11 - لماذا أنت ؟ ...لأني أحتاجك

هذا لن يجلب سوي المصائب

هذا ما أحسه العقل الباطني لساتا

وأطلق صافرات الإنذار ليحذر ساتا من مخاطر هذا الشخص

رفع ساتا بصره لسيسل كان الآخر عينيه مائلة في هدوء لكن في داخلها ظلام

ظلام يحوي أنواع شتي من الاضطراب

هل سيسل مضطرب؟؟؟؟؟؟؟

" هاه....يدي تؤلمني هل ستصافحني أم لا ؟"


أجبرته تلك العيون المظلمة علي طاعته في هدوء مد ساتا يديه في غير وعي

ولايزال محدق في عينيه

لما ' لما لم ألحظ ذلك في المرة الأولي التي رائيته فيها ؟؟؟

تسأل لما لم يلحظ تلك النظرات من قبل


ترك ساتا نظرات سيسل وأتجه بصره لإسفل

كانت يديهما تتصافحان

" هه؟؟"

متي ' متي صافحته؟؟؟'

وبسرعة جذب يديه في ذعر

لاحظه مياتو الذي يقف في جواره

رأي أن عيني شقيقه كانت خالية من الضوء للحظة

لكن ما لبثت أن عادت لطبيعتها

حك عينيه في حيرة ثم نظر الي ساتا مرة اخري

' عادت لطبيعتها أحتل اللون الازرق الفاتح عينيه من جديد '

تنهد في حيرة ثم رجع بصره لسيسل الذي تحولت نظرته من ساتا

إليه

" هاه هل هذا شقيقك الصغير ؟؟"

تقدم نحو مياتو وجثا علي ركبته

" هيه اهلا بك يا صغير ..هل يمكنني معرفة أسمك ؟؟"

"هه؟؟"

أختبأ مياتو خلف ساتا

' مخيف '

مياتو ظن أن سيسل مخيف

" هيه...ابتعد عنه أنت طلبت الحديث معي لذا اتركه وشأنه "

وقف سيسل

" حسنا"

ولاحظ إختباء مياتو في ظهر الآخر

" مثير للإهتمام شقيقان متضادين في السلوك .هممم الامور اصبحت أفضل "

حاول ساتا إنهاء هذه المهزلة بسرعة

فتقدم لسيسل خطوة وبدأ

" أنت أنا لا أدري ماذا تكون بالضبط لكن .أحتاج تفسيرا والان "

ضم حاجباه في غضب

" مُذ إلتقيتك البارحة وظهرت العديد من المشاكل في حياتي التي كانت سلمية لمدة سبعة عشر عاما "

ضحك سيسل في عجز

" هه أسف لكن أنا دائما ما اجلب لمن حولي المصائب ألم أخبرك بذلك ؟!"

" تخبرني ومن أنا لأستمع أخبرني بما اريده وتجاهل باقي الترهات "

تراجع سيسل خطوة بتقدم ساتا

" حسنا ماذا تريد ؟؟"

" أريد أن أعرف لما بحق الجحيم يطاردنا أناس لا أعرفهم ولايمتون لي بصلة بعد أن إلتقيتك "

تحول تعبير سيسل إلي التفكير

" اذا لقد وجودك بهذه السرعة "

نظر لساتا في حيرة

" لكن غريب لقد جاؤوا ابكر من المتوقع .."

ساتا ليس في قدره سوي أن يثور أكثر

" إذا انت ...انت كنت تعرف انهم سيأتون لي ؟؟"

" أجل ألم أخبرك أنا لا أجلب سوي والمشاكل وهم تلك المشاكل "

ونظر لمياتو الذي يطل برأسه في حيرة

" لكن...واووو"

تقدم مرة أخري لساتا ولكن تفاده واتجه لمياتو

وجثا مرة اخري

" حمراءءء....عيونك أنها حمراء حقا مثل الدم الاحمر "

" هيييي.. لقد قلت لك ابتعد عنه ألا تفهم ؟؟"

إستقام سيسل من جديد

" هاه. اسف لم أدري اني كنت اخيفه "

شعر ساتا بالغضب هذا الشخص تجاهل أسئلته

" إذا لم يكن في مقدورك إجابتي علي أسئلتي "

أمسك رسغ مياتو ونظر إليه

" فسوف ابحث عنها بمفردي .."

" ههه "

قاطعه سيسل بضحكة أشبه لتنهيدة

" لماذا بحق الجحيم ...لقد حاولت أن أتكلم معك باللطف لكن يبدو أنك لن تنصت لي سوي بالطريقة الاخري "

"الطريقة الاخري ؟"

تسأل ساتا عن ذلك

" أجل قول الأشياء المهمة دفعة واحدة ولا يهمني إذا صدقتني او لا "

تراجع ثم جلس علي كرسيه وتنهد براحة

" لما لاتجلسان أولا "

" تكلم ولا تماطل "

استشاط ساتا به غضبا

" حسنا "

" لكن هناك قصة حزينة هل الصغير قادر علي التحمل "

" لا تهتم "

وشد علي يد مياتو

جلس بأريحية ووضع قدما علي الاخري

إستند علي راحة يده اليسري

:"هه..حسنا "

أمسك بفنجان القهوة ونظر للقهوة في شرود ثم افتتح

"تبدأ الأحداث من يوم الحريق العظيم ،في ذلك اليوم كان هناك فتي فقد كل شئ اهله وعائلته .."

' ماذا؟؟؟!!!!'

توسع بؤبؤ ساتا في إهتزاز

إبتسم سيسل بمكر وأكمل بدون ترك فرصة لساتا لمعالجة الأمر لقد كان يريد أن يقنعه بالتدرج لكن لم يتوقع أن

يكون الشخص الآخر متيبس العقل

وأكمل بينما يدور القهوة بالملعقة

" ..ووسط إحتراق آلف من البشر وصوت موتهم وصراخاتهم العالية "

" لم يسمعهم أحد. ولم يجب أحد النداء ..إختفوا ببطء ذابوا كما ذابت الثلوج من حولهم..."

" لم يعد فيها أثر للحياة ..لكن تلك الخطوات الصغيرة التي بدت ضعيفة أثبتت العكس فتي "

" كان فتي في الثامنة من عمره مع تلك العيون الدامية من الألم .،والوجه المشوه من ألسنة اللهب "

" أخذ يخطو علي النيران ولم يهتم أحاطه الموت ولم يهتم ..ما كان يهمه "

" هو ذلك الرداء الذي في حضنه أو بالتحديد ما كان ملفوفا بالرداء..كان طفلا "

" طفل صغير يبلغ عاما واحدا ...وفتي مشوه يبلغ الثامنة ...هذان الوجودان حاربا قانون الحياة"

" وبالتحديد حاربا الموت .،،ورفضا الخضوع له رغم النيران التي تلاحقهما لم يخف الفتي ولم يسقط ورغم ألاصوات المرعبةو الصرخات.."

" لم يبكي الطفل بل تمسك بصدر الآخر..طالبا الحماية .." .

" إستطاع الفتي حماية الطفل لكن كان الثمن هو تشوه جسمه وأصبح هيكل من العظام ..تغطيه طبقة رقيقة من الجلد مع هذا المظهر المرعب "

" كان هذا الثمن واللعنة التي دفعها بسبب إختراقه لقانون الحياة ...أصبح تجسيدا للموت في مظهره "

" خرجا من القرية متخفي في كهف ...وهناك بالصدفة كان هناك قافلة متجهه علي طريق بجانب الكهف " "

" كان الصبي يشعر بالعجز وأحس أنه سوف يموت لذلك أخذ الطفل في حضنه متجه لهؤلاء الناس "

" أقترب منهم بحذر وحينما لمحته أعينهم أصابهم الجزع الاشمئزاز حاول الطفل إخبارهم "

" بما حدث لقريته وأشار لهم ناحية الدخان الذي لايزال واضحا بعد الحريق ...لكن مالم يتوقعه كان .،" .

" انهم بدلا من المساعدة أخذوا يضحكوا عليه " "

" تراجع الصغير خطوات عندما أحس بالخطر أخرجوا خناجرهم واقتربوا منه "

" لم يسعه سوي الهرب لكن كيف وهم أكبر منه بكثير "

" أحاطوا به ترجاهم أن يتركوه وشأنه لكن ...أمسكه أحدهم ..وعندما رائ وجهه ..اصابه الاشمئزاز أكثر ورماه أقصي ما يملك وكانت علي لسانه جملة واحدة ' إنه مسخ '"

" أثرت السقطة علي الطفل فأخذ يبكي مما دفع هؤلاء الناس يلتفون من جديد حول الفتي "

" بحثا عن مصدر الصوت، شعر الفتي بالعجز عندما أمسك أحدهم سيفه ووضعه علي عنقه والآخر حاول جذب الطفل من يديه "

" ظنوا أن هذا المسخ قد أحرق القرية وسرق هذا الطفل لذا سحبوا الطفل منه حاول الفتي سحبه منهم لكنهم انهالوا عليه بالضرب واخيرا "

صمت لحظة ثم أكمل بعد تجمد ملامح ساتا

ووضع الملعقة جانبا وأخذ رشفة من القهوة

" طعنه أحدهم بالسيف في قلبه مرت بجانب الشئ الوحيد الذي يدل علي أنه أنسان وأخترقه النصل، هدء ذلك الجسم بعدما لُعن من الطبيعة والبشر "

" أصبح كومة من العظام ..،،أخذ الرجال الطفل وبمجرد ما استداروا ...بدء الطفل في البكاء بفذع...صوته أصبح أكثر وأكثر ألما "

" ألقي أحدهم نظرة عليه ولكن المفاجئة كان الطفل يبكي دما..دما احمر ينزل من عينيه تلوث ملابس الرجل "

" تركه الرجال في فزع بجانب كومة العظام تركوهما..وبهذا تخلي العالم عنهما في تلك الليلة "

" هل تعلم ..ماذا حصل ...هه...بعدها بأسبوع عُثر علي الخمس رجال من القافلة موتي بطريقة شنيعة وتم سلخ جلودهم وأصبحوا كومة من العظام "

" وصلت بعثة ملكية للتحقق من القرية بعد عشر ليال من الحريق ولم يعثروا سوي علي الرماد صُبِغت الارض بالرماد وحسب "

" لكن هل تعرف ما يحيرني في كل هذا ؟"

تسأل وهو ينظر لساتا في تفكير

والآخر حملق فيه بتعبير متحير

" ساتا منذ متي تقابت مع باين ؟؟...ومنذ متي لدي شقيقك اعين حمراء ...كما اني بحثت في سجلك العملي أنت لا تمتلك أهل ولا اقارب "

"كما أنك لا تمتلك أي شئ يثبت المكان الذي أتيت منه و....تلك الحادثة مضي عليها تسع سنوات ...عمرك الآن سبعة عشر "

" إذا ما الذي تقصده بذلك الكلام ؟"

" هه.. لا تتظاهر بالغباء ..ساتا دعني أخبرك انت الشخص الوحيد الذي حيرني طوال الخمس سنوات الماضية "

" كيف لشخص تحدي الموت والطبيعة .،ولُعن منهما ...وتحول لكومة من العظام ..ان يعود للحياة ..هه وكيف لطفل صغير أن يتحمل تلك اللعنة "

" وفوق هذا ....كيف تقبلتكما الطبيعة أنت وأنت ؟؟"

أشار لساتا ومياتو

" انتما وجود غير مرغوب يجب أن يتم محوكما ..أنا ..أنا أظن أن هذا محير الا ..."


" قبل أن يكمل قاطعه ساتا بالصراخ عليه

" كفيييييي..هذا يكفي ..لقد قلتَ ما فيه الكفاية لا أعلم هل انت مجنون أم ماذا لكن ..أعتقد أنه أصابك جنون العظمة لكي تعتقد أن كل ما تقوله صحيح "

أخذ نفسا جسمه كان يرتجف وأكمل

" تحدي الموت ...واللعنة ..أنا لا أعرف ماذا تقصد ؟؟"

" حقا ..أليس عيبا أن تكذب "

" هاه؟؟!"

ابتسم سيسل

وترك فنجانه ووقف ثم تقدم لساتا


" ساتا أيها الفتي الذي تحدي الموت .،،ألن تسألني كيف عرفت ، قبل أن ترمي علي اتهاماتك الباطلة "

تنهد وكاد يكمل حتي قفزت شخصية من خلف ساتا

ووقف أمامه رمقه في برود كاسح

" أيها اللعين كم مرة ..كم مرة ستفعل ذلك تتلاعب بالناس كالدمي " .

ابتهج سيسل ورفرف ردائه عندما رفع يديه للتحية

" اههه..باين صديقي العزيز هيا أخبره.لقد واجهت صعوبة في إقناعه "

تنهد باين علي هذا التصرف لسيسل

إستدار لمقابلة وجه ساتا المظلم والمتراجع للخلف في عينيه نظرة قاتلة

مخبأ مياتو خلفه

" باين ..هل أنت معه أم معي ؟"

شحذ أسنانه وهو ينطق هذه الجملة

" .....،هههههه...لا لا تخف من تصرفات هذا الفتي صدي"

"كفييييييي"

صرخ ساتا في غضب

" يكفي باين لا تتلاعب بي ..أخبرني منذ متي تعلم ...منذ متي ؟؟"

اهتز بؤبؤ باين في عجز

" هه..هه. إذا أنت مثلهم تظن أنني مسخ أليس كذلك ؟؟"

" أخييييي؟؟؟"

مياتو شعر بالدوار ما الذي يقصده سيسل بتلك القصة

'لما أخي غاضب ..ولما يطلق علي نفسه مسخ ؟؟"

حضنه مياتو من خصره

" أخييي..أنت لست مسخ ...أنت اخييييي....هه"

شهق في ضعف

سيسل أحس بالذنب

لقد أراد أن يخبر ساتا القصة بمفرده لكن عناد ساتا ورطه



باين تناول كتفي ساتا في قوة

" هيييي. .أنت هل تدرك ما تقوله ...مسخ منذ متي وأنت بهذه الشخصية الضعيفة "

هزه بقوة

ساتا حدق بضياع بين مياتو وباين

'لماذا لماذا وصل الوضع لهذا الحد ؟؟؟"

" ههيه هل تسمعني لاتغمض عينك لقد أخبرتك لم أرك كمسخ من قبل ..ثم انا لم أسمع القصة سوي الآن عندما جئت كنت تصرخ في هذا الوغد "

" نهه. لست وغدا "

صرخ باين واستدار لسيسل

" أيها اللعين ماذا أخبرته لكي تجعله هكذا ؟؟"

" اوهه..ألم أخبرك لم أفعل شيئا لقد أخبرتك من قبل عندما يحين الوقت ..."

" يحين الوقت ؟؟"

تسأل باين في حيرة وهو لا يزال ممسكا بكتف ساتا

" نعم عندما يحين الوقت للحقيقة ..لا تلمني علي ما سيحدث ..ثم إنك أنت من أردت أن ينضم لنا هذا الصغير "

" ماذاااااا؟؟"

صرخ في إنكار

" أيها اللقيط لقد قلت العكس ..لقد أخبرتك ابقه بعيدا عن المشاكل "

" وما ذنبي اذا اتت إليه المشاكل بنفسها ؟"

" اخييييي...،أخييي...ما بك؟؟"

اما ساتا اغمض جفنه بهدوء وسط هذا الصراخ والازعاج

اهتز جسمه تساقطت نظراته وأصبحت ضبابية وانهار

علي كتف باين

" اويي ساتاااا..هي هل تسمعني ؟؟"

إزعاج هذا مؤلم ذلك المدعو سيسل فتح جرحا لم يندمل بعد ولم يتعافي

' كيف عرف وبالتفصيل ..هذا هذا ....محير '

حمله باين في حيرة

مياتو تمسك بيده الشاحبة في هدوء

ونظر له كان وجهه شاحبا وانفاسه متلاحقه أغمض جفنه وكأنه يحاول الهروب من شئ

قرب راحة يد شقيقه الي وجهه ووضعها علي خد برفق أحس بأنها

ترتعش

" أخييي..لا بأس أنت لست مسخا ..أنت اخي "

هذا الصوت وصل لقلب ساتا مباشرة فهدأ تدريجيا

وسقط في ظلام

"

حمله باين في حيرة مبالغة

بينما مياتو ممسك بيد شقيقه

تنهد سيسل

" هه...لم اتوقع أن يحدث هذا "

نظر له باين بحقد وتحرك بساتا

واتجه للباب واستدار لسيسل

" عندما أعود يجب أن تخبرني بكل ما جري ..حسنا؟؟"

نظرة قاتلة مميتة اجفلت سيسل .

" حسنا ..حسنا سأخبرك بكل شئ "

خرج باين ولحقه مياتو

الذي أعطي سيسل نظرة

خاطفة متحيرة

ثم خرج واقفل الباب و ذهب مع باين





....*......*......

كيف كان الفصل

ماضي ساتا المؤلم

ماذا تتوقعون أن يكون إسم قدرة سيسل 🤔

أعطيكم توضيح

☕☕







2020/08/12 · 250 مشاهدة · 1929 كلمة
sakena
نادي الروايات - 2024