1205 - الحلقة 429 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 4

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 429 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 4

.

.

.

سوااااا~~ (صوت هبوب الرياح)

دغدغ صوت الرياح آذان الحاضرين.

ثم اتجهت الرياح التي مرّت بهم نحو المذبح، الي الشمال.

سواااا~~

تجمعت الرياح هناك، لتحتضن الرجل القابع فوق المذبح، المحاط بحبيبات الضوء الرمادي.

"..."

أبعد كايل يده عن جسد تشوي جونغ غون وتراجع خطوة إلى الوراء.

ثم فتح ذراعيه ورفع يديه إلى الأعلى.

سواااا~~

بدأ جسد تشوي جونغ غون يرتفع تدريجيًا فوق المذبح.

لم يكن الجسد المشوّه ظاهرًا.

بل على العكس، بفعل الرياح الناعمة والحبيبات الرمادية التي أحاطت به، بدا المشهد مهيبًا وغامضًا.

لم تعد رائحة التعفن تنبعث.

بل على العكس، بدأ الناس يشمّون روائح مختلفة، كلٌّ بحسبه.

رائحة زهور حقول الربيع،

رائحة أشجار من مسقط الرأس،

رائحة حضن الأم في الطفولة،

رائحة الطعام المفضل.

كانت روائح بسيطة، لكنها استطاعت أن تقلب أنوفهم وقلوبهم رأسًا على عقب.

سواااا~~

لم يكن ذلك المشهد مبهرجًا، بل على العكس، تحت ضوء الغروب الأحمر، اتخذت الأجواء الرمادية طابعًا هادئًا وساكنًا للغاية.

'لا يتناسب مع اسم الفوضى.'

هذا ما فكّر فيه الشيطان السماوي، لكنه ما لبث أن نظر من حوله حتى أعاد تصحيح تفكيره.

'لا، كنت مخطئًا.'

كانت تعابير وجوه الناس غارقة في الذهول، لكن المشاعر التي انعكست على ملامحهم كانت مختلفة تمامًا عمّا رآه في ليلة البداية السابقة في المكان المقدّس.

فرح، بهجة، انفعال، تأثر.

لم تكن مشاعر عنيفة،

بل كانت تسري بهدوء على وجوههم، مثل مدّ البحر الذي يتقدّم ببطء، تهزّ قلوبهم وأذهانهم وتلامس أرواحهم.

لم يتمكنوا حتي من حتى من استيعاب ما يشعرون به تمامًا، لكنهم سلّموا أنفسهم لتلك الأحاسيس.

'هذه أيضًا فوضى.'

كانت أنظار الجميع تتجه نحو كايل هينيتوس وتشوي جونغ غون.

سوااااا~~

لم يعد جسد تشوي جونغ غون يرتفع أكثر.

فتح كايل، الذي كان مغمض العينين، عينيه ببطء

ثم فتح فمه،

متّبعًا تماما ما تعلّمه عن طريقة استخدام المهارة، التي أخبره بها نظام اللعبة.

"ما صُنع—"

ما صُنع.

الجسد الملوّث الذي تشكّل بطريقة مصطنعة تحت تأثير قوة 'تلوّث الفوضى'.

"سوف يزول قريبًا."

سوااا—

توقفت الرياح.

ووو— (صوت الرياح وهي تتلاشى ببطء)

وبينما كانت الريح المتوقفة تتلاشى، لم يبق سوى تشوي جونغ غون المغطى بالضوء الرمادي، هناك.

"..."

"..."

خيّم الصمت.

كان الجميع يحدّق في الرجل ذو الشعر الأحمر، الذي كان أكثر احمرارًا من لون الغروب نفسه.

لم يستطيعوا فتح أفواههم بسهولة.

رغم أن المشهد لم يكن مبهرًا، ولا متعدد الألوان، ولا من ذلك النوع الذي يُقال إنه يفوق الخيال جمالًا.

لكنهم لم يستطيعوا أن يحوّلوا أنظارهم.

الضوء الرمادي.

كان ذلك الضوء يبعث الدفء في قلوبهم بشكل عجيب.

فتح كايل فمه مجددًا.

ما صُنع سوف يزول قريبًا.

"كما ورثناه منذ البدء—"

سسس— (صوت خافت لتحركات طاقة سحرية)

بدأ الضوء الرمادي يتسرّب تدريجيًا إلى جسد تشوي جونغ غون.

راقب كايل ذلك بهدوء، ثم أكمل.

"كما وُلدنا به منذ البداية—"

ثم فجأة، جالت بباله فكرة.

كما ورثناه منذ البدء.

كما وُلدنا به منذ البداية.

طائفة إله الفوضى حقًا تولي أهمية كبيرة لـ'البداية'.

ألم يكن اسم المكان المقدس أيضًا 'ليلة البداية'؟

هل يرون أن 'البداية' هي الانعكاس الحقيقي للفوضى؟

استمر كايل في التفكير، لكنه أيضًا أتمّ ما عليه فعله دون تقصير.

خرجت الجملة الأخيرة من فمه.

"فلنعد إلى الهيئة الأصلية."

ما صُنع، سيزول.

فلنعد إلى الأصل.

سسس—!

أطلق جسد تشوي جونغ غون – أو بالأحرى، الضوء الرمادي المتسرّب إليه – موجة طاقة قوية.

"أوه!"

"!"

شعر الناس بتلك الموجة، وتطايرت شعورهم بفعل الرياح الناتجة عنها.

ورغم ذلك، لم يتمكنوا من إبعاد أعينهم عن المشهد.

سسس—

أطلق الضوء الرمادي، الذي أنار بقوة للمرة الأخيرة، وهجه حتى تسرّب بالكامل داخل جسد تشوي جونغ غون.

"آه، الجسد—"

الجلد الذي كان قد تغيّر بشكل مريع وتشوّه باللون الرمادي، والأوردة التي انتفخت كثيرًا، كلها بدأت تعود إلى هيئتها الأصلية.

قطرة.. قطرة..

من عينيه المغلقتين، من أنفه، من فمه الذي كان مفتوحًا قليلاً، ومن أذنيه،

قطرة.. قطرة..

بدأت قطرات رمادية بالتساقط.

اللون الرمادي الذي كان قد صبغ بشرته بدأ يتلاشى تدريجياً.

ليس بسرعة، ولا ببطء، بل بوتيرة معتدلة،

كان جسد تشوي جونغ غون يتحرر تدريجياً من التلوّث.

'غريب.'

هذا ما شعر به العجوز.

الرمادي الذي صبغ جسد ذلك الرجل كان مقززًا ويبعث على الخوف.

لم يكن يرغب حتى في الاقتراب منه.

فلماذا يبدو الرمادي الذي يغمر ذلك الجسد الآن جميلًا؟

لا، بل، لماذا يبدو دافئًا؟

ثم هذه القطرات المتساقطة الآن—

'لا تبدو قذرة.'

قطرة.. قطرة..

القطرات الرمادية التي سقطت على المذبح، وانحدرت على سطحه إلى أن لامست الأرض.

القطرات التي تسربت إلى التربة، اختفت بعدها مباشرة.

مثل القطرات العادية التي تختفي حين تتسرب إلى التراب، هكذا، ببساطة، اختفت.

'...ليست مميزة.'

مع أن شخصًا ما يُبعث إلى الحياة الآن.

لكن، لم يكن المشهد مبهرًا، ولا مشرقًا، ولا حتى مميزًا.

ومع ذلك—

"آه."

لماذا يخفق قلبي بهذه القوة؟

لماذا لا أستطيع تهدئة مشاعري؟

قطرة.. قطرة..

بدأت القطرات تقل تدريجياً.

وعاد جسد تشوي جونغ غون إلى هيئته الأصلية،

كأن شيئًا لم يحدث، بشكل طبيعي تمامًا.

'إنه لأمر مدهش—'

نعم، مدهش.

لا توجد كلمات أخرى تصف ذلك المشهد.

'إنه كالمعجزة.'

لا، بل هو معجزة.

لقد مرّ العجوز بتجارب عديدة في حياته.

وكان من بين ما تعلّمه أن معجزات الحياة لا تأتي مع مؤشرات خاصة.

لم تكن مسبوقة بالبذخ أو الدراما أو شيء مميز.

بل كانت تأتِي كما لو أن شعاعًا من الضوء نزل فجأة على حياة يعيشها كالمعتاد، فتمنحهم نورًا وتختفي كما جاءت، بلا ضجة.

ومع ذلك، كانت تلك المعجزات أحيانًا تغيّر كل مجرى الحياة.

'هكذا كان الحال عندما التقيت بزوجتي.'

ذهب ذات يوم إلى قرية أخرى، والتقاها صدفة في الطريق.

لقاؤه بها كان معجزة جاءت بلا مقدمات،

'ولا يمكنني نسيانها طيلة حياتي.'

لأنها كانت معجزة.

'والأمر نفسه يحدث الآن.'

قطرة..

سقطت آخر قطرة رمادية.

لم تعد هناك أي قطرات أخرى.

"آه—"

ثم، نزل الرجل الذي عاد إلى الحياة، بجسد سليم، ببطء فوق المذبح.

سياك، سياك. (صوت تنفس هادئ)

كان الرجل النائم يصدر صوت تنفس منتظم ومريح.

لم يكن يبدو كجثة كانت قد تحولت إلى هيئة مروعة.

بل كان شخصًا حيًا، مثلنا.

"......"

شعر العجوز كما لو أنه على وشك البكاء.

استرجع ذكرياته الثمينة والسعيدة.

ورأى كيف أن الذرات الرمادية الصغيرة التي خرجت منه ساهمت في إنقاذ ذلك الشخص.

وذلك المشهد،

وإنقاذ ذلك الشخص...

كان كل شئ بحد ذاته معجزة.

لم يكن مبهرًا، بل كان هادئًا، مقدسًا، تهزّ القلوب.

"......"

"......"

لم يفتح أحد فمه.

لم يرغب أحد في كسر هذا الجو.

"أيتها الزعيمة."

لكن كان هناك من يستطيع كسر هذا الصمت.

وهو كايل.

"آه، نعم!"

أورورا، التي كانت غارقة في التفكير، استعادت وعيها فجأة.

كانت تعلم أن القوة التي استخدمها كايل هي عملية تطهير تابعة لطائفة إله الفوضى، لكنها كانت تشعر بإحساس غريب لا يمكن تفسيره.

'فوضى؟'

هذه؟

هل هذا الشيء الدافئ فوضى؟

لم تستطع تصديقه.

ولكن في الوقت نفسه، صدقته.

'صحيح، فهو من الآلهة القديمة ذات المراتب العليا، لا يمكن أن تكون قوته مجرد رعب فقط.'

أفاقت سريعًا، ونظرت إلى كايل.

"يبدو أننا بحاجة لنقله."

عند كلمات كايل الهادئة، فهمت أورورا ما يجب عليها فعله.

"آه، نعم. بالطبع."

كان عليهم نقل تشوي جونغ غون إلى المبنى الذي كان فيه سابقًا،

ويجب فحص حالته بعناية.

ليس فقط التأكد من زوال تلوث الفوضى، بل يجب أيضًا التحقق من حالته الصحية العامة.

عند نظرات كايل، تحركت أورورا بنفسها.

"أنا—"

لكن كان هناك من سبقها.

كان تشوي هان.

"أنا، سأقوم بنقله."

"سأساعد أيضًا."

اقترب الشيطان السماوي معهم.

وكان في يد تشوي هان نقالة.

نظر كايل إلى تشوي هان.

وكانت عينا تشوي هان مثبتتين على تشوي جونغ غون فقط.

"……"

كان تشوي جونغ غون غارقًا في نوم عميق.

فحص شوي هان وجه تشوي جونغ غون الذي عاد إلى حالته الطبيعية بدقة،

ثم عضّ على شفتيه للحظة.

ربت، ربت.

ربت كايل على كتف تشوي هان وقال.

"لننقله."

"...نعم."

قام تشوي هان والشيطان السماوي بوضع تشوي جونغ غون على النقالة ونقلوه.

- أيها الإنسان، هل انتهت عملية تطهير تشوي جونغ غون بالكامل الآن؟

على قمة أعلى شجرة قريبة من الساحة، كان يمكن رؤية راون وأون وهونغ هناك.

أومأ كايل برأسه لهم، ثم تحدث إلى أورورا.

"لقد أنهيت الطقوس التي كان عليّ القيام بها."

"آه، نعم! إذن هل انتهت الطقوس الآن؟"

"لا."

هز كايل رأسه نافيًا.

ثم حوّل نظره بعيدًا عن زعيمة القرية، أورورا، وبدأ يتفحص محيطه.

'هم؟'

وشعر بالارتباك للحظة.

لأن الجميع كانوا يحدقون فيه بثبات.

'حسنًا، لا بد أنهم جميعًا تذكّروا ذكرى جميلة على الأقل.'

كلما فكر أكثر، ازداد شعور كايل بأن إله الفوضى مذهل.

'تلوّث، رعب، لذة، وتطهير—'

كان يمتلك قوى عديدة يمكنها التأثير في مشاعر البشر.

'على عكس الآلهة الآخرين الذين يمتلكون قوة محددة، يبدو أن إله الفوضى يمتلك قوى متنوعة.'

كان الأمر يشبه شيئًا يمكن استخدامه كما تشاء، حسب الحاجة.

'وفوق ذلك، لماذا يحب 'البداية' بهذا الشكل؟'

من الكلمات التي تُتلى في طقوس التطهير، إلى اسم المكان المقدس.

فكر كايل.

'ما الذي يوجد في البداية؟'

في تلك اللحظة—

"همم."

توقف كايل فجأة.

شعر باهتزاز خفيف في جيب صدره.

كان عليه التحقق من ذلك، لكنه تحدث أولًا إلى سكان القرية الذين كانوا ينظرون إليه.

"ما يزال هناك المرحلة الأخيرة من الطقوس."

في الواقع، كانت هذه هي المرحلة الأخيرة الحقيقية.

"أرجو أن تستمتعوا بالاحتفال وتبنون ذكريات جميلة."

سواء كان مهرجانًا أو احتفالًا، أو أي شيء،

فإنه في نهاية الطقوس، يتطلب الأمر أن يجتمع الناس ويستمتعوا.

"هذا فقط هو المطلوب."

ثم التفت إلى أورورا وقال.

"هل هذا ممكن؟"

"ن-نعم! بالطبع، ممكن بالتأكيد—!"

لسبب ما، بدا صوت أورورا مشحونًا بالحماس، لكن كايل لم يُعر الأمر اهتمامًا، وألقى تحية على سكان القرية.

"شكرًا لتحضيركم مهرجان اليوم، ولمساعدتكم في الطقوس."

بالطبع، كايل هو من دفع تكاليف المهرجان، وأهل القرية هم من أعدّوه واستمتعوا به.

لكن بفضلهم، استطاع كايل إجراء طقوس إنقاذ تشوي جونغ غون.

'لأن سعادتهم كانت ذات عونٍ حقًّا.'

إله الفوضى يستمد قوته من مشاعر البشر،

سواء كانت يأسًا، أو رعب، أو سعادة، أو لذة.

'لذا، حين تُستخدم قوة الرعب، يتعذب الناس الغارقون في ذلك الرعب.'

لكن السعادة التي تُستخدم في التطهير،

لا تسبب أي آثار جانبية خاصة.

"إذن، أتمنى لكم وقتًا ممتعًا."

ألقى كايل تحية مهذبة بقدرٍ معقول، ثم نزل من المذبح متجهًا نحو المكان الذي يوجد فيه تشوي جونغ غون.

اختفى من هناك دون أي تردد.

"……."

"……."

أما الباقون، فقد ظلوا يحدقون بصمت في ظهره الذي يبتعد.

في تلك اللحظة، كسر أحدهم الصمت وتكلم.

"عذرًا—"

لقد كان العجوز الجالس بجانب كلوف سيكا.

إنه تيدريك، أكبر معمّر في هذه القرية، والعمدة السابق.

كان يحتضن حفيدته بين ذراعيه، وتوجّه بالسؤال إلى كلوف سيكا.

"عذرًا، أيها الكاهن... أي إله تؤمن به؟" [*الوضع مايطمن]

كان كلوف قد جلس عمدًا بجانب تيدريك.

رغم أن الزعيمة الحالية هي أورورا، إلا أن سكان القرية يثقون بالعمدة السابق، تيدريك، اكثر من اي شخص اخر من كل أعماق قلوبهم.

ابتسم كلوف سيكا تجاه تيدريك.

"حسنًا، لا أعلم."

لم يجب كلوف سيكا على السؤال عمدًا.

"ذاك..."

تردد العجوز تيدريك قليلًا،

وفي تلك اللحظة بالضبط، فتحت حفيدته فمها.

"أيها الكاهن! أيها الكاهن!"

"نعم."

"ما كان ذلك الرمادي قبل قليل؟"

فردّ كلوف على سؤال الطفلة البريء بسؤال.

"أي رمادي تقصدين؟"

"آه!"

كان هناك نوعان من الرمادي.

"كلاهما!"

كانت الطفلة فضولية حيال كل شيء.

وكذلك كل من كان يراقبهم، كانوا فضوليين أيضًا.

"الرمادي الأول،"

ذاك الرمادي البشع الذي لوّث جسد تشوي جونغ غون.

"تلك كانت قوة تُدعى التلوث، استُخدمت من قبل أحد أفراد طائفة إله الفوضى."

طائفة إله الفوضى.

ترسخ هذا الاسم في أذهان آذان كبار القرية.

ثم سألت الطفلة مجددًا.

"وماذا عن الرمادي الجميل ذاك؟"

ازداد تركيز الناس أكثر هنا.

أجاب كلوف سيكا بكل لطف وهدوء، متناسبًا مع هيئته ككاهن مقدس.

"ذلك الرمادي هو قوة تُدعى التطهير، وقد استخدمها ذلك الشخص قبل قليل."

حين سمعت أورورا إجابة كلوف سيكا، فكرت في نفسها.

'ماكر.'

لقد قال كلوف سيكا الحقيقة فقط.

لكن حسب طريقة الاستماع هذه، فقد بدت 'التلوث' و'التطهير' وكأنهما قوتان مختلفتان تمامًا.

رغم أن كليهما في الأصل من قوى طائفة إله الفوضى.

"واو! تطهير!"

صفّقت الطفلة وكررت الاسم عدة مرات في فمها، ثم أشارت إلى مكانٍ ما.

كان ذاك هو الطريق الذي اختفى فيه كايل ولم يعد يُرى.

"من كان ذلك العم الذي رأيناه قبل قليل؟"

"أوي!"

فزع العجوز تيدريك وضمّ حفيدته إلى صدره بشدة.

"نحن آسفون، أيها الكاهن، هذه الصغيرة كثيرة الفضول."

"هاها، لا بأس."

لكن حفيدته رفعت رأسها من حضنه وسألت كلوف مباشرة.

"هل ذاك العم كاهن أيضًا؟"

"آه، أيتها الصغيرة! بالطبع هو كاهن—"

همّ العجوز تيدريك بالإجابة، لكنه توقف.

"لا، ليس كاهنًا."

اتجهت نظرات العجوز نحو كلوف سيكا.

فقال كلوف سيكا، بابتسامة هادئة وصوت منخفض.

"لا هو كاهن، ولا بابا، ولا قديس. لا شيء من ذلك."

كان قراره ورأيه راسخًا.

'من الآن فصاعدًا، سيستخدم كايل-نيم هذه القوة المسماة بالتطهير كثيرًا في المستقبل.'

فهذا ما تقتضيه الظروف.

ولا يجب لطائفة إله الفوضى أن تجني ثمار ذلك.

فكل شيء يخص كايل-نيم وحده.

فهو من قام بذلك،

قال كلوف سيكا الحقيقة فقط، دون أدنى مبالغة.

"ذاك الشخص يتحرك وفق إرادته الخاصة فقط. لا يتّبع أو يؤمن بأي إله."

كايل هينيتوس هكذا.

إنه شخص من هذا النوع.

إنه بطل من هذا النوع.

إنه أسطورة من هذا النوع.

ولذلك—

"وأنا أتبع ذاك الشخص."

أنا من يتبعه.

كانت كلمات كلوف مشبعة بالإخلاص وصدقٍ كبير.

"آه..."

أطلق العمدة السابق، تيدريك، زفرة إعجاب.

رجل ذو شعر أحمر.

يقال إنه لا يؤمن بأي إله، وليس كاهنًا ولا أي شيء من هذا القبيل.

فقط يعيش وفق إرادته.

وفي المقابل، فإن هذا الرجل الذي يرتدي زي الكاهن، ويبدو ككاهن أكثر من أي أحد، يتبعه ويؤمن به بكل يقين.

'الشخص الذي يؤمن به الكاهن هو...'

...الإله.

نعم، إله.

دوم، دوم.

خفق قلب العجوز بقوة.

'الرماديان اللذان رأيتهما اليوم.'

واحد التلوث، والآخر التطهير.

وقد قيل إن الأول هو قوة يستخدمها أحد أفراد طائفة إله الفوضى، إذن فهي من قوى إله الفوضى.

أما التطهير...

'ذاك الرمادي الدافئ—'

تلك الدفء الذي أحاط بنا،

تلك القوة التي استحضرت السعادة في نفوسنا،

ذاك الرمادي...

"...إله الشياطين..."

تفوه العجوز بالكلمة دون وعي، ثم توقف فجأة.

"نعم؟"

سأله كلوف مستغربًا، مائلًا برأسه وكأنه لا يفهم شيئًا.

"لا، لا شيء!"

حاول العجوز تيدريك على عجل أن يستعيد الكلام الذي قاله.

لكن الجميع قد سمعوه بالفعل.

أما كلوف سيكا، فقد ابتسم فقط وقال.

"نعم. أيًّا كان ما تودون قوله، فلا تترددوا وتحدثوا بحرية."

كانت أورورا، التي كانت تراقب هذا المشهد كله، شاردة التفكير.

'هل… من المقبول أن يمر الأمر هكذا؟'

كلوف سيكا.

ذلك الرجل، بدا وكأنه فعل شيئًا ما لتوّه.

ولكن، من غير المناسب أن تتدخل وتفعل شيئًا في هذه اللحظة.

فهو لم يكذب، ولم يكن سلوكه سيئًا أيضًا.

بل على العكس، كان صادقًا ولطيفًا.

"همم."

قررت أورورا أن تراقب الوضع في الوقت الراهن.

'إله الشياطين.'

بما أن تلك الكلمة ذُكرت، فعليها أن تتصرف بحذر.

يبدو أنه من الضروري إدارة الأمر حتى لا يحدث أي سوء تفاهم لا داعي له في القرية.

'لكن بما أن الأمر قد حدث داخل هذه القرية، فيمكنني على الأقل منع حدوث اي سوء فهم بسرعة.'

شعرت أورورا ببعض الطمأنينة لكون الحادثة وقعت داخل القرية.

وفي الوقت نفسه، كان كلوف سيكا…

"هوهو."

ينظر إلى السماء التي كانت مصبوغة بلون أحمر دافئ، ويضحك بخفة.

***

"همم."

قبل أن يتوجه إلى تشوي جون غون، كان كايل الذي يسير مع الاطفال الذي يبلغ متوسط اعمارهم حوالي العشرة اعوام، قد توقف عن السير حين اختفى القرويون عن أنظاره.

'ما هذا؟'

ذلك الشيء الذي كان يهتز قبل قليل داخل جيب صدره.

أخرجه كايل.

بسببه، تعمّد أن يبتعد إلى مكان لا يوجد فيه أحد.

الرعب.

التطهير.

اللذة.

التلوث.

رق طويل عُثر عليه في طائفة إله الفوضى.

ومن بين كل الرقوق، كان هذا الرق هو الوحيد الذي لم يتمكن النظام من تفسير رموزه.

@($\*%

هذا الرق، الذي كانت تظهر رموزه على النظام بهذه الطريقة، كان قد اهتز قبل لحظات قليلة.

'……'

الآن، كان الرق ساكن.

لكن كايل كان يعرف تمامًا متى اهتز.

عندما راوده أحد الأفكار.

"البداية؟"

ووووم. (صوت اهتزاز خفيف)

اهتز الرق الملفوف مرتين باهتزاز خفيف.

"أوه."

ابتسامة خبيثة~

ارتفعت زاوية فم كايل بابتسامة.

"أيها الإنسان، لماذا تبتسم وكأنك سرقت شيئًا؟"

نـياااو!

نيااو.

لم يُجب كايل على سؤال الاطفال الذي يبلغ متوسط اعمارهم حوالي العشرة اعوام، وظل يحدّق في الرق بوجه غريب.

'@($*%'

الرموز التي لم يكن من الممكن تفسيرها.

ربما كانت تعني "البداية".

"إذًا، بداية الفوضى."

ووووم ووووووم! (صوت اهتزاز قوي)

اتسعت ابتسامة كايل أكثر فأكثر وهو يشاهد الرق الذي يهتز بعنف بين يديه.

كان الأمر وكأنه اصطاد شيئًا ثمينًا عن طريق الصدفة.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/05/08 · 372 مشاهدة · 2574 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025