تأخر الوقت قليلاً و قد انتهت الحفلة منذ قليل.

كان الأطفال يضحكون و لكنهم بدأوا يشعرون بالنعاس.

جاءت أمي و عندما لاحظتني أنا و البيرو ابتسمت ابتسامة خبيثة..

هل هذه غريزة الأم...؟

إنها مخيفة..

لقد كنت أعلم ذلك منذ أن اكتشفت أني ريان.. أمي لديها حدس قوي تجاهي..

استخدمت السحر و قلت لها .

< امم.. لديّ شعور أنك تعرفين و لكن.. لقد اعترف البيرو لي.. و في الواقع أنا أحبه أيضاً.. و قبل أن يذهب تفكيرك بعيداً ، سأبقى اليوم في القصر فقط من أجل العمل ! العمل ! >

ضحكت أمي بخفة و ربتت على كتفي.

و همست لي.

" استمتع بالعمل "

ثم أخذت الأطفال و ذهبت قبلنا .

منذ متى كان تفكير أمي هكذا ؟!

ليس و كأن أحدنا يريد نقل الأمور للدرجة التالية .

سنبقى كما نحن.

هذا هو الأفضل لنا ، فقط الذي تغير هو أننا أصبحنا اقرب.

" هيا لنذهب نحن أيضاً "

امسكت يد البيرو و خرجنا.

#######################

وصلنا للقصر و توجهنا لغرفة البيرو.

جلس البيرو على السرير و جلست بجانبه بينما رأسي في حضنه.

بدأ في مداعبة شعري و كان شعوراً جميلاً.

ثم قال لي.

" إذًا نبدأ من حيث توقفت ، ما هو الشيء الذي يحدد القوة في ذلك العالم ؟ "

" كما أخبرتك سابقاً فالسحر و الأشياء مثل الهالة و حتى القوى القديمة التي تتحكم في الطبيعة هي خيال في ذلك العالم ، كانوا يعتمدون على مصدر طاقة يسمى الكهرباء و كانت هنالك الكثير من الآلات المتطورة و بعضها يعمل عن طريق القوة الشمسية و... "

[للاختصار العالم نفس عالمنا الحالي {عالم حديث} و آريا جالس يشرح لالبيرو عن كل شيء من الألف للياء]

"هذا.. انه عالم رائع إذا فكرت بذلك "

كانت هذه ردة فعله عن المعلومات عن عالمي..

حسناً لقد استمتع بالجانب المشرق و لنخبره الباقي.

" صحيح ؟ و الآن.. كان هنالك بعض الأشخاص الذين يعتبرون مميزين عن الآخرين بسبب قوة خاصة لديهم ، هذه القوة ليست وراثية و لا يولد الشخص بها و انما تتكون من حياته "

" ماذا تقصد ؟ "

" انه شيء مثل تجسيد الروح.. يعتمد على روح الشخص و نوعها... كان هناك بعض الأشخاص منذ صغرهم يحلمون بمساعدة الناس وعلاجهم ، مثلاً اتذكر أنه كانت هنالك طبيبة مشهورة تحكي قصتها و مع ذلك لم تحصل على تجسيد روحها بعد ، و لكن بعد المقابلة ببضعة اسابيع استوقفها حادث سيارة و كانت هنالك امرأة تلد في السيارة و الرجل كان فاقداً لوعيه ، علمت تماماً أنهم سيموتون و لكنها كانت مصممة على مساعدتهم ، اقتربت من السيارة و تجاهلت الزجاج و اصيبت قليلاً.. لقد كانت مستميتة لانقاذهم حتى انها تجاهلت جروحها وكانت تبكي بسبب خوفها من موتهم "

تنهدت و تابعت.

" هل تتخيل ؟ لأشخاص لا تعرفهم فعلت كل هذا.. و عندما نجحت في مساعدة المرأة على ولادة الطفل بدأ ضوء أبيض يلتف حول جسد الطبيبة و تغير شكلها و ظهر خلفها جناحان ذا لون أبيض ، و كان هذا هو تجسيد روحها ، ملاك الشفاء ، و اكتسبت القدرة على علاج أي شخص ما دام يتنفس "

" أليست هذه أفضل من قدرات القديسين ؟ "

" صحيح ؟ هذا هو الأمر المضحك.. هي كانت قوية جداً و لكن كان هنالك البعض الآخر يكون ضعيفاً . و بالطبع هنالك الكثير من الأنواع "

" إذًا ماذا عنك ؟ لا اعتقد أنك ستحصل على شيء يتعلق بمساعدة الناس "

ضحكت قليلاً .

" حسناً... عليك أن تعرف قصتي أولاً.. في البداية كان اسمي آريا و.. "

[أخبر آريا البيرو عن كل ماحدث له في حياته السابقة حتى اللحظة التي خرج فيها من المختبر]

" و عندما ظننت أنني سأهرب أخيراً.. ظهر أمامي ذلك العا@ر المجنون ، مازلت أتذكر ما حدث..

كنت قد خرجت تواً من ذلك المكان المقرف.

ضربت الرياح الباردة وجهي.

استنشقت هذا الهواء النظيف.

رأيت السماء مرة أخرى.

سقطت دموعي كالنهر ، استمرت دموعي في الانهمار.

هذه الأشياء كلها دليل على أني لا أزال حياً ..

حتى على الرغم من حالة جسدي هذه..

أنا لا أزال حياً ، لقد خرجت من ذلك المكان الفظيع.

و فجأة....

سمعت صوتاً فظيعاً كنا نسمعه مرةً كل فترةٍ بالفعل.

" انظروا من هنا~ "

استدرت لأرى أحد المسؤولين عن هذا المكان ، هو الشخص الذي حولني لهذا الحال الفظيع...

أن أكون صبياً بجسد فتاة..

قال لي بصوته المثير للاشمئزاز.

" إنها جميلتي الصغيرة~ تحفتي الفنية~ ، لا تقولي أنك تحاولين الهروب ؟ "

تجمدت في مكاني.

فقدت كل ذرة احساس في داخلي..

أردت الهرب و لكن جسدي لم يطعني.

لقد تعبت من هذه الحياة و بلا وعي فتحت فمي.

" أجل لقد كنت أهرب أيها العا@ر اللعين "

كان صوتي مبحوحاً و لكنه جيد بما فيه الكفاية ليسمعه هذا المجنون..

سلمت أمري و علمت أن مصيري هو الموت .

وقلت .

" أتمنى لو استطعت قتلك أنت على الأقل "

و كما توقعت تمامًا اتجه هذا المجنون نحوي.

وقف أمامي بوجه عبوس مثيرٍ للإشمئزاز.

" للأسف لن أستطيع اللعب معك بعد الآن في هذه الحالة~ "

" أراك في الجحيم يا تحفتي الفنية~ "

أغلقت عينيّ و قد استسلمت تماماً..

سبلاش

شعرت بسائل يتناثر على وجهي و لكني لم أشعر بألم.

فتحت عينيَّ و ما رأيته لم يتسبب سوى في زيادة حيرتي .

وقف أمامي رجلٌ له عينان تشبهان عينايّ تماماً .

الفرق هو أنه بينما كانت عيوني ميتة تماماً.

كانت عيناه لا تزالان نابضتين بالحياة .

كان يحمل خنجراً في يده ، و الدم يغطيه و لكن كل ما استطعت قوله بعد النظر لتلك العينين ذات اللون البني المحمر...

" جميل.... "

اقترب مني الرجل بهدوء .

وضع يده الكبيرة على عينيّ.

و قال..

" يمكنك الراحة الآن آريا.. لم يحن وقت موتك يا فتى "

أغمضت عينيّ و غرقت في نوم عميق . "

بدأ البيرو بالتربيت على شعري.

ضحكت قليلاً.

" هل تواسيني ؟ هذا لطيف~ "

ابتسم لي البيرو .

" لقد عانيت كثيراً.... و.. حسناً أخبرني ماذا حدث بعد ذلك ؟ "

" امم.. حسناً سأكمل..

استيقظت في سرير واسع و مريح..

كان المكان جميلاً و لكن رائحة الدماء كانت تملأه.

رفعت رأسي و لاحظت أن رائحة الدماء كانت تأتي من جروحي.

يبدو و كأن أحدهم حاول مداواة جروحي و لكنهم قد فتحوا ثانية..

نهضت من السرير و بدأت أفحص المكان حولي.

أين هو هذا المكان.... ؟

فتحت باباً و وجدت خلفه الحمام.

رأيت حوض الاستحمام و بدأت بـ ملئه بالماء.

خرجت قليلاً ريثما يمتلأ..

وجدت ورقة بجانب السرير.

اعتذر إذا كان المكان غير مريح ، أرجوكِ استمتعي حتى أعود بعد فترة قصيرة

عن ماذا يتحدث هذا المجنون ؟

لحظة..

بالأمس... ذلك الرجل الذي انقذني..

هل يعقل أن يكون هو....؟

و ان كان هو لماذا ناداني بالأمس 'فتى' و اليوم يحدثني على أنّي فتاة ؟

ليست هنالك فائدة من التفكير...

سأذهب و استحم و حسب.

ذهبت للحمام و أغلقت الماء..

ثم نزعت ملابسي و أزلت الضمادات..

يبدو أن جروحي بدأت بالشفاء بالفعل..

دخلت للحوض ببطء و تحولت المياه للون الأحمر بسبب الدماء التي على جسدي ...

غمرني دفء لم أشعر به من قبل..

هل سأكون بخير....؟

تخلصت من ذلك العا@ر...

أجل لقد شاهدته يموت أمامي..

لا مجال للشك أبداً...

و اكن ماذا عن ذلك الرجل..

لماذا أنقذني..؟ و لقد كان يعرفني بالفعل...

لا أعلم عن أي شيء...

فقط بدأت أشعر بالبرود..

كل ما كان يدفعني للأمام و للاستمرار في الحياة..

هو رغبتي في الهرب..

و الآن أنا قد هربت بالفعل..

ماذا أفعل ؟..

بهذا الجسد.. هل سأستطيع العيش حتى ؟

هل يجب عليّ التفكير في الموت الآن..؟

لماذا أنا..؟

لماذا أنا من أعاني من هذا ...؟

و هل هنالك أي شيءٍ سأستطيع فعله على أي حال؟..

فهمت لننتظر و نرى ماذا سيفعل هذا الرجل..

بدأت رؤيتي تصبح ضبابية..

ربما فقر دم ؟..

أشعر حقاً بجروحي تنفتح..

امم..

أرغب بالنوم..

عندها رأيت ذلك الرجل الغريب يفتح الباب بتعبير قلق على وجهه..

" آريا !؟ "

لماذا يبدو هكذا...؟

اوه.. صحيح الدم..

لا أعلم من تكون و لا اعلم لماذا تقلق عليّ..

و لكن أنا بخير..

هذا لا شيء...

اردت قول كل هذا و لكنني شعرت بالعالم حولي يصبح مظلماً بالفعل...

و مازال صوته الجميل يتردد في المكان.

" آريا ؟! آريا استيقظي !! "

##########################

يتبع~

اتمنى يعجبكم💖

تلميح الفصل القادم :

ما راح اعطيكم تلميح اصلاً واضح عن أيش~

+ للصراحة الكتابة كانت صعبة الفترة اللي راحت و مع كذا قدرت اكتب هذي الفصول بسرعة لسبب واحد :

1- بدأت أسمع أغاني جديدة و حبيتها صراحة

فإذا تعرفوا أي أغاني حلوة اكتبوا لي في التعليقات~ من يدري ؟ يمكن يكون في فصول زيادة تنزل بشكل أسرع😜

2021/05/17 · 639 مشاهدة · 1360 كلمة
Altaira
نادي الروايات - 2025