إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 500، سلسلة الأمير والأب 5〉
.
.
.
قائدة الجزيرة رقم 16، وأحد الجنرالات المدرجين في المؤتمر السابع عشر — بيري.
كانت هناك العديد من الأوصاف للإشارة إليها.
'عادلة.'
'جديرة بالثقة.'
كانت هناك أوصاف جيدة كثيرة، ولكن…
'متعصبة المبادئ والقواعد.'
'ضيّقة العقل.'
'حارسة باب القائد العام.'
كانت هناك أيضًا أوصاف عديدة تحمل دلالات سلبية نوعًا ما.
وبعد سقوط القائد العام، ازداد عدد الذين يشيرون إليها بمعانٍ سيئة.
"يا أختي الكبرى، لا تقلقي."
ردّت بيري بوجه خالٍ من التعبير على كلمات أخيها الصغير.
"يجب أن نتمّ هذه المهمة مهما كلف الأمر."
"نعم، سأفعل ولو كلفني ذلك حياتي."
ابتسم أخوها ابتسامة خفيفة، فيما ظلّت بيري صامتة.
الحياة…
ربما سيضطر أخوها فعلًا إلى المخاطرة بحياته اليوم.
لكنها لم تستطع أن تقول له ألّا يفعل.
"بالطبع، لا داعي لأن أخاطر بحياتي فقط من أجل مراقبة القراصنة المحيطين."
قال أخوها ممازحًا وهو يهزّ كتفيه.
وفي تلك اللحظة، استحضرت بيري حديثهما السري الليلة الماضية؛
أو بالأحرى، ما قاله أخوها تحديدًا.
'الوضع مع القرصان القرش في الجزيرة رقم 19 غير عادي يا أختي. لا يجب أن نضيّع الوقت أكثر.'
'غدًا، عند غروب الشمس، سأقضي على السفن القرصانية المحيطة بحجة حماية المدخل.'
'وبعد غروب الشمس، سأتوجه مباشرة إلى الجزيرة رقم 7.'
سيذهب أخوها الصغير إلى الجزيرة رقم 7 حاملًا رسالتها،
لأن الجنرال السابع، الذي يسعى مثلها لمواصلة إرادة القائد العام، موجود هناك.
'أختي الكبرى، يجب أن نطلب الدعم من الجنرال السابع. لم نعد قادرين على الصمود أكثر، والطعام ينفد، والأهم أن القرصان القرش من الجزيرة رقم 19 سيحاول قتلنا.'
'وأنتِ تعلمين جيدًا ما الذي سيحدث لو سقطت جزيرتنا.'
ثم قال الأخ الكلمات الحاسمة إلى بيري المترددة.
'إن انهار هذا المدخل، فلن يبقى في البحر سوى الفوضى، دون أدنى وجود للقواعد.'
وكان محقًّا.
فالناس يسخرون من الجزيرة رقم 16، قائلين إنها ضمن السبع عشرة جزيرة، لكنها ليست سوى حارس باب القائد العام.
لكن بيري كانت تعلم جيدًا،
'إن انهار المدخل، ستسقط القلعة.'
كان عليها أن تحمي مدخل البحر المركزي الذي تحوّل إلى ساحة قتال،
ووأن تحافظ على القواعد التي وضعها القائد العام بنفسها.
ولذلك قال أخوها.
'يا أختي الكبرى، لو خرجنا بعدد كبير من السفن فسيكتشفنا القراصنة في الجزيرة رقم 19 أو في البحر المركزي.'
'سآخذ ثلاث سفن فقط، سريعة الحركة، وأعود بها. أنتِ تعرفين جيدًا مهارتي، أليس كذلك؟'
كان هدفه هو تفادي قراصنة الجزيرة رقم 19،
وتجنّب أولئك الوحشيين الموجودين في البحر المركزي،
حتى وإن كان سيتحرك بثلاث سفن فقط.
أما بيري—
"حتى لو كانت المهمة صغيرة، فمادامت متعلقة بحماية البحر، فيجب تنفيذها بإتقان تام."
كانت تعلم أنّ عليها أنْ تدفع بأخيها نحو طريق الهلاك.
فحتى وإن كانت فرصة نجاحه ضئيلة جدًا،
وإن كانت احتمالية وصوله إلى الجنرال السابع شبه معدومة،
فلم يكن أمامهم خيار آخر.
'أختي الكبرى، لا شك أن في الجزيرة جاسوسًا، وإلا فكيف عرف رجال الجزيرة رقم 19 مسار دورياتنا؟'
'وأيضًا، لا بد أن هناك جهة خفية تدعم الجزيرة رقم 19.'
'يا أختي الكبرى، سأذهب أنا ورجالي، وسنعود.'
كان عليها أن تثق بأخيها الصغير… وتترك له الأمر.
"نعم، يا أختي الكبرى. سأقوم بالمهمة بدقة تامة."
"حسنًا."
أجابت بيري، ثم أضافت بوجه غير مبالي.
"الشخص الذي عليه واجب حماية البحر، يجب ألا يُهمل هذا الواجب أبدًا."
"نعم، بالتأكيد يا أختي الكبرى!"
وضعت يدها على كتف أخيها الذي كان يبتسم بمرح.
ربت~ ربت~
وبينما كانت تربت على كتفه، نظرت نحو السفن التي كان يستعد للإبحار بها عند غروب الشمس، وقالت.
"العديد من القراصنة، بما في ذلك قراصنة الجزيرة رقم 19، يقومون الآن بأعمال القرصنة في البحر قرب المدخل."
هي وأخوها…
بينما كانا محاطين بضباط بحريّة الجزيرة رقم 16 الذين كانوا ينظرون إليهما،
لاحظت في أعينهم جميعًا نظرات الاستعداد للموت.
لكنها كانت تعلم جيدًا أن بينهم جاسوسًا يعمل لصالح قراصنة الجزيرة رقم 19.
"اليوم سنشنّ عملية تطهير واسعة النطاق ضد القراصنة."
ولأول مرة منذ مدة طويلة، قررت الجزيرة رقم 16 استخدام معظم سفنها الحربية للقضاء على سفن القراصنة القريبة من المدخل.
مثل هذه العملية واسعة النطاق لم تحدث منذ عدة أشهر.
ثم، وبقصد مبتكر لجذب انتباه الجزيرة رقم 19، ملئُوا الميناء الجنوبي بالسفن الحربية بشكل علني وواضح.
"بالتأكيد ستتدخل الجزيرة رقم 19 في هذا الأمر. لذا استعدّوا جيدًا قبل الإبحار. مفهوم؟"
"نعم، يا سيدتي الجنرال!"
"نعم، يا سيدتي الجنرال!"
ربت~
ربّتت على كتف أخيها مرة أخرى، ثم رفعت يدها عنه وبدأت بالسير مبتعدة.
على التلة المعتدلة الواقعة في وسط الجزيرة رقم 16، توجد القلعة المركزية—
وذلك هو المكان الذي كان عليها أن تبقى فيه.
فهي لا تستطيع مغادرة هذه الجزيرة.
"همم..."
فجأة، توقفت بيري عن السير.
"سيدتي."
ثم استدارت دون أن ترد على رئيس الخدم الذي ناداها.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
لقد سمعت بوضوح صوت سفينة تشق تيارات الماء وتقترب.
وبصفتها ابنة الجزيرة… وبحّارة قبل كل شيء—
لم يكن ممكنًا أن تفوت هذا الصوت.
حملة اجتثاث القراصنة—
لم تجرؤ سفن القراصنة على الاقتراب من الجزيرة رقم 16، التي أعلنت صراحة أنها ستشنّ حملة واسعة للقضاء عليهم.
"تلك—"
عندما رأت السفينة القادمة، تذكّرت التقرير العاجل الذي استلمته قبل قليل.
"الضباب."
ضباب رمادي يقترب من الميناء الجنوبي.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
استمرت السفينة في التقدّم عبر الماء بصوت ثابت وواضح.
"سيدتي، يبدو أن تلك هي سفينة الضباب التي تلقّينا تقريرًا عنها قبل قليل."
إحدى سفن الجزيرة رقم 16 التي كانت متنكرة في هيئة قراصنة، والمكلّفة بمراقبة نشاط القراصنة خارج المدخل،
أبلغتهم على وجه السرعة بوجود سفينة غريبة.
ششششش— (صوت انحسار الضباب)
بدأ الضباب ينحسر تدريجيًا عن السفينة التي كانت تتقدّم نحو الرصيف، متجنبةً عدداً كبيراً من السفن الحربية التي كانت تملأ أحد جوانب الميناء الجنوبي.
'الكارثة.'
قالوا إن القراصنة ارتجفوا خوفًا عندما رأوا سفينة الضباب واعتبروها كارثة.
ولم تكن الجنرال بيري تثق تمامًا بهذا الجانب من التقرير.
ومع ذلك، كان البحارة الذين تنكروا كقراصنة قد قالوا شيئًا واحدًا فقط.
'لم نقترب كثيرًا… لكن السفن التي حاولت الاقتراب من الضباب توقفت جميعها.'
على الرغم من أن هذا المكان ليس داخل البحر المركزي الواسع والمليء بالمخاطر،
إلا أن سفن القراصنة التي تجوب هذه المنطقة لم تكن ضعيفة أبدًا.
هل جعلتهم تلك السفينة يتوقفون جميعًا؟
"سيدتي الجنرال… ماذا نفعل؟"
عندما اقترب أحد أتباعها وسأل، حرّكت بيري قدميها وتقدّمت.
"أرسلوا سفينة."
الخطة التي قد تكلف حتى حياة أخيها—
لضمان نجاحها، لا يجب السماح بحدوث أي متغير.
"سأذهب بنفسي."
أُطلقت سفينة صغيرة في البحر، مبتعدة عن الرصيف ومتجهة نحو السفينة التي كان الضباب ينقشع عنها شيئًا فشيئًا.
"……."
حدقت الجنرال بيري في السفينة المقتربة، التى بلا راية ولا طاقم مناسب.
'إنه سحر.'
كانت السفينة تقترب بتحريك أشرعتها بريح مُفتعَلة بواسطة السحر.
ولأن الضباب لم يتبدّد بالكامل بعد، لم تستطع رؤية وجوه الأشخاص الموجودين على متنها بوضوح.
لكنها رأت شخصًا واحدًا بجلاء—
رجلًا يقف عند مقدّمة السفينة، ويحدّق بها مباشرة.
رجل ذو شعرٍ أحمر.
إذن… هو صاحب تلك السفينة.
وفي اللحظة التي أدركت فيها بيري ذلك—
"……!"
لامست بقايا الضباب التي لم تتبدد بالكامل المرأة الواقفة في مقدمة السفينة.
ولمّا عبر الضباب من أمامها ولمس الآخرين أيضًا—
"…توقّفوا."
رفعت يدها تأمر بإيقاف السفينة.
لكن…
السفينة كانت قد توقفت بالفعل قبل أن تنطق بأمرها.
"……."
لزمت بيري الصمت.
رغم أن الإحساس كان خافتًا،
ورغم أنه كان يتلاشى،
إلا أنها شعرت به بوضوح لا لبس فيه.
'…ضغط.'
قوة هائلة مرت بها مرورًا عابرًا.
ارتجفت عينا بيري— الخاليتان عادة من أي انفعال— ارتجافًا دقيقًا، للمرة الأولى منذ زمن طويل.
لا... لم يكن ذلك مجرد ضغط.
هذه هالةُ حاكم.
هالة شخصٍ قادر، بمجرد وجوده، على الإمساك بخيط حياة أي شخص أمامه.
'قوي.'
الرجل ذو الشعر الأحمر، صاحب هذه الهالة...
إنه قوي بصورة لا يمكن تجاهلها.
'أو ربما… ربما يكون بثّ الهالة قدرته الخاصة، بينما قوته الفعلية ضعيفة؟'
لكن…
هل يمكن أن يكون ذلك صحيحًا حقًا؟
"هَهق… هق."
"هـ…!"
مع أنها جاءت بسفينة صغيرة، إلا أنها جلبت معها نخبة قواتها البحرية.
ومع ذلك، رأت أتباعها النخبة عاجزين عن تحمّل حتى تلك اللحظة العابرة من الضغط.
"……."
لم تستطع أن تلومهم.
فهي نفسها بالكاد استطاعت أن تتحمل وتبقى واقفة.
'لابد أن ذلك كان لأن الهالة اختفت...'
تلاشت الهالة فور وصولها إلى سفينتها،
ولذلك السبب، كانت قادرة على الوقوف على الأقل.
رغم أنّ ظهرها صار مبللًا بالعرق،
وفمها جف تمامًا،
لكنها على الأقل استطاعت الصمود.
شواااااه— (صوت تلاطم الأمواج)
توقفت سفينة الضباب، وكانت سفينتها قد توقفت بالفعل.
كانت مقدمتا السفينتين تواجهان بعضهما البعض بمسافة معينة.
"……."
عندما اختفى الضباب تمامًا،
استطاعت بيري رؤية الأشخاص على السفينة المقابلة ينظرون إليها من الأعلى.
ولأنها كانت على متن سفينة صغيرة،
كان عليها أن ترفع رأسها لتنظر إليهم.
'ليسوا سهلين...'
من بين أولئك الذين كانت تحدق فيهم،
لم تستطع تقدير قوة إلا عدد قليل منهم.
لكن هؤلاء القلائل—
'أقوياء جدًا.'
رغم أن ظهور هؤلاء الأشخاص في مثل هذا الوقت — حيث كانت العملية المهمة على وشك الحدوث — جعل الظلام يحجب رؤية بيري للحظة،
إلا أنها نظرت إلى الرجل ذي الشعر الأحمر بعينين ثابتتين.
ثم فتحت فمها بوجهٍ خالٍ من التعبير.
"من حضرَتُكم؟"
ثم تابعت قائلة.
"أرجو أن تُطلعونا على هدف زيارتكم إلى هذا المكان."
بصفتها حارسة للبحر المركزي، تعاملت مع هؤلاء الغرباء وفق القواعد التي يجب على كل من ينتمي إلى الجزيرة رقم 16 الالتزام بها.
من أنتم؟
وما هو هدفكم من التوجه نحو البحر المركزي؟
ابتلعت بيري توترها في صمت.
هذا السؤال الذي أصبح الآن بلا معنى بسبب حرب البحر المركزي... كان عليها أن تسأله.
في الحقيقة، كانت بيري منهكةً،
من مواجهة تدفق القراصنة الذي لا نهاية له،
ومن مراقبة الجزيرة رقم 19،
ومن التعامل مع الغرباء الذين يتوافدون على البحر المركزي بلا نظام.
وفي خضم ذلك، كانت الإهانات تنتشر نحو جزيرتها، حيث كانوا يصفونهم بأنهم لا يفعلون شيئًا سوى البقاء في الجزيرة،
ولا يقاتلون، ويلعبون دور الحراس فقط.
حتى أن البعض قال إنهم جبناء ضعاف، أو أغبياء حمقى.
لكن، وعلى الرغم من ذلك كله —
ظلت القائدة بيري تصر على تذكير كل قادم جديد إلى البحر المركزي بقواعد جزيرتها، الجزيرة رقم 16.
من أنتم؟
وما هو هدفكم من التوجه نحو البحر المركزي؟
وكان عليها مواصلة سؤال ذلك،
لأنها...
"مرحبًا."
في تلك اللحظة، حيّاها الرجل ذو الشعر الأحمر بابتسامة ودودة.
حينها ازداد توتر بيري حدةً بسبب مظهره الخفيف الذي لا يتناسب ابدا مع حضوره القوي.
"أتشرف بلقاء السادة الحماة."
ثم قال وهو يحنى برأسه نحو الجنرال بيري، ثم انحنى مرة أخرى تجاه الجنود البحريين على متن السفينة.
"……!"
اهتزت عينا بيري بحدة…
لكنها سرعان ما استعادت هدوئها.
الحماة.
كان نداء لم تسمعه منذ زمن، زمن بعيد جدًا.
في تلك اللحظة، تذكرت الجنرال بيري فجأة كلمات القائد العام.
'الجنرال بيري، أنتِ من يحمي هذا البحر. بوابة البحر المركزي. إن انهارت البوابة، سينهار كل شيء.'
'أنتِ والجزيرة رقم 16، أنتم الحماة الذين يحمون قلعة بحرنا.'
كانت هذه كلمات قالها لها القائد العام عندما أصبحت جنرالًا لأول مرة.
لكن الآن… أصبحت تلك كلمات منسية.
"……."
"……."
تغيّرت تعابير البحّارة النخبة الذين كانوا على متن السفينة.
هؤلاء النخبة، الذين كانوا قبل لحظات فقط يحاولون تنظيم أنفاسهم بعد أن لامستهم تلك الهالة الهائلة لبرهة، لم يظهروا خوفًا أو فزعًا مثل القراصنة… ومع ذلك، كانوا يكتمون داخلهم خوفهم ورعبهم العارم الذي اجتاحهم.
اتجهت أبصارهم جميعًا نحو صاحب تلك الهالة الساحقة — كايل.
فأجابهم كايل بأسلوبه الخاص.
"نحن من أتوا لخوض معركة مع البحر."
حارس البوابة.
هو من يقف أمام بوابة البحر المركزي، ولا يفتحها لأي كان؛
لا لأولئك الذين يريدون الإضرار بالبحر،
لا لأولئك الذين يريدون ممارسة القرصنة،
و لا لأولئك الذين يحاولون خرق القواعد البحرية التي وضعها القائد العام.
ورغم أن البحر المركزي يعجّ دوماً بالنزاعات، عنيف وخشن بلا حدود…
فمن أجل الحفاظ على توازنه والسلام الخاص به، لم يكن للحارس أن يسمح لأي شخص بدخول البحر المركزي كما يشاء.
"......"
ارتفعت زوايا شفتي بيري —اللتان كانتا غير مباليتين سابقًا— قليلًا.
'نحن من أتوا لخوض معركة مع البحر.'
كانت كلمات مشهورة بين سكان الجزر.
عبارة يرددونها عندما يتحدّون هذا البحر المتقلّب والعنيف بلا هوادة.
كان واضحًا أن هؤلاء الأشخاص يعرفون جيدًا طريقة عمل هذا الاتحاد البحري… ويحترمونه.
ولذلك قالت بوجه خال من اي تعبير، كما لو أنها لم تبتسم قبل قليل.
"البحر في حالة فوضى الآن. هل ما زلتم ترغبون في الذهاب؟"
على حارس البوابة أن يفتح الباب أمام من يرغب في التحدي.
فالبحر المركزي، وإن كان نوعا من القلعة،
إلا أنه كان في الوقت ذاته ساحة معركة مفتوحة أمام أولئك الذين يبحثون عن فرصة في البحر.
"لا تقلقي، يا سيدتي الحامية."
بوجهه الذي لا يزال يحمل تعابير ودودة، نظر كايل إلى الجنرال بيري التى أمامه.
'الجنرال بيري، قائدة الجزيرة رقم 16. إنها الوحيدة التي لا تزال تتبع القائد العام رسميًا، إلى جانب جنرال الجزيرة رقم 7.'
'بما أنها تحرس المدخل، فلا بد أنها تعرف وضع البحر المركزي أكثر من أي شخص آخر.
إن حصلنا من خلالها على طريق آمن يقود إلى الجزيرة رقم 1، حيث يرقد القائد العام، فستصبح مهمتنا أسهل.'
'الأهم من ذلك، قد نحصل على طريقة للدخول إلى الجزيرة رقم 1.'
الجزيرة رقم 1.
السبب الذي يجعل القائد العام، الموجود في غيبوبة، لا يزال على قيد الحياة ولم يُغتل بعد وهو داخل تلك الجزيرة—
'قيل إن هناك دائرة سحرية هائلة، بل حتى مُدعّمة بتقنيات فنون القتال.'
لو كان الأمر بيد راون والشيطان السماوي، لكان بالإمكان اختراق دفاعات الجزيرة رقم 1 والتسلّل بسهولة.
لكن...
عبر الجنرال بيري، المقربة من القائد العام، قد يكون الأمر أسهل بكثير.
فهي على الأرجح تعرف طريقة مريجة وسهلة للدخول إلى الجزيرة.
'وحتى إن لم يكن كذلك، فالتقرّب من حارسة البوابة سيجلب الكثير من المكاسب.'
وبينما كان كايل يتذكر كلمات رون تلك، كشف عن نيته للجنرال بيري ذات الوجه الجامد—
إلى تلك التي كانت قلقة من اضطراب البحر.
"البحر سيهدأ قريبًا."
كان ذلك أكثر كلام مناسب يمكنه قوله.
كان كايل وألبيرو يسعيان للعثور على جلالة الملك،
وفي الوقت نفسه، كانا يسعيان أيضًا لجعل الاتحاد البحري حليفًا لهم.
"سيحدث ذلك قريبًا."
"……!"
في تلك اللحظة، حين أدركت الجنرال بيري المعنى الكبير المختبئ في كلامه واتسعت عيناها—
قدّم لها كايل اقتراحًا سيجبرها حتمًا على السماح له بالدخول إلى الجزيرة.
"هناك طريقتان فقط ليهدأ البحر."
الأولى—
"أن يظهر حاكم للبحر يعترف به الجميع."
اتجهت نظرة كايل نحو ويتيرا.
'همم؟'
ثم تفاجأ للحظة. إذ كانت ويتيرا بالفعل تحدّق به… وتبتسم بخبث.
'لماذا تنظر إليَّ هكذا؟'
ألم يكن أنسب من يتّصف بصفة حاكم البحر هو السيدة ويتيرا، من قبيلة الحيتان؟
على أي حال، الخيار الآخر هو—
"أو، أن يعيّن القائد العام وريثًا رسميًا."
وعلى عكس الخيار الأول، فإن الثاني ينطوي على مخاطر هائلة نظرًا للوضع الراهن.
والسبب هو أن القائد العام في حالة فقدان للوعي. وحتى لو عيّن وريثًا رسميًا، فبعد فترة قصيرة من السلام سيتدافع عليه عدد هائل من الطامعين.
"……."
لم تقل بيري شيئًا.
'لو كان هذا ممكنًا، لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن.'
كلا الأمرين مستحيلان حاليًا، ولذلك أصبح البحر المركزي في حالة فوضى عارمة.
عندها ابتسم كايل ابتسامة مشرقة، تحمل براءة ظاهرة، وقال.
"القائدة بيري. سمعتُ أن لديكِ، بصفتك الحامية، واحدة من أقوى الصلاحيات."
الصلاحية القوية التي يمكن لحارس مدخل البحر المركزي وحده امتلاكها.
السلطة الوحيدة التي لا يستطيع أحد استخدامها سوى الحامي… باستثناء القائد العام نفسه.
سأل كايل بنبرة هادئة، كما لو أنه يطرح أمرًا عاديًا تمامًا.
"عقد المؤتمر العظيم. أنت قادرة على ذلك، أليس كذلك يا جنرال؟"
البحر المركزي يغلي بالفوضى.
وفي مثل هذا الوقت، حين بلغ الجنون مداه، والكل يهرع لقتل الآخر…
لم يكن هناك سوى شخص واحد يستطيع عقد المؤتمر العظيم— وهي الجنرال بيري.
"…ما نواياك من هذا الكلام؟"
تصلّبت ملامح بيري، وبينما كانت أفكارها تتشابك أكثر فأكثر،
أجاب كايل بابتسامة هادئة.
"مجرد فضول."
"……."
أمام هذا الرجل الغامض الذي لا يمكن قراءة نواياه، لم تستطع بيري الرد.
ولم يكن بوسعها سوى التحديق في هذا القوي الذي ظهر فجأة أمامها.
ثم قال كايل، وهو يحافظ على ابتسامته نفسها.
"بالمناسبة، أيتها الجنرال…"
"؟"
"هل يمكننا الدخول إلى الجزيرة أولًا؟"
ثم رَبَّت على بطنه.
"أنا جائع."
وبالفعل… كان جائعًا.
مشاهدة المعارك والضرب والتحطيم طوال الليل جعلته أكثر جوعًا.
"آه–"
حين أطلقت بيري شهقة خفيفة أمام ذلك المشهد—
أضاف كايل.
"وأيضًا، هل يمكننا المبيت ليلة واحدة؟ يمكننا دفع تكاليف الإقامة. آه، وغدًا سنتوجه إلى البحر المركزي، سوف تفتحون لنا المدخل، أليس كذلك؟ وبالمناسبة، يمكن للجميع هنا إثبات هويتهم. هاها!"
نظرت الجنرال بيري بهدوء إلى كايل الذي كان يبتسم كمن يحمل قلبًا طيبًا…
وفي النهاية، لم تستطع إلا أن تهز رأسها موافقة، سامحة لهم بالدخول.
حتى لو كانوا أقوياء للغاية، ولا يمكن معرفة حقيقتهم.
فعلى الأقل... التزموا بقواعد هذا المكان.
"بعد أن تُنهوا عملية التحقق من الهوية في مكتب الإدارة، يمكنكم الاستراحة بهدوء، ثم قبل مغادرتكم غدًا، ستحصلون على تصريح الإبحار."
"أجل!"
واصلت الجنرال بيري النظر بهدوء إلى كايل الذي أجاب بحيوية، ثم عادت في النهاية إلى الميناء الجنوبي، وخلفها سفينة الضباب تتبعها.
"……."
من دون أن تلاحظ أن نظرات كايل كانت تمر على السفن الحربية الكثيفة التي تملأ الجزء الشرقي من الميناء الجنوبي.
- أيها الإنسان، ماذا يحدث هنا؟
ردّ كايل على كلمات راون بابتسامة غامضة فقط.
ثم حوّل نظره إلى ولي العهد ألبيرو كروسمان، الذي كان قد لاحظ عدد السفن الحربية هو الآخر، وارتسمت على وجهه ملامح غامضة.
كان لا بدّ لرفاق كايل أن يدركوا ذلك.
أن أمرًا كبيرًا سيقع في الجزيرة رقم 16 اليوم.
وفي عصر ذلك اليوم–
حين كانت الشمس توشك على الغروب–
بّوووووووو— (صوت بوق عالٍ)
وحين دوّى صوت نفير يُنفخ فيه عاليًا–
"انطلقوا!"
وفي اللحظة التي صرخ فيها إيفو، شقيق الجنرال بيري–
تحرّكت أعداد لا تُحصى من السفن الحربية دفعة واحدة، مغادرةً الجزيرة رقم 16 ومتجهة نحو البحر.
في تلك الأثناء—
"سيدي القبطان! لقد أبحروا!"
ابتسم قائد قراصنة الجزيرة رقم 19، القرش، ابتسامة واسعة بعد سماع تقرير تابعه.
"لا تهتموا بأي شيء آخر. أمسكوا بأخ تلك العاهرة المجنونة فقط. لا يهم كم سيصاب، المهم أن يبقى حيًا. لا…"
نهض من مكانه.
"سأذهب بنفسي."
وهكذا، أبحرت سفينة القرش التي تستهدف فقط إيفو، شقيق الجنرال بيري، سرًّا من الجزيرة رقم 19.
ثم، في الوقت نفسه—
"أيها الإنسان، حتى الستيك المصنوع من السمك لذيذ!"
"صحيح."
مضغ~ مضغ~
كان كايل يتناول عشاءه المبكر وهو يراقب السفن المغادرة.
طَقْ. طَقْ. (أصوات نقر)
وينقر على المرآة المقدّسة الخاصة بإله الموت، ليتأكد مما إذا كانت رسالة جديدة قد وصلته من إله الموت.
"آرتشي."
"نعم؟"
قال كايل إلى آرتشي، الذي أنهى طعامه بسرعة وهمّ بشرب الخمر في هذا الوقت المهم.
"هل تريد التسلل خلفهم سرًا لمعرفة الوضع؟"
الأحداث التي ستقع في الجزيرة رقم 16—
كان على كايل فهمها جيدًا ليتمكن من انتزاع شيء ما من الجنرال بيري.
لم يكن أمامه سوى يوم واحد.
وخلال هذا الوقت المحدود، كان عليه أن يحصل على مكسب كبير، ولذلك احتاج إلى أكبر قدر من المعلومات.
سأل كايل آرتشي، الذي لم يتحرك بعد، مبتسمًا.
"ألن تذهب؟"
"……!"
"اما زلت لم تقف بعد؟"
"!"
قفز آرتشي فورًا واندفع مباشرة نحو البحر.
نظر كايل إليه برضا، بينما قال ألبيرو بابتسامة مشرقة.
"كما هو متوقّع، إنه أخي الصغير."
وهكذا، من دون آرتشي، استمتع الرفاق بوجبة عشاء مبكرة بهدوء.
فبما أنّهم لا يعلمون ما قد يحدث في الليل، كان من الضروري ملء بطونهم جيدًا.
.
.
.
كلمة المؤلفة
مرحبًا، أنا ريو هان!
بمناسبة الحلقة 500 من الموسم الثاني، أردت أن أحييكم بعد فترة طويلة وقررت أن أترك هذه الرسالة.
لقد وصلنا بالفعل إلى الحلقة 500!
أنا سعيدة جدًا لأنني أستطيع أن أشارك هذه اللحظة معكم، أيها القراء الأعزاء!
مع هذه المشاعر السعيدة، يبدو أنني سأحتفل بتناول اللحم اللذيذ! هاها!
عندما كنتُ في النصف الأول من الموسم الثاني، كنتُ أظنُّ أننا بحلول الحلقة 500، سنكون قد بلغنا النصف الثاني من القصة، أو ربما اقتربنا من النهاية...
يا إلهي، كم كانت تلك فكرة بعيدة عن الواقع! هاهاها!
في هذه الأيام، أشعر بالامتنان لأنني قادرة على كتابة هذه القصة الطويلة، قصة كايل ورفاقه.
وأعتقد أن هذا كله ممكن بفضل القراء الذين يشاركونني دائمًا.
لذلك، أشعر بمزيد من الامتنان.
سأواصل العمل الجاد لأقدم لكم أفضل ما أستطيع من الكتابة.
شكرًا لكم دائمًا.
–مع أطيب التحيات، ريو هان–
.
.
.
الفصل الجاي يوم الخميس.
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96