إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 498، سلسلة الأمير والأب 3〉
.
.
.
"ح، حوت—"
كان القبطان، أحد رجال الجزيرة رقم 89،
من أولئك القادرين على قيادة سفينة كاملة.
لكن ما إن التقت عيناه بعيني ذلك الحوت الهائل،
حتى سرت قشعريرة باردة في جسده كله.
جسدٌ ضخم…
مخلوقٌ بحريّ لم يكن لمن لم يغادر مرافئ القارة يومًا أن يراه.
وحينها—
مــيآآآآاو!
سُمع صوت مواء قطة،
صوت لا يمكن سماعه في البحر عادة.
ورآها أخيرًا—
القطة الجالسة فوق كتف الرجل ذي الشعر الأحمر.
"أه…"
لكن شيئًا ما كان غريبًا.
كان يهتز.
ليس البحر… ولا السفينة…
بل جسده هو من كان يهتز.
تُررك! (صوت سقوط الجسد على الأرض)
انهار جسده فجأة وسقط أرضًا.
فقدت ساقاه الإحساس.
'الضباب…'
بدأ لونٌ قرمزيّ يتسرّب داخل الضباب،
وفي لحظة، اجتاح الضباب الأحمر كامل السفينة.
"كههك!"
"كوهك!"
سمع صوت سقوط أفراد الطاقم وأنينهم،
ثم، بعد لحظة… صار المكان صامتًا تمامًا.
'آه.'
هل فقد الجميع وعيهم؟
أم…
'م- ماتوا—'
أحسَّ القبطان بجسده يتصلَّب، ووعيه يتلاشى شيئاً فشيئاً، بينما اجتاحته موجةٌ عارمة من الخوف تَبتلعه كلياً.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
آخر ما رآه قبل أن تغمض عيناه،
كان ظلّ الحوت العملاق يقطع سطح الماء، وجسده يرتفع عاليًا فوق السفينة.
رغم أن الضباب قد حجَب القمر والنجوم بالفعل،
ومع ذلك، كان ظل الحوت أثقل، أعمق، كأنه ظلامٌ فوق ظلام.
'تبا… لم أتخيل أنني سأموت بهذا الشكل—'
القبطان، ذلك الذي طَالما تهرَّب من ساحات الحُروب، واكتفى بنهب سُفُن التُّجَّار الضُّعفاء قرب الميناء،
لم يكن يتخيل قط أن نهايته ستكون بهذه البساطة… وبهذا القدر من العبثية.
انهمرت عليه المرارة، فأطبق جَفْنَيْهِ.
وحينها، لم يُبْصِر شيئًا، واستقبله الظلام وحده.
صفعـــة قوية!
لكن...
صفعـــة قوية!
"هاه"
اضطر لفتح عينيه فورًا.
"كيكيكي!"
فرأى شابًا وسيمًا، يشبه البلطجيين، يحدّق فيه من فوق، ضاحكًا كأنه يستمتع بالأمر إلى أقصى حد.
"كما قلتُ، هذه الطريقة أنجح من إيقاظه بالطريقة العادية!"
نطق ذلك الوغد الوسيم — الشبيه بالبلطجيين — بتلك الكلمات، ثم أمسكه فجأةً من ياقة سترته، ورفع يده مجددًا.
صفعـــة قوية!
"كَهَك!"
لم يشعر بشيء حين كان نصف غائب عن الوعي،
لكن الآن، بعد أن عاد وعيه،
أدرك أن اليد التي تضربه ذات قوة خارقة للغاية،
حتى خده انتفخ، وامتلأ فمه بالدم.
صفعـــة قوية!
ضربه ذلك الحقير مرة أخرى.
"كَه–! كَاخ! هذـ…"
حاول أن يتكلم،
لكن—
صفعـــة قوية!
ذلك الوغد عاد وضربه مجددًا!
لم يستطع القبطان فعل شيء سوى التحديق في ذلك الوغد الذي لم يغيّر حتى جهة الضرب، وأخذ يضربه على الخد نفسه بلا توقّف، فيما كان عاجزًا تمامًا عن المقاومة.
ثم في تلك اللحظة—
"آرتشي. بما أنه استيقظ الآن، ابتعد."
ما إن سُمع صوت أحدهم حتى—
"نعم!"
أجاب الوغد الشبيه بالبلطجيين بنبرة مستهترة،
صفعـــة! صفعـــة!
ثم صفعه صفعتين متتاليتين بحماسٍ واضح وسعادة مبالغ فيها، قبل أن يتراجع إلى الخلف.
تُررك! (صوت سقوط الجسد على الأرض)
أفلت يدَه من ياقة القبطان بلا أدنى تردّد، فسقط الأخير أرضًا بقوة.
"يا له من صوت مُرضٍ للغاية!"
"هوهوو، لا داعي للثناء."
وبينما كان الشيطان السماوي وآرتشي يتبادلان حديثًا دافئًا، تجاهلهما كايل وتقدّم نحو القبطان.
ومن خلفه تواصلت أصوات رفاقه.
"الضباب والسم يزدادان قوة!"
"سُمّ الشلل وسُمّ النوم يعملان بكفاءة!"
"أحسنت."
"وأنتِ أيضًا مذهلة يا أختي!"
تجمّع الأطفال — الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات — في زاوية السفينة، يتبادلون المديح بسعادة،
خصوصًا أون وراون اللذين انهالا بمديحٍ كبير على هونغ، الذي راح يتمايل فرحًا.
أمّا كايل فكان قد جلس القرفصاء أمام القبطان.
"هاه... هه… هاه…"
مسح القبطان الدماء عن فمه، وقد غمره ارتباك شديد.
ورغم أنه استعاد وعيه، كان ما يزال يكافح بسبب الشلل الذي لم يزُل تمامًا.
وفي اللحظة التي فتح فيها كايل فمه ليتحدث—
"سيدي الشاب."
اقترب رون فجأة دون أن يُسمع له أي صوت.
'هاه!'
فزع كايل في داخله من شدة هدوء خطواته.
"هل تريدني أن أتولى الاستجواب؟"
أخرج رون خنجره بهدوء، بينما كان ينظر إلى أصابع القبطان.
"!"
ارتجف القبطان خوفًا من الكلمات التي نطق بها الرجل ذو الملامح الشرسة.
"لا، لا بأس."
وفي تلك اللحظة، أجاب الرجل ذو الشعر الأحمر بلطف.
وعندها فقط تذكّر القبطان ذلك الوجه الذي رآه آخر مرة، وأدرك أنه القائد.
فتح فمه فورًا.
فخلال حياته كقرصان، تعلّم شيئًا مهمًا—
"س- أنقذني..."
كان فمه ينزف، وصوته غير واضح، لكنه بذل كل ما يستطيع ليتكلم.
"ك— كل شيء..."
سأقول كل شيء!
"س— سأعطي كل شيء..."
سأعطيك كل ما لدي!
"لا، لا بأس."
لوّح الرجل ذو الشعر الأحمر بيده بابتسامة مطمئنة.
عندما رآه أول مرة بدا بارد الملامح ومخيفًا،
لكن الآن، مع وجهه الهادئ ونبرته اللطيفة، تسلّل إليه بعض الأمل، فاستجمع شجاعته وفتح فمه بسرعة.
"أ- أنقذني—"
"لا، لا بأس."
"أنقذني–"
"لا، لا بأس."
هممم؟
كان يتوسّل أن يعفو عنه،
لكن الرجل كان يردّ عليه بابتسامة هادئة قائلاً: 'لا بأس'؟
"آه…؟"
وعندما بدأ القبطان يستوعب ما يجري—
"هل هذا للإشارة؟"
رأى الخرزة التي كانت في حضنه، والمكسورة إلى نصفين، في يد كايل.
"نعم، نعم! هذا صحيح!"
لكن هذه الإجابة لم تصدر من القبطان نفسه،
ولا من أحد أفراد طاقمه.
"!"
رأى القبطان رجلاً عجوزًا بثيابٍ رثة وجسدٍ نحيل،
وإلى جانبه بعض الأطفال والنساء.
أولئك الذين كانوا مقيّدين تحت سطح السفينة—
الذين اعتبرهم بلا قيمة،
وكان يتساءل كيف يمكنه بيعهم لقلة عددهم.
"كنت أظنكم مجرد لصوص، لكن اتضح أنكم تخطفون البشر أيضًا. تسك تسك."
سمع القبطان صوت ذلك الوغد الذي كان يصفعه يقول ذلك وهو يستند على قدمٍ واحدة،
فابتلع ريقه بخوف.
خصوصًا عندما رأى أفراد طاقمه مربوطين بالحبال نفسها التي استخدموها هم لربط الأسرى، أولئك الذين كانوا ينوون بيعهم كعبيد.
تحدث كايل بنبرة هادئة.
"قلتَ إن هذه الخرزة تُستخدم كإشارة لاستدعاء الحلفاء، صحيح؟"
"نـ- نعم. السفن التابعة لنفس الفصيل ضمن نطاق محدد ستأتي."
أي إن سفن الجزيرة رقم 89 القريبة ستصل.
أجاب الرجل العجوز بذلك، ثم تابع سريعًا.
"رجال الجزيرة رقم 89، بسبب وضعهم المتراجع داخل الاتحاد، تجمعوا بأعداد كبيرة قرب هذا الميناء الساحلي! بالتأكيد سيأتون بخمس سفن على الأقل!"
كان ذلك لأن الجزيرة رقم 89 قريبة جدًا من الساحل، وكانت في ذروة أرباحها من النهب، لذا لم يكونوا ليتخلّوا بسهولة عن هذه المنطقة.
الجزيرة رقم 89—
وكما يدل اسمها، كانت تحتل المرتبة التاسعة والثمانين من حيث القوة، مما يعني أن أفرادها ضمن فئة الأقوياء نسبيًا.
"بالطبع، القاعدة الرئيسية ليست هنا، بل بالقرب من الجزيرة رقم 89 أو في البحر المركزي، لكن حتى المجموعات الموجودة قرب هذا المكان قوية!"
ذلك العجوز اللعين!
حدّق القبطان بالشخص، الذي كان سيُباع كعبد، وهو يثرثر بصوت مرتفع بلا توقف.
"……."
ثم فجأة توقف، وأدار رأسه.
كان الرجل ذو الشعر الأحمر ما يزال ينظر إليه مبتسمًا من الأعلى.
"ياا! اخفض نظرك! أيها القرصان الحقير!"
لم يسمع القبطان ما قاله الرجل ذو المظهر البلطجي من الجانب،
لأن الرجل ذا الشعر الأحمر، الذي كان يبتسم، بدا مرعباً للغَايةِ.
وفي تلك اللحظة—
بُووووو! (صوت بوق)
سُمع صوت البوق.
كان ذلك يعني أن الحلفاء قد وصلوا.
لكن القبطان لم يكن قادرًا حتى على الاستجابة لذلك الصوت،
وذلك بسبب الكلمات الباردة التي ألقاها كايل وهو ينظر إليه من فوق.
"لقد سبّبتَ إزعاجًا."
ثم نفض كايل يده، فتساقطت شظايا الخرزة متناثرة على الأرض.
وقال ألبيرو بلا مبالاة، وهو يتفقد المكان.
"بالفعل، والوقت ضيق."
تفقد الشيطان السماوي الجوار بدوره، ثم أشار إلى إحدى السفن الخمس التي كانت تقترب وقال.
"تلك السفينة هي الأسرع والأفضل."
نهض وهو يلوّي عنقه بخفة وقد بدا مستعدًا للقتال،
لكن ما إن وقع بصره على شخص ما حتى عاد للجلوس فورًا دون تردد.
"سيدي كايل."
عند مقدمة السفينة، نهضت ويتيرا وقالت.
"هل تسمح لي بأن أتولى الأمر بنفسي؟"
كان كايل يشعر بوضوح بأنها في مزاج سيئ للغاية.
'منذ انهيار القائد العام، والجميع أصبح يتصرف هكذا! يتجاوزون كل الحدود طمعًا في القوة والسلطة.'
كان الرجل العجوز في الأصل يعيش كعمدة لجزيرة صغيرة جدًا، لم يشارك يومًا في أي نزاعات. وبينما كان يتحدث، كانت ملامح ويتيرا تتصلب تدريجيًا.
'لقد أصبحت البحار قذرة للغاية! لا يجب أن تكون الأمور هكذا! ملك التنانين سيغضب! حتى أهل البحر لا يجوز لهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة–'
كان هذا ما قاله الرجل العجوز بصوت مرتجف وهو يكتم بكاءه،
وعلى كلماته، ردّت ويتيرا.
'أهل البحر؟'
'أجل. أهل البحر... إنهم الأكثر وحشية هذه الأيام. لا أعلم كيف صار البحر مغمورًا بالدم بهذه الطريقة–'
كان الخوف يغمر الشيخ المتحسر.
"السيدة ويتيرا."
قال كايل بهدوء وهو ينظر إلى ويتيرا التي كانت تنتظر رده بصمت.
"افعلي ما تشائين."
وفي اللحظة التي انتهت فيها كلماته—
"آرتشي، تلك السفينة، أنت تتولى أمرها."
أصدرت ويتيرا أوامرها لآرتشي على الفور، ثم دفعت سطح السفينة بقوة وقفزت عاليًا.
"!"
اتسعت عينا القبطان الذي كان يشاهد كل ما يجري.
تشووااااااااااا— (صوت اندفاع الماء بقوة)
تشواااااا— (صوت اندفاع ماء)
المرأة ذات الشعر والعينين الزرقاوين، اللتين تشبهان البحر نفسه،
رفعت يديها فانفجرت منهما مياه غزيرة،
واندفعت نحو السفن القادمة—
تلك السفن التي كانت تستعد لأن تمطرهما وابلًا من السحر والسهام.
تشووااااااااااا— (صوت اندفاع الماء بقوة)
ثم لوّحت بسوط الماء دون أدنى تردد.
كواااااانغ! (صوت تحطم عنيف)
"آااااخ!"
"مقدمة السفينة! المقدمة!"
تحطّمت السفينة دون أدنى مقاومة.
لكن القبطان لم يُصَبْ بالصدمة من ذلك المشهد،
بل من المشهد الذي تلاه.
تشووااااااااااا— (صوت اندفاع الماء بقوة)
تحوّلت المرأة إلى حوت.
كان بلا شك الحوت الضخم نفسه الذي رآه قبل أن يُغمى عليه—
حوت أحدب هائل.
اندفع ذلك الحوت عبر البحر،
أو بالأحرى… تحرك فحسب.
حركة واحدة — سريعة، دقيقة.
ولم تستطع أي سفينة الوقوف أمامها.
"آااااغغ!"
"أ… أرحموني!"
بلعت الامواج التي أحدثها الحوت اصوات صرخات القراصنة العالية بِالكامل.
كوااااااانغ! كوانغغ! (أصوات تحطّم مدوّية)
تحطمت السفن واحدة تلو الأخرى،
لكن عيني الحوت، اللتين كانتا تظهران فوق سطح الماء بين حين وآخر، كانتا بارديتين كالجليد.
وأمام هذا المشهد، كان القبطان عاجزًا عن الكلام، متجمّدًا في مكانه.
"……."
"……."
حتى الأتباع الذين استفاقوا بسبب الضوضاء لم يستطيعوا النطق بكلمة، وظلّوا يرتجفون وهم مقيّدون.
'هذا… مستوى آخر تمامًا—'
الجزيرة رقم 30—
لا… ليس كذلك. هؤلاء ليسوا مجرد قوة تعادل نطاق الجزيرة الثلاثين، بل هم أقرب إلى مستوى النخبة التي تُصنَّف قرب نطاق الجزيرة السابعة عشرة.
ورغم أن القبطان لم يسبق له أن واجه أمثالهم يومًا، إلا أن قصص الحروب الشرسة التي يخوضها أولئك في البحر المركزي، تدفقت إلى ذهنه تلقائيًا بينما كان يحدق بذهول في امرأة الحوت تلك.
لكن الغريب— أنه لم يسمع قط عن شيء كهذا.
مخلوق حوتي–بشري؟
بالتأكيد لم يسمع بوجود شيء كهذا من قبل.
وبالتأكيد لم يكن هناك أي مخلوق حوتي–بشري بين أهل البحر.
'من يكونون بحق السماء؟'
كانوا أشبه بتلك التحالفات الغريبة التي ظهرت مؤخرًا في ساحات القتال… بل وربما شيئًا آخر مختلفًا تمامًا.
امتلأ رأس القبطان بالارتباك، لكنه لم يستطع حتى إظهار أي ردة فعل…
بل لم يستطع أن يتنفس بشكل صحيح حتى.
تشووااااااااااا— (صوت اندفاع الماء بقوة)
عادت الحوت من جديد بعد أن تركت سفينة واحدة سليمة فقط من بين كل السفن التي اقتربت.
وفوق تلك السفينة السليمة…
"كوهاهاهاها! هل هذه سهام؟ كيف يمكن أن تكون ضعيفة إلى هذا الحد!"
"ااوغغ!"
كان آرتشي يسحق القراصنة سحقًا.
"كغ… أ–أيها الشيطان!"
"ماذا؟ شيطان؟ أنا لست شيطانًا! يا أبناء النفايات الآكلة للعفن، من بالضبط الذي تتهمونه بالشيطان؟!"
بوم! بوم! باااف! (أصوات ضرب متتالية)
وبكل متعة ونشوة، كان آرتشي ينهال على القراصنة ضربًا بلا توقف.
وبغض النظر عن كيفية النظر إلى الأمر، كان واضحًا أن ذلك الرجل يمكنه بسهولة أن يجعلهم يفقدون وعيهم وينهي الأمر في لحظة، لكنه كان يختار أن ينهال عليهم ضربًا، بعنفٍ ولكن بعناية، ليجعلهم يتألمون أكثر.
"لكني لا أتاجر بالبشر يا أبناء الكلاب الفاسقين!"
"كوهك!"
"أيها الجرو الوضيع، هل ترفع سيفك نحوي الآن؟ أتريد أن تُقطع إلى أشلاء؟"
"آااااه!"
"أنت! أنت ذلك الحقير الذي أطلق السحر علي قبل قليل، صحيح؟ كككك. هل ترغب بالموت؟"
"آه، أيها الشيطان—"
تابع كايل ما يحدث بهدوء، مراقبًا الحوتين وهما يطيحان بكل شيء في طريقهما، ثم قال لرفاقه.
"فكّوا الرهائن وانقلوهم إلى هذه السفينة. أمّا نحن فسنتوجه إلى تلك."
"أيها الإنسان، يمكنني استخدام السحر لجعل الرياح تحرك الأشرعة!"
"حسنًا، حسنًا."
وبينما كانت المجموعة تنتقل إلى السفينة الأخرى، التفت كايل إلى الرجل العجوز.
"أيها الشيخ، أنت بحار أيضًا، أليس كذلك؟ خذ هؤلاء الناس واذهب بهم إلى الميناء، أو إلى أي مكان آمن."
ثم أخرج بعض المال كان يحتفظ به وقدّمه له.
كان ذلك جزءًا من مصروف السفر الذي أعطاه له الدبّ المظلم، الذي يبدو مخيفًا لكنه في الحقيقة لطيف.
"أ… أ…"
تردد الرجل العجوز قليلًا ثم سأل.
"من… من أنتم؟"
هؤلاء الناس… هناك شيء ما بشأنهم.
كان زعيم القرية الصغيرة—الذي عرف كيف يصمد طويلًا قبل أن تعم الفوضى—يشعر بأن الرجل الواقف أمامه ليس شخصًا عاديًا… كزعماء الجزر السبع عشرة في البحر المركزي.
ابتسامة خبيثة—
ابتسم الرجل… ابتسامة مختلفة تمامًا عن ابتسامته الهادئة السابقة، ابتسامة تحيطها هالة خطيرة.
كايل وألبيرو… كانا قد تبادلا حديثًا واضحًا في وقت سابق.
'طالما أننا تحركنا، فلنقم بالأمر على نحوٍ كامل. سنعثر على والدي، وسنضع الأتحاد البحري تحت أقدامنا. كلما ازداد عدد القوى التي يمكن أن تواجه عائلة دم الألوان الخمسة في نيوورلد لاحقًا، كان ذلك أفضل.'
'صحيح، يسعدني أن سموك تفكر كما أفكر دائمًا، فلا حاجة للكثير من الكلمات.'
وبدلًا من الإجابة، أدار كايل وجهه. وتبعته نظرات الرجل العجوز وسكان الجزيرة الذين تحرروا من الأسر.
تشووااااااااااا— (صوت اندفاع الماء بقوة)
هناك، كانت المرأة التي شقّت سطح البحر وصعدت مجددًا إلى ظهر السفينة.
ابتسمت ويتيرا بخفة عندما رأت ابتسامة كايل.
ثم أجابت عن سؤال الرجل العجوز.
"لست من أهل الجزيرة."
كما توقعت.
إنها ليست من هذه المنطقة.
وبينما كان الرجل العجوز يفكر بذلك، قالت ويتيرا بهدوء.
"غير أنني من اهل البحر."
قالت ذلك بهدوء، لكن البحر الملتفّ حولها بدا وكأنه مُلكٌ لها، كأن مياهه هو أراضيها الخاصة.
لم يستطع الرجل العجوز قول شيء، واكتفى بابتلاع ريقه.
فعلى الرغم من ملامحها الهادئة واللطيفة، كانت في عينيها —وهي تتفقد البحر—
نظرة افتراس… نظرة قائدة عظيمة حكمت هذا المكان يومًا ما.
"إذًا، سننصرف الآن أيها الشيخ."
كانوا وحشيين مع أعدائهم، لكنهم كانوا لطفاء ومهذبين معهم حتى اللحظة الأخيرة.
غادروا، وأولئك الذين نَجَوا من البيع كعبيد سرعان ما استجمعوا قواهم وتوجهوا نحو الميناء.
ومن أفواههم بدأت تنتشر حكايات 'اهل البحر'.
***
أما أهل البحر أنفسهم…
"تلك السفينة لا تحمل حتى علمًا! هيا، نهاجم!"
"وااااااه—!"
فلم يمضِ وقت طويل حتى اصطدموا بقراصنة من جزيرة أخرى.
حاولوا تجاهلهم؛ فلديهم سفينة الآن، ولا وقت لهم لإضاعة الوقت مع الحثالة.
لكن…
"كهاهاها! يبدو أنهم مبتدئون! اقتلوهم! خذوا سفينتهم!"
"هل هم أجانب؟ جيد! سنبيعهم عبيدًا! هجوم!"
اندفع أولئك الحمقى دون أن يعرفو شيئًا—
كواااااااانج! (صوت تحطم هائل)
فتم تدميرهم.
وبسبب ضيق الوقت، قامت ويتيرا بتحطيم السفينة بضربة جسدية واحدة.
"كهاهاهاها! أجانب جدد! بلا عَلَم! هجوم!"
لكن القراصنة استمروا بالظهور.
قبل بلوغ البحر المركزي، كان هناك الكثير من الحثالات الذين لا يستطيعون دخول ساحة الحرب الحقيقية، فكانوا يتصيدون الفرائس الضعيفة.
كواااااااانج! (صوت تحطم هائل)
"كهاهاهاها! كيف هو مذاق قبضة سيدكم آرتشي، أيها اللعناء!"
فتم تدميرهم أيضًا.
وبالطبع، إن كان هناك رهائن، فكانوا يتعاملون مع أولئك القراصنة الأوغاد أولًا، ثم يغادرون.
"أوه! فريسة! هيا بنا!"
"زيدوا السرعة! قرّبوا السفينة! اهجموا!"
واستمرت سفن القراصنة بالظهور،
كواااااااانج! (صوت تحطم هائل)
دووووم!! (صوت انفجار ضخم)
فواصلوا التعامل معها…
إما بتحطيمها بسهولة، أو بإخضاعها.
وفي الوقت نفسه، كانوا يتقدمون بسرعة.
لكن رغم ذلك… كان عدد سفن القراصنة كثيرًا على نحو مزعج.
"……"
"……"
وعند طلوع الفجر—
"……"
"……"
ساد الصمت التام بين كايل ورفاقه.
كانوا أقوياء جدًا.
فكايل نفسه صمد أمام الإمبراطور الثالث،
ورفاقه كلهم ليس بينهم إلا أصحاب القوة الهائلة.
أما القراصنة الذين هاجموهم طوال الليل… فلم يكونوا أقوياء أبدًا.
بل على العكس — مقارنة بمجموعته، كانوا ضعفاء بشكل مثير للشفقة.
"……."
"……."
لكن المشكلة كانت أنهم… كثيرون جدًا.
ثم، وربما بما أنهم حمقى، ظلّوا يندفعون بلا تفكير، معتقدين أن كايل ورفاقه ضعفاء.
نظر كايل إلى الشمس الطالعة بنظرة فارغة.
بينما تمتم آرتشي.
"واو… إنهم قادمون مجددًا."
تنهد تشوي هان بعمق، ثم ربت على كتف آرتشي قائلًا.
"لا تنم."
"آه، آه!"
فوجئ آرتشي حين أدرك أنه كان يغفو، فاستفاق على الفور وهو يحدق في سفن القراصنة.
كانت الهالات السوداء تحت عينيه واضحة جدًا.
وبحكم قدرته على التحرك بحرية في البحر، كان هو من تولّى القضاء على أغلب القراصنة، دون توقف.
"هاه؟ هل هذا حلم؟"
لكن سرعان ما تمتم مجددًا وهو ينظر إلى الشمس المشرقة فوق الأفق…
لأنه رأى هناك، في البعيد،
عددًا هائلًا من السفن يتقدّم نحوهُم.
"ليس حلمًا."
أجاب رون بصوت هادئ وودود، ثم أضاف.
"بالحكم من الأعلام، يبدو أن معظمهم قراصنة. كما أرى سفنًا تنتمي إلى جزر القراصنة الذين دمّرناهم. على ما يبدو جاؤوا يبحثون عن سفنهم."
ومع انقضاء الليل، ازدادت السفن التي خرجت إلى البحر.
"آه…"
عندما جلس آرتشي على سطح السفينة فاقدًا لعقله تمامًا...
ربت~ ربت~
في تلك اللحظة، ربت رون على كتفه مبتسمًا ابتسامة حنونة وكأنه يشجعه — بل وكأنه يقول: أذهب بسرعة.
"كايل."
"نعم."
"يجب أن نمضي يومًا آخر قبل أن ندخل إلى منطقة البحر المركزي."
"أجل."
كما قال ألبيرو، سيستغرق دخولهم البحر المركزي يومًا إضافيًا.
"لكن قد نتباطأ أكثر."
"صحيح، إذا استمرّ الوضع هكذا."
عند إجابة كايل، سأل ألبيرو.
"إذا استمرّ الوضع هكذا؟ يبدو وكأنك تقول أن الأمور ستتغير لاحقًا."
"يبدو أننا نبدو سهلين للغاية."
"من المحتمل. وبما أن يومًا واحدًا فقط قد مرّ، فلم تنتشر المعلومات عنا بعد."
قال ألبيرو هذا وهو ينظر إلى كايل بنظرة هادئة، ثم ابتسم بخفة.
"يبدو أنك لا تريد أن نبدو سهلين."
"نعم."
إذا كانت السفينة بلا راية، وليس عليها سوى عدد قليل من الأشخاص، وتبدو وكأنها سفينة منعزلة، فسنبدو سهلين.
لكن إن لم نبدُ سهليْن... فسيكون ذلك أفضل لنا.
وحتى قبل أن تنتشر أخبارهم.
- هل حان دوري لأتحرك؟
بصوت مرتجفٍ من شدة الحماس، عاجزًا عن كتم خفقات قلبه، تحدث الهالة المهيمنة.
- لقد حان الوقت لأظهار هيبتي. هوهو.
قال الهالة المهيمنة بصوت عميقٍ ومهيب.
- سواء كانوا قراصنة أو غيرهم، ما إن يقتربوا حتى يشعروا بوجودي! وما إن يقع نظرهم على هذا الجسد، سيحنون رؤوسهم خضوعًا! كهاهاهاهاها!
الهالة المهيمنة الذي واجه إله الفوضى، رغم أنه لم يستطع هزيمته بعد، إلا إنه ازداد قوةً بمقدار ذلك.
- كوهاهاهاها! نحن حكّام البحر!
وبينما كان كايل يسمع صوت التفاخر المملوء بالغرور، بدأ بإطلاق الهالة المهيمنة من جسده.
"أون. الضباب."
ثم، بعد أن انقضى الليل وطلعت الشمس فوق البحر الصافي—
"اجعليه يحيط بسفينتنا فقط."
ألتف الضباب حول السفينة الوحيدة التي لا تحمل أي راية.
كأنها سفينة أشباح تجوب بحر الجحيم.
وبين سفينة الأشباح، والضباب الذي يحيط بها، انتشرت الهالة المهيمنة.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
مستغلةً الرياح التي أحدثها سحر راون، انطلقت سفينة الأشباح — المحاطة بالضباب — بسرعة تفوق أي سفينة أخرى،
متجهة نحو البحر المركزي…
ونحو عددٍ لا يُحصى من السفن.
وهكذا، كان على البحّارة الذين لامست سفنهم ذلك الضباب أن يواجهوا كايل—
الرجل الذي يحيط به الهالة المهيمنة.
.
.
.
مواعيد نشر الكاتبة:
الاثنين – الأربعاء – الجمعة
مواعيد نشري:
الثلاثاء – الخميس – السبت
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96