شعرت بألم في رأسي و بدأت حواسي تعود ببطء..
تسلل أنين من فمي..
" انن.. "
" آريا هل أنت بخير ؟ هل استيقظتي ؟ "
فتحت عينيّ و أومأت له.
" جيد سأحضر لك بعض الطعام "
خرج الرجل من الغرفة و بقيت وحدي.
لاحظت جسدي و وجدته قد تعافى بالفعل، كل قوة التجدد هذه بسبب تلك التجارب اللعينة..
و ما أمر هذا الرجل الغريب...؟
لماذا كان صوته بارداً و مع ذلك كان وجهه قلقاً.. ما هذا التناقض..
دخل الرجل الوسيم ذو الشعر الأسود الطويل قليلاً للغرفة و قد كان وجهه خالياً من المشاعر هذه المرة..
وضع أمامي بعض الحساء و قال.
" لن تستطيعي سوى أن تشربي الحساء، لا اعتقد أنك كنت تأكلين جيداً هناك "
لم أتعب نفسي في التفكير سواء كان هذا الحساء يحتوي على شيء خاطئ أم لا..
لا بأس بالموت..
لذلك بدأت بشرب الحساء بدون أي اعتراض..
بعد ان انتهيت.
فتحت فمي اخيراً..
" من أنت...؟ "
هز الرجل رأسه و قال لي..
" لا داعي لتعرفي شيئًا كهذا الآن.. "
" إذًا ماذا تريد ؟ لا يوجد شيءٌ بلا مقابل.. "
اجاب بوجه مظلم و صوت بارد..
" للتفكير بهذا.. أنت حقاً تأذيتي كثيراً.. "
لقد بدأت انزعج منه بالفعل...
فقط أجبني !!...
و قلت بانزعاج..
" لقد بدأ الأمر يصبح مزعجاً ، أخبرني ما تريد فعله أيها اللعين "
عاد الرجل لتعبيره البارد الرواقي .
" ستعيشين معي و سأعلمك كيف تستطيعين اكمال حياتك بشكل طبيعي "
ماذا يقصد هذا اللعين ....؟
" حسناً و المقابل ؟ "
" ستنفذين لي ثلاث طلبات "
تنهدت داخليًا...
حسناً... و ها هي فرصة حياة غير متوقعة..
مع مثل هذا السرير المريح و تصميمات الغرفة..
هذا الرجل غني بكل تأكيد ، و إذا لم أوافق قد يرميني للخارج..
لم تكن لديّ أي خطط بعد الهرب لأنه كان مثل الحلم بالفعل..
نظرت نحو يدي..
بمثل هذه الأيدي الصغيرة استطعت الهرب.. و لكن هل سأستطيع البقاء حياً هكذا ؟..
"....لا بأس.. سأفعل ما تريد و لكن عندي سؤال "
أومأ لي برأسه.
" كيف عرفت عني ؟ و ان كنت تعرف الحقيقة لماذا تستمر بمعاملتي مثل فتاة ؟ "
أشار الرجل نحوي .
" أنظري لنفسك ، حتى تتأقلمي مع حياتك الجديدة ستكونين فتاة "
ثم ظهرت على وجهه ابتسامة خبيثة قليلاً..
" اسمك مناسب بالفعل، آريا "
هل هذا الرجل يسخر مني الآن ؟...
" أنت وغد لعين.. "
ابتسم لي .
" بجب عليكِ تعديل لهجتك هذه "
أنا لا أفهمه أبداً...
" حسناً.. ماذا أناديك إذًا ؟ "
" همم.. ناديني أبي "
ما هذا القرف ؟..
" اذهب للجحيم "
هز الرجل رأسه و قال..
" كنت أمزح ناديني بالمعلم "
نظرت له بوجه فارغ للحظة..
" على الرغم من غرابتك فأنت تستطيع أن تمزح.. "
نظر لي بنظرة غريبة..
" و هل أنا غريب لهذه الدرجة ؟ "
اخفضت رأسي و قلت..
" لعلمك فقط.. أنا لا ألوم أحداً على ما حدث لي.. أنا فقط كنت غير محظوظ... وضعي السابق.. لم أحلم حتى بالخروج منه.. و في النهاية تخليت عن كل مشاعري الغبية و قتلت حتى أهرب.. و لكنني لم أتوقع أن أستطيع الهرب حتى.. ثم تأتي أنت و تخبرني أنك ستساعدني.. و تتصرف و كأنك تعرفني منذ زمن..
أقسم لك أنا لا ألومك و لكن فقط الأمر غريب بسبب.. إذا كنت تعلم لماذا أتيت الآن...؟ هل ستقول أنك علمت للتو ؟ يا إلهي.. علمت للتو و ثم جئت لانقاذ الضحية المسكين؟... "
بدأت عيناي تظلم ببطء..
بدأتا تفقد كل ذرة مشاعر..
" لشخص مثلي استسلم عن العالم... شخص مثلك بكل تأكيد غريب و غير موثوق..
و لكنني اتخذت قراري بالفعل.. ان شعرت بأن الأمر لا يعجبني.. او اتخذ الأمر منحنى خاطئًا... سأموت و حسب.. لقد فقدت ذلك الخوف.. "
كان ذلك الرجل عابساً و لكنه لم يجب عليّ..
استلقيت على السرير...
" لذلك إذا أردت من طلباتك أن تتحقق.. عليك أن تتأكد من كوني لا أزال على قيد الحياة..
تصبح على خير معلم.. "
أجابني بعد فترة قصيرة.،
" تصبحين على خير آريا "
و بدأ ذلك الرجل بالتربيت على رأسي..
لقد كان شعوراً رائعاً..
وقد غفوت دون أي احساس..
##########################
استيقظت على صوت ذلك الرجل المزعج.
" آريـــا~ استيقظي ! سيجب عليك تنظيم نومك و طعامك منذ الآن "
تباً...
أريد النوم..
" آريا ! "
هذا مزعج!!!
" اخرس ايها العجوز غريب الأطوار !! سأستيقظ الآن ! "
تباً له.. لحظة ما خطب العجوز ؟ لقد كان شاباً.. او على الاغلب في الثلاثين من عمره..
يبدو أنني بالغت قليلاً..
ذهبت للاستحمام و ارتديت الملابس التي وجدتها على الأريكة.
كان هنالك قرط أيضاً..
يبدو أنني لن أهرب من حقيقة كوني سأعيش كفتاة منذ الان....
هذا آريا بس حبيت أوضح الشكل و لون العبن و الشعر~
كانت غرفتي في الطابق العلوي بينما ذلك المعلم في الأسفل.
كان المنزل واسعاً بالنسبة لشخصين و لكنه ليس كبيراً جداً..
و لكن الأثاث فاخر بالفعل...
اتبعت رائحة الطعام و التي قادتني نحو المطبخ.
" صباح الخير.. ماذا تفعل أيها المعلم ؟ "
" أصنع لكِ الطعام "
لقد لاحظت الأمر بالفعل.. هذا الشخص يبدو و كأنه اعتاد التصرف ببرودة شديدة و لكنه في حقيقته شخص دافئ.. لا يمكن أن اخطئ في الحكم على بشري.. لم أخطئ و لا لمرة واحدة و هذا الرجل ليس استثناءً..
" حسناً.. ما خططك الغبية لجعلي أعيش جيداً ؟ "
" أولاً ستكونين ابنتي المتبناة ، بقية الخيارات ستختارينها بنفسك "
" مثل ؟ "
" تريدون أن تكوني طبيعية أم الأميرة الغنية ؟ "
" الفتاة الطبيعية ستسقط بسرعة ، الأميرة الغنية هي أفضل "
أومأ لي برأسه..
" و لكن علينا فعل شيءٍ مع عيناكِ هذه "
أملت رأسي بانزعاج خفيف.
" ماذا تقصد ؟ "
" عيناك متشابهتان مع عينيّ و لكن عيناك ميتتان.. لا حياة فيهما و هذا ليس جيداً لطفلة "
" يمكنني التمثيل وحسب.. "
" بعض الأشياء ليست سهلة، سأساعدك في أغلب الأشياء "
فهمت.. سيساعدني..
كلمات لطيفة لشخص مشبوه..
ماذا يجب أن أفعل...
مازلت مترددًا.. أترك كل الماضي خلفي و أصبح فتاة..؟
أم أقوم بقتل نفسي و حسب...؟
عند حساب كل شيء...
لن أخسر شيئًا من التجربة..
اغلقت عيناي قليلاً..
و بعد فترة فتحتهم و قد أصبحوا مفعمتين بالحياة.
" ما رأيك ؟ اوه.. أعتقد أنتي سأناديك أبي بما أنك ستصبح والدي... و لدي خطط اخرى أيضاً استمع لي ! "
قلت كل هذا مع ابتسامة مشرقة.
نظر لي المعلم بنظرة غريبة...
اغلقت عينيّ و اختفت ابتسامتي و عادت عينيّ لطبيعتهما..
" كما ترى الأمر سهل جداً "
اقترب مني و أمسك وجهي بيديه الكبيرتين، لقد فاجأني كونهما ناعمتين..
بماذا أفكر الآن ؟....
ظهرت تعابير حزينة على وجهه..
" لا أريد منكِ التمثيل.. أريد تعابيرك الحقيقية "
نظرت نحوه بوجه فارغ.
" أنت غريب.. لا أفهمك.. و لكنني سأحاول... "
قام فجأة بحملي و ذهبنا نحو غرفة الجلوس..
لقد ذكرني هذا الشعور بأمي..
كانت دائما تحملني هكذا..
من دون وعي شددت قبضتي على ملابسه و ابتسمت ابتسامة صغيرة...
وصلنا و قام بإنزالي من ذراعيه.
" حسناً لنبدأ ، أولاً صفي لي من ستكونين "
ابتسمت قليلاً و قلت له.
" أولاً لا أريد أن أكون مجرد ابنة متبناة ، سيكون على والدي القيام بشيء بشأن هذا.. "
" همم.. هل هو بشأن ردود فعل الناس؟ "
" بالطبع ، اكره أن يتم اعتباري مجود حمقاء محظوظة "
و اكره أكثر حقيقة تحدثي مثل الفتيات و لكنني سأعتاد على ذلك الجنون..
" همم جيد سأتعامل مع الأمر ، و بناءً على طلبك ، ستكون مدرسة للنخبة هي الأفضل صحيح ؟ "
" أجل.. على الرغم من كون الأمر مزعجاً قليلاً و لكنه أفضل من المدارس العادية مع شكلي هذا و وضعي الاجتماعي الذي أريده "
ابتسم المعلم و حملني بين ذراعيه و بدأ بتمشيط شعري.
من أين أحضر هذا الشيء اصلاً .....؟
ابتسم و قال لي .
" تفكيرك جيد و لكن سيتوجب علينا الاهتمام بك جيداً ، هل تريدين صبغ شعرك ؟ "
هززت رأسي بعزم.
" لن أفعلها ، سأعيش في هذا الجسد حتى لو كرهت الأمر "
" جيد "
###########################
انتهى الفصل 💖
أتمنى أعجبكم 🌷