وفي اليوم التالي حيث بدأ الناس يتوافدون في المدرجات حضر الناس من كل مكان من أجل هذه المنافسة والمعارك المنتظرة لأن أغلبهم عشاق للمشعوذين، وها قد بدأ المُلك في الدخول واحد تلو الآخر وهم يجلسون على كراسيهم المرصعة بالجواهر الثمينة بكل حماس من أجل هذا اليوم التاريخي.

- المعلق: أهلا وسهلا بكم مرة أخرى وفي أعظم المباريات المنتظرة وبشدة إنها مباريات المشعوذين، حيث سنرى أشكال مختلفة ومتنوعة من التعاويذ السحرية الخارقة وبمناسبة هذا اليوم الشريف سنضع تحت أيديكم رهانات في كل جولة ويحق للكل المشاركة بقدر ما تريد من المال فإذا راهنت على مليون عملة افتراضية وأصبت رهانك ستربح مليوني عملة افتراضية، أي أنتم من تحددون ربحكم من خسارتكم وبالتوفيق للجميع..

بدأ الناس يتوافدون في منصات الرهانات وقدم المسؤولون نحو المُلك لمعرفة إذا ما كانوا سيراهنون في الجولة الأولى، بينما بدأ المتسابقون يصعدون الحلبة والكل ينظر إليهم لمحاولت تحديد أقوى طاقة روحية من اجل الرهان ولكن جدار الحماية المحيط بالحلبة يمنع ذلك، فهذه المرة كان جدار الحماية أقوى خمس مرات من السابق بسبب أن معركة المشعوذين هي معركة دموية ومدمرة على سبيل المثال تصادم اليين واليانغ (الضوء والظلام) قد يسبب انفجارا عظيما قادرا على محو قارة بأكملها وهناك عدة عانصر أخرى لا تقبل اللقاء بنقيضها والا يتسبب ضررا جسيما، غالبا ما يعرف أن مباريات المشعوذين تنتهي بفائز واحد وهو الناجي الوحيد من المعركة الشرسة ورغم نجاته إلا أنه غالبا ما يكون مصابا بشدة، عدد المشاركين في هذه المباريات ضعيف جدا بالمقارنة بعدد المشاركين في المباريات السابقة وهذا بسبب الخوف من الموت لأن الكل يعلم مدى خطر المشاركة فيها.

- المعلق: والأن بعد أن تأهب المتسابقون السبعة نعلن عن انطلاق المبارة للمجموعة الأولى من المشعوذين.

بدأت أصوات الجمهور تعلو وكل شخص يشجع المتسابق الذي راهن عليه

هيا أقتله..

هيا اضربه..

اطلق سحرك يا هذا..

ليقوم روميو بإطلاق العنان لقدرته :" اللهب الأرجواني القارس: طافئ الشمس" لتمتلأ الحلبة باللون القرمزي ويذوب جسد خمسة متسابقين ليس من شدة الحرارة بل من شدة البرد والمتداول هو أن البرد يجمد الشخص لكن حدث عكس ذلك فهذه النار مثل حمم بركانية ولكن بدل أن تحمل الحرارة فهي تحمل البرودة، رؤية الناس لمشهد ذوبان الجلد وظهور العظام وسماع صراخات المتسابقين يجعلهم متحمسين أكثر بدل الشعور بالأسى والحزن فهم يشعرون بالمتعة والراحة.

الأن على الحلبة لا يزال شخصان فقط مستعمل اللهب القارس وشخص غريب كان جالس بجلسة التأمل وكأنه يريد الإختراق للمستوى التالي ومهما ألقى روميو نيرانه تجاهه لا يتأثر أبدأ بل على العكس فنيرانه تخترق جسد ذلك الغريب فهو يقوم بامتصاصها.

الكل في حيرة من أمرهم "مالذي يصنعه ذلك الشخص؟ ولما هو جالس هكذا؟"

- أحد الجماهير:"هيا أنهض من هناك أيها الغبي هل أنت خائف.. لا تجعل المبارة مملة"

- "أجل هيا يا قمامة"

- "نريد قتال وليس رؤيتك تتأمل محاولا الإختراق لمستوى أعلى"

- "هيا مللنا من الانتظار"

بعد خمسة دقائق من الإزعاج من قبل الجمهور بكلماتهم الإستفزازية ينتصب ذلك الغريب في الحلبة الملقب بإمبراطور التراب وهو يقول:" سواء كانت نار حارقة أو جليد مجمد أو بركان مذيب أو أيا كان من العناصر السحرية الأخرى فهي لا شيء مقارنة بنواة التربة التي تمتص جزيئات العناصر الاخرى وتستعملها في تنمية مستواي تمام مثلما تمتص التربة أشعة الشمس من أجل نمو النباتات".

- روميو: إذن أنت عنصرك هو التراب، مثير للإهتمام كنت اعتقد بأن التراب مجرد عنصر ضعيف ومثير للسخرية لم اتوقع كل هذا منه.

- إمبراطور التراب: نعم هذا العنصر ضعيف بالمقارنة مع العناصر الاخرى لأن مستعملين هذا الأخير لم يدركون جوهره بسبب كمية الغموض التي تحيط به، هناك من هو قادر على صنع هزات أرضية وبل زلازل مدمرة بواسطته ولكن ذلك يحتاج الى ارادة قوية وذكاء خارق في الفهم الروحي.

- روميو: حسنا بما أن نيراني الأرجوانية لم تؤثر فيك فتذوق من نيراني الحمراء الطاردة للدماء.

تقوم هذه النيران بطرد دماء العدو من جسده مما يسبب في لقاء حتفه، ولكنها لم تؤثر على إمبراطور الحياة كما كان متوقعا، مرت النيران من خلاله وكأنه غير موجود وفي الهجوم الثاني قام الامبراطور بعكسها نحو روميو وانقلب السحر على الساحر بدأت دماء روميو تخرج من جميع فتحات جسده، فمه، عيناه، اذناه، أنفه، سرّته وحتى أنه بلل سروال بالدماء فكل الدم الموجود في جسده بدأ في الخروج كشلال هائج إلى أن سقط ميتا. بينما السؤال الذي نساه الجميع بسبب هذا المنظر هو:" كيف إستطاع امبراطور التراب عكس هجوم روميو" لا يعلم جواب ذلك سوى القليل فقط، فالتراب قادر على تغيير مسار انجراف المياه الجوفية والتي تعتبر من عنصر الماء وقادر على تحديد مسار انجراف البركان التي من عنصر النار لذا فهو قادر على تغيير مسار النيران الحمراء أيضا.

كل أفواه الجماهير مفتوحة إلى آخرها من شدة دهشتهم بمدى روعة عنصر الأرض (التراب) الذي لطالما إستحقروا مستعمليه.

- المعلق: الفائز في المجموعة الأولى للمشعوذين هو إمبراطور التراب..

- أحد الجماهير:" تبا خسرت 500 ألف عملة إفتراضية بسبب رهاني على روميو!"

- "أنا أيضا خسرت 200 ألف عملة ولكنني سمعت أن ملك مملكة اليشم الأخضر خسر أزيد من 50 مليون عملة افتراضية"

- "ياله من تبذير!"

في هذه الأثناء تم اخلاء الحلبة وتنظيفها من الدماء وعظام المتسابقين.

المعلق: المجموعة الثانية من مبارة المشعوذين فلتتقدموا إلى الحلبة.. والأن يمكنكم أيها الجمهور بدأ الرهانات بالتوجه إلى منصات الرهانات.

يتوافد الناس مرة أخرى من أجل طلب الرهان ولكن هذه المرة عدد المراهنين أقل بسبب إستسلامهم من المبارة السابقة. أما بالنسبة للمُلك فكلهم راهنوا بمبلغ لا بأس به حوالي 10 ملايين كأقصى حد ما عدى ملك مملكة اليشم الأخضر فقد راهن هذه المرة بمائة مليون عملة افتراضية.

- م.م.م(ملك مملكة الموت): يبدو أنك لم تتعلم من درسك السابق..

- م.م.ي.خ(ملك مملكة اليشم الأخضر): من تدخل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، لذا أصمت ولا تجعلني أقول كلام رذيئ.

- م.م.م: يا لها من أخلاق حميدة يجب أن تكون قدوة لكل الخلق.. تتحدث عن الأخلاق وأنت تضاجع فتيات في مثل عمر إبنتك.

- م.م.ي.خ: أصمت أيها اللعين تراني أنا فقط هل نسيت نفسك فقد سمعت أنه لديك حريم من مئات الجاريات.

- م.م.م: وهل لديك مصداقية على كلامك؟

- م.م.ي.خ: لا، وأنت هل لديك مصدقاية على كلامك؟

- م.م.م: أكيد..!

فيغمز م.م.م لأحد جنوده ويتقدم الجندي وهو حامل لصندوق كبير ويفتح الصندوق ويبدأ في القاء ونشر مئات الصور الإباحية لملك مملكة اليشم الاخضر وهو يضاجع الفتيات من مختلف الاجناس، الصور إنتشرت بين الجمهور كانتشار النار في الهشيم وضحكات السخرية بدأت تعلو في المدرجات بينما احمر وجه ملك مملكة اليشم خجلا، وفهم الرسالة التي أراد م.م.م إيصالها وهي:" أنت تحت مراقبتي وحياتك بين يداي لدرجة أنني أعرف كل تحركاتك وخططك".

ولتغيير هذه الأجواء المبشرة بالسوء يعلن المعلق على بداية المبارة الثانية.

المبارة الثانية وبشكل غير متوقع تنتهي في خمس ثواني ففور بدايتها قام مستعمل عنصر الأرض بتكوين هزة أرضية للحلبة رغم أن قوتها ضعيفة ومساحة تأثيره صغيرة إلا أنها كانت كافية لطرد خصومه الأقنان (أقنان= رتبة قن).

- المعلق: الفائز في المجموعة الثانية من المشعوذين هو الملقب برالف المدمر (اللقب مأخوذ من كرتون بنفس العنوان)... والأن أرجوا من المسؤول إصلاح الحلبة التي تدمرت بسبب الهزة الأرضية القوية.

- م.م.م: يبدو أنك خسرت المائة مليون يا أيها الملك المنحرف.

- م.م.ي.خ: أصمت.. أنت لا تعرف ما مدى النقود التي أملكها فأنا أملك بحرا من النقود.

- م.م.م: هههههه بحر أي بحر! 500 مليون هل تعتبر بحر؟

(من اليوم فصاعدا سأستعمل القوسين للإشارة إلى أن الشخص يخاطب نفسه)

- م.م.ي.خ:( يبدو أنه يعلم بكمية النقود التي في الخزنة أيضا لقد قللت من شأن جواسيسه).

- المعلق: فلتصعد المجموعة الثالثة للحلبة وليبدأ الجمهور بالرهان.

- م.م.ي.خ: أنا أراهن بـ 400 مليون عملة افتراضية على الفتى ذو البشرة الحمراء.

- أحد الجماهير: ماذا.. سوف يراهن ببلده بأكمله وبمنصبه كملك من أجل ذلك الفتى!!

- م.م.م: يبدو أنك سـئمت من الجلوس على العرش..!

- م.م.ي.خ: سترى بعد قليل من ماذا سئمت..!

- أحد الجماهير: لا بد من أن هذا الشاب ذو البشرة الحمراء قوي جدا وإلا لما راهن الملك بمملكته من أجله لذا سوف اراهن عليه بكل ما أملكه أيضا.

بسبب كلام الملك توافد الاف الناس في قاعات الرهانات وراهن اغلب الناس بكل ما يملكون على ذلك الفتى..

"أنا أراهن بخمسة ملايين على ذو البشرة الحمراء"

" أنا أراهن بمليون ونصف على ذو البشرة الحمراء"

أنا..

أنا..

...إلخ

وهكذا إلى أن إنتهت الرهانات وحانت اللحظة الحاسمة التي ستقرر مصير مملكة اليشم الأخضر ومصير آلاف الناس الذي راهنوا بكل ما يملكون على ذو البشرة الحمراء. بينما الشاب المسكين اشتد عليه الضغط والتوتر ملأ ملامحه، وكاد يبلل سرواله لولا اعلام الحكم على بداية المبارة، بسبب الضغط لم يستطع حتى الحركة من مكانه وكل الناس تناديه "هيا انطلق.. هيا انطلق.."، ولكنه سقط فاقدا للوعي.

"مـــــــــاذا..؟"

انكسرت أمال آلاف الناس والملك أيضا وكل وزراء مملكة اليشم أصيبوا بالذعر ولا ننسى شعب المملكة إنها صدمة قوية لكل الموجدين لقد ابيضت أعينهم وهناك من فقد وعيه، وحتى أن هناك من أصيب بسكتة قلبية، السكتة القلبية لن يستطيع حتى نابان نفسه جعله ينجوا لأنها تحدث في برهة من الزمن، بدأ الناس يخرجون من المدرجات الواحد تلو الاخر وهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة، رغم أن المعركة كانت لا تزال مستمرة فلم يبدي أي أحد إهتماما لها الزوجات تحاول مواسات أزواجهم وأصوات الدموع والبكاء بدأت تلمّ بالمكان، المعركة انتهت بالفعل وحدد الفائز ولكن من يهتم للفائز، يوجد المصدمون والواقعين في بحر من الحزن كما يوجد السعدين والذين اكتسبوا ثروة لم يسبق لها مثيل، أجل المستفيد الوحيد من هذا هم مسؤولين المسابقة فهم المنظمين للرهانات.

- م.م.م: هههههه.. قلت لي سأرى بعد قليل.. لقد رأيت فعلا خسارتك المثيرة للشفقة.. هاهاهاها.

- م.م.ي.خ (بأعلى صوته ويبدو مثل المجنون): هاهاهاهاهاه.. رائع.. رائع.. هذا فعلا مثير جدا..

"إييه.. ماذا.. هل فقد الملك عقله.. لقد خسر كل شيء وهو لا يزال سعيدا وبل يضحك بأعلى صوته"

- المعلق: والأن لتصعد المجموعة الرابعة على الحلبة، وليبدأ الجمهور بالرهانات.

ظل الصمت يعم الأجواء فلم يتجرأ أي أحد على الرهان بعد ما حدث مع الاخرين ولينقطع الصمت بكلام من ملك مملكة اليشم.

- م.م.ي.خ: أنا اراهن ب 1 مليار عملة افتراضية على ذو البشرة البرتقالية!؟

"مــــــــــــــاذا..؟"

...يتبع

2020/02/21 · 264 مشاهدة · 1570 كلمة
Black_King
نادي الروايات - 2024