رواية ازهار الزعفران الذابلة

مرت فترة طويلة منذ أن رأينا كارما و إخوته لذا ذهبنا لسؤال والدنا إن كان لا مانع في طلب رؤيتهم للإطمئنان عليهم و لأننا أردنا اللعب معهم مجدداً.

لذا استغللنا وقت تناول الإفطار لكي نسأل والدنا بما أنه يكون مشغولاً للغاية بعدها

ميراي:(إذًا~ أبي إن لم تمانع....هل يمكننا أن نرى كارما و إخوته؟...)

مالوس:(لقد افتقدناهم حقاً...)

ميكايلا:(أجل،أريد الإطمئنان عليهم....)

مالفرد:(هممم بشأن هذا كان الأمر يشغلني لفترة....لقد قال ملك أسترون بأنه سيعلن عن كارما و التوأم كأمراء شرعيين للملكة أسترون...)

مالوس:(بذكرك لهذا....لم نسمع شيئاً عنهم من بعدها...)

ميراي:(ل-لم يحدث لهم شيء أليس كذلك؟...)

مالفرد:(العقد مازال سالماً لذا....كلا،لا أظن أنه حدث لهم شيء....على أي حال،لقد أرسلت أحدهم ليطمئن على الأوضاع هناك...من المفترض أن يعود بعد يومين لاخباري بما حدث...)

ميكايلا:(لكن...متى بعثته؟..)

مالفرد:(بعد أن غادروا القصر هنا بيوم واحد)

مالوس:(هذا...لقد مضت فترة طويلة منذ أن غادروا.....هل هو بخير؟)

مالفرد:(أجل إنه بخير،لا تقلق كنا نتبادل الرسائل)

ميراي:(إذًا~ أي شيء عنهم؟...)

مالفرد:(لم يقل أن شيئاً مميزاً حدث لهم في تلك الفترة.... فقط أنهم يسكنون حالياً في القصر الرئيسي)

مالوس:(أوه؟...أليس هذا جيداً؟)

ميراي:(أظن.....مادام أنهم بخير...)

مالفرد:(حسناً،سيتضح كل شيء بعد أن أقابله شخصياً،فهناك أشياء لا يمكن كتابتها في الرسائل)

ميكايلا:(محق...إذًا لا شيء أمامنا سوى الإنتظار...)

مالفرد:(أجل،لا تقلقوا كثيراً مع هذا....واثق بأنهم بخير)

بعد كلمات والدنا لم نذكر أي شيء عن الموضوع مجدداً

بدلاً من هذا حاولنا التركيز على تدريبات السحر لكي لا نتوتر بسبب التفكير في احتمالات قد لا تحدث أصلاً.

كان تقدمنا بطيئاً بعض الشيء و هذا شيء توقعناه بما أن كلانا لم يمتلك مقداراً كبيراً من السحر فكان إخراجه أمراً صعباً.

لحسن الحظ ليليا كان جيداً في التعامل معنا و لحسن الحظ أيضاً شقيقنا كان يمنعه كلما فكر في تعلمينا بطريقة 'مبتكرة' لذا مر اليومان و انتظرنا بعدها الأخبار من أبي كما قال لنا.

و بالفعل قام والدنا بدعوتنا إلى مكتبه فذهبنا على الفور لكن قبل فتح باب المكتب نظرنا نحو بعضنا البعض بتوتر قبل أن يظهر ليليا خلفنا و يحتضن ثلاثتنا

ليليا:(لما الوجوه العابسة؟~ واثق بأنهم بخير!~ بل و في أفضل حال أيضاً!~هيا الآن امسحوا ذاك التوتر من وجوهكم~)

مالوس:(....تعرف شيئاً ليليا...)

ليليا:(هممم؟ ماذا؟)

مالوس:(أنت... أنت حقاً جيد في تعديل مزاج الآخرين...)

ميراي:(هاااه~أوافق على هذا....لقد خف توتري قليلاً بطريقة ما~)

ميكايلا:(أنظر إلى هذا~أنت تجيد شيئاً عدا القتال و التدريب~)

ليليا:(أحقاً تظنون هذا؟~ يا إلهي أنا أحبكم حقاً!~)

و قام بعصرنا حتى شعرت بعظامي تتكسر

مالوس:(ت-توقف! هذا قوي للغاية بالنسبة للتوأم! و لي أيضاً!)

ليليا:(آسف آسف،الآن هيا بنا~)

تنهد ثلاثتنا بعدها أشرنا لشقيقنا لكي ينخفض إلى مستوانا بعدها همست في أذنه

ميراي:(المرة القادمة علينا مدحه و نحن على بعد مسافة كبيرة منه)

ميكايلا:(أو يمكنك إنشاء درع سحري حولنا)

مالوس:(أنا أوافق على هذا....لا أريد الشعور بأضلاعي كأنها تتداخل مع بعضها البعض مجدداً...)

فتحنا الباب و دخلنا فوجدنا والدنا يمسك بورقة ما و ينظر إليها بصمت جعلنا هذا نبتلع ريقنا خوفاً من أن تكون أخباراً سيئة عنهم

مالفرد:(....فاليقترب ثلاثتكم)

جفلت أجسادنا و تقدمنا إلى المكتب ببطئ حول والدنا نظره إلينا بعدها ثم وضع تعبيراً لطيفاً كالعادة

مالوس:(إ-إذًا؟....)

مالفرد:(ألم أخبركم أنه لا داعي للقلق؟~)

ارتاح ثلاثتنا بسماع تلك الكلمات

ميراي:(إذًا يمكننا رؤيتهم؟~)

أومأ والدنا بابتسامة

مالفرد:(بالطبع،في الواقع على غير ما توقعت سيقوم ملك أسترون بإقامة حفلة و يعلن فيها رسمياً عن كارما و كلارا و لوكاس كأمراء للملكة~)

ميكايلا:(لا-لا تخبرني بأنه ينوي على دعوتنا.....)

مالفرد:(ليس هو،بل كارما من أصر على دعوتنا)

مالوس:(لا بأس في الذهاب....صحيح؟...)

مالفرد:(هل تريدون الذهاب؟)

صمتنا للحظة لنحاول أن نقرر ماذا نفعل

ميراي:"أنا أريد رؤيتهم حقاً لكن.. ."

ميكايلا:"نحن لم يتم الإعلان عن وجودنا حتى لذا إذا ذهبنا هناك فسينكشف وجودنا لأول مرة و في مملكة أخرى..... "

ميراي:"هذا ما يضايقني....هل لا بأس لو حدث هذا؟.... ألا يمكن لأبي بأن يقوم بالقاء مثل تلك التعويذة التي ألقاها علينا في عيد ميلاد ديتر؟.. ."

ميكايلا:"لكن ألن يكون الأمر مريباً؟....هناك لم يكن علينا تقديم هدية أمام الجميع بما أنه فرد من عائلتنا اعطيناه الهدية في مكان بعيد.....لكن إن ذهبنا هناك فسنلعب معهم أو نحييهم....كيف سنفعل هذا دون أن يشك أحد في شيء؟... ."

مالوس:"أريد حقاً الذهاب و رؤيتهم....لا أظن هناك مشكلة في هذا صحيح؟.... "

مالفرد:(....هل هناك شيء تريدون مناقشته معي؟...)

ميراي:(أجل في الواقع.....كيفة سنذهب إلى هناك؟...)

مالوس:(ماذا تقصدين؟ سنذهب بالعربة)

مالفرد:(لم تقصد هذا مالوس،بل تقصد وضعهم بما أنه لا أحد في الإمبراطورية يعرف بوجودهم بعد لذا تسأل كيف ستحضر حفلة في مملكة أخرى)

صمت كلانا و حدقنا بتعبير فارغ نحو والدنا

ميكايلا:"....الأمر يخيفني نوعاً ما عندما يفهم والدنا ما نريد....كأنه هو أيضاً يستطيع قراءة الأفكار.... "

مالوس:(أوه لم أفهم هذا.....لكن ما المشكلة مع ذلك؟ألم يعرف ملك أسترون بوجودهم على أيه حال؟)

مالفرد:(لقد أرسلت ذاك المبعوث فقط لكي يتأكد من أنه لن يفتح فمه و يثرثر بشئ تافه)

مالوس:(آه هذا مريح،لقد كنت أشعر ببعض القلق منذ آخر مرة حول ذاك الأمر)

مالفرد:(لا تقلق،لم أكن سوف أتركه بعد الذي قاله ذاك على أيه حال. إذًا بخصوص ما يقلقك ميراي...و ميكايلا أيضاً يقلقه نفس الشيء أليس كذلك؟)

ميكايلا:(أجل،أعني لقد كان الأمر سهلاً بالنسبة إلى عيد ميلاد ديتر لأننا لم لكن علينا التفاعل مع أي شخص،فقط اعطيناه الهدية و قضينا باقي الوقت في مكان بعيد كي لا يشك بكم أي شخص لكن هذه المرة....إنها مختلفة تماماً)

مالفرد:(أتفق معك،هذه المرة من الطبيعي أن يطلب منكم أحد الأطفال اللعب معهم و سيكون الأمر غريباً لو رأى أحد ما أمراء آسترون يلعبون أو يتحدثون مع شخص غير مرئي لهم)

مالوس:(إ-إذًا ألا يمكنني أنا أن أمثل كأنهم يتحدثون معي أنا؟)

مالفرد:(ممكن....لكن الأمر سيكون متعباً بحق....)

ابتسم شقيقنا بإشراق و تحدث بنبرة مبتهجة

مالوس:(لا أبالي!~ مادام هذا سيجعل من الممكن لاخوتي اللعب باطمئنان~)

ميكايلا:"سيصيبني العمى من ابتسامته تلك"

ميراي:"إنها جميلة أليس كذلك؟~"

ميكايلا:"بل تزعجني لسبب ما.... "

ميراي:"هذا لأنك كرة من الكآبة ميكا~"

مالفرد:(هاااه عرفت أنك ستقول هذا،لكن أنا لدي فكرة أفضل كي لا نظلم أحداً منكم)

ميراي:(و ما هي؟)

مالفرد:(مع أنني متردد بشأنها قليلاً.... أياً يكن،ليليا)

ليليا:(نعم سيدي!~)

بدى تعبير من خيبة الأمل على وجه والدنا

مالفرد:(....سأندم على هذا....)

تنهد والدنا بعدها وضع تعبيراً جادا على وجهه

مالفرد:(إن هذا أمر مهم،مهم جداً،هل تستطيع أن تعدني بألا تسمح لأي شخص بإكتشاف أمر التوأم؟)

ليليا:(وعمري لأحافظن على حياتهم!~)

مالفرد:(.... أعتمد عليك إذًا،هكذا يمكنكم اللعب و التحدث كما تريدون لكن لا مانع من أن تأخذوا حذركم أيضاً)

ميكايلا:(...ستتركنا في عهدته؟)

مالفرد:(أجل...لكن لا تقلق مادام أقسم هكذا فهو بلا شك سيأخذ الأمر بجدية)

ليليا:(بالتأكيد!~ لذا لا داعي للقلق ميكا~)

ميكايلا:(الأمر فقط أنه....بالنظر إلى تجاربي السابقة معك....هل أنت حقاً لن تختفي فجأة و تتركنا لأن شيئاً ما أثار اهتمامك؟)

ليليا:(قطعاً لا! سابقى معكم على الدوام!~)

مالوس:(و-و أنا أيضاً لن أترك جانبكم!)

ميراي:(نعرف هذا و نقدره كثيراً أخي~)

مالفرد:(أظن أن الأمر حسم هكذا،صحيح؟)

ميكايلا:(أجل...أظن...)

ميراي:"لا تقلق هكذا ميكا،الأمر سهل خصوصاً و أننا أخبرنا كارما بموقفنا بالفعل~"

ميكايلا:"أنا قلق من ملك أسترون في الواقع....هل تظنين بأنه قد يحاول فعل شيء لنا؟... "

ميراي:"لا أظن هذا،ليس بعد أن كاد يصعق بالبرق آخر مرة"

تنهد ميكايلا بعدها و أمسك يدي

ميكايلا:(حسناً هذا كل شيء.... إذًا متى سيكون موعد تلك الحفلة؟)

مالفرد:(بعد أسبوعين من الآن)

ميراي:(هذا وقت طويل للغاية~)

مالوس:(....لما يستغرق كل هذا الوقت لإقامة حفلة؟...أعني،لقد ذهبوا إلى القصر منذ وقت طويل...)

مالفرد:(لا علم لي بهذا....لكنهم بخير مع ذلك لا أعرف لما قد تأخر موعد إعلانهم كأمراء لكن أنا متأكد من أنهم بخير)

ميكايلا:(لكن ألسنا في نفس الموقف؟ نحن أيضاً مرت فترة طويلة بحق و لم يتم تقديمنا بعد كأمراء)

مالفرد:(ه-هل هذا يضايقكم؟...)

كان يبدوا التوتر و القلق على وجهه و في نبرة صوته

ميكايلا:(كلا)

ميراي:(على الإطلاق~)

ميكايلا:(فقط كنت أشبه حالتنا بما حدث معهم لأن الأمر غريب...)

مالوس:(غريب؟...لما قد تقول هذا؟)

ميكايلا:(أعني السبب وراء عدم الإعلان عنا هو لأنه مازال هناك خطر علينا،لكن ما قد يكون السبب بالنسبة لهم؟)

مالوس:(أوه صحيح.... أنت محق ما قد يكون السبب؟)

ميراي:(ربما منحهم وقت ليعتادوا على العيش في القصر؟ أعني أنا و ميكا كان الأمر غريباً للغاية بالنسبة لنا أول مرة جئنا إلى هنا)

مالفرد:(هذا قد يكون سبباً....لكن المهم أنه لا يبدوا كأنه هناك خطر على حياتهم لذا لا أظن أن السبب قد يشكل فارقاً)

ميكايلا:(.... أنت محق ماداموا بخير...)

ميراي:(أوووه~ ميكا أنت قلق عليهم حقاً~ هذا لطيف منك!)

ميكايلا:(عما تتحدثين بحق؟ لست قلقاً عليهم بل شعرت بالفضول فحسب)

تنهد ليليا و ربت على رأس ميكايلا الذي أبعد يده عن رأسه بسرعة بعدها

ليليا:(ميراي اتركيه إنه في حالة إنكار شديدة مع النفس~)

ميراي:(هيهيهي~ أعلم هذا أنا فقط أحاول إخراجه منها~)

ميكايلا:(و هل طلبت هذا منك؟)

ميراي:(إذًا أنت تعترف بوجود حالة الإنكار تلك؟~)

مالفرد:(ميراي توقفي الآن،لا تزعجيه)

ميراي:(حسناً أبي~)

مالوس:(ا-اذًا....ما أخبار الوضع مع تلك المملكة؟)

مالفرد:(أوه لقد كانوا هادئين منذ أن ذهب ليليا بالبعثة الى هناك)

ميكايلا:(هل قضيت عليهم أم ماذا ليليا؟)

ليليا:(فقط من اعاقوا الطريق~)

مالفرد:(هذا سيخرسهم لفترة)

ميراي:(هل-هل هذا يعني أن أبي أصبح متفرغاً أخيراً الآن؟)

مالفرد:(أجل،أعني مازال هناك الكثير لافعله لكن على الأقل مشكلة هؤلاء البشر ستتوقف لبعض الوقت)

مالوس:(بعض الوقت؟...لما هل تظن أنهم سيفعلون شيئاً ما مجدداً؟)

مالفرد:(لا أظن بل أنا متأكد.لديهم عناد غير طبيعي...)

ميراي:(البشر غريبون حقاً لما لا يتوقفون و يحاولوا سماع الطرف الآخر؟)

ليليا:(تناقشنا في هذا الأمر،إنهم يصورننا على هيئة وحوش عديمة القلب و العقل أيضاً.لذا هم يقومون بفعل 'الشيء الصواب' و التخلص من الوحوش و محاربتها بكل ما لديهم من قوة)

ميكايلا:(هذا مزعج.... إذًا ماذا تظنهم سيفعلون أبي؟)

مالفرد:(ما فعلوه أول مرة،محاربتنا دون أي سبب وجيه)

تنهد بعدها والدنا بتعبير خيبة أمل على وجهه

مالفرد:(أنا إلى الآن لا أتعامل بجدية معهم لأنني لا أريد بدأ حرب)

ليليا:(و أنا معترض على هذا،فقط لنذهب و نقم بإبادة تلك المملكة و المشاكل ستختفي!~)

ميكايلا:(تتحدث عن إبادة مملكة كأنها شيء سهل...)

ليليا:(إنها كذلك~ ما قصده والدكم بأنه لا يتعامل معهم بجدية هو أنه لا يبعث فرق قوية للتصدي لهم،لذا رأي أن نريهم مدى قوتنا لكي يخرسوا مرة و إلى الأبد!~)

ميراي:(.... أنت هكذا تثبت نظرتهم نحونا....)

مالوس:(أمر رأيهم فينا صعب إن لم يكن مستحيلاً أن يتغير على أيه حال....)

مالفرد:(للأسف مالوس محق،عنادهم ذاك يمنعهم من التوقف للحظة حتى و النظر إلى 'الوحوش' التي يريدون التخلص منها بشدة)

ليليا:(إن كانوا متمسكين برأيهم ذاك فأرى أن نريهم الوحوش الحقيقة)

ميكايلا:(أيا كان مدربك ذاك فكانت لديه نظرة جيدة بشأنك ليليا،أنت حقاً ولدت في أرض المعركة....)

ليليا:(أعتبر هذه مجاملة،شكراً ميكا!~)

ميكايلا:(تسك أيضاً لا تناديني ب'ميكا' إسمي ميكايلا)

ليليا:(ماذا؟~ لكن ميراي تناديك بميكا!~)

ميكايلا:(.... أعرف هذا،أنت لا تناديني هكذا)

ليليا:(حسناً حسناً فهمت لن اكررها~)

ميراي:(على أي حال،هكذا سيستطيع أبي الذهاب معنا لرؤية هذا المكان الغريب صح؟~)

مالفرد:(كنت أفكر في فعل هذا،إذًا متى تريدون الذهاب؟)

مالوس:(كنا سنتدرب معاً اليوم بعد الغداء لكن لا بأس يمكننا الذهاب إلى ذاك المكان بدلاً من التدريب~)

ليليا:(هل يمكنني الذهاب معكم؟رجاءا!~)

مالفرد:"بالتفكير في الأمر أنا أردت حقاً رؤيتهم يتدربون... إذًا لا مانع من الذهاب بعد التدريب"

ميكايلا:"أردت تخطي التدريب اليوم...تباً"

ميراي:"الأمر سيكون موترا بعض الشيء إذا شاهدنا أبي و نحن نتدرب... ."

مالفرد:(في الواقع لما لا أذهب رفقتكم إلى التدريب؟بعدها يمكننا أن نذهب إلى ذاك المكان)

مالوس:(س-ستذهب معنا؟...)

مالفرد:(أجل....هل هناك مشكلة؟)

مالوس:(لا الأمر فقط.....لقد مضت مدة طويلة منذ آخر مرة شاركتني التدريب...)

ابتسم شقيقنا بلطف بعدها

مالوس:(لا أمانع أن ترافقنا!~)

مالفرد:"أنا سعيد بأنه متحمس هكذا.....لقد اهملته لفترة.... أريد حقاً محاولة تعويضه عن ذاك الوقت.... "

ميراي:"هذا لطيف حقاً!~ إنه يقصد ذاك الوقت الذي كان يبحث عن راشيل بجنون فيه أليس كذلك؟"

ميكايلا:"على الأغلب أجل.....من الجيد بأننا نملك والداً يحب الأطفال.... "

ميراي:"أنت محق،أنا حقاً سعيدة بهذا!~إذًا سيشارك والدنا في تدريبنا"

ليليا:(مالفرد هل ستقوم أنت بتدريبهم إذًا هذه المرة ؟)

مالفرد:(....أظنني سأشاهدهم فحسب... أريد رؤية إلى أي مدى وصلوا)

ليليا:(أنا أرى،حسناً إذًا هيا بنا!~)

ميراي:(هيا بنا إلى أين؟)

ليليا:(هيا سنبدأ التدريب أولاً)

مالفرد:(من الأفضل أن نفعل هذا بعد تناول الغذاء،ليليا اهدأ قليلاً)

ليليا:(تسك تسك حسناً إذًا بعد الغداء)

و هكذا بعد الغداء توجهنا إلى قاعة التدريب،طرأ أمر ما لذا ذهبنا دون والدنا لكنه وعد بأن يلحق بنا في أسرع وقت ممكن

ليليا:(حسناً!~ اليوم سنحاول مجدداً جعلكما تطلقان السحر)

ميراي:(هل...هل الأمر صعب بالنسبة لنا لأننا لا نملك الكثير من السحر؟)

ليليا:(كلا،السحر يتشكل كما يتخيله الشخص لذا الأمر مربوط فقط بقدرتكم على تخيله يخرج من اجسادكم~ مقدار السحر لا يؤثر حقاً في الأمر)

ميكايلا:(تخيله؟....لا أظنني أفهم تماماً)

مالوس:(إنه أمر بسيط~ مثلاً إذا أغمضت عيني الآن و حاولت تخيل مسار السحر داخلي و هو يخرج و يتشكل على شكل شعلة صغيرة...)

أثناء حديث شقيقنا بدأنا نرى شعلة بلون أخضر تتشكل في كف يده

مالوس:(هكذا تماماً!~ هل فهمتم؟)

ميراي:(واو! هذا مدهش حقاً!~)

ميكايلا:(أجل...الأمر يبدوا بسيطاً إذًا...ما المشكلة؟)

ليليا:(...كلاكما يشعر بالتوتر أليس كذلك؟)

مالوس:(ماذا؟ توتر؟لماذا؟)

ميراي:(في الواقع.... أجل أنا أشعر بالخوف....لا أعرف.... أنا فقط أشعر بأنه لو حاولت إستخدام السحر سيعود ذاك اللهب الأسود و يحاول السيطرة علي...)

ميكايلا:(أ-أظن أنا أيضاً.... أخاف أن أفقد السيطرة... خصوصاً....خصوصاً أنك تأذيت بشدة آخرة مرة بسببي ليليا...)

تنهد ليليا و نزل على ركبتيه أمامنا،ربت على رؤوسنا برفق مع ابتسامة لطيفة

ليليا:(لا تقلقوا،إذا حدث أي شيء مثل هذا سأتمكن من إيقافه على الفور!~)

اقترب شقيقنا منا و عانقنا

مالوس:(لن أسمح لشيء كهذا بأن يحدث!و-و إذا حدث و فقدتم السيطرة فأنا سأكون بجانبكم لن أترككم أبداً!)

شعرنا بالتفاجئ لسبب ما لكن ما فعله كلاهما هدأ من توترنا بعض الشيء

ميراي:(ح-حسناً،هيا سنحاول بأقصى ما نستطيع!)

ليليا:(هذه هي الروح المطلوبة!~)

ميكايلا:(كل ما علينا فعله هو التخيل أليس كذلك؟)

ليليا:(بالضبط~ الآن هيا لنحاول البدأ بأبسط شيء)

التقط ليليا بعدها حجراً متوسط الحجم من أرضية التدريب

ليليا:(أبسط أنواع السحر هو سحر الطفو،كل ما عليكم فعله هو تخيل خيوط ممسكة بهذا الحجر و تقوم بتحريكه كما تريدون أو حتى يمكنك تخيل تيار رياح يحمله و يحركه~)

ميكايلا:(هذا أبسط أنواع السحر؟.... إذًا هذه أول تعويذة يتم تعليمها؟)

ليليا:(أصبت~ الآن هيا من يريد المحاولة؟)

ميراي:"اممم لا أعرف...ميكا ما رأيك أن تبدأ أنت؟"

ميكايلا:"أنتِ مازلتِ متوترة؟ هاااه~ حسناً إذًا...لقد قال إن الأمر سهل لذا.... أجل أظنني سأحاول"

ميكايلا:(أ-أنا أريد التجربة أولاً)

ليليا:(حسناً ها أنت ذا)

وضع ليليا بعدها الحجر أمام أخي

بدى تعبير قلق على وجه شقيقنا

مالوس:(لكن...ليليا أليست هذه الصخرة ثقيلة بعض الشيء؟..)

ميراي:(لحظة هل يؤثر حجم و وزن الأشياء على هذه التعويذة؟)

ليليا:(لا تقلق مالوس إنها مناسبة لتدريبهم.و ميراي،أجل كلما ثقل الوزن و زاد الحجم كان أمر جعلها تطفو أكثر صعوبة،فمثلاً لو حاولت رفع عصا خشبية أو ورقة شجر سترفع بسهولة على عكس إذا أردت رفع مبنى أو شيء كهذا)

ميكايلا:(هذا منطقي.... إذًا كل ما علي فعله هو تخيل خيوط أو ما شابه؟)

ليليا:(أجل،لكن أولاً)

بعدها وقف ليليا خلف أخي و وضع يديه على كتفه

ليليا:(عليك أن ترخي أعصابك،خذ نفساً و أخرجه ببطء )

فعل أخي ما قاله ليليا

ليليا:(جيد،الآن أغمض عينيك و حاول تخيل السحر يخرج من كلتا يديك و الحجر و هو يطفو سواء بخيوط أو بالهواء)

أغمض أخي عينيه و ظل الوضع هادئاً لفترة حتى لاحظنا أن الحجر بدأ يتحرك لأعلى قليلاً

لكنه كان سرعان ما يسقط مجدداً على الأرض

ليليا:(هذا رائع!~ لقد جعلته يرتفع ميكايلا! أكمل هكذا مرة أخرى~)

ميراي:(ماذا؟...)

مالوس:(همم؟ ميراي أنتِ بخير؟)

ميراي:(أجل فقط...ظننت أنه ستخرج هالة بلون ما عندما يستعمل تلك التعويذة لكن...لم أرى أي شيء)

مالوس:(أوه أنا أعرف لماذا!~ لقد سألت عن نفس الشيء من قبل~ حسناً كما ترين،تعويذة الطفو هي من إحدى التعاويذ القليلة التي لا تصدر أي لون أو صوت عندما يتم استعمالها~)

ميراي:(أوه لم أعرف هذا ظننت أن كل التعاويذ تملك لوناً ما....لكن عندما رفعنا أبي من قبل تشكلت هالة حولنا..)

مالوس:(اه هذا لأن أبي كان يحاول ألا يجعلكم تخافون إذا تم رفعكم فجأة لذا حاول أن يصدر لوناً ليلتف حولكم~)

ميراي:(أوه أنا أرى)

ميراي:"كيف اصارحه بأننا خفنا من أن يكون هجوماً سحرياً من نوع ما عندما فعل أبي هذا؟.... "

ليليا:(أنا من أخبرته بهذه الفكرة~ فالاطفال يحبون الأشياء الملونة!~)

ميراي:(حق-)

ميكايلا:(ااااه!~)

ليليا:(ما الأمر؟!)

مالوس:(ميكايلا أنت بخير؟!)

تفاجئ الجميع من صراخ أخي بغضب فجأة

ميكايلا:(اللعنة! لا أستطيع تخيل هذا الحجر السخيف و هو يطفو!)

ميراي:(بففت! هاهاهاه~ ارأيت؟ لست الوحيدة التي تشعر بالتوتر هنا~)

ميكايلا:(أنتِ-!)

صدم كل من ليليا و مالوس بصراخ أخي المفاجئ لكنني كنت أستطيع سماعه يعاني من تخيل ذاك الحجر طوال محادثتي

يبدو أنه كان يشعر بالتوتر حول إذا ما جاء والدنا فجأة و رآه يعاني لينفذ أبسط تعويذة ممكنة

و مخاوفه تحققت لأن في نفس تلك اللحظة كان والدنا واقفاً أمام المدخل بتعبير فارغ على وجهه

مالفرد:(...ما-ما الذي يحدث هنا؟)

انتفض جسد أخي و أدار وجهه بسرعة بعيداً عن ناظري والدنا

كان وجهه محمراً للغاية،كانت أول مرة أراه يبدي مثل ذلك التعبير اللطيف لذا لم أستطع أن أمنع نفسي من إطلاق ضحكة خفيفة

على الناحية الأخرى ذهب ليليا إتجاه والدنا بإبتسامة واسعة على وجهه

ليليا:(مرحباً مالفرد!~ جئت في وقت مناسب لقد بدأنا نتدرب للتو~)

مالفرد:(أنا أرى لكن...لما صرخ ميكايلا منذ لحظة؟)

ليليا:(أوه هذا فقط-)

ميكايلا:(ل-لا شيء! لا تهتم للأمر!)

صرخ بصوت مرتفع مع وجهه المحمر كان شقيقنا قلقاً من صراخه ذاك لذا اقترب منه بتعبير متوتر.

مالوس:(مي-ميكايلا؟ أنت بخير؟)

ميكايلا:(أجل! أنا في أفضل،حال لا داعي للقلق و دعنا نكمل التدريب الآن!)

ليليا:"أوه؟~ هذا ممتع حقاً رؤية جانب جديد له~ و جانب لطيف مثل هذا بالخصوص~"

أطلق ليليا ضحكة خفيفة بينما تنهد والدنا و أقترب من ميكا

مالفرد:"هل يشعر بالحرج؟ حسناً لم أتوقع ردة الفعل تلك منه لكن هذا جيد،أنا سعيد أنه يتصرف كطفل في عمره...كنت قلقاً من أن ماحدث لهم سيؤثر عليهم بشدة... "

ميراي:".....إنه...إنه حقاً يفكر بنا دائماً.. ."

ميكايلا:"...هل كنا نتصرف بطريقة أكبر من سننا أمامه؟.... أيضاً تباً! ليليا ذاك لن يدعني و شأني بعد هذا الموقف!"

ميراي:"هيهيهي~ ليس ليليا فقط~"

ميكايلا:"انطقي بحرف واحد فحسب أنا اتحداك!"

مالوس:"...هل غضب مني أو شيء كهذا؟...اااه عرفت هذا! أنا أخ أكبر سيء للغاية!"

ميكايلا:"ما-ما خطبه الآن؟"

ميراي:"لقد كان قلقاً عليك و أنت صرخت في وجهه و أبعدت يديه أيضاً،ماذا تتوقع أنه حدث له؟ خصوصاً و أنني أخبرتك بأنه يتأثر بسرعة لديه قلب رقيق بحق...همم ميكا لا أصدق كم أنت قاسي عليه!~"

ميكايلا:"انظروا من يتحدث،لقد جعلتيه يبكي و هو على ركبتيه أمامك و لم تهتمي حتى"

ميراي:"هاي! لقد تحدثنا عن هذا! أخبرتك أنني لم أكن أقصد فعل أي من هذا! أيضاً أنت بنفسك قلت إنني بدوت كشخص آخر!"

ميكايلا:"حسناً أياً يكن،المهم الآن ماذا أفعل؟ انظري إليه إنه على وشك البكاء.. ."

ميراي:"لا أعلم ربما إذهب و احتضنه و أخبره أنك لم تقصد الصراخ في وجهه"

صمت أخي لفترة

ميكايلا:".....لا طريقة آخرى؟"

ميراي:"هل ما قلته صعب عليك؟"

ميكايلا:"..... "

صمت و أدار وجهه بعيداً عني

تنهدت و وضعت يدي على كتفه

ميراي:"عليك حقاً أن تتعلم كيف تعبر عن مشاعرك بطريقة أفضل،لا تريد أن تجعله حزيناً أليس كذلك؟"

ميكايلا:"....هاااه أياً يكن حسناً إذًا"

هكذا ذهب أخي بخطى مترددة و احتضن شقيقنا

جفل جسد شقيقنا بعد الشيء و نظر نحو أخي بتحير

ميكايلا:(...آسف...)

مالوس:(ماذا؟...معذرة ماذا قلت؟)

كان صوت أخي منخفض حقاً

ميكايلا:(ق-قلت بأنني آسف!...لقد صرخت بقوة في وجهك...)

صمت شقيقنا للحظة يحاول استيعاب ما قاله ميكايلا بعدها أحمر وجهه بعض الشيء و ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه

مالوس:(أوه لا عليك حقاً! لم اتضايق على الإطلاق~)

زادت ابتسامته إشراقاً و احتضن ميكايلا بقوة

ليليا:(ألستم ألطف إخوة على وجه هذه الأرض؟~ألا توافقني مالفرد؟~)

مالفرد:(هاااه~ أجل حسناً هذا أمر طبيعي بما أنهم أطفالي~)

ليليا:(أنت حقاً تحب التفاخر بحقيقة أنهم أبنائك كلما سنحت لك الفرصة،أليس كذلك؟)

مالفرد:(بالطبع،من لن يشعر بالفخر حول امتلاك ثلاثة قطط لطيفة كأبناء له؟~)

جفلت أجساد ثلاثتنا و نظرنا نحو والدنا شعرنا بالخجل بعض الشيء مما قاله

مالوس:(امم أ-أبي شكراً لك!)

قمت بهز رأسي بقوة للموافقة على ما قاله شقيقنا بينما خبأ ميكايلا وجهه بعيداً

ليليا:(لطفكم ذاك خطر على قلبي بحق!~)

نظر والدنا اتجاه ليليا بنظرة اشمئزاز بينما حاولت تغيير الموضوع حتى نتمكن من إكمال تدريبنا لكي نذهب إلى ذاك المكان الغريب في أقرب وقت ممكن

ميراي:(ع-على أي حال~ ليليا،كنت تقول أننا سنكمل التدريب صح؟)

ليليا:(أوه هذا صحيح!~ميكايلا هيا لنكمل التدريب على تعويذة الطفو~)

مالفرد:(هل بدأتم تعلم التعاويذ بالفعل؟)

ميراي:(أجل،لقد بدأ ميكا قبل أن تأتي أنت بلحظات~)

مالفرد:(حقاً؟ أظنني محظوظاً إذًا)

ليليا:(حسناً! ميكايلا هيا الآن مرة أخرى،خذ نفساً عميقاً و حاول تصفيه ذهنك قدر الإمكان~)

بدى ميكايلا متوتراً أكثر بكثير هذه المرة لذا ذهبت و حاولت تهدأته

مالفرد:"هل يشعر بالتوتر بسببي؟... حسناً"

مالفرد:(ليليا،كيف أخبرته بأن ينفذ هذه التعويذة؟)

ليليا:(همم؟ أخبرته أنه عليه فقط تخيل خيوط ممسكة بالحجر و تقوم برفعه)

مالفرد:(...هل حاولت أن تريه مثالاً؟)

مالوس:(أنا فعلت،قمت بتعويذة النار أمامه لكي يعرف كيف يعمل الأمر)

مالفرد:(حسناً لم أقصد هذا...ليليا تعلم أن هناك أشخاصاً عليهم رؤية مثال لما عليهم فعله لكي يستطيعوا فعله أليس كذلك؟ لن يكون الجميع قادراً على تخيل الأمر من تلقاء أنفسهم)

ليليا:(أوه... أنا أرى،أنا آسف إذًا يبدوا أنني كنت أقوم بتوجيهك بطريقة خاطئة ميكايلا)

ميكايلا:(ماذا؟...لما تعتذر؟)

مالفرد:( لا بأس لو قمت أنا بتعليمه أليس كذلك؟)

جفل جسد أخي و نظر ناحية والدنا بتفاجئ

ليليا:(بالطبع أنا ليس لدي أي مانع مالفرد~)

ميكايلا:(أنت.... ح-حسناً ليس لدي أي مانع...)

مالفرد:(هذا جيد~)

اقترب والدنا من أخي و وقف أمامه

مالفرد:(كما قال ليليا عليك أن تصفي ذهنك تماماً و ألا تتوتر و الآن،أنظر إلي جيداً)

اومأ أخي برأسه و نظر بترقب إلى يدي والدنا،أخذ والدنا نفساً عميقاً

مالفرد:"على ما أتذكر قال إنه يحب اللون الأبيض... إذًا.. "

و هكذا بدأت خيوط بلون أبيض تصبح مرئية لنا

نزلت تلك الخيوط كأنها موصولة بأصابع والدنا بعدها بلطف و أناقة بدأت تتجمع حول الحجر حتى أحاطت به

بدأ والدنا برفع أصابعه برفق و كانت الخيوط تشد الحجر معها و هكذا بدأ يرتفع الحجر رويداً رويداً حتى أرتفع و أصبح بين يدي والدنا ابتسم بلطف نحونا

مالفرد:(هكذا يكون الأمر،هل فهمت أم علي إعادة الأمر؟)

ميكايلا:(اممم كلا أظنني أستطيع تخيل الأمر بشكل أفضل الآن)

مالفرد:(متأكد؟....لا تشعر بالخجل رجاء،لا توجد أي مشكلة لدي لست أملك أي شيء لفعله اليوم سوى البقاء معكم)

أحمر وجه أخي بعض الشيء و أخفض رأسه قليلاً مبعداً نظره عن وجه والدنا

ميكايلا:(ك-كلا أنا حقاً فهمت الأمر من أول مرة.... شكراً لك،أبي)

مالفرد:(....فهمته من أول مرة؟ أنت حقاً مدهش ميكايلا~)

زاد احمرار وجه أخي بعدها

ميكايلا:"اااه! ألن يتوقف؟! الأمر محرج حقاً! أنا لم أفعل أي شيء بعد حتى و هو يستمر بمدحي هكذا!"

ميراي:"...هل سيفعل نفس الأمر معي؟أوه لا!لا! الأمر مستحيل لن أستطيع التركيز إن فعل هذا!"

ميكايلا:"حسناً الآن اهدأي قليلاً أريد أن أركز ...اللعنة سيكون الأمر محرجاً حقاً لو لم أستطع فعلها... خصوصاً بعد الثقة التي تحدثت بها و كل هذا المديح.... "

ميراي:"هكذا ستصيب نفسك بالتوتر،حاول أن تهدأ قليلاً... "

هكذا أخذ أخي نفساً و حاول تهدئه نفسه و بدأ يحاول محاكاة منظر الخيوط البيضاء في رأسه

بدأ الحجر يرتفع ببطء من فوق الأرض كان الحجر يهتز كثيراً أثناء صعوده لكن على عكس أول مرة إستمر بالارتفاع حتى وصل إلى يدي أخي

ميراي:(أخي! لقد فعلتها! لقد جعلته يطفو حقاً!~)

ليليا:"حسناً مالفرد لطالما كان أفضل في تعليم الآخرين"

ليليا:(ميكايلا!~لقد نجحت في جعلها ترتفع حقاً~)

مالوس:(و في أول محاولة أيضاً~)

قام أخي بفتح عينيه ببطء بعدها و نظر إلى الحجر يطفو بين يديه

ميكايلا:(إنه...إنه حقاً يطفو...)

صمت قليلاً و هو يحدق نحو الحجر الطافي بين يديه

بعدها بدأ يتلاعب بالحجر حاول جعله يدور في الهواء بدأ بالفعل الحجر بالدوران ذهلت من منظره هذا و تحمست لكي أجرب أنا هذه المرة

ميراي:(هذا رائع! أنا أيضاً أريد تجربة الأمر!~)

مالفرد:(يبدوا أنك بالفعل لا تحتاج المزيد من التعليمات،لقد أتقنت التحكم به ميكايلا)

ذهب أبي و ربت على رأس ميكايلا الذي أحمر وجهه مجدداً

ميكايلا:(ا-ا... شكراً أبي...ل-لم أكن لانجح لولا مساعدتك...)

مالفرد:(أنت حقاً فتى لطيف،الآن ميراي هيا حاولي أنتِ أيضاً~)

شعرت بالحماس لذا أسرعت و أخذت الحجر الآخر

ليليا:(لكن تذكري عليك أن تصفي ذهنك~)

ميراي:(أعرف سأفعل هذا!~)

مالفرد:"لن تحتاج إلى رؤية مثال أليس كذلك؟...هل علي أن اسألها؟"

أخذت أحاول تهدئة نفسي و أغمضت عيني و حاولت تخيل الخيوط تمسك بالحجر

كان أمر الحفاظ على هدوء أعصابي أصعب مما توقعت

حاولت تذكر ما قاله شقيقنا حول تخيل مسار السحر و هو يخرج من يدي

لكن أثناء فعل هذا شعرت فجأة كأن قلبي انتزع من مكانه للحظة

ثم رأيتها مجدداً،تلك النيران السوداء كانت تحاول السير في نفس المسار الذي تخيلته كنت أحاول منعها من الخروج

ميكايلا:"لحظة مجدداً؟!"

ميكايلا:(أبي! ميراي ترى تلك النيران السوداء مجدداً!)

انتفضت أجساد من في ساحة التدريب

مالوس:(م-مجدداً؟!)

ليليا:(لكن...لا يبدوا بأنها ستفقد السيطرة أو شيء كهذا....)

مالفرد:(....هاااه)

أقترب أبي من أختي و وضع يديه على كتفها

---------

في هذا الوقت بدأت أشعر بطاقة أخرى داخلي كانت مألوفة بالنسبة لي

رأيتها تحاول الالتفاف حول تلك النيران السوداء،تراجعت تلك النيران السوداء فور اقتراب تلك الطاقة منها و عاد الوضع للهدوء مجدداً

تمكنت من تخيل الخيوط و بدأت اتخيلها تحيط بالحجر و ترفعه

كان الأمر أصعب مما توقعت لرفعه أيضاً مع شعوري بالخوف من تكرار ظهور النيران السوداء سمعت صوتاً لطيفاً في أذني

:(لا تقلقي لن يحدث شيء سيء مجدداً)

كان هذا صوت أبي،لقد بدأت أشعر بالهدوء فوراً بعدها

كأنه قال تعويذة من نوع ما

بدأ الحجر يطفو ببطء شديد كان سيسقط لعدة مرات لكن في النهاية تمكنت من جعله يرتفع حتى أصبح بين يدي،فتحت عيني بعدها فوجدت أبي ينظر إلي مع ابتسامته اللطيفة التي اعتدت عليها

مالفرد:(لقد نجحتِ!~)

ميكايلا:(أ-أجل...لقد فعلتها ميراي!)

ليليا:(مرحى!~كلاكما نجح في فعلها!~أنتما حقاً أطفال مميزون~)

مالوس:(ميراي... أنتِ بخير؟)

ميراي:(اممم أنا أعتقد؟....لكن...ما الذي حدث فجأة؟لقد شعرت بسحر أبي...)

مالفرد:(لقد حاولت أن أتعرف على ماهية تلك النيران السوداء لكن....)

ليليا:(همم؟ماذا حدث؟)

مالفرد:(فور اقترابي من مصدر تلك الطاقة اختفت بسرعة....كأنها...كأنها لا تريد كشف نفسها أمامي....)

صمتت الأجواء لفترة كان لكل منا أفكاره و تخيلاته الخاصة حول ما يمكن أن يعنيه هذا

ميراي:(إ-إذًا...هل معقول أنها ليست مجرد طاقة،بل تملك وعيا من نوع ما؟...)

مالفرد:(هذا سيكون الأكثر منطقية....الأمر نفسه بالنسبة إلى ميكايلا،فلقد قلت أنك شعرت أن اللهب الذهبي لم يكن يريد الخروج حتى،هذا قد يكون أن الشيء المختوم بكم ينكل وعيه الخاص بل و يفكر كل منهما بطريقة أخرى،فاللهب الذهبي لم يكن يريد الخروج بينما الأسود كانت لديه هالة عنيفة و أراد أن يخرج رغماً عن ميراي)

ليليا:(هل....هل تلمح لأن تلك الأرواح المختومة ختمت مع وعيها الخاص و ليس قواهم فحسب؟)

مالفرد:(أجل،يبدوا أنه لم يتم ختم القوة فقط بل الوعي أيضاً)

مالوس:(ل-لكن هذا يبدوا غريباً....كيف تمكنوا من ختمها مع الوعي الخاص بها؟...ألا تتم عمليات الختم تلك لختم القوى فقط عادة؟)

ليليا:(أجل،هذا ما أعرفه أنا أيضاً....لكن أن يتم ختم شيء بالوعي الخاص به....ك-كأنك ختمت الجسد بالكامل،بقواه و الوعي الخاص به....)

مالفرد:(هذا غريب....)

مالفرد:"لكن... بالتفكير في الأمر،عشيرة أسترون كانت تملك العديد من التعاويذ المتعلقة بالتحكم في الأختام لكي يتمكنوا من التحكم في البوابة...أعني لقد قاموا بالحفاظ على تلك الوحوش مختومة في هناك لفترة طويلة.....لكن....لكن هذا سيجعل ملك أسترون المشتبه به الأول... "

ميراي:"حسناً،لقد كنا نشك فيه من أول مرة سمعنا عنه... ."

ميكايلا:".... ألا يذكرك بما قرأه ديتر في الكتاب الذي أحضره كالينيكي؟ حول التقنية المحرمة التي استخدمت لصنع وحوش صخرية؟... "

ميراي:"لكن...أليس الأمر مختلفاً؟...أعني لقد ناقشنا ذاك الأمر،الطاقة السوداء تأتي من الجثث و تستخدم كوقود،كيف قد تستخدم في تعويذة؟... "

ميكايلا:"تذكري أننا لا نعرف شيئاً عما يحيط بنا حقاً،هناك الكثير أمامنا لكي نتعلمه"

ميراي:"محق.... إذًا هل نسأل والدنا؟"

ميكايلا:"هممم لا أرى مانعاً في هذا،لقد أراد أن يتحدث معنا حول تلك الكتب على أيه حال"

ميكايلا:(أ-أبي....هناك شئ سمعناه من قبل)

مالفرد:(و ما هو؟)

ميراي:(أخي مالوس،تذكر عندما قرأنا ذاك الكتاب الذي أحضره كالينيكي؟)

مالوس:(اه...أجل أتذكر هذا،لقد كان مكتوباً بلغة قديمة حقاً،ديتر ساعدنا في قراءته)

مالفرد:"صحيح حول تلك الكتب....كنت أريد أن اتناقش معهم حول محتواها.... أيضاً كالينيكي الأمير الأول هو من أحضره...هذا قد يكون مفيداً"

مالفرد:(صحيح،كنت أريد السؤال عن تلك الكتب،ما كانت محتويات ذاك الكتاب؟)

مالوس:(لا أذكر حقاً....لكن أكثر شيء أذكره هو أنه كان يتحدث عن تقنية محرمة تستخدم الطاقة السوداء)

جفلت أجساد كل من والدنا و ليليا و نظروا إتجاه بعضهما البعض بنظرات جادة

ليليا:"تقنية لعشيرة أسترون تستخدم الطاقة السوداء هذا.. ."

مالفرد:"كما توقعت،هناك شيء فظيع يجري في استرون،حقيقة أن الأمير الأول أحضر ذاك الكتاب بالذات.... إذًا تورط ملك أسترون لم يصبح محض إحتمال بعد الآن"

ميراي:"لحظة لحظة لما قد يكون أبي متأكداً بشدة هكذا؟ أخي ذكر الطاقة السوداء فحسب فإنتفض جسد كلاهما هكذا... ."

ميكايلا:"هذا غريب،أليس من المفترض أن تكون الطاقة السوداء شيء عادي بالنسبة إلى ليليا؟ أعني إنه مصاص دماء و قال كلا من أبناء عمنا أن مصاصي الدماء يستخدمون تلك الطاقة.... إذًا لما تفاجئ هو الآخر؟"

ميراي:"ربما...هل يعرفان شيئاً عن ماهية تلك التقنية؟ أبي ذكر الكتاب كأنه يعرف أي كتاب بالتحديد يحمل تلك المعلومة.. ."

مالفرد:(هل يتذكر أحدكم بشكل دقيق ما الذي كتب في ذاك الكتاب؟)

كانت نبرة صوت والدنا أكثر جدية مما جعلنا نحن الثلاثة نبتلع ريقنا خوفاً مما قد ينكشف أمامنا

مالوس:(ا-ا...في الواقع لا أستطيع التذكر بالضبط...كل ما أتذكره بوضوح أننا تحدثنا عن الطاقة السوداء... آسف)

مالفرد:(لا يوجد سبب لكي تعتذر مالوس،اذا ميراي ميكايلا أ يذكر أحدكم ما كتب؟)

ميراي:(حسناً...في الواقع من الصعب التذكر بما أن ديتر كان يتحدث بشكل متقطع...)

ليليا:(ديتر كان معكم؟....هل كان هذا عندما تم الهجوم على أمراء أسترون آخر مرة؟)

ميكايلا:(أجل،طلبنا من ديتر محاولة قراءة تلك الكتب لأننا لم نتمكن من فهم المكتوب لكن... حسناً لقد كان دائماً يقول أنه لا يجب على أطفال مثلنا معرفة شيء كهذا لكن بعد كثير من الإصرار قال إنها تقنية لصنع غولم أو ما شابه تستعمل الطاقة السوداء كوقود و صممت تلك الغولم لحماية البوابة المختوم بها الوحوش...فقط هذا،لا أتذكر أي شيء آخر)

ميراي:"أتعلم؟ هذه قد تكون فرصة رائعة!"

ميكايلا:"فرصة؟عما تتحدثين؟"

ميراي:(في-في الواقع لقد بدى ديتر كأنه لا يريد اخبارنا بشيء ما...ل-لا أقصد هذا بشكل سيء! فقط....لقد كان يرفض أن يقول ما كتب....لذا~ألن يكون من الأفضل أن تسأله بنفسك،أبي؟)

حدق ابي نحوي بصمت لفترة بعدها ابتسم

مالفرد:"... إلهي،إنها تريد مني أن أقوم بإستجوابه...حسناً،أنا أيضاً أريد معرفة محتوى ذاك الكتاب لذا سأوافق على ما تريده،خصوصاً و أن ما أعرفه هو أن الغولم لا يستخدمون الطاقة السوداء.... "

ميكايلا:"أوه فهمت الآن،هذا سيكون جيداً... أحسنتِ ميراي"

ميراي:"هل سمعت هذا بشكل خاطئ؟! ميكايلا،أخي قام بمدحي على شيء ما؟!"

ميكايلا:"لا تبالغي هكذا....المهم الآن،هذا يعني أننا سنزور أبناء عمنا صح؟"

ميراي:"أظن أجل~،هذا سيكون جيداً ربما نحظى بفرصة للتحدث مع عمنا لوقت أطول"

مالفرد:(أظنك محقة ميراي،من الأفضل سؤال ديتر عن الأمر....لكن طالما كان رافضاً الكشف عن أي شيء أمامكم فمن الأفضل الذهاب لسؤاله بمفردي...)

مالوس:(لحظة هل ستذهب إلى لانروج بمفردك؟....)

مالفرد:(أجل،هل هناك شيء تريده مالوس؟)

مالوس:"...أردت رؤية عمي مضت فترة طويلة لم أقابله فيها....لكن طالما أبي سيذهب هناك لشيء مهم فمن الأفضل ألا أثقل عليه... أجل واثق أنني سأقابل عمي قريباً على أيه حال! عيد ميلاد ارنولد أقترب~"

ميراي:"لحظة! عيد ميلاد أرنولد اقترب بالفعل؟!"

ميكايلا:"أجل،أظن الأمر بعد ثلاثة أسابيع من الآن"

ميراي:"أوه! لقد نسيت الأمر تماماً~ حسناً إذًا ماذا بظنك سيكون أفضل؟ محاولة الذهاب مع والدنا أم الإنتظار حتى عيد ميلاد أرنولد لكي نقابله؟"

ميكايلا:"لا أعرف حقاً.....لكن ماذا لو كان مشغولاً الآن بشيء ما؟ أظن خيار الإنتظار لعيد ميلاد أرنولد هو الخيار الأفضل،لأنه يجب عليه التواجد في يوم عيد ميلاد ابنه على أيه حال"

ميراي:"هممم حسناً أ تظن أن كلاوس قد يكون موجودا هو الآخر؟... "

ميكايلا:"لا أعرف،لقد قالوا إنه من النادر عودته إلى القصر هو و ابن عمتنا سيدويل....لما تسألين عنه فجأة هكذا؟"

ميراي:"أشعر بالفضول~ألم يخبرنا بمعلومات عن فيريد آخر مرة؟"

ميكايلا:".....لا زلت لست مرتاحاً حوله من آخر مره...لكن أظن أنكِ محقة"

ميراي:"إذًا~سننتظر حتى عيد ميلاد أرنولد؟"

ميكايلا:"أجل،أظن هذا أفضل خيار"

ميراي:"اتفقنا~"

ميراي:(لكن أبي....هذا... أنت مازلت ستأتي معنا إلى ذاك المكان الغريب صح؟...إ-إلا إذا كنت ستكون مشغولاً!)

مالفرد:(لقد وعدت ثلاثتكم بالذهاب معاً،لذا بالطبع سنذهب هيا لا نريد الانجراف عن تدريبكم أكثر من هذا)

ميراي:(همم؟ لكن كلانا قام بفعلها؟علاما سنتدرب تالياً؟)

ضحك ليليا ضحكة خفيفة بينما ابتسم والدنا نحونا

ليليا:(إتقان الأمر لن يكون من مرة واحدة~ سنكرر الأمر حتى يتمكن كلاكما من رفعها بسلاسة و سهولة~)

مالوس:(إلا لو كنتم تشعرون بالتعب)

ميكايلا:(كلا،نحن بخير هاااه~حسناً هيا بنا لنكمل)

و هكذا قمنا بإعادة محاولة رفع الحجر أكثر من مرة حتى سئمنا من الأمر

لذا أقترح أبي أن نتوقف عند هذا الحد،و هكذا قمنا بالاستعداد لكي نذهب معاً إلى ذاك المكان الغريب

ميراي:"هذه ستكون ثاني مرة نخرج فيها مع والدنا~"

ميكايلا:"اه...اتسائل هل سنكتشف شيئاً جديداً؟... "

ميراي:"أنا أتمنى ذلك،لم نتمكن آخر مرة بما أن هؤلاء الأشخاص الملثمين قاطعونا"

و هكذا ذهبنا و ركبنا العربة رفقة والدنا و شقيقنا و أصر ليليا على الذهاب معنا،مضى الوقت حتى وصلنا الى ذاك المكان الغريب.