1252 - الحلقة 476 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 8

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 476 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 8

.

.

.

كان كايل راضيًا عن نجاحه في القبض على التوأمين المتجولين، تشوا وريون.

"ما الذي تفعله؟"

لكنَّه كان أيضًا في حالة من الارتباك.

إذ إن تشوا، الأصغر بين التوأم، كان قد اقترب من كايل ثم جلس فجأة على الأرض.

"ياا!"

ثم أمسك بحافة بنطال كايل.

"أرِني ذلك الشيء مجددًا!"

وبدأ يُصرّ بإلحاح، ويتصرف كطفل عَنيد.

فغرق كايل في دوامة من الذهول.

"يا، ألن تفلت هذا؟"

حاول أن يُبعد تشوا الذي كان ممسكًا بطرف سرواله،

"آه، حقًا!"

لكن تشوا كان قوي البنية، بينما كايل كان ضعيف الجسد.

"..."

أما ريون، التوأم الآخر، فاكتفت بمراقبة المشهد بتعبير معقد للغاية، وبدا وجهها كأنها في حالة من الشلل الذهني، وكأنها لن تكون قادرة على الإجابة عن أي سؤال.

"لماذا يفعل هذا؟"

في النهاية، سأل كايل ارحابين.

"هاه."

تنهد التنين القديم، وهز رأسه بلا حول ولا قوة وقال.

"عندما أخبرته بأني سأصطحبه لرؤيتك، تبعنا طواعية."

تشوا وريون... كانا متجولين يملكان تفردًا من مستوى شفاف. وعندما يتحدان، يمكن لقوتهما أن تبلغ مستوى الألوان الخمسة.

ورغم أن كايل لم يكن يعلم كل التفاصيل، إلا أنه كان يُدرك جيدًا أن هذين التوأمين قويان للغاية.

بصراحة، لم يكن يتوقع أن يتمكن تشوي هان، الذي لم يُظهر بعد خصائص تفرده كاملة، ولا إرحابين الذي لا يستطيع استخدام السحر حاليا، ولا راون أو كلوف سيكا، من هزيمتهم.

'كنت أحاول فقط أن أقيد هذين الشقيقين بجر مقاتلين قصر ملك الشياطين الأقوياء لقتالهم، كي أمنعهما من الهرب.'

إذا تمكنوا من إيقاف التوأمين قبل غروب الشمس، لكان ذلك وحده كفيلًا بإلغاء متغير كبير.

الغروب بات وشيكًا.

"همم."

قال ارحابين بتعبيرٍ مُضطربٍ بعض الشيء.

"يبدو أنه يريد رؤية أمه."

ماذا؟ أمه؟

نظر كايل إلى أسفل بدهشة.

كان تشوا، الذي الذي يتشبث بحافة بنطاله ويظهر تصرفات عنيدة كطفل مدلل، ضخم البنية جدًا لدرجة أن ذلك المشهد كان غير مريح للغاية للعين.

- همم. أيها البشري. امم. لا!

فجأة شعر كايل أنه كان هناك شيء غريب في تصرفات راون، الذي لم يقل شيئًا عن تدمير وسحق شيء ما.

"هل رأيت والدتك سابقًا؟"

عند سؤال كايل، توقّف تشوا لبرهة، ثم رفع عينيه إلى الأعلى ونظر إليه.

كان في تلك اللحظة مستلقيًا على الأرض تمامًا، يفتعل نوبة عناد صاخبة كالأطفال.

"...أرني."

قال ذلك بوجه جاد جدًا.

وفي أعماق كلماته، كان هناك أملاً بالغ الإلحاح وعميقًا للغاية.

كايل، الذي كان يحدق في ذلك بصمت، فتح فمه وأجاب على ذلك الرجاء.

"لا، لا أريد؟" [*علامة الاستفهام هنا مو تسائل، بل توضح نبرة كايل الساخرة والمتحدية. كأنه يقول: لا ما بدي، شو راح تعمل؟]

"..."

"أنتما متجولان، كما تعلمان."

لم يستطع تشوا الرد بكلمة واحدة.

فحقيقة كونه متجولًا لا يمكن إنكارها.

"إذا أريتكم ذلك الشيء مرة أخرى، هل ستخونون عائلة دم الألوان الخمسة؟ لا، لا يبدو الأمر كذلك."

ما قاله كايل لم يكن شيئًا يمكن اتخاذ قرار بشأنه بسهولة.

بصراحة أكثر، كان من غير المعقول أن يخون عائلته بسبب وهم رآه مرة واحدة.

"..."

لم يتمكن تشوا من قول أي شيء.

لكن قبضته التي كانت تمسك بطرف بنطال كايل، اشتدت أكثر.

بل وبدأت ترتعش قليلًا.

"..."

حدَّقَت ريون في يد شقيقها الممسكة بحافة سروال كايل، في حالة من الشلل الذهني.

على الارجح أن شقيقها سمع الصوت ذاته الذي سمعته، وشاهد المشهد نفسه الذي رأته.

تلك اللحظات السعيدة القصيرة، قبل أن تبدأ حياتهما المليئة بالشقاء.

"كايل هينيتوس."

كانت تدرك جيدًا أن شقيقها، مهما كان عنيدًا ومتهورا وسريع الغضب، فإنه سيتبع إرادتها في النهاية.

لا يستطع اخيها الأصغر معارضتها.

ولهذا السبب، كان كبار العائلة يوجهون الأوامر إليها.

فتحت ريون، المدركة لكل ذلك، فمها وقالت.

"في هذه المسألة، سألتزم بإرادتك. لذا، أرجوك، أرِنا ذلك مرة أخرى."

"!"

تفاجأ تشوا، ونظر على شقيقته ريون بدهشة.

حينها، نظر كايل إليها بنظرة خالية من أي تعبير، وسألها بنبرة هادئة.

"وما هي إرادتي؟"

"...إرادتك هي تطهير التلوث الذي خلفته طائفة إله الفوضى، دون أي عراقيل."

ثم تحولت نظرات ريون بهدوء من تشوا إلى كايل.

"لن أتواصل مع الامبراطور الثالث بأي شكل من الأشكال. ولن أخبر أحدًا بأنك تمتلك قوى إله الفوضى."

لقد فقدا كل شيء في طفولتهما.

وعاشا هاربين طوال حياتهم حتى بلغا سن الرشد، ثم لقيا حتفهما.

وأُحييا من جديد كمتجولين.

حتى في عالم الآلهة، لم يكن لهما أحد سوى بعضهما البعض.

ومن أجل البقاء، كان لا بد لهما أن يصبحا أقوياء.

وبفضل تلك القوة، أصبحت حياتهما أسهل وأكثر راحة، ولكن...

ومع ذلك، ما زالا وحدهما فقط، ولم يصبحا سعيدَين. [*احيانا احس ريو بتمرض لو ما تقول اشياء مهمة بشكل مبهم]

لأنهما أضاعا طريقة الشعور بالسعادة في سنٍ مبكرة جدًا.

خطت ريون خطوة إلى الأمام ومدت يديها.

"... إذا كنت لا تستطيع أن تصدقني، يمكنك أن تقيدني."

ثم اتجهت نظراتها نحو شقيقها.

كان هناك خطأ واحد فقط في فهم عائلة دم الألوان الخمسة.

تشو يصغي لها دائمًا؟

إذا كان الأمر كذلك، فهي مستعدة لفعل أي شيء من أجله.

حقًا، أي شيء.

سواء كانت حياتها أو وجودها...

بإمكانها التضحية بكل شيء.

كانت ريون قد رأت، وسط ذلك الضباب الرمادي، صوت ووجه أمها وأبيها، ووجه شقيقها الصغير، مبتسمًا بسعادة وبراءة.

لو كان بإمكانها فقط استعادة ذلك مرة أخرى...

فلا بأس لها حتى لو قتلوها.

لذا،

"لذا، أرجوك، أرِنا ذلك مرة أخرى."

لتشوا.

لتوأمي.

لشقيقي الصغير تشو الذي احتضني ومات قبلي.

لجعل ذلك الطفل يشعر بالسعادة مرة أخرى.

تشوا و ريون.

تلك اللحظة القصيرة من الفرح التي شاهداها خلال طقوس التطهير التي قام بها كايل...

كانت هي الذكرى الوحيدة الموجودة في حياتهما بأكملها.

"..."

ظل كايل يحدّق بهما بصمت، ثم قال.

"تشوي هان، قيدهما."

مشيرًا إلى التوأم المتجولين.

"قيدهما جيدًا حتى لا يتمكنا من التحرك. وكلوف، عليك بمراقبتهما."

"نعم، كايل-نيم."

تحرك تشوي هان على الفور، بينما ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كلوف.

"كايل-نيم، بقدراتي وحدي، لن أستطيع هزيمة هذين الاثنين."

عند سماع تلك الكلمات، أدار كايل كرسيه المتحرك، وقال بصوت لا مبالي تردد صداه في المكان.

"حتى صباح الغد، لا، بل طوال المدة التي سأقضيها في عالم الشياطين، سأواصل التطهير. وإن أردتما رؤية تلك اللحظات، فعليكما البقاء إلى جانبي ومرافقتي طوال الوقت."

توجهت أنظار تشوا وريون إلى ظهر كايل.

"كل ما عليك فعله هو مراقبة ما إذا كانا سيتواصلان مع أي شخص آخر أم لا. وإذا هربا، اتصل بي على الفور."

ثم أضاف كايل جملة أخيرة.

"آه. وأيضًا، الشخص الوحيد القادر على أداء طقوس التطهير هذه الخاصة بطائفة إله الفوضى هو أنا. إن تركتموني، فلن تروا ذلك أبدًا."

"......!"

تذبذبت حدقة عين تشوا، وعندما رأت ريون ذلك، تنهدت وقالت.

"بسرعة، قيدونا. سواء كان تقييد القدرات أو أي شيء آخر."

كانت تطلب أن تُقيّد بإرادتها.

بالطبع، كان هذا يعني،

'بمجرد انتهاء هذا الأمر، سنهرب.'

لأنه بالطبع، كان بإمكانها الهروب بسهولة إذا أرادت ذلك.

بينما كانت ريون تراقب كايل وهو يبتعد متجهًا نحو الجنرال مول، في الوقت ذاته، عندما كان تشوي هان يقيد تشوا، التقت عيناها بعيني كلوف الذي كان يقيّدها هي الأخرى.

"!"

وتوقفت فجأة.

شعرت بشيء غريب في عينيه.

"الكلمات التي قلتِها قبل قليل لكايل-نيم، هل يمكنك القسم بها أمام إله الموت؟"

كان هناك سبب لاختيار كايل لكلوف سيكا ليتولى أمر التوأم.

لأنه كان يُنهي الأمور بشكل نظيف للغاية، ولم يكن من النوع الذي يتأثر بالمشاعر أو الخلفيات العاطفية.

بل بالأحرى، إن كان سيتعامل مع تلك المشاعر والعلاقات، فسيكون فقط لاستغلالها والاستفادة منها لصالحه.

"لكن، دعيني أسألك شيئًا..."

فتح كلوف سيكا فمه، سائلاً بنبرة لطيفة.

"ما الجدوى من البقاء بجانب الإمبراطور الأول؟"

"……؟"

"فهو لا يبدو أنه يمنحكما حتى ذكرى واحدة سعيدة."

"……!"

بدأ الشخص الخبير في الخيانات والدسائس يلقي كلماته بكل هدوء وكأن الأمر لا يعنيه.

كان المشهد مختلفًا تمامًا عن ذلك الوقت في الماضي، حين كانت مستحضرة الأرواح ماري تتحدث عن عظمة كايل، بينما كان كلوف سيكا مسجونًا في أياماته كالفارس الحارس.

"لا تتفوه بكلام فارغ."

لكن، على الرغم من تعبير وجه ريون الصارم، ابتسم كلوف.

امرأة ذكية وفطِنة.

لا شك أنها لن تسقط بسهولة في حيلة واضحة كهذه.

'لكن، لو استمر بالكلام دون توقف.'

و،

'عندما يرون، سيفهمون.'

عظمة كايل-نيم...

وما تعنيه الأسطورة التي ينسجها بيديه.

أولئك الذين يحيطون بكايل-نيم،

رغم أنهم كثيرًا ما يعانون ويتعرضون للأذى،

ورغم وجود لحظات من القلق، وأوقات لا يشعرون فيها بالسعادة،

إلا أنهم، لم يعتبروا أنفسهم تعساء.

على عكس التوأم اللذين أمامي الآن.

"هوهو."

كان كلوف هو الشخص الذي شعر بذلك بوضوح أكثر من أي شخص آخر.

"......"

"......"

وبينما كان تشو وريون يحدّقان في كلوف بنظرات يشوبها الضيق والريبة، سألهم إرحابين.

"هل زرع الإمبراطور الثالث خيطًا آخر هنا؟"

هزت ريون رأسها.

"حسب ما أعلم، نحن الاثنين فقط هنا. والإمبراطور الثالث يريد معرفة ما الذي يحدث في جانب ملك الشياطين."

تحدثت بصدق، ثم أخرجت الرسالة التي كانت بحوزتها، وسلّمتها إليهم.

إذا كانوا قد قرروا التعاون، فمن الأفضل أن يفعلوا ذلك بشكل صحيح.

كما ان هذه المجموعة تبدو أنها تضم العديد من الأشخاص الأذكياء والماكرين، بل والخبيثين أيضًا.

"همم."

تقبّل ارحابين كلمات ريون كحقيقة.

لكن...

'ربما من الأفضل أن نواصل البحث، تحسباً لأي شيء.'

كان قد قرر هو وتشوي هان مواصلة البحث.

فلم يطلب كايل منهما التوقف.

بل حتى كايل نفسه لم يكن يشعر بالطمأنينة الكاملة بعد.

***

"هوو."

ارتسمت ابتسامة على شفتي الإمبراطور الثالث.

برفق، رفع طرف كمّه الواسع كما لو كان أحد الخالدين السماويين، ليكشف عن عشر نقاط صغيرة على شكل قطرات ماء.

وكانت إحدى هذه النقاط تهتز بشكل طفيف.

"ممم."

أغمض عينيه، كما لو كان يتذوق شيئًا شهيًا. [*؟؟؟ ليش عجايز ذا الموسم هيك؟]

"آه." [*اتلمّ ياشايب! شو هالحالة هذي؟؟؟]

شهقة إعجاب خافتة أفلتت من شفتيه.

مدينة ميكا.

عندما غادر ذلك المكان، ترك وراءه في باطن الأرض ماء البحر الخاصة به.

وذلك الماء، الذي كان يمتصّ السوائل المتسرّبة إلى الأرض،

التقى بماء آخر.

ماء يشبه الماء العادي، لكن في جوهره يختلف عنه اختلافًا دقيقًا.

كان له شكل غريب.

تلك القطرة كانت رمادية اللون.

"ها، هاها -"

انطلقت ضحكة من فم الإمبراطور الثالث.

كثيرًا ما كان يُقال إنه أذكى مما يبدو.

تلوّث الفوضى الذي اكتُشف في موقع الآثار.

كارثة شنيعة لدرجة انها صُنّفت ضمن الكوارث الثلاث.

ثم الموقف الغريب لملك الشياطين، الذي طرده وأبعده،

وأخيرًا، قطرة الماء الرمادية.

لم يكن الإمبراطور الثالث جاهلاً بمعنى تلك القطرة الرمادية.

لقد عاش لسنوات طويلة، وكان قريبًا من طائفة إله الفوضى، وبالتالي كان يعرف جيدًا قوى الطائفة الخاصة.

الماء الذي تركه هناك وامتص السوائل المتسربة، استنتج منه بعض الأمور.

"هاه، ذلك الوغد، ملك الشياطين، يبدو أنه احتوى طائفة إله الفوضى!"

"هاه؟"

تطهير تلوث الفوضى يعني أن البابا طائفة إله الفوضى قد تحرك.

القديس قد مات.

وفي هذا الوضع، يعني أن ملك الشياطين قد امسك بالبابا المفقود.

بالطبع، لا يمكن أن تكون علاقة تعاونية.

'فقد كانت الطائفة تحاول طعن عالم الشياطين في الظهر.'

لكن البابا قام بالتطهير؟

ما يعنيه ذلك كان واضحًا.

'ملك الشياطين قد التهم الطائفة إله الفوضى.'

لا أعرف ما الوسيلة التي استخدمها،

لكنه على يقين بأن الطائفة قد كُبّلت بطوقٍ محكم، وأُجبرت على الركوع تحت قدميه.

ولهذا، تُجري الطائفة طقوس التطهير بهذه الطريقة.

"ثم، قاموا بإخفاء ذلك عني، عن عائلتي."

كانا قد وعدا بعضهما البعض بألا يخون أحدهما الآخر.

"هذا مثير للاهتمام."

عالم الشياطين، وذاك اللعين ملك الشياطين، كنت أظن أنهم تنحّوا بهدوء وتخلّوا عن طموحاتهم.

"إذن، هل كان كل ذلك مجرد حيلة لتوسيع نفوذهم من وراء الستار؟"

غرق الإمبراطور الثالث في التفكير.

ما الذي عليّ فعله حيال هذا الآن؟

"... لا يبدو أن هذيك الأخوين الأحمقين سينفعان في هذا."

المتجولان، تشوا وريون.

أولئك الأخوين الأحمقين الذين يعتقدون أن لا أحد في هذا العالم يمكنهم الاعتماد عليه سوى بعضهم البعض، رغم أنهم من النوع الذي يسهل السيطرة عليه، لكن من الصعب توقّع أن ينجزوا أمرًا حقيقيًا ومهما.

نقـر. نقـر.

نقر الامبراطور الثالث برفق على قطرة الماء التي في ذراعه بلا مبالاة، ثم خفض كمّه مرة أخرى.

"هيا بنا."

ثم استدار للعودة إلى مدينة ميكا.

"جلالتك، هل تنوي العودة؟"

"أجل."

أجاب بإيجاز على سؤال أحد تابعيه، ثم بدأ في التحرك بسرعة ملحوظة نحو ميكا.

وفي تلك اللحظة، ذلك الشخص الذي كان يراقب هذا المشهد من مكان بعيد، أبعد ظهره عن جذع الشجرة الذي كان مستندًا إليه، ونهض واقفًا.

طك. طك. (صوت نفض الأوراق عن الكتف)

نفض ملك الشياطين الأوراق التي سقطت على كتفيه، ثم رفع بصره نحو السماء.

كان الغروب يزحف ببطء في الأفق البعيد.

قريبا سوف تتحول السماء إلى اللون الأحمر.

سسس. (صوت حركة خفيفة)

دفع الأرض بخفة بقدمه، واختفى جسده في ظل الشجرة مع صوت خافت جداً.

والاتجاه الذي سلكه، كان ذات الاتجاه الذي مضى فيه الإمبراطور الثالث.

"!"

فجأة توقف الإمبراطور الثالث عن السير.

"......"

توقف اتباعه أيضًا بدهشة، وفتحوا أفواههم للحظة، ثم سارعوا بإغلاقها عند رؤية تعبير الإمبراطور الثالث الذي جعلهم لا يستطيعون قول أي شيء.

وفي تلك اللحظة، التي خيّم فيها الصمت—

"اخرج."

قال الإمبراطور الثالث بصوت هادئ.

"!"

"!!"

حينها استطاع أتباع الإمبراطور الثالث رؤية ظل شجرة على جانب الطريق يتحرك بشكل مريب.

ظل شجرة يتحرك في الاتجاه المعاكس لضوء الشمس.

راح ذلك الظل يتمدد، ويزداد طولًا وضخامة،

سسسسس... (صوت حركة مفاجئة)

ثم من داخل ذلك الظل، ارتفع شخص ما فجأة.

كان ملك الشياطين.

"!"

فوجئ تابعي الإمبراطور الثالث لدرجة أنهم لم يستطيعوا حتى فتح أفواههم.

"ها!"

ضحك الإمبراطور الثالث بذهول.

"لقد تبعتني، إذًا."

حقيقةُ أنه لم يُدرك ذلك أغضبت الإمبراطور الثالث من نفسه.

وعلاوة على ذلك، كان بإمكانه أن يشعر بوضوح بقوة ملك الشياطين المنبعثة.

"هل تنوي منعي؟"

وقف ملك الشياطين معترضا طريق الإمبراطور الثالث دون أن ينبس ببنت شفة.

ونتيجةً لذلك، بدأ وجه الإمبراطور الثالث يتشوّه بشدة من الغضب والانزعاج.

سوسوسو~ (صوت تمايل أوراق الشجر)

تمايلت أوراق الشجر بخفّة في الهواء، لكن أحدًا لم يتحرك، ولم ينبس أيٌّ منهم ببنت شفة.

بدأ التوتر الشديد يعلو ويملأ الأجواء.

ومع ذلك، وقف ملك الشياطين في مكانه، بوجهٍ خالٍ من الانفعال وملامحه تنطق بالملل والفتور.

على النقيض تمامًا من وجه الإمبراطور الثالث المتجهم والمتشنج.

"......"

غير أن نظرات الإمبراطور الثالث، على خلاف تعبيرات وجهه المتجهمة، كانت تومض بوميض خافت وغامض.

نقـر. نقـر.

راح الإمبراطور الثالث ينقر على طرف كمّ ردائه.

في نفس الموضع الذي كان يطرق عليه سابقًا، حيث قَطَرات الماء.

لطالما قيل إن الإمبراطور الثالث أذكى بكثير مما يبدو عليه.

في أعماق الأرض، تحت ثكنات مدينة ميكا، بدأت قطرة ماء البحر التي كانت راكدة، بالتحرّك استجابة لأمر سيدها.

ثم ما لبثت أن تشكّلت على هيئة ثعبان صغير رفيع أشبه بخيط.

سسسس— (صوت زحف هادئ)

اتجه الثعبان في اتجاه واحد.

نحو موقع أطلال إله الشياطين.

المجاورة لقرية عشيرة الشجرة الرمادية.

اتجه الثعبان الصغير نحو المركز العلاجي الواقع داخل تلك القرية.

الإمبراطور الثالث، الذي أُمسِك من الخلف على يد ملك الشياطين، لم يكن ينوي أن يستسلم هكذا بسهولة.

فقد كان يعرف جيدًا كيف يُربك أعداءه باستخدام قوة ضئيلة أو بخدعة بسيطة للغاية، وكان أيضًا يدرك تمامًا متى وأين يستخدمها.

***

"سأبدأ التطهير فورًا في قرية الشجرة الرمادية."

بمجرد انتهاء الفوضى التي عمت في ثكنة ميكا، توجّه كايل مباشرة إلى قرية الشجرة الرمادية، وأعلن على الفور خطته القادمة.

"من الآن فصاعدًا، سأواصل التطهير دون توقف."

سواء في مدينة ميكا أو مدينة ميدي أو في الأطلال.

سأطهر كل شيء قبل أن تحدث فيه أي مشكلة.

"هذا ليس بالأمر الصعب حقاً."

كايل، الذي قال ذلك، كان لا يزال جالسًا على كرسيّه المتحرّك.

مدّ يده واخذ فنجان الشاي الذي صبّه له كلوف بدلًا من رون.

قريبًا، ستُقام طقوس التطهير الثانية هنا.

وبالتزامن مع غروب الشمس، على الأرجح سيكون هذا آخر طقوس التطهير قبل أن يحل الليل.

رفع كايل الفنجان، وارتشف قليلاً من شاي الليمون—

"!"

ثم تجمد فجأة.

- ليس هذا، أريد ماء آخر!

تمتمت الكاهنة الشرهة بصوت متذمر.

لكن لم يكن ذلك مجرد تذمر بسيط، إذ كان هناك شيء غريب في نبرة صوتها.

- حقًا، أشعر بالاختناق. أريد شيء منعش!

كان صوت الكاهنة الشرهة يملؤه يأس واضح.

- هذا تمامًا مثل العطش الذي شعرتُ به حين أكلتُ الكثير من التراب! [*احا]

هاه؟

فجأة، شعر كايل وكأن قلبه سقط في مكانه.

'ألم تمتِ بعدما أكلت التراب؟'

نعم، لقد ماتت بعدما أكلت التراب الملوث بالمانا الميتة.

والآن تقول إنها تشعر بما شعرتِ به آنذاك؟

ألا يعني هذا ببساطة أنها تمر الآن بما مرت به قبل موتها؟ [*بالمختصر خاف عليها]

- شيء منعش!

- فقط بذلك أستطيع الهضم! أستطيع النمو!

- أشعر وكأن أوراقًا ستنبت من جسدي!

لم يتمكن كايل من فهم كل ما كانت تقوله الكاهنة الشرهة.

لكن...

- الفوضى!

هذه المرة، كانت تذكر ما تريده بشكل أكثر وضوحًا.

- أريد ماءً منعشا يحمل قوةً تشبه قوة الفوضى! شيئًا نقيًا، لا مانا ميتة ولا فوضى، بل قوة الطبيعة الخالصة!

أها.

في اللحظة التي بدأ كايل يستنتج فيها شيئاً ما،

قال سوبر روك بهدوء.

- كايل، يبدو أن الكاهنة الشرهة لا يمكنها هضم قوى الفوضى التي تحتضنها بالكامل، إلا إذا توفرت لها طاقة تعادلها في القوة. ويُشترط أن تكون تلك القوة من الطبيعة.

امم. أي أنها تريد ماءً، صحيح؟

فجأة، خطر على بال كايل شخص ما.

"...اه، همم، أين يكون الإمبراطور الثالث في الوقت الحالي؟"

أليست خصائص تفرده مرتبطة بالبحر، صحيح أنها قد تكون مالحة بعض الشيء، لكنها تظل قوة طبيعية خالصة تكاد تضاهي قوة الإلهة، أليس كذلك؟

"عفوا؟"

بينما كان الجميع في حيرة من كلام كايل المفاجئ...

طَرق، طَرق، طَرق.

دخل أحد محاربي عشيرة الشجرة الرمادية.

نظرًا لأن الكاهنة لم تستفق بعد، فقد أتى هذا الشخص ممثّلًا عنها.

"كل شيء جاهز."

كريك... كريك... (صوت عجلات الكرسي المتحرك)

دفع كلوف الكرسي المتحرك للأمام، وبذلك اتجه كايل نحو المركز العلاجي الواقع داخل قرية الشجرة الرمادية.

في الساحة الواسعة أمام المركز العلاجي،

كان أولئك الذين يترقبون تطهير كايل، المعجزة الرمادية، يقفون متجمّعين هناك في انتظار.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/08/04 · 315 مشاهدة · 2752 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025