لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة و الذكر
جميع ما يتم ترجمته ينسب الى الكاتب و خياله
ادعوا لاخوتنا في سائر بلاد المسلمين
.
.
.
الحلقة 275 الجزء الثاني سلسلة بعد غروب الشمس . يأتي الليل 5
.
.
بداية الفصل :
.
< ابنتي لن تكون عبئا عليك >
ليتاو . سفك دماءه و كتب هذه الكلمات فقط ليرسلها إلى كايل مستنجيه بإنقاذ بنته
< لقد حرصت على اعطاءها العلم المناسب و لهذا ان اخرجتها من ذلك السجن فحسب فسوف تجد طريقها للخروج فلا تقلق >
< سمتها كانت الطيران . في السماء الفسيحة حتى اعتى التنانين لن تقدر عليها لذا ... ارجوك لا تقلق >
تمنح التنانين سمتهم بعد النمو الأول، وراون، على الرغم من امتلاكه لسمته "الحاضر" فقد كان حتى هذه اللحظة يكافح لفهمها بشكل كامل . فبعكسه الذي بدأ توا يفهم نوع السمة التي حصل عليها فسوف تجد ان معظم البني جلدته قد أتقنوا قدراتهم بالفعل في هذا العمر
تنهد كايل بعمق، وكأنما يحاول كبح مشاعره. ولكن فجأة
" !!! "
توقفت أنفاسه عندما سمع صوتًا حيويًا بجانبه
"يا بشري أريد أن أرى أيضًا! "
رفع راون رأسه ووضعها على كتف كايل الذي بادر سريعًا بدفعه للخلف . لم يكن يريد لراون أن يرى ما في هذا السجن المقيت . هذا الطفل الصغير . راون الذي تعذب داخل السجن القاسي . فكيف ستكون ردة فعله إذا رأى تنينًا آخر مقصوص الأجنحة محبوسًا في سجن؟ كايل لم يرد حتى ان يتخيل كيف سوف يتفاعل هذا الطفل مع ما يراه
و لكن للأسف . فقبل أن يتمكن كايل من تغطية عينيّ راون بيديه...
هاااه !! هييه !!
سمع الشهقات الخشنة التي خرجت من فم راون و لامست حرارتها راحة يد كايل .
اختنق صوت الطفل الصغير و تجمد مكانه و للاسف فلم يكن الوحيد
" هاااه !!! هااه !! "
ففي الاسفل . ارتفعت شهقة اخرى ... و كان مصدرها هو هونغ الصغير
" اممم !! اااه !! "
" هاااه "
كسر كايل صوت هذه الشهقات بتنهده المتعب و انزل يده ببطء بينما دخلت اون بهدوء السجن كالشبح
اين الهدف من محاولة اخفاء هذه المشاهد المؤلمة عن عيونه هؤلاء الاطفال الصغار الذي لامسوا بالفعل قسوة العالم ؟
" نحتاج قتل هذا الوغد رايان !! "
من نطق هذه الكلمات الشرسة لم يكن احدا غير هونغ الذي برق صوته بالغضب و الكراهية الشديدة
لم يجد كايل ما ينطقه للرد على هذه الكلمات . حتى رغم ان هذا الصغير قد استخدم كلمة مثل القتل في كلماته . و تسائل اين بحق الجحيم تعلم قول مثل هذه الاشياء
-كايل كل ما تراه من تصرفات منهم هو نتاج تربيتك
تجاهل كايل كلمات سوبر روك التي ترددت في ذهنه و بدلا من ذلك استدار ببطء للخلف . فبعكس هونغ الذي لم يستطع احتواء غضبه و اصبحت قدماته تضرب الارض .. ففي الخلف
" هييه !! هيييه !! "
كان التنين الاسود الصغير مستمرا في التنفس بخشونة كما لو ان الهواء انقطع عنه .
التقت العينان الزرقاوتان الخائفتين بالاعين البنية الداكنة . و عندها تحدث التنين الاسود الصغير بصوت هادئ و خافت
" ..... بشري "
" نعم .. "
" هل هذا هو رايان ؟ "- كانت عينا راون تتسعان أكثر، وبدت نبرته تحمل في طياتها إحساسًا بالخوف الذي لم يعرفه من قبل
" اجل .. "- أومأ كايل برأسه ببط
" اههه .... هااااه .. هيه "
بدأت أنفاس راون الخشنة تتلاشى تدريجيًا وبدأت نبضاته تعود إلى الهدوء. للحظات، لم ينبس بكلمة، قبل أن يرفع عينيه مجددًا
"أعتقد أن ليتاو سيكون حزينًا."
و بكلماته هذه مضى راون متجاوزًا كايل، دون أن ينتظر منه ردًا و توجه إلى الداخل
وووووو
ارتفع تدفق من المانا السوداء حول جسد راون، وانطلق عبر الغرفة، متجهًا نحو السجن
أضاء ضوء النار أنحاء السجن. كانت الجدران والأرضية والسقف محاطة بدوائر سحرية متشابكة، كأنها نسيج متقن من سحرٍ شرير، دُبِّر بتخطيط مريب لاحتجاز تلك الروح البريئة و تحويلها الى هذا المشهد المؤلم و المرير .
و على الارجح ان كل هذا الشر كان من افتعال ذلك التنين ذا النجمتين
كان راون يقترب من تنين صغير ملقى على الأرض، المتكورة حول نفسها ووجهها منخفض اسفلا وكأن العالم كله كان ضدها . و لكن عند سماع اسم "ليتاو" ارتفع رأسها قليلًا ونظرت نحو راون بعيون غارقة في الوحدة و البؤس
"..."
جلس راون أمام التنينة بصمت و توتر و رفع عيونه مناظرا اياها .
ربما بسبب حجمها الطفولي فلم يبذل جهدا حتى في النظر لها
و لكن راون شعر بتردد عميق. وكأنها لحظة مواجهة بين مرآتين، كل منهما ترى الآخر بعمق وتكتشف ماضيه وجروحه
كان ينظر الى هذه التنينة صغيرة الحجم للحظات طويلة و عيناه الزرقاوان تلتقيان بعيني ذلك الكائن المكسور الذي بعد ارتباك واضح اظهره ثبت على النظر في عيونه وكأنهما تحاولان استكشاف أعماق بعضهما البعض
ما الذي عليه ان يقوله لها ؟ . كان هذا هو ما شغل تفكير راون
كان يرى فيها شيئًا من ذاته، شيئًا من الماضي الذي كان يحاول نسيانه .
كانت رؤية اجنحتها المقطوعة التي سلبت منها كما لو انهم ياحلون سلبها قدرتها على الطيران تفجر غضبا حقيقيا داخله تجاه الوغد المسمى رايان
الوهية ؟
هل عليك ان تصل لهذا المستوى من القسوة فقط حتى تحقق ذلك ؟
هذا الوغد رايان لم يكن بتنين ذا شأن عظيم . بل كان تنينا متخلفا رجعيا هو عار على جنس التنانين !
ابتلع راون كلماته الغاضبة في غصته و فكر بدلا من ذلك في ما يجب عليه ان يقوله لهذه التنينة التي كسرت روحها .
لكن عندها تذكر شيئا . شيئا يمكنه مساعدته هنا . عكسه هو في ماضيه الذي لم يمتلك شيئا ابدا
رفع راون يده ببطء، ومررها بلطف على قشور التنين المتقصفة، يتأمل الأجنحة المقصوصة، وكأنها رمزٌ لألمٍ لا يحتمل.
أخذ نفسًا عميقًا وهمس بصوت هادئ
"ان ليتاو ينتظرك!"
بالنسبة لراون الذي لم يكن لديه شيئ ابدا قبل البشري كايل هينتوس . فقد كان لهذه التنينة شيئ . مكان تعود اليه و منزل تسكنه بالفعل
كان صوته يحمل دفئًا مدهشًا بالنسبة لعمره و تابع بصوت خافت ولكنه ثابت
"بالمناسبة، اسمي راون ميرو العظيم! عمري 7 سنوات فقط، لكنني، حتى لو كنت أصغر منك بمائتي عام فانا تنين قوي وجبار جدًا!"
قدم راون نفسه بلمحة من الفخر . و عندها تحدثت التنينة . لاول مرة
تحدثت التنينة التي بلغ عمرها اكثر من 200 عام و لكن حجمها كان بنفس حجم راون حينها بكلمة واحدة فقط بصوت خافت و مجروح جدا
" .. ابي .. "
و في تلك اللحظة . طغت الافكار في رأس كايل .
هل ستسألهم اين والدها ؟ . او لما لم يأتي ؟
اكملت التنينة جملتها
" هل .. ابي بخير ؟ "
و لكن قبل أن يتمكن كايل من الرد، انفجرت أصوات داخله . أصوات قوية وغاضبة، تملأ عقله:
-كايل! يجب أن نطحن ذلك الوغد رايان!
-لتحل اللعنة على عهرة التنانين ! هااه مهلا ليس جميعهم مثل هذا اللعين . لنقتل كل وغد ينتمي لسلالة الدم الارجواني
.
ارتفع صوت "نار الدمار" و"آكلة الماء" في رأس كايل، غضبهما يغمره وكأنه يتلقى صفعة من كل جانب. كانت هذه الأصوات الغاضبة تكاد تطغى على تفكيره، ومع ذلك، ظل راون صامتًا، يراقب التنين بعينين مليئتين بالتعاطف
هووو، هووو.
بدأت أنفاس راون تتسارع مرة أخرى، كأنه تأثر بكلماتها
انحنى كايل نحو التنينة الصغيرة و نظر لها بصمت
"......"
كانت بنفس حجم الصغير راون و لهذا لم يكن كايل سوف يدرك عمرها الحقيقي ولولا كلمات والدها لما ادرك ان عمرها تجاوز المئاتي سنة بالفعل
" لاشك ان مظهري يحزنكم "
كان صوتها طفوليا لكن تعابير وجهها بدت ناضجة و ثابتة
لحظتها انفجر صوت طفولي غاضب تردد في ذهن كايل
-امي ! امي قالت
تردد صوت راون الغاضب في ذهنه
-قالت ان هذا السحر الذي هنا هو سحر لتعذيب العقل !
كانت كل دائرة موشومة في جدران هذه الغرفة قد نقشت فقط لغرض واحد . تعذيب و تحطيم عقل هذه التنينة
-بشري !
لما تحدث هذا الصغير في ذهنه ؟
- غير قادرة على تمييز ماهو الواقع و ماهو الوهم . لابد ان كل يوم مر عليها هنا كان عذابا ابديا لها !! اممم !
ثم بعد تلك الجملة تحدث هذه المرة بصوت عالي كم لو انه ادرك شيئا ما
" يبدوا ان فتح بوابة السجن قد الغا تفعليها !! "
عند هذه الكلمات التفت كايل للتنينة و سألها بصدق
" اذن لما التردد ؟ " [ لما لم تهرب ]
عندها تحدث التنينة التي كانت حذرة امام الغريب لكن امامهم كانت تبدوا هادئة . كما لو انها تصدق ان من في هذه المجموعة لن يؤذوها
" ... بغض النظر عن السحر الذي ينقش على هذه الجران فسوف استطيع الشعور بالاهتزازات "
تحدث التنينة بهدوء
جعلت تصرفات هذه التنينة كايل يعتقد ان والدها قد قلل من شأنها كثيرا
ماكان يراه الان لم يكن تنينة ضعيفة او هشة . بل كانت تنينة قوية بشكل مختلف عن رانو او دودوري
" لقد شعر باهتزازات مستمرة و كبيرة كانت تضرب السطح . هذا ما جعلني اعتقد ان شيئا ما قد حدث هناك . بالاضافة لذلك . فالشخص الوحيد الذي يستطيع الوصول لي كان رايان الذي كان يزورني كثيرا مؤخرا "
" اذن . انتي تثقين بنا ؟ "
" اجل . لان رايان لن يعطي مفتاح نجاتي لاي كان و خاصة لانسان "
كان صوتها و نظراتها يحملان الهدوء و الثبات . و لكن . الرجفة المستمرة على مخالبها و جسدها الذي كان ملفوفا كما لو انه يحمي نفسه . جعله يدرك ان هذه التنينة الان كانت تحاول فقط ان تكون شجاعة و حازمة قدر الامكان . و سريعا عرف سبب هذه الشجاعة
" .. اذن .. هل ابي بخير؟ " سألت و هناك توسل خافت في صوتها
كان سبب شجاعة هذه التنينة الان ينبع بشكل اساسي من اعتزازها بوالدها . و كان هذا ما جعل كايل يشعر بذنب خافت لانه لم يسرع باجابة مناجات هذه التنينة
قال بصوت هادئ
"لا تقلق، والدكي بخير." وأضاف بحزم أكثر
"إنه ينتظرك."
حينها، رمقت التنين بنظرة تائهة، وكأنها لم تستوعب كلماته بشكل كامل. بعد لحظة، تحدثت بصوت مرتعش:
"إذن اذا حاولت الهروب من رايان... هل تعتقد أنه لن يمسك بي؟"
رد كايل دون تردد:
"لن تحتاجي إلى الهروب."
تدخل راون فجأة، صائحًا بحماسة
"بالضبط! نحن لسنا هنا للهرب! نحن هنا لنقضي عليه! جدي الذهبي وعدنا بذلك! وقالت ويتيرا، الحوت العظيمة، إنها ستضربه لدرجة أن الغبار سيرتفع منه حتى في يوم ممطر!"
رأى كايل حماسة راون وهو ينطق بتلك الكلمات، ووجد نفسه يتساءل عن متى قال السيد إيرحابين و ويتيرا هذا الشيئ ؟
و لكنه سرعان ما فهم سبب هذه الكلمات النارية عندما رأى القطين يهزان رأسيهما نفيا .
" قال رايان لي . انني حتى و ان دخلت انا و والدي في غضب التنين و هاجمنها فلا احد منا سيستطيع هزيمته " [ غضب التنين هو الحالة التي تنفجر فيها مانا التنانين و بها يخصلون على قوة مهولة على حساب حياتهم ]
كان صوتها يحمل مزيجًا من اليأس والرعب.
غضب التنين
جعلت هذه الكلمات كايل يتذكر تجاربه عندما كان قائدا عسكريا لقوات روان في واد الموت . هناك في ذلك المكان . اختبر لاول مرة ما الذي يعنيه غضب التنين عندما انتقل هجين التنين الى مرحلة الهياج . هذا التحول الذي يستطر على التنانين يزيد من تركيز غرائزهم و شدة قسوتهم و قوتهم .
حول غضب التنين لهجين التنين تلك المعركة الى معركة حياة او موت . و لولا سوبر روك الذي استعمله في ذلك الوقت لكانت الامور قد تحولت لكارثة مؤلمة
" اعتاد رايان ان يأتي و يفتح باب الزنزانة لي كاستراحة من الاوهام بين الحين و الاخر "
بين الاوهام المؤلمة و المحطمة للعقل . كان ذلك اللقيط يأتي للتنينة البائسة التي كانت على شفة حفرة من الانهيار ليوقف المها قليلا و يسرد لها خططه
" لاشك انه استمتع بذلك "
ارتفع الشعور الأسى داخل كايل وهو يسمع الكلمات التي نطقت بها التنينة الصغيرة، تلك الكلمات التي حملت معها ألم العجز واليأس، وكأنها استسلمت لفكرة أنها ووالدها لا يملكان القوة لمواجهة رايان
" قال في ذلك الوقت ان عليه الاسراع في خطته و ان عليه تنفيذها قبل عودة لورد التنانين "
اظهر هذا ان رايان لم يكن صبورا جدا . عندها تحدثت التنينة له
" عندها اخبرته وقتها . انني اسفة لاني لا اعلم في اي تاريخ او سنة نحن ..."
اكملت التنينة التي لم تستطع احتواء رجفتها من صوتها و جسدها عن ما قاله لها رايان فيما بدا و كأنه سؤال لنفسه
" لما على شعب الوحوش فقط ان يدخل حالة الهياج ؟ اليس غضب التنين و حالة الهياج متماثلتان ؟ لذا . ان استطعت اتقان حالة هياج الوحوض . الن استطيع عندها استخدام غضب التنين بحرية دون عواقب ؟ "
جعلت كلماتها اعين كايل تتسع . و عندها سمع صوت الشخص الذي كان خلفه
" يبدوا ان رايان يمكنه التحول الى حالة لهياج باعتباره حالة غضب التنين "
غضب التنين . كان غضب التنين لمجرد هجين مرعب بالفعل . و ليس هذا وحده
غرق كايل في سجلاته عن الخط الزمني الاول . ولادة البطل و ما كتب فيها عن غضب التنين الذي استعمله راون . عن كم القوة المهولة التي وصلها . ذلك الوصف المرعب الذي جعل الرواية تصبح الاكثر مبيعا على الانترنت
ان كان غضب التنين الذي لم يتجاوز السادسة و لم يتعلم القتال حتى اصبح تهديدا قاريا ....
فما المدى الذي سوف يصل له غضب رايان ؟
لم يكن يلم و لم يرد ان يعلم
بردت نظرات كايل و اسود الجو حوله
" و ايضا .... "
يبدوا ان كلمات التنينة لم تنتهي بعد
" ان كان قادرا على السيطرة على الغضب ---- "
فتح كايل فمه دون الحاجة لسماع المزيد منها كما لو انه فكر في نفس الامر
" هل اتقن ايضا مرحلة غضب التنين ؟ "
تلاقت عينا التنينة و كايل كما لو ان كلامها يفكر في نفس الامر .
رغم مظهرها الصغير الذي يوحي بالطفولية الا ان اعينها الثابتة كانت تظهر حكمة كبيرة .
اكملت التنينة عتابها
" هذا ما كنت افكر فيه "
جعلت كلماتها كايل يدرك مجددا . رقتها اتت من والدها . و لكن حكمتها كانت نتاج نفسها فحسب
" كايل نيم "
" اعلم "
لقد ادرك انه لا يستطيع الانتظرا اكثر .
تردد صدى صوت كلمات الصخرة الخارقة في ذهنه
-افهم سبب رغبته في الاستحواذ على مكانة الذئب الازرق . تنين كريان يتمتع بسمة الهيمنة
لقد قيل ان هيمنته لم تمد بارثنها فقط لتسيطر على الوحوس بل حتى المفترسات و البشر
' و ماذا ان وصلت سيطرة هذه القوى على شعبي ايضا ؟ '
انه ليس بأمر مستحيل
من بين كل التنانين كان رايان هو الاكثر استهلاكا لمصدر العالم . و تماما كما تغيرت تركيبة محققي الجان و تحولوا لمخلوقات بسمات مميزة و مخيفة فالامر نفسه سينطبق على سمة رايان التي سوف تأخذ نصيبها من النمو في القوة و التميز
" هااا "
فكر كايل بعمق، محاولاً فهم الطريقة التي يستخدم بها رايان قوته
يبدو أن رايان يتلاعب بالهياج و غضب التنين ليس فقط لتعزيز قوته، بل كأداة للتحكم والسيطرة على شعب الوحوش أيضًا
رايان يهدف إلى جعل نفسه إلهًا لشعب الوحوش . يريد أن يسيطر عليهم ويحولهم إلى جنود له
المنصب الوحيد الذي يرا رايان انه يستحقه
تجمعت كل هذه الأفكار داخل كايل، وأدرك الخطر الحقيقي الذي يمثله رايان، ليس فقط على التنين الصغيرة ووالدها، بل على كل من يمكن أن يصل إلى متناول قوته
' و لكن . لن يكون بأمر سهل السيطرة على هذه الوحوش '
لو كان امرا سهلا عليه لما عاش مختبئا تحت جناح لورد التنانين متظاهرا بخدمته
' لاشك ان هناك شؤطا اساسي لتحقيق ذلك '
و ....
' على الارجح ان هذا الشرط قد تم استيفاءه بالوحوش اللذين استقروا في ارضه و استعبدهم '
. فجأة، انطلق صوت ضخم
بووووووم---
و اهتز السجن بعنف
" تشيييه "
و لكن بدلا من الخوف . كان كايل يضحك . يضحك بسخافة شديدة
' بالطبع . كيف للامور ان تكون سهلة ؟ '
لقد اكتشف الورقة الرابحة التي في جعبة رايان
" كايل نيم . ان كان رايان لا يهدف فقط للتحكم في غضب التنين بل في حالة هياج الوحوش في ارضه و جعلهم في حالة من الجنون ---"
تحدث تشوي هان بالحاح و خوف الى كايل كما لو انه ادرك خطورة الوضع . و لكن هذا الاخير لم يهتم بل بدلا من ذلك التفت للتنينة ملاقيا عيونها و تحدث بعدم اهتمام
" بالمناسبة . ما اسمك ؟ "
" اه . انه مارلين "
" حسنا يا مارلين "
تحدث بعرضه للتنينة الذكية
" تريدن الخروج الان ؟ "
وقتها اتسعت عينا التنين الاسود و البشري باندهاش و صدمة
" اووه !! "
و خرجت شهقات التعجب من فم التنين الصغير
تنينة امتلكت سمة الطيران . تنينة كانت السماء موطنها . هذه التنينة التي كانت تكبر راون بأكثر من مئتي عام جعلت هذا الصغير ينظر لها بتعجب شديد و يقول برهبة
" يمكنها الطيران !! "
و مع صرخة فرح راون ارتفع الجسد المرتعش للتنينة الخضراء في الهواء ببطء
انحنى كايل نحو التنين، ونظر إليها نظرة مليئة بالإصرار، وقال بصوت حازم: "مارين، نحن لن ندع رايان يسيطر على حياتك بعد الآن. سنحررك ونحرر والدك من قبضته، ولن تكوني مضطرة للعيش في خوف بعد الآن."
نظرت مارلين لكايل و راون ثم قالت بهدوء حمل الامل معه
" فقط لانهم اخذوا اجنحتي لا يعني هذا انني لن استطيع الطيران . جناحاي هما انا "
" هاااه !! ؟ "
هذه الكلمات . جعلت راون يتوقف مكانه و اعينه تتسع بشدة
جناحاي هما انا
جعلت هذه الكلمات عقله يفكر في شيئ واحد فقط . سمته .
" ان -- "
حطت هذه على واقعه
' هل هذا يعني . انني انا الحاضر نفسه . هل هذه السمة . هي انا الان ؟ '
فجأة، شعر راون أن الفضاء من حوله بات غريبًا كأنه يتنفس نفسًا مختلفًا، لكنه سرعان ما طرد هذا الشعور من داخله؛ لم يكن هذا بشيئ مهم الآن
قال كايل بلهجة واثقة وهو ينظر إلى مارين التي بدت عليها الشجاعة بوجه راسخ على الرغم من ارتجاف شفتيها
"يبدو أنك أكثر شجاعة من ليتاو "
ابتسمت مارين، وارتعشت شفتيها بضحكة صغيرة رغم قوة التعبير في عينيها، وقالت:
"في الواقع، والدي جبان بعض الشيء… إنه طفل بكاء بحق "
لأول مرة، ظهرت على مارين ملامح مرحة
كايل، الذي لم يكن يتوقع هذا، استدار نحو المخرج، لكنه توقف لحظة و فكر في شيئ اخر
"راون،"
ثم أشار إلى سقف الرواق ونظر إلى راون
فهم راون المطلوب على الفور و تحدث دون تردد
" هل علي تحظيم السقف ؟ "
" اجل "
" بكل سرور !! "
وبدون تردد ألقى تعويذته، مرتفعًا في صوته الحماسي
كواااااااااااا!
تحطم السقف بصدمة مدوية، واندفعت شظاياه متساقطة كأنها مطر من الصخور
لم يكن هناك وقت لتضييعه
ووش-
أحاطت الرياح بكايل من أسفل قدميه ورفعته سريعًا إلى الأعلى، متتبعةً الفجوة التي فتحها راون و سرعان ما شعر بالهواء يلف جسده كأنه يمتطي جناحًا من الرياح
" .... "
وصل كايل أخيرًا إلى السماء، وكان بإمكانه رؤية الساحة المحيطة بوضوح.
"كاااااااا !"
" اغغغغغغغ !!! "
تعالت أصوات صرخات الألم من شعب الوحوش المنتشرين على الأرض.
"يا إلهي!!! ، جسدي لا يطيعني!" "
" اههه !! انه مؤلم !!. مؤلم !!. جسدي يحترق !!! "
" كااااه !!!"
ارتفع كايل في سماء الساحة التي تعالت فيها الصرخات الذعر والألم من كافة الوحوش . كانت كائنات ايبيتويو تهوي على الأرض بعضهم كان يحاول الهرب، بينما آخرون سقطوا أرضًا، ووجوههم مشدوهة بالتعبير عن الألم الحارق، أصواتهم تملأ الأجواء سواءا من اصيب بالذعر لرؤيته هذه المناظر المروعة او اللذين وجدو انفهم في موقف لا يمكنهم الهروب منه
حول كايل نظرته نحو المسرح
" ههههه "
حيث كان رايان يضحك ببطء بينما يواجه ايرحابين الذي ينظر له بعبوس و صارمة غاضبة
تلاقت عينا السيد ايرحابين بعيني كايل لوهلة عندما استدار
-ذلك الرجل ينافسني في القوة
همس إريحابين في عقله
كان التنين ذو النجمة الواحدة، رايان، يمتلك من القوة ما يجعله خصمًا مكافئًا لايرحابين ولهذا السبب كان القتال محتدمًا
-و باستطاعتي الشعور بالمانا الميتة تهتاج اسفل المسرح
كما ان المانا الميتة التي تغمر اسفل الأرض جعلت الهرب مستحيلًا، وكانت تؤثر في كل مخلوق يحاول المقاومة
نظر كايل لاوضاع الوحوش اسفله بينما يستمع لتفسيرات ايرحابين
" كايل نيم ان اهتاجوا .. حينها--- "
سيكونون على نفس الشاكلة التي وقع عليها لوك عندما دخل حالة الهياج اول مرة .
تشوي هان الذي كان يرتفع في السماء بسحر راون لم يستطع انهاء كلماته القلق
وبينما كان كايل يتفحص الأوضاع حوله، أحس بنداء جديد في رأسه، صوت بدا مألوفًا رغم غموضه، همس بهدوء
- الهيمنة؟
كانت لهجة الصوت هادئة لكنها مثقلة بالمعرفة القديمة
-اذن ؟ . ان سيطرة على هذا الوغد المسمى رايان . هل سوف يكون شعب الوحش بخير ؟
استمرت هالة الهيمنة و ضحكت
-رايان . هذا الوغد ليس بالاه . انه ابعد ما يكون عن الالوهية . انه مجرد لعين يحب ان يطغى في الارض . اليس كذلك كايل ؟
وووووو
الكلمات التي كانت تتلى داخل رأسه . كانت متبوعة بقوة غاشمة جعلت حتى الهواء حول الرجل ذا الشعر الاحمر يتشوه بعنف .و مثل الليل الذي كان يقترب . كان المحيط في هذه الساحة الشاسعة يغلف بنوع جديد من القوى
.
.
.
يتبع في الحلقة القادمة ...
.
.