إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 497، سلسلة الأمير والأب 2〉
.
.
.
جاء كايل أولًا إلى النُزُل،
واستأجر الجناح الملحق به بأكمله، ليستمع هناك إلى تقرير رون عمّا جرى.
"تقول إن حوض بناء السفن دُمّر؟"
"نعم، يُقال إن القراصنة دمّروه قبل مدة قصيرة."
"أليس في هذا المكان جيشٌ محلي؟ هل وقفوا يتفرجون فحسب؟"
"قبل شهر، تم اغتيال العمدة، ومنذ ذلك الحين بقي المنصب شاغرًا."
"... وحتى سفن الصيد والتجارة، كلها بيعت أو نُهبت؟"
"نعم."
تنهد كايل بعمق.
"إنها فوضى عارمة."
علّق ألبيرو بهدوء، ثم رفع فنجانه وارتشف رشفة من الشاي.
تشورور... (صوت سكب الشاي)
ارتشف كايل شاي الليمون الذي سكبه له رون، وحدّق عبر النافذة إلى الخارج.
الاتحاد البحري —
مكانٌ يتكوّن من مئات الجزر المتناثرة وسط المحيط الشاسع، من الجزر الكبرى إلى الصغيرة الغير مأهولة.
"يُقال إنه لا توجد سفينة بلا مالك في الميناء."
قال رون ذلك.
"ولا يوجد حاكم أيضًا."
وتابع ألبيرو الحديث.
القوى الثلاث الكبرى، والخمس المتوسطة، والعشر الصغيرة...
ومن بين تلك العشر الصغيرة، تقع مملكة سوموتا.
"يُقال إن مملكة سوموتا تركت ميناء سولاربلا مهملًا، يبدو أنهم ينوون التريث والمراقبة حتى تهدأ فوضى الاتحاد البحري."
"……."
"في البداية حاولوا التدخل قليلًا للمطالبة بالهدوء، لكن بعد اغتيال العمدة، وتفجير حوض بناء السفن، وسرقة جميع السفن... قيل إنهم التزموا الصمت التام."
حقًا... إنها فوضى عارمة بكل معنى الكلمة.
"سموك، ما الوضع بالضبط؟"
عند سؤال كايل، وضع ألبيرو فنجان الشاي جانبًا، وقال.
"أنت، هل تظن أنك ستعرف كل شيء لمجرد أنك تسألني؟"
"نعم."
قرمشة~
تنهد ألبيرو، وهو يشاهد كايل يجيب ببساطة بينما يأكل قطعة بسكويت.
وكما قال، كان ألبيرو قد تابع عن كثب كل ما جرى في نيوورلد أثناء غياب كايل.
"مع بداية الخطوة العظيمة الأولى، أصبح بإمكان اللاعبين أن يصبحوا ملوكًا، أو عمدًا، أو حكّامًا لمناطقهم."
"نعم."
"لكن الجميع كانوا يظنون أن التغيير لن يحدث بهذه السرعة."
ففي قارة نيوورلد، حيث ترسّخت القوى العظمى منذ زمنٍ بعيد، لم يصدق أحد أن مجموعة صغيرة من اللاعبين يمكنها إحداث أي تغيير حقيقي.
غير أن الشائعات سرعان ما بدأت تنتشر —
شائعة تقول إن اللاعب صاحب المركز الأول في الترتيب أصبح وليَّ عهد الإمبراطورية الشرقية.
طقطقة—
عندما وضع ألبيرو فنجان الشاي على الطاولة، قال كايل بهدوء.
"يبدو أنهم تحفّزوا بذلك الخبر."
"صحيح."
أن يصبح أحدهم أول حاكم في نيوورلد من خلال الخطوة العظيمة الأولى، لم يكن أمرًا ذا معنى بسيط.
"لعبة رعاية إلهي المطلق الثمين تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأرض الثالثة. ولهذا السبب، لم يعد اللاعبون مجرّد أفراد مستقلين، بل صار بعضهم مدعومين من دولٍ بأكملها."
"إذن، أولئك الذين يرغبون بأن يكونوا أوائل الحكّام وجدوا ضالتهم في الاتحاد البحري؟"
"نعم، تمامًا."
أدار ألبيرو بصره نحو النافذة.
كان الميناء المطلّ على البحر الجميل يعجّ بالحركة تحت شمسٍ صافية، ومع ذلك بدا مشهدُه على نحوٍ ما كئيبًا وغامضًا.
"لقد ظهرت ثغرة داخل الاتحاد البحري."
الاتحاد البحري —
مكانٌ يجتمع فيه عدد لا يُحصى من الناس الذين يعيشون في الجزر والبحار.
ورغم أنه يُعدّ إحدى القوى الخمس المتوسطة في نيوورلد،
"يُقال إن القائد العام للاتحاد البحري قد دخل في غيبوبة، ويبدو أنه على وشك الموت."
إلا أنّه لم يكن في الاتحاد البحري ملك،
لكن القائد العام كان بمثابة الملك ذاته،
فهو من كان يدير جميع شؤون الاتحاد عبر مجلس القادة العسكريين.
"عرش الملك الذي حكم ثلاثين عامًا أصبح الآن فارغًا."
"وأولئك الذين كانوا يختبئون في الظل بدأوا الآن يطمعون في مقعد القائد العام، أليس كذلك؟"
"صحيح، وهذا هو سبب اندلاع الحرب داخل الاتحاد البحري."
ارتسمت الصورة بوضوح في ذهن كايل.
"وفي خضم تلك الحرب، بدأ اللاعبون بالتدخل أيضًا؟"
"صحيح."
حدّق كايل في ألبيرو الذي أجاب بهدوء، ثم تابع قائلاً.
"يُقال إن جلالة الملك موجود في الجزيرة رقم 1."
بسبب العدد الهائل من الجزر داخل الاتحاد البحري،
لم يعد الناس قادرين على حفظ أسمائها جميعًا،
فاستُبدلت بالأرقام —
وكلما كان الرقم أصغر، كانت الجزيرة أقوى.
"صحيح. وتلك الجزيرة بالتحديد هي التي يقيم فيها القائد العام."
القائد العام، الذي يرقد الآن في غيبوبة، كان يدير الجزيرة رقم 1.
أما الجزر من الثانية حتى الثامنة عشرة،
فكانت تحت نفوذ القوى السبع عشرة المشاركة في مجلس القادة العسكريين.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك جزر أخرى تمتد أرقامها إلى المئات.
"كايل، ما زال أمامنا أسبوعان."
قال ألبيرو بصوتٍ هادئٍ متزن.
"فلنؤمّن سفينة أولاً، ثم نتحقق من توزيع القوى هناك، ونبحث عن طريقٍ يقودنا إلى الجزيرة رقم 1."
في الوقت الراهن، كان البحر الممتد بين مئات الجزر يغلي بالحروب المشتعلة في كل مكان،
ولم تقتصر المعارك على البحر فحسب، بل امتدت أيضًا إلى الجزر نفسها.
ولذلك —
إن لم يكن المرء حذرًا، فقد يجد نفسه متورطًا في تلك الفوضى،
ومعرضًا لهجومٍ غير متوقع في أي لحظة.
"علينا أن نتحرك بعد استعدادٍ جيد."
قال ألبيرو بهدوء.
"وإن رفضت؟"
فأجابه كايل ببساطة.
"؟"
في اللحظة التي اختفى فيها الهدوء من وجه ألبيرو وارتفع حاجباه قليلًا —
أصدر كايل أمره إلى رون.
"رون، سنخرج إلى البحر الليلة. اجلب لي كل ما يمكنك من معلوماتٍ عن المنطقة المحيطة."
"أمرك، يا سيدي الشاب."
ثم غادر رون على الفور، ومعه بيكروس، دون أن ينطق بكلمة أخرى.
"سأذهب أنا كذلك."
قال تشوي هان وتبعهم بخطواتٍ حازمة.
"أنتَ—"
فتح ألبيرو فمه ليقول شيئًا، لكنه لم يتمكن، إذ كان كايل أسرع منه.
"أنت تعرف ذلك، أليس كذلك؟"
الموقع الذي أرسله إله الموت بخصوص مكان الملك.
"نحن لا نعلم إلى أين قد يذهب جلالة الملك مجددًا، وبما أن التواصل مع إله الموت ليس أمرًا سهلاً، فمن الأفضل أن نتحرك بسرعة إلى الموقع الذي أُبلغنا به."
"……."
لم يقل ألبيرو شيئًا، وظلّ صامتًا.
كان كايل يتذكّر جيدًا أن موت الملك لم يتبقَّ عليه سوى أقل من أسبوعين،
وأنه ما إن تلقّى الخبر عن موقعه حتى جاء ألبيرو بسرعة كبيرة للقائه.
الأمير والملك —
لم يكن كايل يعرف طبيعة العلاقة بينهما،
لكنها لم تبدُ علاقة طيبة.
ومع ذلك، كان ألبيرو، بخلاف ما قد يتخيّله المرء،
يهتمّ بعائلته حقًا، ويعتني بهم بإخلاص.
وقد كان ذلك واضحًا من تصرفاته مع شقيقيه الآخرين، وحتى مع إلف الظلام.
'إنه رقيق القلب جدًا.'
ألبيرو كروسمان —
أرقّ بكثيرٍ مما ظننت،
بل إنه شخصٌ يميل إلى التضحية بنفسه أيضًا.
يبدو متصنّعًا للدهاء والمكر،
لكنه في الحقيقة أكثر من يتحمّل أعباء المملكة،
وأكثر من يتعب من أجلها.
"……."
ساد الصمت قليلًا،
ثم فتح ألبيرو فمه أخيرًا وقال.
"وماذا عن السفينة؟ أليس من الأفضل أن نتحرك غدًا بعد شروق الشمس بدلًا من الليل؟"
عند سماع ذلك،
حوّل كايل نظره نحو السيدة الجالسة بهدوءٍ في أحد أركان غرفة الاستقبال،
كانت تستمتع بارتشاف الشاي وتناول الحلوى براحة تامة.
"ما رأيكِ، السيدة ويتيرا؟"
حينها ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها، وانعكست ضحكة لطيفة في عينيها الزرقاوين اللتين تشبهان البحر الهادئ، ثم قالت.
"ظهري واسع بما يكفي."
ورفع آرتشي — أحد أفراد قبيلة الحيتان — يده بخفة وقال بصوتٍ مرتفع وضحكةٍ مجلجلة.
"يمكن للصغار أن يركبوا على ظهري! كهاهاهاها!"
بدا عليه الحماس الشديد.
نظر كايل إلى المشهد بفخر واضح على وجهه، ثم حوّل بصره نحو ألبيرو.
"……."
تأمل ألبيرو الصامت ويتيرا وآرتشي بالتناوب، ثم نظر إلى وجه كايل المبتسم ببراءة،
واكتفى بأن يغلق فمه بإحكام دون أن ينبس بكلمة.
في حياته كلها، لم يسبق لألبيرو أن ركب على ظهر حوت.
***
حلّ الليل.
لكن رغم حلول الليل، لم يكن ميناء سولاربلا مظلمًا،
إذ أنارت الأضواء أرجاءه، وكان لا يزال يعجّ بالحركة والناس.
"هاه… ألا يمكننا العثور على سفينة تجارية؟"
"تسأل وأنت تعرف الجواب؟ وهل ترى أن السفن هي المشكلة الآن؟ المشكلة الحقيقية هي إن كنا سنتمكن أصلًا من نقل الإمدادات إلى الجزر!"
"...علينا أن نلجأ إلى أحد ما لنصل إلى الجزر."
لكن لم تكن هناك أي سفنٍ راسيةٍ بالقرب من الميناء.
كان ميناء سولاربلا في الأصل مركزًا مزدهرًا للتجارة،
ولا تزال الحركة التجارية قائمة إلى اليوم،
غير أن طبيعتها تغيّرت —
فقد باتت تعتمد على نفوذ قوى تُعرف بالقراصنة أو الجنرالات.
"همم؟"
"ما بك؟"
"لا، هناك… عند الجرف–"
"هاه؟ لا أرى شيئًا."
"هل كنت أتوهم؟"
نظر التاجر نحو الجرف الخالي، حتى من الحرس الساحلي،
ثم ظنّ أنه رأى خطأ، فتابع سيره.
'نعم.'
أسفل الجرف،
كان هناك جسد ضخم غارق في ظلام الليل.
'لا يمكن أن يوجد شيء بهذا الحجم هنا…'
لابد أنه كان يتوهم.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
لكن—
وسط هدير الأمواج الصاخبة،
كان ذلك الجسد الضخم في تلك اللحظة يشقّ البحر بثباتٍ لا يعرف التردد.
"أيها الإنسان! تمامًا مثل المرة الماضية، إنه قارب صغير!"
جلس ألبيرو في القارب الصغير، وشعر دون وعيٍ منه بالارتياح.
كان قاربًا صغيرًا جدًا، بالكاد استطاع رون العثور عليه.
ركب ألبيرو وعددٌ من رفاقه القارب الصغير المربوط بجانب ويتيرا.
"هيهي! هذا ممتع!"
"إنه ممتع حقًا!"
"نعم، ممتع فعلًا!"
بينما ركب الأطفال الصغار — الذي يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات — ظهر الحوت القاتل آرتشي، الذي كان يلهو بهم بمرحٍ.
نظر ألبيرو إلى الجسد العملاق الملاصق للقارب، وفتح فمه دون أن يشعر.
"أنتَ–"
"نعم؟"
"لا، لا شيء."
كان كايل مستلقياً في راحة تامة، وجسده ممدود بالكامل.
ألبيرو — الذي كان يراقب كايل وهو يتقلب بكسل وراحة فوق ظهر ويتيرا — ادار رأسه بعيداً بصمت.
'…الجميع هادئون إلا أنا.'
قرر ألبيرو أن يتوقف عن التفكير.
أما كايل، الذي لم يعرف سبب تصرف ألبيرو هذا، فقد اكتفى بالاستلقاء براحة والتفكير بهدوء.
الجزيرة رقم 1—
كان ذلك المكان يقع في الشمال، بعيدًا قليلًا عن المركز حيث تجمعت مئات الجزر.
كان عليهم السفر وقتًا طويلًا أكثر.
بينما كان كايل يحدق في السماء الليلية، تذكّر الحديث الذي دار قبل قدومه إلى هنا.
'سأبحث عن أخبار العالم الإلهي. قلتَ إنك بحاجة إلى أخبار العالم السماوي أيضًا، أليس كذلك؟'
قال تشوي جونغ غون إنه سيغادر المجموعة فورًا ليبدأ التحرك بمفرده مرةً أخرى.
'هل يمكنك البحث أيضًا عن معلومات حول المكان المقدّس المغلق في العالم السماوي؟'
'بالطبع.'
قال إنه سيقدم المعلومات فور حصوله عليها، وأيضًا سيُعلِمهم بالمواقع من وقت لآخر.
'سأبحث أنا أيضا. سأتحرّى عن وضع إله الموت ثم ألحق بك مباشرةً.'
قرر تشوي جونغ سو هو الآخر أن يأتي لاحقًا مع ارحابين.
'سأبحث كذلك عن معلوماتٍ حول طائفة إله الفوضى.'
بحسب كلام الشيطان السماوي، فقد غادر قائد الفرسان المقدَّسين الأعلى عالم الشياطين كما هو، وبعد أن تأكد الشيطان السماوي من ذلك عاد مرةً أخرى. أما طائفة إله الفوضى فيجب مراقبتها بحذرٍ أكبر.
'الآنسة روزالين قالت إنها ستتولّى شؤون الأرض الثالثة أولًا.'
وكانت ماري وإلف الظلام وغيرهم يتنقّلون بين القلعة السوداء ونيوورلد، استعدادًا لليوم الذي سيوسع فيه كايل نفوذه داخل نيوورلد بالكامل.
"كيم هاي-إيل."
"هممم؟"
في تلك اللحظة سُمِع صوت الشيطان السماوي.
"هناك سفينةٌ تظهر."
ما أن سمع كايل تلك الكلمات حتى جلس مستقيمًا في مكانه.
وفي الوقت نفسه، غاصت ويتيرا التي كانت تُظهر جزءًا من جسدها إلى أعماق الماء أكثر، حتى كادت تلامس سطح البحر، بينما ظل كايل جالسًا فوقها فبدا كما لو أنه يطفو على الماء، ثم فتح فمه وقال.
"أيها الشيطان السماوي، أخبر رون بشكل الراية."
فأخبرهم الشيطان السماوي — الذي بلغ بصره أقصى حدٍّ بفضل طاقته الداخلية — عن شكل الراية التي ترفرف على السفينة البعيدة، فأومأ رون برأسه وقال.
"تم التأكد من الراية"
الطريق إلى الجزيرة رقم 1 طويل، وسيستغرق الوصول إليها أيامًا وليالٍ.
ولا يمكن قضاء تلك الرحلة كلها على ظهر الحوت.
'قلت إنهم جعلوا الانتقال الآني صعبًا باستخدام أجهزة تشويش على المانا وتشكيلاتٍ سحرية، لمنع هجمات العدو المفاجئة أثناء الحرب، أليس كذلك؟'
قيل إن الاتحاد البحري خليطٌ من السحر والمبارزة وفنون القتال.
إنها فوضى خالصة بكل معنى الكلمة.
ولذلك، فإن الطريقة الأسرع والأكثر أمانًا هي الذهاب مباشرة عبر البحر.
'لا يوجد طعام أيضًا.'
على أي حال، كان عليه أن يسافر أيامًا وليالٍ عدّة، لكن كايل لم يأخذ معه شيئًا.
بدلًا من ذلك، أمر رون بالتحقّق من بعض المعلومات.
"إنها سفينة تابعة للجزيرة رقم 89."
رون، الذي رأى الراية، حدد على الفور انتماء السفينة البعيدة.
"من؟"
أجاب رون ببساطة على سؤال كايل.
"إنهم قراصنة نموذجيون، مكانهم مشهور بالغزو."
"آوه."
ارتفع طرف شفتي كايل بابتسامة صغيرة.
الاتحاد البحري —
كل جزيرةٍ فيه كانت تابعة لإحدى الفئات: إمّا قراصنة، أو تجار، أو قادة عسكريين، أو مزيجٌ منهم جميعًا.
وكانت كل جزيرة تُظهر طابعها الخاص.
أما أولئك الذين أمامهم الآن، فكانوا قراصنة بالمعنى الحرفي.
"يُقال إنهم في هذه الأيام يهاجمون سفن التجار الذين يحاولون الوصول إلى الجزر بأي وسيلة للحصول على الربح. يختارون أهدافهم بعناية، ولا يهاجمون إلا الضعفاء."
ازدادت ابتسامة كايل وضوحًا عند سماع ذلك.
"أيها الإنسان، هل ستفجّر ذلك الشيء؟"
لم يُجب كايل على سؤال راون، بل حوّل نظره نحو ولي العهد.
بما أن ولي العهد موجود هنا، أليس من اللائق سؤاله عن رأيه؟
التقت عيناهما، فابتسم ولي العهد ابتسامةً خفيفة وقال.
"يبدو أنني سأجرب مثل هذه الأفعال أيضًا."
كانت ابتسامة مليئة بالاهتمام.
في تلك اللحظة، رفع كايل يده وقال.
"حسنًا، لنذهب ونستولي على السفينة."
وما إن قال ذلك، حتى قفزت أون إلى أحضانه.
ميـــاوووو—
وفي اللحظة التي دوّى فيها صوت موائها، بدأ ضباب البحر يتكاثف تدريجيًا ويغطي سطح الماء.
كان ضبابًا كثيفًا إلى درجةٍ حجبت ضوء النجوم والقمر.
"همم؟ ما هذا الضباب المفاجئ؟"
"لا أعرف! تحرّك في هذا الاتجاه أولًا! بالتأكيد كان هناك شيء يقترب!"
استمع القبطان إلى البحّار ثم قال.
"هل أنت متأكد؟ المسافة كانت بعيدة، هل من الجيد أن نقترب؟"
"لم يكن هناك علم ولا ضوء! لا شكّ أنها سفينة تجارية تتحرك خفية!"
عند سماع كلام البحّار الذي أنزل المنظار، أومأ القبطان برأسه.
في الواقع، كان هو أيضًا قد أدرك تلك النقطة،
لكن...
"تس، لكنها بدت أكبر قليلًا."
عندما رآها أول مرة من بعيد، بدت كسفينة ضخمة.
كانت كبيرة حقًا.
ولذلك راقبها بحذر شديد.
"وعندما تحققنا للمرة الثانية، كانت أصغر حجمًا."
"صحيح."
ذلك الشيء الضخم الذي رأوه أول مرة بدا أصغر بكثير عندما أعادوا النظر.
ولذلك زادوا سرعتهم للاقتراب، لكنهم سرعان ما علقوا داخل الضباب.
"لنقبض عليها بسرعة! سفينة بهذا الحجم لا بدّ أن تحمل ثروة! وإن بعنا هؤلاء التجار الأوغاد، سنربح كثيرًا، أليس كذلك؟ هههه!"
"صحيح أيها القبطان! البشر أغلى من البضائع هذه الأيام! كيكيكي!"
"لقد مرّت أيام ونحن نعود بلا أي غنيمة! علينا اليوم أن ننجز صفقة واحدة على الأقل! ما جمعناه حتى الآن تافه جدًا، إنها خسارة، خسارة! لا نملك سوى خردة عديمة الفائدة!"
بسبب فشلهم المتكرر لأيام متتالية، ازداد توتر الطاقم، وبدأوا يضغطون على القبطان.
فمع اشتداد الحرب مؤخرًا، لم يعد لديهم مجال للتدخل، فلم يجدوا فرصة حقيقية لجني المال.
"...لديّ شعور سيئ."
غير أن القبطان، الذي أمضى حياته كلها في القرصنة، استطاع أن يدرك أن ثمّة خطباً ما.
ضباب كثيف إلى حدٍّ يحجب حتى ضوء النجوم، يظهر فجأة؟
"هل هو سِحر؟"
لا.
"أم عدو؟"
هل هناك من يستهدف سفينتنا؟
أصدر القبطان أوامره بسرعة.
"أدر السفينة فورًا! سنعود إلى الجزيرة!"
يجب أن يغادر هذا المكان بسرعة.
وبإشارة خفية، حطم القبطان الخرزة التي كان يخفيها في جيب صدره الداخلي.
شعوره كان سيئًا جدًا.
فاتخذ قراره بلا تردد.
"هاه، كم أن شجاعتك صغيرة!"
"تس، لا ينبغي أن نعود خائبين مجددًا، فلنقترب قليلًا على الأقل!"
بالطبع، تذمّر بعض أفراد الطاقم المتعجلين، لكنهم في النهاية أطاعوا أمر القبطان وغيّروا اتجاه الأشرعة.
فالضباب الكثيف... كان ينذر بشؤمٍ لا شكّ فيه.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
لكنهم سرعان ما توقفوا عن التذمّر، وتوقفت حركتهم أيضًا.
ثم سمعوا صوتًا ما...
يقترب...
لكنه لا يُرى.
حتى وإن كان الضباب كثيفًا، فعندما يقترب شيء إلى هذا الحد، لا بد أن يظهر...
ومع ذلك، لا شيء يُرى.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
واحدًا تلو الآخر، بدأوا يديرون رؤوسهم نحو مصدر الصوت،
لكن أعينهم لم تلتقط شيئًا.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
الصوت اقترب أكثر...
"لا… هذا…"
لم يكن الأمر لأن لا شيء هناك—
بل لأن شيئًا ما كان يقترب من بين الضباب.
"…إنسان؟"
رجلٌ ذو شعرٍ أحمر كان يقترب، وهو واقف فوق سطح البحر.
وانشقّ الضباب أمامه، كأنه يفسح له الطريق.
رجلٌ بوجهٍ باردٍ خالٍ من أي تعبير.
رغم أنه كان وحده، لم يجرؤ القراصنة على الحركة.
"……!"
"أ… آه…"
لأنهم رأوا ما كان يقف عليه.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
شيءٌ ضخم...
كائنٌ لا يمكن تقدير حجمه بسبب الضباب.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
إنه… حوت.
حوتٌ عملاقٌ أخذ يظهر ببطء فوق سطح البحر، وعيناه موجّهتان نحو السفينة.
ونظرات الرجل ذي الشعر الأحمر — كايل هينيتوس — الواقف على ظهر الحوت،
كانت هي الأخرى موجهة نحو السفينة.
'صيّاد القراصنة.'
كانت تلك لحظة ظهور صيّاد القراصنة لأول مرة في بحرٍ يعجّ بالقراصنة.
.
.
.
+ كلمة من المترجمة:
تفاعلو ذبحتوني بجمودكم🤗🔪
.
مواعيد نشر الكاتبة:
الاثنين – الأربعاء – الجمعة
مواعيد نشري:
الثلاثاء – الخميس – السبت
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96