خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 448 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 11
.
.
.
فتح كايل عينيه ببطء، وحدّق في هيتيلّيس المرتجفة، وقال.
"لا بد أنكِ أدركتِ من أكون، أليس كذلك؟"
ومن سياق الحديث، كانت هيتيلّيس قد بدأت تدرك هويته تدريجيًا بشكلٍ مبهم.
كايل هينيتوس.
ذاك الذي أسقط العديد من عائلات الصيادين، وأحبط مخططاتهم في شتى الأماكن.
'…أن يظهر في عالم الشياطين—'
لم تتخيل قط أنه قد يصل حتى إلى عالم الشياطين.
بل وأكثر من ذلك—
'لقد تجاوز كل توقّعاتي.'
فبعكس ما كان يبدو عليه في مقاطع لعبة نيوورلد، كانت الهالة المنبعثة منه في الواقع مروّعة بحق.
'آه… كل شيء—'
ما جعلها ترتعش الآن لم يكن هالته فحسب.
'كل شيء كان خطأ.'
كل الافتراضات التي نسجتها، والتي صاغتها طائفة إله الفوضى... جميعها كانت خاطئة.
عامل متغيّر.
لقد أخطأوا في تقديره منذ البداية.
وكل تلك الافتراضات والتقييمات التي بنوها، كانت في الأصل سيناريوهات رسمها كايل هينيتوس بنفسه.
'ونحن... لم نكن نعلم شيئًا.'
من دون أدنى معرفة، سمحوا للعدو بالتسلل إلى أعماق أراضيهم، حتى وصل إلى أسفل أقدامهم.
حتى البابا، وحتى الفارس المقدّس الأعلى...
لم يكونوا يحذّرون إلا من عائلة الدم الشفاف، ومن جهة ملك الشياطين.
أما العدو الحقيقي— فلم يدركوا وجوده من الأصل.
'آه...'
غمرها يأسٌ ثقيل، امتدّ من رأسها حتى أخمص قدميها.
وحين ظلّت عاجزة عن التفوّه بأي كلمة، بشفاهٍ ترتجف، تمتم كايل بصوت خافت.
"أرغب في الوصول إلى البابا بأقصى قدر ممكن من السرّية... لا، بل لا بد أن أصل إليه،
وأريد أن تكوني أنتِ من يدلّني على الطريق."
كانت نبرة كايل ألطف من ذي قبل،
لكن هيتيلّيس شعرت بأن الهالة التي تُطبق عليها قد ازدادت ضغطًا وقوّة.
قَرْقَعَة، قَرْقَعَة، قَرْقَعَة. (صوت اصطكاك الأسنان المرتجفة)
بدأت أسنانها تصطك من شدّة الرعب.
فقد بدأت تدريجيًا تدرك ما يدور من حولها الآن، بعد أن فتحت عينيها.
"إن حدثت أيّ فوضى أو ضجّة في الطريق... فأنتِ وحدكِ من ستتحمّلين العواقب."
قالها كايل بصوت هادئ...
لكن هالته كانت أشبه بعاصفة مدمّرة.
"إله الفوضى ليس إلى جانبكِ الآن. أما أنا—"
شدّ كايل قبضته أكثر على مؤخرة عنق هيتيلّيس، وقال.
"يجب ألا تنسي أنني أقف خلفكِ." [*يالرومانسي انت~]
شعرت هيتيلّيس، بكل وضوح، أنها قد تُقتل في أي لحظة—
"إنها نصيحة... لأجلك."
—من تلك الهالة التي كانت تصدر من كايل الواقف خلفها.
"فهناك كثيرون في هذا المكان... يتمنّون موتكِ بشدة."
ومن خلال النظرات الحادة التي كانت تحدّق بها من الأعلى...
أدركت هيتيلّيس تمامًا أن هذا المكان ليس إلا أرض موتٍ وهلاك.
"انهضي."
وأثناء نظره إلى هيتيلّيس التي كانت تتعثر وهي تنهض، التقط كايل بسرعة الشظايا المتناثرة من الأداة المقدّسة التي تحطّمت بعد ارتطامها بالحائط، ووضعها في حقيبة البُعد خاصّته.
- شم، شم! لا!، لا تأخذ تلك! ارمِها فحسب!
لكن، من يدري ما قد يحدث لاحقًا.
تجاهل كايل صوت الرياح كأنه لم يسمعه، ثم أمر هيتيلّيس.
"دلّيني على الطريق."
بدأت هيتيلّيس تتقدّم بخطى متعثرة.
وفي تلك الأثناء، التفت كايل نحو راون، بعدما رأى تشوي هان يحمل تشوي جونغ سو على ظهره، وقال له
"اتصل بالسيدة أورورا، واطلب منها أن تصطحب تشوي جونغ سو معها."
"حاضر، أيها البشري!"
أجاب راون فورًا، فأضاف كايل.
"ولا تخبر تشوي جونغ غون بالأمر."
ارتجف تشوي هان قليلًا عند سماع ذلك.
ثم التقت عيناه بعيني كايل.
ابتسم كايل ابتسامة باهتة، وقال.
"بالنسبة لشخص استُهلك بالكامل، يكفيه ما تحمّله حتى الآن."
صحيح أن تشوي جونغ غون استيقظ بحالة جيدة بعد تطهيره من تلوّث الفوضى...
إلا أنه لا يجوز جره مباشرة إلى هذه المعركة الدامية.
وخصوصًا إن علم بما جرى لتشوي جونغ سو...
فلا شك أنه سيفقد عقله غضبًا.
'وفوق ذلك، لو اكتشف المتجولون أمر تشوي جونغ غون، فستكون تلك مشكلة كبيرة.'
بينما كان كايل يسير خلف هيتيلّيس، أخذ يرتيب أفكاره بهدوء.
الفارس المقدّس الأعلى، الذي يُقال إنه أقوى من تشوي جونغ سو بأضعاف.
وعدد لا يُحصى من الفرسان المقدّسين الذين يحرسون البابا.
لا حاجة لمواجهة كل ذلك مباشرة.
'كلوف سيكا...'
إلى حين يحضر مول أمام الباب الذي يقف خلفه البابا—
'لن نمسّ البابا.'
حين يشتبك مول مع الفارس المقدّس الأعلى...
في تلك اللحظة،
حين يتكوّن، ولو لبرهة قصيرة، فراغٌ بجوار البابا—
'سنضرب مؤخرة رأس ذلك اللعين.'
على أي حال، سواء كان قديس إله الفوضى،
أو ذلك البابا اللعين،
أو حتى إله الفوضى نفسه—
"لا يوجد بينهم من يروق لي.."
جميع أفعالهم... وتصرفاتهم تُثير الاشمئزاز حقًا.
"أيها الإنسان."
اقترب راون بهدوء، ناظرًا إلى كايل بحذر، ثم قال بصوت منخفض.
"ماذا هناك؟"
ورغم أن نبرة كايل بدت غير مبالية، إلا أن عينيه كانتا تنظران إلى راون بالطريقة ذاتها المعتادة، مما جعل راون يبتسم ابتسامة مشرقة، ويُخرج كل ما كان يودّ قوله.
"لندمّرهم!"
"هم؟"
توقف كايل للحظة.
لكن راون، وعلى خلاف ما بدا عليه من غضبٍ قبل قليل، تحدّث براحة إلى كايل الذي عامله كالمعتاد.
"لندمّر طائفة إله الفوضى! البابا والفارس المقدّس الأعلى موجودان هنا، فإن دمّرنا هذا المكان، فستنتهي الطائفة كلها!"
"فكرة ممتازة! حتى أنا أرغب في تدميرهم!"
ردّ هونغ بحماسة شديدة على كلام راون، أما أون، التي التقت نظراتها بنظرات كايل، فقالت بهدوء.
"لا أظنها فكرة سيئة."
كانت تؤيد رأي شقيقيها الأصغرَين.
وبينما كان وجه هيتيلّيس يزداد شحوبًا أكثر فأكثر، واصلت أون كلامها.
"ثم، أليس هذا ما كنت تنوي فعله أساسًا؟"
لم يتمكن كايل من الرد على كلام أون.
لكن أون، وكأنها تلقت إجابتها من صمته، رفعت زاوية فمها بابتسامة خفيفة، ثم—
"مياااوونغ~."
أطلقت مواءً بنغمة خفيفة كأنها دندنة.
كانت تستعيد ذكرى من حين كانت في العاشرة تقريبًا...
عندما عاد رون بذراعٍ واحدة، وكيف اصطحبهم كايل آنذاك إلى البحر، لمواجهة الظل برفقة قوم الحيتان.
"ماذا تفعلين؟ لماذا أنتِ بطيئة جدًا؟"
انظر إليه الآن أيضًا.
رغم أن صوته ولهجته لم يتغيّرا، إلا أن هالته كانت شديدة العنف، وهو يضغط على هيتيلّيس التي كانت تتعثر، مهددًا إياها بأن تتحرّك بسرعة.
ولم يحاول أحد من أفراد المجموعة إيقافه.
تحت هالة تخنق جسدها، وتكاد تسيطر حتى على الهواء الذي تتنفسه،
لم يكن لدى هيتيلّيس خيار سوى أن تجرّ قدميها بصعوبة وتمضي قدمًا.
ومع ذلك، لم ينطفئ بريق عينيها بعد.
'يا صاحب القداسة...'
إن أحضرتُ هؤلاء إلى حضرته، فلا بد أن يُفتح لنا الطريق.
سيتشكّل النور الوحيد وسط الفوضى.
نعم...
سننجو.
وسيظل المخطّط العظيم للطائفة قائمًا.
وسيحصل إله الفوضى على ما يرغب به أيضًا.
'كايل هينيتوس!'
جسده هو ما يريده إله الفوضى!
يا قداسة البابا، دعونا نقدّم هذا الرجل لإله الفوضى، ذاك الذي يرغب في النزول بجسده.
في عيني هيتيلّيس، كانت تتلألأ شرارة لم تنطفئ بعد.
— أيها الإنسان.
قال راون لكايل عبر السحر.
- نظرات كبيرة الخدم... وقحة.
عند ذلك، ارتسمت على شفتي كايل ابتسامة ملتوية.
***
كووواااانغ! (صوت انفجار)
قائد الجيش الثالث لجيش ملك الشياطين، مول.
تراجع خطوة إلى الوراء، ولوّح بسيفه لينفض عنه الدماء.
تُقطر، تُقطر.
تناثرت قطرات الدماء، كما لو كانت ترسم لوحات فنية في الأرجاء.
"فوووه—"
زفر نفسًا عميقًا.
"عنيد."
ورَدًا على كلماته، أنزل الفارس المقدّس الأعلى، الذي كان يحرس مدخل الباب، درعه، وقال.
"لن تتمكّن من عبور هذا المكان."
نطقها بنبرة خالية من أي تغيّر، ووجه بلا أي تعبير، كأن لا مشاعر فيه.
لم يكن مول قادرًا على إسقاط هذا الفارس المقدّس الاعلي حتى الآن.
"تبًا..."
حتى لو كان أحد الفرسان المقدّسين الثلاثة الأعلى في الطائفة، كان مول يظن أنه سيتغلّب عليه بسهولة.
فهو أحد كبار الأقوياء المعروفين في عالم الشياطين.
وبحسب النظام الحالي لملك الشياطين، يُعد مول من بين أقوى عشرة مقاتلين.
ومع ذلك، ها هو يُقهَر الآن على يد فارس من طائفة إله الفوضى—
طائفةٍ لا توازي حتى طائفة إله الشمس من حيث الشهرة،
بل وحتى ذلك الإله، رغم كونه أحد الآلهة القديمة، لم تكن طائفته ذات قوة عظمى.
ارتفعت زاوية فم مول بابتسامة ساخرة.
"ألستَ الشخص الأخير الذي يحق له قول ذلك وأنت لم تكن سوى تتراجع طوال الوقت؟ يبدو أنني سأجتاز هذا الباب قريبًا، أليس كذلك؟"
قال ذلك بصوت مرتفع وهو يحدّق في الباب المغلق خلف كتف الفارس المقدّس الأعلى.
لكن الفارس المقدّس الاعلى ظل هادئًا.
"لن تتمكّن من تجاوزه. كما لم تتمكّن حتى الآن."
ووووو...
صدر صوت أنين غريب من درع الفارس المقدّس الاعلى.
درع رمادي اللون.
ذلك الدرع لم يخلّف عليه أي خدش.
لم يتصدّع، ولم يتحطّم.
كان فقط... يصمد.
صحيح أن جسد الفارس المقدّس الاعلى، الذي يحمل الدرع، تراجع حتى وصل إلى مدخل المكان تحت قوة السيف الذي يحمله مول...
لكن—
"لم انهك بعد."
صرّح الفارس المقدّس الاعلى بالحقيقة بنبرة خالية من الانفعال.
"أما أنت فقد أُنهكت."
وكان ذلك صحيحًا.
كان مول مغطًى بالجروح الخفيفة، وقد بلّله العرق وغطّاه الغبار.
وحالما أدرك أنه لا يستطيع تحطيم درع الفارس المقدّس الاعلى، غيّر هدفه على الفور وهاجم الفرسان المقدّسين الآخرين الموجودين حوله.
كان يحاول الالتفاف والدخول إلى المبنى من طريقٍ آخر.
ولهذا، كان سيفه ملوّثًا بالدماء، دماء الفرسان المقدّسين.
"……"
"……"
الفرسان المقدّسون الذين أُصيبوا بإصابات خطيرة لم يُظهروا ألمًا أو خوفًا، بل تراجعوا بصمت فقط.
أما الفرسان المقدّسون الذين حلّوا محلهم، فقد وجّهوا أسلحتهم نحو مول دون أن يظهر على وجوههم أي أثرٍ للخوف.
'كثيرون.'
أدرك مول أن عدد الفرسان المقدّسون القابعين عند الباب المؤدي إلى البابا كان أكبر مما توقع.
كوواااانغ! كواانغ! كوواااانغ! (اصوات انفجارات)
في الوقت ذاته، كانت جيوش ملك الشياطين بقيادة تيروسا تهاجم قلعة موراكا،
وكان الفرسان المقدّسون يتصدّون لتلك الهجمات.
'لماذا لم تتمكّن جيوش ملك الشياطين من اقتحام القلعة بعد؟'
ما لم يكن يعلمه مول، هو أن مجموعة من الفرسان المقدّسين، الذين خرجوا بحثًا عن كايل وسوي خان معتقدين أنهما مجرد متجولين، قد شنّوا هجومًا من الخلف على جيوش ملك الشياطين.
ولهذا، كان يشعر بالإحباط إزاء الوضع.
'مع ذلك، لا يمكنني...'
لكن، رغم كل شيء، لا يستطيع مول استخدام كل قواه في هذه اللحظة.
'لا يمكنني كسر الختم.'
ليس بعد... عليه أن يصمد.
هذا الشيء الذي بحوزته،
ذلك الشيء الذي توارثته عائلته عبر الأجيال، هو ما مكّنه من الصمود دومًا في أحلك اللحظات.
'وهذا الشيء ... يجب أن أستخدمه أمام البابا.'
حين يقتل البابا—
حينها فقط... عليه أن يستخدمه.
"أنت لن تتمكن من كسر هذا الدرع. وإن لم تستطع كسره، فلن تستطيع تجاوز هذا الباب."
ارتسمت تجاعيد الغضب على وجه مول بسبب التصريح الحازم من الفارس المقدّس الاعلى.
ثم— تجاه العدو المرهق،
تبّق.... (صوت خطوات)
تبّق، تبّق... (صوت خطوات)
تقدّم الفرسان المقدّسون.
عشرات الشفرات تريد أن تمسّ جسد مول.
كووونغ! (صوت اصطدام ثقيل)
غرس الفارس المقدّس الأعلى درعه الكبير في الأرض خلفه، وأعلن بصوت ثابت وعال.
"لا أحد قادر على كسر الدرع الذي منحه لنا إله الفوضى."
عندما حصل على هذا الدرع لأول مرة، الدرع الذي يحوي طاقة الفوضى...
حين بلغ مرتبة الفرسان المقدّسين الأعلى...
في تلك اللحظة، شعر الفارس المقدّس الأعلى باليقين.
هذا الدرع المملوء بقوة الفوضى... لا يمكن كسره أبدًا.
'اللعنة!'
حتى مول كان يفكر بالطريقة نفسها.
ذلك الدرع...
ما إن يلمس مول الدرع الرمادي، حتى تُهاجمه الهلاوس في اللحظة التالية.
كان يرى نفسه في ساحة معركة تغمرها الفوضى.
أسلحة لا تُحصى موجّهة نحوه.
رغم معرفته بأنها مجرّد أوهام، لكن لم يكن بوسعه تجاهلها.
فبينما يغرق في تلك اللحظة، كان الفرسان المقدّسون الآخرون يصوّبون نحوه الأسلحة الحقيقية.
داخل ذلك الوهم... كانت هناك حقائق أيضًا.
ولذلك، بدا الأمر أشبه بالجنون لمول.
وأثناء تفاديه لتلك الأسلحة التي تقل كثيرًا عن مستواه، كان جسده ينهك تدريجيًا.
'وفوق كل ذلك... إنه صلب جدًا.'
ذلك الدرع... صلب جدًا.
بل، وكان يزداد صلابة شيئًا فشيئًا.
ما السبب؟
ما الذي يجعل ذلك الدرع يزداد صلابة؟
"في النهاية، ستموت."
تبا.
لم يستطع مول أن يجد ما يردّ به على كلمات الفارس المقدّس الاعلى.
اليد خلف الظهر—
مول، الذي عُرف بلقب ثمن الخيانة، كان أيضًا قويًا في المعارك المباشرة.
ومع ذلك، فإن هذا الوضع، حيث يجد نفسه محاطًا بالأعداء من كل جانب ويضطر إلى الصمود وحده،
بدأ يشعر بثقل لم يعهده من قبل، رغم مروره بمواقف مشابهة سابقًا.
بقدر ما خان، بقدر ما وجد نفسه وسط معسكر الأعداء محاطًا بهم.
ولكن—
لماذا يشعر هذه المرة أن الوضع أثقل من أي وقت مضى؟
"هاه... هاه..."
لم يدرك مول أن أنفاسه قد بدأت تتقطّع.
اتجهت نظراته نحو الدرع.
ذلك الدرع الصلب الراسخ.
لم تكن فيه أيّ ثغرة يمكن من خلالها كسره.
"……."
في تلك اللحظة، لمع في عيني الفارس المقدّس الأعلى، الذي كان يراقب ملامح وجه مول، بريق يقين.
'كما توقعت. في النهاية، سيخضع.'
من يخضع أمام الدرع، لن يتمكّن من كسره أبدًا.
هذا الدرع لا يمكن أن يُكسر أمام أولئك الذين اجتاحتهم الفوضى.
والفارس المقدّس الأعلى، الذي يحمل يقينًا أقوى من يقين مول، لن يخسر درعه أبدًا.
قال الفارس المقدّس الاعلى لمول الذي بدأ يفقد يقينه، للرجل الذي بدأت إرادة النصر تتلاشى منه.
"لم يُؤذن لك بعبور هذا الباب."
تبًّا!
اللعنة!
انكمش وجه مول غيظًا وهو يتذكّر ورقته الأخيرة.
لم يكن تمثيلًا... فقد ارتسمت الكآبة بوضوح على وجهه.
تابع الفارس المقدّس الأعلى حديثه بهدوء.
"هذا الباب–"
وفي تلك اللحظة، ولأول مرة، ظهر على وجه الفارس المقدّس الاعلى تعبير.
كانت ابتسامة.
ابتسامة أقرب إلى السخرية.
"هذا الباب، لن يُفتح لك أبدًا."
وفي تلك اللحظة…
كيييع— (صوت صرير)
صدر صوت من خلفه، صوتٌ لم يكن ينبغي أن يُسمع.
صوت باب يُفتح.
ثم—
"!"
شعر الفارس المقدّس الاعلى في تلك اللحظة بشعور مخيف.
طاقة غريبة ومجهولة اخترقت كيانه، وأرسلت قشعريرة في جسده بأكمله.
ودون أن يشعر، أمسك بدرعه المغروس في الأرض، واستدار بجسده.
كيييع— كوااانغ!
انفتح الباب بعنف على مصراعيه.
والذي فتحه، كان واقفًا هناك بذراعين ممدودتين، مبتسمًا ابتسامة مشرقة.
"الجنرال مول! لقد فُتح الباب!" [*فخم، نبيل، جميل، طويل، وفيّ، ذكي وغني]
شعرٌ أسود، وعينان خضراوان.
لم يستطع مول إلا أن يحدّق بذهول وهو يرى كاسي، ذاك الذي كان قد أمر بحبسه سابقًا.
"أ... أنت، كيف؟"
كيف لهذا اللعين أن يكون هنا؟!
ومن خلال الباب المفتوح، كان يمكن رؤية الفرسان المقدّسين ممدّدين على الأرض.
وفوق ذلك، كانت قطرات الدم تتساقط من السيف الذي كان يحمله.
ذاك الذي كان يبدو تاجرًا في بعض الأحيان،
وفي لحظات أخرى، يبدو كنبيلٍ رفيع المنزلة.
لكن الآن، ها هو واقف بسيف في يده، يبتسم، ولم يكن يبدوا سوى كمحارب التهمه الجنون.
"بالمناسبة..."
وسط هذه الفوضى العارمة، حرّك كلوف سيكا عينيه بهدوء.
واتجهت نظراته نحو الفارس المقدّس الأعلى، حامل الدرع، الواقف أمامه مباشرة.
أحد الفرسان المقدّسين الأعلى...
لقد سمع كلوف صوته وهو لا يزال في داخل.
صوتٌ قوي، واثق، ومفعمًا باليقين...
لا يمكن تجاهله.
"ذلك درع، أليس كذلك؟"
ازدادت ابتسامة كلوف سيكا عمقًا.
"لقد سمعتك قبل قليل تقول، إنه درع لا يُكسر، أليس كذلك؟"
كان الفارس المقدّس الأعلى قد قال.
'لا أحد قادر على كسر الدرع الذي منحه لنا إله الفوضى.'
فتح الفارس المقدّس الأعلى فمه ليسأل خصمه الجديد، الذي خرج فجأة من داخل الحصن.
"من تكون—"
لكن كلوف لم يُعر سؤاله اهتمامًا.
لأن كان هناك ما يجب أن يسأله هو.
"من الذي تجرّأ وأذن لك باستخدام مثل هذا الوصف؟"
شعر الفارس المقدّس الأعلى بالارتباك. [*تموت وتنسي]
"ماذا قلت؟"
"درع لا يُكسر، تقول؟"
أخذت الهالة المحيطة بـ كلوف تشتد وتتماوج من حوله.
الهالة التي استُحضرت باستخدام المانا الميتة، بدأت تغور أكثر،
لا لتصبح أعنف، بل أعمق، وأكثر برودة.
كما لو أنّها ظلٌ خافت خُلِق من أكثر الأنوار سطوعًا.
"هل قال لك إله الفوضى أن تطلق عليه هذا الاسم؟"
بأي جرأة يتجرأ هذا الفارس الذي بالكاد يستخدم جزءًا من قوة إله الفوضى على استخدام هذا الاسم العظيم!؟، اسم 'الدرع الذي لا ينكسر' الاسم الذي جعل سيده، كايل، يظهر نفسه للعالم لأول مرة، وكان أساسًا للعديد من الأساطير التي التي خُلقت لاحقًا!؟
"هاهاها–"
انفجر كلوف سيكا ضاحكًا بصوت عالٍ.
ثم فجأة توقّف عن الضحك.
وتركّزت نظراته على الفارس المقدّس الأعلى...
بل على وجه التحديد، على الدرع الرمادي.
"يجب أن اكسر ذلك الدرع."
الدرع الذي لا يُكسر—
ذلك اللقب... لا يليق سوى بكايل-نيم.
لذا، يجب كسر ذلك الدرع.
"لا محالة."
تلك النظرة في عيني كلوف، وهو يتمتم بالكلمة بصوت خافت، جعلت الفارس المقدّس الأعلى يبتلع ريقه لا شعوريًا.
نظرة تجاوزت حدود اليقين، لتبلغ حدّ الحقيقة المطلقة التي لا جدال فيها.
وصاحب تلك النظرات أعلن بهدوء.
"ذلك الدرع سيُكسر. لا محالة."
سْررنغ— (صوت سحب السيف)
توهّجت هالة مانا ميتة على سيف كلوف سيكا.
هالة نقيّة بيضاء.
ذلك الظل الأبيض الناصع، الذي اراد أن يُخفي وجوده داخل نور كايل، لم يُخفِ نفسه الآن.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake