خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 445 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 8
.
.
.
كوووووو—! (صوت اهتزاز عنيف)
كان كايل ينزل الدرج المؤدي من الطابق السفلي الأول إلى الطابق السفلي الثاني، وهو يقيس شدة الاهتزازات القادمة من الخارج.
'لقد ازدادت حدتها مقارنة بالسابق.'
قائد الفيلق الثالث، مول، وأحد الفرسان المقدّسين الأعلى...
يبدو أن المعركة بينهما أصبحت أكثر شراسة.
'…مول أضعف مما كنت أظن.'
في هذه المرحلة، كان من المفترض أن يكون مول قد أنهى أمر ذلك الفارس المقدس الأعلى ومنع أي أحد من التسلل إلى هذا المبنى.
هذا ما توقعه كايل.
ولهذا، كان ينوي بعد إنقاذ تشوي جونغ-سو أن يبحث داخل هذا المبنى، الذي أصبح ساحة فوضى بفضل مول، عن خيطٍ يدلّه على طريقة لإيقاف المرض الرمادي.
'هل الفرسان المقدّسون الأعلى أقوياء إلى هذا الحد؟'
حسنًا،
فمن ألحق الأذى بقائد الفريق، سوي خان، لم يكن سوى فارس مقدّس أعلى...
ويُشتبه أن من اختطف تشوي جونغ-سو هو الأقوى بين الفرسان المقدّسين الأعلى.
'إنهم أقوياء.'
إنهم حقًا أقوياء.
ومن المؤكد أنهم لم يُظهروا كامل قوتهم بعد.
"كايل. كما توقعتُ تمامًا."
رد كايل على صوت سوي خان قائلاً.
"نعم، إنهم ضعفاء."
سسسس— (صوت انتشار الضباب)
بدأ الضباب السام ينتشر في المكان من كل جانب، مغطّيًا الطابق السفلي الأول، ومتسللًا إلى الدرج المؤدي للطابق الثاني.
كان جميع الفرسان المقدسين الذين كانوا يحرسون الطابق السفلي الأول، إما أصيبوا بالشلل أو فقدوا وعيهم،
لكن هذا السم لم يكن له أي تأثير على كايل إطلاقًا.
'الفرسان الذين يحرسون الطابق السفلي الأول أضعف مما ظننت.'
يبدو أن الفرسان المقدّسين الأقوياء قد خرجوا إمّا للبحث عن المتجوّل من عائلة دم الألوان الخمسة، أو للمشاركة في المعركة ضد جيش ملك الشياطين وجيش الإقليم، أو ربما تم استدعاؤهم لحماية البابا.
بمعنى آخر، كل الأقوياء غادروا، ومن بقي هنا هم الضعفاء الذين كُلّفوا بحراسة هذا الطابق، الذي يشبه السجن.
'لا يوجد أي خيطٍ يخصّ المرض الرمادي في الطابق السفلي الأول.'
كان هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه كايل،
فبالرغم من سرعته، إلا انه قام بتفقد جميع الزنزانات وسجّل كل كل ما فيها.
"أهغ..."
"كغَك، أُهك!"
أنّات تصدر من أماكن متفرقة، وأجساد ترتجف دون أن تقدر حتى على إصدار أنين، كان هذا هو حال الفرسان المقدّسين.
مرّت عليهم نظرات كايل الباردة دون أدنى اهتمام.
"لقد تحسنوا."
قال كايل بلا مبالاة.
طَق. (صوت خطوات)
مع صوت خطوات خفيفة، ظهر هونغ للحظة من وسط الضباب السام بابتسامة خفيفة، ثم اختفى مجددًا داخل الضباب.
عائلة تانغ، من عالم السهول الوسطى.
يبدو أن السموم الملكية القديمة التي حصلوا عليها من تلك العائلة، قد امتصّها واستوعبها هونغ جيدًا.
صحيح أن مهارات أون في استخدام الضباب قد تطوّرت أيضًا،
لكن هونغ تحديدًا أحرز تقدمًا كبيرًا.
'ينبغي أن أفحصهم جيدًا لاحقًا.'
وبما أنه سيلتقي برون قريبًا، فربما عليه أن يتحدث معه بعمق عن أون وهونغ.
"همم."
"ما الأمر؟"
"لا شيء."
أجاب كايل وهو يهزّ رأسه ردًا على سؤال سوي خان.
رون وبيكروس... عليه أن يخبرهما بحقيقته يومًا ما.
لكنه قطع سلسلة أفكاره هذه مؤقتًا.
لكنه قطع سلسلة أفكاره هذه التي بدأت تتعمق.
- أيها البشري!
وذلك لأن سوي خان الذي كان في المقدمة رفع يده.
- هناك سحر عند مدخل الطابق السفلي الثاني! سحر قوي جدًا، من المستوى العالي! إنه سحر إغلاق!
كان راون هو من أرسل الإشارة.
'لقد وصلنا إلى المكان الصحيح.'
الطابق السفلي الثاني.
- أيها الإنسان، أعتقد أنني أستطيع فكّ هذا السحر! لا يمكن فتحه إلا من قبل تنين أو شخص بمستوى روزالين! لكن هل لدى طائفة إله الفوضى ساحر بارع إلى هذا الحد فعلًا؟
على الأرجح أن تشوي جونغ سو موجود هنا.
بل، من المرجح ايضا أن هناك العديد من الأسرار تكمن في هذا المكان.
يبدوا ان السبب في ترك فرسان ضعفاء لحراسة الطابق السفلي الأول، هو ثقتهم المطلقة في سحر الإغلاق الذي يحمي الطابق السفلي الثاني.
كوووووو—! (صوت اهتزاز قوي)
بلغت الاهتزازات ذروتها، حتى بدأ سقف الطابق السفلي يهتز بقوة.
وباتت هذه الاهتزازات أقرب من ذي قبل.
الجنرال مول يقترب من الحصن.
وفي تلك اللحظة، لمعت نظرة غريبة في عيني كايل.
- أيها الإنسان! إذا أردتني أن أفك هذا السحر بهدوء، فسأحتاج إلى حوالي خمس دقائق!
عند سماع كلمات راون، فكّر كايل قليلًا.
"……."
وبينما كانت الأنظار كلها معلّقة عليه في صمته،
فتح فمه ببطء وقال.
"عجّل في ذلك."
خمس دقائق.
مدّة طويلة جدًا للانتظار.
ولا يجب أن يُكتشف أمرهم قبل أن يصل مول إلى المبنى.
وإذا كان تشوي جونغ سو قد أُصيب،
فإن الأولوية القصوى الآن هي إنقاذه والهروب به فورًا.
"فهمت، أيها البشري! الجميع، تراجعوا!"
كان كايل يحدّق بهدوء في الباب المغلق بسحر الإغلاق، من خلف جناحي راون المرفرفين.
- شمّ، شم! شم، شم شم! [*خمس شمات؟؟!! ذا رقم قياسي جديد]
وفجأة، بدأت صوت الرياح تشمّ بعنف.
'همم!'
ثم ارتجف كايل فجأة.
لأنه سمع صوت 'صوت الرياح' تتحدث بنبرة مختلفة عن السابق.
كان الصوت الأجش مضطربًا، بدا وكأنه متحمس، لكنه في ذات الوقت طغت عليه العجلة.
- هناك رائحة في الداخل! هناك رائحة!
إنها رائحة الأداة المقدسة.
- رائحة مقرفة جدًا!
- لا أريد هذا الشيء النجس!
- أريد تحطيمه!
كانت هذه أول مرة يرى فيها كايل صوت الرياح تتفاعل بهذا الشكل.
- يجب تحطيمها! رائحتها كريهة للغاية!
- مقززة!
في تلك اللحظة التي قالت فيها ذلك، فتح كايل فمه.
"راون."
"نعم؟"
"فقط حطّمه."
التفت راون بدهشة إلى كايل، ثم تجمد.
"آه، حاضر، أيها الإنسان!"
كان وجه كايل يوحي بأنه على وشك أن يحطم الباب بنفسه إن لم يبادر راون بذلك.
وقد أحس راون بتلك العجلة الخطيرة المنبعثة منه.
ووووووووو— (صوت تموّج مانا)
راحت المانا السوداء تلوح في الأجواء.
- شم شم، أووه، هذه الرائحة مقرفة جدًا!
- يجب تحطيم هذا الشيء النجس!
وفي الوقت الذي كانت فيه صوت الرياح تصرخ بنبرة لم يسبق لها استخدامها،
ساد جوّ بارد من حول كايل.
- أوغ، لم أكن أظن أن رائحته ستكون بهذا الشكل!
كانت صوت الرياح قد صادفت هذه الأداة المقدسة مسبقًا.
ولهذا استخدمت هذه العبارات.
في الآونة الأخيرة، صادفت صوت الرياح اثنين من الأشياء المقدسة.
الجنرال مول،
وكبيرة الخدم هيتيلّيس.
وبما أن مول لا يزال في الأعلى،
فمن المرجّح أن هذه الرائحة تعود إلى كبيرة الخدم هيتيلّيس.
ومن المحتمل أن تشوي جونغ سو موجود في هذا المكان.
هذه هي المرة الأولى التي تصف فيها صوت الرياح أداة مقدسة بأنها مقززة وتقول إنه يجب تحطيمها.
من المحتمل أن تكون كبيرة الخدم هيتيلّيس على وشك استخدام هذه الاداة مقدسة ضد تشوي جونغ سو.
كل هذا ما يزال مجرد افتراضات،
لكن كايل، وهو يقرأ مجرى الأحداث، توصّل إلى استنتاج يكاد يلامس اليقين.
'علينا الإسراع.'
قام كايل بكبح شعور الاستعجال، وتأمل داخله.
إن كان الوضع سيئًا، وإن كانت الحالة طارئة.
فسيستخدم على الفور كل ما لديه من قوى، سواء كانت قوى قديمة أو غيرها.
قائد الفريق لي سو هيوك، وتشوي جونغ سو أيضًا...
لا يمكن ترك أولئك الأوغاد من طائفة إله الفوضى بلا عقاب.
على عكس الهالة الباردة التي خيمت حول كايل، كانت عيناه تشتعلان بنيران قوية.
وسوي خان، الذي رأى ذلك، بدأت ملامحه تتصلب تدريجيًا.
'ما الذي حدث؟'
يبدو أن هناك شيئًا لم ينتبه له، قد حدث بالفعل.
'كيم روك سو... لا، كايل، هذا الوغد... لقد انقلبت عيناه تمامًا؟'
في الماضي البعيد، حتى عندما كان كيم روك سو مجرد مبتدئ ضعيف، كان لا يتردد ابدا في الاندفاع حين يفقد أعصابه.
وقد جعل هذا المشهد قائد الفريق سوي خان يمد يده دون وعي نحو مقبض سيفه،
فقد يكون عليه أن يتدخل في أية لحظة.
***
"ألن تتكلم حتى النهاية؟"
كانت هيتيلِس تنتظر إجابة المتجول، الذي كان جسده مقيدًا بسلاسل معدنية إلى الحائط.
"……."
لكن المتجول ظل صامتًا تمامًا، مغمض العينين.
تقطر… تقطر…
كانت قطرات من الدم تنساب على ساقيه،
وعشرات الجروح السطحية كانت منتشرة في كل مكان من جسده عدا وجهه.
'حتى بعد كل هذه الجروح، لم ينطق بكلمة.'
لم تكن تلك الجروح ناجمة عن طعنات عادية بالسيف،
بل كانت ناتجة عن طعنات بسكين مغطّى بماء مقدّس مشبّع بقوة الفوضى،
مما يسبب آلامًا مريعة لا تُحتمل.
طق، طق. (صوت خطوات)
اقتربت هيتيلّيس منه.
الرجل الذي كان جسده مقيّدًا بالكامل إلى الحائط،
عاجزًا عن الحركة،
وكان اللجام موضوع على فمه كذلك.
"افتح عينيك."
كان تلك هي الاشارة...
إشارة على أنه قرر أن يفصح عن كل شيء.
"حينها، لن تتعذب أكثر بهذه الآلام الفظيعة."
توقفت على بعد خطوة منه،
ومدّت يدها.
تشلشل~ (صوت سائل يتحرك)
كانت هناك جرة صغيرة موضوعة على منصة أمامها.
وكان هناك ماء رمادي داخل الجرة ذات الفوهة الواسعة،
غُمر خنجر صغير داخل ذلك الماء.
"أشد ألمٍ جسدي مررت به في حياتك."
أمسكت هيتيلّيس بالخنجر في يدها.
"لا ترغب في تكرار ذلك، أليس كذلك؟"
كانت هيتيلّيس تأمل إخضاع هذا المتجول بسلاسة قدر الإمكان.
لكن إن لم ينجح الأمر، فسيتوجب عليها استخدام الأداة المقدسة، وفقًا لأوامر البابا.
لكنها تحتفظ بذلك كخيار أخير.
فمن السيئ ألا تُجرِّب عرضها الأخير قبل الوصول إلى ذلك الحد.
ضغطة خفيفة~
ضغطت بطرف الخنجر برفق على الجلد المكشوف من بين طيات ملابس المتجول.
بضعة سنتيمترات إضافية فقط، وسيُصاب بجرح يشعره بـ أشد ألم جسدي مر به في حياته.
"هذه أول مرة أرى فيها أحدًا يتحمّل هذا الألم عشرات المرات. هل المتجولون مختلفون فعلًا؟"
في الواقع، كانت هيتيلّيس تعترف بهذا المتجول قليلًا في داخلها.
"عادةً ما نصف الألم الشديد بأنه يوشك بنا على الموت... أما أنت، فقد اختبرت الموت فعليًا مرة واحدة، أليس كذلك؟"
المتجولون سبق أن ماتوا.
ولهذا، فإن أشد ألم جسدي مرّ به المتجول على الأغلب كان مرتبطًا بلحظة موته.
والمتجول الذي أمام عينيها الآن لا يختلف عن ذلك.
"ولكن، لما تضحك الآن؟"
كان يضحك رغم وجود اللجام على فمه.
رغم أن مظهره وهو يضحك ويسيل لعابه بين أسنانه بسبب اللجام، كان قبيحًا للغاية، إلا أن هيتيلّيس أيقنت أنه يسخر منها.
"أنت لست من النوع الذي يلجأ إلى الانتحار."
ولذا، قامت هيتيلّيس بإزالة اللجام عن فمه.
لأن هذا هو العرض الأخير.
رغم أنه لا يزال مغمض العينين، ولم يُبدِ أي إشارة، إلا أنها قدّمت عرضها الأخير.
"أخبرني بما تعرف. فقط هكذا يمكنك النجاة من هذا الألم الرهيب، الذي يشبه اختبار الموت المتكرر دون أن تموت فعليًا.
ما مررت به عشرات المرات حتى الآن، قد يتكرر مئات أو حتى عشرات الآلاف من المرات في المستقبل.
أليس ذلك مرهقًا للغاية؟"
وحين ملأ صوت هيتيلّيس الهادئ أرجاء الزنزانة...
"فوه."
ضحك المتجول.
"ها، هاهاها–"
لم يكن بوسعه سوى أن يضحك.
ظنّت هيتيلّيس أن ذلك نابع من كبرياء متغطرس.
حسبته مجرد صمود لا غير.
فلا ألم أشد من الموت.
"هل لا تمانع في تكرار لحظات الموت مرة تلو الأخرى؟"
في تلك اللحظة،
خرج صوت، لا ضحكة، من فم الرجل.
كان صوتًا مبحوحًا، متشققًا،
وبذلك الصوت، تحدّث المتجول، تشوي جونغ سو.
"...أنتِ لا تفهمين شيئًا."
"ماذا تقول؟"
"أنت لا تعرفينني."
أجل.
كان تشوي جونغ سو يرى أن هؤلاء الأشخاص لا يدركون حقيقة الأمر كما ينبغي.
ماذا لو كان الألم الذي يشعر به عند كل جرح ليس ألمًا جسديًا، بل نفسيًا؟
لو كان الأمر كذلك، لربما أفصح عن كل شيء.
عندما أدرك أن جميع أقاربه وأفراد عائلته قد ماتوا...
ذلك الألم الذي شعر به، لا يزال إلى اليوم من الصعب تقديره أو تصوّره.
لكن في اللحظة التي كادت أن تُزهق فيها روحه بالفعل—
'نجيت.'
لا... لم يكن هو من أنقذ نفسه.
على أي حال...
في ذلك الوقت، ألم يكن كيم روك سو هو من أنقذه؟ [*ليش كلامك مع نفسك غامض هيك؟؟]
"...حمقى."
أنتم لا تفهمون شيئًا.
تلك كانت المرة الأولى التي يحاول فيها تشوي جونغ-سو أن يُغيّر مصيره.
فهل سيسجد ويخضع الآن لمجرد أنه شعر بألم يشبه ذلك عشرات المرات؟
لا، لا يمكنه الخضوع.
لأن ذلك سيكون خيانة لما فعله في الماضي.
لن يُنزل تشوي جونغ سو رأسه بسبب هذا الألم.
"...عنيد، أليس كذلك؟"
"صحيح. فهمتِني جيدًا."
فوووه.
زفرت هيتيلّيس تنهيدة.
إذ بدا لها أن لا فائدة تُرجى من مواصلة الحديث مع هذا المتجول، الذي لا يزال يضحك بسخرية.
ولهذا، أخرجت من جيب صدرها الأداة المقدسة.
كانت صندوق موسيقى صغير.
"ستندم."
"لا، أنا لا أندم على شيء كهذا."
رغم صوته الممزق، المبحوح، إلا انه ظل صلبًا ومتماسكًا.
كانت هيتيلّيس تُقدّر فيه هذا الجانب العنيد، لكنها لم تعتبره أكثر أهمية من واجبها.
"سنرى إن كنت ستندم أم لا."
بهذه الكلمات، أغلقت فمها.
طَعنة.
غرست الخنجر أعمق.
قطرة...
خرجت قطرة دم واحدة.
"..."
عضّ تشوي جونغ-سو على شفتيه بقوة.
كان يتحمّل الألم، لا يتغلّب عليه.
تقطر...
وفي اللحظة التي لامست فيها تلك القطرة من الدم الجفن المغلق للتمثال الموجود داخل صندوق الموسيقى الصغير—
فلاش! (وميض مفاجئ)
انفتحت العين التي كانت مغلقة.
وبدأ صندوق الموسيقى في الدوران تلقائيًّا.
بدأ التمثال ذو العين بالدوران ببطء في دائرة.
♩♬♪
وانبعث لحن غريب. [*لااا صار فيلم رعب]
"!"
تجمّد تشوي جونغ سو في مكانه.
لم يكن يرى ما يحدث لأنه كان مغمض العينين، لكنه بمجرد أن سمع الموسيقى، اقشعرّ جسده بالكامل.
'هذا...'
هذه الموسيقى…
'هذه ليست موسيقى.'
نعم، لقد أدركها كموسيقى... لكنها لم تكن كذلك.
لأنه لم يستطع التعرّف على ماهيّتها.
كل ما أحس به هو شيء ما يزداد قربًا منه ويقيّده تدريجيًا.
"آه..."
إنه... شعور بأن هناك من يحدّق به.
ما كان يقيّده ليس شيئًا ماديًا، بل... نظراتٌ معينة.
رغم أنه مغمض العينين ولا يرى سوى الظلام، إلا أن تشوي جونغ سو كان يشعر بنظرات تلاحقه.
من الأعلى؟
من الأسفل؟
من اليسار؟ من اليمين؟
لا...
بل من كل الجهات.
كان يُحدّق فيه شيء ما من كل اتجاه.
لم تكن نظرة واحدة فقط.
كأن لا مفرّ من الظلام، بدأت تلك النظرات تصبح أكثر شدة من جميع الاتجاهات.
وهي تقترب.
♩♬♪
استمرّ اللحن.
لكن مع مرور الوقت، بدأ يفقد القدرة على سماع أي شيء آخر.
ولا يشم شيئًا.
كل ما كان يشعر به هو أن جسده بدأ يُبتلع تدريجيًا بتلك النظرات الحادة المتسلطة.
"!"
أدرك تشوي جونغ سو أن شيئًا فادحًا بدأ يحدث له.
"……"
أما هيتيلّيس، فقد كانت تراقب كل ذلك بلا مبالاة.
رغم أن الموسيقى تملأ المكان، إلا أنها لم تتأثر.
فهي صاحبة الأداة المقدسة.
أما من لا يملكونها، فإنهم يشعرون بفوضي عارمة تغمرهم ما إن تبدأ أنغامها.
وخصوصًا، من قدّم دماءه، فإنهم يُبتلعون بالكامل في تلك الفوضى.
كمن غاص في مستنقع لا مهرب منه.
'سيفقد إدراكه.'
وعندما تقترب الموسيقى من نهايتها،
سيصبح ذلك الشخص كدمية تتحرك وفق مشيئة مالك الأداة المقدسة.
♩♬♪
كلما استمرت الموسيقى، شحب وجه المتجول أكثر فأكثر.
وراحت جفونه ترتجف بخفوت.
'سينتهي الأمر قريبًا.'
استنتجت هيتيلّيس النتيجة بناءً على ردات فعله حتى الآن.
ثم فتحت فمها.
"افتح عينيك."
ليس بعد.
لم يُبتلع بعد.
لكن من ارتجاف جفونه، بدا واضحًا أن هذا المتجول على وشك الانصياع لإرادتها.
"افتح عينيك."
هاه... هاه...
بدأ صوت تنفس المتجول يعلو.
كان يقاوم لكي لا يفتح عينيه.
♩♬♪
ارتفع صوت اللحن أكثر.
إنها المرحلة الأخيرة.
الآن، بات هذا الشخص دميتي.
فتحت هيتيلّيس فمها من جديد.
"افتح عينيك."
ثم—
"!"
فتح المتجول عينيه فجأة.
ابتسامة خبيثة~
ارتسمت على شفتي هيتيلّيس ابتسامة دون أن تشعر.
فكسرُ كِبرياء شخص نبيل كهذا كان أمرًا ممتعًا للغاية.
فكلما ازداد اعترافك بقوة خصمك، كلما ازداد الشعور بالإثارة من هذا الموقف.
وعندما همّت هيتيلّيس بالنظر إلى المتجول، الذي بدا أنه فقد إدراكه...
"!"
توقفت فجأة.
فبمجرد أن فتح عينيه،
شعرت بطاقة هائلة تنبعث.
كووووونغ! (صوت انفجار عنيف)
دوى صوت انفجار ضخم.
من نهاية الزنزانة...
من جهة الباب الرئيسي، انبعث صوت الانفجار.
لكن قبل أن يُسمع صوت الانفجار، كانت هناك طاقة عظيمة قد سبقت ظهوره.
شعرت هيتيلّيس بجسدها كله يرتجف بفعل الطاقة القادمة من نهاية الممر البعيد.
♩♬♪
ما زالت الموسيقى تتردد.
لكن...
"ك... كهاها، كغ... ها، هاهاها–!"
انفجر المتجول ضاحكًا.
كان يضحك، رغم أنه بالكاد يستطيع ذلك من شدة الفوضى التي تخنقه.
ودون أن تشعر، استدارت هيتيلّيس ونظرت إليه.
هذا الشخص، الذي كان من المفترض أن يكون غارقًا في نظرات الفوضى التي تلتهمه...
هذا المتجول، رغم أنه كان من الواضح أنه يشعر برعبٍ كافٍ لفقدان إدراكه...
إلا أنه كان... يستمتع بذلك.
رغم أن جسده ووجهه كانا يرتعشان من شدة الخوف والفوضى، حتى عضلاته كانت تتشنج...
لكن عينيه كانتا واضحتين للغاية.
كان فيهما يقينٌ لا يتزعزع.
"...متأخـ—"
لم يستطع حتى أن يُكمل كلماته بشكل صحيح.
لم يكن تشوي جونغ سو قادرًا على النطق الآن.
في الحقيقة، رغم أنه فتح عينيه...
لكنه لم يكن يرى شيئًا.
لا، بل لم يكن يرى الواقع أصلًا.
كان كلّ ما يراه الآن... هو تلك العيون التي تحدّق به.
مئات، بل آلاف العيون، تنظر إليه من كل الجهات، من الأعلى، من الأسفل، من اليمين، من اليسار، بلا استثناء.
وتلك النظرات... كأن لها قوة قادرة على دفع عقل الإنسان إلى الجنون،
كان تشوي جونغ سو يشعر بأن الفوضى بدأت تبتلعه شيئًا فشيئًا.
كان يشعر أن كارثة ما على وشك الوقوع.
شعر بأنه على وشك الوصول إلى نهاية مروّعة، تفوق الموت ذاته رعبًا.
لكن—
'لقد تأخرت، أيها اللعين!'
ارتعد جسده بالكامل، وامتلأ بالقشعريرة.
♩♬♪
لكنها لم تكن نفس القشعريرة التي شعر بها حين بدأت الموسيقى، ولا تلك التي أثارتها آلاف العيون التي كانت تخنقه بنظراتها.
بل كانت... طاقة مألوفة.
طاقة اعتادها، لكنها الآن أقوى، أكثر هيجانًا.
ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى شبيهة برعب الفوضى، لكنها لم تكن كذلك.
بل كانت طاقة مختلفة تمامًا، مفعمة برغبة ساحقة في السيطرة.
'…هذا اللعين!'
كيم روك سو.
كايل.
لقد جاء صديقه.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake