"ألم يستيقظ بعد؟"
أومأت سوسو برأسها، ونظرت إلى تشيونغ ميونغ النائم بجوارها
"إنه لا يزال نائما"
"إنه على هذه الحال منذ عشرة أيام ألا يوجد ما يمكنك فعله"
نظر بايك تشون إليها بتعبير قلق، كان يعلم أنها بذلت كل ما بوسعها
ولو استطاعت لفعلت المزيد لكنه لم يستطع منع نفسه من سؤالها
"لا يوجد شيء أستطيع فعله، أنا لا أعلم حتى لما هو على هذه الحال"
" ماذا عن رب الأسرة؟ "
هزت سوسو برأسها
" لا يوجد شيء يمكننا فعله "
سيطر اليأس على السيوف الخمسة وهم ينظرون إلى تشيونغ ميونغ
بدا وجهه النائم مسالما، إلا أن خوفهم من عدم استيقاظه أرق تفكيرهم
"ما الذي يحلم به ياترى ليبتسم هكذا"
" ساهيونغ"
" ماذا؟ "
" كنت أتسائل لربما ذلك القس المجنون فعل به شيئا ما"
" ما الذي تتحدث عنه"
"ألم يتمتم بشيء غريب قبل أن يلفظ آخر أنفاسه؟"
"شيء غريب؟"
"أجل، وقد أصبح وجه تشيونغ ميونغ شاحبا عند سماعه"
ظهرت صورة القس المجنون في ذهن بايك تشيون بدا وجهه الحانق ونظراته الحاقدة تجعل من الأمر معقولا
في اليوم الذي نزل عليهم قرار إغلاق البوابة كالصاعقة،
وبينما كانو يسيرون مع تشيونغ ميونغ ، ظهر أمامهم رجل عجوز بوجه مشوه يرتدي رداء أبيض بعيون محتقنة بالدماء
تجمدت الدماء في عروقهم عند الشعور بهالته القاتلة، كانت طاقة خبيثة مليئة بالشر
وفي وسط هذا الزخم الهائل شخص واحد وقف بثبات
"أنت.. لماذا؟"
بدا وجهه شاحبا والعيون التي حدقت به كما لو رأت شيئا لا يفترض به الوجود
"لماذا؟... لما أنت هنا أنا متأكد أنني.... لقد قطعت رأسك"
صرخ تشيونغ ميونغ بصوت يائس بينما حدق به القس بنظرة مليئة بالحقد والاستياء
"الأوغاد الكفرة.. أعداء الشيطان السماوي"
وضع تشيونغ ميونغ يده على السيف المعلق على خصره، بينما يعض على شفتيه بقوة حتى سالت الدماء الحمراء منها، وبصوت أبرد من جبال الجليد نطق تشيونغ ميونغ بهدوء
"هذا لا يهم، كيف ولماذا... كل ماعلي فعله هو قطع هذه الرقبة من جديد"
" هذه الغطرسة... هذا الوجه.. هاهاهاهاها.. أوغاد جبل هوا الملاعين"
"........"
" أجل هذا ما يجب أن تكون عليه لتستحق أن تكون من نسل ذلك الرجل"
"أغلق فمك هذا"
تحدث تشيونغ ميونغ بصوت هادئ، بينما يسحب سيفه
" تشيونغ ميونغ! "
بايك تشيون الذي أدرك نية تشيونغ ميونغ بالقتال وحيدا صرخ فزعا، فلم يمض وقت طويل على قتالهم مع جانغ إلسو
" ساهيونغ"
"تشيونغ ميونغ فلنقاتل سويا "
" هذه معركتي"
"...... "
" أرجوك"
كان الصوت المنخفض مخالفا لوجهه الشيطاني ذلك الغضب الذي اشتعل في وجهه جعل بايك تشيون يتراجع للخلف
"فهمت ولكن،... سنتدخل إذا بدا الوضع خطيرا"
بابتسامة خافتة انطلق تشيونغ ميونغ نحو القس المجنون بقوة اتجهت حافة سيفه نحو رقبته، عازما على قطعها بضربة واحدة
لكن القس سارع بالتصدي لها بقبضته بينما يبتسم بجنون
"سأقدم دماء أوغاد جبل هوا قربانا للشيطان السماوي"
" بل ستكون دمائك ما سأقدمها أنا "
'إلى تانغ بو'
'صديق الوحيد'
مع الصرخات المألوفة، ورائحة الدماء الحادة.
بدأ شعور بالألفة يسيطر على تشيونغ ميونغ وأعادت إليه ذكريات ذلك اليوم
.......
رائحة الدماء تغطي المكان، الجثث التي ملأت الأرض لم تملك رفاهية الدفن بكرامة، بينما تعلو صرخات التمجيد للشيطان السماوي، كان تشيونغ ميونغ يحاول جاهدا إيقاف النهر المتدفق من الدماء
"هيونغ"
"لا.. توقفي.. لا.."
"هيونغ"
"لا.... لا.."
"لافائدة من ذلك هيونغ"
"أرجوك.. لا... لن أسمح لك بالموت أيها الوغد"
تسربت دماء حارة من شفتي تشيونغ ميونغ، بينما يحاول جاهدا معالجة جروح تانغ بو، أمسك بيده وبدأ ببث طاقته الداخلية، كان يعلم أن الآوان قد فات، إلا أنه لم يرد تصديق ذلك
"هيونغ.. "
"....... "
" أرجوك اعتني بعائلة تانغ لأجلي"
تشيونغ ميونغ الذي رأى ابتسامة صديقه حدق به بصمت
"بو؟.."
بدأ الحرارة في جسده تتلاشى شيئا فشيئا حتى بات جسده كقطعة من جليد
"تانغ... بو!"
خرجت صرخة يائسة مختنقة من تشيونغ ميونغ، احتضن جسد صديقه البارد بينما تدفقت الدموع من عينيه، وسيطر الغضب على قلبه
" الشيطان السماوي"
تمتم باسم العدو الذي كان السبب بإراقة هذه الدماء بصوت حانق
.................
أضاءت ذكريات ذلك اليوم في ذهن تشيونغ ميونغ، فتسرب وريد أحمر إلى جبينه، وعيونه الحادة أصبحت أكثر برودة، وشيئا فشيئا اختفى الضوء منها، كل ما سيطر على ذهنه في هذه اللحظة هو الرغبة في تقطيع هذه الرقبة
"المجد.."
"اصمت"
وقبل أن يتمكن القس من الصراخ بدعائه وجه تشيونغ ميونغ سيفه نحو حلقه، أراد اقتلاع تلك الحنجرة ليرى كيف سينادي حينها الهه المزعوم؟
بدأت طاقة تشيونغ ميونغ النقية تتدفق كالنهر نحو سيفه، وشيئا فشيئا بدأت أزهار البرقوق في التفتح في المكان
" هذه الأزهار اللعينة"
أحاطت بتلات البرقوق بجسد القس، كلما تخلص من واحدة أزهرت أمامه بتلة جديدة، كما تتفتح أزهار البرقوق بعد كل شتاء من جديد
"اااااااااه"
ارتفع صوت صراخ القس في المكان لكن تشيونغ ميونغ لم يبالي به، ولم يتأثر بحرارة المعركة
اندفع بسيفه نحو الشيطان الذي فتن بأزهار البرقوق، وغرز السيف في رقبته، قام بلفه ومن ثم سحبه ببرود
حدق الشيطان بجسده غير مدرك لما جرى مستمرا بتلاوة صلواته وترديد
"المجد لنزول الشيطان الثاني"
"لا تقلق سأدعك تلتقي بشيطانك هذا ولكن في الجحيم"
(مابعرف اصف القتالات بس ححطلكم صورة لتتخيلو الوضع كيف)
" أيها الكافر القذر لن أدعك تفلت بذلك نعم سأدعك تذوق معاناتي ذاتها"
أضاء جسد القس بقوة، وسرعان ما تحول لضباب أسود مهاجما تشيونغ ميونغ، ولكن قبل أن يصل إليه اختفى ذلك الضباب، وما بقي إلا جثة هامدة خاوية من الحياة
"تشيونغ ميونغ أأنت بخير؟"
"ماكان ذلك الضباب"
" اه لا أعلم هيا فلنعد"
" حسنا"
التفت تشيونغ ميونغ للخلف قليلا
'ما كان ذلك لا هذا لا يهم'
'تانغ بو ألست سعيدا؟ لقد انتقمت لك مرتين'
( بصراحة تانغ بو وقاتلو وهيك من كيسي وما بتقدم باحداث القصة شي بس بحب علاقتهم 😂)
" ولكن حقا ما كان ذلك "
" توقف عن الثرثرة مازال لدينا وقت طويل"
"ساهيونغ"
"ماذا؟"
"ألا يبدو تشيونغ ميونغ غريبا؟"
نظر بايك تشيون باتجاه تشيونغ ميونغ، كان يقف وحيدا يحدق بمكان ما مع نظرة غريبة على وجهه
كان هذا حاله منذ عدة أيام، كثير الشرود ،عندما نقترب منه ينظر إلينا بتعبير متفاجئ، وأحيانا يتمتم بكلمات غير مفهومة، لكن الأغرب...
................
وقف تشيونغ ميونغ بتعبير هادئ يراقب تدريب التلاميذ، كان الجميع متوترا بسبب هدوئه غير المعتاد، فتشيونغ ميونغ الذي عادة ما يكون مشغولا بشتمه وتوجيه الإهانات إليهم والتذمر بعبارات مثل :
"في أيامي لم يكن الأمر هكذا"
"وتسمي نفسك تلميذا لجبل هوا؟"
"الأساسيات أيها الأوغاد الأساسيات!"
وقف صامتا على نحو مريب، بدت عيناه الورديتان خاليتان من الحياة.
اقترب بايك تشيون من تشيونغ ميونغ بهدوء
"تشيونغ ميونغ؟"
"............. "
" تشيونغ.... اه"
فجأة دفع تشيونغ ميونغ الشارد بايك تشيون جانبا وركض مسرعا باتجاه مكان ما، سارعت السيوف الخمسة اللحاق به بقلق، كان المكان الذي وصل إليه هو
"قاعة الأسلاف؟"
فتح تشيونغ ميونغ باب القاعة ودخل.
كانت خطواته مضطربة، ويداه ترتجفان، اقترب من اللوح التذكاري، وكما لو كان يداعب وجه طفل صغير تلمس الكلمات التي نقشت عليه
"التلميذ الثالث عشر لجبل هوا تشيونغ مون"
سيطر الصمت على المكان، بينما تراقبه السيوف الخمسة بقلق، لسبب ما كانو يشعرون أنه لا يجب أن يزعجوه في هذه اللحظة، وبعد وقت قصير تشيونغ ميونغ الذي استعاد رشده حدق بالسيوف الخمسة
"ما الذي تفعلونه هنا؟"
"كنا نتبعك"
"هاه؟... أنا؟"
نظر تشيونغ ميونغ للمكان حوله بذهول
'قاعة الأسلاف؟ لما أتيت إلى هنا؟'
على الرغم من الإحساس الغريب الذي راوده إلا أنه ارتدى وجهه المسترخي المعتاد وصرخ فيهم
"إن كان لديكم وقت لهذا الهراء فمن الأفضل العودة للتدريب"
..................
" تشيونغ ميونغ! "
اقترب بايك تشيون بهدوء من تشيونغ ميونغ الذي نظر إليه بشيء من الدهشة ولكنه سرعان ما أخفى تعبيره وأجاب بهدوء
"ساسوك؟ ما الأمر؟"
"الجميع بانتظارك"
"اه أجل أنا قادم"
التقط تشيونغ ميونغ سيفه الخشبي واتجه نحو ساحة التدريب
حدق بوجوههم بعيون باردة، واستل سيفه دون أي كلمات، وكذلك سارع بقية التلاميذ للاستعداد
وشيئا فشيئا بدأ سيف تشيونغ ميونغ يصبح أشد قسوة، وعيونه الزاهية اشتدت برودة ، تسربت نية القتل الوحشية إلى أجسادهم، واتجه السيف القاسي بلا هوادة نحو رقابهم
"تشيونغ ميونغ!"
بدا السيف الموجه نحوهم مختلفا عن المعتاد، وصرخاتهم اليائسة لم تلق صدى في أذني تشيونغ ميونغ، وهكذا أصبح السيف أكثر وحشية، والجروح التي سببها أصبحت أشد عمقا، لطالما تصادموا بالسيوف معه، كما أنها لم تكن المرة الأولى التي ينطلق نحوهم بنية القتل الغامرة هذه، ولكن السيف الذي بدا أنه لن يؤذيهم مطلقا، والثقة التامة بأنهم لن يموتو على يديه باتت الآن موضع شك،
العيون التي أصبحت أشد قتامة لم تبدو وكأنها تنظر نحوهم، على الرغم من أنهم أمامه إلا أنه بدا كما لو كان يرى مشهدا آخر وهكذا...
"هاه؟"
رن صوت شبيه بقطرات الماء في أذني تشيونغ ميونغ لكن الرائحة الحادة التي غمرت أنفه، والإحساس المألوف الذي انتابه جعله يدرك الأمر من حوله، كانت وجوه التلاميذ التي تنظر إليه مزيجا من القلق والخوف في آن
"تشيونغ ميونغ!"
وأخيرا وصل صوت بايك تشيون إلى أذنيه، التفت تشيونغ ميونغ نحوه واتسعت عيناه الورديتان
"دماء؟"
لم يكن من غير المعتاد أن يصابو بجروح حادة أثناء التدريب، لكن المشهد الذي رآه تشيونغ ميونغ كان مختلفا، سيفه الذي بدا كما لو سيلتهم يد بايك تشيون التي تقطر دما وتعبير وجهه الفزع، جعلاه يدرك الأمر
"ساسوك!"
ألقى تشيونغ ميونغ بسيفه بعيدا وأمسك بيد بايك تشيون، كانت عيناه اللتان تفحصتان اليد مليئتان بالذعر
" ما... الذي.... فعلته؟"
بايك تشيون الذي لاحظة نظرة تشيونغ ميونغ سارع بإخفاء يديه وابتسم بهدوء
"إنه مجرد خدش"
"أنا.... انتهى التدريب لهذا اليوم"
"فهمت استرح جيدا"
حدقت السيوف الخمسة بظهر تشيونغ ميونغ وهو يبتعد عن المكان
..............
"هاه"
خرجت تنهيدة خفيفة من فم تشيونغ ميونغ،و مد يده نحو الزجاجة بجانبه بينما يراقب ضوء القمر الساطع
'في ذلك الوقت أنا.... كنت سأقتله'
كان تخيل أنه عاد لرشده متأخرا بعد إنهاء حياة بايك تشيون تبث الرعب في قلبه.
الإحساس الذي شعر به في ذلك الوقت، المشاعر التي انتابته، المشهد الذي رآه، كانت جميعها مختلفة عن الواقع
"ما الخطب بي؟"
"أنا أيضا أتسائل"
"ساسوك؟"
التفت تشيونغ ميونغ نحو بايك تشيون وكانت نظرته مثبته باتجاه يده
"ماذا؟"
"يدك... "
" إنها بخير كما ترى"
"فهمت"
جلس بايك تشيون بجانب تشيونغ ميونغ والتقط الزجاجة
".........."
بعد صمت طويل بين الاثنين بدأ تشيونغ ميونغ الحديث أولا
" ساسوك"
" أجل"
"أعتقد أنني جننت"
"ألم تكن مجنونا دائما"
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي تشيونغ ميونغ ولكنها سرعان ما تلاشت
"أنا... أعتقد أن هلوساتي أصبحت أسوء"
"هلوسات؟"
"في البداية كان الأمر مجرد حديث مع ساهيونغ والسخرية منه"
"........"
"لكن هذه الأيام... أنا بدأت برؤيته كما لو كان حقيقة، كما لو كان أمامي"
"........"
"ولكن ما إن أمد يدي حتى يختفي كالسراب"
"........ "
" هههه.... بما أنني أحادثك بهذا أعتقد أنني حقا على وشك الجنون"
لم يستطع بايك تشيون فهم أغلب ما يتحدث عنه تشيونغ ميونغ، أو معرفة ماهي الهلوسات التي انتابته، لذا كل ما أمكنه فعله محاولة تخفيف المزاج من خلال نكتة سخيفة
بعد وقت قصير وقف تشيونغ ميونغ وحدق بالقمر بابتسامة على وجهه
" لا تقلق دونغ ريونغ لن يدوم الأمر طويلا"
لكن وعلى خلاف ما اعتقده تشيونغ ميونغ فإن هلوساته باتت أشد سوءا
............................
تسلق تشيونغ التلة بخطوات متثاقلة بينما ينظر للمكان من حوله بنظرات غير مألوفة.
اقترب من القبر الموجود في القمة حيث يمكن رؤية غروب الشمس بوضوح
" جين اه"
ارتمى بجانب القبر وظل يحدق بالسماء التي بدت فارغة خالية من الغيوم، في الواقع هو لا يتذكر ما حصل منذ استيقاظه
"جين اه.. هل هذه علامات التقدم في السن برأيك؟"
'وكان هذا ممكن ايها الغبي انت الان في العشرين'
"هاهاهاها أنت محق أنا الآن في العشرين"
ضحك تشيونغ ميونغ وهو يتخيل إجابة لن تأت، ورفع يده نحو السماء وقبضها
'انذاك كنت حقا على وشك قتل ساسوك'
أعاد يده الممدودة إلى صدره ونام بجانب القبر كطفل صغير يحتضن شيئا ثمينا ليغفو بصمت بعيدا عن كل الضوضاء
..................
" غريب ".
"اجل"
"غريب"
"ساغو؟"
" هو لكن ليس كذلك "
على الرغم من الكلمات المبهمة التي تنطقها، إلا أن الجميع فهم ما كانت تقصده يوي سول
كان تشيونغ ميونغ يزداد غرابة هذه الأيام، حيث يتفاجئ في كل مرة ينظر إليهم، كما كان يحادث نفسه في كثير من الأحيان كما لو كان هناك شخص أمامه، ولكن الأغرب كان
" إنه هادئ"
" لم يغضب أو يشتم اليوم"
"لا ما بال هذه النبرة المنخفضة في الحديث بحق؟"
"هذا ليس كل شيء"
"أهناك المزيد؟"
ضم جوغول جسده المرتعش وتحدث بصوت خائف
"في الأمس... لقد خاطبني بأدب"
"هاه؟"
"لا أنا أعني.. لم يكن للسخرية مني لقد كان يتحدث باحترام حقيقي حتى أنه تفاجئ بنفسه"
" هذا الوضع خطير "
" ولكن الأمر الأمر الأكثر غرابة هي أنه لا يشرب الكحول"
" ساهيونغ هل يمكنك تخيل الأمر تشيونغ ميونغ لا يشرب؟"
'هل هذا له علاقة بذلك القس ياترى؟ '
تسربت تنهيدة خفيفة من السيوف الخمسة، وهم ينظرون للمكان الذي أصبح كغرفة تشيونغ ميونغ من كثرة بقاءه فيه
"قاعة الأسلاف"
.............
وضع بايك تشيون يده على الباب بتردد، وهو يتذكر المحادثة التي أجراها مع تشيونغ ميونغ منذ أيام
وبينما كان على وشك دفعه رن في أذنيه صوت خافت، كان صوتا مألوفا لكن في نفس الوقت بدا غريبا بالنسبة له، بدا الصوت المرتعش يناجي بكلمات متقطعة
" ساهيونغ... هل أنت غاضب من شيء ما؟"
"......"
"إذا... إذا لم يكن الأمر كذلك فلم.. لم تستمر بالظهور أمامي؟"
"........."
'من الذي يحدثه؟'
"لا تفهم الأمر بشكل خاطئ.... ليس الأمر أنني لست سعيدا بذلك"
"......"
"إنه فقط... يصيبني بالجنون"
"......... "
"في لحظة تكون أمامي وفي اللحظة الأخرى تختفي"
" ساهيونغ"
" جانغ مون ان ساهيونغ"
'جانغ مون ان؟'
" ما الذي علي فعله؟ "
بايك تشيون الذي بدت عليه الحيرة وهو يستمع من الخارج استجمع شجاعته ودفع الباب، بدأ ينظر في المكان حوله لرؤية ما إن كان شخص موجود بالمكان، ولكن كان تشيونغ ميونغ يقف هناك وحيدا واضعا يديه على حجر الأسلاف
" تشيونغ ميونغ"
"ساسوك؟"
'مع من كنت تتحدث...'
أراد أن يسأله ذلك ولكنه تراجع عند رؤية تعبير تشيونغ ميونغ الهادئ
"ألن تأت للتدريب؟"
"أه... لقد نسيت ذلك"
وضع تشيونغ ميونغ يده على كتف بايك تشيون وسار مع ابتسامة على وجهه، حتى أوقفه الصوت القلق لبايك تشيون
" هل أنت بخير"
" ما الذي تتحدث عنه؟"
تجاهل تشيونغ ميونغ سؤاله كما لو كان يجهل الأمر
"أنت تدرك جيدا ما أعنيه"
" اه ذلك؟ لا تقلق سأكون بخير قريبا"
"ذلك؟...بخير؟..."
"أجل"
"انظر إلى وجهك أيها الوغد إنه يبدو شاحبا كما أنك لم تأكل شيئا منذ أيام"
"اه إذا لهذا السبب كنت أشعر بشيء غريب هاهاها لا تقلق دونغ ريونغ سأكون بخير بعد عدة أيام"
" متى عندما تنهار من الجوع؟ "
" أتحسبني بهذا الضعف؟ لانهار من قلة الطعام، كف عن هذا الهراء ولنذهب"
على الرغم من الكلام المتبجح الذي قاله تشيونغ ميونغ إلا أنه انهار في اليوم التالي
................
" أين هذا المكان؟ "
التفت تشيونغ ميونغ لينظر للمكان الذي أحاط به الظلام، بدأ في السير، كان صوت السيوف الخمسة يرن في أذنيه
" تشيونغ ميونغ"
" استيقظ"
"تشيونغ ميونغ!"
"ساهيونغ!"
حينها أدرك تشيونغ ميونغ ما حصل
"لا حقا؟ أفقدت الوعي؟... من الجوع؟... أنا؟.... هذه ليست مزحة ههه.. هه.. ه"
تسربت ضحكة خفيفة من شفتيه، وحينها أحس بشعور غريب ينتابه
"هاه؟..."
بدأ تشيونغ ميونغ يتحسس مكان يده اليسرى
" هاه؟... أين؟...لما؟"
حدق تشيونغ ميونغ بدهشة في المكان الذي يفترض به تواجد ذراعه، إلا أنه لم يجد أي أثر لها، حينها بدأ بتفحص جسده ليدرك أن جسده الحقيقي، جسد قديس السيف
"ههههه... هذا جنون حقا... ههه"
ارتمى بجسده على الأرض وهو يضحك كالمجنون
"إذا أيفترض بهذا المكان أن يكون عقلي؟ "
"في عقلي أنا لا أزال عالقا هناك إذا؟"
بعد أن هدأ قليلا عاد للنظر حوله، كان يتوقع أن يرى مكانا مليئا بأشياء مثل ساهيونغ و جبل هوا وفنون القتال والكحول والمزيد من الكحول،
ولكن على خلاف ظنه كان المكان فارغا وموحشا، وفي هذا المكان المظلم كان هناك يقف وحيدا بذراع مقطوعة،
كما لو أن الزمن توقف في تلك اللحظة، أيامه التي استمرت لم تكن موجودة في أي مكان،
بدت كرجاء رجل مات وهو يعض أصابعه ندما، بأن يحصل على فرصة أخرى، أن يعود من جديد إلى جبل هوا لكن ما أحاط به كان الفراغ فقط
" لا لما هو فارغ هكذا إذا؟ "
'أتسأل لأنك لا تعلم؟'
"اصمت ساهيونغ"
لوح تشيونغ ميونغ بيده طاردا تشيونغ مون الذي ظهر أمامه
" أعني أليس هذا خطأك في المقام الأول؟"
"......"
"لقد استمررت في الظهور أمامي والحديث معي ولم أعلم ما إذا كنت حقيقة أو لا "
بينما كان تشيونغ ميونغ يتذمر ويشتكي، بدأ شيء مستدير صغير بالاقتراب منه، كان الكائن الغريب يشع بضوء وهاج
"ما هذا؟"
وشيئا فشيئا تزاذد عدد الكائنات المضيئة من حوله بدا مظهرها كما لو كانت يراعات تتوهج في الليل الحالك، أحاطت اليراعات بتشيونغ ميونغ
" ما الذي تفعلونه ابتعدو عني"
على الرغم من محاولته اليائسة ابعاد تلك اليراعات إلا أنها استمرت بالالتصاق به، وحينها وبنوبة من الغضب حرر تشيونغ ميونغ طاقته الداخلية وأرسلها نحو أحد اليراعات، وفي تلك اللحظة
"هاه؟.."
"ما الذي يجري هنا بحق الاله"
دوت صرخة تشيونغ ميونغ في المكان بينما يغمره الضوء المتوهج من اليراعة المصابة