"كايل-!"
اللحظة التي وصل فيها صوت الدوق ديروث بوضوح إلى أذن كايل مرة أخرى.
في اللحظة التي سمع فيها صرخة ديروث جيدًا بشكل خاص وسط الأصوات التي لا تعد ولا تحصى التي سمعها أثناء عبور هذة الساحة.
"يا اللهي!"
أدرك كايل أن شيئاً سيئاً حقاً قد حدث.
فجأة، شعر الدوق ديروث انه اصبح رجلاً كبيراً جداً بالنسبة لكايل هينتوس.
شق الناس طريقاً، لدوق ديروث لاختراق الحشد والوصول الى كايل.
كان الدوق ديروث يركض على عجل نحو كايل، متخلياً عن كرامته كنبيل ودوق.
عض تشوي هان شفتيه بإحكام، عند رؤية المشهد.
كان التعبير، الذي وضعه الدوق ديروث، يؤذي قلب تشوي هان.
"....ليس هكذا"
اراد كايل ان يومئ رأسه على تمته تشوي هان.
'لا يجب أن تقابل والدك هكذا!'
كان كايل، يعرف انه بحالة جيدة جداً على الرغم من مظهرة.
بطبيعة الحال، كان الامر مبالغاً به كثيراً، عندما استخدم الدرع وما احتضنه سابقاً.
ومع ذلك، بفضل الحيويه التي تدفقت من قلبه الى انحاء جسدة كله، كان جسدة يتحسن على الفور.
'لنذهب، تشوي هان!'
تشوي هان لم يتحرك.
حتى تونكا توقف للحظة، ونظر إلى دوق ديروث بأسف، على وجهه الشرس.
"قرف"
عض تونكا شفتيه وكأنه يكبت الحزن.
"كايل!"
في النهاية، وصل الدوق ديروث الى كايل.
مرت يد مرتجفة في الهواء ولمست جسد كايل، الذي كان على ظهر تشوي هان.
في اللحظة التي شعر فيها كايل بهذا الارتعاش، في اللحظة التي شعر فيها باللمسة المذعورة، التي لمسته بعناية شديدة وكأنة كان يخشى أن يكسر كايل.
'...هذا'
ماذا عليه ان يفعل الان.
كان كايل يتساءل عن ذلك.
رفع كايل رأسه قليلاً، معتقدًا أنه يجب أن يُظهر لديروث أنه بخير.
كان ذلك عندما جفل كايل قليلاً.
راك!.
الدوق ديروث عانق كايل الذي كان على ظهر تشوي هان.
لم يستطع الناس فتح أفواههم بسهولة عند المشهد.
لم يستطع اي أحد بصق الهتافات عند رؤية أحد الوالدين يحتضن طفله المصاب.
ومع ذلك، هذا الصمت لم يدم طويلا.
"...يا للهي.... اعتقد ان حالته خطيرة جداً"
عند كلمات شخص يرتدي رداءً، بدأ الناس يتمتمون دون رفع أصواتهم.
"أبلغوا الملك بأسرع ما يمكن.
بأن حاله، ولي العهد بما في ذلك القائد كايل هينتوس، تبدو خطيرة، حتى ان القديس يبدو مرعوباً بسبب ذلك"
"حسنا."
بدأت التقارير بالانتشار في انحاء العالم.
ولم تكن هذة مسألةً تتفرد بها البلدان فحسب.
بدأ ممثلي كل اقليم في مملكة روان بتوصيل المعلومات بسرعة الى اراضيهم.
بطبيعه الحال، فعلوا ذلك بشكل غير واضح وسري، وكان معظم الناس في وسط الساحة ينظرون الى ديروث، الذي تجمد مكانه وبقي يحتضن كايل، وينطقون ويعبرون بكلماتٍ قلقة.
"حسنا"
كان تشوي هان لا يزال واقفاً وهو يحمل كايل على ظهرة.
وكان باستطاعة تشوي هان، الذي كان قريباً من كايل، سماع همس، الدوق ديروث الى كايل، خلف ظهرة.
"انت مستيقظ"
قال ديروث بهدوء.
كان بإمكان كايل الشعور بارتعاش ظهر تشوي هان، وشعر بالخوف من رؤية تشوي هان الان.
".....آه"
"صه"
ديروث، الذي منع كايل من التحدث، قال بصوت دموي لم يسمعة كايل من قبل.
"نعم، الالم يستمر هكذا وانت لا تزال مريضاً"
هاه؟.
أراد كايل طرح سؤال، لكنه كان ابناً مطيعاً وهادئاً استمع لكلمات والده، الذي امرة ان يصمت.
بطريقة ما يبدو أن هذا هو الحال الآن.
"روان، المعبد، أيا كان. كل ما عليك فعله هو أن تثق بوالدك وأمك هذه المرة. لذا ابق ساكناً"
أراد كايل الإجابة.
'هل علي التفكر في اخذ قسط من الراحة؟'
لم يكن لدى كايل شيء لفعله الان.
بالطبع، الصيادون، وبيلوس، كان الامر مزعجاً ولكن-
'ماذا بإمكاني أن أفعل؟'
بيلوس فلين، الذي هرب من عائلة فلين واختفى، اخذ القليل-
'.... ماذا يحدث الان؟'
في الوقت الحالي، بإمكانة الراحة وليس لديه أي نية لفعل أي شيء.
"كايل"
ابعد الدوق ديروث نفسه، عن جسد كايل الذي كان يحتضنه، والقى كلمة.
"اثبت مكانك"
غريب.
لأول مرة، شعر كايل بقشعريرة وبرودة في صوت ديروث.
لابد ان ديروث، لاحظ حالة كايل الجيدة للغايه عن قرب.
"اذا لم تقف ساكناً وفعلت ما ترغب بفعله"
قال ديروث.
"فسوف اجلسك على مقعد الدوق"
هاه؟.
ماذا؟.
غرق قلب كايل.
اراد فتح عينيه على الفور و سؤال ديروث عما يعنيه ذلك، لكنه لم يستطع.
لأنه اخبرة ان يبقى ساكناً.
ابتلع ديروث لحظة من الضحك عندما رأى الرموش ترفرف من خلال شعر كايل مترامي الأطراف.
'بعد كل ما حدث، هذا منطقي'
كان ديروث أسرع بكثير مما اعتقد كايل.
"السيد تشوي هان!"
تراجع دوق ديروث عن كايل ورفع صوته.
"هيا اذهب!، انا اسف لعرقلة طريقك!"
ثم غطى وجهه بكلتا يدية.
"أوه، كايل!"
اقتربت الكاهنة المطرودة كيج بسرعة ودعمت الدوق ديروث.
"السيد الشاب، السيد كايل، نحن سننقذه بالتأكيد!، لورد تشوي هان، السيد تونكا!، أسرعوا!"
"اللعنة! ابتعدوا عن الطريق!"
عندما رأى تونكا، الدوق يغطي وجهة و ينحني بلا حول ولا قوة على الكاهنة كيج، انفجر غضبا وركض إلى الأمام.
مرة أخرى بدأوا في التحرك بسرعة إلى قاعة مدينه بازل.
بطبيعة الحال، حاول القديس جاك الاقتراب من كيج بوجه مرتبك وأوقفه أحد سادة السيوف، ليعود مجدداً ويتحرك على خطى كلوف، الذي حمل البيرو.
"...هل رأيت تعبير القديس؟"
"سمعت أنة قد أغمي عليه"
"شخص يتمتع بقدرات شفائية عظيمة يصنع مثل هذا التعبير. أليس هذا شيئاً خطيراً حقًا؟"
"هل الوضع خطير لهذة الدرجة؟"
"نعم، قد يحدث شيء كبير حقًا. لقد طعن قلبة بالسيف، وليس من المنطقي حقًا أن نقول انه بخير. بغض النظر عن الكيفية التي تحمل بها الأمر بصبر وقوة إرادة خارقة، في النهاية هذا- "
الجندي، الذي كان يشاهد مجموعة كايل وهم يركضون، ذهل مما قاله زميله وغطى فمه بيده.
هذا امر مهم.
احتوت على اشياء لا ينبغي بصقها.
"مهلا، انت لا تقل هذا مجدداً. لا. لا ينبغي عليك التفكير بمثل هذة الاشياء اطلاقاً"
نظر الجندي الزميل حوله وغطى فمه.
تحدث بقسوة وكأنه يوبخ الجندي، ولكن كانت يده الممسكة بالرمح لا تستطيع إخفاء قلقه، أمسك الرمح مرارًا وتكرارًا وأطلقه مرارًا بسبب قلقه.
وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الآخرين الذين سمعوا حديثهم.
كان التعبيرات على وجوه الناس، وخاصةً الملوك، تزداد سوءاً.
لم يتمكنوا من رفع أعينهم عن كايل والآخرين حتى عبروا البوابة الرئيسية لقاعة مدينه بازل ودخلوا الجناح.
و لم يكن هناك شيء آخر يمكن رؤيته الان.
منذ الوقت الذي دخل فيه كايل ورفاقه إلى الجناح قاعة مدينه بازل، كان المدخل محظورا تماما وتم منع الغرباء تماما من الدخول.
حتى الجنرال تونكا، و ملكة الغابة ليتانا، اضطروا للمغادرة لأنهم كانوا غرباء.
على الأقل كان القديس جاك قادرا على البقاء هناك مع اخته هانا لإعطاء العلاج.
***
في تلك اللحظة، عندما دخلوا الجناح المحاط بالاسوار، كانت تعابير كايل تزداد سوءاً.
"....بالرغم من ذلك-"
كانت هناك بيجامة في يديه.
"هذا جيد."
بعد فحص درجة حرارة الماء في حوض الاستحمام، نهض تشوي هان وخرج من باب الحمام.
"سأحرس المدخل"
"لا-"
عبس كايل ونظر في مكان آخر بدلاً من خروج تشوي هان.
"السيد الشاب."
الخادم رون مولان.
كان ينظر إلى كايل بابتسامة حميدة.
'اي نوع من العيون-'
كانت عيناه شرسة جدا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها كايل عيون رون هكذا.
كان الأمر كما لو أنه أصبح فريسة لرون.
'إنه رجل عجوز دموي......'
اعتقد كايل انه سيعصر مثل الليمون اذا فعل شيئاً خاطئ.
بعد انتهاء اختبار الوهم في المعبد، رأى كايل عددا غير قليل من رفاقه حيث تحطمت جدران المعبد، لكنه لم يتمكن من رؤية ايٍ من رون و بيكروكس و لوك.
ومع ذلك، بمجرد دخولهم من المدخل الرئيسي لـقاعه مدينه بازل، استقبلهم رون.
ما حدث بعد ذلك، كان سريعاً.
بتوجيه من رون، انتقل كايل إلى إحدى الغرف في الطابق العلوي من الجناح، وسواءً كانت صالة نوم مشتركة أو تم تجديدها، فقد بدت في حالة جيدة جداً كغرفة نوم.
"السيد الشاب"
"...اه"
ابتعد كايل عن عيني رون اللطيفتين.
"بادئ ذي بدء، تبدو فوضوياً وقذراً، علينا مسح الدم اولاً"
"هذا، رون."
فتح كال فمه لرون الذي كان يبتسم بلطف.
"أعتقد بأننا يجب أن نذهب إلى روان"
القلعة السوداء.
كان علية أن يذهب إلى هناك ويتحقق من حالة التنانين و روزالين.
"بمجرد دخولي الى هنا، لن يكون من الصعب خداع الاخرين حول وضعي.
لذا، إذا اخبرت راون ان يجعلني غير مرئي وذهبت إلى القلعة السوداء لفترة من الوقت، فلن يعرف الآخرون بالامر"
يعرف كايل الآن ما كان يهدف إليه ولي العهد.
'ربما لرؤية والتعامل مع ما يحدث في الخفاء، عندما يغيب ابطال هذة المعركة لفترة من الوقت'
او ربما اراد اكتساح اولئك الذين يرغبون بالسلطه.
'أو ربما بسبب الملك زيد'
سمع كايل أيضا أن الملك زيد كروسمان قد أتى إلى هنا.
'لذلك كل ما علي فعله هو جعل الناس تعتقد بأنني بحالة حرجة'
هذا جيد.
كلما تظاهر كايل بأنه في حالة حرجة، وقام بهدوء بالأشياء التي كان يجب القيام بها، بطريقة ما، سينجح الأمر حقًا.
تألق تعبيره.
"فوفو"
هاه؟.
توقف كايل وأدار رأسه.
"فوفو!"
كان رون يضحك بوحشية للغايه.
كايل لم يكن يعرف.
ولكن عيني رون كانت تلامس الندبه القبيحة التي يمكن رؤيتها من خلال ثياب كايل الممزقة.
أصبح الوشم الذي عليه الدرع والقلب مغطاً الآن بندوب بشعة، ولا يمكن رؤيتها بشكل صحيح.
أدرك كايل، ما كان ينظر إليه رون عندما ابتسم للتو بهدوء.
حنى كايل رأسه، ونظر إلى الندبة القبيحة، وربت عليها بلا مبالاة.
"إنها زخرفة"
"........"
كان رون صامتاً.
نظر كايل إلى رون بوجه بارد بدون ادراك، وذهب إلى حوض الاستحمام.
"ها!"
مشى رون إلى باب الحمام بابتسامة قصيرة وخرج، وأغلق الباب ببطء وهو يهمس بهدوء.
"خذ وقتك في الاسترخاء من فضلك"
تاك.
كايل، الذي حدق بهدوء في باب الحمام المغلق، غسل وجهه.
كان سوبر روك يتحدث.
-بالمناسبة، هل تشعر بتحسن حقاً؟.
بعد الغسل، أدار كايل رأسه ونظر إلى المرآة الكاملة على جانب واحد من الحمام.
لقد كانت مرآة كاملة الطول أعدها رون على عجل.
ربما كانت لإظهار التشابه مع غرفة نوم كايل في دوقية هينتوس.
لقد كان رجلاً عجوزًا دمويًا ، لكنه كان خادمًا جيداً.
"هذا"
كانت الندبة على صدرة قبيحة.
الان كان جسد كايل افضل بكثير من ذي قبل.
ماذا قد يقول، لقد اصبح اكثر استقامة واصبح لون جلده افضل.
"انا متأكد من ان شجرة العالم قد اعطتني دواءً"
بطبيعة الحال، كان جسده لا يزال مليئًا بالحيوية.
واذا مارس تدريب قوة او مبارزة، او فنون الدفاع عن النفس، فستكون كفاءته عاليه، بالطبع لم يكن لدى كايل اي نيه لفعل ذلك.
خرج من الحمام بشعور لطيف بالانتعاش.
"همم"
وكان علية أن يقابل رون على الفور.
"استلقي"
كان على كايل أن يستلقي على السرير ويغطي رقبته ببطانية و يبقى ثابتاً.
كان رون يسكب شاي الليمون والعسل من الغلاية في فنجان.
نظر كايل حوله.
كان تشوي هان يحرس خارج الباب، وكان البيرو وماري يشغلان الغرف المجاورة لكايل.
كما ذهب كلوف وكيج والآخرون إلى هناك.
*كانوا عند ماري والبيرو.
غرفة النوم مريحة.
لم يكن فيها احد عداة ورون.
'....هذا غير مريح'
كان يشعر بالاختناق نوعاً ما.
فتح رون فمه ووضع كوباً من شاي الليمون الدافئ والعسل على المنضدة الجانبية.
"قريبا ستأتي الدوقة مع السيد باسين"
آه.
تنهد كايل قسراً.
"رون، ماذا عن ماري والبيرو-"
"تاشا-نيم تفحص كليهما حالياً، ويبدو أنه لا توجد اصابات كبيرة. قيل انهم منهكين وحسب"
آه.
توقف رون للحظة، ثم أضاف بلا مبالاة كما لو أنه لا يوجد شيء مميز.
"وجلالة الملك يريد مقابلتك"
ماذا؟.
"أنا؟"
"نعم ، قال أنة يريد رؤية السيد الشاب"
لم يستطع كايل معرفة سبب رغبة الملك بلقائه.
ومع ذلك، أثناء ادائه لأحد اختبارات الوهم للاله المختوم، اكتشف أن الملك زيد كان أيضا على صلة بالصيادين.
'هل بسبب ذلك؟'
عبس كايل.
عندما فكر في الصيادين، تذكر الرجل احمر الشعر المرتبط بشكل طبيعي بعائلة والدته، عائلة ثيمير.
الرجل الذي عرض التحدث مع والده الدوق ديروث.
'....هناك الكثير من الأشخاص الذين أحتاج إلى مقابلتهم'
يجب علية أيضا العثور على التاجر بيلوس والتحدث معه.
وقف كايل.
"طالما اتصل جلالته، سأذهب اليه"
"فو"
سمع ضحكة ناعمة.
أدار رون رأسه، وسحب خنجره وقطع البسكويت إلى نصفين، وتمتم بهدوء.
"هذا الملك، هل رؤيته اغلى من حياتك"
*يعني اذا تحركت عشان تقابلة بتودع.
...هذا الرجل العجوز المخيف.
حول كايل نظرته لتجنب رؤية خنجر رون المتوهج.
كان في ذلك الوقت.
كراك—!.
فتح الباب بصوت عالٍ.
"كايل-نيم!"
كان تشوي هان متفاجئاً ودخل الغرفة.
بجانبه كانت روزالين.
أراد كايل أن يسأل عما إذا كانت على ما يرام، وكيف استعادة رشدها بهذه السرعة، لكن لم يكن هناك وقت لذلك.
"السيد الشاب نيم"
كان وجه روزالين شاحباً ومتصلباً.
"ميلا-نيم، تبحث عنك"
ميلا، التنينة البيج، كانت تبحث عن كايل.
ولكن روزالين ذات البشرة الشاحبة، اتت بنفسها لإيجاد كايل.
"رون، أحضر لي رداءً"
نهض كايل على الفور من السرير.
ثم استمرت روزالين في التحدث اليه.
"اريحابين-نيم في خطر"
صورة اريحابين، وهو يسقط، ومضت في ذهن كايل.