خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 435 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 10
.
.
.
"اذهبوا."
بإشارة من يد كايل، اندفعت الأفعَتان المائيتان نحو السير ساتِن وأتباعه.
كواآانغ!
مع دويٍّ عالٍ، ارتد جسد السير ساتِن إلى الخلف.
'اللعنة!'
أغمض عينيه بإحكام.
تمكّن بالكاد من صد إحدى الأفعَتين، لكنه لم يتمكن من إيقاف الأخرى.
لا، في الحقيقة، الأفعى الثانية لم تكن تهتم لساتِن أصلاً.
"كآآآه!"
"آااه!"
"كوههك!"
ارتفعت صرخات ثلاثة من الفرسان المقدّسين وهم يسحبون من قِبَل الأفعى المائية.
استدار ساتِن على عجل إلى الخلف.
تشششش—
الأفعى المائية، بجسدها الهائل الذي لا يشبه الأفاعي المعتادة، كانت قد لفت نفسها حول الفرسان الثلاثة وسحبتهم معها، مخترقة الأشجار بسرعة هائلة.
كوااانغ!
"كغهك!"
"كوههك!"
"……."
انجرف الفرسان الثلاثة بلا حول ولا قوة، كما لو كانت موجة اجتاحتهم، واصطدموا بالأشجار بعنف.
أطلق اثنان منهم أنينًا وهم يتلوون من الألم، بينما الثالث كان قد فقد وعيه تمامًا.
'...بسبب الخوف...!'
ثلاثة من الفرسان المقدّسين.
لم يكونوا ضعفاء.
خصوصًا قائدهم، السير بول، الذي كان بمستوى فارس مقدّس من المستوى المتوسط، لم يكن من النوع الذي يُهزَم بسهولة أو يُسحق دون ان يُبدي أي مقاومة.
لكن… الخوف.
لقد استُهلكوا تمامًا بذلك الشعور الساحق بالخوف، حتى لم يعودوا قادرين على التحكم بأجسادهم.
مع هذا الإحساس الطاغي بالهيمنة الذي يكاد يخنقهم...
كيف لهم أن يتفاعلوا مع الأفعى المائية؟
"كغه...!"
تمتم ساتِن بأنّة مكبوتة دون وعي.
لكن لم يكن هناك وقت لأي أفكار أخرى.
كوااااآانغ!
ذلك لأن الأفعى المائية هاجمته مجددًا.
تشواااك!
ارتدّ جسد ساتِن إلى الخلف مرة أخرى، لكنه رغم ذلك، تمكن بصعوبة من صد الأفعى المائية والثبات أمامها.
ووم—
وووم وووم—
في لحظة خاطفة، ظهر سيفاه المزدوجان في يديه، وقد غلّفهما ضوء رمادي مما منعه من الانجراف مع الماء.
'يمكنني الصمود!'
أفعى مائية بهذا المستوى… يمكنه التعامل معها.
"!"
لكن سرعان ما أدرك ساتِن حقيقة مرعبة.
بدأ جسده يرتجف بالكامل.
ضاعت نظراته، وارتسم الرعب على ملامح وجهه.
'الرائحة—'
حتى الآن، لم يكن يشمّ شيئًا…!
تقطر...
ونزيف أنفه لم يتوقف.
وكان الدم يسيل من أنفه إلى فمه، ثم إلى ذقنه، ويهبط حتى عنقه، مبللًا القماش أسفل درعه الجلدي.
في خضم تلك الرائحة الطاغية للدم، لم يعد يشمّ شيئًا آخر.
"آه..."
أدرك ساتِن الحقيقة.
الرجل ذو الشعر الأسود الذي أمامه —
ذلك الرجل كان يتساهل معه الآن!
وفي تلك اللحظة، اشتعلت نيران الغضب في عيني ساتِن.
"...مجرد تلميذ لأحد الأباطرة الثلاثة..."
كيف يجرؤ؟ مجرد متجول تافه ان يتصرف وكأنه يُمهلني؟
أنا الذي أستخدم القوة التي منحه لها الاله الاعظم والاسمي، اله الفوضي!
لم يكن ساتِن قادرًا على تقبّل هذا الوضع.
وفي تلك اللحظة—
ابتسامة ساخرة~
ظهر على وجه الرجل ذو الشعر الأسود تعبير مليء بالسخرية.
"!"
تأجّجت نيران الغضب في عيني ساتِن مرة أخرى. [*ههه انجن]
وووووونغ—!
وانبثق الضوء الرمادي من سيفيه بشكل أقوى.
راقب كايل ذلك المشهد بعينيه، ثم ومن دون أن يقصد—
ابتسامة ساخرة—
ضحك مرةً أخرى.
'أوبس'
كان من المفترض أن يكون جادًا.
لكن ابتسامات لا إرادية ظلت تظهر على وجهه.
- هيهي! إنه يستمر في السقوط في الفخ!
فبعد سماع كلمات راون تلك، استمرت الابتسامات تسلل إلى وجهه دون أن يشعر.
في الحقيقة، منذ أن دخل كايل إلى نيوورلد، لم تُتح له الكثير من الفرص لضرب الأعداء من الخلف.
عندما كان يتعامل مع النجم الأبيض، كان يضربه من كل الاتجاهات.
أما الآن، فلم يفعل سوى زرع بعض بذور الخداع والفتن هنا وهناك، دون أن يحصد شيئًا بعد.
ولكن عند رؤية هؤلاء الفرسان المقدسين، يُخدعون بهذه السهولة وبشكل متكرر، انتابه شعور غريب بالمتعة الشديدة.
'لكنّه قال 'تلميذ'، اليس كذلك؟'
بالطبع، لم يغفل كايل عن هذه المعلومة.
التنين المائي للإمبراطور الثالث.
والأفعى المائية لتابعه.
ويبدو أن ذلك التابع هو التلميذ.
'هل يمكن توريث خاصية التفرد؟'
لا يُفترض أن تكون هذه القوة قابلة للتوريث حتى يُوجد لها تلميذ.
وبينما كان كايل منغمسًا في أفكاره—
تشوااااااك!
انتفض فجأة عند سماع الصوت المفاجئ.
- أيها الإنسان!
ناداه راون.
"آآآآآه—!"
اندفع السير ساتِن عبر الفتحة التي شقها في جسد الأفعى المائية، متجهاً نحو كايل مباشرة.
وُووونغ، وُووونغ!
انبثق الضوء الرمادي من سيفيه المزدوجين بشكل أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.
تقطر، تقطر—
كان الدم لا يزال ينزف بغزارة من أنفه أيضًا.
- أيها الإنسان، يبدو أن هذا الوغد قد فقد صوابه!
وهذا ما جعله يبدو أكثر رعبًا من ذي قبل.
فتح السير ساتِن فاهه عندما رأى كايل يتوقف للحظة.
"أتعتقد أن بإمكانك بهذه القدرة التافهة التغلب على القوة التي منحني إياها الإله الأعظم، إله الفوضى؟!"
لكن تعبير كايل بقي هادئًا، لا، بل كان يمتلئ بازدراء صريح.
"انطلق."
في اللحظة التي حرّك فيها يده بصوت هادئ—
"!"
شعر السير ساتِن بقشعريرة تسري في ظهره.
رغم أنه لم يكن قادرًا على شمّ أي شيء، إلا أن حواسه الأخرى كانت ما تزال يقظة.
"كغ!"
اضطر إلى التدحرج الي الجانب.
وفي المكان الذي غادره للتو—
كواآآآانغ!
التهمت الأفعى المائية المكان بأكمله مع دوي هائل، واهتزّت الأرض بعنف من تحتها.
"……!"
اهتزت حدقات عيني السير ساتِن وهو يشاهد ذلك المشهد، فقال كايل بلا مبالاة.
"لا يجب أن تنسى أن عدد الأفاعي ليس واحدًا فقط."
فالأفعى المائية التي هاجمت الفرسان المقدّسين الثلاثة ما تزال باقية.
أدار السير ساتِن نظره ببطء نحو كايل.
وعندما التقت نظراتهما، ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة جانبية.
- أيها الإنسان، إنك تبتسم تمامًا مثل الأشرار الحقيقيين!
أجل. ذلك لأنني أتقمّص دور الشرير الآن، وليس لأنني أشعر بالارتياح فعلاً.
كان كايل واثقاً.
- أيها الإنسان، هل ستجعلهم يفقدون الوعي الآن؟
وبالفعل، كان كايل ينوي إنهاء أمر السير ساتِن وأتباعه في تلك اللحظة.
'لا داعي لإضاعة الوقت.'
كان هدف كايل بسيطًا.
إنقاذ قائد الفريق سوي خان.
وإعطاء انطباع لدى طائفة إله الفوضى بأن احد الأباطرة الثلاثة متورط في هذه المسألة، لزرع الشك والتشويش لديهم.
وفي الوقت ذاته، تصعيد الصراع الكامن بين طائفة إله الفوضى والصيّادين، الذي بدأ منذ ليلة البداية في المكان المقدس.
فتح كايل فمه—
سواااا—
واندفع تيار مائي هائل من حوله.
وعندما كانت 'المياه آكلة السماء' على وشك إظهار قوتها الحقيقية—
'همم؟'
توقف كايل فجأة عندما نظر إلى السير ساتِن.
كان ذلك الأخير، الذي كان يبدوا تائهًا وهو ينزف من أنفه، قد غيّر تعابير وجهه تماما.
ابتسم ساتِن بسخرية وسأل.
"من تكون؟" [*شكله كومبارس ذكي؟]
"!"
تفاجأ كايل حقًا من هذا السؤال.
- هاه!
حتى راون تفاجأ أيضًا.
- أ-أيها الإنسان، ه، هل كُشف أمرنا؟!
بينما كان راون يتلعثم من الصدمة، كرّر السير ساتِن سؤاله مرة أخرى.
"قلت لك، من تكون؟"
دووم-
غرس سيفيه المزدوجين في الأرض، واستند عليهما لينهض.
ودون أن يُلقي نظرة واحدة على أتباعه، بدأ يكسو جسده بالضوء الضوء الرمادي، بينما تصاعدت هالته بشكل مخيف.
"أنت لست تلميذ الامبراطور الثالث."
فارس مقدّس رفيع المستوى.
لم يكن منصبًا يُمكن لأي شخص أن يبلغه بسهولة.
بل وحتى بين الفرسان المقدّسين رفيعي المستوى، فإن الوصول إلى المراتب الثلاثة الأولى يتطلب أن يُكرّس المرء حياته بأكملها.
لكن السير ساتِن، الذي وصل إلى هناك في الأربعين من عمره بعد أن بدأ من الصفر، لم يكن موهوبًا في المبارزة فحسب، بل كان يمتلك ميزات أخرى عديدة.
إيمانه المطلق بإله الفوضى.
ذلك الولاء المطلق جعله من بين الثلاثة الأوائل بين جميع الفرسان المقدّسين.
كما امتلك قدرة خاصة أكسبته لقب 'متعقّب الدم'.
وفوق ذلك، امتاز ببرودة أعصاب حديدية تمكّنه من تعظيم استخدام تلك القدرة إلى أقصى حد. [*برودة أعصاب؟ لك شوي وينجن من ابتسامات كايل]
"أستطيع أن أرى كل شيء، مهما حاولت الخداع."
تلك البرودة المطلقة هي ما جعل تصرفاته المرتبكة حتى الآن ليست إلا تمثيلًا لقياس قوة خصمه. [*يعني انا وقعت في فخ ذا الكومبارس؟؟!!!! تبا له]
'بالطبع، كنت متفاجئا في البداية حقاً.'
عدو ظهر فجأة.
هالة رهيبة تحيط بجسده بالكامل، تنضح بسيطرة مطلقة.
ثم حقيقة أنه لم يستطع شم أي شيء، وهي تجربة جديدة تمامًا عليه.
"عندما استدعيتَ الأفعى المائية، ظننتك تلميذ الإمبراطور الثالث."
لكن سرعان ما أدرك أن هناك خطبًا ما.
اتجهت نظرات السير ساتِن نحو الرجل ذي الشعر الأسود...
"……."
رجل يقف أمامه، ينظر إليه بوجه خالٍ من التعابير.
"أنت—" [*انطق!!!]
كان لديه شعور غامض بأنه يعرف هوية هذا الشخص.
"أنت الإمبراطور الأول، أليس كذلك؟" [*يا فشيلة]
"……!"
تجمّد الرجل ذو الشعر الأسود في مكانه للحظة،
رأى ساتِن ذلك، فارتسمت ابتسامة على شفتيه.
وُوونغ، وُوُوونغ—
بدأ اللون الرمادي يكتسح جسده بعنف أكبر.
السير ساتِن، أحد الثلاثة الأوائل بين الفرسان المقدسين رفيعي المستوى.
متعقّب الدم.
لقد استدعى في هذه اللحظة كل قوته.
"الإمبراطور الأول."
ذلك العدو الواقف أمامه.
"لم أتوقّع أن أرى زعيم عائلة دم الألوان الخمسة هكذا مباشرة."
ذلك لأنه كان خصمًا لا يجرؤ ساتِن حتى على التفكير في تحديه.
فتح الرجل ذو الشعر الأسود 'كايل'، فاه ببطء.
"...ولِمَ تعتقد ذلك؟"
كان تعبير كايل جديًا للغاية.
'ما هذا؟ كيف توصل إلى هذا الاستنتاج؟'
ما الذي يحدث الآن بالضبط؟
- أ-أيها الإنسان، إن سوء فهمه مريع حقًا!
كان راون في غاية الارتباك.
لكن كايل لم يجد الأمر مضحكًا حتى.
بل كان يشعر بفضول حقيقي تجاه الأمر.
'الإمبراطور الأول؟ أليس هذا يعني المتجول الأول؟'
إذا كان زعيم عائلة دم الالوان الخمسة، فلا بد أن يكون المقصود هو المتجول الأول.
ذاك الذي يسعى لأن يصبح صاعدًا.
لكن، لماذا يُذكر هذا الاسم الآن؟
"هاه!"
أطلق ساتِن ضحكة قصيرة.
ومن خلال وجه كايل الجاد وسؤاله ذاك، تأكد من شكوكه.
"كما توقعت، كنت على صواب."
حين يبلغ المرء رتبة فارس مقدّس رفيع المستوى، يجب أن يخزّن في ذاكرته معلومات تفصيلية عن قادة القوى المختلفة.
أما ساتِن، الذي كان يتتبّع باستمرار، فقد كان يحفظ معلومات أعمق.
وفكّر أنه قد يموت هنا اليوم، وقد تكون هذه نهايته الحتمية.
"يُقال إن الإمبراطور الأول يتحكم في معظم قوى الطبيعة."
ومع ذلك، لم تكن لديه نية للفرار أو التراجع.
"هالتك تلك... ليست قوة يمكن لأي من تلاميذ الأباطرة الثلاثة امتلاكها."
إن كان لا بد له من الموت، فليكن في سبيل إله الفوضى.
والرجل الذي أمامه، ذو الهالة الرهيبة التي خنقته، كان مختلفًا.
"وفوق ذلك، أنت لم تُظهر بعد كامل قواك."
وحين جمع كل هذه المعلومات، توصّل إلى النتيجة.
"أيها الإمبراطور الأول، لماذا تتظاهر بأنك أحد تلاميذ الامبراطور الثالث؟"
وُوونغ—
كأن السيفين المزدوجين شعرا بعزم صاحبهما، فاهتزّا بقوة.
"حتى وإن مُتّ، فلن تتمكن أبدًا من الوصول إلى طائفة إله الفوضى."
كان ساتِن يعرف تمامًا عن الحادثة المروّعة التي وقعت في ليلة البداية في المكان المقدّس.
ولهذا السبب، جُمِعَ كل الفرسان المقدّسين المنتشرين في أنحاء عالم الشياطين في هذا المكان، حيث يتواجد البابا.
وكفارس مقدّس رفيع المستوى، كان يدرك أيضًا أن فصيلين قد تدخّلا في تلك الحادثة.
'المتجولون.'
أو بشكل أدق، عائلة دم الألوان الخمسة.
أما الآخر، فكان...
'اسمه كايل، إن لم أكن مخطئًا.'
سمع أنه كائن من بُعد آخر، وانه الشخص الذي دمّر مشروع النجم الأبيض.
لكن كايل لم يكن ليأتي إلى عالم الشياطين،
لأنه لا يعلم حتى أن عالم الشياطين، أو بالأحرى، ملك الشياطين الحالي، قد عقد تحالفًا مع الصيادين وطائفة إله الفوضى.
فما السبب الذي قد يدفعه للمجيء إلى هنا؟
'وفوق ذلك، فهو لا يملك وسيلة لدخول عالم الشياطين.'
لذا، العدو المتبقي هو المتجولون.
ولكي يتمكن من تقليد قوى تلميذ الإمبراطور الثالث، فلا بد أن يكون من عائلة دم الألوان الخمسة.
"هاه، هاها—"
انفجر كايل ضاحكًا.
ثم ما لبث أن قال بهدوء.
"أنا لستُ الإمبراطور الأول."
"هاها!"
هذه المرّة، كان ساتِن هو من لم يتمالك نفسه من الضحك.
وسرعان ما وجّه سيفيه مباشرة نحو الأمام، نحو كايل.
"قريبًا، سيصل حلفائي الذين سيرون الإشارة، ومهمتي هي أن أُبقيك هنا حتى ذلك الحين، أيها الإمبراطور الأول."
"همم، لنرَ."
عندما أمال كايل رأسه قليلاً، مستغربًا—
"أاااه!"
صرخ ساتِن بقوة وهو يغرس قدميه في الأرض، مندفعًا كالصاعقة نحو كايل.
ووووو—
الهالة الرمادية التي كانت تغلّف جسده، التفّت حول سيفيه المزدوجين، لتصبح كالسهم الواحد.
تشاااينغ-!
وفي اللحظة التي أشار فيها السيفان المزدوجان إلى السماء، ثم غيّرا وجهتهما نحو كايل—
كانت عينا ساتِن لا ترى سوى كايل.
"إن كنتُ أنا الإمبراطور الأول حقًا، فهل كنتَ لتتمكن من الإمساك بي؟"
لكن ما ان نطق كايل بتلك الكلمات بنبرة هادئة—
"ككههك!"
حتى اضطر ساتِن للتوقف، وهو ينزف من أنفه مجددًا.
لا، بل إن جسده بأكمله كان يرتجف بقوة خارجة عن السيطرة، لدرجة أنه لم يعد قادرًا على المشي.
"أ... أواه—"
ما هذا؟
كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟
قوة مطلقة تسحق جسده بالكامل، وكأن جميع الأسلحة القاتلة في العالم وُجّهت إليه في لحظة واحدة.
اجتاحه خوف عارم، شعور يهمس في أعماقه بأنه قد يموت إن خطا خطوة واحدة فقط.
بل وصل به الأمر إلى التفكير بأن عليه السجود والتوسل لذلك الشخص، فقط ليُبقيه على قيد الحياة.
طق!
ركع على إحدى ركبتيه.
كان ذلك تصرفًا غريزيًا، بلا أي تفكير أو إدراك.
كان جسده وحده فقط هو من استجاب لذلك الرجل.
انحنى له.
ركع، ثم سجد بكامل جسده.
فوووق!
غرس سيفيه في الأرض محاولاً الاستناد عليهما، محاولاً بأي طريقة المقاومة، لكن يديه المرتجفتين لم تقدرا حتى على إحكام قبضتهما عليهما.
"…أه…آه……."
لم يستطع ساتِن رفع رأسه.
وفي تلك اللحظة، راودته فكرة واحدة.
'هل هذا هو الشعور الذي يحس به المرء إذا وقف في حضرة إله الفوضى؟'
هل هالة الإله، تلك الهالة الإلهية، تشبه هذا الشعور؟
'آه.'
إذن، هل يعني هذا أن هذا الرجل… يُشبه الإله؟
هل يُعقل ذلك؟
الشخص الواقف أمامه الآن، بكل وضوح هو—
'لا، هذا غير ممكن.'
لا يمكنني التراجع بهذا الشكل.
'لا…'
لا أعلم.
لم يعد يفكر في شيء، فقط يريد أن يهرب من هنا.
"…أه……."
بدأت الدنيا تسودّ في عيني ساتِن شيئًا فشيئًا.
أمام هذه القوة العظمى التي بدت وكأنها ستُخضعه، شعر وكأنه على وشك فقدان وعيه.
فارس مقدّس رفيع المستوى.
بعد كل ما فعله ليصل إلى هذه المرتبة، كيف يعقل أن لا يستطيع تحمل مجرد هالة؟!
حاول ساتِن المقاومة بكل ما أوتي من قوة.
حتى لو كان الأمر مجرد رفع رأسه، لينظر إلى ذلك الشخص.
كان كل ما يريده فقط أن لا ينهار بهذه الطريقة، لا يمكنه الخضوع ورأسه مطأطأ هكذا.
"آه."
لكنه أدرك الحقيقة.
لا يمكنه الانتصار.
تُوْدُك.
فقدت يداه اللتان تمسكان بالسيفين قوتهما.
وبدأ العالم بالفعل يظلم من حوله.
أخذ الضوء يتلاشى من بصره تدريجيًا…
طَف!
وانهار جسده أرضًا.
فقد ساتِن وعيه.
"……."
نظر إليه كايل من الأعلى وهو يفكر.
'هاه؟ هل أغمي عليه فعلًا؟' [*يا نذل ههههه]
كان في حيرة.
- هاهاهاها! لقد أُغمي عليه من مجرد الهالة! [*ههههه طلع هو النذل مو كايل]
كان الهالة المهيمنة يقهقه بفرح وحماس.
'اهذا شيء ممكن فعلًا؟'
كان كايل مذهولًا.
- كيكيكي، بالطبع ممكن!
قال الهالة المهيمنة ذلك بتفاخر واضح.
- نحن فقط نخفف من قوتنا عمدًا حين نستخدمها على الآخرين، لكن في الأصل، نملك هالة تقارع الآلهة! هالة يمكنها الصمود أمام إله!
إنها هالة يمكنها الصمود أمام إله الفوضى إلى حد ما.
- وبما أن هذا البشري واجه تلك الهالة وحده، فمن الطبيعي أن يُغمى عليه!
أوه…
شعر كايل بالإعجاب تجاه الهالة المهيمنة التي تطوّرت كثيرًا.
ربما لم يكن يدرك ذلك جيدًا من قبل، لأنه كان يواجه خصومًا أقوياء باستمرار،
لكن من الواضح الآن أنه أصبح أقوى بكثير.
'اذن، هل يمكنني الآن أن أهزم خصومًا دون حتى أن أحرّك يدي؟' [*ملك الكسل]
كانت فكرة، أن يتمكن من إفقاد خصومه وعيهم بمجرد استخدام الهالة المهيمنة،
الطريقة الأقل ضررًا وأقلّ مشقة على الجسد،
جعلت شفتي كايل ترتفعان تدريجيًا بابتسامة غامضة.
لكن—
-أيها الإنسان، لا تنسَ أنك لا تزال تمثّل!
ذكّره راون بذلك، فسارع كايل إلى ضبط ملامح وجهه من جديد.
رفع كايل رأسه.
"أ… آآه—"
"هـه…!"
بمجرد أن نظر إليهم، ارتجف الفرسان المقدّسون الذين لم يُغمَ عليهم بعد، عاجزين عن التحرك من شدّة الرعب.
"عليكم أن تلحقوا به أيضًا."
قال كايل ذلك، ثم فعّل الهالة المهيمنة بنفس القوة التي استخدمها على ساتِن.
وقبل أن يُغمى عليهم، وقبل أن تفقد عقولهم الوعي تمامًا، ترك لهم جملة أخيرة.
"أعتقد أن هذا كافٍ كتحذير بشأن الخيانة."
توك، تو-دوك.
تأكد كايل من أن آخر فارسَين مقدّسين قد فقدا وعيهما وسقطا أرضًا، ثم استدار بهدوء وغادر المكان.
توبق، توبق.
كانت خطواته تسير ببطء، ثم...
"استخدم سحر التسريع."
"حاضر، أيها الإنسان!"
سوااا-
في لحظة، تسارعت خطواته بشكل كبير بفضل تعويذة التسريع التي ألقاها راون، إلى جانب صوت الرياح.
'أهم شيء عند خداع العدو هو الخاتمة المناسبة!'
خلّف وراءه فوضى مناسبة، ثم انسحب بسرعة ومهارة!
ركض كايل بكل ما أوتي من قوة، وبسرعة مذهلة.
"هاه… هاه…"
رغم أنه استخدم صوت الرياح وسحر التسريع، إلا أن سرعة الركض كانت كافية لجعله يلهث.
كان يركض بجدية وإصرار، حتى أخيرًا—
"...ماذا فعلت بالضبط؟"
"هاه… هاه…"
ركل كايل بخفة جانب سوِي خان، أو بالأحرى، قائد الفريق لي سو هيوك، الذي كان مستلقيًا على الأرض بهدوء في المكان الذي أطلق منه الاشارة.
كان سوي خان مستلقيًا في موقع إطلاق الإشارة، مستمتعًا براحته.
"ماذا؟"
نظر سوي خان إلى كايل، الذي وصل وهو يتصبب عرقًا، بنظرة مندهشة، فقال كايل، وهو يلتقط أنفاسه، على عجل.
"فلنهرب!"
"آه."
نهض سوي خان فورًا.
كان هناك ضماد ملفوف على إحدى ذراعيه، لكن كايل لم يكن لديه وقت للتفكير في ذلك.
"كايل-نيم."
"ميـاااااو!"
"مـياااو!"
وصل كلٌّ من كلوف سيكا، أون، وهونغ في الوقت المناسب، فأشار لهم كايل بعينيه، ثم قال لراون.
"فلنهرب!"
"علمًا، أيها الإنسان! كنت قد أعددت كل شيء مسبقًا!"
وبتلك الكلمات—
وووووونغ
رغم أنهم في عالم الشياطين، فقد تشكلت دائرة سحرية سوداء للنقل الآني، مشبعة بالمانا السوداء.
فـااااش!
واختفى كايل ورفاقه من المكان في لمح البصر.
لقد فرّوا بنجاح كبير.
بعد مرور بعض الوقت، تلقّى البابا تقريرًا.
"...تقول إن الأعداء انتهكوا حدود الغابة؟"
"نعم."
"الخسائر؟"
"...فقط بعض الإصابات الطفيفة، ولا توجد وفيات على الإطلاق."
تغيّرت نظرة البابا فجأة.
وفي تلك اللحظة، انحنى الفارس المقدّس الأعلى وقال.
"بحسب ما قاله السير ساتِن والسير بول، فهي رسالة تحذيرية من الإمبراطور الأول."
الإمبراطور الأول—
عند سماعه لذلك الاسم، تغيّرت نظرة البابا مجددًا.
إذن، عائلة دم الألوان الخمسة اكتشفت أن طائفتنا موجودة في عالم الشياطين؟
"ونحن على بُعد خطوة واحدة من الخطة العظمى."
الخطة العظمى التي ستبتلع عالم الشياطين بالكامل— على وشك الاكتمال.
"لقد حدث شئ مثير للاهتمام."
أولئك الذين كانوا ينظرون إلى البابا، الذي بدت عيناه باردة توشك أن تنفجر، خفضوا رؤوسهم بسرعة.
***
"ألم يُقال إن ذلك المتجول الوغد قد دخل عالم الشياطين؟" [*يحكي علي تشوي جونغ غون]
"نعم، يا معلمي! الأحرف التي تركت هناك كانت مكتوبة بلغة عالم الشياطين."
نظر الإمبراطور الثالث بصمت إلى تلميذه الذي أجابه على عجل.
"..."
فأغمض التلميذ عينيه بقوة، ثم تابع قائلاً.
"سأمسك به خلال يومين!"
"حسنًا، سأثق بك."
عندها فقط، ارتسمت ابتسامة رضا على وجه الإمبراطور الثالث.
ومن بعيد، كان هناك اثنان من المتجولين يراقبان هذا المشهد.
الأخ والأخت من عائلة صائدي دم الألوان الخمسة،
الاخوان اللذان يحملان تفرد من مستوى الشفاف ذو الدرجة العليا—
تشوا و ريون. [*ليكم وحشة]
"..."
"...آه، بحق الجحيم. لماذا أنا هنا أصلاً؟" [*انا في الامتحانات]
هدّأت ريون شقيقها المتذمّر، ثم رفعت رأسها ونظرت بصمت إلى سماء عالم الشياطين.
'تحرّوا عن طائفة إله الفوضى.'
'ساعدوا الإمبراطور الثالث.'
أما مهمة كايل هينيتوس، فقد أُوكلت لآخرين،
لذلك جاء الأخوان إلى عالم الشياطين برفقة الإمبراطور الثالث.
***
"تش."
نقر كايل علي لسانه باستياء، بينما كان سوي خان يأكل فطيرة التفاح وهو يبتسم ابتسامة عريضة.
قال كايل بانزعاج، متجاهلاً تلك الابتسامة.
"ما الذي يدعو للضحك، وأنت عدتَ مصابًا؟"
وعندها... جاء الرد من الطفل الذي يبلغ متوسط عمره عشرة أعوام.
"أيها الإنسان! أنت آخر من يحق له قول ذلك!"
"أنت أكثر من بصق دمًا وتعرّض للإصابات، فلا تتكلّم!"
"أييييه..."
عند زفرة أون الأخيرة، التزم كايل الصمت تمامًا.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake