خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الفصل 55 الحلقة 438 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 1
.
.
.
كلوف سيكا من جانب كايل، وتيروسا من جانب ملك الشياطين.
'لماذا يبدو هذا ممتعًا؟'
راقب كايل المواجهة بين الاثنين بشعور من الإثارة.
كان الاثنان يحدّقان ببعضهما في صمت، لكن نظراتهما كانت حادّة للغاية وملتهبة كأنها سهام قاتلة.
ورغم ذلك، ظلّت ملامح وجهيهما إما محتفظة بابتسامة لطيفة، أو ساكنة خالية من التعبير.
'ايا'
بما أن كليهما مجنون، فالأمر كان مثير للاهتمام أكثر.
شعر كايل وكأنه يريد أن يحضر فطيرة تفاح، أو بالأحرى بعض الفشار، ليتناوله وهو يشاهدهم.
'همم.'
لكن…
'أليس هذا السكون طويلًا بعض الشيء؟'
كان الاثنان يواجهان بعضهما البعض بصمت مطبق.
وخلال هذا الصمت، فكّر كايل.
'هل يتواصل المجانين عبر النظرات؟'
ألم يكن كلاهما قد فقد صوابه بالقدر نفسه؟
'اوه، لا، مستحيل.'
ربما فقط ازدادت أفكارهما عمقًا فتوقّفا عن الكلام مؤقتًا.
هكذا ظنّ كايل.
لكنه كان مخطئًا.
"هوهو." [*واات؟؟! تضحك بنفس طريقته؟]
فتحت تيروسا فمها أخيرًا، محافظة على ملامح وجهها الهادئة.
"شخصٌ مضحك، حقًا."
لكن نبرة صوتها تغيّرت.
"حين تتحدث عن جلالة ملك الشياطين، لا أرى في عينيك أدنى أثر للولاء."
عندما ذكر كلوف اسم ملك الشياطين...
لم يكن في عينيه أي ادني احترام أو إخلاص.
'تمامًا مثل السيد الشاب جيمون.'
ذلك الجيمون، الوقح إلى أقصى الحدود.
ذاك الذي يحاول التهام الأرض التي يرغب بها ملك الشياطين، وكأنها ملك له.
هو أيضًا لم يكن يحمل أي احترام أو إخلاص لملك الشياطين.
"ومع ذلك، أشعر بالثقة تجاهك."
نعم.
رغم ذلك، فإن هذا المدعو كاسي، يبعث في نفسها شعورًا بالثقة. [*عملها لها غسيل دماغ بالنظرات فقط]
والسبب بسيط.
"لأنك، تؤمن بي."
ابتسامة خبيثة~
اتسعت ابتسامة كلوف، التي كانت هادئة حتى الآن، ببطء.
'كما توقعت، ليست بالخصم السهل.'
رغم أنها ضعيفة من ناحية القوة، إلا أنها تخرجت بتفوق من أكاديمية الملكية في عالم الشياطين، ويقال إنها ذات عقل حاد.
وفوق ذلك، يُشاع أيضًا أن حدسها مرعب إلى حد يبعث القشعريرة.
"نعم، أنا أؤمن بكِ، تيروسا."
تابع كلوف حديثه بنبرة أكثر استرخاءً.
"ملك الشياطين بالنسبة لكِ ليس مجرد شخص... بل هو أسطورة، لا، بل الطريق ذاته، أليس كذلك؟"
أجل. لانه بالنسبة لي، كايل هينيتوس-نيم هو طريقي أنا.
"وقد كرّستِ حياتكِ لهذا الطريق، ولا زلتِ تهبينها له، وستواصلين ذلك."
إيماني، وسبيل حياتي.
يمكنني إثبات أن اختياري لم يكن خاطئًا، بالسير في طريق كايل-نيم.
ولهذا، راهنت على حياتي.
"وأنا أؤمن بحياتكِ التي راهنتِ بها."
شعرت تيروسا، التي كانت تستمع لكلمات كلوف، بمشاعر معقدة تغمرها.
فهي ذكية.
'هل أنتِ مجنونة؟'
ولذلك، فهي تعرف جيدًا كيف ينظر إليها الآخرون.
لا يمكنها ألا تعرف.
'هيه، هذا مبالغ فيه. نحن مجرّد أتباع، وملك الشياطين هو السيد فقط. كل ما علينا فعله هو تنفيذ أوامره فحسب.'
ولاؤها لملك الشياطين.
وإيمانها به.
كانت تعرف جيدًا بأن الناس يرونهما أقرب إلى ولاء المتعصبين أو أتباع الطوائف.
'تفعلين كل شيء لمجرد لفت الأنظار.'
بعضهم نعتها بالمجنونة،
وبعضهم قال إنها، باعتبارها من عامة الشعب، فهي تفعل المستحيل لتصل إلى القمة.
كانت تيروسا تعرف كل تلك الأقوال، وتفهم معانيها.
وكانت تدرك تمامًا كيف تبدو في أعين الآخرين.
'تيروسا، لقد مللت من هذا العالم.'
لكن جلالة ملك الشياطين...
'أريد أن أخلق عالمًا لا يُملّ منه.'
هو الوحيد الذي يصلح أن يُصبح إله الشياطين.
حين رأت تلك الومضات من الشغف تلوح في عينيه المملتين، قررت أن تهب حياتها له.
ولهذا لم تكن تكترث لآراء الآخرين.
'ومع ذلك... لماذا—'
لكن لماذا، هذا الغريب الواقف أمامها...
'لماذا، أنت ايها الغريب الذي أمامي، ترمقني بنظرات توحي بأنك تفهم ما في قلبي بهذا الشكل؟'
رأت تيروسا في كلمات كلوف ونظرته صدقًا حقيقيًا.
ولهذا، أجابته.
"يبدو أنك أنت أيضًا، لديك شئ كرّست له حياتك لدرجة أن نظرات الآخرين اصبحت لا تعني شيئًا لك."
عند تلك الكلمات، لم يردّ كلوف سوى بابتسامة.
"ها!"
انطلقت من تيروسا ضحكة لا إرادية، لا يُعرف سببها.
اختفاء الكونت لوب.
كانت تيروسا على علم تماما، بأنه قد مات، وأصبح إحدى الشخصيات غير قابلة للّعب (NPC) في لعبة نيوورلد.
فقد كانت من أقرب المقرّبين من ملك الشياطين.
ولهذا السبب، شعرت بالانزعاج من تأخر تنصيبها كسيّدة للإقليم، بسبب عدم العثور على وثيقة ملكية مجموعة الكونت لوب التجارية.
فمشروع ملك الشياطين العظيم لا ينبغي أن ينهار بسببها.
وفي خضم تلك الفوضى، ظهر هذا الغريب فجأة، وجعلها تشعر براحة لم تذقها منذ زمن طويل.
"أنت شخص مثير للاهتمام."
قالت تيروسا ذلك، بينما واصل كلوف الابتسام دون أن ينبس بكلمة.
راود تيروسا شعور غريب بالألفة تجاهه.
لكن سرعان ما عادت ملامحها إلى ما كانت عليه سابقًا.
"إذا تأكدنا عبر جهاز السحر من أن المانا المنقوشة على هذا الصك تعود بالفعل إلى الكونت لوب، فسأثق بشهادة الميلاد هذه."
كان أمامها الكثير من الأعمال، لذا اتخذت قرارها بسرعة.
في الحقيقة، ستزداد عليها المهام والاعمال أكثر بسبب هذا القرار، ولكن بدا لها أنّ ذلك ليس أمرًا سيئًا.
"سأساعدك في شراء منجم السيد الشاب جيمون. ولكن بالمقابل..."
في المقابل—
"أريدك أن تمنع السيد الشاب جيمون من الترشّح."
ثم وجهت نظراتها إلى كلوف مباشرة.
"كما أريد منك أن تكتب تعهدًا بعدم الترشّح أنت أيضًا."
لم تكن تيروسا تثق في كلوف.
ثقتها الوحيدة كانت في ملك الشياطين.
يجب أن تحذر من كل شيء، وتضع كل الاحتمالات في حسبانها حين تتحرك.
لأنّ المستقبل يجب أن يُصاغ فقط وفق إرادة ذلك العظيم.
"نعم. سأفعل ذلك."
حتى مع هذا الردّ المنصاع من كلوف، لم تتخلّ تيروسا عن حذرها.
نهضت من مقعدها، ونظرت إلى كلوف وأخيه—الذي لم تتمكن من تذكر اسمه—ثم قالت.
"كلما كان الأمر أسرع، كان أفضل، أليس كذلك؟"
"بإمكاننا لقاء السيد الشاب جيمون اليوم."
"حسنًا."
ثم خرجت من الغرفة، وقالت لأحد التابعين الواقف خارج الباب.
"حضر لهذين الضيفين مكانًا ليستريحا فيه، وبعدها أرسلهما إليّ فورًا. هناك أمور يجب تنفيذها بسرعة."
"آه، لحظة من فضلك."
قاطعها كلوف وقال.
"لديّ إخوة آخرون، يجب أن أذهب لإحضارهم."
"أوه، إذًا أحضِر إخوتك إلى المقر الرئيسي. سأرتّب الأمر ليأتوا إليّ مباشرة."
"آه، حسنًا. إذًا أحضِر إخوتك ثم اذهبوا مباشرة إلى القلعة الرئيسية، سأرتّب الأمر حتى يأتوا إليّ مباشرة."
قالت ذلك، ثم صمتت للحظة قبل أن تسأل.
"لا يبدو أنكم من نفس الدم، صحيح؟"
تحت نظرة تيروسا الموجّهة لكلوف وكايل، أجاب كلوف بابتسامة.
"نحن عائلة مبنيّة على إيمان أقوى من روابط الدم."
عندها أومأت تيروسا برأسها.
إذن، ليسوا من نفس الدم.
الوحيد الذي ينتمي إلى سلالة الكونت لوب هو ذلك الرجل المدعو كاسي.
هذا كل ما تحتاج إلى تذكره.
"إذن، نلتقي لاحقًا."
غادرت تيروسا أولًا.
تاك. تاك. (صوت خطوات)
وبينما كانت تيروسا تسير مبتعدة، تصلّبت ملامحها فجأة.
'منجم السيد الشاب جيمون؟'
ابتسامة ساخرة~
لا شك أن هذا الشخص جاء وهو يطمع في الاستحواذ عليه.
لكن، لا يمكن أن يكون ذلك هدفه الحقيقي.
'الخزنة السرّية للكونت لوب.'
من المؤكد أن هذا ما يسعى إليه.
فقط عبرها يمكنه أن يصبح المالك الفعلي لأكبر مجموعة تجارية في عالم الشياطين.
هو بنفسه قال إنه يريد المال، لذا من المستحيل أن يكتفي بمنجم فحسب.
'من نظرة واحدة فقط، واضح أنه مجنون تمامًا.' [*شوفوا العاقلة اللي جالسة تحكي]
كانت تيروسا تعتزم استغلال ذلك الرجل لمعرفة مكان الخزنة السرية.
'سأطيح بجيمون وعائلة الكونت لوب من خلاله، وسأحصل على الخزنة السرية أيضًا.'
ثم، عندما تصبح سيدة الإقليم رسميًا، ستُكرّس كل مواردها المالية لخدمة ملك الشياطين.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي تيروسا. [*ما اعرف ليش ذكرتني في شخصية كلوف في بدايات الموسم الاول]
'أخيرًا، ما كان مسدودًا بدأ ينفتح شيئًا فشيئًا.'
ثم التفتت إلى الفارس الذي كان ينتظرها بالخارج، وأصدرت أمرًا.
"استدعِ السيد مول."
"تقصدين قائد الفيلق الثالث؟"
"أجل. سأُرسله كحارس لهذين الشخصين."
جيش ملك الشياطين المكوّن من ثمانية فيالق.
من بين هذه الفصائل، فإن قائد الفيلق السادس، ديشوران، يُعد حاليًا في عداد المفقودين.
أما قائد الفيلق الثالث، فهو متواجد في هذا المكان.
كان من المفترض أن يرحل قريبًا، ولكن...
'بما أنه في الأصل شخص كسول، فلنُكلفه ببعض المهام.'
شخص بمنصب قائد الفيلق الثالث يترك فيلقه جانبًا ويتكاسل بمفرده، الا ينبغي دفعه لفعل شيء واحد مفيد على الأقل.
'لا بد أنه سيسعد بذلك.'
فهو شيطان غريب الأطوار في الأصل، لذا سيستمتع كثيرًا بمهمة مرافقة اثنين من التجار العاديين كحارس.
'كما أنه ذكي، لذا سيتصرف بشكل جيد من تلقاء نفسه.'
وجود الفيلق الثالث في هذا المكان هو أمر سري.
إذا نجح في إخفاء هويته جيدًا، فقد يتمكن من التسلل إلى مركز عائلة الكونت لوب برفقة السيد الشاب جيمون.
'هذا جيد.'
استقبلت تيروسا المتغير الطارئ الذي ظهر فجأة بترحاب.
في تلك الاثناء—
"أيها الإنسان، هل سنحزم أمتعتنا ونتوجه فورًا إلى القلعة القديمة؟"
أومأ كايل برأسه بينما كان يضع بعضًا من أغراضه في حقيبة الفضاء.
"أجل. كلوف قام بعمل رائع."
عند كلمات كايل، نظر راون خلسةً إلى كلوف.
ارتجافة مفاجئة—
تجمد كلوف سيكا في مكانه للحظات، قبل أن ترتسم على شفتيه ابتسامة لم يستطع اخفاءها.
أما كايل، فلم يرَ تلك الابتسامة، لانشغاله بحزم أمتعته. في المقابل، فتح راون فمه وقال.
"إذن، وماذا عني؟ ما الذي يجب أن أفعله؟"
فتح كايل فمه ليجيب، لكن كلوف سبقه بالكلام وقال.
"على الأرجح سترسل تيروسا من يراقب، لذا من الأفضل أن تتبعنا متخفيًا باستخدام السحر."
أغلق كايل فمه.
'يجيب بدلاً مني... مريح.'
ذلك الوغد كلوف سيكا، انه مريح إلى حد لا يصدق.
"إذن، هل سنرافقكم؟ أنا وأون؟"
أجاب كلوف بابتسامة هادئة على سؤال هونغ.
"أون وهونغ يمكنكما المجيء معنا، فأنتما الرابع والخامس."
أمال هونغ رأسه متسائلا وقال.
"إذا كانت أختي هي الرابعة، وأنا الخامس، فمن الثالث؟"
"إنه السيد سوي خان، بالطبع."
"همم؟"
ظهر على وجه سوي خان، الذي كان جالسًا مسترخيًا في إحدى الزوايا، تعبير مرتبك.
"أنا الثالث؟"
"سوي خان، سأصبغ شعرك بلوني أيضًا!"
اندفع راون بحماس نحو سوي خان وصبغ شعره الأبيض إلى أسود.
ورغم أن الدم كان لا يزال ينزف من الضمادات الملفوفة على ذراعه، إلا أن استخدامه المكثف للجرعات والأدوية أبطأ من تدهور حالته.
نظر كايل إليه من طرف عينه وفتح فمه ليقول شيئًا، لكن كلوف سبقه مرة أخرى.
"أجل، علينا جميعًا الانتقال سويًّا."
"لا، ليست هذه هي المسألة… هل أنا الثالث؟"
"اذن، هل تود أن تكون الأصغر؟"
أبدى كلوف تعجبه، بينما تجمد سوي خان في مكانه غير قادر علي الرد.
ابتسامة ساخرة~
ابتسم كايل ابتسامة عريضة ثم نظر إلى سوي خان بنظرة شبه ساخرة.
وأمام تلك النظرة، فتح سوي خان فمه وتلعثم بكلمات غير مفهومة، ثم أغلق عينيه بإحكام.
"هذا...اه.."
لكن تنهيدته لم تصل إلى أحد.
فتح كايل فمه وقال.
"بما أن كلوف سيتكفل بالتعامل مع الشياطين، فدعونا نحن نركّز على إخفاء هويتنا قدر الإمكان، دون لفت الانتباه بحركة أو كلمة غير ضرورية."
ثم التفت كايل إلى كلوف وسأله.
"هل يمكنك أن تتولى أمر أتباع تيروسا وملك الشياطين جميعًا وحدك؟"
"نعم، فقط اترك الأمر لي."
كان أداء كلوف في التعامل مع تيروسا يفوق حتى توقعات كايل.
'هل يفهم المجانين بعضهم البعض؟'
وبينما كان كايل يُفكر في ذلك—
"هوهو."
ضحك كلوف ضحكة خفيفة، ثم تمتم بصوت منخفض.
"تيروسا ما زالت غير ناضجة. لقد بالغت في تقديرها." [*قلت لكم حسيتها مثل كلوف في بداية الموسم الاول]
"همم؟"
عندما رد كايل مستفهمًا بدهشة، أجاب كلوف بنبرة عادية وكأن الأمر لا يستحق الاهتمام.
"فقط… تبين لي أنها أضعف مما توقعت."
وبعد تلك الكلمات، لم يُضِف كلوف شيئًا.
شعر كايل بالفضول عمّا قصده بـ'أضعف'، لكنه لم يسأل.
'لن أحصل على جواب جيد إن سألت أكثر.'
كلوفه سيكا...
من الأفضل عدم إطالة الحديث مع هذا الوغد.
استنادًا إلى الخبرة التي اكتسبها خلال الفترة الماضية معه، اختار كايل تجاهل كلوف.
وبينما كان كلوف يحزم الأمتعة استعدادًا لرحلة مريحة لكايل، خطرت تيروسا في ذهنه.
'إيمانها سطحي.' [*والله عرفت!!!!]
رغم أنها ادّعت تكريس حياتها في سبيل ملك الشياطين—
'لكنه ليس كافيًا.'
بحسب معايير كلوف، كان إيمانها يفتقر للكثير.
'إنها تراقب الأجواء.'
شعر بأنها شديدة التأثر بنظرات الآخرين وآرائهم.
ولهذا، لا بد أنها وجدت بعض العزاء والراحة في كلماته.
'مثير للسخرية.'
لو كانت ثقتها في طريقها راسخة، لما تزعزعت بهذه الطريقة أبدًا.
تحوّل نظر كلوف نحو كايل، الذي كان يتفقد الضمادات الملفوفة على ذراع سوي خان.
'كايل-نيم...'
كان كلوف الواقف إلى جواره، مدركًا تمامًا لنظرات الآخرين الموجهة إليه.
بل وكان يدرك أن بعضهم يراه فعلا شخصًا مختلًّا أو غريب الأطوار.
ومع ذلك، لم يكن يعير لذلك اهتمامًا.
' كل ما أراه هو النظرات الموجهة إلى كايل-نيم فقط.'
كايل-نيم الذي اجتاز العديد من العوالم...
كانت نظرات الناس إليه دائمًا مملوءة بالرهبة والإجلال.
وأنا، أسير إلى جوار رجل كهذا، وأسلك ذات الدرب الذي يسلكه.
لم يستطع كلوف كبح المشاعر التي فاضت من صدره.
"هاه—"
تنفّس بعمق، محاولًا كبح تلك المشاعر الجياشة. ثم فكّر.
'الخزنة السرية.'
من المؤكد أن تيروسا ستضع مراقبًا عليّ، ظنًّا منها أنني أمتلكها.
لذا يمكنني استغلال ذلك جيدا لصالحنا.
ربما سأتمكن من إيصال تلك الخزنة إلى كايل-نيم...
"هوهو—"
وفي اللحظة التي أفلتت منه ضحكة لا إرادية—
'هم؟'
تلاقت عيناه بعيني أون.
ثم تلاقت عيناه مع هونغ، الذي كان بجانبها.
وبالقرب منهما، كان راون أيضًا يحدّق فيه.
كان الأطفال الثلاثة الذي يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشرة أعوام، يحدقون فيه.
"……"
عاد كلوف إلى هدوئه على الفور، بينما تنهدت أون بخفة.
***
"رئيس قسم المشاريع الجديدة الذي رأيتوه سابقًا سيرافقكم كمرشد.
وهذان اثنان من مرؤوسيّ، سيتوليان مهمة الحراسة لضمان سلامتكم من أي تهديد محتمل."
لقد أرسلت حارسين شخصيين كاملين.
أحدهما رجل في منتصف العمر، ذو ملامح جدية، والآخر شاب يبدو في أواخر العشرينيات.
"تشرفنا بلقائكم."
"تشرفنا!"
كان كايل يقف بهدوء إلى جانب كلوف، ملاحظا الفرق بين التحية الرسمية المهذبة للفارس الأكبر، والتحية المفعمة بالحيوية من الفارس الشاب.
كان الفارس الأشقر، مرتديًا زيه الرسمي، يبتسم بودّ.
في تلك اللحظة، سمع كايل صوت راون، المتخفي على مقربة منه، يتحدث في ذهنه.
- أيها الإنسان، ذلك الفارس يبدو قويًا!
كان الفارس الذي أشار إليه راون هو الشاب.
ثم...
- شمّ شمّ.
فجأة، استجابت صوت الرياح.
- غريب… لماذا تنبعث من ذلك الفارس رائحة أداة مقدسة؟ كما انها رائحة لم أشمّ مثلها من قبل؟
استنادًا إلى ملاحظات راون وصوت الرياح، توصّل كايل إلى استنتاج.
'لا يمكن أن يحمل فارس عادي، بل وحديث التعيين، أداةً مقدسة بهذه البساطة.'
ذلك الفارس الشاب الذي أرسلته تيروسا، لا يُعرف من هو بالضبط، لكنه قوي.
وعلي الأرجح أن مكانته غير عادية.
فهو يحمل أداةً مقدسة، وهو أمر لا تملكه حتى تيروسا، ويتجول بها وكأنها لا شيء.
ولكن هذا الفارس...
"إذن، لنصعد إلى العربة! سأقود العربة بنفسي! أرجو التعاون! هيهي!"
ضحكته تبدو... ساذجة للغاية.
بدا شديد البلاهة.
- أيها الإنسان، هذا الفارس يضحك وكأنه على وشك تنفيذ عملية احتيال!
حقًا...
كان حدس كايل يُحذّره بشيء مختلف تمامًا عمّا شعر به حين التقى بولي العهد، الامير البيرو كروسمان.
'على عكس صاحب السمو، هذا الأحمق تفوح منه رائحة نصّاب حقيقي!'
تغيرت تعابير وجه كايل.
وتحدث دون أن يشعر.
"أتطلع للعمل معكم أيضًا! هاها!"
- أيها الإنسان، لماذا تضحك أنت أيضًا وكأنك ستنفّذ عملية احتيال؟
'أوبس...'
لم أكن أقصد.
تصرّفت دون وعي.
أما الفارس الشاب، الذي تلقّى التحية، فقد ابتسم ببراءة—أو ربما بسذاجة—وفكّر.
'هذا الأحمق يبدو غبيًا تمامًا خلافًا لما تبدو عليه ملامحه. هل اجرب استدراجه واستخلاص بعض المعلومات منه؟'
كان جيش ملك الشياطين يتألف من ثمانية فيالق.
ومن بينهم، كان قائد الفيلق الثالث، مول، يعروف بلقب 'اليد خلف الظهر'.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة.
اليد خلف الظهر.
كان ذلك اللقب السيء السمعة قد أُطلق عليه لكثرة ما كان يطعن الآخرين من الخلف،
لكن مول كان يحب هذا اللقب كثيرا، لدرجة أنه كان يقدّم نفسه به علنًا دون تردد، ويفعل ذلك بكل فخر.
"هاهاها!"
"هاها!"
كايل ومول.
كانا كلاهما يضحكان وهما يتبادلان النظرات. [*انا معضل وهو معضل، وهون كان لقاء الجبابرة]
دَقدَقَ. دَقدَقَ. (صوت حوافر الخيول وهي تجرّ العربة)
انطلقت العربة التي كان كايل يستقلها نحو القلعة الشمالية، حيث يُقيم السيد الشاب جيمون.
وحيث يقيم بابا طائفة إله الفوضى أيضًا.
***
فتح اللورد الشاب جيمون الباب بعجلة، مما أثار استغراب البابا.
تحدث جيمون بسرعة وبقلق.
"تيروسا ستُرسل تاجرًا لشراء المنجم إلى هنا! لا بد أنه من أتباعها، فما الذي يجب أن نفعله؟"
لم يستطع جيمون إخفاء شعوره بالضيق.
"أصلاً، الفرسان التابعون للطائفة بدأوا بالتوافد إلى هذا المكان فجأة، وقد بلغنا الحد الأقصى في قدرتنا على إخفائكم! قريبًا، سأرث منصب اللورد... ولم يبقَ الكثير على بلوغ الهدف العظيم، اللعنة! لماذا تُقدم تيروسا على خطوة متهورة كهذه...!"
ابتسم البابا ابتسامة خفيفة وهو يرد على السيد الشاب جيمون، الذي كانت تربطه به علاقة تعاون.
"إذًا، أشخاص من جانب ملك الشياطين أُرسلوا إلى هنا فجأة، أليس كذلك؟"
"نعم، صحيح!"
عند تلك الكلمات، ارتسمت ابتسامة غامضة على شفتي البابا...
***
في مكان مرتفع على قمة جبل شاهق، كان يوجد اثنان يطلّان من هناك نحو الأسفل.
"يبدو أن تشوي جونغ سو توجّه إلى هناك؟"
"نعم، يبدو ذلك."
كان تشوي هان يحدّق نحو الجنوب، حيث القلعة البعيدة، ممسكًا بالعلامة التي تركها تشوي جونغ سو.
وكان الشيطان السماوي يقف بجانبه، مكتّفًا ذراعيه، ويحدّق هو الآخر نحو القلعة.
"هل علينا التسلل إلى الداخل؟"
"يبدو أن طائفة إله الفوضى اتخذت من ذلك المكان مقرًا لها، لذا لا أعتقد أن التسلل دون خطة فكرة جيدة."
"هممم... إذن، علينا أن نتنكّر."
تنكّر.
بينما كان الشيطان السماوي يتحدث، كان تشوي هان يتفقد الخريطة.
"ديوريل."
"هاه؟"
"المدينة التي تقع أسفل تلك القلعة تُدعى ديوريل. وهي تابعة للكونت لوب، على ما أظن."
تنهد تشوي هان ثم اتخذ قراره.
"في الوقت الراهن، فلنتسلل سرًا إلى القلعة أولًا. هل هذا ممكن؟"
"أمر سهل."
ثم انطلق الشيطان السماوي وتشوي هان بسرعة نحو الجنوب.
وكانت القلعة التي يتوجهان إليها... هي القلعة التي يسكنها السيد الشاب جيمون.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake