بسم الله الرحمن الرحيم


- بعد بضعة أيام / المستنقع الأحمر

المستنقع الأحمر, أحد الأماكن القريبة من غابة بيلدون والتي كان يذهب إليها المغامرين في السابق لقتال الوحوش, كان نيرغان يمشي فيه والضباب من حوله يُصعب عليه رؤية الأجسام البعيدة كما أن الأشجار الميتة متباعدةٌ عن بعضها الأخر.

لم يقاتل نيرغان أيّ ميتٍ حي منذ مدة والمكان من حوله هادئٌ على نحوٍ مريب وبينما هو يمشي لمح ظلاً ضخماً تحرك بسرعة على أربعة من حوله! حافظ نيرغان على هدوءه وقد أبطئ من سرعة مشيه بينما سحب نشابه بيده اليسرى وبدأ بالتركيز على أدنى حركةٍ بسيطةٍ من حوله لكي يصوب ناحية هذا الميت الحي.

عمّ الهدوء المكان من جديد ولكن نيرغان أستمر في تركيزه للحظات غير أن شيئاً لم يحصل فأعتقد بأن ذلك الميت الحي قد أبتعد عن مكانه, أخفض نيرغان نشابه ولكنه لا يزال ممسكاً به في يده وقد أسرع في مشيه قبل أن يلمح مجدداً الظل الضخم ذاته وهو يتحرك بسرعةٍ من حوله ويزمجر بصوتٍ عالٍ كالحيوان الشرس.

بأسرع ما لديه, أطلق نيرغان سهماً من نشابه نحو هذا الظل الذي أصابه السهم فزمجر بصوتٍ أعلى للتعبير عن غضبه قبل أن يركض ناحية نيرغان, خرج نصلٌ من قفاز نيرغان الأيمن فتفاجئ قليلاً عندما ظهرت هوية الظل الضخم الذي كان مستذئباً ميتاً حياً.

قفز المستذئب كالذئب عندما أقترب مسافةً كافية من نيرغان لكي ينقض عليه فأطلق نيرغان سهماً أخراً أصابه ثم مباشراً طعن المستذئب في صدره بنصل القفاز وقد أصبح فوقه فطرح نيرغان المستذئب أرضاً, بسرعةٍ كبيرة لوّح المستذئب بمخلبه الأيمن على نيرغان الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة بالتراجع بسرعة للوراء ثم لوّح المستذئب بمخلبه الأيسر فلوّح نيرغان بنصل قفازه ليُصيب المستذئب في منتصف ذراعه ويقطعها من الأعلى نحو أصابع اليد لنصفين!

مباشراً وبأسرع ما لديه طعن نيرغان المستذئب الميت الحي في رأسه من الأسفل ليقتله فخرجت طاقة الموت من الجثة ودخلت بسرعة إلى جسد نيرغان الذي سحب نصله فسقطت جثة المستذئب على الأرض, حدق نيرغان ناحية الجثة ليتأكد من أنه ميت وأنه مستذئب فهو لم ير مستذئباً من قبل في حياته بل سمع بضعة قصص عنهم فقط.

أكمل نيرغان طريقه تاركاً خلفه جثة المستذئب الميت الحي لتتعفن وبعد دقيقتين تقريباً سمع صوت عواءٍ من الخلف تلاه بضعة عواءاتٍ أخرى في الأنحاء, أدرك نيرغان من هذه العواءات أنه يوجد أكثر من مستذئبٍ ميتٍ حي هنا ولكنه لم يقلق حيال هذا فمن مواجهته السابقة لم يواجه صعوبةً كبيرة في قتل المستذئب الميت الحي.

مجدداً أخرج نيرغان نشابه بيده اليسرى وكذلك نصل قفازه الأيمن بينما لا يزال يستمر في المشي لبضعة دقائق حتى لمح ظل مستذئبٍ أخر يتحرك من حوله بسرعة, ما إن لمحه نيرغان حتى أطلق سهماً ناحيته ولكن لسوء حظه لم يصبه ثم سمع صوتاً خشناً يخاطبه من بضعة جهات مختلفة وهو يزمجر أيضاً : "أشتم رائحة الموت منك, بالرغم من أنك ميتٌ حي, إلا أنك مختلف, تبدو قوياً, وفخوراً بنفسك, من أنت؟".

"تستطيع مناداتي بصائد الأموات الأحياء, تعال وأظهر نفسك بدلاً من التحدث في الأرجاء".

قالها نيرغان وقد لمح ظل المستذئب يتحرك بسرعةٍ من حوله لبضعة مرات عندما كان هو يتحدث فقال المستذئب : "ميتٌ حي يصطاد الأموات الأحياء؟ هذا.. مثيرٌ للإهتمام! لابد وأنك أنت من قتل المستذئب الميت الحي قبل قليل".

"إذاً أعتقد بأن هذا يثبت حقيقة إشاعة تواصل المستذئبين بعواءهم".

قالها نيرغان وهو يراقب الأنحاء من حوله بحذرٍ شديد فقال المستذئب : "عدم أعتراضك على ما قلته يثبت حقيقة كلامي, أنا لست عدوك يا صائد الأموات الأحياء, ما رأيك بالعمل معاً هذه المرة بدلاً من قتال بعضنا البعض كما أعتاد البشر والمستذئبين في السابق؟".

"أشكرك على العرض ولكن لا أعتقد بأنني سأشعر بالراحة عندما أعمل مع ميتٍ حي أخر".

قالها نيرغان فسمع صوت ضحكات المستذئب الذي قال ساخراً : "من قال أني ميتٌ حي؟ ولكن مع ذلك, أنا لا أعتقد بأنني سأشعر بالراحة عندما أعمل مع ميتٍ حي, والذي كان بشرياً في السابق, ومع ذلك ليس من المفترض علينا أن نشعر بالراحة وهناك العديد من الأموات الأحياء في الأرجاء, أليس كذلك؟".

"إذ لم تكن ميتاً حياً إذاً أخبرني كيف أستطعت البقاء على قيد الحياة في وسط هذه الكارثة؟".

ما إن قالها نيرغان حتى لمح بطرف عينه جسداً ضخماً يقف خلفه فإلتفت ناحيته وقفز للخلف مبتعداً عنه وهو يستشعر طاقة الحياة منه, كان المستذئب ذو فروٍ رمادي وكثيف مع ندباتٍ كثيرة تغطي جميع أنحاء جسده ومخالب سوداء حادة بإمكانها تقطيع شخصٍ عادي إلى أشلاء! قال المستذئب وهو ينظر بعينيه ناحية نيرغان : "لدينا طرقنا للنجاة كما وجد البشر في المدينة الأخيرة طريقةً للنجاة".

أعاد نيرغان نشابه إلى مكانه كما عاد نصل قفازه إلى ثقبه بعد لحظة صمت ثم قال : "حسناً إذاً ليس لدي مانعٌ بالعمل معك".


نهاية الفصل السابع.

2018/09/07 · 319 مشاهدة · 731 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024