أراد إغلاق عينيه ولكنه طرح سؤال آخر...

:-مهلا...مهلا...كيف أخاطبك وبماذا أناديك؟"

:-سيد الظلام"

'حسنا كان هذا الاسم متوقع بما أننا في عالم الظلام ولكن المشكلة الآن هي كيف أستطيع التحكم به فلا أريد أن أكون دمية في يديه'

:-أنت ضعيف" خرج الصوت من كل مكان وقطع أفكار قاسم ثم أكمل سيد الظلام كلامه... :- أستطيع سماع ما تفكر فيه"

:- حسنا حسنا سوف أسلم أمري لك حتى أصبح أقوى ثم أتحكم بك"

:- تستطيع أن تحلم بهذا"

:-لن أجادلك الآن يا سيد الظلام، فأنا مجرد دمية في عالمك"

:- سوف أنقلك لمكان به نقطة اتصال بي، ثم سأختفي لفترة ولن أستطيع مساعدتك إن أصبت بجروح مميتة، لذلك لا تمت"

:-حسن..."

لم يستطع قاسم إن يكمل كلامه ثم سقط على الأرض من ارتفاع بسيط.

ميار وعمر ويزن، كانوا يبحثون بشدة عن خيط أمل رفيع يقودهم لقاسم ولكن لا فائدة، فلم يستطيعوا استشعار شيء أبدا وكأنه تحول لسراب واختفى...

:- يا رفاق، أظن بأنه يجب علينا العودة وإبلاغ المدرسة بهذا الأمر"

:- أتفق معك في هذا يا عمر... ما رأيك بهذا القرار يا ميار؟ فلا فائدة من بقائنا هنا ومن الأفضل أن نسرع"

بالنسبة لميارفقد أصبحت منهكة جدا ويائسة لحد ما، فلم تتوقف عن البحث خلال الأيام الثلاثة.. رفعت عينيها ونظرت في يزن ثم استجمعت قواها ونطقت

:- حسنا" بالرغم من الألم الذي اعتصر قلبها إلا أنها نظرت للسوار الذي على يدها والذي أعطاها الأمل أن قاسم لا زال على قيد الحياة ولكنه بعيد فقط...

كان السوار هدية من حكيم وبهذا يستطيع أعضاء الفريق معرفة حالة أي عضو في الفريق...

الأسود يعني بأن حامله قد مات والأحمر فإنه يعاني من جروح خطيرة وأما الأزرق فيعني أنه بخير... ولهذا صعقوا في البداية فقد كان لون السوار المرتبط بقاسم يشير بالأحمر وفي لحظة ما، خفت قليلا وكأنه انطفى ثم عاد من جديد.

وصلوا إلى المدرسة ثم توجهوا إلى المديرة مباشرة، فقد أعطتهم سابقا رمزا إن أظهروه للحراس فسوف يعلمون بأنها حالة حرجة ولهذا قابلوها بسرعة كبيرة...

وبعدما أخبروها صمتت للحظة ثم أمرتهم بإغلاق أعينهم. كانت تتحدث مع حكيم عن طريق التخاطر وبعدما أغلقوا أعينهم، نقلتهم مباشرة إلى مكانه. وما إن فتحت ميار عينيها، انطلقت لمنير وهي تبكي...

:- أبي.. قاسم.. قاسم اختفى يا أبي، بحثنا عنه ولم نستطع إيجاده"

:- لا بأس يا صغيرتي، هو بخير ولكنه بعيد فقط" :- متأكد؟" :-نعم" كانت كلماته تحمل معها الأمان والاطمئنان، ثم سقطت من التعب الذي تراكم والإرهاق الذي أصابها.

بالعودة إلى قاسم فقد أخذ يتفحص محيطه وحاول معرفة المكان الذي هو فيه ولكنه فشل بالطبع، كانت الأشجار كثيفة جدا وكمية الطاقة السحرية التي في الهواء ثقيلة، وبالطبع مناسبة للتدريب...

'أين أنا يا سيد الظلام؟'

' عرين الوحوش'

' حسنا، أنقذتني والآن تريد قتلي؟'

'هنا كان يتدرب المالك السابق وهنا شحذ سيفه وقوته' 'هل تستطيع إخباري عنه؟'

' أنت ضعيف الآن، لا يحق لك أن تعرف شيء'

' ولكن ربما أكون أقوى إن تعلمت شيء عن تقنياته'

....

' هل تسمعني يا سيد الظلام؟'

....

' تبا.. عاد لسباته والآن من سوف يشبع فضولي ويجيب عن كل الأسئلة'

استمر في طريقه دون وجهة محددة وكان يقاتل الوحوش بين وقت وآخر وكل ما كان يعرفه هو أنه هنالك طاقة سحرية خافتة ومألوفة تقود طريقه...

ثم تربع وحاول استجماع طاقته وزيادة قوته السحرية، فقد كان جسده يستطيع التحمل وكذلك أوردته، ولو لا أنه مر بمرحلة الحياة والموت لم يكن ليستطيع فعلها..

ثم المفاجئة الكبرى كانت تنتظهر هنا، فقد عادت قوته السحرية إلى أدنى مستوى في تحول اليرقة البيضاء وكأنه الآن دخل في عالم القوى السحرية...

ثم المفاجئة الثانية، اختفت جميع الهالات التي في جسده وبقيت هالة واحدة شديدة السواد...

' لا أعلم ماذا حدث لطاقتي ولكني أشعر بأني أقوى ولست أضعف، بالرغم من عودتي إلى المستوى الأدنى، ولكن لحظة هل يعقل بأني اخترقت إلى تحول الفراشة... تبا لو أني درست التحولات جيدا'

لم يكن يعلم وضع جسده فقد كان يشعر بقوة كبيرة ولكن قوته السحرية عادت إلى الصفر ثم قرر النوم بعدما اتنهى من تدريب قوته السحرية. في اليوم التالي استيقظ بطريقة غبية وهو يصرخ

:- أمي..."

تذكر الآن كل ما حدث معه بالتحديد وأنه قابل أمه وتم نقلها إلى موقع حكيم، وبالأمس كانت ذكرياته ضبابية تقريبا... ابتسم

' حسنا، هي بخير الآن'

'نعم يا صغيري أنا بخير!'

صوت ناعم ولطيف تحدث بداخل رأس قاسم...

' ماذا؟ مهلا.. من أنتِ؟ هذا الصوت، أتذكره..أيعقل..أمي؟؟'

لم يستطع ترتيب أفكاره وتضاربت مع بعضها البعض ثم وصله التأكيد

' هل تريد أن تجرح قلب أمك ولا تتعرف على صوتها، آه يا لك من طفل عاق.. سوف أبكي'

' لا لا أمي مهلا.. انتظري لا تبكي أرجوك...'

لم تستطع حوراء تمالك نفسها من الضحك ثم تحدثت مرة أخرى...

' نعم يا صغيري، أنا بخير وكل الفضل لك، والآن دعني أخبرك بسرعة قبل أن ينقطع التواصل أو يتم تعقبه'

' حسنا يا أمي، أنا منصت'

' أولا أنا لا أعرف موقعك بالتحديد ولكني سوف أخبرك كيف تعود إلي، عليك أن تتبع الطاقة الباردة التي تتقلب في الهواء'

' آه... كنت أستطيع الشعور بشيء يجذبني إليها، ولكن ما هذه الطاقة يا أمي'

' لا أدري كيف أشرحها لك ولكننا نعتبرها كالبوصلة بالنسبة لنا، فحينما كان يغادر والدك للتدريب، كان يستخدم هذه الطريقة للرجوع'

'يالها من طريقة مجنونة'

' هذا ما قلته بالتحديد عندما أخبرني عنها أول مرة'

'أنا ابنك بعد كل شيء'

' بالطلع...والآن يا صغيري سوف ينقطع الاتصال ولا أدري متى سوف أستطيع التحدث معك مرة أخرى ولكن كن بخير'

نبرتها الحزينة والتي أصبحت أضعف في كل مرة تتحدث فيها، أشعلت الرغبة في قاسم ليصبح أقوى حتى لا يسمع نبرتها هذه مرة أخرى...

' أعدك بهذا يا أمي، أراكِ قريبا'

2021/11/13 · 66 مشاهدة · 885 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024