أولاً أنا اعتذر إذا واجهتم أي اخطاء املائية

دخلت المبنى الكبير وأنا حامل للوينا فوق ظهري وأقوم بجر أخي، كان الظلام حالك فأنير قليلا بواسطة هاتف أخي. الخوف يملأ قلبي فأحس كأنني داخل فيلم رعب. وجدت درج يؤدي نحو الأعلى فقررت ترك أخي في الأسفل والصعود. عند وصولي للطابق الثاني سمعت صوت صاخب قادم من الأسفل بسرعة تركت لوينا ونزلت لأرى السبب لا كنني لم أجد أي شيء غريب إلى أن سمعت نفس الصوت قادم من الأعلى فحملت أخي وصعدت للأعلى، لاكن لم أجد لوينا في أي مكان بحثت في الطابق غرفة بغرفة، كل الغرف خاوية بشكل غريب وبعضها مغلق بأقفال.

قررت حمل أخي مجددا والتوجه نحو الغرفة المضيئة بدأت الصعود درجة بدرجة وأنا أتخيل كل شيء مرعب قد يكون في تلك الغرفة. نظرت إلى أخي لاحظت خروج بسمة لطيفة من شفتيه، ابتسمت لذلك أيضا، لكن لم تكد بسمتي تكتمل إلا وسمعت صراخ لوينا قادم من الأعلى. بدأت خطواتي تتسارع ونبضات قلبي في تزايد وجسمي يرتعش من شدة الخوف، أخيرا وصلت للغرفة ووجدت لوينا فاقدة للوعي كما كانت سابقا.

بحثت في الغرفة لاكن لم أجد أي شيء غريب عن المألوف، سوى مكتب عليه دفتر مغلف. بعد تفقدي للدفتر وإزالة الغلاف كان عنوان الدفتر هو: أسرار ما وراء الطبيعة، قررت أخذ الدفتر معي والبحث في الطوابق الأخرى في الصباح.

وفي الصباح لم أجد أي شيء في الطوابق الأخرى عدت إلى تلك الغرفة فوجدتها خالية تماما لا وجود لأخي ولا للوينا، فقررت الخروج منها عند فتحي للباب وجدت أنني في مستشفى مليء بالناس والممرضين. استغربت للأمر وبعد أن نظرت من النافذة رأيت أننا في وسط المدينة حيث الشارع مليء بالسيارات والناس.

- الممرض: هل من مساعدة يا سيدي؟ هل تبحث عن شخ ص ما؟

- يونو: أجل ابحث عن فتاة تدعى لوينا كانت مصابة في بطنها.

- الممرض: أجل الفتاة التي جئت بها أمس في الليل، إنها الان في غرفة تمريض خاصة. لا تقلق أكد الدكتور على أن إصابتها ليس عميقة جدا ولم تتأذى الأعضاء الداخلية اطلاقا.

- يونو: هذا جيد، هل يمكنني زيارتها الان.

- الممرض: طبعا، تفضل معي.

توجهنا إلى غرفة لوينا وإذا بها جالسة على سريرها.

- يونو: أهلا لوينا... حمدا لله على سلامتك.

- لوينا: لم يكن بالأمر الخطير، فهي مجرد إ صابة سطحية.

- يونو: لكنك تألمت كثيرا للأمر، وكنت تجدين صعوبة في التنفس، مستحيل أن يكون سطحي.

- لوينا: هل انت أحمق... لم يكن سوى جرح عادي، كما انني لم اتألم كثيرا.

- يونو: لوينا هل رأيت البارحة عندما كنا في وسط الغابة والأشجار تحيط بنا عندما رويت لي عن كتاب "الحب تضحية"

- لوينا: ماذا تقول أنت لقد كنت حاملا لي على ظهرك وعلى الرصيف حيث يحيط بنا العديد من الناس المشاة.

- يونو: وماذا عن أخي الذي وجدناه نائما في الطريق

- لوينا: ماذا أخوك ما بك اليوم... هل أ صبحت أحمقا أم ماذا؟

(أخبرتها بكل ما رأيته)

- لوينا (تنظر لي باستغراب): لا تقلق يا يونو فلم يعد شيء مستحيل في هذا العالم وخير مثال على ذلك هو أخاك النائم بدون استيقاظ، وأنت المستيقظ بدون نوم.

ذهبت إلى المطعم واشتريت أكل للوينا واخذته لها، ثم أسرعت إلى أخي الذي لايزال في البيت وأطعمته، ثم جهزت نفسي وتوجهت للعمل.

عند انتهائي من العمل ذهبت إلى لوينا فسمحوا لها بالانصراف نظرا لاستقرار حالتها. توجهنا إلى البيت، فور دخولنا البيت نسمع ضحكات أخي وهو يقول:" أخيرا وصلت إلى النهاية وسيعود لي أخي مجددا". أسرعت من الفرح وفتحت باب غرفته فوجدته نائما. وسمعته يقول أيضا:" إذا يجب أن أنتظر وقت طويل"، فعلمت أنه يحلم فقط ومع ذلك، قيدت كل كلامه في مذكرتي وقمت بإطعامه.

- لوينا: يا لسوء الحظ اعتقدنا انه استيقظ... تبا.

- يونو: أظنه لن يستيقظ إلا إذا حللنا لغز الكتب سأذهب لإنهاء قراءة كتاب نهاية المحيط.

- لوينا: حسنا أنا سأحضر بعض الطعام.

قررت إنهاء قراءة كتاب "نهاية المحيط"، والذي انتهت بموت الكائن غريب الأطوار، وموت مستكشف واحد من المستكشفين المتبقيين، وظل المستكشف وحيدا في أعماق المحيط حاول الصعود لليابسة لاكن مرت أيام واقترب الأكسجين على النفاذ بالإضافة الى الجوع وبالتالي تعرضه للموت.

- يونو (ب صوت عال) : لوينا قرأت الكتاب ولا يوجد شيء غريب، سأتفقد الدفتر الذي وجدته في المستشفى والذي حدثتك عنه.

- لوينا (ب صوت عال لأنها في المطبخ وهو في غرفته) : حسنا افعل ما تشاء.

حملت ذلك الدفتر الذي وجدته في المستشفى. وبدأت في المرور بالصفحات فوجدت 5 صفحات خالية واحدة تلو الأخرى إلى أن قمت بقلب إلى الصفحة السادسة حيث ظهرت أمامي خريط ليس على الدفتر بل عند إغلاق عيناي أرى خريطة وعندما افتح عيناي لا أجد شيء. كان على الخريطة توجد عدة أشياء وكلمات باللغة الإنجليزية ترجمتها الحرفية هي:" كتاب القوى، الكنز، المفاتيح الأربع"، بسرعة واختفت ثم تنقلت الى الصفحة التالية وأغلقت عيناي لأرى شخص بهيئة غير ظاهرة اطلاقا لأنه الظلام يحول عليه فقط، وقال:" أولا عندما فتحت الصفحات الخمس البيضاء تم تحديد هويتك كاملة في عالمنا المظلم، ثانيا عند وصولك للصفحة السادسة فأنك حتمت على نفسك إنهاء الكتاب وإن لم تنهيه مصيرك الموت، ثالثا مصيرك نتيجة قراءة الكتاب هو إما الموت أو الوصول إلى عالمنا الغير مرئي ويسمى بما وراء الطبيعة، رابعا هذا الكتاب سيتحتم عليك قراءة كتاب أكثر خطورة بكثير وهو كتاب "قوى لا طبيعية"، وأخيرا يجب أن تحصل على مرافق في هذه المغامرة لكي تقل نسبة موتك إلى 1.2 بالمائة على الأقل. ثم يصمت وانتقل إلى الصفحة التالية وعند اغلاق عيني أحسست بشيء يلمس جبهتي، وعندما فتحت عيناي اسرعت وحملت هاتفي ودخلت الى الكاميرا لرؤية نفسي لم أرى أي شيء غريب على جبهتي، وعندما غلقت عيناي رأيت وجهي عليه علامة خماسي بالأحمر. بعد ذلك ببضع دقائق دخل كائن غريب ومخيف جدا امامي من العدم...

عند رؤيتي لذلك الكائن مر عبر بيتي مخترقا الجدران كأنها لا توجد أساسا خشيت من أن يلمسني لاكن لم يبالي فقررت أن أتبعه ببصري إلى أن خرج مخترقا الجدران كأنها هواء، فتوجهت نحو خارج البيت لتتبعه بواسطة نظري فقط، وكانت المفاجئة الكبيرة أن عالمنا مليء بهذه الكائنات الغريبة والمختلفة عن بعضها البعض، وتسير معانا وترافقنا دون أن نحس بها إطلاقا، تبدو مجرد أرواح أو أشباح وتختلف ألوانها وأحجامها وأشكالها من روح إلى أخرى.

استمررت في النظر الى تلك الأرواح حتى بدى لي أن هناك روح تراقبني هي الأخرى بدأت الروح تتجه نحوي دون انعطاف، بدأت الروح تقترب مني وأنا أتراجع تدريجيا إلى الخلف، كأن تلك الروح علمت بأنني قادر على إبصارها، لذا غيرت اتجاه نظراتي إلى إحدى الطلاب الذين اعرفهم وتوجهت إليه عن طريق المرور من تلك الروح لإزالة الشك. ظل السؤال الذي يراودني هل هذه المخلوقات هي الأشباح أو هي الشياطين أم الجن، وهل تمتلك هذه الكائنات ذكاء بمثابة ذكائنا نحن البشر وهل ترانا أصلا.

دخلت البيت وحملت ذلك الدفتر مجددا، حاولت فتحه لكنني لم أستطع فعل ذلك، فانفتح بمفرده في الصفحة التاسعة، تماما كالعادة أغلقت عيناي لأرى ذلك الشخص الذي بهيئة غير ظاهرة اطلاقا لأن الظلام يحول عليه، فقمت بتسمية هذا الغريب بالمؤلف نظرا الى انه يتواصل معي فلا بد من انه مؤلف الدفتر، هذه المرة تحدث عن الحصول على المفتاح الأول وطريقة ذلك هي قتل انسانين معينين. أبيت في البداية لاكن رد المؤلف قائلا انه اما ان يموت هذان الشخصان أو تموت أنت. خفت كثيرا لأنني بهاذ ا سأصبح مجرما ومطلوبا من قبل الشرطة، كما انني لا اجيد القتل ومثل هذه الأشياء. كل ما يجب فعله هو التوجه الى منطقة سيلتقي فيها كل من هاذان الشخصان المجهولان. لاكن المشكلة الكبيرة هي جعلهم لا يلاحظون وجودي كما سأستعمل الرصاص لتكون العملية أكثر دقة أما بالنسبة للبصمات فلن المس أي شيء بيدي لأنني سأضع قفازات، كما ان المنطقة بعيدة جدا في إحدى الغابات التي تقع في مقاطعة سيلين في الصين وتدعى بــ" غابة شيلين"، وهي غابة مليئة بالحجر الجيري العملاق الذي نحتته المياه منذ القديم.

- يونو: لوينا استعدي سنذهب في رحلة غدا سأحدثك عن التفاصيل في طريق رحلتنا.

في اليوم التالي قمت بطلب عطلة من قبل المسؤولين في الشركة. وحملت أخي في سيارة أجرة نحو المستشفى وتركته تحت رعايتهم، ثم توجهت أنا ولوينا إلى المطار، أخذنا بطاقة السفر من المقر وصعدنا الطيارة المتجهة نحو مقاطعة سيلين.

وفي الطائرة حدثت لوينا عن الأمر.

- لوينا: هل أنت مجنون ام ماذا...

- يونو: هذه الطريقة الوحيدة لإيقاظ أخي كما انني سأموت إذا لم اقتلهما.

- لوينا: كما تشاء لكن دعني خراج الموضوع.

- يونو: لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام.

قررت ان افتح الدفتر مجددا لعلي أجد بعض التلميحات للوصول الى المفتاح الأول، ففعلت ذلك وأغلقت عيناي فأرى المؤلف يقول:" الان بعد ان حصلت على المفتاح الأول يجب عليك الحصول على المفتاح الثاني وذلك عن طريق..."، وفتحت عيناي لأنه تحدث عن المفتاح الثاني. فكل همي الان هو كيفية قتل الشخصان وكيف سأقوم بمعرفتهما الان، كما أنني أجهل مكان المفتاح أو حتى أي نوع من المفاتيح هو، نظرت الي لوينا وهي في ذعر مما سنفعله في الغابة يبدو القلق بارزا عليها لاكن اكدت لها أنها لن تتدخل في الامر فمهمتها هي تحذيري من تدخل الشرطة وبعبارة اخرى حماية ظهري.

وصلت الطائرة وتوجهنا إلى احدى الفنادق للمبيت هناك لأسبوع على الأكثر.

- لوينا: يونو يوجد سرير واحد لن ترتاح على سرير فأنا من سينام هنا؟

- يونو: لا أبالي.

- لوينا: لا بأس عندي إذا اردت الاستراحة بجواري.

- يونو: سأرتاح بجوار حبيـ... أقصد بجوار لوينا.

- لوينا: راقب الفاظك يا هذا.

- يونو: حسنا.. حسنا.

وفي صباح اليوم التالي استمتعنا أنا ولوينا كثيرا بهذه الرحلة كان فطورنا رومانسيا بعض الشيء رغم أنني لا أجيد ذلك. كما خرجنا في رحلة إلى تلك الغابة الجميلة جدا والمبهرة واستمتعنا بذلك، أخيرا حل الليل فظلت لوينا جالسة على إحدى المقاعد العامة أما أنا فكنت أحقق في الأشخاص فوصلت إلى أنه من المستحيل معرفة هاذان الاثنان لأن المكان مليء بالناس خصوصا في الليل نظرا إلى أن المكان جذاب، فقررت التوغل في أعماق الغابة فبدا الأمر كأنه متاهة من الأحجار. في هذه الأثناء أبصرت عيناي عجوز في الحوالي السبعين من عمره لاكن يبدو رشيق جدا كأنه في مرحلة الشباب لدرجة مريبة للشك، يراقب الناس كأنه يتأكد منهم ويتعمق في الغابة أكثر فأكثر قررت ملاحقته لعله أحد المقصودين. لاكن توقف لأنني لاحظت بشكل سريع شخص آخر يلاحق العجوز، تركت ذلك الشخص يتقدم وأنا في حذر منه لاكن المفاجأة أنها فتاة لاحظت انها تعاني من مشكلة في عينيها فهي لا ترمش اطلاقا، قامت الفتاة بإخراج سكين والتوجه نحو العجوز بحذر وأخيرا وصلت إليه وأمرته بعدم التحرك وإلا فإنها ستقتله، بعد تعمقي للملاحظة أدركت شيئا قد يغير مجرى القتالات التي ستبدأ لتوها...يتبع.

2019/11/19 · 544 مشاهدة · 1645 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024