"ساهيونغ!.... فقد تشيونغ ميونغ وعيه"
"ماذا؟"
ألقى بايك تشيون السيف الذي يحمله، وهرع مسرعا نحو غرفة تشيونغ ميونغ
حيث وجد تشيونغ ميونغ مستلقيا غير واع، كما أمسكت سوسو الإبر الفضية وبثت بها طاقتها الداخلية
"كيف حاله؟"
"لا أعلم لا يوجد خطب بجسده لكنه لا يستيقظ"
" وطاقته الداخلية؟ "
" إنها سليمة"
"كيف حدث هذا؟"
تحدث جوغول الذي كان يقف بقلق خلفه
"أتيت للبحث عنه صباحا لكنه كان نائما ولم يستيقظ مهما فعلت"
تصلبت تعابير وجه بايك تشيون وهو يحدق بتشيونغ ميونغ، بدا وجهه مسالما غير مبال بالضجة حوله
................
فتح تشيونغ ميونغ عينيه ليجد نفسه في غرفته، لم تكن الغرفة التي عهدها بجبل هوا الحالي إنما غرفته في الماضي، على الرغم من غرابة الأمر إلا أنه بدأ بارتداء ملابسه وغسل وجهه كما اعتاد.
" هل كان حلما؟"
أمسك تشيونغ ميونغ رباط الشعر الأخضر ورفع شعره بشكل مبعثر، اقترب من النافذة وبمجرد أن فتحها تسللت أشعة الشمس الذهبية لتحتضن الغرفة
"إنه الصباح.... أنمت لوقت طويل؟... لابد أن هؤلاء الأوغاد سيثيرون ضجة على هذا"
تشيونغ ميونغ الذي كان يفكر برد فعلهم القلق أخذ سيفه واتجه نحو ساحة التدريب.
بدت الطرق التي يسير بها غريبة ومألوفة حتى الأماكن من حوله بدت مختلفة عن المعتاد، حينها أدرك تشيونغ ميونغ الأمر
" اه... هذا..."
تسارعت خطواته شيئا فشيئا، وضربات قلبه تدوي بشدة، كما اشتدت القبضة التي تمسك السيف بقوة
"رجاء...."
وهكذا توقفت الخطوات أمام ساحة التدريب، كان مشهدا طبيعيا حيث يمسك التلاميذ السيف الخشبي ملوحين به، ولكن..
إذا كان هناك شيء مختلف في هذا المشهد فهو ظهر الشخص الذي يقف أمامهم، والذي يراقبهم بعيون دافئة،
بدت عليه السعادة لرؤية أزهار البرقوق الفتية وهي تزهر.
وبخطوات مترددة اقترب تشيونغ ميونغ من الشخص مد يده المرتعشة ببطئ نحو الرجل
"أرجوك... أرجوك.. ."
ترددت صلوات يائسة في قلبه المذعور، كان خائفا أنه في اللحظة التي يضع بها يده على الرجل سيتلاشى كما لو لم يكن
"ها؟ ساهيونغ؟"
التفت الرجل ونظر إلى تشيونغ ميونغ كان وجهه مليئا بالذعر والراحة في آن
"ساهيونغ ما الذي أتى بك إلى هذا المكان؟.... هاه؟.. ساهيونغ"
"........"
على الرغم من محاولته إلا أن الكلمات أبت الخروج من فمه، كان خائفا، معدته التي تشتعل وقلبه الذي يتخبط في صدره، مزيج من الخوف والشوق، كان يعلم أنه ربما يكون أملا زائفا، قد تكون هلوسة أخرى ولكن
"جين اه"
"أجل ساهيونغ؟"
"جين اه"
حتى وإن كان سرابا أراد رؤيتهم والحديث معهم مع طيف الماضي البعيد، لذا استمر بمناداة اسم ساجيله بنبرة حانية، وفي كل مرة يسمع إجابته يرقص قلبه فرحا
" ساهيونغ؟ "
"......"
"ما الذي تفعله هنا؟ ليس من المعتاد أن تأت إلى ساحة التدريب"
"....."
"ساهيونغ؟ هل أنت بخير وجهك يبدو شاحبا"
كان التلاميذ خلف تشيونغ جين غير مألوفين له، فهو لم يكن لديه اهتمام بالتلاميذ الصغار للطائفة.
حدق بوجه تشيونغ جين الذي بدا خائفا من تصرفه الغريب، وبينما كان تشيونغ ميونغ سارحا بأفكاره شعر بحرارة غريبة تتسرب من جبينه، رفع بصره ليرى يد تشيونغ جين وهي تتفقده
"هل أنت مصاب بالحمى؟"
كان الدفئ في يده حقيقيا للغاية لذلك وعلى الرغم من أنه يعلم أن الماضي لن يعود، على الرغم من ذلك رفع يده بتردد، كانت اليد التي اتجهت نحو تشيونغ جين تهتز بشدة، وبحذر بحذر شديد لمس وجه تشيونغ جين
"إنه حقيقي"
"ساهيونغ؟ ما الأمر؟ أفعلت شيئا خاطئا؟ "
"جين اه"
"لا ما خطبك حقا لما تنادي اسمي بهذه الودية هل أكلت شيئا خاطئا في الصباح؟"
"....."
"ها؟ ساهيونغ؟ لا ما الخطب بك حقا أأنت مريض؟"
"أسف"
"هاه؟"
"جين اه سامح هذا الساهيونغ غير الجدير"
" الطبيب! "
" الكلمات التي لم أستطع إيصالها على الأقل في هذا الحلم أود إخبارك بها"
" استدعو الطبيب فورا تشيونغ ميونغ ساهيونغ مريض"
وفي تلك اللحظة سمع تشيونغ جين صوت تساقط قطرات ماء قريب شعر بها تلامس أطراف أصابعه
'مطر؟... لا دموع؟؟؟'
التفت لمصدر الصوت وما رآه كان كفيلا بأن يخلد بتاريخ الطائفة مشهد الكلب المسعور لا المتنمر الأكبر لا أعني قديس سيف زهرة البرقوق يذرف الدموع؟ كان مشهدا كفيلا لتحويل ساحة التدريب الصاخبة إلى هدوء تام
"ساهيونغ إذا كنت مريضا لا يجب عليك الخروج".
"..........."
" انتظر سأحضر الطبيب... ما الذي تفعلونه أسرعو بمناداة الطبيب"
"......"
"ساهيونغ أرجوك قل شيئا"
لم يعر تشيونغ ميونغ أي اهتمام لتعبير تشيونغ جين الخائف وظل يتمتم مع نفسه كالمجنون
'اسف... انا اسف'
.................
"هاه.."
خرجت تنهيدة طويلة من فم هيونغ مون وهو يحدق بالنافذة، كان الجو في جبل هوا هادئا على غير العادة، لم يكن هناك أي آثر للصرخات المعتادة
'كل هذا بسبب غياب رجل واحد'
التقط هيون جونغ فنجان الشاي بهدوء وبدأ بشربه، ومن ثم نظر إلى يونغ هيون بجواره
"ألا يزال الأطفال هناك؟ "
"نعم يازعيم الطائفة باستثناء وقت التدريب وتناول الطعام هم يبقون بجواره طوال اليوم"
"وتشيونغ ميونغ؟"
"لم يستيقظ بعد"
ظهرت تعابير العجز والذنب على وجه هيون جونغ. لطالما خشي قدوم هذا اليوم،
اليوم الذي ينهار فيه تشيونغ ميونغ ويقف هو عاجزا أمامه غير قادر على فعل شيء،
كان يعلم أن العبئ الذي يحمله هذا الظهر الصغير كفيل بهد أعتى الجبال، لكن الابتسامة الشقية والتعابير المسترخية لوجه تشيونغ ميونغ استمرت بمنحه أملا زائفا.
وضع فنجان الشاي بيده ونهض، كانت خطواته مسرعة بينما يتفقد الأرجاء.
جبل هوا مع تشيونغ ميونغ كان بالتأكيد مختلفا عنه بدونه، بدا كأنه مدينة غزتها الأشباح، وجوه التلاميذ التي تناوبت بين توتر وقلق وخوف، بينما يتدربون بقلب ثقيل، حتى الأصوات التي خرجت منهم بدت بلا روح.
وقف هيون جونغ أمام الباب الموصد كان يستمع إلى أصوات تلاميذه القلقة، كانت برهة واحدة وسرعان ماعاد أدراجه، استمر هذا الحال لعدة أيام، وفي كل مرة يعجز عن دخول الغرفة
وبهذا خيم الظلام على جبل هوا
....................
" ألم يتغير أي شيء اليوم؟"
هز بايك تشيون رأسه بصمت على سؤال يونغ جونغ،
لقد كان يبث طاقته لتشيونغ ميونغ النائم هكذا منذ أن فقد وعيه، بينما يتناوب مع الجميع طوال اليوم.
لا أحد يعلم حقا إن كان هذا يجدي حقا، ولكن الخوف من فقدانه دون فعل أي شيء سيطر على قلوبهم
" تشيونغ ميونغ"
"ما الذي تفعله الآن"
"استيقظ أيها الوغد"
"عد إلينا"
تتالت صرخات الجميع آملين بأن تصل أصواتهم إليه، كانوا في كل فرصة سانحة يأتون إلى غرفته حتى باتت مسكنا لهم، حتى تانغ جوناك كان يأت أحيانا ويقف بصمت محدقا به، ثم يضع بجانبه الشراب المميز الذي أعده بانتظار صديق عزيز ويذهب،
"استيقظ ياصديقي"
بينما يتلو هاي يون السوترا بجانبه أحيانا لعلها تساعده، على الرغم من ظنه أنه لو كان واعيا لكان ضربه لجعله يضطر للاستماع لشيء كهذا.
استمر الشيخ يونغ هيون بإحضار الحلوى واللحوم إليه وتبديلها كل يوم
"إذا استيقظ سيكون جائعا جدا علي اطعامه لتعويض مافقده من طاقة"
وهكذا مرت عشر أيام على جبل هوا بدون تشيونغ ميونغ
..............
"ساهيونغ هل أنت بخير؟"
"أجل.. إنها مجرد هلوسة فحسب"
"ما الذي تتحدث عنه؟"
"ههههه لا شيء هذا ليس مهما.... اوه؟ "
" ساهيونغ؟ "
" لحظة إذا كنت هنا الآن... فهذا يعني... ساهيونغ أيضا؟"
"ساهيونغ؟"
إذا كنت هنا.... إذا... إذا ساهيونغ.. ساهيونغ هو"
"أتتحدث عن زعيم الطائفة؟ إنه في غرفته الآن"
وفي لحظة واحدة اختفى تشيونغ ميونغ من أمام تشيونغ جين
" ساهيونغ!!..."
كانت تلك اللحظة التي اكتشف فيها تشيونغ جين
'اه يمكن لدموع الناس أن تكون مخيفة هكذا إذا'
على الرغم من صعوبة تسمية ذلك الشيطان بإنسان
تسابقت خطوات تشيونغ ميونغ باتجاه غرفة زعيم الطائفة، لم يعد يبالي بماهية هذا المكان، لم يعد هذا مهما منذ وقت طويل، ما كان يشغل باله شيء واحد فقط
"ساهيونغ"
"جانغ مون إن ساهيونغ"
.................
"ساسوك"
" أخفض صوتك"
اشار بايك تشيون بعينيه إلى سوسو ويوي سول النائمتان بجوار تشيونغ ميونغ وألمح لجوغول بالخروج بينما يتبعه
"إذا ما الأمر؟"
"إنه هنا"
"من هو؟"
"دالاما أتى لهنا بحثا عن تشيونغ ميونغ"
" ماذا؟"
" قال زعيم الطائفة أن أناديك أسرع ساسوك"
" حسنا"
..............
فتح بايك تشيون باب غرفة زعيم الطائفة ووضع قبضتيه أمام صدره وانحنى باحترام
"التلميذ بايك تشيون يحيي زعيم الطائفة"
" فلترحب بالضيف الذي أتانا"
نظر بايك تشيون إلى جوار هيونغ جونغ حيث وجد طفلا يحتسي الشاي بكل وقار انحنى بايك تشيون للراهب الصغير بينما تحدث العجوز المهيب خلفه
"نريد مقابلة التلميذ تشيونغ ميونغ أرشدنا إليه"
"هذا.. "
تردد بايك تشيون بالإجابة قليلا واتجه ببصره نحو هيون جونغ الذي أومأ برأسه بصمت
"فهمت اتبعني من فضلك"
أخذ بايك تشيون الراهبان نحو غرفة تشيونغ ميونغ، ومن خلفه جوغول بينما كان جميع التلاميذ يرمقونهم بنظرات فضولية
فتح بايك تشيون باب الغرفة وسمح لهما بالدخول كان تشيونغ نائما بينما يضخ له يونغ جونغ الطاقة الداخلية اقترب الراهب الصغير منه بهدوء وسرعان ما سالت من عينيه الدموع
"ياله من مصير قاس كيف يمكن لهذا أن يحدث"
عند سماع ذلك فزع جوغول وسال الراهب بسرعة
"ما الذي تتحدث عنه أتعني أنه لن يستيقظ؟"
"جوغول اصمت"
"ولكن ساهيونغ"
تجاهل بايك تشيون صراخ جوغول ونظر للراهب وانحنى باحترام
"ان كنت تعلم ما الخطب به أرجو أن تخبرنا بذلك"
وبعد فترة طويلة من الصمت فتح الراهب فمه
"يمكن معالجته"
عند سماع ذلك ارتسمت السعادة على وجوه الجميع وصرخ جوغول بحماس
"حقا أرجوك أخبرنا ما الذي يجب فعله"
"إنه قاس"
"مهما كان الأمر صعبا يمكننا فعله أخبرنا أرجوك"
هز الراهب الصغير رأسه بتعبير مرير ونظر لتشيونغ ميونغ بشفقة
"علاجه قاس وتركه قاس"
" ماذا؟ "
" ربما من الأفضل تركه هكذا قد يكون هذا مايريده هو"
"ما الذي تتحدث عنه الآن"
" أنا لا أعني أن نتركه فلابد من ايقاظه لديه دور لتأديته"
في البداية لم يفهم أحد ما الذي يتحدث عنه ولكن فيما بعد سيدركون ما يعنيه
..............
وضع الراهب الصغير يديه على رأس تشيونغ ميونغ وبدا يتلو كلمات غير مفهومة، راقبته السيوف الخمسة بترقب، وشيئا فشيئا ظهرت علامة غريبة على جبينه
"زهرة؟"
"لا إنها مشوهة كيف لهذه أن تكون زهرة؟"
"زهرة الشيطان"
التفت الجميع نحو يوي سول التي استيقظت لتوها، كانت العلامة على جبين تشيونغ ميونغ شبيهة للغاية بالآثار التي تخلفها الطائفة الشيطانية ولو بدت مختلفة قليلا، حينها أدرك الجميع ما يحدث
"إذا أفعل ذلك القس المجنون شيئا له؟ "
" ربما كانت إصابته أشد مما نعتقد "
"لا"
هزت سوسو برأسها وهي ترفض الأمر
"لقد تفحصت ساهيونغ جيدا كان جسده بخير باستثناء الإصابات من معركته مع جانغ إلسو"
"إذا ما الأمر؟"
"لعنة"
"لعنة؟"
نظر الجميع بذهول نحو الراهب الصغير الذي انهمر بالبكاء وهو يحدق بتشيونغ ميونغ
" كيف له؟... كيف بإمكانه احتمال هذا المصير القاس"
بدت وجوه الجميع متصلبة
'مصير قاس'
لقد كررها عدة مرات على مسامعهم، فماهو المصير القاسي بحق؟ هل إحياء جبل هوا مصير قاس بالنسبة له؟ أم أن هناك شيئا نجهله "هل يمكنك أن توضح الأمر ياسيدي؟"
نظر الراهب الصغير إليهم كان وجهه مشفقا بشدة على تشيونغ ميونغ وهذا ما جعل الخوف يتسرب لقلوبهم
"إنها لعنة تقيد الجسد وتحبس الروح وتحاصرها في الذكريات"
".........."
"حيث يعيش فيها كما لو كانت الواقع"
"أي نوع من الذكريات؟ "
" لا أدري قد تكون ذكرى سعيدة أو حزينة لكنها بلا شك الذكرى الأعمق بينهم"
"الأعمق؟"
"الجميع لديهم مكان في قلوبهم.. يخفونه عميقا"
"إذا ألن يخرج بنفسه؟ أعني إنه تشيونغ ميونغ أليس كذلك؟ "
تحدث جوغول باستغراب بالنسبة له لم يبدو تشيونغ ميونغ من النوع الذي يتعلق بالماضي، كانت كلمات رجاء أكثر منها يقينا، أراد أن يثق أن تشيونغ ميونغ قوي أنه لن يسمح لشيء كهذا بإعاقته، ولكن الكلمات التي نطقها دالاما بعد ذلك أصابت الجميع بالصدمة
" ماذا إذا لم يرد الخروج؟ "
"هاه؟ ما الذي تعنيه؟"
"هل كنت ستود الرحيل لو كنت مكانه؟"
"حسنا بالطبع أليس كذلك؟ مهما كان الماضي أليس المهم الحاضر؟"
"الكلام سهل لكن بالنسبة لبعض الأشخاص لا بالنسبة له لطالما كان الماضي، لطالما كانت روحه هناك.
" الماضي؟ تشيونغ ميونغ؟"
لم يكن الجميع قادرين على فهم ذلك بالضبط تشيونغ ميونغ الذي رأوه شديد التعلق والهوس بجبل هوا، بالنسبة له كان جبل هوا كل شيء، بدا كما لو عاش حياته بأكملها لأجله فقط، فأي جزء من الماضي هذا الذي يتوق إليه؟ قبل مجيئه لجبل هوا؟.
على الرغم من الحيرة التي بدت على وجوههم استعاد شخص واحد من بينهم رباطة جأشه وحدق بالراهب الصغير بحزم
"أخبرنا أرجوك ما الذي يجب أن نفعله لإخراجه من هناك"
"ساسوك!"
"لا يهم سواء أراد البقاء أو لا سأجره للخارج لو اضطررت لذلك"
بدا العزم شديدا على وجه بايك تشيون وبرؤية ذلك تبسم الراهب الصغير، وأخرج من جيبه بضعة أوراق فارغة.
'أوراق؟'
'ماذا ينوي أن يفعل؟ '
..................
وصل تشيونغ ميونغ أخيرا نحو غرفة زعيم الطائفة، كانت أنفاسه متقطعة وقلبه ينبض بقوة، جالت في باله آلاف الأفكار
'قد يكون حلما'
'ربما هو سراب'
'أو لربما هي لعنة'
'لكن هل هذا مهم؟ خلف هذا الباب سأجد ساهيونغ جالسا بهدوء بين كومة من الأوراق، بينما يشرب شاي البرقوق الذي يحبه'
"ساهيونغ"
كان خائفا من أن ينتهي هذا الحلم الجميل قبل أن يتمكن من لقاء تشيونغ مون، وكان مرعوبا من أنه إذا رآه لن يرغب بالاستيقاظ أبدا، تصارعت تلك الفكرتان في رأسه ولكن الغلبة كانت
"جانغ مون ان ساهيونغ!"
كان الشوق هو المنتصر في هذه المعركة، الشوق للأخ الذي رباه، الحنين لوجه ظن أنه لن يراه، لصوت لم يفارق أذنيه يوما، مستجمعا شجاعته تقدم تشيونغ ميونغ نحو الغرفة وفتح الباب
"ساهيونغ.... سأدخل"
كانت الغرفة التي بدت منظمة للغاية كما في ذاكرته تماما وفي وسطها جلس تشيونغ مون بينما يقلب الدفاتر ويستمتع بعبق البرقوق المنتشر في الغرفة
"تشيونغ ميونغ؟ هل استيقظت؟ هذا جيد تعال إلى هنا هناك أمر أريد أخذ رأيك به"
".........."
"تشيونغ ميونغ؟ "
".........."
"ميونغ اه؟"
"أجل ساهيونغ"
ارتسمت ابتاسمة مشرقة على وجه تشيونغ ميونغ، وقترب بهدوء ليجلس أمامه
"انظر إلى هذه التقنية تركها الأسلاف ولكن أعتقد أنها تضر بنمو التلاميذ، ولكن لا أعتقد أنني أستطيع التخلص منها"
أمسك تشيونغ ميونغ بالتقنية المألوفة لديه كانت هذه محادثة سمعها من قبل وهذا ما جعله يتأكد من شكوكه
'اه إنه حقا حلم ساهيونغ الذي أمامي وكل شيء'
بدت علامات الخيبة على وجهه كان يعلم، وعلى الرغم من ذلك في زاوية ما من قلبه كان الرجاء أشد من المعرفة
" تشيونغ ميونغ؟ هل هناك مشكلة؟"
"لا ساهيونغ كنت أفكر بالأمر فقط"
"فهمت إذا ما رأيك؟"
"لا أعتقد أن هناك مشكلة بالتخلص منها وإذا كان الأمر يزعجك يمكننا وضعها في مكان لن تصل إليه أيدي التلاميذ"
"فهمت هذه فكرة جيدة... هاه؟"
عندما لاحظ تشيونغ مون شيئا ارتسمت ابتسامة دافئة على شفتيه، لم يفوت تشيونغ ميونغ هذه الابتسامة الغريبة
"ساهيونغ؟ "
" من النادر رؤيتك تستمتع بالشاي هكذا هذا يجعلني سعيدا"
" هاه؟ "
نظر تشيونغ ميونغ إلى كوب الشاي بيديه كان دافئا جدا، ورائحته التي غزت أنفه أثارت في قلبه الحنين، ولذا بدون وعي منه شربه كما لو كان شيئا ثمينا
"هههه أنت محق هذا غريب"
وبعد قليل من الصمت بدأ تشيونغ ميونغ بالحديث من جديد
"ساهيونغ"
" أجل"
" أنا سعيد برؤيتك وسعيد بعودتي"
"......."
"لكن أعتقد أنه يجدر بي الذهاب"
"هاه؟"
"أخشى إن تكلمت مع ساهيونغ أكثر لن أستطيع العودة حينها"
"إلى أين؟"
"إلى المكان الذي ينتظرونني به إلى جبل هوا"
"ألست في جبل هوا الآن؟"
هز تشيونغ ميونغ رأسه بهدوء وأجاب بصوت خائب
" أتمنى لو أنه كذلك، او أنني يمكنني البقاء هنا، ولكن"
".......... "
"هناك ماعلي فعله في ذلك المكان"
"شيء يجب عليك فعله؟ "
"أجل."
" هل هو مهم جدا؟ "
" أجل"
"فهمت"
"لذا ساهيونغ"
" أجل؟ "
" عندما ينتهي كل شيء..... حينها... هل يمكنك إعداد فنجان من الشاي كهذا واستقبالي بابتسامة دافئة؟ "
"أجل"
" شكرا لك ساهيونغ"
ابتسم تشيونغ ميونغ بينما يقف مودعا تشيونغ مون، وخرج تاركا فؤاده في المكان
.........................
سلم دالاما الأوراق إلى الرهب العجوز بجانبه، والذي شرع في كتابة كلمات غير مفهومة عليها، بينما يبث طاقته الداخلية بها، الراهب الصغير الذي لاحظ تعابير وجوههم تابع كلامه بهدوء
"كل ما بإمكاني فعله هو تمهيد الطريق لكم"
"........"
"الأمر عائد إليكم وله ما إذا كان سينجح أم لا"
"ما الذي يجب أن نفعله؟"
سأله بايك تشيون بوجه بدا مستعدا للقفز في النار لو طلب منه ذلك
"الدخول لذكرياته"
"ذكرياته؟"
أومأ الراهب الصغير برأسه
" حتى لو فنيت الروح تبقى الذكريات خالدة في الجسد"
".......... "
" هذه اللعنة تستغل ذلك لتحويله لسجن أبدي لذا إذا أردت إنقاظه يجب أن تعثرو عليه وسط الذكريات"
"وكيف نتعرف عليه إذا؟"
"لا أعلم"
" هاه؟ "
" لا أعلم ولكن الأمر سيكون واضحا أمامكم"
"فهمت"
في الواقع لم يفهم أي من السيوف الخمسة كلامه، ولكنهم اعتقدو اعتقادا راسخا أنه كلما وضح الأمر كلما بات أكثر تعقيدا
" إذا كل ما علينا فعله التجول بذكريات تشيونغ ميونغ وإيجاده ومن ثم سحبه للخارج؟"
" أجل"
" هذا رائع"
صاح جوغول بحماس ولكن سرعان ما انخفض صوته عند تلقي النظرات القاتلة التي اخترقت جسده
"رائع؟"
"لا أعني ساهيونغ... أنا.. ألست فضوليا حقا؟ مانوع الحياة التي عاشها ذلك الوغد؟ "
" هذا... "
بدا يونغ جونغ عاجزا عن الرد وكذلك الجميع من حوله، فاللغز الأكبر في جبل هوا ماضي تشيونغ ميونغ على وشك أن يكشف أمامهم الآن
"سيكون من الأفضل ألا تتجولو بالذكريات لوقت طويل"
" الراهب؟ "
" أخبرتكم إنها سجن أبدي إذا لم تكونو حذرين فقد لا تخرجون منها أبدا"
"......."
"كما لا يجدر بكم إخباره أنها ذكرى مالم يدرك الأمر بنفسه أو إجباره على الخروج، وإلا ستؤذون عقله"
عند التحذير الصارم من الراهب استعاد الجميع رشدهم
"انتهيت"
بدا العجوز منهكا يتصبب جبينه عرقا عند انتهائه من كتابة التعاويذ، نظر الجميع نحوه بفضول وترقب للخطوة التالية
"...؟ "
" هاه؟"
"...... "
" ما..؟ "
" أيها الراهب؟ "
اقترب العجوز منهم وصفع التعاويذ على رؤوسهم
يوي سول تانغ سوسو يونغ جونغ بايك تشيون جوغول والراهب هايون
(لك انا كنت قول خمسة وهنن ستة😂)
تقرر ذهاب هؤلاء الستة لإيقاظ تشيونغ ميونغ، بينما بدأ الراهب بتلاوة التعويذة
"أسمعني أعمق الأفكار"
" أطلق سراحها"
" أدخلني في عيون الغريب"
"أبحر في الظلال وأرى ما كان"
" أروقة الذكريات افتح بابها"
"انطق أسرارها"
"استدعيني أدرك ماخفي"
"في سكون الليل أعدني إليك"
"في رياح الماضي أعيش تجاربك"
" في عالم الأبعاد "
"يينغ زهي من "
'تشيونغ ميونغ'
'ساهيونغ'
'سنعيدك مهما كلف الأمر'
انتظرنا سيجو'
' ستعود'
وشيئا فشيئا شعر الستة بجفونهم تتثاقل وسرعان ماغطو في نوم عميق ..............
سار تشيونغ ميونغ بالطائفة بينما يتفقد الأرجاء، على الرغم من محاولته إلا أنه لم يستطع الاستيقاظ لذا قرر ببساطة التجول في المكان، كانت المباني الفخمة المزينة مختلفة عن الرثة في جبل هوا الحالي، وصوت التلاميذ الهادئ والمنظم، بلا شك لا يشبه قطاع الطرق الموجودين الآن في الجبل
"هاه؟... جين اه؟"
لاحظ تشيونغ ميونغ تشيونغ جين وهو يراقب التلاميذ بينما يمسك بيده فرشاة يسجل بها الملاحظات
'لم أنتبه للأمر سابقا ولكنه كان متفانيا بذلك'
"ساهيونغ؟"
"ما الذي تفعله؟"
"لن أخبرك"
"لما؟"
"ستسخر من الأمر كعادتك"
" لن اسخر اعدك لذا ارني "
" حسنا ساثق بك هذه المرة"
"لا هذا الوغد أتكلم معك بلطف هكذا ولكنك"
"لا ساهيونغ اهدئ"
تشيونغ جين الذي سلم الدفتر لتشيونغ ميونغ وهو يتذمر ولكن بالطبع بداخله، بدأ يراقب بتوتر تعبير تشيونغ ميونغ
" همم"
قلب تشيونغ ميونغ نظراته على المكتوب وتفحصه بتمعن
" إنها جيدة ولكن"
" ماذا؟ "
" قد تكون صعبة بعض الشيء عليهم انظر في هذا الجزء"
اتسعت عينا تشيونغ جين بينما يحدق بالمكان الذي أشار إليه تشيونغ ميونغ وبدأت الكلمات تتدفق من فمه بحماس
"أجل أعلم ولهذا كنت أحاول إيجاد طريقة تجعلها أسهل عليهم...... هاه؟"
"ما الأمر؟ "
" ساهيونغ أقلت أنها صعبة وليست شيئا بسيطا؟ "
" أجل"
" ساهيونغ؟ "
حدق تشيونغ جين بتشيونغ ميونغ بذهول بدا كما لو سمع شيئا خاطئا، لكن تشيونغ ميونغ لم يلق لنظراته بالا وتابع حديثه
" ربما تصبح أقوى بهذه الطريقة ولكن ليس الجميع قادرين على فعله"
سحب تشيونغ ميونغ الفرشاة من تشيونغ جين وبدأ يخربش هنا وهناك على الدفتر بينما يتمتم
"هكذا ستكون أفضل ولكنها لاتزال صعبة.. اه ربما هذه الطريقة أبسط"
بعد أن انتهى القى الدفتر على تشيونغ جين وابتعد عن المكان، تشيونغ جين الذي بدأ بتفقد الدفتر بدا مصدوما، كانت التعديلات التي أجراها تشيونغ ميونغ وبشكل غريب تناسب حتى أكثر التلاميذ انعداما للموهبة، بدت مختلفة عن تشيونغ ميونغ الذي يركز على القوة ويلوم موهبة الآخرين في كل فرصة سانحة
"ما الذي علي فعله بعد ذلك؟"
بدت الحماسة على وجه تشيونغ ميونغ لم يعلم كيف ومتى يستيقظ لذلك قرر التجول بالأرجاء كما يشاء
..................
مع الوقت ستتحسن الكتابة لذا أمل ان تقرؤو وتستمرو حتى النهاية