .
" ذلك الرجل وضع له هدفاً و هو أن يصبح غنياً ، بعد الكثير من الصعاب أصبح الرجل غنياً و توجه نحو برجه الحجري و دمره و صرخ : ان لم يهتم بنا الحكام فليس علينا الاهتمام بهم ! فالتصنعوا أبراجكم الحجرية و إذا تحققت أمانيكم حطموها ! "
" استمتع الجميع بهذه الفكرة و هكذا انتشرت في المدينة ، لذلك أصبحت مدينة بازل التي تخلى عنها الحكام ، مدينة الأبراج الحجرية "
ابتسمت لـ راون الذي بدى انه يفكر بالكثير .
" لا تفكر في الأمر كثيراً ، انها مجرد قصة قديمة "
اشرق وجه راون قليلاً .
" صحيح ، كايل ذكي جداً ! و الآن ماذا عن الطفل الباكي؟ "
خرجت معه أولا من الكهف ثم استمررت و نحن في طريقنا للنزل .
" انه صاحب القوة القديمة السابق ، يطلق على هذه القوة { حيوية القلب } انها قدرة تجديد بشرية ، بمعنى انها تستطيع علاج اي اصاباتو معها سأكون تقريبا خالداً ، مادام رأسي لا يزال في مكانه سأبقى على قيد الحياة "
أشرق وجه راون و يبدو أنه سعيد لانه علم اني لن أموت بسهولة .
اقتربنا من المدينة و طلبت منه التخفي .
" اما بالنسبة للقب الطفل الباكي ، سأخبرك قصته الآن.. "
تحدثت و مازلت أظن أنه ربما لا يجب أن أخبر طفلاً بهذا و لكن تذكرت انه تنين .
" في الماضي في العصور القديمة ، قبل أن يكون لهذه المملكة وجود حتى ، كان هذا المكان هو ساحة معركة عظيمة ، امتلأ جميع المقاتلين فيها بالجروح و الدماء ، لقد كانت حرباً فظيعة من ضمنهم كان يوجد هذا الطفل الباكي هو لم يكن طفلا بالمعنى الحرفي ، لقد كان فتىً مراهقاً "
نظر لي راون بنظرة متسائلة .
كنت أعرف ذلك على الرغم من عدم تمكني من رؤيته و لكنني توقفت لأننا وصلنا للنزل .
صعدنا لغرفتنا و قد حلّ الليل.
استلقيت على السرير و بجانبي راون الذي تشبث في ملابسي بينما يطلب مني الاكمال .
" كان ذلك الطفل ضعيفاً جداً و رغم عمره كان لا يزال يتصرف كطفل صغير ، و يبكي على كل شيء ، استطاع الهروب من ساحة المعركة بمساعدة أصدقائه و لكن جميع أصدقائه قد ماتوا بالفعل.. "
تحدثت بينما أغمض عينيّ حتى أخفي نظرتي المعقدة .
" لقد ظلّ وحيداً.. و حزن بسبب وحدته ، ندب حظه و جبنه... و لكن لا ينفع الندم.. مهما حاول لم يستطع الموت بسبب قدرته "
احتضنت راون بين ذراعي و أكملت.
بدأ صوتي يرتجف قليلاً
" ذهب الى الكهف حيث كان مليئاً بالأعاصير الشديدة و التي تستطيع قتل أي أحد ، بقيّ لسنين بدون طعام أو شراب و لكنه لم يمت ، كان يبني برجه و أمنيته هي الموت والارتياح "
احتضنت راون بقوة أكبر مما جعله يقلق .
" كايل...؟ "
لا أعلم لماذا أصبحت عاطفياً ربما لأن موته كان فظيعاً بالنسبة لي.. على الرغم من كوني لا أعرفه و لكنني استطعت فهمه جيداً..
و لكن حتى لا أقلق هذا التنين اللطيف ...
" لا بأس راون، لم يحدث شيء... سأكمل "
" كان دائما و قبل أن يضع آخر حجر... يقوم بتدميره مرةً اخرى ، على الرغم من رغبته في الموت فقد كان يخاف ايضا من الموت ، و في النهاية مات حتى بدون اكمال برجه... لقد مات بعد أن عاش لأكثر من 150 عاماً "
" لذلك كان ندمه كبيراً جداً.... راون ، كيف تشعر تجاه هذه القصة ؟ "
اقترب راون مني و دفن رأسه في صدري .
" انها حزينة.. لم يستطع تحقيق ما أراد... و مات وحيداً.. كايل.. هل.. هل سأموت أنا أيضاً وحيداً ؟ "
و كما توقعت... ربما ما كانت فكرة جيدة حكاية شيءٍ كهذا لطفل .
و لكنني قلت بصوت حازم و دافئ .
" راون.. انت طفلي اللطيف ، لن أتركك تموت وحيداً أبداً ، حتى لو اضطررت لدفع ثمن ذلك ، لن اتركك راون "
شعرت بجسد التنين الصغير يرتخي بينما يقول .
" شكراً كايل ، تصبح على خير "
" تصبح على خير راون "
غرقت في النوم و عندها وجدت نفسي في مساحة بيضاء واسعة و صوت مهيب يقول .
< هارب من حكم الحاكم المطلق... >
< لا يفترض وجودك هنا.... انت ◾️◾️>
*********************************
اتمنى استمتعتوا بالفصل 💖
اعتذر هذا آخر فصل راح انزله لأن قررت تكون الرواية قصيرة و ليست طويلة و ستنتهي قبل أن يلتقي كايل بجميع الشخصيات 🌹
+ أعتذر إذا كان الفصل ممل..🤧
+ تصرفات كايل ليها مبرر راح تعرفوه قريب.
و كذا تكون النهاية قريبة و ما أعتقد ان الرواية راح تتجاوز الـ 30 فصل .
تلميح الفصل القادم :
سلاسل الحكم
************
الأمس الفجر وعدت اثنين من المتابعات بمفاجأة ~
اتمنى تعجبكم هذي الهدية الأولى.
رسمتها و أهديها لكم ~
(كايل و البيرو و بيير)
الهدية الثانية عزيزاتي
هو فصل خاص~
في حال كان عندكم فكرة ( من قمامة عائلة الكونت )
راح اخليه فصل خاص وانزل لكم عنه مثلاً.
يتحول كايل لطفل و في كثير أجانب سووها 💖
اختاروا الفكرة اللي تحبوها و اذا ما كانت عندكم خلاص نترك الهدية الثانية على جنب مو مشكلة~🌹