خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 437 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 12
.
.
.
فكّر كايل وهو ينظر إلى كلوف سيكا.
'هذا الوغد... اهو مجنون حقًا؟'
الكونت لوب.
رغم مرور زمن طويل على اختفائه، ورغم أن موته أصبح شبه مؤكد، إلا انه لا يزال العديد من سكان إقليم ديوريل ينتظرون عودته.
"إذًا، أ-أنت، السيد كاسي؟" [*المسرحية من هون راح تبدأ، جيبوا شئ تاكلوه]
"إذًا...السيد كاسي؟"
"نعم."
"هل كل ما قلته للتو... كنت جادًا فيه؟"
"نعم."
"مجن—، أ-لا شيء!"
كاد التساؤل يخرج من فم الموظف الإداري الجالس أمام كلوف سيكا، "هل هذا الرجل مجنون؟" لكنه بالكاد استطاع كبح جماحه.
كاد أن يفلت من الموظف الإداري الجالس أمام كلوف سيكا، تساؤل داخلي يقول، 'هل هذا الشخص مجنون؟'
لكنه بالكاد تمكّن من كبحه.
مسح العرق البارد عن جبينه، ونظر حوله بنظرة خاطفة.
كان الجميع يحدّقون فيه بذهول، أو بالأحرى، نحو هذا المجنون الجالس أمامه.
الكونت لوب.
ترك بصمة قوية في عالم التجارة، لم تقتصر على مدينة ديوريل فحسب، بل امتدت إلى كامل أرجاء عالم الشياطين.
ومن بين تلك الإنجازات، كان أكثر ما يفتخر به سكان إقليم ديوريل هو قسم المشاريع الجديدة.
'من يرغب في بدء مشروع جديد وليس لديه رأس مال، فليأتِ!'
'من لديه رأس مال وهدف واضح، لكنه يحتاج إلى فرصة لينطلق، فليأتِ!'
ذلك الشعار الذي رفعه قسم المشاريع الجديدة كان هو الأساس الذي مكّن مدينة المناجم فقط، من أن تصبح أيضًا مدينة تجارية مزدهرة.
"هاه—"
الرجل الذي مسح العرق عن جبينه الآن، كان يفتخر كثيرا بكونه أحد موظفي قسم المشاريع الجديدة.
ولكن بعد اختفاء الكونت لوب، تعرقل سير العمل في هذا القسم.
في الواقع، لم يقتصر الأمر على هذا قسم المشاريع الجديدة فقط، بل امتد التراجع إلى معظم أقسام القلعة، بل وحتى الإقليم بأسره، ناهيك عن التجار والمناجم المرتبطة به.
بل وبدأ الجميع في التراجع، وليس التوقف فحسب.
'لا يمكن أن نستمر على هذا الحال، علينا أن نختار اللورد القادم!'
وبسبب ذلك، تصاعدت الرغبات بشأن اختيار اللورد التالي في كل مكان، وكنتيجة لذلك، سيتم تعيين لورد جديد في غضون شهر تقريبًا.
لكن...
"إذن—"
بعد زمن طويل...
"أنت تقول إنك تريد شراء منجم؟"
"نعم."
"...ليس مجرد بعض حقوق التشغيل أو نشاط لنقل المعادن المستخرجة من المنجم، بل تريد شراء المنجم كاملًا؟"
"نعم."
كاسي.
ذلك الرجل ذو الشعر الأسود والعينين الخضراوين، كان يبتسم بلطف.
رغم انه يرتدي ملابس عادية، إلا أن طريقته في الجلوس وأسلوبه في الكلام — كل شيء فيه كان يبدو غير عادي.
والأهم—
نظرة خاطفة~
كان هناك كيس موضوع على طاولة شباك الخدمة.
وكان ذلك الكيس ممتلئًا بالأحجار الكريمة لدرجة أنها كانت تتدفق خارجه.
وكل واحدة من تلك الأحجار بدت ثمينة للغاية بشكل واضح.
"ذاك الـ—"
رجل مجنون ظهر فجأة ويقول إنه يريد شراء منجم.
ولكن، على الأقل، يبدو أن لديه الكثير من المال فعلا.
"نعم."
تحدث كاسي—لا، كلوف سيكا—بنبرة هادئة.
"من فضلك، تحدث براحة، سمعت أنه من الأفضل زيارة قسم المشاريع الجديدة عند الرغبة في بدء مشروع جديد يتعلق بالإقليم."
"هذا صحيح، ولكن—"
نعم، هذا صحيح بالفعل!
لكنني متخصص في المشاريع الصغيرة!
معظم من يقصدون هذا المكان هم مخترعون يبحثون عن تمويل، أو شركات صغيرة، أو تجار يرغبون في التعاقد على أمور بسيطة داخل الإقليم!
منجم؟!
هذا النوع من الأعمال يتجاوز إمكانياتي تمامًا!
وفوق ذلك، إنه ليس مجرد أي منجم، بل—
"ذاك... المنجم الذي يريده السيد كاسي هو—"
"نعم، منجم موراكا."
"هاه!"
شهق الموظف الإداري دون وعي، وبدأ يتلعثم وهو يتحدث.
"الس- السيد كاسي، أنت... ه- هل تعرف ما هو ذلك المكان—"
"بالطبع. أعلم أنه منجم مملوك حاليًا للسيد الشاب جيمون."
"هاه!"
تعرف ذلك، ومع ذلك لا تزال تريده؟
لم يكن الأمر صادمًا للموظف الإداري فقط، بل حتى من حوله كانوا يشهقون ويهزون رؤوسهم نفيًا من الصدمة.
منجم موراكا.
منجم مملوك للسيد الشاب جيمون، أحد المرشحين لمنصب اللورد القادم، والممثل الوحيد للعائلة المدعومة من سلالة الكونت لوب.
مامعني
'وفوق ذلك، هو المنجم الذي يحتوي على أكبر احتياطي معروف حتى الآن.'
بلع~
بلع الموظف الإداري ريقه وهو يفكر في نفسه.
'هذا... خارج نطاق قدرتي تمامًا.'
تقطر~
بينما كانت قطرات من العرق البارد تنساب على جبين الموظف الإداري وتمر على خده—
"هل تعتقد أنني أعاني من نقص في المال؟"
تحدث كلوف سيكا بنبرة هادئة وودودة.
"يمكنني توفير أي قدر من المال... ولكن، همم، كيف لي أن أثبت ذلك بشكل جيد يا ترى—"
بينما كان يتحدث بثقة وهدوء، كان موظفو قسم المشاريع الجديدة وسكان الإقليم الحالمون ببدء مشاريعهم الجديدة يحدقون فيه بدهشة.
في تلك اللحظة—
طق! (صوت ارتطام خفيف)
مع صوت ارتطام خفيف، وضع الرجل الذي كان جالسًا بصمت إلى جانب كلوف سيكا كيسًا على الطاولة.
سرررك. (صوت فتح الكيس)
فتح الرجل الكيس.
تشااارررك— (صوت انهمار الأحجار)
"!"
تدفقت من الكيس أحجار سحرية. [*نفسهم اللي تكسرهم فازلين بدون اي فايدة]
وبنظرة واحدة فقط، كان واضحًا أن جميعها على الأقل أحجار سحرية عالية الجودة—ممتازة للغاية.
"هوهو، يبدو أن الثاني في عجلة من أمره."
قال كلوف سيكا بسعادة وهو ينظر إلى كايل بابتسامة رضا تعلو وجهه.
"آه، ذاك—"
فتح الموظف الإداري فمه ليقول شيئًا، ولكن—
درررك. (صوت حركة كرسي)
سُمع صوت كرسي يتحرك في أقصى زاوية من المكتب خلفه، فأغلق الموظف فمه على الفور، واستدار للخلف، وكذلك كلوف وكايل وجها نظرهما إلى هناك.
تحدث رجل في منتصف العمر ذو ملامح صارمة، موجهاً حديثه نحو كلوف سيكا.
"أعتقد أنه من الأفضل أن ننتقل إلى الداخل لمتابعة الحديث."
نظر كلوف إليه لوهلة، ثم التفت إلى كايل.
ابتسامة خبيثة~
ابتسم لكايل، ثم نهض من مكانه.
"هيا، أيها الثاني، لنذهب معًا."
"حسنًا، هيونغ."
سار كايل برفقة كلوف خلف الرجل ذو الملامح الصارمة نحو الداخل.
'تيروسا، أحد المقرّبين من ملك الشياطين الحالي.'
كان رئيس قسم المشاريع الجديدة أحد التابعين الذين أتت بهم تيروسا.
'كايل-نيم، يبدو أن أفضل طريقة للوصول إلى تيروسا، المقربة من ملك الشياطين، هي من خلال قسم المشاريع الجديدة.'
في الليلة الماضية، بعد أن ترك سوي خان في رعاية هونغ، أمضى كايل الليل بأكمله في اجتماع مطول مع كلوف سيكا.
وخلال ذلك الاجتماع، اضطر راون لاستخدام العديد من التعاويذ السحرية، ولكن بفضله، تم إعداد الكثير من الترتيبات بشكل جيد.
'بما أن أورورا تدخلت...'
بمجرّد أن علمت أورورا أن مقر طائفة إله الفوضى يقع في إقليم الكونت لوب، وأدركت خطر المرض الرمادي، قررت فورًا أن تتبع تعليمات كايل بالكامل.
'لحسن الحظ، أورورا تهتم بعالم الشياطين أكثر من امر ملك الشياطين الحالي.'
لو تفشّى المرض الرمادي، فإن شعبية ملك الشياطين الحالي ستنخفض بشكل كبير.
وكانت طائفة إله الفوضى تخطط لاجتياح عالم الشياطين في ذلك الوقت.
أما أورورا، فقد كان بإمكانها أيضًا استغلال اللحظة المناسبة لمصلحتها.
ومع ذلك، اختارت أن تمنع ذلك.
'لقد اقشعر بدني حين رأيت ما فعله الملك الحالي، لا اريد أن أكون من نوعه ذاته.'
حين علمت أورورا أن الملك الحالي حول أرواح الشياطين إلى شخصيات غير قابلة للعب (NPC) في 'نيوورلد' ، قالت إنها لا تستطيع ارتكاب الفعل ذاته.
"السيد كاسي."
توقف الرجل ذو الملامح الصارمة عند أحد الأبواب.
"هل يمكنك الانتظار هنا لبعض الوقت؟"
قال ذلك بابتسامة رسمية ونبرة مهنية.
"لكي نتمكن من الحديث بتفصيل أكثر عن الموضوع الذي ذكرته—"
لكن كلوف سيكا قاطعه بهدوء وقال ما لديه.
"هل أنت ذاهب لاستدعاء السيدة تيروسا؟"
"...!"
ظهرت شقوق طفيفة على وجه الرجل ذي الملامح الصارمة، بينما تابع كلوف بابتسامة.
"أنا أدعم السيدة تيروسا."
تيروسا، أحد المقرّبين من ملك الشياطين الحالي.
واللورد الشاب جيمون، الوريث الفرعي لعائلة الكونت لوب.
عمّا قريب، سيصبح أحد هذين الاثنين اللورد القادم للإقليم.
"..."
قال الرجل ذو الملامح الصارم بوجه متجهم.
"هي لا تُبقي بجانبها من يكشف عن مشاعره ونواياه بسهولة."
كانت كلمات تبدو كنصيحة، ولكن—
"لا أدري. أنا فقط أحلم بأن أكون تاجرًا يتحرك من أجل المال."
لكن كلوف أجاب بابتسامة مليئة بالطمع والجشع بشكل واضح.
وحين رأى الرجل تلك الابتسامة، ارتخت ملامح وجهه القاسية بعض الشيء.
"الرجاء الانتظار هنا أولاً، فالقرار لا يعود إليك."
"نعم. تفضل بالذهاب، سأكون هنا في انتظار أخبار طيبة."
فتح الرجل في منتصف العمر باب غرفة الاستقبال وغادر، ودخل كلوف وكايل إلى الداخل وأغلقا الباب خلفهما.
طَق. (صوت إغلاق الباب)
جلسا جنبًا إلى جنب على الأريكة، ووجّها نظرهما إلى المقعد الخالي المقابل لهما.
سكن الصمت المكان.
"أيها الثاني."
"نعم."
"هل ستوكل الأمر بالكامل إلى قرار الهيونغ؟"
"نعم."
بعد ذلك، لم يتبادلا أي كلمة أخرى.
لأنهما لا يعلمان ما إن كانت هناك أي أجهزة تنصت في هذا المكان.
طَق. (صوت فتح الباب)
فُتح الباب بعد فترة قصيرة،
لكن هذه المرة لم يكن الرجل في منتصف العمر هو الذي دخل.
بدلًا من ذلك، ظهرت امرأة.
جسمها كان نحيلًا، وقامتها قصيرة.
جعلت من يراها يتذكّر القصب الرقيق الذي يمكن أن ينحني في أي لحظة، حتى ملامح وجهها كانت ضبابية، لا تترك أثرًا واضحًا في الذاكرة.
"تشرفت بلقائكما."
تيروسا.
لم تكن من أولئك الذين يملكون حضورًا قويًا أو كاريزما طاغية،
لكن، كل من ينظر في عينيها، سرعان ما يغيّر رأيه.
"تقول إنك ترغب في شراء منجم السيد الشاب جيمون؟"
كان صوتها واضحًا للغاية، صارمًا كما لو أنه عصا من الخيزران اليابس.
كانت مشهورة بذكائها الحاد.
"نعم."
أجاب كلوف بهدوء، ثم تابع كلامه.
"سمعت أن أعمال التعدين توقفت لمدة عام، والسبب في ذلك يعود إلى مشاكل في التكاليف. إن اشتريتُ المنجم، فسأباشر فورًا في أعمال التعدين بأقصى سرعة ممكنة."
السيد الشاب جيمون.
من أجل التنافس على منصب الكونت القادم، أوقف عمليات التعدين في منجمه.
ورغم أن المنجم كان متوسط الإنتاجية مقارنةً بغيره، إلا أن توقفه تسبب في مشاكل كثيرة.
لانه منجم لأحجار المانا، فحتى مع إنتاجه المتوسط، كانت قيمته هي الأعلى بين المناجم جميعها في هذه المنطقة.
"إن رتّبتِ لي لقاءً مع السيد الشاب جيمون، فسأباشر على الفور في مفاوضات الشراء."
"هممم..."
ظلت تيروسا تراقب كلوف سيكا، أو بالأحرى، الشخص الذي قدم نفسه باسم كاسي، بصمت لفترة.
ثم قالت بهدوء.
"هذه المرة الأولى التي أراك فيها. ولا أعرف خلفيتك بعد."
بعد هذه الكلمات، ابتسمت فقط.
رغم أن ابتسامتها بدت ضعيفة، إلا أن نظراتها الثاقبة منعتها من أن تُؤخذ باستخفاف.
في تلك اللحظة—
كُونغ. (صوت ارتطام خفيف)
وضع كايل كيسًا من أحجار المانا على الطاولة الموضوعة بين الأريكتين.
تدحرجت أحجار المانا من الكيس المفتوح.
"!"
تغيرت نظرات تيروسا على الفور.
سألها كلوف وهو يحتفظ بابتسامته الهادئة والودودة.
"هل تعرفين قيمتها؟"
"……."
صمتت تيروسا للحظة، ثم فتحت فمها أخيرًا وقالت.
"...إنها من أحجار المانا ذات الدرجة الممتازة. لم أرَ حجر مانا بهذه الجودة من قبل."
من أين حصلت على كل هذه؟
كادت أن تتفوه بذلك لكنها ابتلعت بقية كلماتها.
تلك الأحجار استُخرجت من منجم حصل عليه كايل من أول عالم زاره، منجم قدّمه له عالم شاولين.
كانت من بين أفضل وأندر أحجار المانا على الإطلاق.
أخرج كلوف واحدة من الأحجار من الكيس ووضعها أمامها.
طق! (صوت وضع شئ)
"لقد أثبتنا كفاءتنا."
مع هذه الكلمات، أخرج ورقة من جيبه الداخلي.
"من تكون؟"
ووضع تلك الورقة أيضًا أمام تيروسا.
"ومن أين أتيت؟"
ابتسم كلوف وهو يوجه كلامه إليها.
"لا بد أن لديكِ الكثير من الأسئلة. إذًا، تفضلي واطلعي عليها بنفسك."
"……."
فتحت تيروسا الورقة الملفوفة التي قدمها لها كلوف.
"!"
وقفزت فجأة من مكانها.
"أنت—"
"من المعروف أن الكونت لوب لا يملك ورثة شرعيين."
فهو لم يتزوج قط،
ولم يُعرف عنه أنه أنجب أطفالًا.
ولهذا، أصبح اللورد الشاب جيمون، صاحب أقرب نسب دموي وأبرز الكفاءات، الأوفر حظًا لنيل الوراثة.
"لكن أنا أملك الأهلية."
ابتسم كلوف سيكا.
أما تيروسا، فلم تستطع أن تبتسم.
"……."
كانت الورقة شهادة ميلاد.
ولم تكن مجرد شهادة عادية، كانت ممهورة بتوقيع الكونت لوب بخط يده، وبصمته الشخصية، لتثبت أن الشخص الواقف أمامها هو بالفعل ابنه.
لم تستطع تيروسا سوى أن تصاب بالذهول، فالتوقيع كان مطابقًا تمامًا لذلك الذي رأته طيلة العام الماضي من الكونت لوب، بحيث يستحيل أن يكون مزورًا.
وخاصة ختم الإصبع... بدا حقيقيًا للغاية.
لقد كان يحمل حتى بقايا من طاقة المانا الخاصة به، ما يجعله دليلاً أكثر وضوحًا.
في الليلة الماضية، وعند الفجر—
"أيها الإنسان، لا أعرف كم مرة استخدمت الانتقال الآني! لقد حصلت عليها من أورورا! أورورا ذهبت إلى نيوورلد، وقابلت الكونت لوب، ثم عادت بعد أن جهزت كل شيء!"
كان هذا نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها كل من كايل، وكلوف سيكا، وراون.
"تفضلي وتحققي من صحتها بنفسك."
"……."
اختفت الابتسامة من وجه تيروسا.
والسبب في ذلك خرج من فم كلوف.
"ما الأمر؟ هل تشعرين فجأة أنكِ ستفقدين منصب اللورد؟"
"!"
اهتزت نظرات تيروسا.
فإن كانت هذه الشهادة حقيقية، فهذا يعني أن وريثًا شرعيًا قد ظهر بالفعل.
ومع ذلك، لم يتوقف كلوف عن الكلام بعد.
و تابع حديثه بنبرة هادئة.
"لا يمكنكِ أن تخسري منصب اللورد، أليس كذلك؟ عليكِ تنفيذ إرادة ملك الشياطين."
ملك الشياطين.
ما إن ذُكر ذلك الاسم، حتى عادت النظرة في عيني تيروسا إلى هدوئها.
تبادل كلوف وتيروسا النظرات.
واستحضر كلوف المعلومات التي يعرفها عن تيروسا.
'تابعة وفية ومخلصة لملك الشياطين الحالي.'
كانت متعصبة تؤمن أن ملك الشياطين الحالي، دون غيره، هو من سيصبح أول إله للشياطين.
وكانت هذه المعلومة معروفة للجميع على نطاق واسع.
'نعم، متعصبة.'
بالنسبة لها، ملك الشياطين الحالي ، هو بالفعل إله الشياطين.
وفجأة، ارتسمت على وجه كلوف ابتسامة لا إراديًا.
'أوبس'
لكنه سرعان ما كبح تلك الابتسامة.
فقد شعر أنها قد تتحول إلى ابتسامة ملتوية. [*النذل طلع عارف!!]
"ليست لديّ نية في الكشف عن هويتي علنا."
قال كلوف بنبرة هادئة.
"أعطيني المال."
وأشار إلى تيروسا.
"وتولي أنتِ منصب اللورد."
همس لها بصوت منخفض وكأنه يوشوش.
"ألا ينبغي أن تتحققي إرادة ملك الشياطين؟ لا، بل إرادة إله الشياطين؟"
"……."
أصبحت نظرات تيروسا الحادة تحمل بريقًا غريبًا شيئًا فشيئًا،
وارتفعت زوايا فمها ببطء إلى الأعلى.
ثم قالت وهي تبتسم.
"كيف لواحد مثلك أن يجرؤ على الحديث عن إرادة ملك الشياطين وكأنه يعرفها؟"
للوهلة الأولى، بدت غاضبة.
وقد كانت غاضبة بالفعل.
أن يتجرأ أحد على ذكر ملك الشياطين أمامها، كان ذلك استفزازًا كبيرًا.
لكن عندما رأت عيني كلوف، غمرها شعور غامض لا تعرف سببه. [*كيمياء المجانين]
أجابها كلوف.
"حتى إن لم أكن أعرف، فأنتِ تعرفين."
كانت نظرات كلوف جادة،
والوهج الغريب المتأجج في عينيه كان واضحًا.
"لانك أنتِ الوحيدة التي تسيرين في طريقه معه."
خفق قلب تيروسا.
ففي صوته، كان هناك صدق واضح.
ولم يستطع أي منهما أن يحوّل نظره عن الآخر.
'واو.'
اما الثاني، 'كايل' الذي كان يراقب المشهد فكّر في نفسه.
ولو كان راون هو من رأى المشهد، لقال شيئًا مثل.
'أيها الإنسان! كلاهما فقد عقله!'
اكتفى كايل بالمراقبة في صمت.
'من يؤدي دورين في وقت واحد ليس أنا، بل كلوف سيكا.' [*طلع العنوان لكلوف!!]
أداء دور المتجول من عائلة دم الألوان الخمسة،
وأداء دور الوريث الوحيد للكونت لوب،
وكل التفاصيل الصغيرة الأخرى.
اكتفى كايل بمتابعة كلوف سيكا وهو يدير كل شيء، وسلّم نفسه للتيار بسلاسة.
هذا النوع من الراحة... كان الأول من نوعه بالنسبة له.
وفي ذات الوقت، كان كلوف يفكّر.
'أنا أيضًا أعلم.'
تمامًا مثل تيروسا، التي تنتمي إلى عالم الشياطين.
'أنا، الذي يسير في الطريق الذي اختاره كايل-نيم، أعلم جيدًا ما يجب عليّ فعله.'
طائفة إله الفوضى.
وعالم الشياطين.
والصيادون.
في خضم الفوضى والاضطراب الذي سيحدث، كان الطريق الذي يسلكه كايل-نيم هو الأكثر وضوحًا.
بدأت حرارة عميقة كانت كامنة في نظرة كلوف تظهر تدريجيًا إلى السطح.
ولو كان راون هنا، لقال إن عينيه قد دارتا بزاوية 1245 درجة.
لكن، للأسف، لم يلاحظ كايل ذلك.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake