1215 - الحلقة 439 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 2

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 439 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 2

.

.

.

كانت العربة التي يركبها كايل تتجه نحو القلعة القديمة.

دَقدَقَ. دَقدَقَ. (صوت حوافر الخيول وهي تجرّ العربة)

أخذ كايل يتأمل ما حوله ببطء، متفحصاً الغابات الممتدة على جانبي الطريق.

- أيها الإنسان، أشعر بوجود نظرات خفية من بعيد! في اتجاه الساعة الثالثة وأيضًا الساعة السابعة!

عند تلك الكلمات التي قالها راون –الذي كان يتبع العربة من الأعلى في حالة تخفٍّ– التفت كايل مباشرة إلى جانبه.

- أوه.

أطلق سوبر روك زفرة إعجاب.

- يبدو أنه قد لاحظ الأمر أيضًا.

لم يكن كايل جالسًا داخل العربة.

دَقدَقَ. دَقدَقَ. (صوت حوافر الخيول وهي تجرّ العربة)

لانه تعمّد الجلوس على مقعد المجاور لمقعد السائق.

والسبب في ذلك كان بسيطًا.

- شمّ شمّ.

كانت صوت الرياح قد شمّت رائحة اداة مقدسة، وفي الاتجاه الذي أشارت إليه— كان هناك فارس أشقر، يُقال إنه مجند جديد، يبتسم ببلاهة.

عندما صعد ذلك الفارس إلى مقعد السائق، جلس كايل إلى جواره بحجة انه يشعر بالضيق عند الجلوس داخل العربة.

'الساعة الثالثة والساعة السابعة.'

ثم الآن...

كان هذا الفارس المبتدئ يحرك رأسه بهدوء.

- أيها الإنسان، هناك نظرات أيضًا من جهة الساعة التاسعة!

ومع كل مرة كان راون يشير فيها إلى وجود نظرات خفية تتبعهم، كانت عينا الفارس المستجد تتجه إلى الاتجاه نفسه.

بكل بساطة، وبشكل طبيعي تمامًا.

دون أن يُغير من تلك الملامح البلهاء كفارس مستجد.

' ليس سيئًا.'

هذا الفارس الجالس إلى جواره...

يبدو أنه بارع إلى حدٍّ ما في أداء دوره.

'أوه.'

ثم، وبشكل طبيعي، وجّه الفارس نظره إلى كايل.

"لماذا تحدق بي بهذه الطريقة؟"

قال ذلك بنبرة ودودة للغاية ووجهٍ بشوش.

فرد عليه كايل أيضًا بنبرة ودودة للغاية.

"لا شيء، فقط بدا الأمر غريبًا."

"هاه؟"

الفارس الذي قدّم نفسه باسم 'روم'، لم يكن في الحقيقة سوى 'مول'، قائد الفيلق الثالث وأحد خناجر ملك الشياطين.

نظر مول إلى كايل بوجه متحيّر.

'هذا الفتى... ذو المظهر الأحمق—'

هذا الثاني، رغم أن مظهره لا يوحي بذلك، الا انه ظل يبتسم ببلاهة، لذلك، عندما قال إنه يريد الجلوس الي جواري، أجلسته دون تردد.

'كاسي... ذلك الشخص ليس سهلًا.'

كانت تيروسا قد نبّهته مسبقًا إلى أن كاسي، الذي ينتمي إلى نسل الكونت لوب، ليس خصمًا يسهل التعامل معه.

ولهذا أراد أن يستمتع قليلاً باستخدام هذا الثاني، لكن...

'غريب؟'

غريب؟ من؟ أنا؟ [*شكله تحسس هههه]

هل اكتشف هذا الوغد تمثيلي؟

وفي اللحظة التي بدأت شرارة غريبة تتوهج في أعماق عيني روم...

"ألا تجد الأمر غريباً يا سيدي الفارس؟"

عند سماع هذه الكلمات التي نطق بها هذا الأبله، توقف مول، المعروف بلقب اليد خلف الظهر وخبير ضرب مؤخرة الرأس، فجأة.

'إذًا لم يكن يقصد أنني أنا الغريب.'

هذا الفتى، الذي رغم وسامته اللافتة وملامحه الحادة، كان وجهه تعلوه تعابير بلهاء... كان الان يقول إن ثمة شيئًا غير طبيعي؟.

"ما الذي يبدو غريبًا؟"

سأل مول، متظاهرا مجددًا بأنه فارس لطيف.

عندها، أجاب الثاني بشرود وبلاهة وهو يتلفت حوله.

"الغابة هادئة جدًا."

عند تلك الكلمات، تجمّد مول للحظة.

'هذا الأحمق...'

بشكل غير متوقع...

'حاد البصيرة؟'

كانت الغابة هادئة، رغم أنها كانت فترة ما بعد الظهر والشمس لا تزال ساطعة.

وكان مول يعرف السبب جيدًا.

'هناك أعين تراقب هذه العربة.'

ظن مول في البداية أن تلك الأعين أُرسلت من قِبل 'السيد الشاب جيمون' كجواسيس.

فالرجل المسمى كاسي، والذي يركب هذه العربة حاليًا، كان في طريقه لشراء منجم السيد الشاب جيمون.

'لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فهناك شيء غريب.'

كان هنالك سبب وجيه جعل مول يتفاعل بحدة مع كلمات هذا الثاني الأبله.

'مستوى أولئك الجواسيس مرتفع للغاية.'

بما أنهم ينتمون إلى قوات عائلة الكونت لوب، فمن الطبيعي أن يكون لديهم مقاتلون أقوياء.

بل ومن المتوقع أن يكون هناك عدد كبير من الفرسان المميزين ضمن حاشيتهم.

لكن حتى مع ذلك، لم يكن من الممكن اعتباره أمرًا بسيطًا، فقد كان من بينهم من يتمتع بقدرات عالية تجعل من الصعب رصد حتى نظراتهم، إلا من قِبل جنود نظاميين رفيعي المستوى من الفيلق الثالث.

'هل يوجد مثل هذا العدد من القوات عالية المستوى تحت إمرة السيد الشاب جيمون؟'

بل والأكثر من ذلك، يستخدم هذا العدد من القوات الممتازة كجواسيس فقط؟

'أمر مريب.'

لم يستطع مول التخلص من الشعور بأن هناك شيئاً غير طبيعي.

'وايضا...'

هذا الرجل الجالس بجانبه.

'عليّ أن أحذر منه.'

لقد استهان به بسبب مظهره الأحمق، لكن لا... لا يمكن الحكم من خلال المظاهر فقط.

اليد خلف الظهر— وكما يليق بذلك اللقب، اعاد مول ترتيب أفكاره على الفور.

وفي تلك اللحظة—

"ذاك، كما تعلم..."

قال الشاب الوسيم ذو التعابير البلهاء، وهو يضم كتفيه بتردد.

"امم، تعرف، تلك القصة المخيفة المنتشرة هذه الأيام... لقد تذكّرتها للتو."

"هاه؟"

هذه المرة، شعر مول بالارتباك فعلاً.

'قصة مخيفة؟'

هل هناك شيء كهذا؟

"ألا تعرفها؟"

"كلا. لا أعرفها."

حينها، رأي مول كيف نظر إليه ذلك الشاب الوسيم، ذو التعابير البلهاء، بنظرة مملوءة بالشفقة.

ثم قال ذلك الشاب ذو التعابير البلهاء بصوت خافت قريب للهمس، كأنه يأسف لأجله بشدة، بل بشدة شديدة.

"آه... يبدو أنك لا تعلم ما يجري في العالم لأنك تمضي كل وقتك في تدريبات السيف فقط... آه، اري أن الأخبار تصلك متأخرة جداً."

ما هذا؟

لماذا أشعر بالانزعاج هكذا؟

رغم أن مول كان يجيد التظاهر بالغباء والضعف من أجل 'الهدف'، إلا أن نبرة هذا الثاني كانت تثير استياءه بطريقة غريبة.

لكن الجملة التالية جعلته يتوقف فجأة.

"هناك قصة مخيفة عن مرض يُدعى المرض الرمادي."

- أيها الإنسان، أليست هذه قصة لا وجود لها أصلاً؟

تجاهل كايل تعليق راون ببساطة، واستمر في إلقاء الطُعم على هذا العدو مجهول الهوية.

"حين يسود السكون أرجاء الغابة، يحلّ المرض الرمادي على القرية الواقعة أسفلها."

كانت قصة مخيفة اختلقها كايل في ذات اللحظة، لكنها خرجت من فمه بسلاسة تامة.

"أولئك الذين يُصابون بالمرض الرمادي، تتحول أجسادهم تدريجيًا إلى اللون الرمادي، وتتشوه هيئاتهم بطريقة مرعبة، ثم يموتون في النهاية."

سشششش— (صوت هبوب الرياح)

لفّت الرياح القادمة من الغابة كايل ومول، فيما تابعت العربة طريقها نحو القلعة القديمة.

وصل صوت كايل، محمولًا على الرياح، الي مسامع مول بهدوء.

"إنه مرض لا تنفع معه أي أدوية، والموت هو المصير الوحيد الذي ينتظر المصاب به... ذلك هو المرض الرمادي."

بلع–

بلع كايل ريقه، ثم واصل حديثه بنبرة مرتعشة، متظاهرًا بالخوف، بينما انكمش جسده قليلا.

"تنتشر مؤخرًا مثل هذه القصص في الجنوب... أمم، بالطبع، إنها مجرد اشاعات مخيفة."

"...تقول إن هناك مرضاً كهذا؟"

لكنني لم أتلقَ أي تقرير عن شيء كهذا...

بدأت ملامح مول تتجمّد شيئًا فشيئًا.

"نعم، سمعنا هذه القصة في القرية التي مررنا بها... يقولون إن القرية المجاورة أُصيبت بالمرض الرمادي، ومات جميع سكانها فجأة، فتحولت إلى قرية مهجورة."

قرية كاملة مات جميع سكانها فجأة، وتحولت إلى قرية مهجورة.

تشنّج مول للحظة عند سماعه هذا.

'هل هذا من فعل جيش ملك الشياطين؟'

ألم يكن الفيلق السادس، الذي يقوده ديشوران المفقود، ومعه باقي فيالق جيش ملك الشياطين، قد دمّروا عدة قرى أثناء بحثهم عن عينات للتجارب؟

ومع ذلك، لم تنتشر أي شائعة تخص تلك الحوادث.

فقد تم الحفاظ على سرية الامر بإحكام شديد.

'المرض الرمادي؟'

كما ان هذا المرض يبدو مختلفًا تمامًا عمّا فعله جيش ملك الشياطين.

'هل هو حقيقي؟'

هل يمكن أن تكون هذه القصة حقيقية؟

'على الأقل، لا يوجد سبب يجعل هذا الأبله يكذب علي بشأنها.'

من الواضح أن سماعه لهذه القصة كان حقيقياً.

"لهذا، في الآونة الأخيرة اصبحت أشعر بالخوف كلما أصبحت الغابة هادئة هكذا... انا أخشى أن أُصاب بالمرض الرمادي."

قال الثاني ذلك وهو يرتجف، وكأنه يعاني من قشعريرة، ثم قال فجأة، كأنه تذكّر شيئًا.

"بحسب ما سمعت، فقد قالوا إن أحد سكان القرية رأى أشخاصًا غامضين يدخلون إلى القرية التي هجرت بسبب ذلك المرض الرمادي."

"...حقًا؟"

"نعم!"

"ومن هم؟"

عندما أظهر مول اهتمامه، بدا الثاني متحمّسًا وأخذ يتحدث بحماسة، فأصغى إليه مول بانتباه.

"يُقال إن أحد صيادي القرية قد رآهم بالصدفة في الغابة... كانوا فرسانًا يغطون أجسادهم بعباءات رمادية."

بدأ مول يفكر في الأمر.

'بالنسبة لإشاعة... كانت القصة دقيقة جدا بشكل مريب في بعض التفاصيل.'

ظهور فرسان يرتدون عباءات رمادية... ومرض يحمل اسمًا محددًا يدل على اللون الرمادي.

'...يتحول الجسم إلى اللون الرمادي ويتشوّه؟'

وفوق ذلك، فإن أولئك الفرسان الذي يرتدون عباءات رمادية، بدلاً من القتل بالسيوف، ينشرون المرض في القرية؟

إنها قصة غريبة فعلًا.

ولكن ما السبب يا ترى؟

'أشعر بعدم الارتياح.'

أخذ شعور مزعج يتصاعد في أعماق مول.

'ما الذي غُفلت عنه؟'

شرع مول في تنظيم ذكرياته واسترجاعها بعناية داخل ذهنه.

"على أي حال، بسبب هذه القصة المخيفة، أصبحت أرتعب حتى من مجرد رؤية الدخان الرمادي هذه الأيام! أعني... رغم أن المانا التي نمتلكها رمادية اللون، لكن فكرة أن الجسم يتحوّل إلى اللون الرمادي ويتشوّه... مرعبة حقًا."

وصلت كلمات الثاني ذو التعابير البلهاء إلى أذنَيْه.

"إنه شعورٌ أول مرة أختبره تجاه اللون الرمادي. انه امر غريب، أليس كذلك يا سيدي الفارس؟ أن يُستخدم الرمادي، الذي يُعد رمزًا لعالم الشياطين، بهذه الطريقة لأول مرة—"

"آه!"

في تلك اللحظة، تذكّر مول أخيرًا أمرًا بالغ الأهمية.

الرمادي.

ليس الرمادي الخاص بمانا عالم الشياطين، بل رمادي من نوع آخر.

كان ذلك أمرًا يستطيع تمييزه بصفته قائد الفيلق الثالث.

'الفيكونت ديشوران!'

قائد الفيلق السادس، الفيكونت ديشوران، الذي فُقِدَ أثره.

كان الجندي الوحيد الذي نجا من كتيبته وعاد، قد ذكر منظمة تُدعى 'الظل'.

وقال إن تلك منظمة سرية تابعة لطائفة إله الفوضى.

'وإله الفوضى—'

رمادي.

'المرض الرمادي.'

إذا كانت ظنونه الآن صحيحة، فإن هذا المرض أيضًا—

'هي من أفعال أولئك الأوغاد في طائفة إله الفوضى!'

طائفة إله الفوضى، عائلات الصيادين، وملك الشياطين.

مول، بصفته أحد أفراد القيادة العليا، كان على علم تام بأن هذه القوى الثلاث قد عقدت تحالفًا فيما بينها.

'...حقًا—'

لهذا، اشتعلت نيران الغضب في عيني مول.

'حقًا، هل تجرئت طائفة إله الفوضى على تدنيس عالم الشياطين؟'

وفي لحظة اشتعال غضبه—

"آه، آآه— ايها الفارس!"

وضع الثاني، الجالس بجانبه، يده فجأة على كتفه.

وفي اللحظة التي تجعّد فيها جبين مول—

"الع-العربة!"

أعادته الكلمات التالية للثاني إلى وعيه.

كان قد شدّ لجام الحصان بقوة دون أن يدرك، في لحظة غضبه.

"آه، أعتذر!"

استعاد مول رباطة جأشه سريعًا، وعاد إلى دوره.

فتح النافذة خلف مقعد السائق، واعتذر لمن في الداخل، ثم وجّه تعبيرًا اعتذاريًا نحو كايل وقال.

"أصبحت فارسًا لحماية عالم الشياطين، ولهذا... عندما سمعت أنّ أمورًا كهذه تحدث، انفجرتُ غضبًا في لحظة."

"آه، نعم، هذا أمر متوقّع."

أومأ الثاني برأسه بقوة وعلى وجهه ملامح الخوف.

عندها فقط هدأ مول قليلًا.

'بشكل غريب، تشعرني رؤية هذا الوجه الالبه بالراحة.' [*؟؟؟؟]

قال مول بصوت هادئ وهو يخاطب الثاني.

"حقًا، هناك قصص غريبة هذه الأيام."

"نعم. على أية حال، عبور غابة هادئة مثل هذه كما في تلك القصة المخيفة... يجعلني أشعر بالخوف. هاها."

بينما كان مول يحدّق في الثاني، الذي كان يضحك بتوتر وحرج وهو يراقب ردّة فعله، شعر بوخز غريب أثارته كلماته.

'...غابة هادئة كما في القصة المخيفة؟'

صحيح.

هذه الغابة أيضًا هادئة.

وعلاوة على ذلك، فإن الاشخاص الذين يراقبون هذا المكان أقوياء إلى درجة مبالغ فيها، بحيث يصعب تصديق أنهم فقط تابعون للسيد الشاب جيمون.

رغم أن مول لم يُظهر أنه لاحظ تلك النظرات، إلا أن تلك المراقبة المتواصلة كانت تزعجه بشدة.

'هذا—'

ولكن، ما كان يدور في رأسه في تلك اللحظة، لم يكن مجرد انزعاج، بل كانت مؤامرة معقدة للغاية.

'هل يمكن—'

فكرة لم يستطع البوح بها.

'هل توجد علاقة بين السيد الشاب جيمون وطائفة إله الفوضى؟'

والآن بعد أن فكّر في الأمر، تذكّر أنه سمع مؤخرًا عن اصطدام بين طائفة إله الفوضى وعائلة الصيادين في نيوورلد.

'ووفقًا لما سمعته، كانت طائفة إله الفوضى هي من خانت—'

مول، الخبير في ضرب مؤخرة الرأس.

كان قد حفظ تلك المعلومة في ذهنه فقط لأن فيها كلمة 'خيانة'.

'هل يعقل أن أولئك الأوغاد قد مدّوا أيديهم بالفعل إلى عالم الشياطين؟'

هل ينوون ضرب مؤخرة رؤوسنا؟

فجأة بردت نظرات مول بشدة.

دَقدَقَ. دَقدَقَ. (صوت حوافر الخيول وهي تجرّ العربة)

كانت العربة تقترب أكثر فأكثر من القلعة القديمة.

أمعن مول النظر في القلعة القديمة وهو يُفكر.

'لا أحد يعرف هذا الوجه.'

كان وجهه الذي يرتديه الآن هو مجرد تنكّر.

اليد خلف الظهر—

كانت مهارته في التنكر سببًا كبيرًا في حصوله على هذا لقب.

'عليّ أن أتسلل وأجمع المعلومات.'

في البداية، كان قد تظاهر بأنه فارس مستجد فقط بدافع الفضول حول خزينة الكونت لوب السرية.

لكن الآن، كانت هناك قضية أعظم بكثير تلوح أمام عينيه.

'إذا تمكنا من العثور على أحد أتباع طائفة إله الفوضى داخل تلك القلعة، فسوف نتمكن من استغلال ذلك لتوجيه لهم الضربة في مؤخرة رؤوسهم هذه المرة.' [*هذا كل اللي قاهره]

شعر مول بتوترٍ يسري في جسده، تزامن مع نشوةٍ خفيفة، ممتعة، تتسلل إلى داخله.

وبشكل لا إرادي، لعق شفتيه بلسانه وارتسمت ابتسامة على محياه.

"……."

وكان كايل يراقب ذلك المشهد.

رغم ان مول كان لا يزال يتظاهر بكونه فارسًا مستجدًا، لكن لسببٍ ما، كان هناك هالةً خطيرةً بدأت تنبعث منه بشكلٍ غريب.

- كايل.

همس سوبر روك بنبرة منخفضة.

- أفضل أنواع المعارك، هي تلك التي تجعل فيها الأعداء يتقاتلون فيما بينهم. [*حتي انت يا سوبر روك انعديت!!!]

دُقَّ... دُقَّ... (صوت حوافر الخيول وهي تُبطئ أو تكاد تتوقف)

وصلت العربة إلى القلعة القديمة.

وكان هناك من ينتظرهم بالفعل.

"أنا كبيرة الخدم هيتيليس، يشرفني لقاؤكم."

انحنت امرأة وقورٌ وقدّمت لهم التحية باحترام.

- شَم شَم!

فجأة استجابت صوت الرياح.

- إنها رائحة أداة مقدّسة! وتحديدًا... رائحة أداة مقدّسة لطائفة إله الفوضى!

تلألأت نظرات كايل فجأة.

- يا إنسان! كبيرة الخدم هذه تبدو قوية للغاية، في مستوى فارس مبتدئ!

وبينما كان راوُن يقيّم قوتها بمعاييره الخاصة، اضطر كايل أن يُجاهد كي يمنع زاويتا فمه من الارتفاع بابتسامة.

"تشرفت بلقائكم! أنا الفارس روم من قلعة اللورد!"

في تلك اللحظة، حين التقت عينا مول – قائد الفيلق الثالث، المعروف بلقب اليد خلف الظهر – بكبيرة الخدم هيتيليس، أدرك على الفور انها...

'إنها قوية.'

قوية للغاية.

لا يمكن رؤية أي ثغرة فيها.

'ذلك الحقير جيمون، يبدو أنه قد تحالف فعلًا مع جهة ما.'

لكن ما إن كانت تلك الجهة هي طائفة إله الفوضى أم غيرها، فهذا ما يجب التأكد منه الآن.

هدأت نظرة مول شيئًا فشيئًا.

"مرحبًا بكم. من هنا فصاعدًا، سأكون مرشدتكم."

أما كبيرة الخادم هيتيليس...

فما إن وقعت عيناها على مول، حتى أدركت هي الأخرى الحقيقة.

'أرسل جانب ملك الشياطين أحد أقويائه إلى هنا.'

الرجل الواقف أمامها، قوي.

يمكنها الإحساس بذلك من خلال وضعية جسده الخالية من أي خلل.

أغمضت هيتيليس عينيها لبرهة، ثم فتحتهما مجددًا، مسترجعة أوامر البابا التي لا تزال محفورة في ذاكرتها.

بعد عاد السيد الشاب جيمون بعدما أحدث ضجة قائلا أنّ تيروسا أرسلت شخصًا ما—

عندها، أصدر البابا أوامره لها.

'هيتيليس.'

كانت حينها قد هبطت من السقف وركعت أمامه.

'الجانب التابع لملك الشياطين سيتحرك للتجسس على هذا المكان بسبب المنجم، كوني على أهبة الاستعداد للتعامل معهم كما ينبغي. وأيضًا—'

كانت هيتيليس دومًا ظلّ البابا.

كانت تُخفي مظهرها تحت الضمادات الرمادية التي تغلف جسدها بإحكام.

وكل ذلك، من أجل لحظة كهذه.

لتكشف عن نفسها.

'إن أصبح وجودهم مزعجًا... اقتليهم.'

حين يحين وقت قتل العدو.

"....."

"....."

مول وهيتيليس.

قائد الفيلق الثالث لجيش ملك الشياطين، وطائفة إله الفوضى.

اليد خلف الظهر، سيّد الخداع، وظل البابا التي ارتكبت كل الأفعال القذرة. [*امنيتي اعرف ذي الأفعال القذرة]

في ثوانٍ قصيرة فقط، راح كلٌّ منهما يراقب الآخر ويقيّمه.

- أيها الإنسان، لا أحد ينظر إليك أصلًا!

وقف كايل بهدوء وهو يستمتع بمشهد المواجهة هذا. [*حاسه شيطان كايل اخذ اجازة من زمان]

'آوه~'

أن تحدث الأمور وتُحل من تلقاء نفسها دون أن أكون محط الأنظار؟

أليس هذا هو المعنى الحقيقي لحياة العاطل عن العمل؟ [*احلم يا خويا احلم]

- أليس لكلمة 'عاطل عن العمل' معنى آخر؟

تجاهل كايل كلام سوبر روك بكل سهولة.

لأن مزاجه الان كان جيدًا للغاية.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/05/22 · 281 مشاهدة · 2455 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025