أولا آسف اذا واجهتم اي اخطاء املائية

بعد ادراكنا أن هذه الكتب الثلاثة لنفس الكاتب المدعو نابان، قمت بحمل هاتفي والبحث فيه عن هذا الشخص فعلمت أنه توفي منذ 113 سنة معدوما، وأنه مؤلف لخمس كتب فقط وهي:" جوهرة القوى، كهف الموت، نهاية المحيط، قوى لا طبيعية والحب تضحية".

عند سماعي لهذه المعلومات أصبحت على يقين أن هذه الكتب ستفيدنا كثيرا في حل مشكلة أخي، قمنا بالبحث عن الكتابان المتبقيان فوجدنا كتاب نهاية المحيط بينما لم نعثر على أي نسخة من كتاب: "قوى لا طبيعية"، بحثت في هاتفي عن هذا الكتاب فأدركت أنه كتاب محرم منع من النشر وبسببه تعرض نابان لعقوبة الموت شنقا بعدما أبى إظهار النسخة الأصلية.

توجهنا بعدها إلى صاحب المكتبة فوجدناه نائما، قمنا بغلق أبواب المكتبة وتوجهنا إلى البيت حاملين الكتب معانا. وصلنا إلى البيت وتوجت إلى مكتبي وأخذت أقرأ في كتاب:" كهف الموت"، أما لوينا أمسكت بكتاب "جوهرة القوى" وأخذت بقراءته.

مرت ساعات وانا اقرأ الكتاب لم أتوصل إلى أي شيء سوى كهف ملعون يتعرض كل من يدخله إلى الموت، حيث تحكي القصة عن الشاب نابوا الذي توجه نحو الكهف لإنقاذ حبيبته فيلان، فكان يؤمن أنها لا تزال على قيد الحياة وبعد طريق طويل من المغامرة مع رفاقه الخمس، بدأ الرفاق في التفرق، فهناك منهم من قتل، وهناك من مصيره مجهول. أصبح نابوا وحيدا، ومع الرغم من ذلك استمر في البحث إلى أن وصل للكهف ودخل إليه، وبعد دخوله وتعمقه في الظلام الحالك شمّ رائحة جد كريهة "رائحة الدماء والجثث العفنة"، أخيرا رأى حبيبته ملقية على الأرض تعوم في دمائها ودماء مئات الناس بواسطة مصباحه الذي انخفضت شدة إضاءته، أسرع إليها فأحس بأن الأكسيجين من حوله قد اختفى، وفي هذه اللحظة بالذات رأى عدة أسهم تتجه نحوه لم يكن باستطاعته التصدي للأسهم بسبب اختناقه، وبالتالي اختنق فمات هو الأخر جنبا إلى جنب حبيبته.

- يونو: ليونا ماذا عنك ماذا وجدت؟

- لوينا: كتاب جوهرة القوة يتحدث عن الفتاة المحبة للمغامرة والمدعوة لانا، وفي إحدى مغامراتها على إحدى الجبال وجدت جوهرة فريدة من نوعها، فوضعتها في قلادة وارتدتها، وبدون وعي منها أخذت تقتل رفاقها واحد تلو الأخر عن طريق يديها التي تتحول الى سيوف. أي أن القلادة تسيطر على جسد الفتاة وتتلاعب فيه، حاولت الفتاة المقاومة والسيطرة على روح الجوهرة مرت أيام دون جدوى. كانت روح الجوهرة تأكل الحيوانات الحية والسامة نيّة. أخيرا وبعد معاناة نفسية كبيرة استطاعت التحرر من القلادة، وقامت بحفر حفرة كبيرة ورمي الجوهرة هناك، عند محاولة عودتها لم تعثر على طريق العودة وسقطت فماتت إثر الجوع أولا، ثانيا لأن ذلك الأكل الذي كانت تأكله روح الجوهرة ضار ومسموم بالنسبة للجسد الإنساني.

- يونو: امممم فهمت، على أي حال أنا سأذهب للعمل وأنت قومي بإطعام أخي ونامي.

- لوينا: حسنا.

توجهت إلى عملي في نفس الشركة التي كان فيها أخي سابقا، ولوينا خلدت إلى النوم. عند عودتي قمت بإيقاظها وتناولنا طعامنا، وأيضا لم أنسى اطعام اخي ثم حملنا الكتابان، أما مفاتيح المكتبة فقد أعدتهم إلى سيدهم في الصباح عندما كنت متجه نحو عملي.

أخذت أقلب في صفاحات كتاب:" نهاية المحيط" واحدة تلو الأخرى إلى أن أحسست بأن عقلي ينتقل بعيدا لا كنني مازلت اشعر بالأوراق التي أقلبها باستغراب دون فهم ولا حرف منها ٍ كما حدث لي سابقا أثناء الامتحان، لا اعلم ماذا حدث لي حيث شعرت كأنه يتم استئصال عقلي لبعض الوقت. فقمت بغلق عيناي لبضع دقائق حتى عدت إلى طبيعتي. بعد ذلك استمررت في قراءة الكتاب. عند مروري ببعض الصفحات للمرة الثانية أحسست بأن عقلي يتنقل لعالم آخر وإذا بي أرى بجواري ذلك المجنح الأحمر انفجعت لذلك وبسرعة أغلقت عيناي لبضع الوقت وفتحتهم على صرخات لوينا الأتية من غرفتها أسرعت إليها لأجد أنها مصابة بجرح عميق في بطنها..

حملت لوينا على ظهري وتوجهت بها الى المستشفى، بعد وقت طويل من الطريق لم أشعر بنفسي حتى أجد أنني في وسط ظلام حالك ولوينا مازلت على ظهري والأشجار تحيط بنا من كل مكان، استغربت للأمر لأنني كنت متجه نحو المستشفى فكيف وصلت الى غابة لا اعرف حتى مكانها على الخريطة، ظهر لي ضوء صغير يشع من بعيد فقررت التوجه نحوه لأخذ استراحة. بعد مسافة قصيرة استعادت لوينا وعيها.

- لوينا: يونو ذلك الكتاب الذي بعنوان الحب تضحية كان يحكي عن الشاب الوسيم لاغوس الذي أحب لافتريا وتعلق بها، لاكن هذا الحب كان من طرف واحد وغير متبادل، حاول محادثتها ومصارحتها بحبه لكنه لم يتشجع، بعد تشجيع من قبل صديقه، أخيرا وفي يوم ميلادها فاجأها بهدية رائعة وهي عبارة عن مرآة وعطر، أحبت لافتريا الهدية وشكرته على ذلك، فرد هو مصرحا بحبه لها، تفاجأت الفتاة لذلك وغضبت كثيرا فقامت بتكسير المرآة والرائحة أيضا. كما قامت بصفع لاغوس. وتركته وحيدا فاقدا لأماله. بعد مرور السنين رأى لاغوس أن لافتريا تسير دوما مع شاب تحبه ويحبها، فرح لذلك لاكن عيناه ظلت تراقب ذلك الشاب، بعد عدة أيام من المراقبة اكتشف أن الشاب يسير مع عدة فتيات أخرى. قرر الاستمرار في مراقبته، وفي يوم رأى ذلك الشاب مع لافتريا ومتجهين نحو مكان ما، قرر اللحاق بهما تحسبا لأي شيء. أخيرا وصلا إلى بيت كبير شبيه للسجن استغربت لافتريا وسألته إذا ما كان هذا هو المطعم الذي وعدها بالذهاب إليه. بدأت تعلو ضحكات الشاب ويقول انها الان أصبحت ملكهم وستعرض في الأسواق السوداء كبضاعة للبيع. حاولت الهروب وإذا بخروج العديد من الأشخاص والامساك بها. في هذه الاثناء يحاول لاغوس ايجاد في خطة، وبعد التفكير وصل إلى أنه سيكون الخاسر إذا خرج أمامهم محاولا مساعدة حبيبته لذا عليه التفكير جيدا. بعد مغامرة طويلة في تنفيذ خطة رائعة ومحكمة، اضطر لاغوس للتضحية بنفسه مقابل نجاة حبيبته، تعرض لاغوس للموت إثر ذلك، أما الفتاة فاستطاعت النجاة وأصبحت تفكر في الشاب الذي أحبها ولم تهتم بحبه البتة، فقررت الموت للحاق به، لاكن بعد تفكير طويل توصلت إلى أنه يجدر بها العيش لجعل تضحيته لا تذهب سدى. عند وصولي إلى هنا حيث لا يزال صفحتان لإنهاء الكتاب، لم أعد أرى شيء سوى الظلام وسماع صوت كائن يقترب مني، حتى وصل إلى عندي وقام بغرز شيء في بطني فصرخت من شدة الألم".

- يونو: حسنا فهمت هيا ارتاحي الان، أنا سآخذك إلى المستشفى فلا داعي للقلق. أنا سأروي لك قصة كتاب:" نهاية المحيط" الذي كنت أقرأه قبل سماع صرخاتك . حيث كان يحكي عن مجموعة من ستة مستكشفين الذين يرتدون ملابس العوم تحت المياه ويقومون بنشر صور فوتوغرافية للكائنات الموجودة تحت البحر. وفي إحدى المرات التقت المجموعة مع كائن غريب الاطوار يقوم بتغيير حركة المحيط والتلاعب بمياهه، وبعد مغامرة طويلة من المطاردة بدأ الفريق بالموت واحد تلو الأخر بطرق مختلفة، ظل اثنين منهم فقط وهما ما يزالان في خوض المعركة، سمعت صراخكِ واسرعت نحوكِ لذلك لم انهي قراءة الكتاب وأنا متشوق لرؤية مصير المستكشفان، على ما اظن انه سيموتون هما أيضا ههههه.

ما يزال ذلك الضوء صغير مما يدل على أنه بعيد جدا. والمشكلة هي الطريق المجهول الذي نمر منه، أتعثر العديد من المرات كما أكون على حافة السقوط بل والسقوط أحيانا، لاكن استمررت في المضي قدما، وبينما نحن لانزال في الطريق اصطدمت رجلاي بشخص نائم أو ميت، بعد تفقدي له وجدت أنه نائم فقط، لم أستطع التعرف عليه بسبب الظلام الحالك، حاولت إيقاظه لاكن دون جدوى، فقررت البحث في جيوبه لعلي أجد شيء يفيدنا وفعلا وجدت هاتف وكانت المفاجأة أنه هاتف أخي، والشخص النائم هو أخي لاكن السؤال هو كيف وصل إلى هنا. أصبحت خائف لدرجة كبيرة جدا حيث أدركت مدى الرعب الذي قد يحصل لي. قررت تشغيل اضاءة الهاتف لأرى مكان وجودنا، وفعلا كما توقعت فنحن في أعماق غابة ما.

بحثت بواسطة الهاتف عن شيء يساعدني لحمل كل من أخي ولوينا، فوجدت شيء جعلني قادر على وضعهم على أغصان فأقوم بجرهم عن طريق نباتات كالخيوط تنمو بجوار نوع غريب من الأشجار. بعد مسافة طويلة وصلت أخيرا إلى الضوء فكان ينبع من غرفة في الطابق الثالث من مبنى كبير ومخيف وقديم شبيه بمستشفى مهجور، فقررت الدخول إليه مع أن جسدي بأكمله يرتعش من شدة الخوف

...يتبع

2019/11/19 · 606 مشاهدة · 1233 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024