خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 434 الجزء الثانى سلسلة شخص واحد في دورين وفوضى عالم الشياطين 9
.
.
.
بعد أن أطلق راون التنين الأبيض نحو السماء.
صوووو— (صوت هبوب الرياح)
نظر كايل إلى الرياح.
الشرق، الغرب، الجنوب، الشمال.
كانت الرياح تتدفق من كل الاتجاهات بلا استثناء.
'ثلاثة من جهة الشرق!'
'شخص واحد عند اتجاه الساعة الخامسة!'
'ثلاثة من جهة الشمال الغربي!'
'شخص واحد عند اتجاه الساعة السابعة!'
'ثلاثة من جهة الجنوب الشرقي!'
ثم تبعتها معلومات متتابعة استمرت في التتدفق إليه عبر أرواح الرياح.
رفرف، رفرف.
كانت أطراف ملابس كايل ترفرف مع الرياح.
"لقد تجمع الكثير."
سوي خان.
لأجل الإمساك بقائد الفريق فقط—
"يبدو أن هناك حوالي عشرين شخصًا قد انتشروا."
وكان عدد كبير منهم يقترب من كايل.
وكان من بينهم أيضًا—
"أحدهم قائد الفريق، والآخر قائد فرقة الاستطلاع."
كان هناك شخص يجب إنقاذه، وآخر يجب تلقينه درسًا.
"اتجاه الساعة الخامسة، واتجاه الساعة السابعة، راقبوا تحركاتهما."
بينما كانت المجموعات تتحرك بثلاثة أفراد، كان هناك شخصان فقط يتحركان بمفردهما.
بالتأكيد، أحدهما هو قائد الفريق لي سو هيوك، والآخر هو قائد فرقة الاستطلاع.
حتى لو كان قائد الفريق مصابًا، وحتى لو كان جسده لا يزال في طور النمو، فإنه ليس من السهل أبدًا على شخص بمستوي عادي أن يمسك به.
ولذا، من المؤكد أن قائد فرقة الاستطلاع أمر المجموعات الثلاثية بالبحث عن سوي خان، بينما اختار هو أن يتحرك منفردًا.
وكان لهذا معنى واضح.
"هذا يعني أنه يمتلك على الأقل القدرة على امساك سوي خان المصاب."
بدأ كايل في السير ببطء.
'كون القائد قد أُصيب، أمر واضح.'
حتى مع وجود اثنين من الفرسان المقدسين بمستوى تشوي جونغ سو، فإن سوي خان، الذي يتبعهم خلسة، لم يكن يُفترض أن يُكشف أمره بهذه السهولة.
لكنّه انكشف—
لابد أنه فقد أعصابه، فلم يتمكن من كبح نفسه.
لا شك أن قائد الفريق لي سو هيوك رأى مشهدًا أغضبه حسب معاييره الخاصة، مشهدًا لا يُصدق، جعله يفقد هدوءه في لحظة ويطلق نية قتل.
أو ربما أصدر صوتًا ما ببساطة.
لذا، تم اكتشاف مكانه من قِبل الأعداء، وأُصيب، وهو الآن مطارد.
كما هو الحال دائمًا.
دائمًا ما كان القائد لي سو هيوك يثير المتاعب.
ذلك الرجل الذي يبدو هادئا الهادئ، والذي يبدو كأنه لا يبالي بشيء، كان في الحقيقة، شخص يحمل في داخله نيرانًا عنيفة ومشتعلة لا تنطفئ. [*يعني شخص عنده مشاعر قوية او شغفا عميق، حاسة حالي طولتها بدون فايدة، شوفوا يقصد ذيك المشاعر اللي عند ابطال انميات الشونين]
'ولهذا لم يكن هناك من يمكنه خلافته.'
حاول كيم روك سو، أي كايل، أن يكون خليفته، لكنه لم يستطع أن يصبح مثله.
وكل ما ناله كان لقبًا سيئًا يُعرف بـ 'ذلك المتوحش'. [*الله يكسر ضروسهم ضرس ضرس، قلبي وجعني، اكره ذي المباغتات المؤلمة]
لم يُنظر إليه يومًا كـ'بطل' مثل لي سو هيوك.
ولم يكن يرغب في ذلك أصلًا.
رفع كايل بصره نحو السماء.
كان الغروب يوشك على الرحيل، وبدأت السماء تتوشح باللون الأزرق الداكن.
"لقد مرّ وقت طويل."
مر وقت طويل منذ آخر مرة قام فيها بتنظيف الفوضى التي خلفها لي سو هيوك.
يبدو أن عليّ أن اتدخل لتعويض غياب تشوي جونغ سو.
بما أن تشوي جونغ سو ليس هنا، فعليه هو أن يؤدي دوره أيضًا.
"لا، ليس كذلك."
الآن، لم يعد لديه فقط تشوي جونغ سو، فقد أصبح لديه العديد من الرفاق.
الآن، هناك الكثير ممن يمكنهم مشاركة عبء 'تنظيف الفوضى'.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كايل. [*مسكين]
صوووو— (صوت هبوب الرياح)
أصغى إلى الرياح التي هبّت مجددًا.
'الذي في اتجاه الخامسة صغير السن!'
'الذي في اتجاه السابعة رجل في منتصف العمر.'
تبق، تبق . (صوت خطوات)
توجه كايل بخطواته نحو اتجاه الساعة السابعة.
'يبدو أن الجميع سيصل خلال عشر دقائق!'
بينما كان يستمع إلى صوت أرواح الرياح، نادى.
"أون، هونغ."
لكن لم يسمع ردًا من أون وهونغ.
لا أصواتهما، ولا حتى وقع خطواتهما وهما يبتعدان.
في غيابه، نما الطفلان مرة أخرى.
هاه.
ارتفعت زاوية شفتي كايل بابتسامة خفيفة.
"حقًا، أصبح كل شيء مختلفًا."
لقد تغير كل شيء حقًا مقارنةً بالماضي.
وفجأة، أدرك أنه الآن يعيش حياة كايل هينيتوس. [*ذا البطل حالف يبكيني اليوم]
أدار نظره إلى الجانب.
الي الغابة الغارقة في الظلام.
لم يكن هناك شئ يُرى بين الظلال.
"كلوف، أنت تعرف ما عليك فعله، أليس كذلك؟"
"اجل، كايل-نيم."
جاء صوت كلوف سيكا من داخل الظلال.
ثم ظهر كلوف سيكا من بين العتمة، وانحنى برأسه نحو كايل قليلًا، ثم اختفى مجددًا على الفور.
ربما بسبب صبغة السحر التي لوّنت شعره باللون الأسود، كان من الصعب التمييز بينه وبين الظلال المحيطة.
كلوف سيكا، الذي كان في الماضي يسعى دائمًا إلى البروز ويطمح لأن يصبح أسطورة كالفارس الحارس.
أصبح الآن لا يتردد في التخفي والتواري عن الأنظار، بل بدا وكأنه يرحب بذلك.
"..."
نظر كايل للحظة إلى كلوف وهو يبتعد، ثم بدأ في التحرك.
كان وجهه في تلك اللحظة يعلوه برود قاتم.
سواء في حياته كـ كيم روك سو، أو الآن كـ كايل هينيتوس—
لطالما كان يكره بشدة رؤية رفاقه يتعرضون للأذى.
في تلك اللحظة، سُمع صوت راون.
- أيها الإنسان، هل ستدمر كل شيء؟
توقف كايل للحظة.
- هيهي. كنت أمزح فقط، أيها الإنسان! أعلم أنه ليس وقت التدمير الآن!
قال راون بصوته الطفولي المرح.
"لكن لا بد من تدمير بعض الأشياء."
فأجاب كايل ببرود.
- أوه!؟
تفاجأ راون.
أما كايل، فكأن الأمر لا يخصه، تابع سيره بخطى هادئة ومسترخية.
أليس من غير المنطقي أن يتسرع أو يختبئ شخص مثل كايل— أو بالأحرى أحد أتباع الأباطرة الثلاثة— لمجرد مواجهة بعض الفرسان المقدسين؟
ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة ملتوية.
***
"سيدي القائد."
ساتِن، الفارس المقدس الذي يقود فرقة الاستطلاع، التقى بثلاثة من أتباعه.
"هل تتحركون بناءً على إشارة الضوء؟"
"نعم، سيدي."
مضى يوم ونصف.
كان ساتِن يطارد أحد المتسللين في أعماق هذه الغابة طوال ذلك الوقت.
صوووو— (صوت هبوب الرياح)
رفع رأسه مع حركة الرياح واستنشق الهواء بعمق.
"لا رائحة دم حتى الآن."
كان ساتِن يرتدي ملابس لا تليق بلقب فارس مقدس، بل أقرب إلى زي الحُراس أو الرماة، مع درعٍ جلدي.
ألقى ساتِن نظرة محيطة على المكان.
"الجميع يقترب من هذا الاتجاه."
حين أصغى جيدًا، سمع الغابة تضج بالأصوات.
لأن أولئك الذين كانوا يلاحقون المتسلل خفية من أماكن متفرقة، توجهوا جميعًا في آن نحو إشارة الدخان، مما جعل حركتهم، رغم الحرص، تنكشف لا محالة.
"السير بول، خذ معك رجلين وارجعوا إلى المقر."
"هل نُبلغ المقر عن الوضع؟"
"نعم."
ثم أخذ ساتِن نفسًا عميقًا من جديد.
"رائحة الدم لم تظهر بعد."
لكن لسبب ما—
"أشعر أنها ستظهر قريبًا."
ما إن سمع بول ورفيقاه من الفرسان المقدسين تلك الكلمات، حتى تجمّدت تعابير وجوههم.
ساتِن—
كان أحد الفرسان المقدسين لطائفة إله الفوضى، وكان يمتلك قدرة فريدة من نوعها.
منذ ولادته، كان يتمتع بحاسة قوية لشم رائحة الدم.
ولهذا، لُقّب بـ'متعقب الدماء'.
'لقد شم رائحة دم المتسلل مرة بالفعل. طالما أن ذلك الشخص لا يزال في الغابة، فلا شك في أن القائد سيعثر عليه.' [*ذا مو فارس مقدس، ذا كلب حراسة]
انحنى بول وأجاب.
"إذن، سنعود نحن الثلاثة إلى المقر."
"نعم، ولا بد أن المقر قد رأى إشارة الضوء أيضًا، لذا سيُرسلون تعزيزات إضافية."
تردد بول قليلًا، ثم سأل.
"...هل تعتقد أن هناك حاجة لمزيد من القوات يا سيدي القائد؟"
"لم نستطع القبض على متسلل واحد حتى الآن. حتى وإن كانت الغابة واسعة، فهي ليست بذلك الاتساع."
رغم إرسال قرابة عشرين فارسًا مقدسًا، لم يتمكنوا من الإمساك بالمتسلل.
ورغم أن ساتِن شم رائحة دمه أكثر من مرة، إلا أنه لم يتمكن من العثور عليه في النهاية.
كان ساتِن رجلاً حذرًا.
"نحن على مشارف تنفيذ الخطة العظمى. وإن تمكن ذلك المتسلل من التسلل إلى القلعة، فسيكون الأمر خطيرًا، وهذا أمر يدركه المقر أيضًا.
ناهيك عن أن المتسلل يبدو أنه لم يأتِ بمفرده، بل برفقة آخرين، لذا فإن إرسال تعزيزات إضافية أمر طبيعي."
"همم..."
لم يتمكن بول من الرد بشيء.
ففرسان الطائفة كانوا مشغولين للغاية بالتحضير لـ الخطة العظمى.
وحقيقة أنهم أرسلوا عشرين فارسًا حتى الآن كان دليل على إدراكهم لخطورة الوضع، لكن كان من الصعب طلب المزيد.
"إن لم يكن ذلك ممكنًا، فاذهب إلى السير تريل."
"!"
تجمد بول فجأة.
"فهو من ألحق إصابة بالمتسلل، لذا سيتدخل بنفسه إن اقتضى الأمر."
تريل، الذي تجاوز مستوى الفارس المقدس العادي وبلغ مرتبة الفارس المقدس الأعلى.
إن كان ساتِن يُعد من بين أقوى ثلاثة فرسان مقدسين رفيعي المستوى، فإن تريل هو أحد ثلاثة فقط من الفرسان المقدسين الأعلى، وهو شخص لا يستطيع ساتِن التفوق عليه حتى لو أفنى عمره محاولًا.
"...نعم، فهمت."
حين سمع بول القائد الحذِر ساتِن يذكر حتى اسم السير تريل، أدرك أن الموقف بات في غاية الخطورة.
فسارع إلى القول.
"سأذهب فورًا."
"حسنًا. قبل أن تحدث المزيد من المتغيرات—"
توقف ساتِن عن الكلام فجأة.
صووووو— (صوت هبوب الرياح)
هبّت الرياح.
رفع ساتِن رأسه، واستقبل الريح بوجهه، ثم استنشق الهواء بعمق.
"...هذا سيء."
كانت هناك رائحة غريبة تهبّ مع الرياح.
ليست رائحة الغابة.
كانت هناك رائحة غريبة تهبّ مع الريح.
'من الشرق؟'
لا.
'من الغرب؟'
أيضًا لا.
ولا من الشمال، ولا من الجنوب.
'بل من جميع الجهات!'
كانت الرائحة تتدفق من كل الاتجاهات الأربعة.
كان ساتِن يدرك أن هذه القدرة الغريبة التي يتمتع بها، تشبه حدسًا غريزيًا.
'خطر.'
كان يستخدم هذه الرائحة لاكتشاف الخطر.
صحيح أنه كان بارعًا أيضًا في تتبّع رائحة دماء الآخرين أثناء الملاحقة، لكن هذه الرائحة—
"ليست من شخص أو اثنين—"
لم يكن رفاق المتسلل الذين دخلوا هذه الغابة الآن مجرد شخص أو اثنين.
لقد شعر بالخطر ينبعث من كل مكان.
اجتاحت قشعريرة مرعبة جسده.
فمع هذه الرائحة التي أخذت تنتشر تدريجيًا في أرجاء الغابة، شعر بأن خطرًا عظيمًا يقترب.
خطر خفيّ وصامت تمامًا.
ما هو ذلك الشيء؟
أصدر القائد ساتِن أمرًا مباشرًا إلى بول.
"اذهب إلى المقر فورًا!"
"نعم!"
أدرك بول خطورة الموقف، فسارع وأمر جنوده بالتحرك بسرعة.
وقد بدا الجنود في حيرة من أمرهم تجاه الوضع، لأن الغابة كانت هادئة تمامًا.
لكن بول كان يعلم جيدًا بقدرة القائد ساتِن، لذا لم يتردد في التحرك.
كان يعلم أن الخطر قادم لا محالة.
وفي تلك اللحظة بالذات—
في الجهة المعاكسة من الغابة، بعيدًا عن مكان ساتِن.
"هم؟"
أحد الفرسان المقدسين، الذي كان يقود مجموعة من ثلاثة، توقف فجأة عن الحركة.
"توقفوا للحظة."
رفع يده مشيرًا لزميليه بالتوقف، ثم حدّق في الظلام أمامه بتركيز.
ومن بين ظلال الغابة الداكنة، خرج شخص بخطى ثابتة.
شخص يسير بكل هدوء وثقة.
"من هناك!"
صررر— (صوت جر السيف على الأرض)
كان يُدلّي سيفه نحو الأسفل بشكل مرتخٍ للغاية.
"أها، إذن هؤلاء هم أول القرابين." [*السايكو ظهر]
في تلك اللحظة، ارتسمت ابتسامة غامضة على شفتي الرجل ذو الشعر الأسود، كلوف سيكا، وهو ينطق بهذه الكلمات.
"!"
"!!"
"...!"
شعر الفرسان الثلاثة بقشعريرة مرعبة تجتاح أجسادهم بالكامل.
كلوف سيكا، الذي تلقى تعليمات مباشرة من تشوي هان، والشيطان السماوي، أصبح الآن قادرًا على استخدام طاقة المانا الميتة بأتقان.
لم تكن هالة—
لكنها كانت شئ شبيه لها.
قوة كظل النور.
قوة يحملها فقط سيّاف يتقن فنونها بإحكام.
وفي اللحظة التي تسللت فيها نية القتل وسيطرت على الأجواء المحيطة—
"...ضباب...!"
بدأ ضباب يزحف من خلف الرجل صاحب الشعر الأسود، متمددة كما لو كانت موجة تسعى لابتلاع الغابة بأكملها.
لكنها لم تكن موجة صاخبة، بل كانت تتسلل بهدوء ودهاء.
لكنها في نفس الوقت، كالموجة، اندفعت فجأة لتغمرهم.
"اهربوا!"
اتخذ القائد قرارًا سريعًا، لكن الضباب كان أسرع منهم بكثير.
فور سماعه الأمر، استدار أحد الفرسان ليهرب، لكن قدميه خانتاه وسقط على الأرض على الفور.
"كغ...!"
كان ذلك بفعل سُمّ الشلل المنتشر في الضباب.
"...آه...!"
ثم اجتاحهم النعاس.
"لكنه لم يكن نعاسًا عاديًا، بل كان سباتًا مفزعًا، أشبه بالغرق في الظلام والموت، أحدثه ذلك الضباب الذي أحاط بهم فجأة.
"...!"
"أوه...!"
"ل-لا يمكن...!"
بينما كان الفرسان المقدسون الثلاثة مطروحين على الأرض، يحاولون جاهدين مقاومة الشلل والنعاس—
تبق، تبق. (صوت خطوات)
مرّ السيّاف ذو الشعر الأسود ببطء بجانبهم،
ابتسامة ساخرة~
تمكّن القائد من رؤية الرجل ذو الشعر الاسود يبتسم وهو ينظر إليه من الأعلى،
نظرة باردة كأنه يحدق في مجرد حصاة صغيرة، ثم تحرّك مبتعدًا.
"أه-"
وفي النهاية، لم يتمكن القائد من المقاومة، وأغمض عينيه.
زحف الظلام نحوه.
واجتاحه سبات عميق،
حتى مع بذل أقصى جهده، لم يتمكن فتح عينيه.
لكن، رغم أنه لم يكن يرى، ورغم أنه أغلق عينيه، إلا أنه كان يسمع.
كان هناك صوت خافت.
"أن تجرؤ على خيانتنا—"
لهجة باردة إلى أقصى حد، مشبعة بالاحتقار، خرجت من فم الفارس ذو الشعر الأسود.
وبعد أن سمع القائد تلك الكلمات، استسلم للنوم العميق أخيرًا.
'لا بد أن—'
لا بد أن يتذكّر هذه الجملة، وان ينجو، وأن يخبر الجميع بما سمعه.
بهذا العزم اليائس، فقد وعيه تمامًا.
لكن ما لم يكن يعلمه هو—
"……."
كان كلوف سيكا يحدّق بثبات في القائد الذي فقد وعيه بالكامل.
خشخشة~ (صوت حركة)
في تلك اللحظة، سمع صوتًا خافتًا مقصودًا في الظلام.
عينان لقطة فضية تتلألآن بوضوح في العتمة،
ومن خلفها ظهر قط أحمر.
أومأ كلوف سيكا برأسه ثم واصل طريقه.
كان الضباب السام ينتشر في أرجاء الغابة كلها شيئًا فشيئًا.
تبق، تبق. (صوت خطوات)
على عكس كلوف، الذي كان يخطو بأصوات متعمّد، كان الضباب السام ينتشر بصمت تام، كما لو أنه موجة ناعمة، تتسلل خفية إلى كافة أرجاء الغابة.
"……."
ارتسمت ابتسامة على طرف شفتي كلوف.
أن يتظاهر بأنه تابع لـ الأباطرة الثلاثة…
كانت لعبة ممتعة للغاية بالنسبة له.
انتشر الضباب السام ببطء أكثر في اتجاه الساعة السابعة. [*ماتنسوا، سوي خان في اتجاه الخامسة]
"السير بول، أسرِع!"
كان ساتِن يقشعرّ بدنه من الرائحة التي كانت تزداد كثافة شيئًا فشيئًا، لا، بل من إشارات الخطر المتصاعدة.
لهذا، وبينما كان يلقي تلك الكلمات على السير بول، أسرع في تحريك جسده واندفع نحو مكان إطلاق إشارة الإنذار.
وُوووو~ (صوت حركة طاقة سحرية)
عند أطراف قدمه، ظهرت هالة رمادية، طاقة مقدسة تعود لإله الفوضى.
سُمع صوت خطوات السير بول وهو يبتعد، ففتح ساتِن فمه لينقل كلماته الأخيرة.
"سأتجه إلى مصدر الرائحة—"
لكنه توقف عن الكلام فجأة.
"!"
في الظلام، استطاع أن يرى شخصًا يسير نحوه ببطء.
'ما هذا؟'
لم يشم أي رائحة، ولم يشعر بأي إشارة خطر.
'لماذا؟'
لم يتمكن من من إدراك هذا الرجل، رغم أنه كان يقترب منه في ظل الأجواء المشبعة بالروائح المنتشرة في الغابة.
'لا يمكن! إن لم يكن إنسانًا عاديًا، فلا ينبغي أن يحدث هذا!'
كان السير ساتِن يعلم أنه لا يمكنه شم إشارات الخطر من الأشخاص الذين لا يُشكلون تهديدًا له.
'آه، جسد ضعيف—'
ولكن، في اللحظة التي تبيّن له شكل ذلك الرجل، بجسده الهزيل، أدرك السبب وراء عدم قدرته على التعرف عليه.
لكن—
"أوه!"
فجأة، لم يستطع كبح الارتجاف الذي اجتاح جسده كله.
"أغ!"
اضطر أن يمسك أنفه على الفور.
رجل ذو شعر أسود.
عينيه مغطاتان بظلال الغابة فلم يكن باستطاعة ساتِن تمييز لونهما، لذلك بدتا مظلمتين فقط.
وفي اللحظة التي تلاقت فيها نظرات ذلك الرجل مع عيني ساتِن—
"كغ!"
شمّ رائحة دماء كثيفة لا تُحتمل.
واهتزّ جسده كله بعنف.
تقطر. تقطر.
بدأ الدم ينزف من أنفه.
لم يكن قادرًا حتى على شم الرائحة.
'لم أختبر شيئًا كهذا سوى أمام الفرسان المقدسين الاعلي...'
وتحديدًا،
عندما واجه قائد الفرسان المقدسين لطائفة إله الفوضى.
'لا، بل...'
هذه المرة كانت أشدّ من تلك المرة؟
لأنه—
'لا أستطيع شم أي رائحة على الإطلاق!'
لقد شعر أنه سيختنق من رائحة الدماء.
وشعر كما لو أن حاسة الشم لديه ستختفي تمامًا.
"آه، أ...!"
"أغغ—!"
من خلفه، سُمع صوت أصوات رجاله، وهم يسقطون على الأرض أو يئنّون.
ذلك الشعور الساحق الذي تسلل إلى الأجواء، باعثًا قشعريرة في الأبدان، لم يكن مجرد رائحة.
'مختلف.'
رغم أنه ذكّره بقوى إله الفوضى، إلا أنه كان مختلفًا.
كان مختلفًا بحق.
ومع ذلك، كان مطلقًا... وكان مخيفًا.
تبق، تبق. (صوت خطوات)
الرجل ذو الشعر الأسود، الذي خرج بخطى هادئة وثابتة، سأل السير ساتِن.
"لماذا خنتَنا؟"
لم يسأله عن هوية المتسلل.
ولا عن حقيقة ساتِن.
لم يسأله عن أي شيء آخر.
بل فقط… لماذا خانه؟
'ماذا؟'
بينما كان ساتن غير قادر على فهم ما يجري—
سوااااه— (صوت أمواج)
صدر صوت أشبه بالرياح، لكنه كان مختلفًا قليلًا.
'…ماء؟'
كان صوت أمواج.
وفي اللحظة التي أدرك فيها ساتِن ذلك—
- نحول السهام إلى أفاعٍ؟
'أجل. وليس تنانين، بل أفاعٍ.'
أجاب كايل علي كلمات المياه آكلة السماء، بلا مبالاة، مستذكرًا المعلومات التي حصل عليها من تشوي جونغ غون.
'ما طبيعة قوة الامبراطور الثالث؟'
ذلك المتجول، ثالث أقوى صياد في عائلة دم الالوان الخمسة.
كان كايل فضوليًا حول قوّته.
خاصية 'التفرد' التي يتميز بها المتجوّلون، والتي تُشبه القوى القديمة، كانت من الأمور التي لا بد له من معرفتها.
'همم. تلك القوة كانت—'
أجاب تشوي جونغ غون عن قوة أحد الأباطرة الثلاثة.
'تنين مائي.'
قال إنها تنين مائي.
ثم أضاف.
'وأيضًا، أحد أتباعه كان أفعى، أفعى مائية.'
ابتسامة~
ارتفعت زاوية فم كايل بابتسامة.
سواااه— (صوت أمواج)
ظهرت أفعَيَان مائيتان حول جسد كايل، تدوران بخفة من خلفه، ثم اندفعتا نحو الأعلى.
اثنتان من الأفاعي المائية—
"الخيانة لا يُقابلها إلا الموت."
اندفعت الأفاعي نحو ساتِن بأمرٍ مباشر من كايل.
- أيها الإنسان! يبدو أنك تخدعه جيدًا!
مرّ صوت راون المليء بالحماسة في أذنه، لكن كايل تجاهله.
وفي تلك الأثناء—
"هه... هه..."
كان سوي خان يلتقط أنفاسه براحة.
حيث لم يكن يركض بعجلة.
"هاها! حتى الأشقياء الصغار جاؤوا."
لقد رأى كيف الضباب كان يغمر الغابة، وينتشر في كل مكان، ما عدا المسار الذي كان يسلكه نحو موقع إشارة الضوء.
ذلك الضباب، الذي غطّى الغابة، أتاح له أن يتنفس بارتياح بعد زمن طويل.
لم يستطع كتم ابتسامته.
وفي الجهة الأخرى، حيث كان كايل—
"ألافاعي المائية… الأباطرة الثلاثة…!"
أدرك السير ساتِن هويتهم في لحظة واحدة—
هيهه~
أطلق كايل ضحكة ساخرة صارخة نحوه.
- هيهي! لقد خُدع!
وكان راون ايضا يضحك حماس بنفس تلك الطريقة.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake