خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 392 الجزء الثانى سلسلة ولادة الشر 9
.
.
.
وفي اللحظة التي سأل فيها ألبيرو كايل 'لماذا تبتسم؟''.
بانغ!-
أُغلِق باب المدخل بقوة، مصدِرًا دويًا هائلًا، ليُحبس كايل وألبيرو في الداخل.
لكن لم يحاول أيا منهما حتى الاقتراب من الباب المغلق.
'باب غرفة السجلات ليس بابًا عاديًا. إذ يتدفق من خلاله تيار كهربائي عالي الجهد، وإذا تم العبث به بطريقة خاطئة، فسيتوقف عن العمل تمامًا. والأسوأ من ذلك، إذا حاول أحدهم تحطيمه، فسوف ينفجر على الفور، مشعلًا النيران داخل غرفة السجلات.'
كان كايل يتذكر كلمات رئيس لسكرتارية في ذهنه.
أما ألبيرو، فحدّق في كايل الذي ما زال يبتسم، ثم قال ببرود.
"وجهك يبدو وقحًا للغاية."
"ما به وجهي؟"
عندما محا كايل ابتسامته وحدق فيه بوجه متجهم، عندها ابتسم ألبيرو برضا وتقدم إلى الأمام.
"علينا سرقة ذلك فقط، صحيح؟"
أشار ألبيرو بإصبعه نحو زاوية بعيدة، حيث وُضِعَت هناك خزنة صغيرة وكأنها مهملة.
كانت خزنة قديمة موضوعة في أعمق زاوية من غرفة السجلات.
'داخل غرفة السجلات، يوُجد عدد لا يُحصى من السجلات الورقية، حيث يتم حفظ تقارير الأبحاث على شكل كُتب ومجلدات.'
لهذا السبب، كانت غرفة السجلات مجهزة بتكنولوجيا متقدمة تحافظ على درجة الحرارة والرطوبة ضمن حدود ثابتة.
'لكن في النهاية، جميع تلك المعلومات مخزنة على بطاقة ذاكرة واحدة داخل الخزنة.'
لو لم يخبرهم رئيس السكرتارية كانغ كون-موك بهذه المعلومات، لكان كايل قد أضاع الكثير من الوقت في محاولة حفظ كل تقارير الأبحاث في ذهنه.
'هذا إن لم تنفجر غرفة السجلات أولًا.'
في تلك اللحظة—
كليك-
[تفعيل المرحلة الأولى من بروتوكول الحماية]
صدر صوت ميكانيكي.
بانغ!
نزلت ثلاث بوابات معدنية إضافية فوق الباب الذي أُغلِق سابقا.
"……"
"……"
كان حصارا كاملاً.
قد يظن أي شخص أنه إجراء لحماية قاعة السجلات، لكن...
"إذن، هل ستنفجر بعد 30 ثانية؟"
علق ألبيرو بنبرة هادئة، فأجابه كايل.
"نعم."
"أنت تتابع الوقت، صحيح؟"
"بالطبع."
نظر كايل إلى ساعته.
25 ثانية—
24 ثانية—
"ها، لم أتخيل يومًا أنني سأفعل شيئًا كهذا في حياتي."
اقترب ولي العهد ألبيرو من الخزنة، ثم جلس فوقها متكئًا براحة.
"سرقة؟ يا له من أمر جديد كليًا بالنسبة لي."
تمتم وكأنه يتنهد.
"لقد أجلت كل أعمالي لأفعل هذا، سرقة خزنة، لا أكثر ولا أقل—"
"إذن، هل تكره ذلك؟"
قاطعه كايل فجأة قائلا ذلك، فردّ عليه ألبيرو بلامبالاة.
"كلا؟ إنه ممتع في الواقع."
رأى كايل طرف شفتي ألبيرو ترتعشان كما لو كان يحاول كبت ابتسامة، فهز رأسه بخفة.
كليك-
[تفعيل المرحلة الثانية من بروتوكول الحماية]
انبعث صوت ميكانيكي آخر، فرفع كايل بصره نحو السقف.
وفي اللحظة التالية، انطفأت جميع الأضواء الساطعة في غرفة السجلات دفعة واحدة.
"……"
ساد الظلام التام علي المكان.
"تبقى 10 ثوانٍ."
وبينما كان كايل يستمر بأخبار ألبيرو بالوقت المتبقي—
"س، سيدي المدير—!"
كان نائب مدير متحف شركة الشفافة المحدودة أو بالأحرى—نائب مدير المختبر السري— يرتجف وهو يخاطب المدير.
"لقد، لقد اقتحموا غرفة السجلات!"
"أنا أعلم! أعلم ذلك بالفعل!"
ردّ المدير على نائبه بينما كان يسير بسرعة الي داخل المتحف.
"ابتعد عن طريقي!"
على عكس ما هو معروف عنه كعالم، دفع الحراس الذين اعترضوا طريقه بعنف، متحركًا بسرعة ملحوظة.
كووووووم—!
في هذه الأثناء، كانت أفعى حمراء ضخمة ترتفع نحو السماء في الحديقة الأمامية للمتحف.
نظر إليها نائب المدير بطرف عينه، ثم صاح بذعر.
"إنهم يستهدفون غرفة السجلات! هذا أمر كارثي حقًا! إذا تم تسريب حتى جزء صغير منها—!"
"كلا—"
نظر المدير إلى نائبه بنظرة حادة، مما أجبره على إغلاق فمه.
ثم ألقى نظرة على ساعته الذكية.
"9 ثوانٍ."
"ماذا؟"
"بعد 9 ثوانٍ، ستنفجر غرفة السجلات."
كانت ساعته الذكية قد أبلغته بالفعل بوجود شخصين داخل غرفة السجلات، بالإضافة إلى أن بروتوكول الحماية يعمل بشكل طبيعي.
'عملي ليس الذهاب إلى غرفة السجلات!'
كان بروتوكول الحماية قد وصل بالفعل إلى المرحلة الثانية بنجاح، مما يعني أن الانفجار وشيك، وكذلك أن المتسللين لم يتمكنوا بعد من الفرار.
'سيموتون قريبًا.'
لا يعلم كيف تمكنوا من الدخول، لكن إن لم يهربوا الآن، فلن يكون مصيرهم سوى الموت.
'حتى أنا، مدير المتحف، لن أتمكن من النجاة من هذا الانفجار.'
حتى سيد الشاب قال إنه لن ينجو من هذا الانفجار.
بمعنى آخر، حتي تلك الساحرة المجنونة الموجودة في الحديقة لن تتمكن من النجاة ايضا.
"سيدي المدير! لماذا تتجه إلى مكتبك؟!"
كان المدير يتوجه مباشرة إلى مكتبه.
بقيت 5 ثوانٍ.
وبعدها، ستنفجر غرفة السجلات.
'هناك شيء واحد فقط عليّ فعله الآن، وبأسرع ما يمكن!'
كان قد أمر بإبلاغ المقر الرئيسي، لكن ذلك لم يكن كافيًا.
'السيد نائب الرئيس!'
أو ربما—
'الرئيس!'
أجل، لا بد أن أتصل بالرئيس شخصيًا أولًا!
كان رمز الدخول إلى غرفة السجلات معروفًا فقط للرئيس الفخري، هان تايك-سو، ورئيس السكرتارية، كانغ كون-موك.
ومع ذلك... تمكن شخص من اقتحامها؟
'كانغ كون-موك خاننا!'
لم يكن هذا أمرًا يجب إبلاغ نائب الرئيس به فقط، بل يجب أن يصل إلى الرئيس نفسه!
'الهاتف المباشر موجود في مكتب المدير.'
كان ذلك الهاتف هي الوسيلة الوحيدة للاتصال بالرئيس، وهي ميزة مُنحت له بصفته مدير المتحف.
"سيدي المدير! علينا الذهاب إلى غرفة السجلات أولًا—!"
"اصمت!"
صرخ المدير في وجه نائبه الذي لم يكن يعلم شيئًا، وهو يحرر ذراعه من قبضته.
وفي تلك اللحظة—
3 ثوانٍ.
اهتزت الساعة الذكية، معلنة بقاء 3 ثوانٍ حتى الانفجار.
وفي الظلام، تحدث كايل.
"3 ثوانٍ."
نظر ألبيرو بلا مبالاة نحو مصدر الصوت.
كانت الشرارات تتطاير.
بدأ النور يظهر تدريجيًا رغم انقطاع الكهرباء.
فزززت— فزززز—
توهجت حمرة مشؤومة ببطء، متمددة حول كايل، متسعة أكثر فأكثر.
كان ألبيرو لا يزال جالسًا على الخزنة، بينما قال كايل بهدوء.
"أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم."
لكن هناك ما هو أفضل من ذلك وهو—
"الهجوم الاستباقي."
مهاجمة العدو قبل أن يتمكن من الهجوم.
- مستحيل...!
أظهر صوت سوبر روك عن مدي صدمته، لكن كايل ظل هادئًا.
فززززت-
ازداد توهج التيارات الكهربائية الحمراء الذهبية التي تحيط به.
كلاك-
صُدر الصوت المكانيكي مجددًا.
[برتوكول الحماية—]
وبينما كان الصوت الميكانيكي يرنّ، فكر كايل—
إن كانوا يحاولون تفجيرنا...
"فلنفعلها نحن اولا."
[المرحلة—]
لكن الصوت الآلي لم يتمكن من الاستمرار أكثر.
- كما هو متوقع، أنت ذكي حقا!
في اللحظة التي أطلق فيها سوبر روك ونار الدمار تعليقاتهما المليئة بالإعجاب والتوقعات—
فززززززت—!
انطلقت صاعقة نارية حمراء ذهبية نحو السماء.
"واو"
صفّق ألبيرو بإعجاب.
صفق!
وفي اللحظة ذاتها—
كراك—
تحطمت عدة أحجار مانا عالية الجودة داخل جيب سترته الداخلية.
ووووووم—
وفي الوقت نفسه، تشكلت ثلاث طبقات من دروع المانا حول ألبيرو والخزنة.
لكن لم يكن هنا احد ليلاحظ هذا المشهد.
كووووووووووم—!
مع دويٍّ هائل، اخترقت صاعقة النار الحمراء الذهبية غرفة السجلات، محطمة نظام الأمان، مخترقة الطابق الثالث تحت الأرض، ثم صاعدة إلى الطابق الثاني، ثم الطابق الأول—
"م، ما هذا؟!"
"تبًا، ابتعدوا!"
حتى وصلت إلى السطح.
مخترقة متحف الشفاف بأكمله، أو بالأحرى— المختبر السري الذي انكشف الآن— ومتجهة نحو السماء.
"هاهاها!"
ضحكت روزالين بحرارة وهي تراقب انفجار الصاعقة النارية، التي كانت مشابهة لنيرانها لكنها تحمل توهجًا ذهبيًا، وهي تخترق الطابق الأعلى للمختبر وتنفجر بعنف.
"الساحرة!"
"امسكوا تلك المجنونة!"
ابتسمت روزالين بسعادة أكبر عند سماع تلك الصيحات.
كراك، كراك!
لا يزال نصف أحجار المانا بحوزتها.
كان عددها أكثر مما توقعت، مما يعني أنها أصبحت أقوى بكثير مما كانت عليه من قبل.
"ما هذا؟!"
جاء صوت أنرومان من خلفها، فاستدارت روزالين نحوه بابتسامة مشرقة.
"حان وقت الهروب!"
"ماذا؟"
هل تطلب مني، أنا الرئيس، أنا الذي ظهر بنفسه هنا بعد تفكير عميق، أن أهرب؟
ألا ترى الصحفيين المتجمهرين في كل مكان؟
هل تعتقد أنني أتيت إلى هنا بدون سبب؟
والآن أهرب فقط؟
تحول وجه أنرومان إلى تعبير غريب يجمع بين الذهول والارتباك.
لكن سرعان ما تجمدت تعابيره بالكامل.
كوووووووم—!
تلك العاصفة النارية العاتية—
أثارت تلك القوة الهائلة القشعريرة في جسده، بطريقة مختلفة عن سحر روزالين.
لكن وسط ذلك الانفجار الناري المتصاعد نحو السماء، كان هناك شخص يطفو.
'كايل هينيتوس!'
على الرغم من أنه كان مغطى بملابس سوداء وقناع يخفي هويته، إلا أن أنرومان عرفه على الفور.
وفي اللحظة ذاتها، أدرك أن الوقت قد حان للهرب بالفعل.
'ألبيرو كروسمان غير موجود!'
كان لهذا الأمر معنى واحدًا.
ومعناه كان واضحًا تمامًا.
'لقد وجد الدليل!'
ألبيرو كروسمان هرب حاملًا معه الدليل الذي سينقذ مساعدته ماري، الدليل الذي سيكشف الحقيقة، وينقذ الوضع، ويقلب الطاولة!
"ها، هاها-"
ضحك أنرومان ولوّح بيده في الهواء.
"لنذهب بالمروحية"
ثم مدّ يده الأخرى مبتسمًا نحو روزالين، مشيرًا إلى الخروج.
أمسكت روزالين يده برشاقة، ثم ارتفعت في الهواء بوقار وصعدت إلى المروحية التي اقتربت منهما.
وفي تلك اللحظة—
"أنا—"
رنّ صوت كايل هينيتوس وهو يطفو في السماء.
لم يكن واضحًا ما إذا كان ألبيرو مختبئًا في مكان ما ويستخدم السحر.
لكن صوته كان قويًا للغاية، حيث بدا وكأنه معدّل ليحمل رهبة إضافية.
"لماذا لا يهرب فورًا، ويصرّ على الحديث هناك؟!"
شعر أنرومان بالقلق، بينما ارتسمت الحيرة على وجهه.
في تلك الأثناء، فتحت روزالين شفتيها، وبدأت تتمتم بالكلمات ذاتها التي وشك قولها كايل.
وفي الوقت ذاته، صدح صوت كايل ليصل إلى جميع الحاضرين— من صحفيين، وعناصر مكافحة الشغب، وحراس الأمن، وقوات السيطرة، وغيرهم—
"أنا الظل."
"أنا، الظل!"
وضعت روزالين يدها على كتف أنرومان، الذي كان يحدّق بها وبكايل بتعبير مذهول.
"الظل؟"
تمتم أنرومان بذهول، لكنه سرعان ما ارتجف عندما شدّت روزالين قبضتها على كتفه.
"السيد أنرومان، استمع جيدًا لما سأقوله الآن."
"ماذا؟"
"اعتبارًا من اليوم، أنت متحالف مع الظل. الكيان الذي تواصل معك سرًا هو الظل."
"ماذا؟"
دون أن يطلب كايل ذلك، بدأت روزالين بعملية غسيل دماغ لأنرومان باسم "الظل".
وفي تلك الأثناء—
"ما، ما هذا بحق الجحيم...؟!"
حدّق مدير المتحف في كايل بذهول.
كان البرق الناري الذي اخترق المختبر الان قد دمّر غرفة السجلات بالكامل، قبل حتى أن يبدأ بروتوكول الحماية بالعمل.
اجتاحت النيران المتصاعدة من البرق الناري كل الاتجاهات.
هذه كارثة حقيقية.
شعر المدير بقطرات العرق البارد تنساب على ظهره، وكأن قلبه قد تجمّد من شدة الرعب.
"الظل؟"
لم يستطع منع نفسه من تكرار الاسم الذي نطق به ذلك الشخص الغامض.
الظل.
لم يسمع بهذا الاسم من قبل.
ما هذا؟
لا، ليس لدي وقت للتفكير في هذا الآن!
إذن، ماذا يجب أن أفعل الآن؟
كانت الفوضى العارمة تسيطر على المكان.
وفي تلك اللحظة—
"سيحكم إله الفوضى هذا العالم قريبًا!"
... ماذا؟
الفوضى؟
صرخ ذلك الرجل ذو الرداء الأسود بهذا الإعلان، ثم لوّح بيده مجددًا.
فزززز—
واندلع البرق الناري مرة أخرى—
كووووووم!
كووووووووم!
كوووووو—!
وانهمر في كل اتجاه.
"!"
لكن المناطق التي استهدفها لم تكن عشوائية— بل كانت المواقع الأكثر حساسية للمختبر والمتعلقة بالأبحاث السرية.
صحيح أن التجارب قد توقفت مؤقتًا بعد أن لاحظوا تحركات ماري، كبيرة المستشارين المقربة من الرئيس أنرومان.
لذلك، لم تكن هناك تجارب جارية حاليًا، لكن—
"لا، هذا لا يمكن أن يحدث!"
تدمير هذه المواقع يعني انكشاف أسرارها.
كم عدد المروحيات الإعلامية التي تحلّق الآن في السماء لتغطية هذه الأحداث فقط؟!
كوووووو—!
كووووووووم!
كانت المواقع التي استهدفها البرق الناري ذو اللون الذهبي القرمزي، جميعها مرتبطة بالأبحاث السرية بدقة متناهية.
تلك المواقع التي لم يتمكنوا من إخفائها تحت ستار المتحف، المساحات المخفية خلف الواجهة، ظهرت الآن بوضوح وسط ألسنة اللهب.
لكن البرق الناري لم يحرق كل شيء.
بل احرق بدقة، بمهارة، وبطريقة خفية.
أحرق ما يجب أن يُحرق، وكشف ما يجب أن يُكشف.
"آه..."
انهار المدير المتحف جالساً على الأرض.
"لقد وصلوا من مقر عائلة الشفاف!"
في تلك اللحظة، جاء نائب المدير ليبلغه بأن القوات المرسلة مباشرة من مقر عائلة الشفاف قد وصلت.
ولكن...
"لقد... فات الأوان—"
لقد فات الأوان.
تخلى مدير المتحف بالفعل حتى عن فكرة الاتصال بسيد العائلة.
سواء كان السكرتير كانغ كون-موك قد خانهم أم لا، لم يعد لذلك أي أهمية.
"لقد انتهى الأمر...!"
ومن المؤكد أن المعلومات الأكثر أهمية قد سُرقت.
كان هذا يقينًا لا يقبل الشك.
أولئك الأشخاص... لا بد أنهم سرقوا حتى الخزنة.
"آه..."
كل من شهد هذا المشهد اليوم سيتساءل عن حقيقة ما حدث، وستُطرح الأسئلة على شركة الشفافة.
بل والأسوأ من ذلك، أن الرئيس أنرومان نفسه قد ظهر، مما يعني أن هذه الفوضى ستخرج تمامًا عن السيطرة.
"اللعنة...!"
الرئيس أنرومان يملك الأدلة الان.
ووجهته في التعامل مع شركة الشفافة باتت واضحة.
"لقد انتهى الأمر!"
لم يستطع مدير المتحف كبح جماح غضبه.
"انتهى كل شيء!"
لكن الأمر لم يكن مجرد غضب فقط.
بل كان خوفًا.
لقد انتهى الأمر. حقًا.
"أنا ميت لا محالة!"
لن يترك وريث عائلة الشركة الشفافة هذه المسألة تمر دون عقاب.
"س-سيدي المدير، السيد الشاب سيو...."
جاء السيد الشاب نفسه، من بين الأشخاص الذين قدموا من عائلة الشفافة.
رفع المدير رأسه بصعوبة.
كان هان سيو هيونغ، نائب رئيس العائلة الشفافة، هناك يرى كل هذه الأحداث.
لكن عيناه لم تكن موجهتين نحو مدير المتحف.
بل كانت مثبتتين على الشخص الوحيد الذي لا يزال في الهواء، الشخص الوحيد الذي لم يهرب بعد، الرجل المقنع.
"..."
"..."
هان سيو هيونغ وكايل.
تبادل الاثنان النظرات.
ثم...
ابتسامة خبيثة~
ابتسم كايل له ولوح بيده.
لوّح بها ببطء.
ملقياً التحية على هان سيو هيونغ، الذي كان وجهه متجمدا خاليًا من اي تعبير.
وفي تلك اللحظة، سمع صوتًا سحريًا يتردد في ذهنه.
- لنذهب.
ألقى نظرة خاطفة إلى الأسفل.
قاعة السجلات التي تحترق، بعدما دمرها الانفجار.
في وسط تلك النيران، كان هناك حاجز سحري وحيد لا يزال صامدًا.
وداخل ذلك الحاجز، كان ألبيرو قد أنهى تجهيز دائرة الانتقال الاني السحري، ثم أومأ له بإشارةً للانضمام.
"حان وقت الهروب."
تحطيم علني.
سرقة علنية.
تفجير علني.
وهروب علني.
لم يتساءل أيٌّ من رفاق كايل عمّا إذا كان هذا يُعد سرقة حقًا.
"إلى اللقاء~"
ودّع كايل هان سيو هيونغ.
ثم—
طق-!
سقط إلى الأسفل.
فوووش~!
في تلك اللحظة، أضاءت دائرة النقل الآني بضوء ساطع، وألغى ألبيرو حاجز المانا.
وهكذا، اختفى كل من كايل وألبيرو… ومعهما الخزنة.
تبخرت ثلاثة كيانات من المكان في طرفة عين.
وكانت القوة التي أحدثت فوضى ثم اختفت هي—منظمة "الظل".
"……"
"……"
اجتاحت الفوضى، الصدمة، والذهول مدينة روان منذ الصباح الباكر.
لاحقًا، بعد أن فهم آنرومان مجمل ما حدث، سأل كايل.
"لكن، ألم يكن بإمكانكم التسلل بهدوء وسرقة الخزنة فقط؟"
فأجابه كايل.
"لو فعلنا ذلك، ألن يكون العالم هادئًا جدًا؟"
"ماذا؟"
"كلما عمّت الفوضى، زادت قيود الشركة الشفافة المحدودة."
وهكذا، سيكون من الأسهل علينا انتزاع كل شيء منهم، أليس كذلك؟
لم يقل كايل هذه الجملة الأخيرة، لكن ألبيرو وروزالين اللذين بجواره اكتفيا بالابتسام برضا وهما يومئان برأسيهما.
"……"
وبدا آنرومان وكأنه استوعب المغزى من كلام كايل ايضا، فاختار الصمت.
إلا ان عيناه كانتا ترتجفان قليلًا.
***
وكما خطط كايل، عمّت الفوضى العالم منذ صباح ذلك اليوم.
لم تتوقف عند روان، بل امتدت إلى جميع أنحاء الأرض الثالثة.
وهكذا، بدأت الشرارة الصغيرة لما سيُعرف لاحقًا بـ "الفضيحة الكبرى لشركة الشفافة المحدودة."
.
.
.