صرخة ريفتان المدوية، أجفلت ماكس لترفع رأسها مصدومةً. أما الرجل الآخر من شدة غضبه بدا مرتبكا بتعابيرٍ متغطرسة، صرخ عالياً من الخلف.

"كيف لي معرفة أن هناك من سيفعل ذلك في المرسم؟ لم أشعر بحاجة لطرق الباب، فبالعادة، دائما ما تلاحظني أيها القائد بلا حاجة لذلك."

"انقلع من هنا."

شحب لون وجهها من صرخة زوجها. إذا هو خرج، إذن ... ماذا سيحدث بعد ذلك؟ توسلت ماكس للرجل بعينيها من خلف ظهر زوجها. لكن الرجل صرَّ على أسنانه فقط وتمتم بشيء قاسٍ تحت أنفاسه قبل أن يبتعد. .

"العربة تنتظر خارجا، لم تقل لنا أنك هنا لمغازلتها في قلعة كروس."

أجاب ريفتان دون تفويت أي لحظة ، "قل له أن ينتظر."

تنهد الرجل طويلا، لإدراكه أن الموقف ميئوس منه." حسنا، لا تتأخر."

رمقَ ماكس بنظرة رافضة ثم أغلق الباب وراءه بعنف تاركا إياهما وحيدين. غيرت ماكس نظرها باتجاه ريفتان، كان يحك ظهره بينما ينظر إليها بانفعال. نظرته القاسية جعلت ماكس تقفز من مكانها بينما هو ابتسم للموقف.

"لا ترتجفِ، لن أهاجمك ثانيةً" ثم أضاف بعد مدة قصيرة" لم أخطط مهاجمتك أساسا هنا."

لم تجرؤ على رفع رأسها لتنظر إليه، بدلا من ذلك أثبتت نظرتها على أصابعه المتشابكة معًا. وقف على قدميه وقوى

" سمعتِ ذلك أيضًا ، أليس كذلك؟ العربة تنتظر بالخارج. علينا المغادرة على الفور. "

شعرت ببرود يعتريها في جسدها، و دماء وجهها تغلي. سيغادر بأسرع ما يمكنه، لم يترك لها مجال إقناعه، أو حتى جملة متناسقة واحدة.

"هاه، لكن..." لم تفكر ماكس حتى في إصلاح ثوبها الفضفاض، إنما أمسكته مع حافة ثيابه بحزن.

" ا-انتظر قيلاً، علينا التحدث-..."

قاطعها ريفتان فجأة ، "نحن بحاجة للمغادرة بسرعة. اطلبي من خدمك تجهيز أمتعتك أولاً. سأسمع ما الذي تريدين قوله في العربة."

ماكس ، التي كانت خائفة لدرجة ارتعادها لسماعه، توقفت للحظة، و الارتباك يأسرها في فضائها الخاص. سألته مرة أخرى محتارة.

" أمتعتي؟ "

"نعم، أشياءكِ. اختاري فقط ما تحتاجين إليه." خاطبها الآن بصوت ناعم عن ذي قبل.

ومع ذلك، شعرت ماكس بأن كلامه غير مفهوم. أغمضت عيونها بطريقة فظة ما جعلته يتنهد. بحركات يدٍ ماهرة، رتب فستانها غير المحتشم ورفعها من على الأريكة. ثم نادى الخادمة الواقفة عند الباب، لتجهز أمتعة ماكس. فقط عند سماعها ذلك أدركت أنه سيأخذها معه.

صُدمت و في نفس الوقت ارتابت من كلامه.

" احضري ما تحتاجينه فقط. لا يمكننا التأخر أكثر. "

ردت ماكس على الفور ، "حسنا، لن أجلب أي شيء آخر، ربما القليل، و- ولكن ليس كثيراً ، فقط القليل-.."

" حسن. إذا دعينيا نذهب. سأوفر لكِ الأشياء التي تحتاجينها عند وصولنا لأرضي. ".

استدعى الرجل الخادمة لتحضر الأمتعة من ثم قاد ماكس معه من خارج المرسم. جعلت خطواته الطويلة والمتسرعة ماكس تركض لتواكبه في السير. في هذه الأثناء ، كانت ماكس لا تزال في حيرة من أمرها. هذا الوضع كان خارج نطاق استيعابها.

"أحمم، أراضيك...؟"

"لماذا ا؟" نظر إليها من فوق كتفه وقال ساخرًا "هل من الغريب أن يكون لفارس فقير منخفض الرتبة أرضه الخاصة؟"

وأضاف كذلك ، "لقد تمت ترقيتي بالفعل، بواسطة الملك روبن نفسه. على كلٍ بحملك للقبي الآن، كان عليك الانتقال إلى هناك فور زواجنا."

مع كل كلمة نطق بها زدتها حيرةً. منزلٌ كان يجب أن أعيش فيه؟ بأفكارها العابرة، نزلوا من الدرج بخطوات سريعة و راحوا إلى الحديقة الواسعة، بدون شرح المزيد. بجانب النافورة الضخمة لدوقية كروس، عربة فاخرة يقودها أربعة خيول متوقفة حيث تجمع عدد قليل من الفرسان.

بمجرد أن تقدما إليهم، انخفض صوت الرجال. نظر بعض الفرسان إلى ماكس الواقفة خلف ريفتان، وتركت نظراتهم الفضولية فجوة في وجهها.

في ظل بقاء ماكس خلفه ،استدار ريفتان. " ما الذي تنتظرينه؟ ادخلي بسرعة للعربة."

آه ، لكن ... أوه ،لعل أبي ينتظرني. أه ،دعنا أولاً__" "

تجهم وجه ريفتان فجأة. أمسكها من ذراعها وسحبها على طول الطريق إلى مقدمة العربة.

" انتِ زوجتي. أنا آخذ زوجتي معي من لديه صلاحيات لرفض ذلك؟ حتى والدك لا يملك القوة للتدخل ".

بكلماته الحاسمة تلك، رفعها بذراعيه القويتين إلى الداخل و أجلسها على مقعد العربة. تعابير ماكس المتحيرة لم تفارق وجهها، لقد قال 'زوجتي'... ربما كان يقصد أخذها لمباشرة إجراءات الطلاق. خرجت الأفكار عن السيطرة داخل راسها.

2020/09/30 · 4,450 مشاهدة · 648 كلمة
xxxloserxxx
نادي الروايات - 2025