وصلنا و قبل أن أدخل إلى ذاك المكان الغريب توقفت فجأة
ميراي:"ميكا....تظن أننا قد نقابل كارما أو أحد إخوته؟... "
ميكايلا:"هل افتقدتهم كثيراً أم ماذا؟"
ميراي:"أجل...أعني ألم تفتقدهم أنت أيضاً؟ إنهم أول أطفال من عمرنا كونا معهم صداقة"
ميكايلا:".... قليلاً أظن...لكن لا أعتقد أننا قد نقابلهم هنا،ألا تتذكرين ما قاله أبي؟ لقد قال المبعوث هناك أنهم لم يغادروا القصر"
ميراي:"....هاااه~ حسناً سنتمكن من رؤيتهم في الحفل الذي سيتم الإعلان فيه عنهم على ايه حال~"
مالفرد:(أ هذا هو المكان؟ إنه حقاً قريب من القصر....)
مالوس:(أجل،أخبرتك أنه كان يبعد بضعة كيلومترات فحسب~)
مالفرد:(بخصوص هذا...ليليا،هل تركت الأطفال بمفردهم في مثل ذاك المكان المتهالك؟)
كان والدنا يضع ابتسامة مصطنعة على وجهه بدى كأنه على وشك صعق ليليا بالبرق
مالفرد:"لقد ظننت بأنه سيكون مجرد مبنى قديم لكن هذا...إنه يبدوا كأنه سيسقط في أي وقت كما يبدوا كنوع المكان الذي قد تعثر فيه على أشباح أو جثث...ذاك الوغد عديم المسؤولية لقد ترك ستة أطفال بمفردهم في مثل ذاك المكان!!"
ميراي:"أوه نستطيع أن نودع ليليا الآن"
ميكايلا:"محقة،لن افتقده كثيراً~"
انتفض جسد ليليا و اشاح بنظره بعيداً عن عيني والدنا التي كانت ستخترقه بنظراتها
ليليا:(ا-اليس يوماً جميلاً للغاية اليوم؟..)
تنهد والدنا و أبتعد عن ليليا و سار إتجاه المبنى الغريب
تنفس ليليا الصعداء
ليليا:(اااه خلت أنني سأقتل اليوم...)
مالوس:(كنت لتستحقها~)
ليليا:(مالوس! كلامك يؤلم أتعلم ذلك؟~)
أخرج شقيقنا لسانه في وجه ليليا ثم سار وراء والدنا،ابتسم ليليا اتجاه شقيقنا بلطف
ليليا:"هااه~حقاً من الرائع أنه عاد إلى طبيعته،حتى لو كانت طبيعته تلك مزعجة~"
ميراي:"نوعاً ما لا أقدر على تخيل شقيقنا كشخص كئيب و من النادر أن يبتسم... "
ميكايلا:"المهم أنه لم يعد كذلك الآن"
ميراي:"...محق،هيا بنا نلحق بهم"
ميكايلا:"....ميراي...هل تشعرين بذلك الشعور المشؤوم مجدداً؟"
ميراي:"هممم ليس حتى الآن...أظن عندما أدخل... "
ليليا:(ميراي،ميكايلا أ هنالك خطب ما؟)
ميكايلا:(كلا...حتى الآن)
ليليا:(.... أذكر بأن ميراي قالت أنها شعرت بشعور مشؤوم آخر مرة دخلت إلى هنا،هل أنتِ بخير؟)
ميراي:(أجل...على ايه حال هيا بنا لندخل)
ليليا:(أخبريني فور شعورك بأي شيء،أنت أيضاً ميكايلا)
ميكايلا&ميراي:(حسناً)
و هكذا دخلنا جميعاً إلى ذاك المكان و فور أن وطأت قدمي الأرض عاد إلي ذاك الشعور لكنه كان هذه المرة مصحوباً بما يشابه الوخز الخفيف في قلبي
لذا أمسكت بصدري و صررت على أسناني
فعلتي تلك جعلت اربعتهم يتجمدون بتعبيرات قلقة و خائفة على وجوههم،أمسك أخي يدي بقوة
ميكايلا:(ميراي! ما الخطب؟!)
ميراي:(لا-لا أعرف ل-لكن لا بأس إنه مجرد شعور وحسب..)
مالفرد:(إذًا لما أمسكتِ بصدرك فجأة هكذا؟)
ميراي:(....اممم أشعر ببعض الوخز في قلب-)
مالوس:(إذًا هيا بنا بسرعة لنعود إلى القصر ليتم فحصك من الطبيب!)
ميراي:(م-ماذا؟!كلا! أ-أنا بخير! ليس علينا العودة!)
ليليا:(ميراي....هل تشعرين بأي شيء آخر؟...)
ميراي:(امممم)
ميكايلا:(ما-ما الأمر؟؟ ألا تقدرين على الحديث؟!... حسناً،هيا بنا لنعود! هناك أيام كثيرة قد نذهب فيها إلى هنا لكن لكن الآن-)
ميراي:(أنا بخير! حقاً....رجاء لا داعي لكل هذا الفزع!)
مالفرد:(....رجاء إذا كنتِ لا تستطيعين أن تكملي فاخبرينا بهذا...ميراي...رجاء)
بدى أبي قلقاً بحق و شقيقي مالوس هو الآخر بدى على وشك البكاء
ميراي:"لما هم متوترون لهذه الدرجة؟!"
ميكايلا:"لا أعرف ربما لأن كلاهما خسر الإمبراطورة السابقة بسبب مرض أضر بقلبها؟"
كان أخي يتحدث بنبرة ساخرة
ميراي:"أوه ألهذا هم متوترون للغاية؟"
ميكايلا:"أنتِ حقاً.... تباً لكِ،هل أنتِ متعبة حقاً أم لا؟ و رجاء لا تحاولي أن تتحاملي على نفسك"
ميراي:"أنا بخير حقاً! لقد توقف الشعور بالوخز"
ميكايلا:"أتعرفين إن كنتِ تكذبين الآن ميراي....لن اسامحك حقاً"
ميراي:"....لما أنت متوتر للغاية؟.. ."
ميكايلا:".....فقط...لا...لن أتحمل رؤيتك تتألمين مجدداً... "
صمت قليلاً
أنا نوعاً ما لم أتوقع مثل هذا الرد
لذا ازلت يدي الممسكة بصدري و أخذت نفساً عميقاً ثم نظرت نحوهم بنظرة جادة و قلت بصوت حازم
ميراي:(أنا بخير حقاً،رجاء لا داعي للقلق،إذا حدث أي شيء سأخبركم فوراً)
صمتوا لفترة قبل أن يتحدث شقيقنا بصوت متردد بعض الشيء
مالوس:(ت-تعدينني؟)
ميراي:(أجل،لذا رجاء لا تبدوا مثل تلك التعابير القلقة)
مالفرد:"علي أن أبقي عيني عليها من الآن فصاعداً.... "
مالفرد:(حسناً،لنكمل ما جئنا لأجله)
أمسك أخي بيدي
لم يكن يبدوا مرتاحاً حتى بعدما قلت
لذا حاولت أن ابتسم نحوه بلطف لعل هذا يخفف من حده توتره فأنا أعلم أنه حقاً لا يتحمل أي ضغط نفسي
تنهد بعدها و نظر إلى الأمام و هو مازال ممسكاً بيدي
ميكايلا:(... أيا يكن...)
ابتسمت لأنني عرفت أنه هدأ بعض الشيء أخيراً
أشعل والدنا بعض النار لإضاءة المكان لكننا ذهلنا
لأن النيران التي صنعها كانت منيرة و قوية للغاية حتى اضائت المكان كما لو كنا في وضح النهار
ميراي:(أبي هذا مذهل!~)
بدى والدنا متحيراً للحظة
مالفرد:(أوه تقصدين النيران،حسناً إنه لشرف لي أن يتم مدحي من قبل ابنتي العزيزه~)
مالوس:(تسك،يمكنني فعل نفس الشيء)
ميكايلا:(آخر مرة كانت النيران الخاصة بك بلون أخضر مشابه للون عينك و أبي،لكن النيران الخاصة بأبي تشبه النيران العادية....لما؟)
مالوس:(حسناً أنا فقط أحب لون النيران الخضراء تلك~)
ميراي:(حقاً؟ إذًا لابد أنك تحب لون عينيك أيضاً،أليس كذلك أخي؟~)
مالوس:(بالطبع احبها!~لكن ليس أكثر من لون عيونكم الجميل ذاك،إنهما يشبهان الاحجار الكريمه~)
احمر وجه كلانا بشكل طفيف
ميراي:(ش-شكراً لك أخي~)
ميكايلا:(أ-أجل شكراً لك....)
ميكايلا:"لن أعتاد على هذا المدح مهما حاولت... "
ميراي:"أنا أيضاً...أشعر بالغرابة كل مرة مدحنا فيها والدنا أو شقيقنا...حتى ليليا عندما يمدحنا بشكل جدي"
مالفرد:"من الجيد أن علاقتهم جيدة... "
ميراي:"...لاحظت أن أبي دائماً يبدوا سعيداً عندما نتحدث مع شقيقنا.. ."
ميكايلا:"أ ليس طبيعياً أن يشعر الآباء بالسعادة لو كانت العلاقة بين أبنائهم جيدة؟"
ميراي:"بالطبع أجل لكن...ألا تلاحظ أنه يكررها كل مرة كأنه يخاف من أن ننقلب على بعضنا البعض أو شيء كهذا.... "
ميكايلا:"ألم نتحدث حول الأمر؟ لم تكن العلاقة بين أبي و عمي أفضل شيء،لذا هو بالطبع سيشعر بالراحة لو وجد أننا على علاقة جيدة بشقيقنا،و بوضعنا هذا أيضاً فنحن اشقاؤه من الأب فحسب و بالاخذ في الحسبان كيف فقد والدته و كيف ولدنا نحن فبالتأكيد سيشعر براحة كل مرة تقع عينيه علينا و يجدنا نضحك معا دون أي مشاعر سلبية"
ميراي:"....محق..لكن لا أعرف هناك شيء لا يجعلني أشعر بالراحة حول هذا الأمر... "
ميكايلا:"أنتِ على الأغلب تبالغين في التفكير مرة أخرى"
ميراي:"...ممكن"
مالفرد:(هذا...إنه حقاً مشابه لطريقة بناء القصر لكن....هذه الطريقة أقدم بكثير....و أيضاً...هل كان هذا المكان كغرفة اجتماعات؟...أو ربما غرفة لبحث ما؟)
مالوس:(غرفة اجتماعات؟...لكن ألن تكون عادة داخل مبنى أو قصر ما؟ لما قد يضعون الغرفة في مكان منفصل هكذا؟...)
ميكايلا:(غرفة بحث؟لما قد تظن هذا أبي؟)
مالفرد:(...ارفف الكتب و أيضاً المكان واسع بحق،لذا ليس من المستبعد تخيل أن هذا المكان كان فيه بعض الكراسي و الطاولات....سيصبح أشبه بالمكتبة...)
ميراي:(ظننا في البداية أنها مكتبة لكن.... أنظر ذاك التمثال في الخلف)
التفت أبي إلى حيث كنت أشير
إلى التمثال المشوه الذي لم نعرف ماهيته منذ آخر مرة،اقترب منه بصمت حتى أصبح واقفاً أمامه
مالفرد:(ليليا،قلت أنك قمت بتحريك ذاك التمثال و قد عثرت على ممر اسفله،صحيح؟)
ليليا:(نعم~،لقد نزلت إلى الممر و ظللت اسير لفترة حتى و جدت شيئاً يشبه منصة صغيرة كانت تبدو كأنها تعرضت لهجوم من نوع ما و كان أمامها بمسافة صغيرة بوابة كبير بشكل غريب....أظن ارتفاعها أصغر من ارتفاع جدران القصر بقليل)
جفلت أجساد ثلاثتنا و نظرنا نحو ليليا بإندهاش
مالوس:(بهذا الكبر؟!)
ميراي:(لحظة! إذًا لما لم تخبرنا وقتها بحق؟!)
ميكايلا:(...لما هي كبيرة هكذا؟...إلى أين كانت تؤدي؟...)
ميراي:(... إنها ليست باباً مثل تلك الأبواب التي تخرج منها الوحوش صح؟...)
ليليا:(مستحيل،لو كانت كذلك لتعرفت عليها فوراً~)
مالفرد:(....هل كانت تلك المنصة الصغيرة مقسمة الى أجزاء؟...)
ليليا:(ماذا؟ كيف عرفت؟...أجل،كانت مقسمة إلى حوالي خمسة أجزاء،لكن ليس من السهل التأكد لأن العديد من اجزائها محطم أو مشوه)
مالفرد:"خمسة....خمسة أجزاء و بوابة كبيرة....كان هناك خمس عشائر لكن واحدة اختفت في ظروف غامضة و الأخرى تمت ابادتها...لكن البوابة التي تم ختم الوحوش القديمة فيها موجودة في أسترون...إذًا ما تكون تلك القريبة من دورننتال؟...لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم نقل مكان البوابة من أسترون إلى أسفل الأرض هنا... أيضاً بما أن ليليا ليس متأكداً فيجب أن يكون عمر هذه البوابة و المنصة قديمًا بحق حتى بالنسبة إلى التنانين.... "
ميراي:"حتى أبي يواجه صعوبة في فهم ما يجري هنا... "
ميكايلا:"لن الومه،فكل ما لدينا هو اسئله و اعتقادات دون أي دليل قاطع... "
مالفرد:(....هذا التمثال...إنه حقاً مثير للاهتمام)
مالوس:(أنا لا أستطيع فهمه حتى،أعني هل هذا انسان؟ أم كائن آخر؟...)
مالفرد:(.... ألم تحاولوا العثور على أي قطع قد تكون تفتت منه؟)
ميراي:(اممم..هناك الكثير من الحطام في الارجاء لذا لم نفكر في فعل هذا...)
مالفرد:(....سأحاول أنا إذًا)
هكذا بدأ والدنا يتجول في الارجاء و يلتقط الحطام المنتشر في أنحاء المكان،شعرنا بالذنب لتركه يفعل كل هذا بمفرده لذا بدأنا نبحث معه نحن أيضاً.
استمررنا بالبحث حتى أوقفنا فجأة صوت صراخ أخي المفاجئ ،هرعنا اتجاه بقلق
مالفرد:(ما الأمر؟! أنت بخير؟!)
كان واقعاً على الأرض يحدق بإتجاه شيء ما برعب شديد
ابعدني شقيقنا و ليليا و اتجه والدنا صوب ما كان ينظر إليه أخي بحذر
تجمد والدنا في مكانه للحظة بعدها تنهد و أمسك رأسه بيده،ظل صامتاً لوهلة حتى بدأ يضحك بخفة و مد يده ليساعد أخي على النهوض قام بعدها بإحتضانه
سلسة أفعاله تلك جعلتنا نشعر بحيرة من أمرنا
مالفرد:(هل اخافتك هذه؟)
احمر وجهي أخي و قام بتخبئة وجهه في أحضان والدنا،ابتسم والدنا بلطف بعدها و ملس على شعره برفق
مالفرد:(لا بأس الآن،لم يحدث شيء)
مالوس:(اممم هل كل شيء بخير؟...)
مالفرد:(أجل،يبدوا أن ميكايلا عثر على قطعة كبيرة من التمثال لكنه تفاجئ لأنها)
انحنى والدنا و رفع ما يشبه صخرة كبيرة من على الأرض
انتفض جسدي و شقيقي عندما القينا نظرة افضل على تلك الصخرة
مالوس:(ه-هذه..)
لقد كانت شيئاً يشبه وجه احدهم،كانت مشوه بحق و بها العديد من الأجزاء المكسورة لكن كانت أحد العيني واضحة كما كان جزء من الفم واضحاً
ميراي:(تباً...لو رأيت هذا لكنت قد فقدت وعي..)
مالوس:(خ-خصوصاً في الظلام.... أنت بخير ميكايلا؟)
ميكايلا:(أجل...ما هذا الشيء؟! لما هو موضوع في أكثر مكان مظلم في هذا المكان بحق؟!)
ليليا:(اه!إنها مجرد صخرة،لقد خفت ظننته وجد وحشاً أو شيئاً كهذا...)
ميكايلا:(ح-حسناً لقد ظننتها رأس شخص ما...)
ميراي:(يا إلهي هذا مخيف بحق...)
مالفرد:(حسناً،هذا المكان يعطيك شعوراً بأنك قد تجد جثة أحدهم هنا أو هناك)
كلمات والدنا جعلتني و أخي نلتصق بشقيقنا الذي تمسك بنا هو الآخر كان ثلاثتنا يرتعش بشكل خفيف و نحن ننظر في أرجاء المكان
ليليا:(مالفرد! لقد أخفت الأطفال!)
مالوس:(لا-لم نخف!)
ميكايلا:(أ-أجل أنا لست خائفاً!)
ميراي:(أنتما الإثنان منكران للحقيقة،أما أنا فأنا خائفة لأبعد الحدود الآن...)
انتفض جسد والدنا و ذهب نحو ثلاثتنا بسرعة و احتضننا
مالفرد:(آسف حقاً! لم أعني اخافتكم هكذا!)
ليليا:(إلهي... أحياناً تكون اسوء مني في التعامل مع الأطفال أتعلم؟)
مالفرد:(هل أنتم بخير؟...)
مالوس:(أجل لا داعي للقلق أبي...)
ميراي:(ع-على ايه حال،ألا يبدوا كأنه وجه امرأة؟)
ميكايلا:(لما امرأة بالتحديد؟...)
ميراي:(أعني جزء من الفم واضح لذا أنظر،الشفاه منحوته بشكل كأنها تضع أحمر شفاه لذا...أظن التمثال هو تمثال امرأة)
مالفرد:(بالنظر إليه....أجل أظنك محقة ميراي)
ليليا:(لكن هكذا الأمور أصبحت معقدة أكثر،من تكون تلك بحق؟و لما قد يوجد تمثال لها في مثل هذا المكان؟...)
مالفرد:(أنا.. أنا لا أعرف حقاً....)
مالفرد:"على ما أتذكر لم يتم ذكر أن امرأة قامت بتأسيس أي من العشائر الأساسية.... إذًا ما قد يكون ذاك التمثال؟...هل ربما كان يمثل شيئاً ما و لم يتم بنائه على شرف احدهم؟... "
ميكايلا:"رائع زاد عدد الأسئلة التي لدينا الآن.... "
مالوس:(امم لما لا نحاول وضع القطع التي جمعناها لنرى إن كان سيتضح أي شيء؟...)
ميراي:(هذ-)
فجأة بدأت أشعر بصداع شديد و بدأ العالم يدور من حولي
لم أعد أستطيع سماع أي صوت إستمر الصداع حتى شعرت أن أحدهم يقوم بضرب رأسي بقوة نحو الحائط
بدأ شعور الوخز في قلبي يعود لكن أقوى هذه المرة لم أستطع الوقوف على قدمي بعد الآن
حاولت الحفاظ على توازني شعرت بعده ايدي تحاول أن تساعدني على الوقوف لكن لم أقدر على مقاومة الألم و فقدت الوعي.
--------------------
كل ما كنت أستطيع رؤيته هو ظلام حالك،لكن شعرت كأني أقف على أرض صلبة لذا حولت المشي بحذر خائفة من أن اصطدم بشيء أو أن أسقط في حفرة أو ما شابه.
ظللت في الظلام هكذا لا أستطيع رؤية يدي حتى بدأت أشعر بالخوف و التوتر يملؤني
أين أنا؟
و ما هذا المكان؟
إلى متى سأظل أمشي داخل الظلام؟
و...ما الذي حدث؟
توقفت عن المشي عدة مرات من الخوف لكن لم يكن هناك شيء آخر لفعله لذا حاولت الإستمرار.
حتى و بعد فترة من رؤية لا شيء بدأت أرى شيئاً يشبه القضبان
قضبان بلون رمادي غامق لكن بالنسبة للسواد الحالك من حولي ذاك اللون الرمادي الغامق كان أوضح شيء استطعت رؤيته
لكن القضبان كانت طويلة للغاية و سميكة لم أستطع رؤية نهايتها أو بدايتها
حاولت الإقتراب بحذر
أشعر كأن قلبي سيقفز من بين ضلوعي.....
عندما وصلت لمسافة معينة انتفض جسدي و وقعت
قلبي بدأ يدق بإضطراب و لم أعد قادرة على الوقوف على قدمي
جالسة على الأرض احدق بعيون مرتعشة نحو الذي أمامي
عيون حمراء
كانت عيون كبيرة تنتمي لوحش ضخم بالتأكيد!
لكن لم أعرف حقاً ماهيته لأن اللون الأحمر كان يلمع بشدة وسط الظلام الحالك
لم أقدر على رؤية أي شيء آخر عدى ذاك اللون الأحمر الذي يحدق بي أو حسب ما احسسته وقتها كان يحدق بروحي
لم أستطع اغماض عيني أو الصراخ تجمدت تماماً ظلت العيون الحمراء تحدق بصمت
.....
لم يحدث شيء لذا حاولت أن ادقق النظر إلى تلك الكرات الحمراء الظاهرة من العدم،أول شيء غريب لاحظته هو أنها تشبه عيني
لا أعني أنها تشبهها كما كانت عيون راشيل تشبه عيننا من نفس اللون و شكلها الأشبه بالزمرد الأحمر،بل حتى شكل الوردة داخلها إنه نفسه بالضبط!
شعرت بالارتباك الشديد و شعور خوفي الذي لم يختف لم يساعدني حقاً على محاولة التفكير في أي تفسير
بدأت أشعر كأن العيون التي تشبه عيوني تحدق نحوي بغضب لم أعرف حقاً
هل هذا لأنني خائفة؟ أم أنها حقاً غاضبة علي؟
و إذا كانت غاضبة،فلماذا؟
ماذا فعلت لكي اغضبها؟
حاولت تحريك فمي لكي اسأل
لم يخرج الكلام من حلقي
حاولت بلع ريقي و معاودة المحاولة خرجت بعض الحروف مبعثرة كأني نسيت كيف أتكلم
ميراي:(أنت..م..هن..ا-ا..)
أغمضت عيني و حاولت أن أجبر نفسي على التحلي بالهدوء و أخذت نفساً عميقاً و قلت بصوت عالٍ بعض الشيء
ميراي:(ما تكون أنت؟ و ما هذا المكان؟)
أخذت بعدها انفاسي كأني كنت أجري بسرعة بعدها ظللت أحدق في العيون التي لم تتغير و لو قليلاً
بدأت أشعر أنني اهلوس الآن حقاً
لذا حاولت الوقوف،تعثرت أكثر من مرة لكنني في النهاية وقفت
لقد بدأت أشعر بالغضب حقاً الآن
لم أعرف لماذا
لكن قررت أن أحدق أنا أيضاً اتجاه تلك العيون المزعجة لنرى من منا سيتوقف أولاً!
إستمر الوضع و أنا أحدق نحوها بغضب مثلما كانت تحدق بي هي الأخرى
حتى فجأة انتفض جسدي مرة أخرى و اتخذت عدة خطوات للخلف
لأن وسط الظلام الدامس ظهرت أسنان بيضاء
لكنها كانت حادة للغاية حتى تخيلت أنها ستقضم هذه القضبان الفاصلة بيننا ثم تلتهمني أنا الأخرى
بدأت الانياب الحادة بالتحرك و قالت بصوت لم أسمع مثله من قبل
صوت بارد جعلني أقوم بتغطيه اذني
صوت جعل قلبي يتوقف عن النبض للحظة
:(لا تعودي إلى هناك مجدداً)
......
هاه؟
لم أفهم ما سمعت للتو؟
...لا أعود؟
...هل يقصد أنه لا يريدني العودة إلى أخي و عائلتي؟!
مستحيل!
سأعود رغماً عن أنفك أيتها العيون الغريبة!
سمعت الصوت البارد و الجاف مجدداً
:(يا لكِ من غبية،لا تقدرين على فهم تحذير بسيط بشكل صحيح)
غضبت حقاً من ذاك الصوت
لقد ارعبتني و ظللت تحدق بي بعدها تعطيني تحذير غريب و فوق هذا تناديني بالغبية؟!
لذا نظرت نحوه بغضب شديد و صرخت في وجهه
ميراي:(إن كنت تراني غبية هكذا،لما لا تظهر نفسك أمامي و تعطيني من علمك الواسع أيها الجبان!)
لم أسمع رداً منه
لكنني استمررت في الحديث بغضب،أضفت نبرة ساخرة لطريقة حديثي لأنني لا أنوي إمرار تلك الإهانة التي أطلقها علي مرور الكرام!
ميراي:(أوه؟ هل يعقل أنك لا تستطيع بسبب تلك القضبان؟بالتفكير بأنك تحاول اخافتي هكذا بل و نعتي بالغبية و أنت حتى لا تستطيع تحرير نفسك،هاه! من منا الأبله الكبير هنا؟~)
بعد خروج تلك الكلمات من فمي ازدادت حدة تلك العيون الحمراء و أصبحت متأكدة الآن أنها تحدق بي بغضب
خرج الصوت البارد و الجاف مجدداً لكن أضيف إليه نبرة غاضبة
:(كيف تجرؤين على السخرية مني؟! شيء وضيع مثلك!)
ميراي:(من تنادي بالوضيع أيها الجبان غريب الأطوار؟! أيضا بالتدقيق في صوتك أنت يجب أن تكون رجلا عجوزاً و عجوزاً خرفاً أيضاً!)
:(أيتها الوضيعة! ألا تعلمين مع من تتحدثين؟!)
ميراي:(و كيف لي أن أعلم هذا يا أذكى من عاش على الأرض إن لم تخبرني؟!هاه! و تقول بأنني الغبية!)
:(أنتِ لا تستحقين معرفة من أكون حتى! ألا يكفي أنني محبوس داخل جسد جرذ قذر مثلك؟!)
ميراي:(و هل أنا من قام بحبسك؟! أيضاً من تنادي بالجرذ القذر أيها العجوز الغبي!)
:(لست عجوزاً!! أنتِ فقط غبية!)
ميراي:(ألا تمتلك كلمة أخرى في قاموسك غير كلمة غبية؟)
:(لن أستخدم كلمة أخرى لأن غبية هو الوصف المثالي لكِ!)
ميراي:(أيها الوغد!!)
فجأة شعرت أن الشجار معه لن يفيد بشيء لذا نفخت بضيق و نظرت نحو تلك العيون مجدداً
ميراي:(على ايه حال ماذا كان قصدك بحق عندما قلت إنني لا يمكنني أن اعود؟! لا تبدوا كأنك تحبيني كثيراً لذا لا أظنك تنوي على ابقائي هنا)
:(بالطبع لن ابقيك هنا،اليوم الذي قد أفكر في فعل هذا سيكون اليوم الذي أصاب فيه بالجنون!)
ميراي:(و هل أنت متأكد أنك لست مجنوناً بالفعل؟~ أعني~البقاء داخل قفص في الظلام الحالك كفيل بأن يصيب أي شخص بالجنون~)
:(أيتها ال###! أنا حقاً اكرهك!)
ميراي:(و ماذا فعلت لك بحق؟! أنت من أحضرني إلى هنا! هل أنت مصاب بانفصام شخصية أو شيء كهذا؟! أ تعلم شيئاً؟ لا أمانع،اكرهني كما تريد أشك أنني سأحاول تغير هذا!)
:(تسك لما قد ظننت أنني يمكنني التفاهم مع جرذ قذر مثلك؟)
ميراي:(واو انتقلنا من الغبية إلى جرذ قذر!~ يبدوا أنك حقاً تعرف أكثر من كلمة واحدة،هذا مدهش أيها العجوز~)
:(أنظروا إليها! أخبرتك أنني لست عجوزاً!!)
ميراي:(إذًا لما صوتك جاف هكذا؟ هل يؤلمك حلقك أو شيء كهذا؟~ ااه~ أيها المسكين!~المرة القادمة سأحضر معي بعض النعناع من أجل حلقك~ ففي النهاية الإهتمام بالعجائز واجب~)
:(....لا أصدق حقاً أهذه نهاية نسلي؟ إنه لأمر مخيب للآمال)
ميراي:(هاه؟ نهاية نسلك؟... أوه كلا! أتريد القول بأنني قد أكون مرتبطة معك بالدماء؟! ااعععع! فاليخرج أحدهم دماء العجوز الغبي من داخلي!)
:(أوه كم سأحب تمزيقك ارباً ارباً حتى لا يتبقى فيك جزء سليم)
ميراي:(حاول فعلها إن كنت تستطيع~)
:(.....لا تعودي إلى ذاك المكان المهجور مجدداً،المرة القادمة لن اتساهل على جسدك الضعيف ذاك)
ميراي:(.... أنت من كان يسبب ذاك الألم و الشعور المشؤوم إذًا؟)
:(هوه هووه~أنا متفاجئ أنك تستطيعين اكتشاف شيئاً مثل هذا بمفردك~)
ميراي:(أيها ال-هاااه أياً يكن......إذًا... أنت الشيء الذي تم ختمه بداخلي؟...لكن كيف؟ أنت تبدوا كبيراً للغاية...)
:(رأيتِ؟ لا يوجد وصف مناسب أكثر من غبية بالنسبة لكِ)
ميراي:(مهلاً! ما الأمر الآن؟!)
:(كيف يمكنكِ ألا تعرفي أنه من ممكن ختم أي شيء مهما كان حجمه بإستخدام الطريقة المناسبة؟! ماذا تعلمتِ في حياتكِ بحق؟!)
ميراي:(لقد تعلمت الكثير!)
:(أوه حقاً؟~ هاه إذًا أخبريني بالقليل من علمك الواسع~)
ميراي:(.... أنت... أنت لا تستحق أن أخبرك بأي شيء)
:(لا داعي فأنا أعرف بالفعل،أنتِ بالكاد تعرفين أي شيء عن ماهية الأبواب و العناصر الروحية كما تعرفين القليل عن السحر المميز و بعض معلومات تعد على الأصابع حول العشائر الأساسية،و بالكاد تعلمتِ كيفيه رفع حجر من فوق الأرض،ما رأيك؟~)
شعرت بالقشعريرة لأنه بدى كأنه يعرف كل شيء عني،و أنا على الجانب الآخر لا أعرف شيئاً
ميراي:(أ-أنت...هل يعقل أنك... أنك تتجسس علي؟!)
صمت للحظة قبل أن يجيب بصوت يملؤه الحيرة
:(....معذرة ماذا؟)
ميراي:(أنت! ظننتك مجرد عجوز غاضب لكنك منحرف أيضاً!)
:(....هاه.....)
ميراي:(كيف تسول لك نفسك التجسس على فتاة صغيرة؟! أنت مقرف بحق!)
:(أنتِ...ما-....من بحق قال أنني اتجسس عليك؟!)
ميراي:(إذًا كيف تعرف كل هذا؟!)
:(لأنني ببساطة مرغوم على البقاء داخل جسدك ذاك! لذا أي شيء تسمعيه أنا أيضاً اسمعه رغماً عني!!)
ميراي:(أوه...هكذا إذًا...هاااه!~ ظننتك تجسس علي~)
:(تباً....طوال السنوات التي عشتها لم يجرأ أحدهم على النظر في عيني مباشرة دعك من نعتي بالعجوز و الآن تأتي جرذة صغيرة و تنعتني بالمنحرف أيضاً؟!)
ميراي:(آسفه لكنك لا تستطيع لومي حقاً~ بما ستشعر إن قابلت أحدهم لأول مرة و وجدت أنهم يعرفون كل شيء عنك؟)
:(.... أيا يكن،فقط لا تعودي إلى ذاك المكان المهجور و إلا أعدك أن الألم لن يزول! بل و سأجعله مضاعفا!)
ميراي:(و لما هذا؟ هل هناك شيء تريد اخفائه هناك؟~)
:(....كلا،لكن لا تعودي هناك فحسب)
ميراي:(إن لم تعطني سبباً مقنعاً سأعاود الذهاب~)
:(إذا عاودتِ الذهاب أنا حقاً لن اتساهل معك!)
ميراي:(حسناً أنا بالفعل تعرضت للكثير من الألم،بعض الألم في قلبي لن يؤذيني~)
:(....إذًا لنحاول فعل شيء آخر،إذا لم تذهبي لهناك مجدداً سأخبرك بمن أكون)
ميراي:(و لما قد أثق بك؟ لقد كنت تهددني منذ برهة فحسب)
:(... أعرف هذا،لكن الآن تراجعت عن ما كنت أريد فعله.....لذا ما رأيك؟)
ميراي:"نبرته أصبحت أكثر هدوء....لكن مازلت لم أعرف لما لا يريدني أن أعود إلى هناك؟.. "
ميراي:(لكن ليس من المنطقي أن أفعل شيئاً بلا سبب وجيه فقط للحصول على معلومة يمكنك أن تكذب بشأنها بسهولة~)
:(و لما قد أكذب حول من أكون؟)
ميراي:(لكي تمنعني من الذهاب إلى ذاك المكان بالطبع)
:(.....لن استفيد شيئاً إن كذبت عليكِ)
ميراي:(كيف لن تستفيد و أنا سأنفذ شيئاً تريده؟)
:(أنتِ مزعجة اتعلمين؟)
أخرجت لساني نحوه
تنهد لكن تنهده ذاك ارسل تياراً من الهواء حتى شعرت أنني سوف أطير من فوق الأرض
تحدث بعدها لكن بدى صوته هادئاً للغاية هذه المرة
هذه المرة شعرت كأنه يتحدث بصدق
:(.... أنا... أنا لا أحب التواجد في ذاك المكان..)
ميراي:(إذًا لما لا تنام فحسب عندما أدخل إلى هناك؟)
:(أنام؟)
أومأت برأسي
ميراي:(أجل،عندما أشعر أنني لا أريد فعل شيء ما أهرب عن طريق النوم،لما لا تفعل نفس الشيء؟~)
:(ألم أخبرك أنني أسمع كل ما تسمعينه؟)
ميراي:(لكن إن غطت في النوم لن تسمع أي شيء،صح؟~)
:(.... ألا تشعرين بالفضول حول ما أكون؟)
ميراي:(بالطبع أجل،أنا حقاً أريد معرفة هويتك،لكنني لن أضحي بمعلومة مهمة أردت معرفتها لوقت طويل فقط لأعرف من تكون. أيضاً إذا اكتشفنا ما يكون ذاك المكان قد أعرف هويتك لذا إنه ليس شيئاً مهماً،لا يستحق التضحية من أجله سواء أخبرتني أم لم تفعل سأكتشف الأمر)
:(..... أنتِ حقاً غريبة.....)
ميراي:(قل ما تريد~ سئمت الشجار مع كرات حمراء تطفو على أيه حال~)
:(.....هاه! تريدني أن أنام فحسب؟)
ميراي:(أجل،لا يوجد أمر أسهل من هذا~)
:(.....هاااه~ ماذا كنت اتوقع بإحضارك إلى هنا؟.... أنتِ حقاً لا أمل في التناقش معك)
ميراي:(حسناً أنت لست أقل غرابة مني،إذًا~ متى سأعود؟)
:(.....لا أريد رؤية وجهك الغبي مجدداً اذهبي الآن)
بعدها بدأت الكرات الحمراء تصغر حتى أصبحت تشبه الهلال و اختفت بعدها
أظنه أغمض عينيه و نام كما أخبرته
فجأة شعرت بما يشبه قطرات ماء تسقط على وجهي
بدأت أحاول فتح عيني ببطء فقط لأجد أخي ميكايلا بجانبي
كانت تلك القطرات هي دموعه تفاجئت لأنني لم أرى ميكا يبكي منذ أن كنا في ذاك المختبر
أردت النهوض فوراً لكي اربت عليه و احتضنه لكني لم أستطع رفع ظهري من على الفراش كما كان الصداع مازال موجوداً لكنه أخف بكثير
انتبه ميكا علي و ظل يحدق بي لفترة كانت الدموع تنهمر من عينيه كما كان أسفل عينه ملتهبا لابد أنه كان يبكي لفترة طويلة
ظل يحدق نحوي بعدم تصديق و تفاجئ لفترة حتى انقض علي و احتضنني بقوة كان صوته مرتجفاً و ضعيفاً
ميكايلا:(غبية! أنتِ غبية! تباً لكِ ميراي! أنا أكرهك!! أكرهك!!)
لم أعرف ماذا أقول فأفعاله تنافي ما يقوله
لذا حاولت أن أضمه بيدي و اربت على ظهره كان جسده بالكامل يرتعش
حاولت أن أتحدث لكي اهدأ من روعه و لو قليلاً،لكنه بدأ يبكي بصوت عالٍ
ميراي:(مي-ميكا....)
ميكايلا:(لا تتحدثي! اللعنة!! فقط ابقي حيث أنتِ!!)
صوت أخي العالي على ما يبدوا جعل من في الخارج يهرع إلى الغرفة
و كان من دخل بسرعة هم شقيقنا و والدنا و ليليا معهم
كانوا جميعاً قلقين و شقيقنا كان وجهه شاحباً بحق
والدنا أول من وصل عند السرير و نظر إلي بعيون مرتعشة كان يتنفس بسرعة
مالفرد:(مي-ميراي!)
نظرت نحوه،عندما نظرت إليه ارتسمت ابتسامة ارتياح على وجهه و لحقه شقيقي الذي كانت الدموع في عينه بالفعل
نظر إلي و أخذ يبكي و ذهب جانب أخي و احتضنني بقوة
أبي لحق بهم و احتضنني ثلاثتهم،لم أفهم ما يجري حقا لكنني اردتهم حقاً أن يتوقفوا عن البكاء
حولت نظري من وجوههم لارى ليليا واقفاً ممسكاً برأسه
ليليا:(أنتِ مستيقظه...يا إلهي! أنتِ حقاً بخير!!)
ميراي:(ما-ماذا يحدث...)
ليليا:(....ميراي...لقد سقطي فجأة...و... حسناً...)
حاول والدنا أخذ أنفاسه و حاول النظر إلي أخذ يملس على شعري برفق
مالوس:(أنتِ أنتِ بخير الآن صحيح؟لا-لن تشعري بأي شيء غريب مجدداً صح؟...)
كان يتحدث و هو يبكي بحرقه لذا قمت بهز رأسي للموافقة و حاولت أن ابتسم لكي يهدأ قليلاً
عندما ابتسمت نحوه ابتسم هو أيضاً بلطف و بدأ يربت على ظهر أخي الذي لم يكف عن البكاء،و بالمثل فعل والدنا
مالفرد:(حسناً حسناً الآن، ميكايلا إنها بخير... إنها بخير الآن....)
ميكايلا:(... أ-أعرف...أ-أنا فقط...)
مالوس:(ميكايلا....)
قام شقيقي بإحتضان ميكا
مالوس:(حسناً الآن يمكنك التوقف عن البكاء.... إنها بخير لقد فتحت عينها أخيراً!)
هدأ ميكا بعد فترة و أخذ والدنا يمسح عيني ميكايلا و مالوس من الدموع التي انهمرت من عينيهم
كنت أحاول النهوض لذا قام ليليا بوضع بضع وسادات خلف ظهري لكي أتمكن من رفع نفسي و لو قليلاً
نظرت إليهم كانوا جميعاً ينظرون اتجاهي بشيء من عدم التصديق و الراحة لم أفهم لما
ميراي:(ا-اذًا-)
ميراي:"لما صوتي جاف هكذا؟...هل يعقل لأنني سخرت منه!"
ميكايلا:(صوتك جاف لأنكِ لم تتحدثي لفترة....لفترة طويلة...)
ميراي:(م-ماذا؟...)
ليليا:(سأخبر أحدهم بإحضار كأس ماء أولاً)
و هكذا لم تمر ثانية إلا و دخل خادم مع كاس الماء
امسكه والدنا و رفع رأسي برفق و حذر قليلاً حتى أستطيع أن أشرب
مالفرد:(ها أنتِ ذا....إذًا؟ بما تشعرين؟...)
ميراي:(اااه...ااه.. أوه! لقد عاد صوتي!~ إذًا الآن ماذا حدث؟...)
مالوس:(لقد...لقد فقدتِ الوعي...)
مالفرد:(لإسبوع كامل.....)
ميراي:(أوه-! لحظة ماذا؟!)