بسم الله الرحمن الرحيم


- قبر نيرغان / الحدود الخارجية لغابة بيلدون

قبر نيرغان, هذا هو أسم المكان المتعارف عليه بين أوزمور ونيرغان نفسه لمكان موته في غابة بيلدون وهو نقطة إلتقاء بينهما, وصل أوزمور متاخراً إلى المكان فقال نيرغان الذي كان يجلس تحت شجرةٍ قريبة : "لقد تأخرت".

أعتذر أوزمور على تأخره ولم يتغير فيه الكثير سوى ذراعه اليمنى التي أصبحت صناعيةً الأن فأنتبه نيرغان إليها وسأل أوزمور بنوعٍ من القلق : "هل خسرت ذراعك؟! كيف؟".

"الأمر ليس بالمهم حقاً, على الأقل أنها أفضل من خسارة حياتي بالكامل كما فعل أحدهم".

قالها أوزمور مازحاً وهو لا يريد لنيرغان أن يقلق على خسارته لذراعه فقال نيرغان مبرراً : "أنت تعرف جيداً بأنني لم أخسر حياتي رغبةً مني".

ضحك أوزمور قليلاً على ردّ نيرغان الذي تنهد وقال بعد ذلك : "على كل حال, كيف هو حال الفيلق الأصفر؟".

"أ بخصوص الفيلق الأصفر... لقد تفكك! لكي أكون أكثر دقة لا يوجد سوى بضعة من كبار الفرسان البيض المتبقيين غيري في المدينة, البقية إما ماتوا خلال الأشهر السابقة أو فقدوا قواهم كلياً وأصبحوا من المغامرين".

قالها أوزمور وقد أختفت ملامح السعادة من وجهه فقال نيرغان بلكنةٍ جادة : "لم أستبعد حدوث هذا أبداً, هل أنت الأن فارسٌ أبيض مستقل أم مغامر؟".

"منذ يوم موتك وأنا أصنع لنفسي سمعةً ومكانةً في البلاط الملكي من خلال العديد من الأعمال ومن بينها الأقتراحات المفيدة كتلك منذ ذلك اليوم كإستعمال رماة الأسهم وألات الحرب من داخل الحاجز وأيضاً بناء حائط لزيادة مدى التصويب, لقد أصبحت الأن نائب قائد الجيش!".

قالها أوزمور بفخرٍ لنيرغان الذي أندهش ثم قال كما كان يتوقع منه, سأل أوزمور نيرغان بعد ذلك عن كيفية نجاته خارج الحاجز طوال هذه الأشهر فأجاب نيرغان : "لقد كان صعباً جداً في البداية, أحتجت أن أتفادى مجموعات الأموات الأحياء الكبيرة وأن أعتاد على جسدي الجديد بالإضافة إلى تعلم التحكم بدرعي ومعرفة إمكانياته, ولكن أتضح لي لاحقاً بأنه بإمتلاكي لطاقة الموت فأنني أستطيع المرور وسط مجموعات الأموات الأحياء دون أن يهاجمونني لإعتقادهم بأنني منهم, لقد حدثت الكثير من الأمور ولكن تستطيع القول أنني معتادٌ الأن على الحياة هنا خارج الحاجز ولا أواجه أي صعوبات, ولكن مؤخراً عرفت بعض المعلومات الجديدة حيالهم".

"معلوماتٌ جديدة؟ وضح لي أكثر وبالتفصيل".

قالها أوزمور وهو في حيرةٍ شديدة فشرح له نيرغان : "قد يكون هذا واضحاً لك وللجميع ولكن جميع الأموات الأحياء الذين قاتلناهم لا يستطيعون الكلام بإستثناء الفارس الذي قتلني, هذا يعني بأنني لا أستطيع أستجوابهم مهما حاولت وأيضاً أينما ذهبت كنت فقط أعثر على أموات أحياء مألوفين لي وأكثرهم من أنواع ضعيفة كالزومبي والحيوانات الميتة الحية وغيرهم, ولكنني أتذكر عندما بدأت هذه الحادثة كنت قد قاتلت أنواع مختلفة كالعملاق الميت الحي والظلال المتحركة, وأتذكر بأنني سمعت عن تنانين ميتة حية وهياكل عظمية متحركة وعملاقة والكثير أيضاً, الأغرب من هذا كله هو أنني خلال هذه المدة لم أقاتل سوى مستحضر أرواحٍ واحد بالرغم أنني توقعت قتال العشرات أو حتى المئات منهم! كنت طوال الوقت أعتقد بأن الفارس الذي قتلني هو قائدهم الحالي وأن معظم الأموات الأحياء الخطيرين قد تم القضاء عليهم ولكن مستحضر الأرواح الذي قاتلته بالأمس ذكر شيئاً عن فرسان العظام والأكثر أهمية من هذا هو مناداته لكائنٍ يدعى بـ( ملك الأموات الأحياء ), منذ الأمس وأنا أعيد التفكير في كل ما أعرفه ولكن هناك العديد من الأمور الغير واضحة والعديد من الأسئلة".

"همم هذه معلوماتٌ جديدة بالفعل ومثيرةٌ للأهتمام, ما الذي تفكر في فعله الأن؟".

قالها أوزمور وهو يفكر في هذه المعلومات فأجابه نيرغان : "ما أفكر فيه هو أنه قد حان الوقت للبحث عن إجابات وحلّ هذا الغموض, لقد حان الوقت لكي أسافر إلى المناطق الأخرى وأتعمق أكثر في البراري, سأحاول تعلم المزيد عن الأموات الأحياء وعن نقاط ضعفهم وإن أمكن قد أجد طريقةً ما للعودة إلى الحياة".

"هذا خطيرٌ للغاية!".

قالها أوزمور وهو متفاجئٌ مما سيفعله نيرغان الذي أجاب : "لن يتغير شئ بذهابي إلى هناك أو البقاء هنا بما أنني في جميع الأحوال لا أستطيع عبور الحاجز ..*يؤشر بإصبعه نحو قلبه*.. ولكنني سأفكر بالتراجع عن هذه الفكرة لو كان هناك قلبٌ ينبض هنا".

"كن حذراً".

قالها أوزمور بعد لحظة صمت وهو قلقُ كما كان عندما في ذلك اليوم عندما قرر نيرغان البقاء خارج الحاجز, أجاب نيرغان على أوزمور بأنه سيفعل حتى لو لم يخبره قبل أن يوّدع كلٌ منهما الأخر ويذهبا في طريقهما.


نهاية الفصل السادس.

2018/09/04 · 316 مشاهدة · 679 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024