اقشعر جسدي بسبب الاسم الذي ناداني به الصوت..

لقد علمت في تلك اللحظة.

" لقد تم اكتشافي.... "

امتزج الصوت المهيب ببعض من الغضب و ربما شعر بالاهانة.

< هل تظن أن مجرد ◾️◾️ يستطيع الهرب من عين الحكام ؟ >

لقد أردت البكاء..

شعرت أني أريد أن أبكي دماً...

لقد كشفت أسرع مما ظننت و لا اعلم ما سيفعله بي هذا الحاكم او حتى من هو...

في النهاية...

فكرت في أسوأ احتمال..

سأختفي تماماً... سيمحى وجودي..

شعرت ببرودة تنتشر في جسدي..

تخدرت مشاعري..

و أصبح وجهي بارداً و قلت..

" من أنت ؟ أين أنا ؟ "

أجابني الصوت بهدوء .

< يبدو أنك مختلف... ألا تخاف من خسارة شيء ؟ >

في الأوضاع العادية كنت سأغضب و أبدأ بشتمه ولكن..

لقد كانت مشاعري مخدرة تمامًا الآن.

" أجبني "

بعد فترة من الصمت.

< حاكم الموت >

فقط.. ماهذا الحظ...؟

بالعادة يحصل الأشخاص المنتقلون للروايات على حظ سماوي...

و لكن يبدو و كأن السماء تلعنني الآن.

" لا أريد الموت "

خرجت كلماتي بدون إذنٍ مني..

أجابني الحاكم بصوت متعاطف .

< أنت قد عانيت.. أنت لست مجرد ◾️◾️ عادي.. >

< أستطيع أن أعرف ذلك >

< و لكن بما أنه تم كشفك... >

< أنت تعلم مصيرك صحيح ؟ >

أصبح وجهي فارغاً...

يبدو أنني لن أهرب..

" بالطبع اعرف.. سيكون الموت و محو كل جزء من وجودي... لذلك فالتفعلها أيها الحاكم اللعين "

< هاهاهاهاها >

سمعت صوت ضحكه يملأ المكان.

< أنت محق و لكن.. >

< هنالك شخصٌ لا يزال يدعمك . على الرغم من كونك لا تستطيع التحدث اليه بعد الآن >

ابتلعت انفاسي في تلك اللحظة.

فكرت في الشخص الوحيد الذي يطابقه الوصف.

لقد كان ذلك الشخص الذي أنقذني حيث كنت على وشك الموت بعد هربي من ذلك المكان.

و نفس الشخص الذي تحدث دائما بصوته الحازم و البارد.

نفس الشخص الذي ودعني بصوت دافئ على غير عادته.

إنه الشخص الذي قضيت تحت رعايته معظم حياتي.

لم يخبرني أبداً باسمه..

الشيء الوحيد الذي يرمز له في ذاكرتي.. هو عيناه.

عيناه المماثلتان لعينيّ تماماً..

بني محمر... لم أفكر سابقاً و لكن...

هل كان كل ذلك صدفةً....؟

لم أسأله أبداً عن سبب وجوده ذلك اليوم...

و لماذا... العيون البنية المحمرة تكون هي نقطة الوصل..؟

قطع صوت الحاكم حبل أفكاري.

< لذلك سيكون هنالك عقوبة مخففة >

< ستواجه سلاسل الحكم >

لم أسمع عن شيءٍ كهذا سابقاً..

" سلاسل الحكم ؟ "

< انه مجرد اسم يدل على أن مصيرك سيكون مقيداً بهذا الحكم >

مازلت لم أفهم و يبدو أن بعض مشاعري بدأت بالاستيقاظ...

أجل لقد انزعجت من لهجته المتعالية .

" عن ماذا تتحدث بحق الجحيم ؟ "

استغرق بعض الوقت قبل الرد و يبدو أنه تفاجئ من لهجتي .

< ماهذا..؟ هل كنت دائماً هكذا؟ لا يهم دعني أكمل >

< انها جلسة تعذيب ، و لكنك تدرك أنها لن اكون سهلة بأي حال من الأحوال ، صحيح ؟ >

شعرت بالراحة و الألم..

و لكنها لا بأس طالما استطعت البقاء حياً...

في النهاية لقد كنت أتعذب كل يوم..

" لا بأس و لكن اجعلها سريعة لديّ أعمال في الصباح "

قلتها بنبرة منزعجة ليرد عليّ بصوت بارد.

< سيكون ذلك جيداً اذا استطعت التحرك غداً >

****************************************

( تحذير ⚠️ : سأذكر مشاهد التعذيب هذه المرة بالإضافة للمعاناة الشديدة منها )

و بدون أي مجال لسؤاله عن ما يقصد ظهرت سلاسل سوداء من الأرض و التفت حول قدميّ.

نظرت خلفي لأجد جداراً أبيض تماماً .

ثم تحركت السلاسل و رمتني نحو الجدار.

اصطدم رأسي بالجدار وشعرت بألم فظيع..

لقد كان الجدار أقوى مما ظننت و بدأ رأسي ينزف..

قامت السلاسل السوداء بتثبيتي على الجدار .

ثم خرجت من الجدار سلاسل حمراء و الغريب في شكلها أنها كانت حادة في أطرافها وتسقط منها مادة غريبة..

و قبل أن اتعب نفسي بالتفكير بالسبب...

شعرت بألم حارق في معدتي..

نظرت اليها فقط لأرى السلاسل الحمراء تطعنني مرة تلوّ الأخرى..

و يبدو أن المادة الغريبة كانت سماً مهيجاً من نوعٍ ما..

لقد شعرت بجسدي كله يشتعل و مازال الألم لا يتوقف..

لم أستطع احتمال الصمت أكثر و بدأت بالصراخ..

لقد كان الألم فظيعاً..

بدأت بالتعرق..

و ثم توقفت السلاسل الحمراء عن طعني أخيراً...

و لكن و بدون أي استراحة شاهدت شيئا كنت أعلم أن المقصود منه هو التعذيب النفسي..

كنت أعلم..

كنت أعلم أنه وهم... و لكنني بدأت بالبكاء...

كانت ذكرى لم أرغب في تذكرها ابداً...

ذلك العا@ر المجنون ! كان يقتل عائلتي أمامي..

سقطت الدموع من عينيّ..

حاولت التحرر من السلاسل و لكن بلا فائدة..

صرخت بشدة عندما اقترب من والدتي..

بدأ بطعنها واخراج احشائها ببطء...

ظللت أصرخ و أبكي بشدة..

شعرت بالعجز... شعرت بالضعف...

حتى بعد امتلاكي لكل هذه القوة الآن..

مازال يجب عليّ مشاهدة الأمر..

شاهدته و هو يقترب من ذلك الطفل الذي كان يرتجف..

لقد كان ذلك الطفل هو أنا..

لقد كنت أرتجف..

قام بضربي.. و بدأ يتفحص كل زاوية من جسدي..

بعدها قال بطريقة مثيرة للاشمئزاز..

" هل تعلم يا فتى ؟ لديك جسد جيد.. سأستطيع صنع دمية جميلة منك~ "

بدأ الطفل الصغير في الارتجاف بشكلٍ أشد..

بدأ يبكي و يطلب الرحمة...

لم يهتم الرجل و بدأ في ركله في معدته..

بعد أكثر من عشرين ضربة...

أغميّ على الطفل أخيراً.. مازال بامكاني الشعور بالألم على الرغم من أن كل شيء وهم..

على الرغم من كوني فقط مشاهداً و كل ما رأيته هو نسخة صغيرة مني تكرر ماضيها..

شعرت بالانكسار..

شاهدته و هو يستمتع بقتل باقي عائلتي..

و يلعق الدم من سكينه بشكل مقرف...

ثم تغير المشهد أمامي..

و شاهدت ذلك المكان...

المختبر

...

في ذلك المكان أجرى كل تجاربه الفظيعة على جسدي ..

و بطريقة ما قد حولني لفتاة..

عبث بجسدي بينما يبتسم و يقول..

" مهما عذبتك ستظل دميتي الأفضل ~ "

كان هنالك الكثير من الأطفال غيري..

و لكنني كنت الشخص الوحيد الذي نجا..

لماذا؟..

لأنني الوحيد الذي اصبحت فتاة بالكامل..

ذلك اللعين المنحرف أراد إيجاد طفلة لكي يفرغ كل رغباته السادية المقرفة فيها..

و لكن الطفلة الصغيرة لم تحتمل و ماتت..

و لذلك أراد صنع واحدة أخرى..

و لهذا صنع هذا المختبر.. لهذا قتل آلاف الأطفال..

فقط لأجل رغباته المقرفة !!

كيف يجرؤ !؟

شعرت بحرارة جسدي ترتفع ثانيةً .

اختفى المشهد من أمامي و عاد لكونه فراغاً..

و شعرت بألم فظيع في قدمي نظرت لها فوجدت السلاسل الحمراء تسلخ جلدي ببطء...

بعد انتهاءها من سلخ جلد قدميّ..

فجأة ظهرت طفلة بشعر قصير أزرق و عيون بنية محمرة أمامي..

لقد كانت جميلة مثل الملاك و لكن...

لقد كانت مغطاة بالجروح..

هذا..

كان أنا في حياتي السابقة..

اقتربت الطفلة و بدأت في تحطيم عظام قدمي..

بعد العديد من صرخات الألم نظرت لي الطفلة و اقتربت من اذني..

" انت لا تنتمي لأي مكان "

" انت وحش ، انا انت، و كلانا وحوش "

علمت جيداً ان القصد كان فقط جعلي اتحطم..

و مثل هذه الكلمات لم تكن تؤثر فيّ..

لقد كنت مؤمناً بها سابقاً و لكن هنالك شخصٌ تقبلني بالفعل.

لذلك ابتسمت للطفلة و قلت لها.

" انت مخطأ ، كل ماكان علينا فعله هو الانتظار قليلاً و ثم سنصبح سعداء ، انظر ! أنا سعيد الآن "

اختفت الطفلة و كأنها لم تكن موجودة ثم شعرت بشعور كنت قد اشتقت له بالفعل.

يد كبيرة و خشنة تربت على رأسي و سمعت ذلك الصوت .

< أحسنت آريا >

اقشعر جسدي و بدأت بالبكاء..

و لكن التعذيب لم يتوقف ابداً..

بدأت السلاسل في اخراج احشائي ببطء و وحشية..

تحطيم و سلخ و تقطيع و ثم علاج...

و ثم نعيد الكرة ثانيةً..

استنزفت كل دموعي و بدأت أبكي دموعًا دموية...

أصبحت رؤيتي ضبابية ...

و سمعت صوت حاكم الموت المبتهج و هو يقول.

< لقد نجحت و تخطيت سلاسل الحكم، مبارك هيا فالتعد >

< بالمناسبة نسيت اخبارك بشيءٍ... >

< جسدك في العالم الحقيقي تعرض للضرر كذلك و لكنه أقل بكثير >

فتحت عيناي على مصراعيها و قبل أن يختفي العالم الفراغي صرخت .

" ايها الحاكم العا@ر اللعين !! أيها #٪$£<#*£$٪&@ "

*************************

حاولت أقلل التعذيب لأقل شيء و قدرت الحمد لله..

اتمنى عجبكم الفصل 💖

طبعا هذا كان الجزء الأول من الماضي و باقي تعرفوا ايش صار بعد ما انقذه الرجل صاحب العيون البنية المحمرة و العلاقة بينهم و... الخ..

حسيت نفسي مجنونة لأن أنا اللي كتبت الماضي و مع كذا كنت أبكي و أنا أكتبه..😣😣

تلميح الفصل القادم :

الطفلة المجنونة

2021/05/09 · 795 مشاهدة · 1330 كلمة
Altaira
نادي الروايات - 2025