خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم... الصراحة الفصل دمار لذلك ما راح اتنمر.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 458 الجزء الثانى سلسلة الدرع الرمادي 2
.
.
.
هل ستهرب؟ أم تواصل القتال؟
"هاه."
خرج من فم قائد الفرسان المقدّسين الأعلى ضحكة قصيرة، أشبه بزفرة ساخرة.
"ممّ يُفترض بي أن أهرب؟"
ردًا على سؤاله، أشار كايل بإصبعه نحو النافذة.
"من أولئك الأوغاد."
ومن الاتجاه الذي أشار إليه، ظهر التنين الأزرق.
وأولئك الأوغاد الذي أشار إليهم كايل كان بالتأكيد يعنى بهم كلا الطرفين، جيش ملك الشياطين وعائلة دم الألوان الخمسة.
"ومواصلة القتال... تقصد أن أقاتلك، أليس كذلك؟"
"أجل."
أشار كايل إلى نفسه.
"مواصلة القتال يعني القتال ضدي أنا، وضدهم."
"هممم."
أنزل قائد الفرسان المقدسين الأعلى سيفه إلى الأسفل وقال.
"أليس باستطاعتنا قتالهم معًا؟"
"هاه."
هذه المرة، كان كايل هو من أطلق ضحكة ساخرة عند سماعه تلك الكلمات.
كان عليه أن يُقيّم الوضع ببرودة أعصاب.
"لا تقل شيئًا سخيفًا."
ففي هذه اللحظة، حاولت طائفة إله الفوضى ان تغدر بالصيّادين وملك الشياطين في آنٍ واحد.
لكنها في النهاية، لم تنجح في أيٍّ منهما.
"من وجهة نظركم، أنا العقبة الأكبر. لذا لا بد أنكم تفكرون بالتخلّص مني أولًا."
فالعدوّ الخارجي دائمًا أولى من المشاكل الداخلية.
'انسحاب ذلك الفارس المقدس الحقير من هنا... هو الخيار المنطقي'
بالنسبة لكايل، فإن هروب قائد الفرسان المقدّسين الأعلى مع باقي الفرسان في هذا التوقيت سيكون أفضل سيناريو له.
'وإلا، فقد أُضطر لمواجهة ثلاثة خصوم دفعة واحدة.'
لكن، إن انسحبت طائفة إله الفوضى الآن، فإن كايل سيتمكّن على الأقل من كسب بعض الوقت للاستعداد.
"هممم..."
راح قائد الفرسان الأعلى ينظر حوله ببطء، وكانت ابتسامة غريبة ترتسم على شفتيه، وكأنه يُماطل عمدًا.
'أمر مربك'
من المؤسف أن يتراجع الآن بهذه البساطة.
'لم يعد بالإمكان تنفيذ المخطط الأعظم الآن.'
المخطط الذي كان سينفذ ضد عالم الشياطين قد انهار بالكامل.
ولهذا...
"لم تبدو مترددًا؟"
ردًا على سؤال كايل، اكتفى قائد الفرسان المقدّسين الأعلى بالابتسام.
وتشوي هان، الذي كان يراقب تصرفه المريب والمشحون بنية خفية، عضّ على شفتيه.
كوووم— (صوت اهتزاز أرضي)
اقترب التنين.
ثم...
كووووووم! (صوت اهتزاز أرضي عنيف)
اهتزّت القلعة بأكملها.
بالفعل، لم يتبقَ الكثير قبل أن يُسحق هذا المكان على يد العدو.
لم يستطع تشوي هان إخفاء قلقه.
في تلك اللحظة—
"أليست خطّتكم الأصلية كانت تعتمد على أمرين؟"
كان صوت كايل هادئًا لأقصى درجة.
وبينما يضغط بقدمه برفق على رأس البابا المغمى عليه، تابع قائلًا.
"الأول، السيطرة على عالم الشياطين عبر المرض الرمادي."
والثاني...
"الثاني، استخدامي كقربان لنزول إله الفوضى."
"!"
في تلك اللحظة، لمعت نظرة غريبة في عيني قائد الفرسان المقدّسين الأعلى.
رأى كايل ذلك، وارتسمت على شفتيه ابتسامة.
"هل تنوي إفشال الخطة الثانية أيضًا؟"
ياه...
أطلق قائد الفرسان المقدّسين الأعلى تنهيدة إعجاب حقيقية هذه المرة.
"أأنت تهددني باستخدام نفسك الآن؟"
ردًا على سؤاله، هز كايل كتفيه بلا مبالاة، وقال.
"ليس تهديدًا، بل هي لفتة كريمة منّي، من أجل مصلحتكم." [*انا من الصدمة شكلي بعتمد الصمت اليوم]
وكانت زاوية فم كايل التي ارتفعت بانحراف جانبي خفيف، تثير الغيظ حقًا وتبعث على الاستفزاز.
"لو لم أستطع الهرب من هنا، ووقعت في أيديهم... ماذا تظن سيحدث؟"
لا أحد يعلم ما سيفعله ملك الشياطين، لكن عائلة دم الألوان الخمسة، إن قبضوا على كايل، فسيقتلونه دون شك.
فهو العائق الأكبر، والمشكلة الأخطر، الذي أطاح بالفعل بثلاث عائلات من الصيادين حتى الآن.
"لن أموت ميتة سهلة أبدًا... إن وقعت في أيدي أولئك الأوغاد."
عند تلك الكلمات، بدت تعابير وجوه الرفاق سيئة، لكن كايل تحدث إلى قائد الفرسان المقدّسين الأعلى بكل هدوء وثقة.
"في هذه الحالة، ستنهار خطّتكم الثانية أيضًا، أليس كذلك؟"
لقد أصاب كايل صميم الحقيقة.
"أنتم بحاجة إلى إبقائي حيًّا، وسليمًا تمامًا، ثم تقديمي كقربان لإله الفوضى. تلك هي المهمة الوحيدة المتبقية لكم."
ياه...
أطلق قائد الفرسان المقدّسين الأعلى تنهيدة خافتة.
فمن بين المهام التي أنزلها إله الفوضى بنفسه، لم يتبقَ سوى مهمة واحدة وهي، تقديم كايل هينيتوس كقربان.
كل المهام الأخرى قد دُمّرت.
والآن... ها هو كايل يستخدم هذه الحقيقة كورقة ضغط؟
طالب كايل بذلك بكل وقاحة وجرأة.
"لذا، تحركوا من أجل إنقاذي."
حتى الشيطان السماوي وكَبيرة الخدم هيتيلّيس، اللذان كانا يتقاتلان بضراوة منذ لحظات، توقفا وأخذا يراقبان المشهد بصمت.
وكان الذهول واضحًا على ملامح هيتيلّيس بشكل خاص.
وكانت عينها الثالثة تحدق في كايل كما لو أنها غير مصدقة لما ترى.
لكن المشكلة هي—
'ليس فيما يقوله أي خطأ.'
كايل هينيتوس لم ينطق إلا بالحقيقة.
ضغط بقدمه بقوة.
كووك— (صوت ضغط قوي على الجسد)
"كههك، كاه..."
بينما كان البابا المغشيّ عليه تأوّه ألمًا، واصل كايل حديثه بكل جرأة.
"وإلا سأموت هنا، أليس كذلك؟"
يا للروعة...
عبّر الشيطان السماوي عن إعجابه.
يا له من تهديد محكم ومدروس.
"أتظن أنني سأخاف من الموت؟"
رأى الشيطان السماوي شرارة جنون واضحة تلمع في عيني كايل.
'هذا الوغد... جاد حقًا.'
إنه لا يخاف الموت.
أجل.
أجل، يمكن رؤية ذلك بوضوح.
'صحيح أن البقاء على قيد الحياة أمرًا مهمًّا، لكن ذلك يختلف تمامًا عن الخوف من الموت.'
حتى الشيطان السماوي نفسه لم يستطع إلا أن يندهش من تهديد كايل، الذي بدا واقعيًا من كل جانب لأي شخص يراقب الموقف.
وفي تلك اللحظة—
لم يغفل كايل عن أحد أعظم خبراء الخيانة والغدر، الذي كان يراقب الوضع بهدوء.
"وأنت أيضًا، الجنرال مول." [*اجاك الموت ياغافل هههه]
"!"
كان يحاول الانسحاب خلسة بعيدًا، وبهدوء، لكن كايل رصده.
ابتسامة خبيثة—
ابتسم كايل وقال له.
"لقد استوليتَ على القوة التي كان البابا يمتلكها. أنت تعلم ذلك، أليس كذلك؟"
ثم وبكل لطف ولباقة، أوضح كايل الوضع له. [*اهم شئ الاخلاق حتي لما تكون عم تهدد]
"ولهذا... إن متُّ أنا، إن توقف قلبي، فأنت تعرف ما الذي سيحدث، أليس كذلك؟"
بدأ تهديد آخر.
"سينتشر المرض الرمادي في أرجاء عالم الشياطين كله."
تمامًا كما أن موت البابا يعني انتشار المرض، كذلك فإن موت كايل سيؤدي إلى النتيجة نفسها.
واصل كايل تهديده.
"ولا يوجد الآن لا البابا الذي يستطيع تطهير المرض، ولا حتى القدّيس. يا ترى، هل تظن أن طائفة إله الفوضى ستعاون جيش ملك الشياطين في تطهير عالم الشياطين، بعد أن قتلوتوني أنا، القربان الثمين؟" [*حبيت كيف متقبل انه قربان، وثمين كمان]
"……!"
انفتح فم الجنرال مول بدهشة.
ما خطب هذا الحقير؟
وبالفعل، راوده ذلك التسائل في لحظة خاطفة.
لكن كايل كان مستمتعًا تمامًا بهذا الوضع.
لطالما كانوا هم من يهدّدون، فلمَ لا يفعل هو الأمر ذاته؟
"الجنرال مول. إن حدث ذلك، فسيموت عدد لا يُحصى من الشياطين بسبب ملك الشياطين الحالي. أتظن أن الأمر سيمرّ دون أن يُكتشف؟"
وأشار إلى رفاقه من حوله.
"حتى إن متّ، فإن رفاقي سيكشفون الحقيقة. سينشرون الدليل الكامل على أن هذا كله كان بسبب ملك الشياطين. أليس كذلك، كلوف سيكا؟"
نادى كايل كلوف، فأخرج الأخير، وكأن الأمر بديهي، جهاز تسجيل الصوت من جيب صدره.
"لقد كان كل شيء مسجّلًا، بصوت واضح، منذ البداية." [احح نسيت ذي العادة، وكيف كايل عرف ذا الشئ وفرحان كمان؟؟]
صحيح أنه لم يتمكن من تصوير المعركة بسبب انشغاله بالقتال، لكن الصوت... تم تسجيله بالكامل.
"!"
أعاد الجنرال مول التفكير مجددًا.
ذلك الوغد... مجنون حقًا!!
أيّ شخص عاقل قد يخطر بباله تسجيل الصوت في معركة فوضوية كهذه؟
وفوق ذلك، كيف علم كايل هينيتوس بذلك، بل وطالبه وكأنه أمر بديهي تمامًا؟
لقد كان أمرًا صادما لدرجة جعلته يفقد القدرة على النطق.
بالطبع، كانت نظرات تشوي هان والأطفال—الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات—إلى كلوف سيكا مريبة ومتعبة بعض الشيء، لكن كلوف لم يستطع إخفاء رضاه وفخره عن قدرته على مساعدة كايل.
"هاها!"
اما الشيطان السماوي فضحك وكأن الأمر في غاية المتعة بالنسبة له.
قبل لحظات، كان يقاتل بضراوة، أما الآن، فهو لا يعلم ما يجري تمامًا، لكنه لم يستطع التوقف عن الضحك. لأن المشهد امامه كان ببساطة... ممتعًا.
ابتسامة خبيثة—
ابتسم كايل براحة وقال.
"عليكم أن تُبقوني على قيد الحياة."
وكانت تلك الجملة أشبه بأمر لا يقبل الرفض، مليئة بثقة راسخة.
وكانت في الوقت ذاته، الحقيقة.
ثم وجّه كايل أمره لقائد الفرسان المقدّسين الأعلى،
"ولهذا، انسحب من هنا."
ثم أوضح أمره بتفصيلٍ أكثر.
"خذ معك تلك ذات العين الثالثة، وجميع الفرسان، وتراجع. وأثناء انسحابكم، حاولوا جذب انتباه العدو." [*ياجبروتك]
توك توك— (صوت ركلات متتالية)
ثم قال وهو يركل جسد البابا الملقى أرضًا بقدمه.
"ومن يدري؟ إن أحسنتم التصرّف، قد أبقى على قيد الحياة كقربان سليم... وربما أسمح للبابا أيضًا بالرحيل حيًا؟" [*يا شيخ تراك جد جلطتني وانا كيف ما اعتدت علي وقاحته ذي؟؟]
"ها! هذا حقًا..."
لم يستطع قائد الفرسان المقدّسين الأعلى حتى إيجاد كلمات للرد.
لا، بل في الحقيقة، كان يعرف جيدًا ما الذي عليه قوله، لكنه لم يستطع التفوه به ببساطة.
عندها، حول كايل نظره من دون تردد عن ذلك الفارس، وخاطب الجنرال مول.
"وأنت يا مول. اخرج الآن، خلسةً، وتأكد من أن جيش ملك الشياطين لا يهاجمنا."
لم يتمكن مول من قول شيء لكايل الذي كان يناديه سابقًا بـالجنرال، والآن بات يخاطبه كما لو كان صديقًا من الحيّ، ويوجه له الأوامر بكل أريحية.
"بهذه الطريقة وحدها، قد تحصل على فرصة للحديث مع ملك الشياطين لاحقًا، أليس كذلك؟ ألستم بحاجة للتخلص من بذور المرض الرمادي؟ ومن غيري يستطيع فعل ذلك؟"
واو...
انبهر مول بصدق مما قاله كايل.
ولوّح كايل بيده تجاه الاثنين في الهواء، قائلًا.
"هيّا. اذهبا."
لكن الاثنان بقيا...
"……."
"……."
واقفين في مكانهما، دون أن يتحركا أو ينطقا.
قطّب كايل حاجبيه بضيق تجاه هذا البطء، وقال.
"ما الأمر؟"
بدأ يغضب تدريجيًا.
"تريدان القتال؟ هل هذا ما تريدانه؟"
الوقت يضيق، والأوضاع مشتعلة.
لمَ هم يتصرفان ببلادة وغباء بهذا الشكل؟
وفي النهاية، أطلق كايل كلماته الأخيرة.
"هل تريدان أن تريا مشهد موتي بأعينكما؟"
أغلق الجنرال مول عينيه بقوة، ثم فتحهما مجددًا.
هذا الوغد... لا هو شرير، ولا هو قديس.
'إنه الفوضى بذاتها.'
نعم... تجسيد حقيقي للفوضى.
شخص مجنون، كالفوضى تمامًا.
"هاها!"
ضحك قائد الفرسان المقدّسين الأعلى أخيرًا وقال.
"هذه المرة، سأتبع رغبتك."
ثم أشار بعينيه إلى هيتيلّيس والفرسان من خلفه، وأضاف.
"كايل هينيتوس... في المرة القادمة، سأعود لآخذ جسدك سليمًا."
وعند تلك الكلمات، حدّق تشوي هان في قائد الفرسان المقدّسين الأعلى بنظرات قاتلة.
لكن الأخير لم يُعره أي اهتمام. وألقى نظرة جانبية فقط قبل أن يتجاهله تمامًا.
عضّ تشوي هان شفته.
كانت تلك النظرة وكأنها تقول له، ما زلتَ غير مؤهل بعد.
لقد خسر اليوم.
وقد ترسّخ هذا الواقع في أعماق تشوي هان.
'في المرة القادمة...'
في المرة القادمة، سأتجاوز هذا اللعين.
عقد تشوي هان العزم داخليًا، فيما كان قائد الفرسان المقدّسين الأعلى قد تجاهله تمامًا، دون حتى أن يلتفت إليه.
"كُل جيدًا، ونَم جيدًا، واعتنِ بجسدك، وفكّر بأفكار صحية."
قال قائد الفرسان المقدّسين الأعلى هذه الجملة بهدوء، ثم استدار دون أدنى تردد، موليًا ظهره لكايل.
'ذلك الوغد أيضًا مجنون.' [*مول بس جالس يقيم مين المجنون ومين لا هههه]
فكّر الجنرال مول بأن قائد الفرسان المقدّسين الأعلى، الذي يردّ على تهديدات كايل بتلك البساطة وبتلك الابتسامة الهادئة، لا يمكن أن يكون شخصًا طبيعيًا هو الآخر.
وفي تلك اللحظة—
"أوه، لا تقلق على صحتي. لكن أأنتم فقط من سينسحبون؟"
"همم؟"
توقّف قائد الفرسان المقدّسين الأعلى الذي كان في منتصف طريقه للخروج بأناقة، واستدار ونظر إلى الخلف.
ابتسم كايل وقال.
"قائد فريقنا..."
وأشار إلى سوي خان.
"اترك وراءك الفرقة التي تسببت في إيصال سوي خان إلى هذه الحال."
حتى في خضمّ هذا الموقف، لم ينسَ كايل تلك المسألة.
"لو أنك اصطحبت أولئك الأوغاد معك، فسأموت، مفهوم؟"
"..."
تنهد قائد الفرسان المقدّسين الأعلى، ثم تابع سيره مجددًا.
وكان ذلك وحده إشارة ضمنية إلى موافقته.
وقال دون أن يلتفت، وهو لا يزال يدير ظهره.
"على أي حال، لن يكون بالإمكان أخذهم اصلاً."
ثم أضاف، مُخبرًا كايل بحقيقة واحدة.
بما أنه يجب عليه الحفاظ على حياة هذا الشقي، فعليه علي الاقل أخباره بمدي رعب العدو.
"لا بد أنهم قد اصطدموا بالإمبراطور الثالث. لذا لن يعودوا أحياء."
"..."
تغيّر تعبير كايل بشكل غريب.
أولئك الفرسان من طائفة إله الفوضى الذين خرجوا للبحث عن سوي خان، بعدما تنكّر كايل على هيئة الإمبراطور الأول...
لابد أنهم علِقوا بين جيش ملك الشياطين وبين المتجولون عائلة دم الألوان الخمسة، وتعرّضوا لأسوأ المصائر.
وكان قائد الفرسان المقدسين على يقين من ذلك.
- كايل، يبدو أن الإمبراطور الثالث قوي فعلًا.
لم يعلّق كايل على تعليق سوبر روك، بل حوّل نظره ببساطة نحو الجنرال مول.
"كحهم."
سعل مول بهدوء، ثم بدأ يتحرك بخطى متثاقلة.
"فلنذهب معًا."
اقترب منه كلوف بهدوء، ونظر إلى كايل بوجه يحمل تعبير وكأنما يسأله، 'لقد أحسنت، أليس كذلك؟'. [*كيوووت]
"ماذا تفعل؟"
توقّف كلوف على الفور حين رأى العبوس على جبين كايل.
"نعم؟"
ردّ عليه كلوف بارتباك، فأشار إليه كايل بيده ليقترب له.
كوووووووووووم — (صوت اهتزاز أرضي عنيف)
وفي تلك اللحظة تمامًا، لمس التنين سور القلعة للمرة الأولى.
لم تكن سوى لمسة واحدة...
لكنها كانت كافية لجعل القلعة بأكملها تهتز.
تتشَجَجَججج— (صوت تشقق عنيف في الجدران)
تشققت جدارن القلعة.
ورغم ذلك، لم يُغفل كايل عن ترتيب المهام واحدة تلو الأخرى.
"أنا أذهب؟"
"أجل."
حلّ الشيطان السماوي محل كلوف.
وراح كلوف سيكا ينظر إليه بأسى، غير قادر على إخفاء حزنه، إلا أن الشيطان السماوي، أثناء مروره به، ربت على كتفه وقال.
"لا ينبغي إرهاق الجرحى، أليس كذلك؟"
"!"
في تلك اللحظة، اتّسعت عينا كلوف سيكا بدهشة.
وبينما كان ينظر إلى كايل بوجه مصدوم، خاطبه الأخير بوجه عابس.
"أنت، ارتَح."
آه...
ارتسمت مشاعر التأثّر العميق على وجه كلوف، لكن أن كايل لم يُعر ذلك اهتمام.
في الواقع، لم يلحظه بصره.
"كايل-نيم."
"اعلم."
كان تشوي هان قد اقترب، لكن كايل عرف ما سيقوله حتى قبل أن ينطق به.
"اربط هذا الوغد جيدًا."
سلّم كايل البابا إلى تشوي هان، واتجه نحو النافذة وفتحها.
- سأراقب تحركات الجنرال مول وقائد الفرسان المقدّسين الأعلى.
وبعد أن سمع الرسالة الذهنية من الشيطان السماوي.
وووووش—— (صوت رياح شديدة)
قفز كايل من النافذة.
تادَاك — (صوت هبوط خفيف على الأرض)
وما إن لامست قدماه أرض الحديقة الخلفية—
"سيدي كايل هينيتوس...!"
وقف السيد الشاب جيمون، سيد قلعة موراكا، أمام كايل، برفقة كبير الخدم العجوز.
طَبطَبة — (صوت تربيت خفيف)
ربّت كايل على كتفه وهو يمرّ بجانبه وقال.
"سأوفّر لك بعض الوقت، فاجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص."
ثم أضاف.
"سوف ننفّذ عملية نقل آني جماعي على الفور."
فتح جيمون فمه بدهشة حين رأى يد كايل التي ربت بها على كتفه قد تحولت إلى اللون الرمادي— ملوّثة بالفوضى.
وحين مرّ كايل من أمامه، ظهر تنين صغير أمامه فجأة.
"أيها السيد الشاب جيمون! تحرّك بسرعة!"
وووووو— وووووو— (صوت تدفق طاقة)
بدأت مانا سوداء، مختلفة تمامًا عن مانا عالم الشياطين، تتجمّع حول راون.
وفي الحديقة الخلفية، راحت تلك الطاقة السحرية تتدفق وتتجمع على الأرض الفسيحة استعدادًا لعملية النقل الآني.
"آه!"
أضاء وجه جيمون، لكنه سرعان ما شحب.
كواآآآآااانغ! — (صوت انفجار هائل)
كان هذا الاهتزاز مختلفًا عن كل ما سبق.
"آه..."
جزء من جدار القلعة بدأ بالانهيار.
والآن، لم يتبقَ الكثير حتى يقتحم التنين الأزرق القلعة الرئيسية والمبنى الجانبي.
"أيها الإنسان!"
لوّح كايل بيده بخفة ردًا على نداء راون.
ففي هذه اللحظة، راون هو الوحيد في المجموعة القادر على استخدام السحر.
"أنت، ركّز فقط على النقل الآني."
قال كايل ذلك، ثم ضرب الأرض بقدمه بثبات.
"وسأقوم انا بإيقافهم بأي طريقة ممكنة ريثما تنتهي."
نعم...
فلا جيش ملك الشياطين، ولا طائفة إله الفوضى يستطيعان مهاجمتي الآن.
وحتى لو كان الإمبراطور الثالث قوياً للغاية، فربما أتمكن من الصمود لبعض الوقت.
فيووووو— (صوت هبوب الرياح)
اندفع جسد كايل في الهواء مع هبوب الرياح.
ولحق به تشوي هان من خلفه مباشرةً.
أما أون، وهونغ، وسوي خان، فبقوا في الخلف مع تشوي جونغ سو، لأن كايل أشار إليهم مسبقًا بعدم اللحاق به.
"لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة قاتلنا فيها معًا."
"نعم، كايل-نيم."
ولأن كايل التقط الجدية المخفية خلف ملامح تشوي هان اللطيفة، ابتسم بخفة، ثم هبط إلى الأرض بهدوء.
تادَاك— (صوت هبوط خفيف على الأرض)
المكان الذي هبط فيه كان على سور القلعة.
في موقع بعيد قليلاً عن الجزء المنهار منها.
"..."
"..."
وهناك، التقت عينا كايل بعيني الإمبراطور الثالث.
- ...كايل.
عندها، قال البخيل بنبرة خافتة.
- هناك متجولون آخرون أيضًا، أليس كذلك؟
همم...
إلى جانب الإمبراطور الثالث، لم يكن هناك تشوا وريون فقط، بل ظهر متجولون آخرون أيضًا.
- عددنا أقل من عددهم، أليس كذلك؟
قال البخيل بنبرة متوترة.
- ويبدو أن الإمبراطور الثالث قوي للغاية. وحتى ذلك التنين الأزرق... لا يبدو أن الصمود أمامه سيكون سهلا.
كان واضحًا من النظرة الأولى أن التنين الأزرق يملك قوة طاغية.
وفوق ذلك، كان تشوا وريون، اللذان يجيدان التحكم بالجليد والحمم، واقفَين إلى جانب الإمبراطور الثالث، ولا يزال كايل يذكر تمامًا مدى قوتهما.
حتى تشوي هان سيجد صعوبة في مواجهتهما معًا.
سواااااااششش — (صوت أمواج تتلاطم)
رغم عدم وجود ماء، إلا أن اصوت الأمواج كان مسموعًا.
وبينما كان الصوت يتردد، ظهرت خلف الإمبراطور الثالث كائنات مائية كانت محجوبة خلف الجدار...
إنها الثعابين المائية.
عدد لا يُحصى منها، يزيد طول كل واحدة منها عن خمسة أمتار على الأقل، كانت ترفع رؤوسها موجهة نظراتها نحو كايل.
- ...همم.
تنهد البخيل وتابع.
- نحن في ورطة كبيرة...
ياه...
لم يصدّق كايل المشهد للحظة.
لدرجة أنه لم يستطع الكلام.
عندها، رفع الإمبراطور الثالث طرف شفتيه بابتسامة وقال.
"هل تشعر بالخوف؟"
وكأنه يُجيب عن كلمات سيّده، فتح التنين الأزرق فاه مطلقًا زئيرًا عظيمًا.
كراااااااااااااااااا――! (صوت زئير شرس ومدوٍّ)
انفجر زئير شرس من أعماق التنين.
الإمبراطور الثالث، بملابسه الشبيهة بملابس الخالدين السماويين، كان قد ربط شعره الطويل بعناية، كما يفعل الحكماء، وأطلق لحية طويلة منمّقة، مما منحه مظهرًا أشبه بشيخ من إحدى طوائف الفنون القتالية.
والتنين الأزرق ذو الطابع الشرقي، الذي خيّم فوقه، كان يحدّق بكايل من علٍ.
- ذاك... ذاك التنين... يبدو خارق القوة……
حين تمتم الهالة المهيمنة بخوف.
- أيها الإنسان!
عاد صوت راون إلى أذني كايل مجددًا.
'لا'
إن جُرّ راون إلى المعركة الآن، فقد يصبح الصمود لبعض الوقت أسهل...
لكن حينها، لن يكون هناك من يُجري النقل الآني.
وذلك أمر غير مسموح به.
هز كايل رأسه نافيًا.
كانت إشارة لراون ليستمر في أداء دوره كما كان.
ولكن...
- أيها الإنسان!
تابع راون حديثه وكأنه لم يرَ تلك الإشارة.
- لقد تواصلتُ مع جدي غولدي! قال إنه سيأتي فورًا حالما علم بما يحدث!
...هاه؟
تجمّد كايل في مكانه للحظة.
عالم الشياطين.
رغم أن ماناها الرمادية تختلف عن المانا المعتادة، فإن راون استطاع استخدام السحر بحرية بفضل سمة الحاضر التي يمتلكها.
أما أولئك الذين يستخدمون سحرًا من عوالم أخرى، فسيجدون صعوبة في التكيّف مع مانا هذا العالم، ما يعني أنهم قد لا يستطيعون استخدام قوتهم بالكامل، بل سيحتاجون وقتًا للتكيّف أو قد يفشلون تمامًا.
'اجل، هذا ينطبق على السحر، لكن...'
ركز كايل نظره على جسد التنين الأزرق الضخم أمامه.
ذلك الجسد الذي كانت لمسة واحدة فقط منه كافية لتُسقط جدارًا.
لكن كايل سبق أن رأى تنينًا أكبر من هذا بكثير.
وذلك التنين... كان ضخمًا بحق.
وكان قويًا بشكل لا يُصدّق.
كما أنّه الأكبر سنًّا.
وفوق كل ذلك، فقد استعاد شبابه أيضًا.
فشششششش!— (صوت انبثاق سحر)
صدر صوت انطلاق سحر من خلف كايل.
- أيها الإنسان، قالت أورورا، زعيمة جماعة الوسطاء، إنها سترسل أحدًا إلى هذا الموقع عبر النقل الآني!
لم يذكر راون من الذي سيأتي، لكن كايل كان يعرف.
"هه..."
ارتسمت ابتسامة مائلة على شفتي كايل.
وقد التقط الإمبراطور الثالث تلك الابتسامة الملتوية.
وقف كايل متكئًا على جسده، ونطق ببرود، وكأنّه يرد على سؤاله عمّا إن كان خائفًا.
"تقول خائف؟ خرا عليك وعلي الخوف!" [*هيهي]
أتظن أنك الوحيد الذي يمتلك تنينًا؟
أنا أيضًا لديّ تنين مقرّب!
بل تنين أقوى منك بكثير حين يظهر بهيئته الحقيقية!
ثم ومن خلفه، بدأت تصل إلى مسامعه أصوات مألوفة لم يسمعها منذ فترة.
"سيدي الشاب... يبدو أنك تلوّثت بالفوضى..."
"يالها من فوضى..."
بصوتٍ فيه مسحة مخيفة لا تُفسَّر، تكلّم رون،
وبنبرة باردة، تحدّث بيكروس.
ثم، ظهر شخص ثالث دون أن ينبس بكلمة... وهبط إلى جانب كايل وتشوي هان.
كان يحدّق بالتنين الأزرق بنظرات متغطرسة.
وما إن رأى التنين الأزرق، قال.
"ما هذا؟ لست تنينًا، ومع ذلك تتظاهر وكأنك واحد؟"
التنين القديم، ارحابين.
هذه المرة، رمق الإمبراطور الثالث بنظرات مليئة بالاحتقار وتفوّه بكلماته بحدة.
"ما الذي تنظر إليه؟ هل أنت من جعل أطفالي في هذه الحالة؟"
آه...
رائع.
شعر كايل بإحساس عميق بالطمأنينة يتسلل إلى نفسه.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake