إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 494، سلسلة موت الآلهة 6〉
.
.
.
كانت نظرة كايل الخاطفة إلى رون تشبه تمامًا نظرةَ طفلٍ صغيرٍ يقف أمام والده قبل أن يُوبَّخ.
ورون لم يكن يجهل ذلك.
لكن كايل نفسه لم يكن يدركه.
"إنه نفس الشيء تمامًا."
"هاه؟"
صبّ رون النبيذ في كأسه أيضًا، ثم جلس بجانب بيكروس، مقابل كايل، وبدأ يتحدث بهدوء.
"نظرتك الآن تشبه تمامًا النظرة التي كنت ترمقني بها عندما كنت صغيرًا، قبل أن تُوبَّخ."
نعم…
حين كان السيد الصغير طفلًا، لم يكن يُظهر مثل تلك التعابير أمام الكونت، أو بالأحرى أمام دوق هينيتوس.
لكنه كان يُظهرها أمامي أحيانًا، وكانت تشبه أيضًا نظرةَ بيكروس حين يرتكب خطأً ما.
لذلك، لم يكن من الممكن ألا ألاحظ.
"وتظاهرتُ حينها بأني لا أعلم."
رغم أن السيد الشاب الجالس أمام رون لم يشرب النبيذ أولًا، ولم يطلب منه أن يشرب،
إلا أن رون رفع كأسه ورشف رشفةً صغيرةً منه.
"لأنني أجيد التظاهر بأني لا أعلم."
ارتسمت على شفتي رون ابتسامته الحنونة المعتادة.
منذ اليوم الذي قرّر فيه العمل خادمًا في بيت الكونت هينيتوس مع بيكروس،
كان عليه أن يُتقن التظاهر بعدم معرفة أي شيء —
سواء الماضي، أو من حوله، أو حتى مشاعره الخاصة.
"وما زال الأمر كذلك حتى الآن. فأنا أجيد جدًا التظاهر بأني لا أعرف شيئًا."
"……."
لم يقل كايل شيئًا، بل ظل صامتًا بتعبيرٍ غامضٍ على وجهه.
رفع رون نظره ليلتقي بعينيّ سيده الشاب، ثم فتح شفتيه ليتابع.
"لكن، منذ وقتٍ ما، بدأت تأتي لحظات لم أعد أستطع فيها التظاهر بالجهل."
من أي لحظةٍ عليّ أن أعتبر البداية؟
هل كان ذلك منذ علمتُ أن تشوي هان هاجمته جماعة الظل؟
أم حين رأيتُ غضب السيد الشاب بعد أن عدتُ إلى بيت الكونت هينيتوس مصابًا بسبب جماعة الظل؟
أم لعلّها السنين التي تراكمت بصمت هي من جعلته على هذا النحو؟
"تمامًا كما الآن… لحظاتٌ كهذه، حين لا أستطيع فيها التظاهر بالجهل، أصبحت تأتي كثيرًا."
قال رون ذلك، ثم ارتشف من كأس النبيذ مرةً أخرى.
أما كايل، الذي ظلّ صامتًا مترددًا في ما يجب أن يقوله وكيف، فقد نطق أخيرًا.
"حسنًا… لا تتظاهر بأنك لا تعرف."
من بين الذين يحيطون به الآن، لم يكن هناك سوى قلّة يعرفون كايل هينيتوس الذي كان قبل أن يصبح كيم روك سو.
لم يكن أولئك إلا رون وبيكروس، وعددًا قليلًا من أفراد عائلة دوق هينيتوس وخدمه — وهؤلاء كانوا قلّة حقًا.
كما إنه لم يكن ينوي مطلقًا أن يُخبر عائلة هينيتوس بالحقيقة.
لكن أمام هذين الشخصين —
كان يتذكّر بوضوح رون الذي حمله على ظهره وركض به،
ويتذكّر أيضًا اللحظات التي اجتازها معهما بين الحياة والموت مرارًا.
ولذلك، كان عليه أن يواجههما كما ينبغي.
"لقد قرّرت أن أعيش بصفتي كايل هينيتوس."
أجل...
لا كلمات تُعبّر عن مشاعر كايل أفضل من هذه.
أنا كايل هينيتوس.
وسأعيش ككايل هينيتوس.
تَموُّج~
تظاهر كايل بعدم ملاحظة النبيذ الذي كان يتماوج في الكأس التي يمسكها بيده، ثم شرب رشفةً صغيرةً منها.
أحسَّ بحرارة تتسلل إلى وجنتيه.
"اسأل عمّا شئت."
في خضمّ السكون الهادئ، أعاد كايل الكأس – التي ظلَّ نبيذُها يتأرجح باستمرار – إلى الطاولة، فتوقَّف النبيذ عن التمايل داخِلها.
ثم شبك يديه تحت الطاولة.
"هوهو."
أطلق رون ضحكةً خافتة.
ورغم أن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه بدت ودودةً كعادته، إلا أنها حملت في طيّاتها برودةَ قاتلٍ محترف وهو يسأل كايل.
"هل تشعر بالتوتّر؟"
في اللحظة التي سمع فيها تلك الكلمات —
"ها!"
انفجر كايل بضحكةٍ قصيرة.
وحينها، أخيرًا، شعر وكأن الهواء قد عاد ليتدفق في جسده من جديد.
"آه، نعم. كنت متوتّرًا."
اعترف بذلك بصراحةٍ تامة.
"من كنت في السابق؟"
تدخّل بيكروس فجأة في الحديث.
"اسمي كيم روك سو. كنت أقاتل الوحوش في عالمٍ آخر مع القائد لي سو هيوك وتشو جونغ سو."
"همم."
أومأ بيكروس برأسه، ووجهه يوحي بأنه كان يتوقع هذا بالفعل.
أما رون، فلم يُبدِ أي دهشة إطلاقًا.
رون وابنه — هذان الاثنان لم يتفاجآ بأيٍّ من كلمات كايل طوال الوقت.
"حقًا، أنتم سريعو الملاحظة."
أفصح كايل عمّا في نفسه،
فردّ بيكروس بنظرةٍ مائلةٍ خاليةٍ من الاهتمام، على عكس رون.
"هل سبق أن أخفيتَ شيئًا من قبل؟"
"……."
"أنت فقط لم تقله، لكنك كنت تُظهر كل شيء بوضوح، أليس كذلك؟"
"……."
لم يجد كايل ما يقوله أمام كلمات رون وبيكروس.
"هل هذا… على ما يرام؟"
فقال ما في قلبه بدلًا من أن يردّ على كلامهما.
"ألا تمرّان على الأمر بسهولة شديدة؟"
"إذن، هل نُحاول ألا نمرّ عليه بهذه السهولة؟"
قال رون ذلك مبتسمًا ابتسامةً دافئة.
"!"
تجمّد كايل للحظة عند سماع تلك الكلمات.
كما هو متوقّع... هذا العجوز الشرير! لا يترك شيئًا يمرّ بسهولة!
'كان عليّ أن أبقى صامتًا!'
وبينما كان كايل يلوم نفسه على تفوّهه، ويحاول جاهدًا ألا يجيب،
تحدّث القاتل رون بهدوءٍ شديد.
"سأسألك سؤالًا صعبًا."
بلع–
ابتلع كايل ريقه من غير وعي.
ما الذي يقصده؟ ما هو هذا السؤال الصعب؟
"هل السيد الشاب بخير؟"
……!
في اللحظة التي سمع فيها كايل سؤال رون، كادَتْ زفرةٌ تفلت منه بغير وعي،
لكنه سرعان ما تمالك نفسه، وألقى سؤالًا خطر بباله فجأة.
"هل تظن أنني أعرف؟"
السيد الشاب الذي يقصده رون…
لابد أنه يعني كايل هينيتوس الحقيقي.
كما أن رون سأله عن كايل هينيتوس الحقيقي – كما لو أن لي معرفة شخصية به – بل وقالها بنبرة إيجابية بحتة.
"نعم، أظن أنك تعلم."
قال رون بابتسامةٍ ودودة تفيض دفئًا،
"لأنني لم أرَ أي أثرٍ للذنب في عينيك عندما تحدّثت عن السيد الشاب السابق."
هاه!
أطلق كايل تنهيدةً دون وعي.
"آه، حقًا..."
هذه المرة شعر بها بوضوحٍ تام.
"رون، أظن أنه من النادر أن يوجد شخص يعرف كايل هينيتوس أكثر منك."
"ذلك أمر بديهي."
أجاب رون بهدوءٍ تام، وكأنه يقول؛ ما الذي يدفعك لقول أمرٍ واضحٍ كهذا؟
"أنا خادم السيد الشاب، الذي رافقه منذ البداية وحتى الآن."
كان كلامه صحيحًا.
فأطول من رافق كايل هينيتوس هو رون.
أمسك كايل بكأس النبيذ.
وفجأة، تذكّر تلك اللحظة التي غفا فيها أثناء قراءة ولادة بطل ثم استيقظ،
وكم كان مذهولًا عندما رأى رون في ذلك الوقت.
شرب رشفةً من النبيذ، ثم قال بهدوء.
"ذلك الرجل بخير."
كايل هينيتوس، الذي أصبح كيم روك سو... بخير.
"أهو كذلك؟"
"نعم، وقال إنه التقى بوالدته."
بالطبع، لم تكن نفس الأم التي يتذكرها كايل هينيتوس الحقيقي،
بل كانت أمًّا أخرى في العالم الذي عاش فيه كيم روك سو، صورةً مختلفةً بعض الشيء.
"!"
"……!"
للمرة الأولى، تجمّد كلٌّ من بيكروس ورون في مكانيهما.
ثم رأى كايل ابتسامةً ترتسم على شفتي رون،
بل وحتى على شفتي بيكروس ظهرت ابتسامة صغيرة.
'أوه.'
ولأن الأمر بدا مفاجئًا له، ظل كايل يحدّق فيهما قليلًا.
وحين التقت عيناه بعيني بيكروس، عادت ملامح الأخير إلى برودها المعتاد على الفور، ثم سأل.
"هل هناك شيء آخر تخفيه؟"
"همم…"
فكّر كايل في شيءٍ قد لا يعرفانه بعد.
"تعلمان أنني أتحدث مع الآلهة، أليس كذلك؟"
"نعم."
"حسنًا، وتعرفان اسمي أيضًا."
"نعم."
"وتعرفان أعداءنا كذلك؟"
"بالتأكيد."
"همم..."
... لا أظن أن هناك ما يمكن قوله أكثر من هذا؟
بالطبع، لو أراد أن يشرح بالتفصيل المملّ، لكان عليه أن يذكر أن تشوي هان متنقّل بين العوالم،
وأنه هو نفسه أتى إلى هنا بعد أن قرأ كتابًا يُدعى ولادة بطل.
لكن...
'هل هناك داعٍ لذلك؟'
فالأمر يتعلّق بتشوي هان، وليس من حقه الخوض فيه.
وفوق كل ذلك، هذا العالم ليس مجرد صفحاتٍ في كتاب، بل هو واقعٌ حقيقي.
أما عن ولادة البطل…
فالأصح أن يروي قصته مؤلفه تشوي جونغ غون، أو إله الموت ذاته.
"همم..."
فكر كايل مليًّا.
"أمم..."
ثم قال بعد أن أعاد التفكير مجددًا.
"آه، هناك شيء قد لا تعرفانه."
همم...
"أنا وتشوي جونغ سو صديقان، وتشوي هان هو عمّه الأكبر. لكنني أتكلم مع تشوي هان بصيغة غير رسمية، بينما هو يعاملني كسيده. ومع ذلك، ما زلت صديقًا لتشوي جونغ سو."[*لو ظليت ساكت احسن، فشلتنا]
انعقدت ملامح بيكروس في ارتباكٍ واضح.
"...هكذا إذًا."
كانت ملامحه تقول بوضوح؛ لمَ تقول مثل هذه الأمور؟
فشعر كايل ببعض الإحراج، وأخذ رشفةً من النبيذ بلا سبب.
حينها سأله بيكروس بنبرةٍ هادئة تمامًا.
"ما هو الغوتشوجانغ؟"
بفف!
بصق كايل النبيذ الذي كان في فمه.
على الفور، أخرج رون من جيبه منديلاً بهدوء وناوله لكايل،
ثم أخرج منديلاً آخر ومسح به الطاولة وثياب كايل.
"الأطعمة التي تحدث عنها السيد راون، هل هي من أطعمة موطنك الأصلي؟"
"...أمم."
"كان يبحث عن أطعمةٍ أخرى يمكن تناولها إلى جانب فطيرة التفاح."
"...أرى."
أجاب كايل بشرود، فقال له بيكروس بنبرةٍ هادئة.
"في المرة القادمة، أرجوك أن تخبرنا بالوصفة الصحيحة بنفسك."
"آه... إمم–"
لكنني لا أعرف شيئًا عن الغوتشوجانغ؟
"إذًا، سأذهب الآن."
نهض بيكروس فجأة من مقعده وتوجّه نحو الباب.
حينها لاحظ كايل أن بيكروس لم يشرب حتى رشفةً واحدة من النبيذ.
'هل يجوز أن أترك الأمر هكذا؟'
لماذا انتهى الأمر بهذه البساطة؟
ولماذا كنت أتردد وأؤجل كل هذا الوقت؟
وفي اللحظة التي كان على وشك أن يشعر فيها بفراغٍ غامض،
نظر إلى ظهر بيكروس المتجه نحو الباب، وفتح فمه ليتحدث —
لأنه كان عليه أن يقول ما يجب قوله رغم كل شيء.
"لا تُجهد نفسك."
بيكروس، الذي كان يمسك بمقبض الباب ليخرج، توقّف فجأة في مكانه.
"سواء كنت تطهو، أو تتدرّب على السيف، أو تتعلّم المهارات من قائد الفريق، افعل ما يحلو لك. لكن لا تُجهد نفسك أكثر من اللازم."
أشار كايل نحو النافذة، حيث كان بيكروس قد استدار لينظر إليه.
"في الليل، يجب أن تنام، أليس كذلك؟"
وبينما كان يتحدث، لاحظ كايل على يدي بيكروس وعنقه ومعصميه، وحتى في مواضع أخرى، آثارَ جروحٍ صغيرةٍ جديدة.
فتساءل في نفسه كيف يتلقّى بيكروس تدريبه من قائد الفريق لي سو هيوك.
كانت جروحًا سطحية، خلّفتها ضرباتٌ سريعةٌ خاطفة من نصلٍ حاد.
"نم جيدًا، وكُل جيدًا. أليس هذا ما ينبغي أن يكون؟"
عند كلمات كايل التي نطق بها بابتسامةٍ ساخرة، شخر بيكروس بلا مبالاة واستدار دون إجابة.
لكن قبل أن يخرج من الباب، فتح فمه وتحدث.
"سأطرح عليك سؤالًا واحدًا آخر."
قال بيكروس وهو يحدّق في الباب دون أن ينظر إلى كايل.
"ما هو هدفك؟"
ذلك الرجل المسمّى كيم روك سو، الذي قرر أن يعيش بصفته كايل هينيتوس...
لا، ليس كيم روك سو — بل كايل هينيتوس فقط.
كان فضوليًا بشأن هدفه هو فقط.
ومن خلف ظهره، جاء صوتٌ هادئ.
"أن نحيا نحنُ حياةً جيدة، نأكل فيها جيدًا ونعيش براحة. بالمناسبة، أنا سأكون عاطلًا عن العمل."
أجل... هذا كافٍ.
حقًا، لم يكن بيكروس فضوليًا بشأن أي شيءٍ آخر غير هذا.
فـالجوهر لا يتغيّر أبدًا.
طَق. (صوت إغلاق الباب)
غادر بيكروس الغرفة دون أن يُظهر أي رد فعلٍ تجاه كلمات كايل.
راقب كايل بيكروس المغادر بشيءٍ من الإحباط، إذ لم يتلقَّ منه أي إجابة، لكنه توقف فجأة عندما سمع صوتًا مألوفًا.
"صحيح، يا سيدي الشاب. لا ينبغي أن تُجهد نفسك."
صوت هادئ دافئ، ومفعم بالحنان.
"نم جيدًا، وكُل جيدًا، واسترح جيدًا. هذا مهم جدًا."
أدار كايل رأسه ببطء، فرأى رون يبتسم له بكل وداعةٍ ولطف.
"وسيدي الشاب أيضًا، سيلتزم بما قال بنفسه، أليس كذلك؟"
"……."
"حسنًا، بما أنك قلت إنك ستحافظ عليه، فسأصدقك."
"……."
"سأبقى إلى جانبك، كما كنت في البداية، وكما أنا الآن، دائمًا إلى جوارك، أراقبك، وسأظل كذلك إلى الأبد."
كايل، الذي لزم الصمت بسبب برودةٍ غريبةٍ شعر بها، أجاب أخيرًا على كلمات رون الأخيرة.
"بالتأكيد. فأنت يا رون، خادمي الوحيد."
كان كايل يعتزّ بأفراد عائلة دوق هينيتوس، ويعتبرهم بمثابة عائلته.
لكن، رغم أنهم جميعًا ينتمون إلى البيت نفسه، إلا أن الأمر كان مختلفًا قليلًا بالنسبة إلى رون.
لم يكن قادرًا على وصف ذلك بدقّة، لكنه، لسببٍ ما، وجد نفسه يراقب تصرّفات رون باستمرار.
وعندما يعود رون مصابًا، كان يغضب بشدة على نحو خاص.
على أيّ حال، لو استخدم الألفاظ التي يستعملها راون أو تشوي هان، فـ رون يُعَدّ جزءًا من عائلته.
صحيحٌ أنه لا يستطيع تحديد مكانته الدقيقة ضمن تلك العائلة،
إلا أن رون بلا شك كان ذا أهميةٍ مميزة تختلف بعض الشيء عن باقي الرفاق الذين رافقهم حتى الآن.
"وسيدي الشاب هو سيدي الشاب الوحيد أيضًا."
قال رون بلطف،
وما إن سمع كايل تلك الكلمات، حتى رفع كأسه وشرب ما تبقّى من النبيذ دفعةً واحدة.
'هذا محرج.'
لسببٍ ما، شعر بالحرج.
لكن...
"لذلك يا سيدي الشاب، عليك أن تأكل جيدًا، وتنام جيدًا، وتستريح جيدًا. فهمت؟"
في اللحظة التي رأى فيها رون يتحدث ببرود ووجهٍ مخيف خالٍ من أي ابتسامة لطيفة،
"نعم، نعم!"
أومأ برأسه بسرعة وهو يجيب بعجلةٍ وخوف.
لماذا، رغم ازدياد قوته، يظل هذا العجوز المخيف مرعبًا إلى هذا الحد؟
حتى لو تقدّم رون في السن أكثر،
وحتى لو أصبح هو أقوى مما هو عليه الآن،
فقد شعر، بطريقةٍ ما، أن هذا الأمر لن يتغيّر أبدًا.
وكان كايل من أولئك الذين يُثمّنون كثيرًا الأشياء التي لا تتغيّر.
"إذن، نم بسلام."
وهكذا انتهت محادثة كايل، رون، وبيكروس بشكلٍ قصير وبسيط.
لقد مرّ كلّ ذلك كما لو أنّ شيئًا لم يحدث حقًا.
طَقّ. (صوت إغلاق الباب)
خرج رون من الغرفة التي ينام فيها كايل، وسار ببطءٍ في الرواق.
"……."
حين جاء من القارّة الشرقية إلى القارّة الغربية،
كان عزمه الوحيد أن يُنقذ ابنه بيكروس مهما كلّف الأمر.
لكن الآن—
"... هناك الكثير من الأشخاص الذين يجب أن أُنقذهم."
التفرد، إذًا...
ما الذي يمكنني فعله بهذا الجسد العجوز؟
واصل رون وهو غارق في تفكيرٍ عميق،
لكن في هيئته وخطواته لم يكن هناك أي تردد.
لم يكن ينوي النوم.
كانت عيناه في تلك اللحظة أكثر صفاءً وحدةً من أيّ وقتٍ مضى.
فالأبُ المُثقَل بحماية أبنائه، لا يمكنه أن يرتاح.
***
في وقتٍ كان يُفترض أن تُشرق فيه الشمس على الأوراق الخضراء مُعلنةً بدء يومٍ جديد،
وقف كايل مضاءً بالنور، غارقًا في تساؤل واحد.
'كيف انتهى بي الحال إلى هذا؟'
رغم أنّه صباح، إلا أنّ العالم من حوله كان مُظلمًا،
بينما ينهمر عليه من الأعلى نورٌ رماديّ.
"……."
"……."
حدقت الشياطين في ذلك المشهد بوجوهٍ مذهولة شاحبة،
وحتى كايل نفسه، بوجهٍ شاحبٍ مذهول، تمتم بصوتٍ خافت.
"إله الشياطين… يالك من مجنون…"
.
.
.
مواعيد نشر الكاتبة:
الاثنين – الأربعاء – الجمعة
مواعيد نشري:
الثلاثاء – الخميس – السبت
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96