جمعت ماكس شجاعتها لتنظر إلى الرجل الذي أحسَت أنه ينظر إليها بعيون مليئةٍ بالعداء. تردد صدى كلمات والدها في أذنيها كلحنٍ تراجيدي ، " وضحي لكالبيس أنكِ لا تستطيعين إلغاء الزواج. إن قمت بأهانة عائلتكِ بتصرفاتكِ, تأكدي أنك ستدفعين الثمن غاليا ."
بدلا من ذلك أغلقت شفتيها بإحكام كما لو وضع غراء غير مرئي عليهما. ما الذي علي قوله؟ بالنسبة لها، كان مجرد رجل مخيف آخر غير زوجها.
" توقفِ عن الارتجاف. "
رفع الرجل صوته فجأة، ما جعلها تتراجع للخلف غريزياً بدافع الخوف. بمجرد أن لمست قدمها الأرضية، اقترب الرجل منها بحذر، و التوتر ظاهر على عضلاته.
" توقفِ عن النظر إلي كما لو ترين شيئاً مقززاً؟ هل أبدو لكِ وحشا حقيراً." فاجأتها كلماته كثيرا.
"أ-أنا..."
رمقها ريفتان بنظرةٍ شرسة ، ثم أزال خصلات شعره من جبهته بحركةٍ حانقة. اعتمت عيون ماكس لإدراكها أنها أغضبته في أول خمس دقائق فقط من لم شملهم. خاصة اعتقادها أن عليها تغيير رأيه بشأن الطلاق.
كانت شفتاها ترتعدان رغماً عنها. من فضلكِ قولي شيئا. ألحت بذلك نفسها في صمت.
" "أ-أنا،...إنه فقط.....أنا جد، جد متوترة،.......ماذ-أنا لا أ-أدري ما علي قوله...
شعرت بالحرارة في وجنتيها وألم حارق في عينيها المغرغرة بالدموع. لكنها لم ترد جعله يرى ذلك، بكائها كطفل أمامه. غمرها اليأس على الفور.
" أنا لا أعتقد أنك و-وحش ، وليس مجرد اعتقاد ... أ-أنا ، أنا متوترة ... نعم ... هاه ، لكني لا أرتجف. ..."
لسانها لم يساعدها كالعادة. شعرت بإذلال شديد ولم تستطع تحمل نظراته إليها بعد الآن. كان إنجازًا عظيماً في المقام الأول؛ فمن المستحيل عليها إقناعه عندما لا تستطيع التحدث بشكل صحيح.
أمالت ماكس وجهها بدلاً من ذلك، توردت خدودها و أعلى أذنيها من الخجل. ربما عليها إبقاء فمها مغلقا فهذا شيء جيد. المرأة الناضجة لن تتلعثم كالأحمق. شعرت كأنها تقف أمامه مكشوفة الأفكار.
" اللعنة.."
أجفلت من تناقض تركيبة صوتها اللطيف و كلمة اللعنة. والدها على حق، لا يوجد رجل على القارة يرغب بها كزوجته. كيف يمكنها حتى أن تجرؤ على الطلب من هذا الرجل رفض الزواج من ابنة العائلة المالكة، التي كانت أفضل منها بأشواط؟
العجز الذي شعرت به في تلك اللحظة جعل دموعها تنهمر. تلك اللحظة، لمسة باردة داعبت خدها ما أخافها على الفور. حملت يدٌ ترتدي قفازاً حديديا كالذي يستعمله الفرسان وجهها بحنان لم تألفه.
"افتحِ فمكِ." همس ،بكل نعومة لتسمعه.
لم تفهم ماكس ما كان يحدث وحدقت بهدوء في عيني ريفتان الداكنتين كسواد الليل أمامها. تنهد الرجل و صبره قد نفذ. من ثم أخفض ذقنها قليلاً ، مما أجبر شفتيها على الانفصال.
حرك لسانه الساخن ببراعة داخل فمها. شدت ماكس بذراعه ، واعتقدت أن الرجل تمتم بانفعال بسبب ذلك.
عض شفتيها، و قال ملاحظة أخرى رائعة "تبا... كان علي نزع درعي أولا."
لم تستوعب ماكس الموقف؛ لم تقدر على فهم ما كان يحدث فجأة من العدم. شُوشت أفكارها ولم ترى سوى الضباب، دفعها ريفتان للخلف. من مكان وقوفهم بشكل محرج، إلى أريكة بجانبهم، اِنحني على ركبة واحدة بجوار فخذيها. وبكل سهولة ، نزع قفازه بحركة واحدة إنسيابية.
أصابعه الطويلة الصلبة المنزلقة من قفازاه الفضي أحاطت برفق وجهها. بشكل غريزي ، أمسكته من أكمام ملابسه. دون انتظار مرور ثانية أخرى، تشابكت شفتاهما معاً، ثم خلع القفاز من يده الأخرى. داعب شعرها بيده الحرة، أما يده الأخرى الساخنة ضغط بها على مؤخرة رأسها لتبقى بالقرب منه.
غَمر لسانه فمها بشراسة، من غير ترك و لا جزء من أسنانها أو لسانها. مع كل حركة صادرة منه، تنقطع أنفاس ماكس. عندما أصابها الدوار بسبب نقص الأكسجين، دفعت صدره بعيدا، لكن الرجل عض شفتها السفلية بدلا من الابتعاد.
" المزيد ... قليلا فقط... … "
خفق قلبها من صوته المنخفض. تحسس بيده الساخنة مرة أخرى ظهرها بفارغ الصبر متجاوزة وجهها ورقبتها لتستقر على صدرها. وبينما حاولت الابتعاد بحرج، سحبها للخلف وجعلها ترقد على الأريكة. دون أدنى تردد ، سحب تنورتها لأسفل ، تاركاً الهواء البارد يلفحها.
"ري-ريفتان...." صرخت بقوة.
بحكم تجربتها السابقة، كانت على دراية بحركته التالية. حدقت ماكس في باب غرفة الرسم بحيرة. كان بإمكانها فقط التفكير بحماس ، ما الذي يفعله في وضح النهار ، في غرفة الرسم من بين جميع الأماكن، حيث يمكن لأي شخص الدخول والخروج بحرية؟
لكن يبدو أن هذا الرجل لم يهتم باللياقة على الإطلاق. بدلا من ذلك اتجه لرقبتها، مغدقا إياها بالقبلات بينما يضغط على ساقيها بجسده المتصلب. أطلقتْ ماكس صرخة اندهاش. كلما اقترب منها بجسده، خدش ساقيها بمعداته المعدنية التي ارتداها في فخديه، اقشعر جلدها لمسة المعدن البارد و أطلقت صرخة مكتومة.
شعرت ماكس بالحرج من علاقتهم الحميمة لكنها لم تستطع الابتعاد و كل ما فعلته هو إغلاق جفنيها. فجأة،ارتجل ريفتان ، وغطى أجزائها المكشوفة بعباءته الكبيرة. عندها أدركت أن هناك من يراقبهم. وقف رجل يرتدي مثل زي ريفتان بصلابة خارج الباب بوجه حائر.
"ما الذي تختلس النظر إليه كالجرد." صرخ ريفتان في وجهه.