استيقظت السيوف الخمس وهاي يون بمكان يخلو من الصوت والحياة، كان الظلام الدامس يغشاهم والسكون العميق يحيط بهم، نهضوا لتفقد المكان من حولهم وبدؤوا باستخدام طاقتهم الداخلية للشعور بالاتجاه وفجأة
"ماهذا؟"
"إنه جميل"
"هذا رائع"
"متلألأ"
"أهذا حقا عقل سيجو؟"
"مذهل"
بدأت أضواء زرقاء صغيرة تتلألأ في الفضاء، لتشكل ممرا ساحرا أمامهم، بدت الأضواء الصغيرة كالنجوم المضيئة في سماء الليل ترشد المسافرين التائهين، وبخطوات مفعمة بالدهشة والحماس بدأ السيوف الخمس والراهب بالسير في هذا الممر
" إلى أين سنذهب؟ "
" لا أعلم؟ "
" ذلك الراهب المزعج لما لم يخبرنا بأي شيء"
"توقفوا عن التذمر"
بينما كانوا منشغلين بالشجار فيما بينهم ومع مرور الوقت، بدأت الأضواء الزرقاء تتسع متحولة إلى فقاعات مضيئة تنبض بالحياة
"هاه؟"
"ما الذي يجري؟"
"لسبب ما بت أكثر اقتناعا بأنه عقله"
" لا شيء منطقي هنا"
" أنت محق"
" هاه؟ "
" ما الأمر الآن؟ "
حدق به جوغول بعيون دامعة ووجه مثير للشفقة
" لا هذا.. إنها المرة الأولى التي تقول أنني محق"
"وستكون الأخيرة"
"ساهيونغ! ساهيونغ!"
" ماذا الآن؟ "
" انظر هنا"
التفت يونغ جونغ ناحية جوغول بتعبير غاضب ولكنه سرعان ما بدأ الصراع محاولا كتم ضحكه
"بفت... هاهاها ما الذي تفعله بحق"
وقف جوغول خلف أحد الفقاعات بتعبير غريب على وجهه ليظهر وجها مضحكا للآخرين
"هاهاها"
مد جوغول يده إلى الفقاعة القريبة وأراد سحبها لمتابعة اللعب ولكن
"سيجو"
"....."
"هذا رأسي"
كانت الفقاعة لا الرأس الأصلع الذي أمسكه يتلون بالأحمر،
شعر جوغول بالارتباك وأفلت يده واتجه لجانب يونغ جونغ بهدوء كما لو لم يرتكب أي خطأ
"هذا.. أسف أيها الراهب لكن رأسك كان يعكس الضوء الأزرق للفقاعات وبدا مشابها جدا لذا"
" أنت.. "
أمسك هايون قبضته بينما برز على جبينه وريد أحمر من الدماء وكان على استعداد لمهاجمة جوغول بأي لحظة ولكن
"ما الذي تفعلونه الآن"
جفل الجميع عند سماع الصوت الغاضب من أمامه
"لم نأت هنا للعب"
"اسف ساهيونغ انا"
"لم تنسو سبب وجودنا هنا أليس كذلك؟ "
" اسف"
" اسف"
"علينا البحث عن تشيونغ ميونغ"
"ولكن كيف نفعل ذلك؟"
"أليس من المفترض أن ندخل لذكرياته"
"أجل ولكن أين هي؟ "
" هنا"
التفت الجميع إلى يوي سول التي كانت تحدق بأحد الفقاعات بتعبير لطيف على وجهها وعند اقترابهم توضح لهم المشهد داخلها
" واه"
" طفل رضيع؟ "
" إنه تشيونغ ميونغ"
" لا ولكن ساهيونغ هل تقول أن هذا الكائن اللطيف هو تشيونغ ميونغ؟ "
" انظر هاتان العينان الورديتان والشعر الأسود من غيره إذا؟"
(لطيف وغصب عنكم شو كيوت)
" أليس من الظلم تشبيه هذا الطفل البريء بذلك الشيطان؟"
حينها أضاءت في أذهانهم تعابير تشيونغ ميونغ الشيطانية وهو ينهال عليهم بالضرب وشعرو بقشعريرة تسري بعمودهم الفقري
" هذا مستحيل"
" لا يجب علينا ذلك"
" هذا ليس شيئا يجب على الإنسان فعله"
" إنها جريمة بحق الطفولة"
ولكن عندها بدأ الطفل الصغير أمامهم بسحب لحية الرجل العجوز الذي يحمله وهو يضحك بسرور، حينها تغيرت تعابير الشك في وجوههم إلي يقين
"إنه هو"
"هذا ساهيونغ بالتأكيد"
" اه إنه تشيونغ ميونغ حقا"
"نعم بالتأكيد"
"هذه هو عزيزنا تشيونغ ميونغ"
" من يمكن أن يفعل ذلك عدا سيجو؟ "
" إذا أهذه الفقاعات ذكريات تشيونغ ميونغ؟ "
حينها ظهر لهم مشهد لطفل صغير يركض بمرح وهو حاملا زجاجتين من الكحول في يديه
، وفي أخرى بات الطفل مبارزا شابا
بينما أظهرته فقاعة ثالثة كرجل قوي البنية وسيم الملامح
كانت تلك المشاهد تنبض بالحياة حاملة في طياتها رموزا وأسرار حول تشيونغ ميونغ، تروي قصص من الماضي وتكشف أمام أعينهم حقيقة اللغز الأكثر غموضا
"ولكن ساهيونغ"
"ماذا؟"
"إن كانت هذه ذكريات تشيونغ ميونغ ألا تبدو هذه الذكرى غريبة؟"
"لما؟"
"انظر إنه يبدو أكبر وأطول"
"أنت محقة"
"ربما هو تشويه ذاتي"
"جوغول؟"
"الصورة التي يرى فيها نفسه هكذا ههههه"
"........"
"لا ماذا هل قلت شيئا خاطئا الآن؟"
" لا وهذه هي المشكلة "
" ماذا؟ "
" أنت تقول الشيء الصحيح اليوم وهذا مقلق "
"لا لماذا بحق.. "
" هذا لا يهم على أي حال"
" تبا"
....................
"جانغ مون إن ألا يبدو تشيونغ ميونغ غريبا هذه الأيام؟ "
" أنت محق"
" إنه يقف ويحدق بي بصمت لوقت طويل أتعلم كم هذا مخيف؟ "
"أنت أيضا؟"
" هاه؟ وزعيم الطائفة"
" أجل؟ "
" لا لما يفعل هذا بحق ألا يمكنك سؤاله؟ "
" لقد فعلت"
" فعلت؟"
"أجل وكانت إجابته : من المدهش مشاهدتك أمامي "
" هاه؟ "
خرجت تنهيدة طويلة من فم تشيونغ مون، كان تشيونغ ميونغ صداعا متحركا بالنسبة له سواء أبقي أمامه أم تجول لتسبيب المشاكل، ولكن إن كان عليه الاختيار بين بقاءه هادئا ومطيعا وبين الآخر فسيختار بلا ريب الآخر
.................
" ما الذي يجري؟ "
"لما بحق يحدث هذا؟"
تشيونغ ميونغ الذي جلس على سطح مسكن تشيونغ مون محدقا بجبل هوا كان يتنهد بشدة
"لا متى سينتهي هذا الحلم اللعين؟"
نظر تشيونغ ميونغ إلى الزجاجة بجانبه، بدا على غير العادة غير مرتاحا لشربها، على الرغم من أنه حلم إلا أن الزجاجة كانت دافئة بدا كل شيء أمامه واقعا لا لبس فيه
"إذا استمر هذا إذن.... هل يفترض بي البقاء هنا؟"
"لا هذا لن ينفع يجب أن أتأكد من ذلك"
......................
بينما كان الجميع مفتونين بمشاهد تشيونغ ميونغ بمختلف مراحله العمرية، بدا شخص واحد منزعجا من هذا الوضع
"تمالكو أنفسكم علينا رؤية ماضي... لا البحث عن مكان تشيونغ ميونغ"
حدق بهم بايك تشيون بصرامة، لكنه فوجئ بالنظرات الساخرة نحوه
"ساهيونغ قل الحقيقة أنت فضولي"
"لا ما الذي تتحدث عنه؟"
"أنت كذلك"
"الرجل النبيل لا ينقب عما يخفيه الآخرون"
"إنك فضولي"
"أجل"
"هذا صحيح"
"سيجو كن صادقا"
'هؤلاء الأوغاد'
طار جوغول محلقا بعيدا بينما رتب بايك تشيون ملابسه واستعاد تعبيره المهيب كما لو أن شيئا لم يكن
" كماهو متوقع من ساسوك"
" هذا رائع"
" ألا يبدو هذا الرجل أكثر شبها بتشيونغ ميونغ هذه الأيام؟ "
" لا ألا يجب علينا أن ننظر أيهم أسوء في هذه الحال؟"
"اوه اهو
سعال
نظف بايك تشيون حلقه وأخفى تعبيره المحرج بينما ينظر بعيدا حتى رن صوت مزعج في أذنيه
" ساسوك"
كان جوغول الذي تم رميه جالسا رأسا على عقب يشير بيديه بفزع إلى إحدى الفقاعات
" يدي.... ساهيونغ إنها تختفي"
" ماذا؟ "
حينها رأو أمامهم صورة جوغول وهو يتلاشى، سارع الجميع باتجاه المكان الذي اختفى فيه وكانت أمامهم فقاعة صغيرة خافتة بدت كما لو أنها تختبئ من بقية الفقاعات، وضع بايك تشيون يده عليها بحذر وحينها شعر بأن يده يتم امتصاصها من قبل الفقاعة
"هذا"
"فلنذهب"
"نعم"
"هيا بنا"
"انتظرنا سيجو"
وهكذا اختفى الجميع داخل الفقاعة البراقة
............
"ماذا قلت؟"
"لقد اخبرتك فقط افعل ذلك"
"لا ساهيونغ هل أصبت بالجنون؟"
"لا لما تتحدث كثيرا لقد أخبرتك أن تفعل ذلك فلتفع..."
وقبل أن يكمل تشيونغ ميونغ كلامه أصابته قبضة تشيونغ جين، بدا أن جميع المشاعر والاستياء المكبوت على مر السنين تحرر في هذه اللحظة
"هذا.... الوغد.. "
تشيونغ جين الذي أدرك الأمر تراجع بسرعة نحو الخلف، كان خائفا من ردة فعل تشيونغ ميونغ لكن الذي رآه كان مختلفا
"هاه؟"
"ساهيونغ؟"
"إنها تؤلم"
"هذا لأنني ضربتك لذا من الطبيعي أن تؤلم"
"ههههههه إنها تؤلم ههههههه"
"تشيونغ ميونغ؟"
"هاهاهاهاهاهههه"
ظل تشيونغ جين متسمرا في مكانه بينما اختفى تشيونغ ميونغ من أمامه وهو يضحك كالمجنون
"ما خطبه هذه الأيام بحق؟"
تسارعت خطوات تشيونغ ميونغ وهو يصعد على التل المرتفع، حيث يظهر أمامه مشهد جبل هوا بأكمله، كانت زوايا فمه ترتعش وهو يحاول منعها من الصعود
" هذا ليس حلما.. إنه الواقع.."
"أنا عدت ... لجبل هوا حقا"
...................
بعد أن تلاشى ضوء الفقاعة الوهاج بدأ المشهد أمامهم يصبح أكثر وضوحا في مكان مألوف غير أن فيه شيئا مختلفا
"جبل هوا؟ "
"ولكن ألا يبدو مختلفا؟"
"نعم إنه يبدو.."
"أكثر روعة؟"
"ساهيونغ انظر هناك إنه الطفل"
"هناك رجل قادم اختبئوا"
"ها؟"
"ألا يمكنه رؤيتنا؟ "
"يبدو ذلك"
"ما الذي يجري هنا"
لم يلتفت الرجل العجوز ناحيتهم وسار نحو الطفل الصغير، كان رضيعا بعينين زاهيتان وشعر أسود جميل
"انظروا إنه يقترب من الطفل"
اقترب الرجل العجوز من الطفل الصغير وبدأ ينظر من حوله
" المسكين من الذي تركه في هذا المكان"
بدأ الطفل الصغير بالضحك والتلويح بيديه عند رؤية العجوز، مما جعله يبتسم لرؤية هذا الكائن اللطيف، ضم الطفل إلى صدره واتجه به ناحية جبل هوا
"لا تقلق أيها الصغير منذ اليوم جبل هوا سيكون منزلك"
لحق الجميع بالعجوز للداخل، كان جبل هوا الذي يشاهدونه مختلفا عن منزلهم المعتاد بدت المباني أكثر أناقة وكان يخلو من الصرخات العالية وآثار القتال العنيفة، لم تبدو المباني فاحشة الثراء أو فارهة بل كانت راقية كما يجدر بالطائفة المرموقة أن تكون.
" أليس هذا جبل هوا؟"
"ولكنه يبدو مختلفا؟"
"ألا يبدو أشبه بالطوائف المرموقة الأخرى؟"
"ماذا يعني هذا؟ وأين تشيونغ ميونغ بحق؟"
"ولكن ساهيونغ"
"ماذا؟"
"ألم يكن الطفل في السابق هو تشيونغ ميونغ؟"
"هاه؟"
"أعني بدا مشابها جدا"
"هذا.. ولكن هذا...."
"استمرو بالمشاهدة فقط لكن لا تفقدو حذركم ولا تنسو الهدف من مجيئنا هنا"
" أجل ساسوك"
"أجل"
" أجل"
" نعم سيجو"
" امم"
على الرغم من قوله ذلك إلا أن أفكار بايك تشيون لم تكن مختلفا كثيرا عنهم بالواقع
' لما جبل هوا في ذاكرته مختلف هكذا؟'
..............................
"ماهذا؟"
"ألا ترى"
نظر بايك يي تلميذ الدرجة الأولى وسيف جبل هوا العظيم إلى الكائن الغريب أمامه
" أتقبل طائفتنا الأطفال الآن؟"
"أوليس لطيفا؟"
"هل جننت؟"
"إنه لطيف فقط ساهيونغ لا يرى ذلك، ولكن...."
تردد بايك آه قبل الحديث قليلا
" لما لا يبكي؟"
"هاه؟ لما سيبكي؟"
"لأنه طفل؟"
"أيها الأحمق لا يبكي الأطفال طوال الوقت"
"آه فهمت"
نظر بايك يي إلى الطفل بطرف عينيه وتكلم بلا مبالاة
"أتم التخلي عنه؟"
"بايك يي!"
"ساهيونغ!"
تراجع بايك يي على الصراخ المفاجئ من زملائه وسأل بتردد
"إذا ما اسمه؟"
"هاه؟"
"أليس لديه اسم؟"
"الآن عندما ذكرت ذلك.."
"ألم تفكروا بالأمر؟ "
"حسنا لم يمض وقت طويل منذ تركه زعيم الطائفة هنا"
"فهمت"
".........."
بدت وجوه التلاميذ متصلبة وهم يفكرون بالاسم المناسب لهذا الطفل، كان الرضيع هادئا بشكل غريب، وحين وقعت عينه الصغيرة على بايك يي ارتسمت ابتسامة مشرقة على وجهه
"ههههاههاه"
بدأ الطفل الصغير بالضحك بينما كان التلاميذ مفتونين بابتسامته اللطيفة، إلا شخصا واحدا حدق بايك يي بالطفل بانزعاج شديد واقترب منه، تمسكت اليد الصغيرة به بوجه مبتسم
"تشيونغ ميونغ"
"هاه؟"
"اسم الطفل"
حدق بايك جيون بظهر بايك يي الذي سارع باتجاه الخارج، ارتفعت زوايا شفتيه بشكل بسيط حين رؤية الأذن التي أصبحت حمراء من الخجل
"إنه ليس صادقا أبدا"
"ساهيونغ؟"
"تشيونغ ميونغ هذا اسم جيد"
رفع بايك جيون الطفل الصغير للأعلى وملأت ضحكاته السعيدة المكان
"ههه تشيونغ ميونغ فلتكبر جيدا ولتصبح طفلا مشرقا كاسمك"
...........................
حدقت السيوف الخمس بالمشهد بذهول كان الطفل أمامهم حقا تشيونغ ميونغ، هذا المكان هو ذكرياته وهذا الطفل هو ، وهذا المكان هو جبل هوا، إذا فالسؤال هو
"متى حدث هذا؟"
"من الواضح أنه منذ وقت طويل"
"كان جبل هوا حينها مزدهرا"
"طوال حياتي لم تكن طائفة جبل هوا مزدهرا قبل مجيئه فماذا يعني هذا؟"
كان السؤال الذي طرحه بايك تشيون الذي يشغل بال الجميع، وعلى الرغم من غرابة الأمر إلا أن الجميع كان فضوليا لرؤية تشيونغ ميونغ وهو طفل صغير
......................
"تشيونغ ميونغ"
"........."
"تشيونغ ميونغ!"
"........."
"ميونغ آه"
"ها؟...أجل ساهيونغ؟"
"هل أنت بخير؟"
"لماذا؟"
"أنت هادئ بشكل غريب"
حدق تشيونغ ميونغ بوجه تشيونغ مون، كان لايزال مشوشا ما إذا كان واقعا أم خيالا ولذا بتردد وبصوت خافت
"ساهيونغ"
"أجل أخبرني"
"جانغ مون إن ساهيونغ"
"أجل"
"تشيونغ مون ساهيونغ"
"أجل"
"هههه أنت تجيبني حقاً"
"......."
"ساهيونغ هل هذا حلم؟"
"هاه؟"
"هل سيختفي ساهيونغ إذا أغمضت عيني؟"
"........"
مد تشيونغ ميونغ يديه نحو تشيونغ مون، لكن عادت اليد المرتعشة إلى مكانها بسرعة
"ساهيونغ أتعلم؟"
"ماذا؟"
"لقد رأيت حلما غريبا...ولكني أتسائل هل هو حقا حلم؟"
"........"
"هل هذا الواقع؟ أم أن الواقع هو ذاك الحلم؟" "ميونغ آه"
"ههههه أعتقد أنني سأصاب بالجنون"
"تشيونغ ميونغ أنا لا أعلم حقا ما تتحدث عنه"
"ههههه أعلم"
"ولكن إذا ماكان هذا حلما فهل سيتغير الأمر؟"
"هاه؟" "ألا يوجد شيء يجب عليك فعله؟ سواء أكان في هذا المكان أو ذاك؟"
".........."
.....................................
"لماذا؟"
"......"
"لماذا أنا؟"
حدق بايك يي بالطفل أمامه بانزعاج، لقد تم تقرير أنه سيكون المسؤول عن رعايته
" قال زعيم الطائفة أنك ستكون الشخص الأفضل لرعايته"
خرجت تنهيدة يائسة من فمه عند تذكر حديث زميله الذي بدا مسرورا بمعاناته
"إذا... تشيونغ ميونغ؟"
" هه هه.. هه"
بمجرد سماع صوته بدأ الطفل الصغير الضحك بسعادة
"لا أعلم إن كنت تفهم ذلك أم لا لكنني من اليوم معلمك"
".............."
" عليك أن تكبر لتكون تلميذا فخورا لجبل هوا"
"............."
"لن أستطيع رعايتك طوال الوقت بسبب واجباتي ولكنني سأهتم بك في الوقت الذي أتواجد به في الطائفة"
"..........."
"في غيابي سيتولى بايك اه وبايك جيون وتلميذه الصغير تشيونغ مون رعايتك "
"............ "
" ما الذي أفعله بالحديث مع هذا الطفل الرضيع"
بايك يي الذي وجد نفسه متورطا بهذا العبئ الصغير كان قلقا من أن يعجز عن التوفيق بين واجباته كتلميذ لجبل هوا، وواجباته كمعلم لتشيونغ ميونغ، لكن الأمر لم يدم طويلا فقد حان وقت رحيله في مهمة أخرى
..........
وقف تشيونغ ميونغ بابتسامة مشرقة على وجهه، بدت تلك الابتسامة للآخرين كابتسامة ملك الجحيم لحظة مجيئ المزيد من المذنبين إليه. حدق تشيونغ ميونغ برضا بالتلاميذ الذين اصطفو بانتظام بناء على أوامره.
"لما اجتمعنا هنا؟"
"لا أعلم لقد كان طلب الشيخ"
"الشيخ؟ قديس السيف؟"
"أجل"
"لما؟"
"كيف أعلم ما يدور برأسه؟"
"إذا لما هو هناك؟"
"من؟"
"الشيخ تشيونغ جين"
"هذه أوامر قديس السيف أيضا"
تشيونغ ميونغ الذي لاحظة عدم الرضا على وجوههم، أظهر وجهها منزعجا وتكلم بنبرة ساخرة وشيء من الغضب
" ماذا؟ ألدى أحدكم شكوى؟ "
" لا أيها الشيخ"
"كيف نجرؤ على ذلك"
" نحن سعداء بتنفيذ أوامرك"
أومأ تشيونغ ميونغ بسعادة على ردودهم
" نعم هكذا يجب أن يكون تلاميذ جبل هوا ليس كأولئك الأوغاد"
"هاه؟"
"لا لا شيء"
"المعذرة"
رفع أحد التلاميذ يده بتردد بينما كان بقية التلاميذ يصلون لروح زميلهم الشجاع
" لن ننسى تضحبتك هذه أبدا"
" فلترقد بسلام"
"لقد كنت شجاعا"
"ستخلد بالتأكيد في ذكرانا"
'هؤلاء الأوغاد أنا لم أمت بعد'
حدق بهم التلميذ باستياء لكن الصوت الذي يحمل كل استياء العالم قاطعه
"ألن تتكلم ليس لدي اليوم بطوله"
التلميذ الذي استجمع شجاعته بدأ بالكلام بصوت هادئ
" هذا.... لم... م."
"هاه؟ لا أسمعك لما لا ترفع صوتك؟ "
التلميذ الذي بدا على وشك البكاء حاول رفع صوته قليلا، وفي تلك اللحظة
"ساهيونغ ما الذي تخطط له؟"
"هاه؟"
نظر التلميذ ناحية صاحب الصوت بعيون مليئة بالاحترام والامتنان، كان تشيونغ جين في الواقع الأكثر حيرة، حيث تم جره من غرفته منذ الصباح الباكر
...............
"تشيونغ جين"
"اممم"
"استيقظ"
"اممم"
"تشيونغ جين استيقظ الآن"
" هاه؟... ساهيونغ؟"
تشيونغ جين الذي استيقظ فزعا من القبضة التي هبطت على رأسه بدأ يحدق بالوجه الذي أمامه، كان تشيونغ ميونغ ينظر إليه مع ابتسامة على وجهه
"جين اه"
"أجل ساهيونغ؟"
"هناك شيء أريد منك فعله"
" ماهو"
"إنه "
اقترب تشيونغ ميونغ من أذنيه وهمس بينما ترتفع زوايا فمه بمكر
"ماذا؟ لما تريد ذلك؟"
"فقط افعل هذا"
"لا حقا انت حتى لم تمر بالقرب منهم من قبل، ما الذي تخطط له الآن؟"
تشيونغ ميونغ الذي بدأ يشعر بالاستياء من تذمر صديقه شد قبضته وحدق به مع ابتسامة تصرخ بمصيره البائس في حال رفض
"أستفعلها أو.."
"حسنا حسنا فهمت لذا أنزل قبضتك"
رحل تشيونغ ميونغ وهو يتمتم مع ابتسامة راضية على وجهه
....................
بالعودة للحاضر كان تشيونغ جين الذي جمع تلاميذ الدرجة الثانية و الثالثة كما قيل له عاجزا عن الرد على أسئلتهم بسبب الاجتماع ولذا ما كان منه إلا أن
"إذا كان لديكم مشكلة مع الأمر فناقشوها مع ساهيونغ تشيونغ ميونغ"
وبهذا تم قمع جميع الاحتجاجات، بدأت نظرة تشيونغ ميونغ تمر على جميع التلاميذ
'إنهم مختلفون'
على الرغم من انزعاجهم كان الجميع منضبطين والطاقة التي تشع منهم كانت قوية ثابتة.
عض تشيونغ ميونغ على شفتيه بقوة، كان شعور من الذنب تجاه الأحفاد الذين لم يتسنى لهم التمتع بالمجد، وشيئا من الخوف بأن هذه الأزهار الفتية والمواهب الفذة ستدفن في التاريخ
' إنهم أقوياء ولكن هذا لا يكفي'
بعد الحديث مع تشيونغ مون اتخذ تشيونغ ميونغ قراره بغض النظر عماهية هذا المكان فسيقوم بما يجدر به فعله
التحضير لمواجهة الشيطان السماوي
في الواقع إن كان كل ماعاشه في جبل هوا بعد مئة عام مجرد حلم فسيكون من السخف أن يتصرف بدافع الخوف منه، لكن المشاعر الحية بداخله دفعته لمحاولة فعل أي شيء، وكان أول ما يجب عليه فعله
'يجب أن أزيد قوتهم'
تدريب التلاميذ الذين سيبقون في جبل هوا، لذا حتى وإن حدث ومات لاحقا فسيبقى اثر جبل هوا حيا وينتقل للأجيال القادمة
...............
" ها؟ ألست طاويًا من طائفة هواسان؟ "ما الذي تحتاجه للمجيء إلى هنا؟"
نظر البائع العجوز إلى بايك اوه بسعادة
" أجل، جئت لشراء حلويات للأطفال"
" هاه؟... اوه فهمت"
لاحظ البائع كرة سوداء صغيرة تبرز من خلف بايك اه
" حسنا دعني أرى.. أجل هذه تبدو مثالية إنها ملونة وجميلة وحلوة لأنها مغطاة بالسكر المذاب"
"...... "
"هناك هذا النوع، وهناك هذا النوع هناك."
حدق بايك اوه بالحلويات التي اقترحها صاحب المتجر وعلى الرغم من عدم حبه للحلويات إلا أنها بدت وبشكل غريب مألوفة لديه، وبعد وقت قصير أدرك أنه مشابهة لتلك التي طالما جلبها بايك يي حين كانوا تلاميذ من الدرجة الثالثة
" ههههه يبدو أنك رأيتها من قبل"
" أجل كان ساهيونغ يجلبها كثيرا"
"أترى تلك الشجرة هناك"
"أجل"
"كان هناك طاوي صغير يأت كل فترة ليتراهن مع العجائز هناك"
"رهان؟"
"أجل ولأنهم شعرو بالذنب للمراهنة بالمال مع فتى بعمر حفيدهم راهنو بالحلوى"
"اه"
حينها أدرك بايك اوه من أين أتت كل الحلوى التي منحهم إياها كاهنه الأكبر
'هذا الرجل أكان يذهب ويأت إلى هنا سرا ليقوم بالرهان؟'
'ولما يتفاخر بتوزيع شيء لم يدفع فيه مالا؟'
وبينما كان بايك اوه شارد الذهن سمع صوتا صغيرا من جانبه
" متى سنذهب؟ "
"اه أنا أسف"
أخذ بايك اوه الحلوى من صاحب المتجر وحمل تشيونغ ميونغ مسرعا إلى جبل هوا
"تشيونغ ميونغ أتريد بعض الحلوى؟"
"أجل"
بايك اوه الذي ناول الحلوى لتشيونغ ميونغ ابتسم بخفة عند رؤية الخدان المنتفخان بديا كفم سنجاب صغير
"هههه كل ببطئ تشيونغ ميونغ"
" امم"
' هاه ذلك الساهيونغ اللعين أتسائل ماذا يفعل الآن تاركا تلميذه الوحيد؟'
'على أي حال لا يزال وغدا وضيعا ومزعجا يثير القلق سواء أكان موجودا أو لا '
.....................
"النجدة"
"جانغ مون إن أرجوك أنقذنا"
"سنموت على هذا المعدل"
نظر تشيونغ مون وجوه التلاميذ التي كانت بريئة أصبحت كجثث متحركة، ولم يكن هناك أي أثر للملابس الأنيقة في أي مكان.
' هاه؟ تشيونغ جين؟... ما الذي تفعله هناك؟ '
كان تلاميذ جبل هوا الثمينين يتلون على الأرض كالديدان، تشيونغ مون الذي شعر وكأن المكان حل به إعصار مدو نظر إلى سبب كل هذا، كان يقف بوسطهم بتعبير مستاء على وجهه بينما يزمجر بشراسة
" لا هؤلاء اللعناء أكنت لطيفا جدا في هذه الأيام؟"
' تشيونغ ميونغ'
' أمن الصعب جدا أن تكون إنسانا؟'
تسربت تنهيدة طويلة من فم تشيونغ مون وهو يراقب هذا المشهد المريع حيث يقفز شيخ من طائفة جبل هوا المرموقة فوق التلاميذ ليبرحهم ضربا
وهكذا مر يوم سلمي آخر على جبل هوا