خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 436 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 11
.
.
.
راون.
"أيها الإنسان، سوِي خان لم يُصب إلا في ذراعه، أما أنت فقد كنت تنزف بشدة حتى فقدت وعيك، أليس كذلك؟ كيف كان شعورك وأنت ترى ذلك؟ أيها الإنسان، هل فكرت يومًا فيما يشعر به الآخرون؟"
هونغ.
"أتساءل إن كنت في موضع يسمح لك بقول شيء كهذا أصلاً."
ثم أخيرًا...
"...أيييه"
مرة أخرى، خرجت زفرة طويلة من فم أون.
أطبق كايل شفتيه بإحكام، وبدأ يفكر.
'ما الأمر مع هؤلاء؟ لماذا يتحدثون بهذه البلاغة؟' [*هههه نفس حالتي مع الفان]
لقد دُهش من المفردات التي استخدمها كل من راون وهونغ.
'حسنًا، لا عجب، فهما ذكيان أساسًا.'
بلا شك، كان هذان الاثنان يتحدثان بشكل أفضل من كايل نفسه.
ضحكة مكتومة~
في تلك اللحظة، سُمعت ضحكة خافتة.
"ههي."
كان سوي خان يضحك بينما يأكل قطعة أخرى من فطيرة التفاح.
وعندما التقت عيناه بعيني كايل، أخذ يضحك بصوت خافت كما لو أن الأمر ممتع جدًا بالنسبة له.
"……."
في اللحظة التي بدأ فيها وجه كايل يتجهم...
"سوي خان."
تحدث راون بنبرة منخفضة.
"هل تظن أن الوقت مناسب للضحك؟"
تجمد سوي خان في مكانه فجأة.
و دون أن يُبالي هونغ بذلك، اقترب إلى جانبه، ثم نقر بخفة على ساقه بمخلبه الأمامي.
"الوقت ليس مناسبًا للضحك."
"……."
توقفت ضحكة سوي خان على الفور.
"ايييه."
مرة أخرى، خرجت زفرة من أون، ولم يتمكّن لا كايل ولا سوي خان من الضحك بعدها.
رغم أن تعابير وجهيهما كانت مشوشة، مليئة بالحيرة والانزعاج، إلا أن أياً منهما لم يجرؤ على التفوّه بكلمة واحدة.
"نحن أيضًا نحاول أن نكون حذرين كي لا نصاب."
كانت هذه الجملة الأخيرة من أون،
"……."
"……."
لم يستطع أي منهما قول شيء.
"ينبغي على المرء أن يعرف كيف يحافظ على جسده."
وعند كلمات أون التالية، فَقَد الاثنان القدرة على الرد، وانكمشت أكتافهما قليلًا.
وحين رأت أون ذلك، لم تعد تقول شيئًا.
لأن شيئًا ما لفت نظرها.
"النزيف لم يتوقف."
"همم! هذه مشكلة!"
جعل هذا راون وأون يتجهمان بجدية، وحتى كايل لم تكن ملامحه في حالة جيدة.
الجُرح في ذراع سوي خان لم يكن خطيرًا؛ لم يكن عميقًا،
ولم تكن هناك جروح أخرى متراكمة.
لم يكن من النوع الذي يُصنف عادة كإصابة خطيرة.
كان جرح واحد فقط، حتى أنه لم يكن عميقًا جدًا، وبدى نظيفًا — مما يدل على أن سوي خان، حتى في خضم العجلة، حاول حماية جسده قدر المستطاع.
"قلتَ أنه من النخبة، من نفس مستوي تشوي جونغ سو، اليس كذلك؟"
"أجل."
قال سوي خان ذلك وهو ينظر إلى الدم الذي بدأ يتسرب مجددًا من خلال الضمادات المشدودة بإحكام.
"كل ما في الأمر أنني أخفقت في تفادي هجمة واحدة، فانتهى بي الأمر هكذا."
كانت شفتاه مزرقتين، ووجهه شاحبًا.
بدا وكأنه يعاني من قشعريرة.
حتى وإن لم يكن الجرح عميقًا...
"لكن، مهما حاولت إيقاف النزيف، لا يتوقّف."
طالما أن النزيف مستمر، فالأمر يُعدّ حالة طارئة.
رغم أن كايل وسوِي خان يبدوان هادئين، إلا أن الوضع لم يكن يدعو للهدوء أبدًا.
نظرة خاطفة~
بينما كان يحدّق في الليل المظلم، فتح كايل فمه.
"همم، أهو نتيجة لفن السيف؟ أم قدرة خاصة؟"
هذا الجرح الذي لا يتوقف نزيفه — هل هو نتيجة لتقنية سيف الخصم؟ أم لقوة خاصة؟
إن كان بسبب فنون السيف، فهناك احتمال أن يكون فنًا قتاليًا خاص بطائفة إله الفوضى، وهو أمر يستدعي الحذر.
"لا أعلم."
هزّ سوي خان رأسه نافيًا.
"العينة صغيرة جدًا."
لم يكن هناك ما يكفي من المعلومات لإصدار حكم.
"همم."
بينما كان كايل غارقًا في التفكير...
"ماذا عن تشوي جونغ سو؟"
سأل سوي خان فجأة، فأجابه كايل دون تردد.
"فُقِد أثره."
"هل ذهب تشوي هان؟"
"نعم."
"عالم الشياطين؟"
"نعم. الوجهة كانت الشمال. أُشير إلى وجود طائفة إله الفوضى هناك، ثم انقطع الاتصال به بعد ذلك."
في تلك اللحظة، التقت نظرات كايل وسوِي خان.
عالم الشياطين.
طائفة إله الفوضى.
وبينما كان سوي خان يعيد التفكير في هذه الكلمات المفتاحية، نطق أخيرًا.
"ألَا يكونون هنا؟"
في تلك اللحظة—
"كايل-نيم."
ظهر كلوف سيكا من قلب الظلام، مما جعل كايل يتوقف عن الكلام مؤقتًا.
وبمجرد أن رآه، سأله كايل.
"استغرقت وقتًا طويلًا، أليس كذلك؟"
كان كلوف سيكا قد غاب لمدة ساعتين.
"أعتذراتي."
لكن لم تكن كلمات كايل تحمل أي لوم،
صحيح أن الأمر استغرق وقتًا أطول من المتوقع، لكنه كان يعلم أن ذلك لأمر يستحق العناء.
"هل وجدت الطريق؟"
إلى أين ينبغي أن يذهبوا ومعهم سوِي خان المصاب؟
فكّر كايل في الأمر، ثم اتخذ قراره مباشرة.
مدينة ديوريل.
أراد أن يدخل إلى هناك، حيث تقع قلعة اللورد.
'لأن أحد مقربي ملك الشياطين موجود هناك.'
بالطبع لو اكتشفوا هوية كايل أو وجود جماعة الوسطاء، سيكون الأمر في غاية الإرباك والخطورة، لكن...
'لكن، طائفة إله الفوضى أو حتى المتجولون من عائلة دم الألوان الخمسة لا يمكنهم التحرك بحُرّية هناك.'
بحسب الأوضاع الجارية حاليًا،
فإن طائفة إله الفوضى والمتجولين من عائلة دم الألوان الخمسة—
لكلٍ منهم نواياهم الخفية الخاصة.
'بمعنى أن ملك الشياطين هو الوحيد الذي سيُضرب في مؤخرة رأسه.'
ولهذا فإن الطائفة والمتجولين سيحاولون على الأرجح تجنب لفت نظر ملك الشياطين،
ولذلك فإن التواجد قرب أحد مساعديه سيكون أفضل وسيلة لتجنّب أعين الأعداء.
"نعم."
عند إجابة كلوف سيكا المختصرة، أومأ كايل برأسه.
في وقت متأخر من الليل،
كان كايل قد طلب من كلوف سيكا أن يجد طريقًا يمكنهم من خلاله إدخال سوي خان إلى داخل المدينة.
'قيل إن المرور في ديوريل عادة ما يكون مسموحًا ليلًا.'
ولكن بعد اختفاء اللورد السابق، الكونت لوب،
فُرضت قيود مشددة على الدخول والتنقل الليلي، إلا لمن يحملون تصاريح خاصة من مناجم المدينة أو الدوائر التجارية.
وبالأخص، مجموعة كايل كونهم غرباء، سيكون عليهم الخضوع لإجراءات تفتيش صارمة للدخول ليلًا.
'وبما أن لدينا قائد الفريق، فـ—'
كان من الأفضل التسلل إلى الداخل خلسة والبحث عن مكان للمكوث فيه.
لهذا السبب، طلب كايل من كلوف سيكا أن يبحث عن طريقة لتجاوز الأسوار خلسة أو عن أي بديل آخر.
"تفضلوا باتباعي."
وقد جاء كلوف سيكا ومعه الطريقة.
"نظرًا لأن الجميع في حالة إنهاك، فقد اخترت الطريقة الأسهل، والتي ستكون مفيدة في المستقبل أيضًا."
"حسنًا."
تبع كايل كلوف سيكا بصمت.
وأثناء سيره خلف كلوف، الذي كان يرشدهم دون تردد، راود كايل هذا التفكير.
'حقا، هذا الرجل يجيد عمله.'
كان لدى كلوف أسلوب فريد في إدارة الأمور وهو شئ لا يمكن توقعه من تشوي هان أو الآنسة روزالين. [*بالطبع!!! فرق السما والارض بينه وبينهم]
- هل أستخدم السحر؟
نطق راون بهذا مباشرة بعد أن فهم الموقف، فأومأ كايل برأسه بخفة.
ربما استخدام سحر راون لتجاوز الجدار بسرعة أو التسلل باستخدام التخفّي سيكون خيارًا جيدًا أيضًا.
"……"
"……"
واصل الجميع السير في صمت.
"……"
ثم، كايل فقد كلماته فعلاً. [*هوهو]
"احم، احــم!" (سعال متعمد)
شرق، غرب، جنوب، شمال.
من بين البوابات الأربع، ما إن تنحنح ذلك الذي كان يحرس البوابة الشرقية—
سوييك~ (صوت حركة سريعة وسلسة)
أخرج كلوف سيكا كيسًا صغيرًا وناوله له.
"احـم!" (سعال متعمد آخر)
نظر الحارس إلى ما في الكيس، فوجئ للحظة، ثم تبادل نظرة وابتسامة خفيفة مع زميله.
فابتسم زميله بدوره، ومدّ يده.
كريييك~ (صوت فتح الباب)
فُتح باب جانبي صغير بجوار بوابة القلعة.
كان بابًا صغيرًا يُستخدم عادة من قِبل الحراس أنفسهم.
ابتسامة هادئة~
ابتسم كلوف سيكا بأدب، ودخل من الباب بخطى هادئة وواثقة.
"……"
"……"
"……"
"……"
تبع كايل وسوي خان، وأون، وهونغ خلفه بتعابير مذهولة.
وفي تلك اللحظة—
"آه، لحظة من فضلك."
أخرج أحد الحراس شيئًا من جيبه.
كانت رزمة من الأوراق.
"تفضل."
"شكرًا جزيلاً."
انحنى كلوف سيكا بأدب، ثم أخرج كيسًا آخر من جيبه وقدّمه له.
"احـم، احم!" (سعال مصطنع آخر)
ازدادت الابتسامات على وجهي الحارسين اتساعا.
"……"
راقب كايل ذلك المشهد بنظرة فارغة، ثم تابع السير بعد إشارة من كلوف.
ثم دخلوا حيًّا سكنيًّا، وتوقفوا أمام منزل يبدو عاديًا ومناسبًا للسكن.
"احـم." (سعال متعمد)
كان هناك عجوز يقف عند مدخل المنزل، أومأ برأسه لـكلوف كأنه يعرفه. [*ههههه ما تقولوا ان ذا كمان رشاه؟؟؟]
سوييك— (صوت حركة خفيفة وسلسة)
أخرج كلوف سيكا من بين طيات ملابسه كيسًا صغيرًا وقدّمه للعجوز.
"هـه!"
اتسعت عينا العجوز عندما رأى ما في الكيس، ثم نظر إلى كلوف بدهشة، حينها– رفع كلوف سيكا سبابته إلى شفتيه وقال بهدوء.
"شـش."
كلمة واحدة صغيرة فقط.
إيماءة~
أومأ العجوز برأسه بوجه جاد، ثم سلّم كلوف مفتاحًا، واختفى من المكان دون أن يُلقي حتى نظرة واحدة على رفاق كايل.
- أيها الإنسان، ما الذي يحدث الآن؟
نطق راون، الذي كان متخفيًا، بصوت مذهول، لكن كايل لم يكن لديه وقت للرد.
كريييك— (صوت فتح باب)
فتح كلوف الباب بالمفتاح، ودخل إلى منزل أنيق ودافئ رغم بساطته.
كان يحتوي على الأثاث الأساسي، لكنه كان خاليًا من أي أدوات يومية أو لمسات شخصية.
"...أنت، ما الذي—"
أراد كايل أن يسأله.
ماذا كنت تفعل خلال الساعتين الماضيتين؟
ومن أين لك كل هذا المال؟
لكن سرعان ما استوعب كايل الأمر.
'أليس لدى هذا الفتى الكثير من المال أصلاً؟'
كلوف سيكا.
إنه وريث عائلة مرموقة معروفة في مملكة بارون.
هذا الفتى ثري.
يبدو أن ما في الكيس كان ذهبًا أو فضة، أو ربما أحجار كريمة.
اندهش كايل من مدى استعداده وتحضيره للأمور حتى بأدق التفاصيل.
"...كيف تعرفت على أولئك الأشخاص؟"
عند سؤال كايل، ابتسم كلوف سيكا بهدوء وأجاب.
"لقد مرّ عام على اختفاء المسؤول عن هذه الأرض—"
وبما أنه لا يوجد لورد يحكمها...
"فمن الطبيعي أن يسرح ويَمرح فيها الطامعون."
قال كلوف ذلك بلا مبالاة، كما لو كان يتحدث عن أمر بديهي، مشيرًا إلى تفشي الفساد في ديوريل.
"...هممم."
لم يكن لدى كايل ما يرد به.
فهذا استنتاج منطقي إلى حدٍ ما.
لكن...
- أيها البشري، هذه أول مرة أرى فيها هذا النوع من أسلوب العمل!
كان كايل مذهولًا ببساطة من طريقة كلوف في التعامل مع الأمور،
فلا أحد من رفاقه يتصرف بهذه الطريقة.
"حتى لو استغرق الأمر وقتًا أطول وتطلب المزيد من المال، أعتقد أن الطريقة الأكثر أمانًا وراحة هي الأفضل."
ساعتان.
خلال هاتين الساعتين، أنجز كلوف أمورًا كثيرة.
لا، بل كيف استطاع خلال ساعتين فقط أن يجهّز منزلًا بالكامل؟
'هذا الفتى، مذهل فعلًا.'
انبهر كايل.
- أيها الإنسان، إن كلوف سيكا يزداد روعة كلما تعرفنا عليه أكثر! [*تنيني اللطيف الذكي]
واندهش راون بدوره.
لكنّ انبهارهم لم يتوقف عند هذا الحد.
سوييك— (صوت حركة)
أخرج كلوف سيكا رزمة الأوراق التي حصل عليها من الحارس في وقت سابق.
كانت ثلاث رزم من الأوراق.
نشر كلوف سيكا اثنتين منها على الطاولة.
"هـه—"
انحبست أنفاس كايل.
بفضل تعويذة الترجمة التي وضعها عليه سحرة أورورا، تمكن من قراءة الأوراق، وحدّق بذهول نحو كلوف.
"أيها المجنون—"
لم يكن أمامه سوى أن يقول ذلك.
- أيها الإنسان! هذه خريطة نوبات الحراسة في قلعة اللورد!
معلومات عن دوريات الحراسة الليليّة في قلعة اللورد.
- هاك! وتلك، إنها قائمة بأسماء المسؤولين الذين يديرون القلعة حاليًّا!
هيكل إداري كامل يضم أسماء العاملين في الأقسام المختلفة داخل القلعة.
الأولى كانت تُعدّ من المعلومات السرية تقريبًا، أما الثانية، فيمكن الحصول عليها ببعض الجهد.
لكن في ظل الأوضاع الحالية، فالحصول على أيٍّ منهما كان أمرًا بالغ الصعوبة.
أما بالنسبة لكايل، فكانت هذه معلومات بالغة الأهمية.
طائفة إله الفوضى.
ملك الشياطين.
المتجولون.
بما أنه ينوي أن يُشعل ساحةً ضخمة تمسّ هذه القوى الثلاث، فكان بحاجة ماسّة لهذه المعلومات.
"……"
بينما كان كايل ينظر إلى كلوف بعينين معقدتين، قال كلوف بابتسامة هادئة وهو يفتح الرزمة الأخيرة من الأوراق.
"لقد أعددت هذه لأجل إرادة كايل-نيم."
سارروك— (صوت الأوراق)
آخر رزمة أوراق.
"هاه!"
انحبست أنفاس كايل مرة أخرى.
"أنت... أنت حقًا مجنون."
وكان ذلك مديحًا،
حقيقيًّا، بكل صدق.
- أيها الإنسان، هذه أسماء أفراد العائلة الفرعية للكونت لوب الذين يقيمون حاليًا في القلعة!
أفراد العائلة الفرعية للكونت لوب، الذين يُشتبه في تحالفهم مع طائفة إله الفوضى.
وقد وصلت أسماء هؤلاء المقيمين في القلعة إلى يدي كايل.
'هل أعدّ كل هذا خلال ساعتين فقط؟'
بينما كان كايل يحدق بدهشة، قدّم كلوف إجابة بسيطة.
"لقد أحضرت كمية كبيرة من الأحجار الكريمة."
المال.
قال كلوف سيكا إن المال هو الجواب.
"في صغري، تعلمت من عائلتي كيفية استخدام المال."
عائلة سيكا.
تعلم كلوف سيكا فنون استغلال المال من عائلته، وقد أتقن هذا التعليم بمهارة وإتقان.
فالمال والسياسة لا ينفصلان أبدًا،
وكلوف سيكا، الذي يتمتع بحس سياسي مميز، لم يغفل عن هذه الحقيقة.
"هاها—"
ضحك كايل.
"……."
أما كلوف، فاكتفى بالنظر إليه بصمت.
وحين أدرك كايل المغزى من تلك النظرة، أطلق ضحكة مكتومة بخفة وقال.
"أحسنت."
تلألأ بريق غريب في عيني كلوف، وتابع كايل كلامه حين رأى ذلك،
وكان يعني كل كلمة بصدق.
"أعتقد أنني أحسنتُ باصطحابك معي."
"!"
انتشرت الفرحة في عيني كلوف،
فقد قرأ الصدق في صوت كايل.
"هوهو."
لم يستطع كلوف كتم ضحكته، فأطلق ضحكة خفيفة.
"ههه."
حتى كايل لم يستطع كتم ضحكته وهو ينظر إلى الأوراق التي في يده.
"هيهي! إذا نظرنا إلى جدول الدوريات في القلعة، يبدو أن سرقة الخزنة السرية للكونت لوب ستكون سهلة!"
"هيهي! صحيح! يمكننا وضع خطة!"
"هيهي، يجب أن نتحقق من جميع المعلومات أولًا بهدوء."
حتي الأطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشرة أعوام، كانوا متحمسين للغاية.
"……."
أما سوي خان، فقد اكتفى بمراقبة هذا المشهد بصمت، قبل أن يحول نظره نحو النافذة.
'أمرهم غريب.'
هؤلاء الأشخاص غريبون حقاً.
لكن لم يكن بوسعه أن يعبّر عن أفكاره بصوت عالٍ.
فقد تمّ جره فجأة من قبل الأطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشرة أعوام إلى غرفة النوم.
الغرفة الوحيدة التي تحتوي على سرير.
وكان على سوي خان أن يستلقي على السرير، ويغطي نفسه باللحاف، ويلتزم بالهدوء.
"رغم العلاج، النزيف لم يتوقّف."
كانت عينا كلوف مخيفتين للغاية.
كان كلوف قد أدرك أنه بدأ يتلقى اعتراف كايل، ولهذا أصبحت كانت عيناه تلمعان بشدة.
ثم قال لكايل بنظرة حماسية متقدة.
"سأذهب للبحث عن طريقة العلاج والمزيد من المعلومات."
خرج كلوف من المنزل بنظرات متوهجة مختلفة تمامًا عمّا كانت عليه سابقًا.
وكان جسده يفيض بالحيوية والنشاط وهو يختفي في الظلام.
وبينما كان سوي خان يحدق به في ذهول، سمع صوتًا.
"إذن—"
كان كايل.
"كيف أصبت؟"
سأله كايل مباشرة.
ولم يكن قائد الفريق من النوع الذي يلفّ ويدور.
"طائفة إله الفوضى تسعى لابتلاع عالم الشياطين عبر اختراعهم لمرض يُدعى 'المرض الرمادي' باستخدام تلوث الفوضى."
لقد صوب سهمه مباشرة نحو لبّ الموضوع.
"في الوقت الحالي، لم ينشروا سوى بذور المرض الرمادي، لكنهم يخططون لنشره فجأة في أنحاء عالم الشياطين، ثم يقدمون أنفسهم كمنقذين من خلال العلاج، وبهذا يوسّعون نفوذهم فيه.
أما المكان الذي سيبدؤون منه، فالأرجح أنه مدينة ديوريل، والزمان سيكون على الأرجح خلال فترة اختيار اللورد الجديد."
"!"
اتسعت عينا أون بدهشة.
"رأيت بنفسي قريةً كاملة دُمِّرت أثناء تجربة لنشر بذور المرض الرمادي، فلم أتمالك نفسي."
قالها وهو يبتسم بحرج، ناظرًا إلى ذراعه.
"وأصبت. هاها!"
لكن سرعان ما اختفت ابتسامته، وسأل كايل بنبرة جادة.
"هل أنقذت تشوي جونغ غون؟"
تشوي جونغ غون، الذي تعرّض لتلوث الفوضى.
كان سؤاله عن نجاته يتضمن أيضًا تساؤلًا ضمنيًّا عمّا إذا كان بالإمكان معالجة المرض الرمادي.
أجاب كايل دون تردّد، وكأن الأمر بديهي.
"نعم، أنقذته."
ارتسمت ابتسامة مجددًا على شفتي قائد الفريق، سوي خان.
ولم يُخفِ النظرة المتوهجة في عينيه وهو يحدّق إلى جراحه.
ثم أطلق ضحكة خافتة وهو يتكلم بفتور.
"هؤلاء الأوغاد، يمكننا تدمير كل خططهم."
وفكّر كايل حينها.
'إنه غاضب.'
قائد الفريق، سوي خان— كانت عيناه قد انقلبتا بالفعل.
- أيها الإنسان، لماذا انقلبت عيناك أنت أيضًا بزاوية 120 درجة؟
وأيضًا، كانت عينا كايل مقلوبتين بعض الشيء.
كيم روك سو وحده هو من بقي، أما لي سو هيوك وتشوي جونغ سو فقد ماتا.
لي سو هيوك، الذي بالكاد التقاه مجددًا بصعوبة، كان في جسد جديد، جسد طفل.
لكن هذا الجسد الآن مصاب، والنزيف لا يتوقف.
وكايل، الذي كان ينظر إلى سوي خان يبتسم بتلك الطريقة الفارغة ووجهه شاحب كالثلج، شعر بثقلٍ كبير يضغط على صدره، أكبر مما كان يتوقع.
- هممم.
قال راون بهمس إلى أون وهونغ.
- يبدو أن إنساننا سيحطّم كل شيء هذه المرة!
لم يرد أون وهونغ، واكتفيا بإيماء رأسيهما كإشارة على الموافقة.
***
مع شروق الصباح،
وكان كايل في طريقه إلى قلعة اللورد برفقة كلوف سيكا.
"إذا تواصل معك تشوي هان، أخبرني."
بالطبع، ترك كايل تعليماته لـراون قبل مغادرته.
"ايها الثاني،"
ناداه كلوف سيكا الذي كان يسير بجانبه، مؤديًا دوره بإخلاص، وبنبرة لطيفة.
اليوم، كايل وكلوف سيكا سيقابلان أحد المقرّبين من ملك الشياطين الحالي.
كان هدفهما هو عقد اتفاق مهم، وإذا نجح الأمر، فسيقومان بعد ذلك بزيارة القلعة القديمة بكل جرأة وثقة.
واصل كلوف حديثه دون أن تفارق الابتسامة وجهه.
"أحضرت الكثير من المال. كمية لا تنتهي."
ثم أضاف.
"أتمنى أن استخدمه كما يحلو لي؟"
أومأ كايل بحماس شديد على كلمات كلوف.
"نعم! استخدمه كما يحلو لك، هيونغ!" [*والله هو قالها، ما حرفت شئ]
"هوهو."
في المدينة التجارية التي فقدت حاكمها،
وأصبحت القوانين والنزاهة فيها شيئًا من الماضي، وتفشّت المنافسة والفساد في كل زاوية.
في تلك المدينة، أتى كلوف سيكا مجهّزًا بحقيبة أبعاد ممتلئة تمامًا—حقًا ممتلئة تمامًا—بالجواهر والذهب، بكميات هائلة لا تُحصى، احتياطًا لأي طارئ.
ابتسم كلوف سيكا، بينما كان كايل يحدّق به بعينين متلألئتين.
للمرة الأولى في حياته، شعر كايل أن هذا الفتى جدير بالثقة.
ديوريل، أرض الفوضى.
وفي تلك الأرض، ظهر فجأة رجلٌ ثريّ مجنون يُدعى كلوف سيكا.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake