1103 - الحلقة 327 الجزء الثاني سلسلة مالا يمكن فهمه 7

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

.

.

.

الحلقة 327 الجزء الثاني سلسلة مالا يمكن فهمه 7

.

.

بداية الفصل :

.

لا أرى شيئًا

ولا أسمع شيئًا. ..

ولا أشعر بأي شيء. ...

وجسدي .. لايشعر لا بالحرارة او البرودة

" لايوجد شيئ من حواسي يعمل "

فتح كايل فمه و لم يعلم حتى ما الذي كان يقوله .. كان فقط يتحدث . يخرج أي هراء و أي شيئ من فمه .. وحاول ان يظل...يتنفس...

لانه شعر بطريقة ما .. انه ان توقف عن الحديث ...

' سأموت '

نعم لقد اعتقد انه سيموت لا محالة

- كايل !! كايل !!

- تبا !! كان علينا منعه !! لا حتى وان حاولنا فعلها كان الموت سيكون محتوما أيضا !!

- تبا !!!

لا .. كانت هناك أصوات واحدة يسمعها .. أصوات قوته القديمة .. التي ظلت تصرخ عليه

- كايل !

صرخ سوبر روك عليه

- لا تفقد وعيك!

نعم .. الحقيقة انه لو لم تكن قواه القديمة قد استمرت في الحديث اليه لكان قد فقد وعيه منذ وقت طويل ... لكان قد استسلم و سقط في غيبوبة ابدية

- لا تغلق عينيك !!

لم يكن كايل يعرف ما إذا كانت عيناه مفتوحتين أم مغلقتين و لكنه ظل شاد على عينيه فقط لان سوبر ورك ظل يصرخ عليه ان لا يغلقها ... و لكنه ... لم يكن يرى شيئا .. كان الظلام الحالك هو كل ما يراه ... ولكن حقيقة انه مازال على قيد الحياة .. ربما .. تعني ان رفاقه أيضا احياء

' ... لا مهلا !! '

'هجين التنين !! ... ذلك اللقيط !! ... ذلك الداعر المعلون !! '

' هل تعتقد انه سيتم مدحك ان ضحيت بنفسك !!؟ ها ؟ '

- .. اهاه ... اااه .. نعم !! اغضب !! نعم نعم ! كايل افقد عقلك من الغضب !! استمر في الانزعاج لا تتوقف !!

ارتفع الغضب في صدر كايل و تجاهل كلمات سوبر روك تماما .. نعم كان هذا ما يحصل داخله و لكن من الخارج كان ...

" هااااه ---هاااه-----هااااه----"

كان تنفسه يصبح خشنا اكثر فأكثر .. لم يكن يعلم .. لم يدرك حتى كيف كان الناس ينظرون اليه و كيف كانت حالتهم المزرية الان

" ك .. كايل .. نيم ... !! "

لم يدرك هان حتى ارتعاش صوته و ايديه التي كانت ترتجف .. حتى رغم كل الانفجارات التي كانت تحصل من حوله .. حتى رغم كل الصراع و اليأس بين التنانين و السحرة لانقاذهم ... حتى ورؤية روان وهو ينزف من انفه .. كل ذلك رغم انه ترك اثرا كبيرا عليه الا انه لم يستطع التركيز عليهم بشكل صحيح

تلك الشقوق

لم تكن تلك الشقوق التي على جلد كايل بجروح .. لا ... لم تكن هذه الشقوق في جسده بل كانت .. طبقه .. طبقه تحطم!

لقد شعر انه في حلم سريالي.. لا شيئ من ما حوله كان يبدوا واقعيا ..

لان كايل في جزء من الثانية .. حرفيا كانت جزءا بسيطا فحسب .. في ذلك الجزء البسيط كايل اصبح في هذه الحالة ..

اللحظة .. لم يكن تشوي هان يفهم جيدا مدى رعبها حتى شعر بها خلال هذه الاحداث ... و الاسوء من كل هذا كل تلك المعركة حصلت في زمن لحظة واحدة ...و الان الوقت اصبح يمر بسرعة كبيرة

" لا .. هذا –"

لقد أراد ان يهدأ .. ولكنه لم يستطع ابدا فعل هذا .. رفع يده ممسكا بذراع كايل برفق .... ولكن ... !

باردة---

كانت ذراع كايل .. تبرد تدريجيا ... قبل وهلات فحسب كانت ساخنة كالجمر و لكنها الان كانت .. باردة !

و حتى ...

" هااااه ---- هاااه ---هااه—هه---"

شيئا فشيئا ...صوت تنفسه المختنق ... كان .. يخمد تدريجيا

" اللعنة !! "

صرخت ميلا بغضب

كان الغضب داخل التنينة ميلا يتصاعد اكثر فأكثر .. لقد حاولت بكل جهدها ان تصلح الشقوق في جلد كايل مخرجة المزيد و المزيد من الخيوط فقط لاصلاحه و لكنها .. لم تستطع .. لا شيئ ينجح

"هاا تبا !!"

ظلت تصرخ بغضب متصاعد . لقد اخرج الخيوط بكل ما تستطيع لقد اوصلتها كلها بجسد كايل و لكنها ... لم تكن كافية لتغطي على كل تلك الشقوق الكثيرة جدا التي انتشرت في سائر جسده

و هان عندها ادرك .. ان صوتها الغاضب . لم يكن حقا غاضبا .. بقدر ما كان خوفا .. خوفا من ان تفقد كايل . كان خوفا من ان تفقد شخصا ما ..

' انا . عاجز '

تماما كما كان تشوي هان الان ..

لم يستطع فعل شيء الآن. ..لم يستطع فعل أي شيء .. لم يكن يعرف كيف يشفي جراح شخص ما .. كل ما كان يعرفه هو كيف يقتل هذا الشخص .. لكنه لا يعلم كيف . يحميهم او ينقذهم

" هااااه .. هاااه ... اااهه ...انا .. "

في تلك اللحظة

" .. ان ... هااااه ! ...ان بقيت هكذا ... "

سمع صوت الخافت لكايل ..

دووووومم!!!

حتى رغم أصوات اصطدام الانفجار بدروع التي صدحت حولهم و الانفجارات التي هزت الأرض .. الا ان صوته كان واضحا

ابتسم تشوي هان

' نعم '

كان يعرف ما الذي سيقوله كايل بعد ذلك.

' هل تعتقد أنني سأموت هكذا؟ '

كان ذلك ما أراد قوله. .. هذا هو كايل الذي أعرفه.

لحظتها

".. انا ... أممممه .. اجلب.. تا'

غمغم كايل بالكلمات بصعوبة .. كان يتوقف في كل كلمة و يلهث محاولا اخذ انفاس عميقه ثم محاولة الحديث مجددا ..

حاول هان التفكير في ما كان يحاول كايل قوله و لكنه لم يكن يحتاج لذلك لان

" السيدة تاشا !! "

لان رون كان قد تحدث بما كان كايل يريده بصوت عال .. رون .. الذي كان الأكثر هدوءا هنا ... ظل يمسح الدماء التي كانت تتدفق من جسد كايل بلا توقف .. لقد كان يبدوا هادئا .. الأكثر هدوءا في الواقع بين الجميع .. عكس ابنه الذي رغم وقوفه بجانب والده الا ان اللون من وجهه قد خطف لدرجة اصبح ابيضا

ناد رون على تاشا بقوة

" تاشا "

"مستحيل؟"

لحظة ظهور الاندهاش في عيني تشوي هان، ركضت تاشا بسرعة قائلة

"ن-نعم؟"

لكن هناك كيان أسرع منها

وووووششششش----

الرياح

"روح الرياح!"

نظر هان الى رون و لكن رون لم ينظر لاحد غير كايل .. تحدث رون بهدوء غريب

" سيدي الصغير انت تريد التحدث الى روح الرياح صحيح ؟ "

و لكن كايل لم يسمعهم .. لم يستطع ان يسمعهم ... والجميع هنا كان يعلم هذا .. حتى كايل نفسه كان يعلم انه فقد جميع حواسه

و لكن .. رغم ذلك و حتى وسط أنفاسه التي كانت تتقطع و تختنق .. نطق بصعوبة

"... م.. هاااه ....مل.. هااااه "

في هذا العالم الذي اضطربت فيه المانا .. من هي المخلوقات التي تستطيع التحرك فيه بسرعة ؟

لاتوجد سوى الأرواح ... الأرواح وحدها من تستطيع ان تتحرك .. وان كان هناك كائن يجب على هذه العناصر الوصول اليه فسوف يكون ...

فقط.

" شجرة العالم !! "

صرخت تاشا باسم شجرة العالم و بمجرد ان فعلت ذلك .. حتى

دوووووووووشششش---

النقش الدائري لملك أرواح الرياح المرسوم على ذراعها اشتعل بالحرارة.

- يجب ان نساعده

كانت هذه كلمات ملك أرواح الرياح .

بينما كانت تاشا تدرك ما يحدث، كانت روح الرياح قد بدأت بالحركة بالفعل.

لم يكن ذلك مقتصرًا على روحها فقط بل ..

ووووش--- ووووش---

اندفعت رياح عاتية ظهرت فجأة في المكان مثل الاعصار .. و تحركت فجأة في كل اتجاه ..

كان تشوي هان عاجزًا عن فهم ما يجري، لكنه كان واثقًا من شيء واحد:

' لقد وجد الحل '

كايل وجد الحل لإنقاذ نفسه

كان ذلك صحيحًا. كايل وجد طريقه بكل تأكيد ..!

----

' هاا تبا ! '

لم يستطع كايل منع نفسه من الانزعاج . لم يكن يشعر باي الم .. و لكن لن ينكر .. حتى رغم انه كان مدركا للوضع الخطير الذي وصله الان الا انه لم يستطع الا ان يعجب بقوة تحمله التي صمد بها حتى هذه اللحظة

كان من الممكن أن يفقد وعيه بسهولة في حالته هذه.

تحدثت القوة القديمة بداخله

- كايل نعم ان وصلت مصدر العالم !!

لقد اعتقد رفاقه انه كان يتحدث عن شجرة العالم و لكن الحقيقة ان ما أراده كايل كان مصدر العالم

تحدث سوبر روك

- اصبر قليلاً بعد !

- انتظر قليلاً فقط، وستفعل أصل العالم شيئًا بالتأكيد!"

كان أصل العالم قد قالت سابقًا لكايل:

"عليك أن تكون وكيلي، وتجرف طاقة هذا العالم، وبعدها..."

ثم تابع:

"سيتعافى طبقك بالكامل!"

كايل كان يعلم أن هذه مغامرته الوحيدة ... رغم جهود ميلا المضنية لاصلاح طبقه الا ان حالته لم تتحسن ابدا بل العكس من ذلك . لقد فقد كل حواسه و بدأ يشعر بروحه و هي تنفصل عن جسده شيئا فشيئا

"هذه هي الطريقة الوحيدة."

بإعادة هيكلة العالم

كان كايل يعلم أنه قد ينهار تمامًا أثناء هذه العملية، لكنه لم يكترث.

قال في داخله

"إذا لم أحاول الآن، فلن يكون هناك أمل."

"إذا مت..."

تذكر كايل وجه راون.

'بشري انا بخير !!'

لهذا تحدث بغضب

'... هجين الدم .. أيها الداعر اللعين ... لايمكنك الموت .. قبل ان اخبرك بأسمك ... لذا ... لن اموت أيضا ... '

لقد تلفظ بهذا فقط ليخبرهم

' ... هل تعتقد انني سأموت ؟ '

لن يموت.

كان لديه الكثير ليحققه

- كايل !! انها قادمة !!

صرخ سوبر روك بفرح غامر بينما كايل .. لحظتها

بدأ كايل يشعر بذلك أيضا .. كان يشعر بوصولها اليه ... رغم انه قد فقد كل حواسه ... ولم يستطع رؤية شيئ .. ولا سماع أي صوت ولا حتى شم أي شيئ ... الا انه شعر بشيئ واحد ... كان هذا الشيئ

'الحياة'

كايل الذي كان غارقا في الغضب . تحدث بصوت مبحوح

" هااا اللعنة .. "

"لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ حسناً، لا بأس. لنقم بذلك. "جهاز تنقية الهواء!!"

- نعم، كايل. هذا يستحق المحاولة!

و مع صوت سوبر روك شعر كايل بقوة الحياة و هي تغمره .. و تحيطه رافعة اياه عن الارض ... و كان اول من تفاعل مع هذه القوة النقية .. كان

- اهههه ااههههه!!

كان الشيخ الباكي الذي ينتحب بقوة هو اول من استجاب لهذا النبض القوي للحياة الذي انبعث بدأ من قلبه .. و بمجرد ان غلفت الحياة قلبه

نبض !!!

لأول مرة منذ وقت طويل.. شعر كايل بنبضات قلبه تعود للحياة ... كانت حيوية القلب تستجيب لهذه الطاقة

" هاااااه !! "

و بمجرد ان بدأت طاقة الحياة تملأه .... شهق كايل آخذا اول شهقة الهواء الى داخل رئتيه ..

التنفس الذي انقطع عنه اصبح أخيرا اسهل الان .....

" هااااهه !! "

و بينما كان يستعيد أنفاسه .. شعر بالطاقة و هي تدخل الى انفه

- لقد وصلت أيضا

و فجأة ..

لقد كان يرى الأشجار ..

كانت الشرهة بقوة الخشب خاصتها ... التي بمجرد حديثها حتى بدأ كايل يشعر .لا بل... بدأ يسمع صوت الأشجار التي تتحرك .... و شم الرائحة المنعشة للعشب و الازهار الربيعية التي تسللت دون أي انذار الى انفه و اعادة حواسه ... ثم بشكل مفاجئ ..

بدأ يشعر بالطاقة المنبعثة لا بل ... بدأ يشعر بهم جميعا .. تلك الكائنات الحية .. حياة عدد لا يحصى من كل النباتات و الكائنات الحية في سائر عالم ابيتويو . سمع اصواتها و احس باحاسيسها .....

ثم فجأة بدأ صوت جديد يخترق مسامعه ..

صوت المياه. ...

شرااااااا------

تدفقت ملاين من اصوات المياه.. اجل .. لقد كانت أصوات المياه ..

لما ؟ لما اسمع صوت المياه الان ؟

اخترق سمع كايل اصوات المياه الجارية .. ملايين منها ارتفع في كل مكان حوله

تااق تاااق

ثم ارتفع نوع اخر من المياه ...

تاق تاق

أصوات ملايين القطرات المتساقطة التي لم يستطع الا ان ينجذب لها بفضول شديد ... صوت ذلك المطر اللطيف .تلك القطرات الأولية التي تضرب أوراق الأشجار في الربيع

شراااااااا ---

ثم أصوات المياه التي تجري عبر الجداول الصيفية الصغيرة .. تلك الجداول التي حين تراها تريد ان تغمس قدميك فيها و ترتاح فحسب

- كايل انت عليك ان تظل حيا .. لقد اتفقنا على ان نقضي على الحرب معا .. أتذكر ؟

"هااااه!"

تزامنا مع صوت انفاسه . تحدثت المياه اليه بصوت قوي عذب و نقي ..

نعم .. المياه لقد كانت شيئا يتواجد حوله في كل مكان في العالم ..و لكنها لم تكن مجرد مياه له لقد كانت

'دافئ'

رغم انه كان يشعر باصوات المياه الباردة و القوية . الا ان كل ما شعر به كان الدفئ فحسب

- هاهاهاها !!!

سمع صوت نار الدمار الذي يضحك بجنون و تجاهله .. لقد كان يشعر بالدفئ الذي يمنحه إياه بتلك النيران الدمار التي غلفت جسده البارد .

.اااه ... كان هذا الدفئ ... شبيها بتلك النار التي تشعلها لتدفئ بها نفسك في احد ليالي الشتاء الباردة ...

اووه ...

لكن ذلك جعل كايل يدرك شيئا ما اخيرا

... جسدي انه بارد كالجليد ...

رحب جسده المتجمد بالدفئ الذي انتشر فجأة داخله و ارخى اوصاله شيئا فشيئا

"إنه شعور ليس سيئًا... "

ثم شعر بشيئ اخر وسط ذلك اللهيب .. شيئ بنبض و اكثر لهيب اكبر من أي لهيب اخر ...

شيء أضخم وأكثر توهجًا. كان ذلك اللهب النابض الذي يعكس نبضات قلبه.

نار نابضة

تلك النار الملتهبة التي كان يريد لمسها حتى رغم كونه متأكدا كليا من انها سوف تحرق كل جسده و روحه و لكنه لم يمانع ان تغلفه كليا حتى لو عنى هذا انها سوف تحرق كامل جسده

و لكن فجأة

وووووووشششش-----

لم تصل تلك النيران الى كايل .. لان هبة من الرياح العاتية الباردة أتت لتريح جسده و تنقذه من تلك النيران الحارقة ثم ... فجأة بدا .. كما لو ان هناك ضوء ما يتشكل حول هذه النيران .. ضوء اجمل من أي شيء اخر في هذا العالم

- كايل لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي علينا التخلص منها

التقت النار مع الرياح و احترقتا بشدة مظهرتين مشهدا سرياليا خلابا ... في هذا المشهد رأى كايل شيئا ما . لقد كان .. يرى اخيرا !

' ااااه '

' انا أرى .. لم اعد غارقا في الظلام '

- كايل

و في وسط هذا المشهد السريالي الملون .. في هذا الضوء الباهر و المنير ..الذي كان واضحا له انه ينتمي لمصدر العالم التي كانت تحيط به الان .. وتنتشر في كل الاتجاهات لتصلح كل شيئ ... في وسط كل ذلك كان هناك شيئ لم يستطع كايل الا ان يركز عليه . حتى وسط كل هذا الجمال ..

" اووه انا اراكم "

كانت هناك أشكال تنتظره وراء الحجاب. لم يحتج كايل إلى التفكير كثيرًا لمعرفة من كانوا.

ماكان وراء ذلك الستار الملون بالاضواء الملونة ..

"أوووه، الآن أصبح العمل ممتعًا! "

لقد رأى مظهر العجوز الباكي في هيئته الطفولية وهو يبكي

" اااه تبدوا لذيذة !! "

و رأى الكاهنة التي تلعق شفتيها بينما تنظر بشوق.

" هاهاها "

و صوت الرياح التي كانت تربت على رأس الكاهنة بنظرة راضية

" ههههههه كما هو متوقع هذه الهيئة الجميلة يجب ان ترى !!"

" اصمت أيها النار الحقير !! "

كان النار الدمار يضحك بصوت عالٍ، حتى أسكتته المياه ملتهمة السماء بصوتها الهادئ و الحازم .

و---- أخيرا ----

وأخيرًا، كان هناك سوبر روك الذي كان ينظر اليه مباشرة.

"كايل ! "

وقفت قواه الخمسة الطبيعية جميعا خلف الستار الملون ..

العجوز الباكي و امرأة اشبه بفتاة شابة .. و امرأة في منتصف العمر كانت مغمضة العينين .. وشاب بملامح مرحة .. و امرأة ذات وجه نظيف و حازم ...و اخرهم ... بهيئته الضخمة و المهيبة ... التي تذكرك بالصخور القاسية ..

" مازلت لا تستطيع رؤيتنا بوضوح ؟ "

ذلك الرجل الضخم لا بل الصخرة المخيفة .. سوبر روك . الذي ابتسم له من خلف الستار

" مازال مبكرا ان تستطيع رؤيتنا بوضوح "

كانت نغمته توحي بالرضى على هذه الحقيقة

" مازلت غير جاهز لترانا بهيئتنا الحقيقية "

كان الصوت يحمل نبرة من الارتياح.

"كايل "

ابتسم كايل بخفة وهو ينظر إلى القوى القديمة التي تحدق به. كانت ابتسامته تحمل تلك السخرية المعتادة، بشفاه مائلة ترتفع على أحد الجانبين، مما يمنحه مظهراً متحدياً وغير محترم كليا

تحدثت إليه القوى القديمة:

" عش يا كايل "

ورد كايل على ذلك بصوت مليئ بالتحدي

"تقول أمراً بديهياً."

ثم بعدها

أغلق عينيه... وعاد إلى الظلام.

لكن كايل لم يمانع هذه المرة .... سلّم جسده بالكامل لتلك الطاقة التي كانت تلمس كل إحساس داخله. لم يكن يعرف بالضبط ما الذي كان يحدث لجسده.

"ملاكي ! ملاكي ! "

لكن الصوت كان يصدح

" سأشاركك طاقتي ! "

و مع سماعه لهذا الصوت علم كايل ان هذا صوت مصدر العالم

"جسدي هذا ---"

بدأ بالعودة إلى الحياة . احتضن جسده الميت الطاقة العظيمة التي قدمت له بكل رحابة صدر و غلفة قلبه الذي قبلها بسهولة .. ثم بدأ يضخها لكامل كيانه البارد .. مثل موجة المد و سمح لها بالتدفق ... و لحظتها

نبض !!

نبض! نبض! نبض !

نبض قلبه الميت .. اسرع و اسرع .. لانه عاد أخيرا للعمل

' انا حي ! '

' لا انا يجب ان احيا '

اغلق كايل عينيه و ركز ... بدأ من حواسه التي قامت قواه القديمة بإعادة تشغيلها .. و وسع تركيزه ليشمل أيضا كيانه الفيزيائي الممزق و المجروح و المحطم الى أجزاء مبعثرة .. لا لم يكن يركز على جلده .. بل ما داخله ..

بحث عن "الوعاء" الذي يحتوي على كيانه، وركز عليه بكل قوته .. لكن هذا التركيز العميق جعله يفقد الاتصال بجميع حواسه، باستثناء صوت نبض قلبه، الذي بقي قريباً منه .. لهذا لم يسمع أي من كلماتهم المصدومة

"اييه الأمور تزداد تعقيدا بشيئ مفاجئ ؟ "

وبالطبع، لم يسمع أي من كلمات القوى القديمة التي تحدثت

" يا يا أيها الطفل ! يبدوا ان وعاء كايل ليس مشكلتنا الوحيدة الان ! "

" مشكلة ؟ ! يا يانار الدمار اللعين ! عليك ان تفرح هذه اخبار جيدة !! معركتنا ستكون مع اجناس من عالم الالهة نفسه . من الطبيعي ان يصبح وعائه بهذه القوة !! "

"هاااا طاقة الحياة هذه تبدوا الذ عن قرب !! " *

و كانت كلمات "الكاهنة الشرهة " هي الكلمات الأخيرة .. التي جعلت القوى القديمة تصمت للحظات .. و لكنها بعد ذلك تحدثت بشكل خافت

"الحياة."

كانت أساس العالم

من بين الطاقات الكثيرة التي تشكل العالم، كانت طاقة الحياة هي الأبرز. طاقة كل الكائنات الحية، من البشر والنباتات والحيوانات، و حتى طاقة الحياة نفسها.

" لذيذ !! --- نم نم نم نم " [ اكلتيها ياموكوسة ؟ ]

صمتت جميع القوى القديمة فجأة عندما سمعوا فجأة صوت الشرهة وهي تلتهم شيئا ما

" ...... هائلة ...... "

لم يسبق لهم أن واجهوا طاقة بهذه العظمة. ذلك السيل المتدفق من الضوء الذي يمكن أن يجعلك تقشعر لمجرد مراقبته لا بل ان مجرد مراقبته كان يتطلب قوة جبارة للبقاء ثابتاً

وفي قلب ذلك السيل المضيئ الذي كان يربط بين السماوات و الأرض

كان هناك كايل

" واااه هذا ---"

" كما هو متوقع ان البشري مختلف دائما ! "

" نيا !! "

" نيا !! "

لقد كان كايل داخل مركز هذه الطاقة المهولة ومن عنده، انطلقت طاقة الحياة العظيمة،

دووووووم!!!

لتنتشر خارجاً من عمود الضوءفي موجات إلى أنحاء العالم. لقد كانت طاقة منعشة و دافئة جدا .. باردة و واضحة في نفس الوقت .. ساخنة .... و باردة لقد كانت شبيهة حقا ... وكأنها...

الطبيعة

"هذا صحيح. إنها الطبيعة."

تمتم الشيطان السماوي بشكل لا ارادي بينما ينظر الى هذا المنظر المهول .. و لكن فجأة تدخل صوت اخر الى اذنيه

"العالم---"

لا، بل قال

"يعود للحياة."

لم يستطع العدو، وهو تنين، أن يخفي صدمته.

"العالم يعيد بناء نفسه، ويعود إلى طبيعته."

لم يكن عليه أن يسمع الكلمات كاملة، فقد شعر بها في كل جزء من كيانه

العالم كان يعيد تأسيس نفسه .. كان يعود إلى حالته الأصلية.

وهذا لم يعني سوى شيء واحد:

الأمل الذي طالما تمنوه

صاحت ويشا .. الافعى البيضاء برهبة ... غير قادرة على إخفاء اندهاشها ..

" العالم يعود للحياة ! "

العالم يعود للحياة .. ابيتويو .. كان يعود للحياة .. هذا العالم الميت الذي قيل انه لن يصمد ابدا ... عاش ... لا

بل عشنا و سنعيش فيه .. جميعنا ..

هنا

.

.

.

يتبع في الحلقة القادمة ..

.

.

2025/01/02 · 585 مشاهدة · 3193 كلمة
maranira
نادي الروايات - 2025