أنا يونو أعيش في طوكيو في بيت مع أخي الأكبر بعد أن تنقلنا من مدينة سايتاما إلى هنا للعمل وطلب العلم. أنا طالب في السنة الأخيرة ثانوية، وأخي يعمل لدى إحدى الشركات المنتجة للأفلام اليابانية. يتكلف أخي بمصروفي المدرسي ومصروف البيت أيضا.
مرت الأيام وأخيرا غدا هو يوم الامتحانات الوطنية في اليابان أنهيت مراجعة كل الدروس، فأنا لم أبخل على الدراسة يوما، قررت الاستمتاع بهاتفي ثم النوم لكي أكون مستعدا للاختبار غدا، بعد أن جاء أخي وبيده الطعام الذي أحضره من المطعم الذي بجوارنا، تناولنا طعامنا ثم توجهنا إلى غرفة نومنا، أخي نام بسرعة بسبب التعب من العمل، أما أنا فمازلت أتقلب هنا وهناك. أخيرا أخذت عيناي تنتقل من عالمنا الواقعي إلى عالم الأحلام حيث لا يوجد المستحيل. وأنا نائم رأيت في نومي أنني مع أخي نسير في طريق طويل لا نهاية له، إلى أن ظهر في طريقنا شخص مجهول تف صل بيننا مسافة كبيرة. بعد أن قطعناها، أخيرا وصلنا إلى ذاك الشخص، كان مخيفا جدا فجسده أحمر بالكامل ولديه أجنحة كبيرة، لا انه يشبهنا في شكل الجسد وملامح الوجه، الاختلاف فقط في لون الجسد والأجنحة. لاكن هو ليس إنسانا في النهاية وليس من الغريب حدوث هذا الشيء لأنه مجرد حلم. فيقول هذا الكائن لنا كلام غريب جدا لم أفهمه ومع الرغم من ذلك أخذت منه سبع كلمات التي مازلت تدور في عقلي، وكانت هذه الكلمات هي:" نوم، قوة، جوهرة، كتاب، كهف، محيط، وحب"، بعد كلامه الغريب قام بتحويل ذراعيه إلى شوكتين عملاقتين وقام بغرزهما في كل منا وقال الكلمة الثامنة التي فهمتها وهي:" تبادل".
استيقظت من النوم مفزعا فإذا بها الساعة السابعة إلا ربع. أي أنه ما يزال ربع ساعة فقط للاختبار قمت بحمل أدواتي وأسرعت إلى المدرسة وفي الطريق تذكرت أن أخي لا يزال نائما في البيت، أي أنه تأخر عن العمل لأن عمله ينطلق من الساعة السادسة صبحا. اجتزت الاختبار الذي مدته 5 ساعات، وخرجت منه بوجه مبتسم لأنه كان سهلا حسب نظري. بعدها توجهت للبيت، عند وصولي استغربت من أن أخي لا يزال نائما. حاولت إيقاظه لا كنه لم يستيقظ، ناديت على دكتور يعرفه أخي ليتفقد حالته. بعد قدوم الدكتور وتفحصه للأمر:
- الدكتور: إنه نائم فقط فهو في تمام العافية يا أخي... دعه يرتاح قليلا فلا بد وأنه لا يريد النهوض فقط بسبب الإرهاق.
- يونو: حسنا دكتور سأتركه يرتاح وشكرا لك.
- الدكتور: لا بأس فأخاك دائما ما كان يساعدني في أيام الثانوية هههه.
فقررت ترك أخي نائما كاستراحة له من العمل الشاق كل ليلة وضحاها. وقررت المراجعة قليلا لاختبار الغد لأنه لا يمكنني النوم فأنا قد نمت جيدا.
بعد مدة طويلة من الدراسة لم أحس بالوقت حتى سمعت صريرا في بطني من شدة الجوع. نظرت إلى سرير أخي فإذا هو ما يزال نائما. استغربت جدا للأمر خصوصا بعد رؤيتي للساعة التي كانت العاشرة مساءا، فقمت بمحاولة إيقاظه بشتى الطرق حتى أنني سكبت عليه نصف لتر من الماء. بعد ذلك أخذته إلى المشفى بواسطة سيارة أجرة وقام الأطباء بتفقده فأكدوا على سلامة صحته وأنها حالة نادرة جدا، أمروني بإطعامه عبر الابر. ذهبت إلى المطعم وأحضرت أكل لي كما توجهت إلى صيدلية وطلبت إبرا والأكل الذي يتم ملأه في الإبر. قمت بأكل طعامي وأتيت بإبرة وملأتها بأكل على شكل سوائل وأطعمته لأخي عبر تلك الإبر.
حان موعد نومي بدأت التقلب هنا وهناك كالعادة مرت ساعات ولم يملأ النوم عيني بدا لي ان عقلي متفتح لدرجة كبيرة فقررت المطالعة أكثر. توجهت إلى مكتبي وحملت قلما وبدأت في الأمر، لم أعي بنفسي للمرة الثانية حتى أرى أن الشمس قد بدأت بالشروق، وأنني ملأت حوالي 34 ورقة بالمسائل والمعادلات الرياضية المعقدة. بعد النظر للأمر وجدت أنني قد حللت مسألتين لم يستطع معلمي الخاص من حلها، بسرعة حملت هاتفي والتقطت صورا لحل تلك المسألة وأرسلتها لكل الأساتذة الذين أعرفهم من شدة الفرح. أعجب بعض الأساتذة بذلك وشجعوني على الاستمرار في هذا المنوال، أما البعض الأخر فقد سألوني عن موقع حصولي على الجواب، أكدت لهم أني أنا من قمت بحل المسألة لا كنهم لم يصدقوا البتة.
وصل موعد الاختبار فقمت بإطعام أخي عبر الإبر وتوجهت إلى المؤسسة. لاكن بعد ربع ساعة من بداية الاختبار أحسست أن عقلي توقف عن التفكير وكأنني نائما، الوقت يمر أشعر بذلك وأشعر أيضا أنني لا أفعل شيئا سوى النظر للأسئلة باستغراب ومهما حاولت التركيز في ذلك لا أستطيع فهم شيء وكأن الورقة مكتوبة بلغة غريبة. غضبت لذلك وحزنت أيضا حتى بدأت الدموع تنهمر من عيناي وصوت بكائي بدأ يعلوا في قاعة الاختبار مما أدى إلى جذب انتباه الموجودين
جاء أحد الشرطة الحارسين لنا في الامتحان نحوي.
- الشرطي: ما سبب هذه الدموع المنهمرة يا فتى؟
- يونو: إن عقلي توقف عن التفكير ولم أعد أعي وأفهم أي شيء يا سيدي.
- الشرطي: يا له من وضع حرج حاول السيطرة على عقلك وبالتوفيق بني.
رحل الشرطي يتجول في القسم لإيقاف أي حالة غش فيوجد في القاعة شرطيان. مرت ثلاث ساعات ونصف دون أن أفعل أي شيء إلى أن دارت الطالبة التي امامي وقامت بوضع ورقة مليئة بالأجوبة على طاولتي، لاحظ الشرطي ذلك فقام بكتم الأمر لجعلي قادر على النجاح على الأقل كمعروف لهذا الطالب المسكين، أمسكت تلك الورقة وبدأت في نقل الأجوبة وأنا لا أعلم حتى ما أقوم بكتابته، فقط أقوم بنقل المكتوب على الورقة.
انتهت الحصة واسرعت إلى الفتاة لشكرها وأثناء ذلك احسست بانفتاح عقلي وعودتي الى طبيعتي. لحقت بالفتاة المدعوة بلوينا فوجدتها بانتظاري في باب المؤسسة.
- يونو: أنت يا فتاة أنا متشكر لك لقد أنقذتني.
- الفتاة: أنا لوينا لم انقذك يا هذا...يجب عليك رد الدين
- يونو: أنت محقة اذن ماذا تطلبين مني يا ايتها الأخت لوينا؟
- لوينا (بصوت مليء بالثقة في الذات): أريد أن أقيم عندك وتجعل لي غرفة خاصة بي، كما يجب عليك التكلف بمصروف طعامي وشرابي. هذا كل شيء...
- يونو (بصوت عال ( : طبعا لا...أنا لن أرد دينك بهذه الطريقة الغير منطقية مجرد ورقة أجوبة لتكونين عبئا عليا، أنا غير موافق...غير موافق بشكل قطعي لا جدال في الأمر.
- لوينا (تتكلم بحزن شديد): أنا عشت هنا في طوكيو مع ابي منذ سنتين كان ابي يعمل كبناء عادي، قبل شهرين توفي ابي بسبب حادث اثناء عمله والان اقترب المال المدخر عندي من النفاذ بسبب الإيجار وسيتم طردي للشوارع.
- يونو: ممممم...لاكن أنا أيضا لا يوجد من يصرف عليا فأخي الغالي نائم كنوم الأميرة في فيلم "الأميرة النائمة" أخذته إلى الدكتور فأكد على انه في تمام العافية وأنها حالة غريبة جدا قاموا بتحليل كل شيء واستمتعوا بالتجربة النادرة وأخذوا يقومون بتصوير حالة اخي ونشرها في مواقع التواصل وما إلى ذلك وعند رؤيتي للأمر أخذت أخي بمساعدة ممرض وعدت به لبيتي والان أقوم بإطعام اخي عبر الابر.
- لوينا: اذن ما العمل سيتم طردي بعد عشرة أيام فقط؟
- يونو: وما دخلي في مشاكلك الم تسمعي كل ذلك الكلام لدي مشاكل أكبر منك يا فتاة.
- لوينا: أكبر مني...هل تمزح معي، والدي توفي أما أنت أخاك حي يرزق، أنا في بيت إيجار أنت تملك بيت و ...
- يونو (يوقفها قائلا): كيف أدركت انه لدينا بيت وليس بيت ايجار؟
- لوينا: أوبس بعض التحريات فقط... لا يهم حالتي تحتاج المساعدة.
- يونو: اذهبي للميت فسيتم الرعاية بك جيدا هناك.
- لوينا: تبا لك يا فتى كان يجب ان اختار غيرك لمساعدتي.
بدأت لوينا بالانصراف لكنني أوقفتها قائلا:
- يونو: سأدعك تنامين بغرفة خاصة بك وسنصرف النقود المتبقية من عمل اخي معا.
- لوينا (تقوم بحضن يونو): شكرا لك يا يونو أنت عائلتي الجديدة.
- يونو: لا تسيئي فهمي لن ادعك تدخلين غرفتي ابدا فأنا لست عائلتك يا هذه.
- لوينا: يونو سأساعدك في ايقاظ أخاك مهما كلف الأمر فهو عائلتي أيضا، فالمال الذي سنصرفه حاليا ملكه.
- يونو: أجل أنا سأعمل أيضا لن أكمل دراستي الجامعية حاليا.
- لوينا: حسنا انا سأترك الكلية وأعمل في بيتك حيث سأقوم بإطعام اخوك واعمال البيت.
- يونو: تمام اتفقنا نلتقي بعد عشرة أيام.
مرة عدة أيام وأنا مازلت مستيقظ بدون نوم، لم أنم منذ ذلك الحلم اللعين، عكس أخي الذي لم يستيقظ منذ ذلك اليوم، قمت بنقله إلى المستشفى مجددا فلم يجيدوا له أي علاج مؤكدين أنه بخير ولا يوجد به أي مرض كما طلبوا مني الاستمرار في اطعامه عن طريق الإبر. أما لوينا فقد اقامت في بيتي وقمت بتغيير غرفة الضيافة إلى غرفة خاصة بها.
بدأنا في صرف أموال أخي فقررت العمل والبحث في قضية نوم أخي في نفس الوقت خصوصا بعد أن اكتشفت أنني لا أستطيع النوم فهذا ما كان يقصده ذلك الكائن المجنح في الحلم بكلمة "تبادل"، أي أن هذا الكائن قام بتغيير كل وقت أنام فيه أنا بالوقت الذي يكون فيه أخي مستيقظا، وبعبارة أخرى تم حذف كل وقت أنام فيه أنا وتم تعويضه بالوقت الذي يكون فيه أخي مستيقظا، وتم حذف الوقت الذي يكون فيه أخي مستيقظا وتم تعويضه بوقت نومي أنا. لاحظت أن هناك علاقة كبيرة تجمع بين ذلك الحلم وما يجري في الواقع، لذلك قررت أن أبحث عن حل لهذا اللغز المعقد. لدي 7 كلمات مفتاحية بعد تفكير معمق وصلت لفرضية وهي:" لإيقاظ أخي النائم يجب أن تمتلك من القوة ما يجعلك قادر على إيجاد الكهف الموجود في قاع المحيط وذلك باستعمال كتاب حامل لمعلومات عن مكان الكهف، وفي أعماق هذا الأخير ستجد جوهرة ، وحسب نظري لإيقاظ أخي يجب أن أجد الفتاة التي ستحبه وأطب منها ارتداء قلادة حاملة لتلك الجوهرة ثم تقبيل أخي". لاكن تظل هذه مجرد نظرية نسبة أن تكون صحيحة هي 0.7 بالمائة فقط. تنفيذا للتحقق من هذه الفرضية قررت العمل صباحا والبحث مساءا وترك الكلية إلى العام الماضي.
وجدت عملا بسهولة تامة بفضل شهادة المستوى الثانوي، لذا سأستغل قوة "عدم النوم" فقد تكون هي القوة التي قصد بها ذلك المجنح الأحمر. أما لوينا فلم تقبل ذهابي في الليل من دونها وقررت مساعدتي لذا غيرت أوقات نومها لكي تنام في الصباح وترافقني في الليل.
قررنا البحث في إحدى المكاتب العامة عن كتاب له علاقة بموضوع هذه المشكلة مر وقت طويل ونحن نبحث حل وقت منتصف الليل وسيتم إغلاق المكتبة لا كنني طلبت من المسؤولين تركي في المكتبة، مؤكدا لهم أنني سأتحمل مسؤولية أي شيء فتكرت لهم بطاقة تعريفي الوطنية كضمان لكلامي. بحثنا كثيرا ولاكن دون جدوى. فلا يوجد كتاب يحمل المعلومات التي نودها.
توجهنا إلى جهة خاصة بالكتب القديمة جدا وبحثنا لاكن بدون جدوى، وجدنا بعض الكتب التي تتحدث عن الكهوف، كما وجدنا كتب تتحدث عن الجواهر، وأيضا يوجد مئات الكتب تتحدث عن الحب. بعد تفقدنا وتعمقنا للأمر وجدنا هذه الكتب الثلاثة: "جوهرة القوة"، "كهف الموت" و "الحب تضحية"، طبعا يوجد عدة كتب بمثل هذه العناوين تقريبا، لاكن الغريب في الامر أن هذه الكتب الثلاثة مؤلفها هو نفس الكاتب...يتبع .