إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 499، سلسلة الأمير والأب 4〉
.
.
.
"جدّفوا! جدّفوا أكثر! هاهاها!"
لعق القرصان شفتيه بلهفة وهو يقول.
"أخيرًا! ظهر أرنب بعد فترة طويلة!"
كانت الضباع التي تهرب دومًا من الأسود والنمور والفيلة تبحث عن فريسة.
لكن في مكانٍ يخلو من السباع الكبيرة… كانت الضباع هي الأقوى. ولهذا، اختبأت الفرائس أو فرت بعيدًا.
"هاهاها! تلك السفينة ملكٌ لنا!"
وحين لا تبقى فرائس، لا يتبقى للضباع سوى أن تتصارع فيما بينها.
وخضم تلك الفوضى… عثروا على سفينة واحدة بلا راية، تشق البحر وحدها تمامًا.
لا شك أنها أرنب!
"لا بد أنها سريعة."
بمجرد بلوغها هذا المكان، فلا بد أنها كانت سريعة خلال هروبها.
لكن في النهاية، قراصنة هذا البحر كانوا مستعدين تمامًا لاستقبال تلك السفينة التي فرت من الأوغاد الضعفاء حتى وصلت إلى هذا الجحيم.
"كوهاهاهاها! إنها لنا!"
"يجب أن تجدّفوا أسرع من أولئك الأوغاد الملعونين!"
"ههههه. دعونا نتحرك بتمهل، وننهب كل شيء عندما يتقاتل أولئك الحمقى."
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
اندفعت الأمواج، وتقدمت السفن الواحدة تلو الأخرى، تشق الماء نحو هدف واحد—تلك السفينة الغامضة التي ظهرت للتو في هذا البحر.
'ما رأيك؟'
'ممتاز!'
وكانت هناك أيضًا سفن قراصنة تتعاون مؤقتًا عبر إشارات اليد.
"هاهاها! أيها الحمقى! الهجوم أولًا وبسرعة هو الحل الأمثل دائمًا!"
ضحك قبطان السفينة الأمامية ساخرًا من السفن التي خلفه، وزاد السرعة أكثر.
لعق–
وفي ملامحه وهو يلعق شفتيه لم يكن هناك سوى قسوة مفترسة تجاه حيوان عاشب تجرأ على دخول أراضي الضباع.
"هاه؟ أيها القبطان! أليس هذا غريبًا؟"
السفينة التي كانت تقترب منهم لا ببطء ولا بسرعة.
السفينة التى بلا راية… ولا يبدو عليها أي بحّار حقيقي.
بدأ شيء غريب يحدث حولها.
"قلت لك إنها غريبة!"
"اصمت! أنا أعلم ذلك جيدًا! أيها الحقير!"
ما هذا؟
اليوم كانت شمس الصباح حارقة على غير العادة في السماء.
والبحر صافٍ تمامًا دون أدنى ضباب، ولا تهب أدنى نسيمة — حتى أن الأشرعة أصبحت غير ضرورية.
"ما هذا بحق الجحيم؟ ماذا يفعل هؤلاء الأوغاد؟"
لكن فجأة ظهر الضباب حول تلك السفينة،
وكان ذلك الضباب كثيفًا جدًا.
"أيها القبطان! ماذا نفعل؟"
"اللعنة! فقط اصمت أولًا!"
احتار القبطان في ما يجب عليه فعله،
لكن رغم ذلك، كانت السفينة تواصل التجديف بسرعةٍ كبيرة، منفذةً الأوامر التي أصدرها قبل لحظات.
"هاه!"
وفجأة، وبينما كان القبطان غارقًا في أفكاره، رأى سفينة الأرنب تقترب منهم بسرعة مذهلة.
بسرعة غريبة… سرعة تبعث على الريبة.
في الواقع، أصبحت السفينة بالكاد مرئية.
كل ما كان يراه هو كتلة كثيفة من الضباب تتقدم نحوهم.
وكان الضباب يتمدد شيئًا فشيئًا.
'ما الذي يحدث بحق…؟'
غريب.
هناك شيء غير طبيعي.
"أيها القبطان!"
يبدو أن التابع الذي يقف بجانبه شعر بالهواجس نفسها.
لكن—
"أيها القبطان! السفن الأخرى تلحق بنا من الخلف!"
عندما سمع صراخ التابع في الخلف، أدرك أنه لم يعد بإمكانه التراجع الآن.
لقد انطلق بفخر منذ البداية، لذا كان الهروب من دون خوض القتال أمرًا مستحيلًا–
لأن في اللحظة التي يفعل فيها ذلك، ستنهار سمعة هذه السفينة إلى الحضيض.
"إيهه… أيها القبطان! هل ننطلق إذًا؟"
يبدو أن التابع الذي بجانبه وصل إلى الاستنتاج ذاته الذي وصل إليه.
"نعم! دعنا نذهب!"
اتخذ القبطان قراره.
"فقط نتحسّس الوضع، وإن كان فعلاً أرنبًا… فسنأخذه."
"نعم!"
هل هناك شيء خاص في حياة القراصنة؟
فقط تحسس الوضع، وإذا لم يكن مناسبًا، اهرب فورًا!
كان القبطان يعتقد أن عليه فقط تجنّب أسوأ الاحتمالات.
"هيا بنا!"
"جدّفوا! القبطان أمر بالانطلاق!"
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
وفي اللحظة التي تسارعت فيها حركات المجاديف من جديد—
"اتجهوا نحو الضباب، لكن لا ترفعوا أعينكم عن الهدف! وأنت، انقل الإشارة للمجدّفين! إن حدث أي شيء غريب… انسحبوا فورًا!"
حتى في هذا الوضع المتوتر، لم ينسَ القبطان اتخاذ الاحتياطات الأساسية.
وهكذا، واصل الطاقم التجديف بقوة.
"أوه! أيها القبطان! السفينة… توقفت!"
توقفت السفينة التي كانت تقترب.
"هاهاها! يبدو أنهم يريدون الهرب الآن!"
تنفّس القبطان الصعداء عندما توقفت سفينة الضباب. فالأقوياء لا يوقفون سفينتهم بهذه السهولة!
"ولكن مع ذلك، لا تتراخوا!"
صرخ القبطان بشجاعة بينما كانت سفينته تقترب من سفينة الضباب.
وفي اللحظة التي لامست فيها سفينته القرصانية ذلك الضباب...
"اللعنة! لقد سبقونا!"
"يبدو أن الضباب ليس بشيء! دعونا نسرع أيضًا!"
اندفعت السفن التي كانت تتبعهم من الخلف بحماس شديد.
عشرات سفن القراصنة—
الضباع التي كانت تندفع نحو فريسة واحدة، أو تراقب من بعيد، أو تنتظر فرصة للانقضاض—
كلها حاولت اللحاق بالسفينة التي تقدّمت في المقدمة.
"......"
"......"
ولكن في نفس تلك اللحظة، السفينة التي كانت في المقدمة... خيم فجأة صمت مطبق عليها.
الضباب...
من اللحظة التي دخلت فيها مقدمة السفينة إلى الضباب،
انتشر الضباب دفعةً واحدة، وغطّى سفينة القراصنة كاملة.
لكن لا القبطان، ولا رجاله، ولا أي شخص على سطح السفينة نطق بكلمة واحدة.
"آه، آ-"
كلا، في البداية حاولوا الكلام.
لكن لم تخرج منهم أي كلمات مفهومة.
فالضباب الكثيف الذي كان يبدو كما لو كان يحاول أن يحجب الشمس،
كان يخفي داخله طاقة غير مرئية هاجمتهم مباشرة.
شعروا كما لو أنهم يختنقون.
وكأن كائنًا هائلًا ينظر إليهم من الأعلى.
لذلك لم يستطيعوا الحركة أو الكلام.
ولو فعلوا ذلك— لا، لم يستطيعوا حتى تخيّل محاولة القيام بذلك.
فكل ما يشغلهم كان الشهيق والزفير... ومحاولة الصمود للحظة إضافية وحيدة.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
سمعوا صوت الماء وهو يشق الأمواج.
وبما أن سفينتهم كانت ساكنة، فقد عرفوا أن ذلك الصوت هو صوت السفينة المغطاة بالضباب وهي تعبر بجانبهم.
لكن لا البحّارة ولا القبطان— لم يستطع أي منهم رفع رأسه ليلقي نظرةً واحدة نحوها.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
ازداد الضباب كثافة.
وازداد الإحساس بالاختناق.
وبصورة أدق، بدا الأمر كما لو أن تنفّسهم نفسه يحدث بإذن من كائن ما،
كما لو أنهم خاضعون تمامًا له.
شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)
ابتعدت سفينة الضباب، لكن الصمت ظلّ يخيّم على سفينة القراصنة.
أحسّوا بأن نظرة ما مرت عليهم من سفينة الضباب العابرة، لكن لم يجرؤ أحد على الردّ بنظرة إليها.
وكل ما فعلوه هو خفض رؤوسهم أكثر، والانحناء أكثر.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
وأخيرًا، عندما أصبح صوت السفينة وهي تقطع التيار يُسمع خافتًا—
وعندما تجاوز كل الضباب السفينة القرصانية،
"… هااه، هاه–"
أخذ القبطان شهيقًا طويلًا، وبدأ بالكاد يستطيع إخراج زفير مريح.
"هَهْ… هَهـ…"
وما إن استطاع التنفس قليلًا، حتى بدأ تنفّسه يتسارع أكثر.
ولم يدرك ذلك إلا الآن: كان جاثيًا على ركبتيه الاثنتين، منكمشًا على نفسه.
كان جسده مبللًا بالكامل، وجبينه غارقًا بالعرق.
قطرة... قطرة...
انحدرت قطرات العرق البارد على خده وسقطت على الأرض.
تركت بقعًا على الخشب، مختلطةً بآثار اللعاب الذي خرج من فمه وهو يكافح لالتقاط أنفاسه.
"……."
ثم بالكاد، حقًا بالكاد رفع رأسه،
وحينها رأى أتباعه المرتجفين، وهم ما زالوا منكمشين على أنفسهم.
لم يسخر القبطان على اعضاء طاقمه الذين لم يستطيعو حتى رفع رؤوسهم، على الرغم من زوال تلك الهالة الطاغية التى غمرتهم؛ إذ كان يتفهّم الأمر تمامًا.
وبدلًا من ذلك، باعتباره القبطان، تجرّأ وجمع شجاعته ونظر إلى الخلف.
فرأى سفينة الضباب تتقدّم نحو سفن القراصنة الكثيرة التي كانت تقصدهم.
وفي كل مكان مرّت به تلك السفينة، توقّفت جميع سفن القراصنة دون حركة.
ولا سفينة واحدة تجرّأت على التحرك.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
حدّق القبطان بصمت في سفينة الضباب وهي تعبر البحر.
"قـ، قبطان… هل… هل نحن بخير؟"
نظر التابع إلى القبطان بصعوبة وهو ما يزال في وضع الانكماش.
فتح القبطان فمه دون أن يلتفت إلى التابع المرتجف.
"يا. ألم تشعر بذلك؟"
"م- ماذا؟"
السبب الذي جعل القبطان قادرًا على التغلب على خوفه والوقوف والنظر إلى سفينة الضباب—
"ماذا، ما الذي؟"
أخبر القبطان ذلك التابع الغبي بالإجابة.
"لم تكن هناك أي نية للقتل."
"آه…"
خرجت زفرة إدراك من التابع .
حين مرّت سفينة الضباب بجانبهم—
النظرة التي وُجِّهت نحو السفينة، والشعور الذي قيّد أجسادهم كاملة—
لم يكن في أيٍّ منهما نية قتل، ولا أي تهديد موجّه إليهم.
كان فقط… ينظر إليهم ثم يمرّ.
ومع ذلك، ذلك الإحساس وحده الذي غمرهم كان كافيًا لجعلهم عاجزين عن الحركة كليًّا.
وماذا يعني هذا؟
"… لقد ظهر حاكمٌ جديد."
قال القبطان وهو يمسح العرق عن جبينه، محدّقًا في سفينة الضباب وهي تبتعد.
سفينةٌ تنفث هالةً تبتلع المحيط، وتُخضِع كل ما حولها بمجرد وجودها.
لا شك أن صاحب تلك القوة هو مالك تلك السفينة.
القبطان، الذي وجد أن السفينة الخالية من أي راية مخيفة إلى حدّ القشعريرة، فتح فمه بصعوبة وقال.
"...اتصل بقائد الجزيرة."
كان عليه أن ينقل ذلك إلى قائد الجزيرة التابع لها.
"قل له إن مفترسًا جديدًا قد دخل. وذلك أيضًا—"
قال القبطان وهو يبلع ريقه.
"وذلك… ليس بالأمر الهيّن. ربما يكون أقوى من أولئك الأوغاد في البحر المركزي."
"قـ، قبطان! مهما كان الأمر، رجال البحر المركزي كثيرون وقوتهم هائلة. كيف لسفينة واحدة فقط أن تنال تقييمًا كهذا—؟"
"هل سبق لك طوال حياتك أن عجزت حتى عن النظر إلى شخص ما؟ وأن تُرغم على خفض رأسك لمجرد أنه اقترب منك؟ هل نحن القراصنة الذين يخضعون بهذه السهولة؟"
"ذلك—"
"وهل نحن الوحيدون الذين خفضوا رؤوسهم؟ اللعنة… انظر هناك! الجميع فعل الشيء نفسه!"
مثل هذا المشهد لا يمكن رؤيته بسهولة.
"ألا تستطيع إدراك الأمر بمجرد النظر؟ إنها كارثة! تلك السفينة كارثة!"
وجود لا يجب الاقتراب منه. وجود عليك أن تحبس أنفاسك في حضرته حتى يمرّ.
ومثل هذا لا يكون إلا كارثة طبيعية تولّدها البحار.
القبطان، الذي نجا فوق البحر لسنوات لا تُحصى، حكم بأن تلك السفينة واحدة من تلك الكوارث.
"…أدِروا السفينة. سنعود مباشرة إلى الجزيرة."
"يا! اتصل فورًا! أخبرهم بإطلاق قذيفة الإشارة!"
كما بدأت السفن القرصانية الأخرى تدرك ذلك أيضًا.
الجزيرة التي يقيم فيها القائد العام.
والجزر التي تقع أسفلها من 2 إلى 18.
ثماني عشرة جزيرة تخوض القتال في البحر المركزي، وفي الطريق المؤدي إليه—
بدأت أخبار سفينة الضباب التي تمر عبر ذلك الطريق تنتشر في كل الاتجاهات بسرعة هائلة.
احذروا السفينة التي بلا راية.
احذروا السفينة المحاطة بالضباب.
إنها كارثة.
وفي تلك الأثناء—
"أيها الإنسان، هذا مريح! آرتشي، نم قليلاً!"
"أختي، ضبابك مذهل أيضًا!"
"هذا لا يُعد شيئًا."
كان الأطفال — الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات — يجولون حول كايل،
بينما كان كايل ينظر إلى سفن القراصنة التي لا تجرؤ حتى على الاقتراب، ويبتسم برضا.
"حقًا، التظاهر هو الأفضل."
لا تعب إطلاقًا!
حتى لو استخدم القوة، لا يؤلمه جسده!
ولا يحتاج إلى صبّ طاقة هائلة كما يفعل عند مواجهة إله؛ فمجرد استخدام الهالة لفترة طويلة بشكل معتدل كافٍ — يا له من أمر مريح!
وبينما بدا كايل راضيًا، قال الشيطان السماوي فجأة.
"يبدو أن التقدم بهدوء بات أمرًا مستحيلًا."
توقف كايل للحظة عند كلماته،
فقال ولي العهد ألبيرو، وهو يأكل البسكويت الذي أعطاه له راون، بهدوء.
"لأنه لا حاجة للتعامل مع الأسماك الصغيرة التافهة."
قرمشة~
وبعد أن ابتلع قطعة البسكويت، التفت إلى كايل وسأل.
"على أي حال، إذا كان ذلك ممكنًا، فستجعل البحر تحت سيطرتنا أيضًا، أليس كذلك؟"
وطبعًا، سيكون ذلك بالتزامن مع إنقاذ الملك.
بدلًا من الإجابة، اكتفى كايل بابتسامة واسعة؛ فبادلَه ألبيرو بابتسامة لطيفة.
ثم سأل رون.
"رون، هل الجزيرة رقم 16 هي وجهتنا الأولى؟"
"نعم."
الطريق من ميناء سولاربلا إلى البحر المركزي،
وحتى الوصول إلى الجزيرة التي تقع عند مدخل البحر المركزي، حيث يقيم القائد العام،
كانت هناك عدة أماكن يمكن أن تكون نقاط توقف وسيطة.
"هناك الجزيرة رقم 16، بالإضافة إلى الجزيرة رقم 19. ومع ذلك، تعتبر الجزيرة رقم 16 الأكثر استقرارًا كقاعدة مؤقتة. كما أنها حافظت على حيادها حتى أثناء الحرب. لذلك، بعد التوقف في الجزيرة رقم 16، سنبحث عن الطريق الأفضل للوصول إلى الجزيرة التي يقيم فيها القائد العام."
"جيد. من الأفضل أن نذهب بأقصى سرعة ممكنة دون إضاعة الوقت في أمور تافهة كما حدث حتى الآن."
وبينما كان رون وألبيرو يتناقشان بشأن خطة السير، طرح آرتشي، الذي ظل صامتًا طيلة الوقت، سؤالًا فجأة.
"إذًا، ألن نستولي على الجزيرة رقم 16؟"
حدّق رون في آرتشي بنظرة خاوية،
ورغم أن آرتشي كان الأقوى بينهما، إلا أنه أدار عينيه بتوتر أمام نظرة رون التي كانت شرسة بشكل غريب.
ثم أجاب رون بابتسامته الحنونة المعتادة.
"الجزيرة رقم 16 كبيرة جدًا. سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا للاستيلاء عليها."
"آه، نعم… مفهوم."
أجاب آرتشي بشكل عابر وهو يشيح بنظره بخفة.
في تلك اللحظة، همس الشيطان السماوي وهو يحدق في الأفق البعيد.
"يا تُرى، هل سنتمكن حقًا من المرور بهدوء."
ثم اتجهت عيناه نحو ألبيرو وكايل.
تلاقَى كلاهما بنظرات الشيطان السماوي، لكنهما اكتفيا بالابتسام، دون أن ينطقا بأية كلمة.
"يا له من أمرٍ مُريب للغاية."
قال الشيطان السماوي ذلك فقط، ثم عاد لينظر إلى البحر كما لو أن الأمر لم يَعُد يعنيه.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
لم تَعُد هناك أي سفن قراصنة تجرؤ على الاقتراب من سفينة الضباب.
لأن كل الذين اقتربوا من الضباب لم يفعلوا سوى الارتجاف وإظهار الخوف.
وهكذا، لم يجرؤ أحد على مهاجمتهم عندما رأوا أن الآخرين لم يجرؤوا حتى على النظر إلى السفينة.
***
لكن هذا الخبر نفسه كان مثيرًا للسخرية بالنسبة لبعض الأشخاص.
"كارثة؟"
ما إن قرأ الرجل التقرير حتى قهقه بسخرية، ثم ألقاه نحو تابعه.
"سفينة واحدة فقط، ويقولون إنها كارثة؟! وهل علينا أن نصدّق كلام أولئك الذين لا يجيدون شيئًا سوى القرصنة؟"
"أعتذر."
غضب الرجل من التابع الذي كان يخفض رأسه.
"حسنًا، نحن أيضًا قراصنة، أليس كذلك؟"
طَقْ. طَقْ. طَقْ— (صوت النقر على مسند الذراع)
كان وجهه، وهو يطرق المسند بأصابعه، ممتلئًا بكل أنواع الانزعاج، كما لو أنه على وشك الانفجار.
"تسعة عشر! إلى متى سنبقى عالقين في الجزيرة التاسعة عشرة؟ ثمانية عشر! فقط لو كنا في الثامنة عشرة لما كنتُ بهذا الوضع!"
فالجزيرة التاسعة عشرة لا يحق لها حضور المؤتمر العظيم.
وصاحب هذه الجزيرة، الرجل المعروف بلقب القرش، لم يعد قادرًا على تحمل وضعه أكثر.
كان يتوق إلى الصعود إلى المرتبة الثامنة عشرة، والحصول على لقب الجنرال.
فاللقب الذي يحمله الآن — لقب القرصان — لم يكن يليق به في نظره.
"الجميع يُدعون جنرالات، وأنا الأقوى بينهم! لماذا لا يحمل اسمي هذا اللقب؟ لماذا أُدعى قرصانًا فقط؟!"
نظر تابعه إلى غضبه المتصاعد، فكتم الكلمات التي كادت تخرج من فمه.
'لأننا لا نفعل شيئًا سوى القرصنة، فمن الطبيعي أن نُدعى قراصنة…'
لو قال ذلك بصوت مرتفع، لكان مصيره الضرب المبرح.
ثم قال القرصان القرش.
"يا، الجزيرة رقم 16، ما الوضع هناك؟"
"الجنرال السادسة عشر لا تزال في قلعتها."
"هااه… يجب جرّ تلك العاهرة المجنونة من هناك."
قال القرش وهو يحدّق في الخريطة.
"سمعتُ أن شقيقها الصغير سيُبحر، أليس كذلك؟"
"نعم."
"هل أوصلت الخطة كما أمرت؟"
"نعم."
"قلتُ بوضوح إن من يخالف الأوامر سأقتله بنفسي."
"أجل، سيدي. الجميع سينفّذ الأوامر دون خطأ."
راح القرش ينقر بإصبعه على الخريطة وقال.
"سنقبض على أخيها الصغير لإجبار تلك العاهرة المجنونة على الخروج، وفي تلك الأثناء سنستولي على الجزيرة رقم 16. فهمت؟"
"نعم، لكن… هل يمكننا فعلًا القبض على أخ الجنرال السادسة عشر؟ وحتى مواجهة الجنرال نفسها ليست أمرًا سهلاً."
"أيها..."
غامت نظرة القرش، وأظلمت عيناه وهما تحدّقان في تابعه، ثم قال.
"الجنرال الثالث رفع يدَه لصفّنا. أتريد مخالفة إرادته؟"
"آه، لا، لا، إطلاقًا."
أجاب التابع وهو يرتجف من شدة الخوف.
"جيد. الجنرال الثالث هو من يتحكم في مياه البحر. وقد قال إنه سيستدعي قريبًا كبير العائلة العظيم، ملك التنانين. وقال أيضًا إن ذلك الشخص أقوى منه. وإذا جاء ذلك الشخص، فالكفة ستميل لصالح الجنرال الثالث. لذلك، كل ما علينا هو استغلال ذلك. أتفهم؟"
"نعم، نعم!"
"اخرج الآن. وتحقق مجددًا من أوامري."
"أمرك!"
خرج التابع مسرعًا لتنفيذ الأوامر.
أما القرش، الذي بقي وحيدًا في الغرفة، فتذكّر لقائه بالجنرال الثالث.
'في عائلتنا يوجد ملك التنانين، شخص يستطيع التحكم بتنانين البحر. وهو أقوى حتى من القائد العام.'
'لقد قرر أخيرًا أن يأتي لمساعدتنا، ولذا… ساعدني أنت في السيطرة على مدخل البحر المركزي.'
سيطرة—
إنها كلمة أحبها كثيرًا.
"… صحيح أن الزحف تحت يد الجنرال الثالث لا يعجبني."
ومع ذلك، فإن تمكن من قتل تلك الجنرال السادسة عشرة المتصنّعة بالاستقامة والشرف… فسيكون ذلك مكسبًا كبيرًا.
"يجب أن أستعلم متى سيصل ذلك الكبير الذي يسمونه ملك التنانين.
قال إنه سيأتي قريبًا، ومع ذلك لا يوجد أي خبر حتى الآن.
أو ربما وصل ولم يخبروني؟ كيف لي أن أعرف؟ تِسْك!"
لعق القرش شفتيه كما لو أن الجزيرة رقم 16 أصبحت بالفعل في متناول يده.
'أي نوع من الأشخاص هو ملك التنانين؟'
'… شخص يمتلك قوّة تشبه قوى الإلهة، لكنه يتجوّل بحرية. وهو أحد الثلاثة الأقوى في عائلتنا.'
ضحك القرش بسخرية وهو يستعيد كلمات الجنرال الثالث تلك.
"إله، هااه؟"
لم يصدق ذلك تمامًا،
لكن تذكّره للجنرال الثالث — الذي لا يقول هراء — جعله يشعر بشيء من الترقّب.
كان يأمل أن يكون جانبُه هو المنتصر في نهاية هذه الحرب.
***
"أيها الإنسان، هل تلك هي الجزيرة رقم 16؟ إنها ضخمة!"
نظر كايل إلى الجزيرة رقم 16 التي كانت أكبر بكثير من أي جزيرة مرّ بها، ثم حوّل نظره إلى جزيرة أخرى ضخمة كانت على بُعد مرئي.
"الجزيرة رقم 19، هي الجزيرة التي يقودها القرصان الملقّب بالقرش. يُقال إن العديد من القراصنة يتبعونه."
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
وبينما كان يستمع لشرح رون، أشار كايل إلى أون بعينيه.
ششششش— (صوت انحسار الضباب)
ثم بدأ الضباب يتبدد تدريجيًا فوق سفينة كايل المتجهة نحو الميناء الجنوبي للجزيرة رقم 16.
وهكذا، وصلت السفينة التي بلا راية إلى مدخل البحر المركزي— الجزيرة رقم 16.
.
.
.
مواعيد نشر الكاتبة:
الاثنين – الأربعاء – الجمعة
مواعيد نشري:
..... هههههه اسفة، حاليًا ما راح يكون في موعد محدد، بس بنزل فصلين في الاسبوع اقل شيء، مؤكد.
طبعا هذا وضع مؤقت حتى ارجع اضبط حالي.
الفصل الجاي ما اعرف متى ينزل، ممكن يوم السبت او اقرب.
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96