1204 - الحلقة 428 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 3

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

الحلقة 428 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 3

.

.

.

رفرفة~ رفرفة~

"أيها الإنسان، لماذا قررت فجأة إقامة مهرجان في القرية؟"

سأل راون وهو يميل برأسه جانبًا ويرفرف بجناحيه.

كان كايل يقف على تلة مرتفعة تطل على القرية، يحدّق في المشهد أسفل منه.

'نعم؟'

عندما أعلن كايل عن رغبته في إقامة مهرجان، لم تستطع أورورا إخفاء دهشتها في البداية.

'مهرجان؟'

'شيءٌ كاحتفال بسيط سيكون كافيًا.'

ثم أضاف.

'نحن بحاجة إليه.'

وكعادته، لم يكتفِ كايل بالكلام فقط.

سويش~ (صوت حركة خفيفة)

أخرج جوهرة لامعة من جيبه وناولها إلى أورورا.

'!'

كانت الجوهرة تلمع بقوة، وكانت قيمتها تكفي لإقامة مهرجان ضخم في القرية، بل وأكثر.

أمسكت أورورا بالجوهرة على الفور، وقالت.

'بحلول المساء، أعتقد أن كل شيء سيكون جاهزًا!'

وبعد أن أوكل المهمة إلى أورورا ذات الملامح الجادة، صعد كايل إلى التلة، وأخذ يطل على القرية برفقة راون. [*كثير مرات احسه شرير القصة بسبب ذا الاسلوب]

"كايل-نيم~."

ارتجف كايل قليلاً عند سماع صوت كلوف سيكا من الخلف. [*اسحب كلامي، طلع مسكين القصة]

تشوي هان، الشيطان السماوي، أون، هونغ— كان الرفاق جميعًا يقضون وقتًا مريحًا معًا حاليا.

مهمة العثور على آخر موقع انقطع فيه الاتصال مع تشوي جونغ سو،

ومهمة تعقّب آخر مكان تواصل فيه قائد الفريق سوي خان.

كان كايل ينوي أن يتولى كل الأمر بنفسه.

'لأنني بحاجة لمعرفة أسلوب عمل تشوي جونغ سو وقائد الفريق.'

او بشكل أدق، كان يحتاج لفهم طريقة عمل "فريقنا"،

حتى يتمكن من تتبع العلامات التي تركوها خلفهم والوصول إليهم.

'همم'

بالطبع، كايل لم يكن الوحيد القادر على ذلك.

نظرة خاطفة~

اتجه نظر كايل إلى جانبه.

كان تشوي هان جالسًا بهدوء يحدق في القرية.

'تشوي هان يعرف أيضًا.'

لأنه يحمل ذكريات تشوي جونغ سو.

لقد رأى حياته، وتوارث قوته.

التنين الأبيض لتشوي جونغ سو.

والتنين الأسود لتشوي هان.

تشوي هان يعرف جيدًا كيف كان تشوي جونغ سو يعمل ضمن الفريق، ويعرف أسلوبه تمامًا، وربما بقدر معرفة كايل له.

"تشوي هان."

"نعم."

"سأوكل إليك أمر تشوي جونغ سو."

"مفهوم."

أجاب تشوي هان دون ادني تردد، كأنه كان يعلم مسبقًا بأنه سيتولى هذه المهمة.

'أما قائد الفريق، فسأذهب أنا.'

القائد سوي خان، لا، بل لي سو هيوك.

يجب أن يصل إلي ذا الرجل بسرعة، قبل أن يفتعل كارثة ما.

وربما—

حتى لو انطلق كل من تشوي هان وكايل في فريقين منفصلين للبحث،

عن القائد وتشوي جونغ سو،

ففي النهاية، قد ينتهي بهما المطاف في نفس المكان.

'طائفة إله الفوضى.'

لأن كل الأجوبة كانت هناك.

كانت ملامح الجدية بادية على وجه كايل.

"كايل-نيم."

آه،

لقد نسي أمر هذا الشخص.

تحركت نظرات كايل.

"أه، آه؟"

نظر كايل الي كلوف سيكا بوجه متحفظ ومتردد.

'ما الذي ينوي سؤالي عنه؟'

ما الذي ينوي هذا الرجل قوله الآن؟

'هل سيسأل عن طقوس التطهير؟ أم عن تشوي جونغ سو، أو قائد الفريق؟'

شعر بتوتر شديد غير مبرر.

ابتسامة~

رسم كلوف سيكا ابتسامة لطيفة وناعمة، مرتديًا رداء الكهنة الأبيض، وأشار إلى الأسفل حيث القرية وقال.

"هل يمكنني النزول للمساعدة في تحضيرات مهرجان القرية؟"

همم؟

هذا سؤال...

كان منطقيًا...

وبشكل غريب، معقولًا جدًا؟

"أه، حسنًا، لا بأس، سيكون ذلك جيدًا."

"إذن، سأذهب."

ابتهج كلوف بصدق بعد أن حصل على الإذن.

"أيها الإنسان، أريد أن أساعد أيضًا! يبدو أن التحضير للمهرجان سيكون ممتعًا!"

"وأنا ايضا أريد المساعدة! أريد المساعدة!"

"سأذهب معهم، وسأساعد دون التسبب في اي مشاكل."

جاءت كلمات أون بعد راون وهونغ.

نظر كايل إلى أون وقال.

"اذهبوا وساعدوا، لكن دون التسبب في أي مشاكل."

هزّت اون رأسها.

وابتسم كايل لا إراديًا لرؤية أون تبدو جديرة بالثقة.

لأن نظرة أون مرت سريعًا نحو كلوف.

عدم التسبب بالمشاكل...

كان المقصود بذلك، ليس راون وهونغ،

بل كلوف سيكا.

'كما هو متوقع، انها ذكية حقًا.'

أون هي الأذكى على الإطلاق.

لماذا هي ذكية وحكيمة إلى هذا الحد؟

كان ذلك أيضًا أمر غريب فعلًا.

"كلوف سيكا ذو الـ270 درجة، هيا نذهب سويًا!" [*تعبير ساخر يُستخدم للإشارة إلى الشخص ذو تصرفات الملتوية.]

"نعم، راون-نيم."

"نيااااو!"

أسرع راون، وكلوف ، وهونغ بالنزول إلى القرية، وتبعتهم أون بخطوات هادئة.

كايل كان يتابعهم بنظره، حين سمع صوت تشوي هان خلفه.

"إنها طقوس إله الفوضى، فهل هناك حاجة لمهرجان؟"

لكن الذي أجاب على هذا السؤال لم يكن كايل.

"ولم لا؟"

كان الشيطان السماوي.

"هل تعتقد أن طائفة إله الفوضى لا تقيم مهرجانات أو احتفالات؟ ألم يكن الجو في ليلة البداية في المره الأخيرة احتفاليًا عندما قدّموا القرابين؟"

"لكن كان هناك قرابين، كما تعلم. لم يكن ذلك مهرجانًا بقدر ما كان أقرب إلى نوعٍ من اللذة."

اعترض تشوي هان بعبوس.

حينها، أطلق الشيطان السماوي ضحكة ساخرة عابرة، وقال.

"حتى الطائفة الشيطانية تقيم مهرجانات."

القوة.

حتى الطائفة الشيطانية، التي لا تعترف إلا بالقوة، كانت تقيم المهرجانات والاحتفالات.

"……."

عند تلك الكلمات، صمت تشوي هان.

تحدث الشيطان السماوي مجددًا، وهو يشعر بالأجواء الحماسية في القرية أثناء التحضير للمهرجان.

"لطالما شعرت أن هناك أمرًا غريبًا."

كملكٍ وإلهٍا يحكم الطائفة الشيطانية،

كان الشيطان السماوي يحمل الكثير من الشكوك والتساؤلات حول طائفة إله الفوضى.

"لماذا يقتصر الفوضى على أشياء سلبية فقط، كالرعب والتلوث؟"

ربما لأنهم يواجهون الفوضى كعدو، لذا بدا الأمر هكذا.

لكن، في الواقع، كان هناك تنوع كبير داخل طائفة إله الفوضى.

"ثم رأيت متعتهم. والآن، أرى مهرجانًا للتطهير أيضًا."

أومأ الشيطان السماوي برأسه.

"نعم. هكذا يجب أن تكون الفوضى."

حيث يمكن لأي شيء أن يحدث، وهو ما يجعلك منجرفًا بين الحيرة والارتباك.

أليس هذا هو جوهر الفوضى الحقيقي؟

"لو كان هناك ألم ورعب فقط، لما وُجد كل ذلك العدد من الأتباع لذلك الإله."

غرق تشوي هان في التفكير للحظة، ثم التفت إلى كايل وسأله.

"كيف هي طقوس التطهير؟"

في سؤاله هذا، كان هناك فضول تجاه طقوس التطهير، وقلق على تشوي جونغ غون.

"همم."

بعد لحظة من التردد، قال كايل كل ما يعرفه وشعر به.

"لن يكون مؤلمًا." [*ياخسارة.]

لن يتألم تشوي جونغ غون.

"وسيكون جميلًا."

إذا جرت الطقوس كما يعرفها، فسيكون المشهد في غاية الجمال.

"أيها الإنسان!"

بعد مرور بعض الوقت، اقترب راون من كايل وقال.

"قالوا إن تحضيرات المهرجان قد انتهت!"

اتجه كايل نحو القرية.

رفع نظره للحظة إلى السماء.

لقد أوشك الغروب.

إنه توقيت جيد، لا بأس به.

***

"جدي، ما المناسبة اليوم؟"

توقف العجوز قليلًا عند سماع سؤال حفيدته.

"واو، هل يمكنني أكل كل هذا؟"

ثم، عندما رآها تسيل لعابها وهي تحدق بالطعام الموضوع على الطاولة في ساحة القرية، انفجر ضاحكًا دون أن يشعر.

'ما الذي يحدث بالضبط؟'

لكن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه، سرعان ما تحولت إلى مرارة.

القرية التي عاش فيها طوال حياته،

القرية التي هاجمها الفيلق السادس لملك الشياطين.

دُمِّرت القرية على أيديهم، واضطروا في النهاية للفرار منها بسرعة من أجل النجاة.

ربما كان محظوظًا لأنه استطاع الفرار، حاملاً معه صورة زوجته الراحلة على الأقل.

'أن يُقال إن ملك الشياطين الحالي يختطف الشياطين—'

لقد نجا، لكنه عرف جزءًا من الحقيقة.

ومع بقاء ملك الشياطين الحالي، أصبح مضطرًا للعيش متخفيًا إلى الأبد، وهذا ما جعله يشعر بالحزن.

'أنا رجل مسن، سيموت قريبًا على كل حال، لكن...'

لكن ماذا عن أبنائه وبناته وعائلاتهم.

"جدي، جدي! متى نأكل؟ ألا يمكننا الأكل الآن؟"

كيف سيكون مستقبلهم؟

هل عليهم أن يلتحقوا بجماعة الوسطاء، وأن يخوضوا حربًا ضد ملك الشياطين الحالي في نهاية المطاف؟

بالنسبة للعجوز الذي عاش حياته يسعى فقط لحياة هادئة وسلمية، فإن الوضع الحالي الذي فُرض عليه كان عبئًا ثقيلًا بحد ذاته.

"أبي، هل أنت بخير؟"

"هم؟ آه، نعم، أنا بخير."

أسرع في رسم ابتسامة ردًّا على سؤال ابنته القلق.

"يا للراحة. إذا شعرت بتوعك في أي مكان، فلا تتردد في إخباري."

كانت تعابير وجه ابنته أكثر إشراقًا اليوم.

'حسنًا، لا عجب في ذلك.'

مهرجان أُقيم فجأة.

لم يكن من المعروف السبب، لكن أورورا، زعيمة القرية ورئيسة جماعة الوسطاء، هي من تكفّلت بتكاليف الحفل، ووزّعت مبلغًا ماليًا كبيرًا على كل بيت، قائلة إنها أجرة عمل، رغم أنها كانت تفوق الأجرة المعتادة بكثير.

بفضل ذلك، كانت تعابير ابنته وابنه أكثر إشراقًا اليوم.

ربما كانوا يحاولون ألا يفكروا في المعارك أو الهروب المحتمل في المستقبل عن قصد.

'صحيح. لهذا لا ينبغي لهذا العجوز أن يبقى متجهمًا.'

بكل ما استطاع، رسم العجوز ابتسامة دافئة.

في تلك اللحظة، سمع صوتًا بجانبه.

"هل لي أن أجلس هنا؟"

"آه، نعم... بالطبع!"

أجاب العجوز بأدب.

'الكاهن...!'

كان من ضمن الزوار الغرباء الذين جاؤوا مع زعيمة القرية أورورا.

لم يكونوا شياطين،

لكن عندما سمع أنهم من صدّوا الفيلق السادس والكونت ديشوران، شعر بالسعادة والامتنان تجاههم رغم أنهم غرباء.

'الهالة المحيطة بهم مختلفة.'

خصوصًا الكاهن ذو الشعر الأبيض والعينين الخضراوين الذي جلس بجانبه، لم يتردد ابدا في القيام بالأعمال الشاقة تحضيرًا للمهرجان.

'نعم، طالما أنهم من ينظمون المهرجان، فلا يبدو أن شيئًا سيئًا سيحدث.'

قيل إن المهرجان يُقام كجزء من طقوس شفاء لشخص تعرّض لأذى كبير على يد جماعة تؤمن بإلهٍ ما.

"أيها الكاهن..."

سأل العجوز بحذر.

"هل أنت من سيجري الطقوس؟"

في الجهة الشمالية من الساحة في القرية، كان هناك مذبح.

"كلا."

توقف العجوز للحظة عند الإجابة الحازمة من الكاهن،

ابتسامة لطيفة~

في تلك اللحظة، ارتسمت ابتسامة لطيفة علي وجه الكاهن.

كانت ابتسامة تبعث على الشعور بالقداسة، كانت مناسبة تمامًا لكاهن.

"الشخص الذي أتبعه هو من سيقوم بذلك."

"آه..."

خرجت همهمة خفيفة من فم العجوز.

إذاً، الشخص الأعلى رتبة من هذا الكاهن هو من سيقوم بالطقوس؟

كاهن...

جماعة دينية...

بالنسبة إلى عجوز اعتاد طوال حياته على انتظار ظهور اله الشياطين، كانت تلك الكلمات غريبة بعض الشيء، لكنها في الوقت ذاته أثارت فضوله.

"ها هو قادم."

في تلك اللحظة بالضبط—

من الجهة الشمالية للقرية، حيث تولي الزعيمة أورورا اهتمامًا خاصًا بالأمن،

كان هناك مجموعة من الأشخاص يقتربون، حاملين شيئًا ضخمًا.

"همم!"

أمسكت حفيدته أنفها بسرعة.

"رائحة نتنة!" [*الكلب فضحنا بريحته النتنة]

حتى العجوز، الذي أصبحت حواسه أقل حدة، عبس لا إراديًا عندما شعر بتلك الرائحة العفنة الشديدة.

كانت رائحة كريهة لدرجة أنها أبعدت شهيته عن الطعام الموضوع أمامه.

"أوغ..."

بدأ أحدهم بالتقيؤ جافًا،

ومع اقتراب مصدر الرائحة، أدرك الناس أن السبب هو تلك الصناديق التي كانت تشبه التوابيت.

'همم...'

استطاع العجوز أن يخمّن أن ما بداخلها هو إنسان، وأن ذلك الإنسان هو الذي سيُجرى له طقوس الشفاء.

كان التابوت مغطّى بالكامل بدوائر سحرية.

دونغ. (صوت ارتطام)

وُضع التابوت على المذبح.

وكان من حملوه هم سحرة من الشياطين.

فتحوا الغطاء، ورفعوا جوانب التابوت، ما عدا القاع.

"همم..."

أصدر العجوز صوتًا خافتًا.

ظهر شخص مغطى بقطعة قماش بيضاء.

وكانت يده، التي لم يغطيها القماش، ظاهرة للعيان.

"همم..."

غطى العجوز تلقائيًا عيني حفيدته.

'يا إلهي...'

ما هذا الشيء البشع؟

جلده، الذي تلون بالرمادي، كان يفرز صديدًا، والرائحة العفنة تنبعث منه بقوة.

وعروق يده كانت منتفخة للغاية، وكأنها على وشك الانفجار.

'جثة.'

نعم، كان المشهد بشعًا لدرجة أن الجثة العادية كانت لتبدو أفضل حالًا مقارنةً بهذا المنظر.

بدت الجثة وكأنها تتعفن في الزمن الحقيقي، كانت الرائحة نفاذة وقبيحة للغاية.

وفي الوقت ذاته، اجتاح العجوز شعور غريب بالخوف.

'هل يمكن أن يكون معديًا؟'

لأنه خاف من احتمال أن يكون معديًا.

تاك. (صوت خطوات)

في تلك اللحظة،

اقترب شخص من المذبح،

وتوقّف أمام القماش الأبيض الذي كان يرقد تحته ذلك الجسد الشبيه بالجثة.

"ذلك هو سيدي."

همس الكاهن بهدوء، فنظر العجوز إلى ذلك الشخص.

'هم؟'

ثم شعر بالغرابة.

'...كاهن؟'

لكن الشخص أمامه كان ذا جو غريب جدًا ليكون كاهنًا،

كانت الأجواء التي تحيط به أشبه بأجواء ملك الكسل، إذ بدت هادئة تمامًا ومليئة بالملل.

ومع ذلك، كان العجوز أكبر سنًا من أن ينجرف وراء المظاهر.

'إنه نقي.'

عينا ذات لون بني قاتم.

كانت تلك العينان صافيتين إلى درجة غير عادية.

وهذا النوع من الصفاء في النظرة لا يظهر إلا عند من عاش حياة طويلة.

'الكاهن.'

بالمقارنة مع النظرات الغامضة للكاهن الجالس بجانبه، كانت نظرات ذلك الشخص شفافة مثل الماء.

وبتلك العيون الصافية، كان كايل ينظر إلى تشوي جونغ غون الممدد على المذبح.

'إنه في حالة خطيرة.'

رغم أنهم نقلوا تشوي جونغ غون إلى هنا داخل صندوق منقوش عليه دوائر سحرية مؤقتة، إلا أن جسده بدأ يتلوث بسرعة بمجرد خروجه من مبنى الدوائر السحرية.

هاء... هاء... (صوت تنفس متسارع)

بدأ صوت أنفاسه الخافتة يتسارع، ولم يكن ذلك مؤشرًا جيدًا.

رائحة عفن، والمزيد من الإفرازات المتقيحة.

جسده لم يعد فقط رمادي اللون، بل بدا وكأنه يتعفن في الزمن الحقيقي، ويتحول تدريجيًا إلى كتلة رمادية متآكلة.

لم يضيع كايل الوقت.

أغمض عينيه.

'تطهير الفوضى.'

ما هو المطلوب لذلك؟

المكان.

والقائم بالطقوس.

المكان، حيث يُقام المهرجان.

قد يتساءل البعض، ما علاقة التطهير بالمهرجان؟

لكن، لم يكن هناك مشكلة حتى لو كان بحجم حفلة صغيرة.

فقط،

'يكفي أن يكون مكانًا يمكن للفرح الفوضوي أن يحلّ فيه.'

الفوضى، لا تعني دائمًا شيئًا سلبيًا.

أحيانًا، حين نشارك في المهرجانات، نشعر بالارتباك والضجيج، لكننا في الوقت ذاته نشعر بالبهجة والسعادة.

يمكن أن توجد فوضى مفرحة.

"..."

ألقى كايل نظرة حوله.

رغم أن الجميع كانوا يمسكون أنوفهم بسبب رائحة العفن،

إلا أن البهجة والتوقع ما زالتا حاضرتين في هذا المكان.

التحضيرات للمهرجان، التي جعلت الجميع ينسون عناء الأشهر الماضية، كانت كافية لتبعث البهجة.

- كايل، هل أتصرف أنا؟

صوتٌ مملوء بالغرور، يتحدث بلهجة متعالية، اقتحم أفكاره.

لكن كايل تجاهله تمامًا.

وبدلًا من ذلك، أزال القماش الأبيض.

"آه!"

"أوه!"

ظهر مظهر تشوي جونغ غون البشع.

ولم يستطع الحاضرين إخفاء صدمتهم.

"!"

"!!"

ثم توقّف الجميع عند رؤية كايل يضع يده على جبهة تشوي جونغ غون دون تردد.

"هم؟"

"أم؟"

"آه؟"

ثم شعر الناس بشيء ما.

وقت الغروب، حين تصطبغ السماء باللون الأحمر.

في الوقت الذي لم تُضأ فيه أنوار القرية بعد، ولم يكن في الأفق سوى وهج الشفق الدامي.

سوااااا~~ (صوت هبوب الرياح)

فجأة، سمع الجميع صوت الرياح.

"لا."

هزّ العجوز رأسه نافيًا.

"الغابة."

هذا صوت الرياح القادمة من الغابة.

لكن لماذا يُسمع هذا الصوت من داخل القرية؟

لكن الأمر لم يتوقف عند الغابة.

"أمواج."

بل كان صوتًا أشبه بأمواج البحر أيضًا.

رياح تحمل أصواتًا مجهولة المصدر اجتاحت المكان.

واتجهت نحو المذبح.

دون وعي، تركزت أنظار الجميع هناك.

"آه..."

أطلق العجوز زفرة إعجاب.

الرياح.

بين أصواتها، سُمع صوت.

"...زوجتي."

سمع صوتها.

منذ زمن بعيد.

نعم...

'أنا سعيدة لأني تزوجت بك'

بلا شك، كانت تلك كلمات قالتها له ذات يوم.

وسمعها من جديد.

قطعة صغيرة من ذاكرة نسيها تحت وطأة الحياة المتعبة، عادت إليه فجأة.

"ما هذا؟"

ما الذي أعيشه الآن؟

وفي عينيه التي توقفت عند المذبح، ظهرت له صورة.

لم تكن بيضاء،

ولا سوداء،

بل كانت... رمادية.

نعم—

اللون الرمادي، ذاك اللون الذي اعتاد عليه كل من يعيش في عالم الشياطين.

في عالم الشياطين، كانت الـمانا تتجلى بلون رمادي.

على عكس ذلك الرمادي الذي غطّى الرجل المتعفّن بشكل مروّع، كان الرجل ذو الشعر الأحمر يُطلق ضوءًا رماديًا لامعًا كضباب ناعم.

لفّ ذلك الضباب العجوز.

كان دافئًا.

عندما سمع كلمات زوجته تلك، شعر وكأنه يملك العالم بأسره، تلك اللحظات التي يمكنه الجزم بأنها كانت من أسعد لحظات حياته، عادت لتحتضنه من جديد.

نعم

إنه عزاء.

انسابت الدموع من عيني العجوز دون أن يشعر.

لكنها لم تكن دموع حزن.

استعاد ذكرى كان قد نسيها، وتلقى عزاءً لقلبه، وتشافى من مشقة الواقع.

"آه."

لم يعد يشعر برائحة التعفن.

ولم يسمع صوت زوجته مرة أخرى بعد تلك المرة الوحيدة.

ولم يعرف إن كانت سرابًا قد تبدّد، أم أن ذاكرته استرجعت تلك اللحظة فجأة.

لكنها ظلت واضحة في قلبه.

لأن هذا الضباب الرمادي الذي منحه ذلك الفرح كان يحتضنه بلطف.

"هيهي!"

سمع صوت ضحكة حفيدته.

"جدّي! لقد تذكرت كيف أثنت عليّ أمي!"

ضحك العجوز تلقائيًا عند سماع كلمات حفيدته الصغيرة البريئة.

نعم. لقد تذكّر.

"آه."

أطلق زفرة انبهار.

بين الضباب الرمادي، بدأت حبيبات صغيرة من الضوء الرمادي تتصاعد.

من العجوز أيضًا.

ومن حفيدته أيضًا.

لكن العجوز لم يشعر بأي ألم أو شيء من هذا القبيل.

فقط، شعر بالفرح.

سوااااا~~ (صوت هبوب الرياح)

هبّت الرياح مجددًا.

تلك الأضواء الرمادية الصغيرة، التي تشبه اليراعات، طارت مع الرياح.

وتوجهت نحو الرجل ذو الشعر الأحمر القاني.

وغمرته تلك الأضواء الصغيرة، بينما كان واقفًا تحت الغروب الأحمر، وشعره الأحمر الذي كان أزهى من لون الغروب يتطاير مع الرياح، وهو يمد يده إلى الأمام.

تحرّكت تلك الأضواء الصغيرة مثل اليراعات تبعًا لحركة يده.

غطّت يد كايل اليد الأخرى التي كانت موضوعة على جبهة تشوي جونغ غون.

وتبعت الأضواء الرمادية الصغيرة تلك اليد، لتغطي جبهة تشوي جونغ غون، ثم جسده بالكامل.

رعب الفوضي، كان دائمًا ما يعيد للأذهان صرخات الألم وذكريات الماضي المروعة.

لكن تطهير الفوضى كان مختلفًا.

جعلهم يتذكرون الفرح.

وكانت تلك القوة مصدر دعم لكايل الذي ينفّذ التطهير.

سوااااا~~ (صوت هبوب الرياح)

عاد صوت الرياح ليهدر، كأنها آتية من أعماق الغابة أو من أمواج البحر.

"كما توقعت."

كلوف سيكا الذي كان يراقب كايل، استحضر صورة الأمواج من هذا الصوت.

إله الفوضى...

لقد حاول ذات مرة أن يغمر كايل-نيم بأمواج رمادية ضخمة تشبه التسونامي.

كان كلوف سيكا قد سمع ورأى ذلك المشهد.

'قوة إله الفوضى تشبه البحر.'

هذا ما فكّر فيه كلوف.

فالبحر، أحيانًا يكون جميلًا، وأحيانًا مخيفًا، وأحيانًا مرعبًا، وأحيانًا هادئًا.

كان بمقدوره أن يتغير إلى كل أشكاله.

أليس ذلك هو الفوضى بعينها؟

لكن،

البحر له قواعده الخاصة، وهذا ما يجعله مختلفًا عن الفوضى المطلقة.

وفوق ذلك، ألا يحتوي البحر على عدد لا يُحصى من الأرواح الحيّة؟

وأيضًا—

'كايل-نيم يختلف عن إله الفوضى.'

نعم.

'كايل-نيم هو من يشبه البحر فعلًا.'

مثل البحر الذي يحتوي الفوضى والنظام معًا.

مثل البحر الذي تختلط فيه الحياة والموت.

حياة كايل-نيم كانت دائمًا تتعامل مع كل شيء في حينه، وتشق طريقها بين العقبات.

وكان يحتضن كل الأرواح الحية لينقذها.

ولأجل ذلك، استخدم الفوضى والنظام كما يشاء.

وهذا ما يجعله، بالفعل—

"متناغمًا."

ولذلك، كان جميلًا.

"...تناغم."

تمتم العجوز الذي كان بجانب كلوف دون وعي بتلك الكلمة التي علقت في أذنه.

'تناغم. تناغم، هاه...'

لماذا تهزّ هذه الكلمة قلبه بهذا الشكل؟

وجّه نظره نحو الرجل ذو الشعر الأحمر القاني.

ضوء رمادي دافئ كضباب.

لون يشبه مانا عالم الشياطين.

قوة ناعمة تحيط بالشياطين.

فجأة، تساءل.

من أين أتت هذه القوة؟

'هل يمكن أن يكون إله الشيطانين—'

فجأة شعر بقشعريرة وتوقف عن التفكير من صدمته.

فكرة لا تُصدق غزت رأسه تمامًا.

سوااااا~~ (صوت هبوب الرياح)

كان كايل لا يزال ينظر إلى تشوي جونغ غون وهو يفكّر في داخله.

'الآن، هذه هي النهاية.'

في اللحظة التي غمرت فيها حبيبات الضوء الرمادية تشوي جونغ غون، رفع كايل يده عن جسده وأغمض عينيه.

تطهير لطرد التلوث.

لقد بدأ المشهد الأخير لذلك.

.

.

.

2025/05/07 · 391 مشاهدة · 2848 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025