رمش مياتو بعينيه الضعيفة مرتين بعدها أحس بيد تمسك يده أدار نظره لجانبه الايسر

كان هناك شخصان أحدهما واقف والآخر جالس ويده ممتدة الي يديه

أحس مياتو بالراحة عندما عرف هذا الشخص

" أخ..أخي "

حاول التكلم لكن هناك غصة في حلقة

إستدار ساتا علي هذا الصوت

وأحس بالحياة تدب في عروقه برؤيته لشقيقه وقد فتح عينيه

ولكن تلك الدماء التي ما تزال أثارها علي وجهه الصغير أعطته لسعة من الحزن

" مياتو كيف تشعر هل أنت بخير ؟"

نزع يديه ووضعها علي رأسه ومسده برفق ،أعاد شعره للوراء قليلا ليتمكن من رؤيته

" بخير ...ماذا حصل ؟"

نظر إليه مياتو في حيرة آخر ما يتذكره هو انه كان ينزف من فمه ولا شئ آخر

حاول وضع يديه بجانب فمه ليتأكد ولكن اوقفه ساتا

" لا تقلق لم يحصل شئ لكن انت متعب فقط "

" هاه!؟"

" حسنا حمدا لله علي سلامتك يا صغير "

تقدم باين من ساتا وأعطاه منشفة مبللة

" هاه ما هذا ؟؟"

" إنها منشفة لكي تنظف بها جسده "

أخذ ساتا المنشفة بعدها إستدار مرة أخري لشقيقه

مد يديه لدعم ظهره وسنده ليجلس

" حسنا أنا ذاهب لتبديل ملابسي سيحضر لك تاتو بعض الملابس لك ولشقيق "

تراجع باين وخرج من الغرفة تاركا وراءه صمتا غريبا

" حسنا هل تتألم في اي مكان ؟؟"

نفى مياتو برأسه مرتين بينما حدق بساتا الذي تنهد في عجز

" هاه ...مياتو لاتكذب"

أحس مياتو بالحيرة مما يقوله

بينما أخذ ساتا يفتح أزرار قميصه الملطخ بالدماء الفاسدة

بعدها نظف تلك الدماء التي علي صدره ورقبته ووجهه

لم ينطق بحرف بل كان نظره منصبا على تلك الدماء التي تزول كاشفة عن جلد شاحب

صر على أسنانه وأكمل بصمت

بينما ظل الآخر ايضا صامتا

طرق الباب ودخل تاتو

" هاه؟ يبدو أنك بخير يا صغير "

تقدم ومد الملابس لساتا

" تفضل هذه ملابسه أما أنت فملابسك بالغرفة المجاورة "

" شكرا "

أخذ ساتا الملابس بإمتنان

" اوه لا تشكرني لكن هناك شئ تستطيع تقديمه لي "

وضع ساتا الملابس علي السرير ونظر لتاتو

" وما هو ؟"

أضاءت أعين تاتو

" دمائك هي ما أريد "

سرت قشعريرة على ظهر ساتا وكذلك مياتو الذي تمسكت يده لا إراديا في يد شقيقه

" ول...ولما تريدها ؟؟"

نظر تاتو لذعر الاخوة وحيرتهم بدون إهتمام

بينما رفع نظراته

" للأبحاث طبعا ...لقد نفذ ما عندي من العينات "

" اوه لهذا اذا ...حسنا "

عاد ساتا لهدوءه، بينما اتجه تاتو للباب

" حسنا فالتأتي لمختبري فيما بعد "

وأغلق الباب وراءه

تنهد ساتا مرة أخري

" باين ..لما كل الأشخاص حولك مجانين هكذا ؟"

نظر له مياتو وضحك بضعف

" اهه ..أخي لما تقول هكذا أنت من الأشخاص.."

لم يكمل بسبب نظرة ساتا الحارقة

" ماذا قلت أيها الشقي "

أدار مياتو رأسه الناحية الأخرى

" لا لا شئ بتاتا "

ونفي بقوة

" حسنا ..أعطني ذراعك"

مد مياتو ذراعه بينما شرع ساتا في إلباسه

إنتهي ساتا وقام من مكانه

" أخي الي أين؟"

تسأل بينما كان يحاول الوقوف

ولكن أرجعته ايدي ساتا

" لا لن تتحرك من هنا خذ قسطا من الراحة "

" اوه ..لكن انا بخير اتري "

حاول المقاومة لكن ارجعه ساتا

" لكن قلبك لا "

" هاه؟؟ "

تلك النظرة تقول

' لاتكذب'

تراجع مياتو بعجز

" لا انا بخير صدقني "

" لا لقد قلت لك لست بخير "

" لكن "

" لكن ماذا ؟"

ارتفع صوت ساتا

" أخى لكن ....لكن لا أريد أن أكون عالة عليك ..لا أريد أن أكون ضعيفا "

" ألم تكن أنت من قلت اننا في عالم علي يأكل القوي فيه الضعيف ..لذا لا أريد أن أكون الضعيف الذي يؤكل "

أخفض بصره في عجز ، وشد علي البطانية

أخفض ساتا نظرته له وأقترب منه

" حسنا ماذا تريد أن تكون ؟"

رفع مياتو خط بصره لتلتقي تلك الحمراء الداكنة مع الزرقاء الفاتحة

" أريد أن أكون أقوي لكي أكل الاقوي ....وأساعد من يحتاج المساعدة ...وأحمي من أحب "

أبتسم ساتا علي تفكير شقيقه الطفولي

" حسنا ..ولكن فالترتح أولا..بعدها فالتصبح أقوي "

إبتهجت أعين مياتو وتمسك بشقيقه

" حقا؟؟"

أومأ ساتا برأسه مؤكدا

" أجل أجل وسوف نلقن هؤلاء الأشخاص الذين طاردونا من منزلنا بعدها سنحطم الرجال الذين أختطفوا الأطفال بعدها سنحررهم "

أتسعت سعادة مياتو

" وستصبح بطلا "

" بطل ؟؟"

شعر بعدم فهمه لهذه الكلمة

" أجل البطل شخص لا يغشى الأشرار ويدافع عن الضعفاء ..شخص يجلب الأمان للناس ..ولا يترك أحدا دون مساعدته "

ترك مياتو شقيقه وعاد لفراشه واستلقى بهدوء

" حسنا ..سوف أنام الان وعندما أصحوا سأتعلم كيف اصير أقوى "

رفع ساتا الغطاء علي جسده وغطاه

حتى عنقه بينما كان الآخر يفكر في

' بطل '

" والان انا خارج فالترتح "

" حسنا "

خطى ساتا للخارج وأغلق الباب بلطف

أغمض مياتو عينيه بهدوء نزلت رموشه الطويلة على عينيه

' بطل ...يحمي ...يساعد '

سارت أنفاسه تنتظم بهدوء وشقت إبتسامة لطيفة علي شفتيه ونطق بهدوء

" أخي ....بطلي "

وبعدها راح في نوم عميق

.........*............*..........*


Sakena










2020/09/09 · 185 مشاهدة · 799 كلمة
sakena
نادي الروايات - 2024