بعد أن ذهب والدنا و شقيقنا للبحث عن القلادة نظرت مصادفة لاجدها تلمع خلف المسرح
لذا ذهبت إلى حيث كانت و عثرت عليها لكن فور أن اخذتها و كنت على وشك العودة سمعت صوت فتاة تطلب المساعدة
لذا التفت إلى إتجاه الصوت فقط لأرى فتاة في مثل عمري بشعر أسود و أبيض و كان يحاول سحبها رجل ما بشعر بني غامق لذا ذهبت و أمسكت بالفتاة
عندما نظرت إلي كان وجهها مليئا بالدموع،لذا نظرت نحو الرجل الذي يسحبها بغضب
ميراي:(لما تقوم بسحبها بقسوة هكذا؟! ألا ترى أنها تبكي؟!)
:(ا-النجدة!)
ميراي:(...ما خطبك؟)
نظر إلي ذاك الرجل بغضب
:(ما دخلك أنتِ أيتها الجرذة الصغيرة؟ هيا انصرفي من هنا،عودي إلى أهلك)
ميراي:(ليس قبل أن تترك الطفلة المسكينة!)
:(انظروا إليها،أنتِ لم تمري بمرحلة النمو الأولى حتى و تتحدثين بكل ثقة هكذا)
تجاهلت صوته الغاضب و نظرت نحو الفتاة التي كانت تبكي
لاحظت أن لديها قرون مميزة بلون لبني فاتح و ملتفة مثل كروم العنب
ميراي:(أنت بخير؟ من ذاك الرجل الذي يسحبك؟)
:(ا-انه يحاول أخذي بعيداً!)
:(أيتها الحقيرة الوضيعة!)
و قام بسحبها بقوة حتى وقعت على وجهها و أفلت يدها
شعرت بالغضب لذا التقط حصاة من الأرض و رميتها عليه بأقصى قوة لدي
أصابته في وجهه
:(أيتها ال- حسناً أنتِ من سبب هذا لنفسه!)
و فجأة شعرت بطاقة سحرية حولي و تغير محيطي
اصبحت السماء بلون أصفر و الأرض بلون برتقالي شعرت بالارتباك
نظرت انا بغضب إلى ذاك الرجل بالنظر إليه فهو حتماً ليس والدها
كان للفتاة عيون بنفسجية غامقة بينما أمتلك ذاك الرجل عيون بلون زيتي
ميراي:(ما الذي فعلته بحق الجحيم؟ ما هذا المكان؟)
وقف ذاك الرجل و ابتسم نحونا بسخرية
:(هذا سحري المميز،إنه فضاء خاص بي يلغي أي نوع من السحر و هذا يتضمن،سحر تغيير المظاهر التي استخدمته يا إلف العنقاء)
عندما قال هذا اتسعت عيناي و تفحصت نفسي بسرعة
لون شعري الابيض الذهبي قد عاد و بالتأكيد
لون و شكل عيني قد عاد إلى طبيعتهم أيضاً
شعرت بالارتباك و لم أعرف ما أفعل للحظة
سمعت صوت ضحك. ذاك الرجل،لقد كان يضحك كأنه انتصر في معركة ما
ميراي:(ا-ايا يكن! ماذا تريد من هذه الفتاة؟)
:(اوه أنسي أمر الفتاة،أنا شاكر لمحاولتك البطولية لإنقاذها لأنه الآن أصبحت بين يدي غنيمة أكبر بكثير من تلك الصغيرة~)
شعرت ببعض من الخوف و التحير،لم افهم تماماً ما قاله لكنه بالتأكيد لم يكن شيئاً جيداً
:"اه فقط تخيل مقدار ما سأحصل عليه مقابل طفل إلف عنقاء يجعل قلبي ينبض بسرعة~"
اتسعت عيني و شعرت كأن أطرافي تجمدت
ميراي:"ما-ماذا؟....لحظة هل ينوي على بيعي إلى شخص ما؟! لكن...هذا يعني أنه كان سيفعل المثل بهذه الفتاة....لكن...لكن إلى من قد يبيعنا؟"
ميراي:(هلا توقفت عن الضحك مثل المجانين هكذا و أخبرتني إلى أين كنت ستأخذ هذه الفتاة؟)
:(اوه إلى نفس المكان الذي ستذهبين إليه)
ميراي:(ا-....هل تخطط إلى بيعي لشخص ما؟...)
ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه
:(اوه؟~ يبدوا أنك طفلة ذكية،أليس كذلك؟~)
ميراي:(هاه! و ماذا ستفعل حيال هذا؟ على ايه حال،لقد اثبت لي ما كنت أفكر فيه لكن،هل تنوي على جعلنا عبيداً لدي أحدهم أو شيء كهذا؟)
:(عبيد؟ أوه كلا،تجارة العبيد شيء مكلف و متعب ما أريده شيء أسهل من هذا بكثير~)
بدأت ضربات قلبي تتزايد
ميراي:(ما هو؟)
ابتسم نحوي ابتسامة جمدت الدم في عروقي
:(هل تعرفين مدى ندرة عيونك تلك؟~)
كلماته تلك جعلتني أشعر بأن قلبي توقف عن النبض للحظة
و لسبب ما شعرت بألم في عيني لذا رفعت يدي ببطء نحوهما
ميراي:(ع-عيني؟...)
أومأ على كلامي بسعادة
:(أجل،بعد تلك المجزرة التي وقعت في سيليستيا أعينهم تلك ذات الرموز المميزة أصبحت تباع بمبالغ خيالية~)
كانت نبرته السعيدة و الحيوية أثناء التحدث عن مثل ذاك الشيء المقزز جعلتني أشعر برغبة قوية في تحطيم وجهه ذاك
ميراي:(يا لك من وغد مقرف! لما قد تريد أخذ شيء كهذا؟!)
:(يالك من جاهلة،لكن ما باليد حيلة بالنظر إلى صغر سنك فأنت ابنة أحد الناجين من تلك المجزرة أليس كذلك؟~)
ميراي:(آه أجل أصبت،لكن كلاهما ميت الآن أنا يتيمة لذا هلا أجبت على سؤالي؟)
:(يالك من## متغطرسة،على أيه حال تلك العيون تباع بالوحدة لأنه تتم زراعتها و من يمتلكها يستطيع التحكم في قدرة تلك العين~)
ميراي:(هه إذًا ستكون عيني بلا فائدة،أنا لا أملك أي قدرة خاصة بعد في عيني)
ابتسم نحوي بسخرية بدى كأنه يخفي ضحكه بصعوبة بالنظر إلى كيف كانت أكتافه تهتز
غضبت من هذا بحق و أردت حقاً الآن أن امزق وجهه
:(أنتِ حقاً لا تعرفين اي شيء~ عدم قدرتك على استخدام عينيك هو بسبب ضعف قوتك السحرية،إذا وضعنا عينك الجميلة تلك لدى شخص آخر ستظهر قدرتها الحقيقة~)
بعدها حك رأسه بيده بتعبير خائب للآمال
:(آه حسناً حقيقة أن قدرتها غير معروفة قد يخفض من السعر التي ستباع به،لكن لا مشكلة مازالت ستكون ذات مبلغ عالي~)
ميراي:(ايها الوغد المقزز!! كيف تجرؤ؟!)
ابتسم نحوي بكل برودة
:(لنا تغضبي هكذا،علبك لوم نفسك فحسب للتدخل فيما لا يعنيك)
ميراي:(لن أسمح لك بلمس شعره مني!)
:(أوه سأحب رؤيتك تحاولين~)
قال هذا و هو يشكل هالة سحرية في يده
ميراي:(لحظة ألم تقل أنه لا يمكن استخدام السحر هنا؟)
:(ههه هذا بالنسبة لكِ~ هذا الفضاء خاص بي أنا و يمكنني التلاعب به كيفما شئت~)
أدركت أنه لا فرصة في المواجهة لذا انتظرت حتى اقترب مني ذاك الرجل مدعية الاستسلام و عندما اقتربت لكي يسحبني و في تلك اللحظة قمت بركله بأقصى قوة لدي و هرعت دون النظر إلى الخلف أو التفكير فيما حل به حتى
ظللت أجري و أجري حتى رأيتك ميكا
ميكايلا:(.... إذًا نحن محاصرون هنا دون أي طريق واضح للخروج مع رجل مجنون يريد بيع اعضائك)
أومأت ببطء على كلام أخي
تنهد بضيق و أمسك رأسه بيديه
بعد فترة نظر نحوي
ميكايلا:(هل حقاً ليس لديك أي فكر عن كيفية الخروج من هنا؟)
ميراي:(كلا،كما أخبرتك قال إنه فضاء خاص به يمكنه فعل ما يريد به....لكن ميكا كيف وصلت أنت هنا؟)
ميكايلا:(اوه هذا.... حسناً الأمر غريب لكن الآن بعد أن هدأت....لقد كان صوت ذاك الرجل أو الروح داخلي أخبرني أنه هناك حاجز بعدها شعرت بجسدي يسحب نحو مكان ما و بعدها وجدت نفسي هنا)
ميراي:(... حسناً هذا غريب... إذًا هناك طريق للخروج،تلك التي دخلت أنت منها)
ميكايلا:(لكن أين هي بالضبط؟... لا أذكر من أين أتيت تماماً لأنك قمت بسحبي فور وصولي....)
ميراي:(أعتذر حقاً لكن....لم أعرف ماذا أفعل،كان الهرب هو الخيار الوحيد بما أنني بلا حول ولا قوه هنا)
ميكايلا:(لا ألومك،الهرب كان الخيار الأفضل....أظنه سيتوجب علينا تجربة شيء ما...)
ميراي:(ما هو؟)
نظر إلي أخي بنظرة جادة
ميكايلا:(ليليا قال إن السحر المميز لأغلب الناس يختفي عندما يموتون)
ميراي:(...اوه فهمت،حسناً لا أمانع تجربة هذا~ كنت أريد قتله من اللحظة التي رأيته فيها على ايه حال~)
ابتسم أخي
ميكايلا:(سعيد أننا على توافق إذًا،علينا وضع خطة مع ذلك....تذكرين تلك المرة التي قتلنا فيها ذاك الرجل في المختبر؟)
ميراي:(اه أجل أذكر هذا،قمنا بقطع قدمه و ساقه~ هذا لأنه كان قريباً منا....)
ميكايلا:(إذًا علينا فقط الإقتراب منه)
ميراي:(أجل،لكن حكاية أن ندعي الاستسلام لن تنجح مجدداً،لقد فعلت هذا من قبل إذا فعلتها مرة أخرى سيشك بنا)
ميكايلا:(حسناً،لا داعي لتكرار هذا لدي فكرة أخرى)
ميراي:( ما الذي سوف نفعله تحديداً؟)
ميكايلا:(حسناً اسمعي)
--------
:(تسك أين ذهبت؟! ليس من المعقول أن يكونوا قد خرجوا من هنا....ليس دون أن أسمح لهم)
ميراي:(هااي!~ أيها العجوز المقزز!~)
التفت نحوي بغضب
:(ها أنتِ ذا!)
أخرجت لساني نحوه
ميراي:(تعال وامسكني!~)
انطلقت صاعقة رعدية بيضاء نحوي مثل الشهاب
تفاديتها بالكاد
ميراي:(أوه؟~ ألا يمكنك التصويب من هذه المسافة؟~هممم أظن علي أن اقترب لاسهل عليك الأمر~)
:(أيتها ال###! أنا من سيأتي إليك!)
و هكذا أصبح يتقدم نحوي بسرعة و هو يطلق تلك الصواعق بجنون
ظللت أجري هنا و هناك و اتفاداها
كان التدرب مع ليليا رغم ما يحمله من مخاطر مفيد بحق
هكذا اقتربت منه و في تلك اللحظة أخرج ما بدى كمقبض لسيف أو خنجر
أضاء ذاك المقبض و تشكل شكل خنجر حاد من الصواعق و اتجه ذاك الخنجر نحوي بالكاد تفاديته مزق قطعة من فستاني
بعدها قام بتصويب خنجره مجدداً لقد كان يصوبه
بسرعة كبيرة و بشكل متتالي
أصبت ببعض الخدوش هنا و هناك لكنني ظللت احاول ان ادور حوله بسرعة دون أن يمسك بي
:(ما الذي تحاولين فعله و أنتِ تدورين كالدبور هكذا؟)
ميراي:(ليس من شأنك~)
غضب من نبرتي غير المبالية تلك و وجه خنجره مرة أخرى يستهدف رأسي به استغللت اقتراب وجهه منه و رميته ببعض التراب من الأرض
:(اااع!)
تألم و هو يمسك عينيه لحسن حظي دخل التراب فيهما
عندما فعل ذلك و انحنى من المفاجأة و الألم انقض عليه أخي و نزع السترة التي كان يرتديها ليلفها بسرعة حول رأسه المنحنية من الألم
فور شعور ذاك الرجل بما نفعله انتصب و أمسك بأخي و رماه بقوة على الأرض
لم ننتظر حتى يخلع السترة من فوق رأسه و قمنا على الفور و جرى كلانا بأقصى سرعة
نظرت للخلف للحظة فقط لأجد ذاك الرجل و العروق تكاد تنفجر في وجهه ذو العيون المحمرة من الغضب
أو من التراب الذي رميته فيهما
و بدأت كرة سحرية ضخمة تتشكل بين يديه و هو ينظر صوب كلانا بنية القتل
طبعاً التفت إلى الأمام مجدداً
ميراي:"حسناً،الأمر جيد حتى الآن~"
ميكايلا:"أجل،إلى الخطوة الأخيرة"
أثناء الجري تعثر أخي و سقط لذا توقفت فوراً لكي اساعده على النهوض
لكن و أنا اسحب يديه لكي ينهض سمعت صوت ذاك الرجل الذي أصبح يزمجر كالوحوش
:(لن تهربا الآن!!)
و هرع نحونا كالثور الهائج حاول أخي النهوض لكنه كان يتعثر
و قبل أن يطلق ذاك الرجل تلك الكرة الضخمة نحونا أخذت أخي بسرعة و تدحرجت معه بعيداً عن مرمى تلك الطلقة
أقترب الرجل مننا و هو يهم بإطلاق هجوم آخر
ميراي:"هذا.... "
ابتسمت و نظرت نحو أخي
أومأ نحوي بإبتسامة
ميكايلا&ميراي:"حانت اللحظة"
و هكذا ذهب كلانا بخفة نحو الرجل الذي يجري نحونا بغضب شديد
و هكذا مع استذكار ما فعلناه في ذاك الرجل في المختبر انقض كلانا عليه
قفز أخي و تمسك برقبته
عض أخي رقبته بكل قوة حتى غرزت أنيابه في عنقه بينما قمت أنا بكل قوتي بتمزيق قدميه بمخالبي
وقع و هو يصرخ متألماً و متفاجئاً و يحاول أن يخلص رقبته من بين فكي أخي
تركت قدمه و التقط حجراً و قمت بكسره ليصبح حاداً و نزلت به بقوة في منتصف صدر ذاك الوغد
تناثرت الدماء من صدره كالنافورة حتى هدأت و أصبحت تسيل على الأرض مع صوت صرخته الذي يصم الآذان و الدماء التي تسيل من فمه
ابتعد كلانا و وقفنا أبعد أخي نظره
بينما وقفت أنا أنظر إلى جسده الذي أخذ يستسلم لمصيره و يتوقف عن الحركة شيئاً فشيئا
شعرت مجدداً بذاك الشعور كأنني سحرت بمنظر ذاك الوغد و هو يلهث و يفارق الحياة ببطء و ألم
ميكايلا:(ميراي!~)
سرعان ما انتبهت على صوت اخي
ميراي:(همم؟ ما الأمر؟)
ميكايلا:(انظري)
نظرت لأجد المنظر حولنا تلك السماء الصفراء و الأرض البرتقالية يتفككان و يختفيان مثل جدار يتهدم بسرعة و تناغم
ميراي:(أوه إذًا سحره المميز من النوع الذي يختفي عند موت صاحبه~ هيهي~ هذا جيد)
ميكايلا:(أجل،وفر علينا عناء البحث عن النقطة التي دخلت منها~ هل علينا شكره؟~)
ميراي:(اممم~كلا،لقد كان وغداً~ )
ميكايلا:(محقة،نحن لا نشكر الاوغاد~)
ابتسم كلانا نحو الآخر
فقط لأرى تلك الفتاة سابقاً تحدق نحوي بعيون مصدومة
:(ش-شكراً!)
اتسعت عيناها و بدأت ترتجفان كانت تبدوا مرعوبة من شيء ما
شعرنا بالتحير من ردة الفعل تلك
لكن سرعان ما أدرك كلانا سببها
كان كلانا مغطى بالدماء
يداي و ملابس مغطاة بالدماء كما الحال مع ملابس أخي و يديه و فمه أيضاً
بالطبع عرفت أن وجهي سيكون هو الآخر به بعض الدماء لأنني كنت قريبة منه عندما طعنته
ميراي:"أوه اللعنة....كيف سنوضح هذا؟"
ميكايلا:"...-تنهد- حسناً"
تألم أخي و أمسك جانبه بيد و وضع يده على فمه باليد الأخرى
تحول تعبير وجهها من الخوف إلى القلق واسرعت نحو أخي
:(أ-أنت بخير؟!)
ميراي:(أ-أخي! هل اصبت؟)
ميكايلا:(أ-أظن اه!~ هل لهذا تعثرت؟...جانبي يحرقني)
:(أوه يا الهي! هل أصبت بهذه الشدة؟!)
ميكايلا:"ميراي،هيا الآن"
هكذا تركت جانب أخي ببطء أثناء اقتراب تلك الفتاة منه للاطمئنان عليه و وقفت خلفها و بسرعه و قوة ضربت مؤخرة رأسها فسقطت مغشياً عليها
ميراي:(فيووه~ كان الأمر سيكون مزعجاً)
ميكايلا:(أجل،لكن الأمر نجح حقاً~ عندما قال ليليا أنه يمكنك أن تفقد أحدهم الوعي بضرب مؤخرة رأسه لم يكن يمزح~)
ميراي:(أعرف يكون مفيداً بحق في مثل هذه الأوقات~...لكن أشعر بالأسف عليها،لابد أنه كان يوماً مرعباً لها بحق...)
بعد أن نظرت نحوها بشفقة رفعت رأسي و نظرت نحو أخي بتحمس
ميراي:(ميكا!~لقد قررت لقدت احببت هذه الفتاة و ستكون صديقتنا الجديدة!~)
تنهد أخي بخيبة أمل
ميكايلا:(آمل فقط ألا تتذكر أنك افقدتها الوعي)
ميراي:(اوه~ لا تقلق~ لن تتذكر هذا~)
ميكايلا:(مهما يكن...الآن علينا العودة حقاً)
و هكذا أسند كلانا تلك الفتاة و مشينا بها فقط لنلمح والدنا بوجه شاحب و عيونه ترتجف و هو ينظر هنا و هناك بقلق
ميراي:(أبي!~ نحن هنا!~)
قلتها بسعادة و أنا الوح إليه
لقد افتقدته بحق و تمنيت لو أنه يظهر و يخرجني من ذاك المكان
ميكايلا:"لحظة الدماء علينا.. ."
التفت والدنا بسرعة نحونا لكنه سرعان ما وقف ثابتاً في مكانه يحدق بنا بتعبير فارغ
ميراي:"أوه صحيح.... الدماء....هه أظنه سيتوجب علينا شرح هذا له... "
سرعان ما وجدنا شقيقنا و ليليا يتوجهان نحو والدنا بسرعة
مالوس:(أبي ما...الخطب...)
نظر شقيقنا نحونا و وضع يده على فمه بعيون مرتعشة بينما حدق ليليا بنا بتعبير مصدوم لم نراه على وجهه من قبل
ميكايلا:(... حسناً...ارممم)
ميراي:(لا-لا داعي للقلق،إنها ليست دمائنا~)
ميكايلا:(غبية،حقاً حقاً غبية....)
ساءت تعابير وجوهم بعدما قلته
ميراي:(ما-ماذا؟....)
بدى والدنا يحاول أن يستجمع شتات نفسه
أغمض عينيه و أخذ نفساً عميقاً ثم نظر نحونا و تقدم ببطء نحو كلينا
انحنى على ركبة واحدة أمامنا و أخذ يتنهد ثم أمسك وجهه بيديه قبل أن ينظر نحونا مجدداً بتساؤل و قلق
مالفرد:(ما....ما الذي حدث؟....و من هذه؟ أيضاً-! بحق الجحيم؟!)
ذهب نظر والدنا إلى شيء ما خلفنا لذا التفتنا إلى حيث كان ينظر
ميكايلا:(أوه هو....جثته لم تختفي في ذاك المكان؟)
مالوس:(ما الذي؟!! من هذا!؟)
ميراي:(همف إنه وغد مجنون ابن###،حاول أن يأخذ اعضائنا و يبيعها)
كنت أتحدث بعدم مبالاة لأنني حقاً كنت أشعر بالتقزز من ذاك الرجل
مالفرد:(ما-من...ماذا فعل؟! من...)
بدى كأن عقل والدنا أصابه الشلل للحظة
بدى كأنه لا يعرف ما يقول و هذه أول مرة نراه هكذا
شقيقنا في الجهة الأخرى حدق بنا بوجه شاحب و فتح فمه
لا أظن أنه أدرك أن فمه فتح حتى
ليليا:(....ه-هيا...هيا لنذهب...هيا لنذهب إلى مكان هادئ للآن...إذا رأى أحدهم هذا المنظر...)
تحيرت حقاً لم أعرف أي منظر كان يقصده ليليا
منظرنا و نحن مغطيان بالدماء أم منظر جثة ذاك الرجل المطعون بحجر حاد في صدره؟
أردت أن أسأل لكن أخي منعني لسبب ما
هكذا،ذهبنا جميعاً إلى زقاق بعيد عن الأنظار
كان شقيقنا يمشي و هو يترنح لم أعرف لما
كانت أفكارهم فوضوية لأبعد حد أيضاً لم أعرف أن استخرج منها جملة واحدة مفيدة و كذلك أخي
لذا مشينا بصمت و نحن نجر تلك الفتاة معنا
عندما وصلنا جلس ليليا فجأة على الأرض و أخذ نفساً عميقاً و هو يضم ركبتيه إليه
جلس شقيقنا جانبه بنظره مذهولة على وجهه و لم يقل شيئاً
والدنا أسند ظهره إلى الحائط و نظر نحونا بصمت قبل أن يهز رأسه يميناً و يساراً كأنه ينفض عنها شيئاً ما
مالفرد:(....ماذا حدث مع كلاكما؟ من البداية إلى النهاية بالتفصيل الممل)
ميراي:(أوه حسناً....)
هكذا شرح كلانا ما حدث معنا من كيف عثرت على الفتاة بعدها ما قاله ذاك الرجل عن عيني و كيف جاء أخي و أننا جلسنا و وضعنا خطة للهروب بعدها خرجنا إلى هنا
صمت ثلاثتهم بتعبيرات فارغة
ليليا:(...و...و الدماء و..و الجثة...ما-ما هذا؟)
ميكايلا:(اه حسناً عندما أوشك ذاك الوغد على الإقتراب منا و الهجوم علينا عضضت عنقه بقوة- يعع!)
ميراي:(ماذا؟)
أخذ أخي يبصق الدماء من فمه بتعبير متقزز
ميكايلا:(اعع! دخلت بعض دماءه إلى فمي! يعع طعمها بشع مثل وجهه!)
ميراي:(يع هذا مقرف...هيهي~ تستحقها لأنك سخرت مني~)
ميكايلا:(تسك تباً لك ميراي)
أخرجت لساني إليه
ميراي:(على ايه حال،قمت بتمزيق قدميه بقوة و عندما سقط على الأرض التقطت حجراً و أخترت جزءا حاداً منه و بااام!~ طعنته بقوة~ و هكذا مات و اختفى سحره المميز و ها نحن هنا الآن!~)
توقعت أنه بعد أن قلت هذا ستهدأ تعابير وجوهم
لكن،حدق والدنا بنا بتفاجئ و شقيقنا أخذ يفتح فمه و يغلقه عدة مرات دون قول أي شيء
مالوس:"ه-هل علي أن أكون سعيداً ام قلقاً؟.... "
ميراي:"قلقاً؟لما قد يشعر بالقلق؟...نحن بخير،إذًا ما الأمر؟"
ميكايلا:"همم لا أعرف....أظنه تفاجئ لأننا قتلنا أحدهم....صحيح،نحن لم نخبرهم عما فعلناه في المختبر من قبل"
ميراي:"هاه؟ لهذا تعبيرات وجوههم ملتوية هكذا؟"
ميكايلا:"أظن؟...ااه~ لا أعرف لا أهتم~"
ميراي:"أوه بحقك ميكا~"
ليليا:(أ-أنتما....)
كان ليليا سيقول شيئاً قبل أن يغطي فمه بيده بتعبير متردد
مالفرد:(...أنتما بخير صحيح؟)
أومأ كلانا في الحال
مالفرد:(و....و تلك الفتاة؟)
ميراي:(إنها صديقتنا الآن~)
ميكايلا:(لم أوافق على هذا)
ميراي:(لكنك لم تعترض أيضاً)
ميكايلا:(عدم اعتراضي لا يعني أنني وافقت)
ميراي:(ميكا~ هيا الآن،لا تقل أنك لا تريد منها أن تكون صديقة لنا،لقد أحببتها حقاً!~)
ميكايلا:(...تسك حسناً حسناً لكنك لم تأخذي رأيها بعد حتى)
مالفرد:"...قدرتهم على الشجار و المزاح هكذا بعد أن كانوا في مثل ذاك الموقف و قتلهم لشخص ما أيضاً هي شيء....ه-هل هو شيء مثير للقلق؟...تباً هل علي أن اقلق مما فعلوه ام أكون سعيداً لأنهم انقذوا أنفسهم من موقف خطر؟... "
ميراي:"إنه يطرح نفس سؤال أخي..هل الأمر غريب حقاً؟.. ."
ميكايلا:"أجل إذا كان والدنا متحيراً هكذا..."
مالفرد:"على أيه حال....-تنهد-...ماذا الآن؟...هل فقط نتخلص من هذه الجثة و نمضي كأن شيئاً لم يكن؟.. ."
ميراي:"أنا أدعم هذا الخيار،لقد مللت من الوقوف هكذا مع تحديق ثلاثتهم بنا بتعجب.... "
ميكايلا:"و ماذا عن تلك الفتاة؟ ألا يجب أن نعثر على أهلها أولاً؟"
ميراي:"آه بمناسبة هذا،ألا يبدوا وجهها مألوفاً لك ميكا؟ أم أنا فقط من أشعر بهذا؟... "
ميكايلا:"وجهها مألوف؟... أوه لحظة! ألم تمتلك نفس لون عيون ذاك البائع؟"
ميراي:"تقصد أنها ابنته التي حدثنا عنها؟!"
أومأ أخي
ميكايلا:"أعني الأمر منطقي،إنها في نفس عمرنا و لديها نفس لون عينيه لذا~ أجل أظنها ابنته"
ميراي:"أوه علينا أن نخبر والدنا إذًا!"
ميراي:(أبي،هناك شيء مهم علينا أن نخبرك به)
بدى كأنه خرج من دوامة التفكير تلك و نظر نحونا ببعض القلق
مالفرد:(ما...ما هو؟)
ميكايلا:(هذه الفتاة نظن أنها ابنة ذاك البائع،أعني لديها نفس لون عينيه)
ليليا:(...اوه حسناً علينا أن نعثر على أهلها على ايه حال،فالننتظر حتى تستعيد وعيها و نسألها هذا سيكون مضموناً أكثر)
ميراي:(امم حسناً أنت محق)
ليليا:(الآن....الآن علينا أن نزيل تلك الدماء من عليكم...)
مالفرد:(اه...اوه أجل صحيح،علينا أن نزيل تلك الدماء)
ميكايلا:(كيف هذا؟ هل سنخفيها بسحر التنكر ذاك؟)
هز والدنا رأسه نافياً ما قاله اخي
مالفرد:(...كلا،سأستعمل تعويذة للماء لكي نزيلها تماماً... قفوا و ابقوا ثابتين للحظة)
ميراي:(حاضر~)
و هكذا وقف كلانا أمام والدنا
مد يديه أمامه و بدأت تتكون هاله بلون أزرق أخذت تتكثف حتى أصبحت مياه و التفت نحونا
لم تكن باردة حقاً لكن كان الأمر ممتعاً كأن السماء تمطر علينا
استمرت المياه لفترة حتى اختفت كان كلانا مبلل من الأعلى للاسفل
بعدها كان هناك تيار رياح دافئة كالتي استعملها ليليا علي أنا و كارما التف حولنا حتى جفت ملابسنا بالكامل
أخذنا نتفحصها
الآن،لم بعد عليها و لو قطرة دماء
ميراي:(وااه!~ مذهل اختفت!~)
ميكايلا:(أجل هذا مدهش،هل هذه هي خاصية التلاعب التي أخبرتني بها ميراي؟)
أومأت بحماسة
ميراي:(أليست مدهشة؟~)
ميكايلا:(إنها كذلك،شكراً أبي)
مازال لدى والدنا و ليليا تعبير غريب كأنهم لم يدركوا ما حدث لهم
بينما ظل شقيقنا محدقا بالفراغ و هو جالس على الأرض
كان هذا الجو غريباً بحق،لم يعرف أي منا ما الذي علينا فعله لكي نكسر تلك الأجواء المتوترة و الغير مريحة
تنهد ليليا تنهيدة طويلة و وضع كلتا يديه على خصره و هو يحدق إلى الأرض
ليليا:(...الآن...الآن هذه الجثة هناك،علينا أن نتعامل معها)
ميكايلا:(ألا يمكننا حرقها فحسب؟)
ميراي:(أو ربما نقوم بدفنها فحسب،ألن يكون هذا اسهل؟~)
ميكايلا:(لكن ألن نلفت الإنتباه هكذا؟)
ميراي:(حسناً،نفس الأمر مع حرقها سيلفت الأنظار)
ميكايلا:(هممم ألا يمكننا أن نستعمل سحر الاختفاء إذًا لكي نفعل ما نريد دون لفت الأنظار؟)
ميراي:(اه صحيح!نسيت أنه هناك مثل ذاك السحر من الأساس،سيكون مفيداً بحق الآن~)
ليليا:(ليس عليكم حقاً القلق بشأن هذا....سوف أتعامل أنا مع الأمر...)
مالفرد:(آه...أجل رجاءا ليليا.... أوه لحظة)
نهض والدنا و نظر نحو ليليا و تنهد ثم بدى عليه بعض الحزن و الندم لم أفهم لما هذا
مالفرد:(أنا.... أنا أعتذر عما فعلته...ل-لقد غضبت عليك-)
ليليا:(اوه كلا،لقد استحققت الأمر.....كان علي أن أكون أكثر حرصاً عليهما)
مالفرد:(لكن مع ذلك ليست غلطتك بالكامل)
نظر نحوي بعدها بتعبير فيه بعض الغضب و خيبة الأمل
انزلت نظري إلى الأسفل بحرج و حزن
ميراي:(اه...أ-أنا أعتذر....)
تنهد والدنا
مالفرد:(سنتحدث عندما نعود)
شعرت بالحزن و الخجل لأنني أغضبت والدنا و مما سمعت فقد سبب هذا لليليا المشاكل
مالفرد:(...هيا فاليأتي ثلاثتكم مع هذه الفتاة و لنبتعد من هنا)
ميكايلا:(حاضر أبي)
أومأ شقيقنا و نهض بصمت و هكذا حمل والدنا الفتاة و سرنا معاً
ترك ليليا حاجز الصوت الذي صنعه علينا
ميراي:"ميكا...ل-لما أعتذر أبي من ليليا؟... "
ميكايلا:"...هذا..بعد أن اختفيت و عاد والدنا و لم يعثر عليك لقد...لقد صفع ليليا بقوة حتى كاد يقع... "
جفل جسدي و اتسعت عيناي
لقد شعرت حينها بالذنب حقاً لدرجة أنني كدت أبكي لكن منعت نفسي كي لا اقلق والدنا و شقيقي أكثر مما فعلت بالفعل
أثناء السير بصمت سمعنا صوتاً مألوف لي
كانت تلك الفتاة بدأت تستعيد وعيها و فتحت عينها ببطء
لكن فور رؤية وجه والدنا انتفض جسدها و حاولت أن تدفعه بقوة
لم ندرك لما فعلت هذا إلا بعد لحظات
كان لون شعر والدنا الآن هو نفس لون شعر ذاك الوغد
لذا التبس عليها الأمر و ظنت أنه يحاول اختطافها من جديد
ميراي:(لحظة لحظة!إنه والدنا!)
فور سماعها صوتي هدأت و نظرت إلي
:(...وا-والدك؟...)
ميكايلا:(أجل،حتى انظري جيداً إلى لون عينه،إنه مختلف عن لون عين ذاك الرجل)
و على ما قلناه هدأت و اخذت تتفحص وجه والدنا الذي نظر نحوها بابتسامة لطيفة
احمر وجه الفتاة بالكامل فور إدراكها أنه شخص مختلف عن الذي حاول اختطافها
ضحك والدنا ضحكة خفيفة
:(أ-أنا أنا أعتذر يا سيدي!)
مالفرد:(لا داعي لذلك،لا بد أنني سببت لك شعوراً بالخوف،هل أنتِ بخير الآن؟)
أومأت بسرعة بوجهها المحمر ذاك
بعد لحظة هدأ احمرار وجهها و نظرت بقلق نحوي و نحو أخي
:(صحيح! ما أخبار جرحك؟!)
تجمد والدنا و شقيقنا على كلامها ذاك بينما شعر كلانا بالقلق
مالوس:(جرح؟!!)
ميكايلا:"أوه...تباً"
ميراي:"كيف... أنتظر أظن لدي فكرة"
ميكايلا:"أيا كانت أسرعي لأن نظراتهم القلق تلك توترني... "
ميراي:(اه ليس عليك القلق بشأن هذا)
:(ل-لكن كيف لا أقلق؟! لقد كان يسعل الكثير من الدماء!)
تجمد شقيقنا و هو يحدق بنا بوجه مفزوع بينما هدأت تعابير وجه والدنا
مالفرد:"..هل قام هذان الإثنان بخداع الفتاة بطريقة ما؟"
ميكايلا:"حسناً من الجيد أنه اكتشف الأمر هذه المرة"
ميراي:"أجل...على الأقل لن ينظر نحونا بكل ذاك القلق لكن...شقيقنا في الجهة الأخرى"
ميراي:(اه بشأن هذا...ت-تعرفين كيف بدى كلانا دون سحر التنكر صح؟...)
مالوس:"صحيح...لقد قال كلاهما أن اي نوع من السحر الغي فور دخولهم إلى ذاك المكان،ألغي سحر التنكر و أبي اعاده فور رؤيتهم مجدداً....تلك الفتاة رأيتهم؟"
أومأت برأسها ببطء
:(صحيح... أنتم... أنتم من إلف العنقاء؟)
ميكايلا:(أجل،و إذا لم تكوني تعرفين أي إصابة نحصل عليها مادامت لم تصب النواة خاصتنا لن نصاب بأذى و ستشفى أي جروح)
حدقت بنا بقلق للحظة قبل أن تأخذ أنفاسها و تبتسم براحة أكبر
:(هذا مريح للغاية!~ أيضاً هذه أول مرة أرى فيها إلف عنقاء....ه-هل يمكن أن أقول شيئاً؟...)
:"أعني لست واثقة إن كانا لن يمانعا أن أقول هذا.. ."
ميراي:"تقول ماذا؟"
ميكايلا:"ربما ستسأل عن المزيد حول ألف العنقاء؟... "
ميكايلا:(قولي ما شئت)
:(اممم...)
احمر وجهها و نظرت بعيداً عنا
:(ك-كلاكما كلاكما كان لطيفاً و بدوتم جميلين للغاية بحق!)
صرخت هذا بوجه محمر
تصلب أخي مكانه
ميراي:(اوه...هذا لطف منك حقاً~)
ميكايلا:(هاه؟ من تقصدين باللط-)
وضعت يدي على فم أخي
ميكايلا:"مهلاً! ما الأمر؟"
ميراي:"فقط دع الفتاة،ما فائدة الشجار معها ميكا؟"
ميكايلا:"تسك أيا يكن...لكنني لست لطيفاً!"
ميراي:"لما بدأت تبدوا مثل كارما هكذا؟"
ميكايلا:"ا-...همف فقط فالننسى الأمر"
تعجبت قليلاً من رده فعله تلك لكن قررت ألا أركز كثيراً على الأمر
خصوصاً و أن وجهه كان محمرا بشكل طفيف
:(أ-أيضاً.... ش-شكراً لك سيدي،أنا حقاً بخير الآن و يمكنني السير بمفردي)
مالفرد:"...لقد خدعوا الفتاة"
ابتسم والدنا بعد أن نظر إلى كلانا نظرة خاطفة
مالفرد:(اه متأكدة أنكِ لا تشعرين بالدوار؟)
هزت رأسها نافية
:(أنا بخير حقاً)
و هكذا انزلها والدنا برفق وقف دون حراك للحظة
:(لحظة... أنتم أيضاً لديك اخ أكبر؟)
ميراي:(همم؟ اوه أجل.... ألم تلحظيه؟)
صمتت للحظة قبل أن تلتقي عينها بعيني شقيقنا
جفل جسدها وبدت متفاجئة
:(اه! م-معذرة! لم ارك هناك...ا-ا-)
مالوس:(لا داعي للقلق،من الطبيعي ألا تلحظيني خصوصاً و أنا لم اتحدث كثيراً،لذا لا بأس حقاً)
و ابتسم بلطف نحوها
ميراي:"صحيح لقد كان هادئاً على غير العادة منذ أن عدت أنا و أنت من سحر ذاك ال## المميز"
ميكايلا:"أظنه مازال متفاجئاً بحقيقة أننا قتلنا أحدهم"
ميراي:"...لكن أبي لم يعد يبدوا متفاجئاً؟"
ميكايلا:"تذكري أن والدنا خاض كثيراً من المعارك و الحروب لذا،قتل أحدهم هو ليس بالشيء المفاجئ حقاً كما الحال مع ليليا...ما جعلهما يتفاجئنا هو على الأغلب أننا من قتلنا شخصاً ما هذه المرة"
ميراي:"أووه فهمت الآن،أجل هذا يبدوا منطقياً~"
:(اه حسناً خفت أن أكون قد جرحت مشاعرك دون قصد...)
لقد بدت قلقة بحق و هي تقول هذا لذا ابتسم شقيقنا نحوها
مالوس:(لا عليك...الآن علينا أن نجد عائلتك،صحيح؟)
:(اه صحيح! لقد أخبرت أبي و أخي أنني سأذهب لمشاهدة العرض لكن... حسناً عثر علي ذاك الرجل و حدث ما حدث...)
اخفضت رأسها بحزن
ربت والدنا على رأسها برفق و قال بنبرة رقيقة
مالفرد:(لا عليك،هل يمكن أن تخبرينا أين تركت والدك أو أخوك؟)
:(اه أبي و أخي كانوا أمام ذاك المسرح...لقد تردد كلاهما كثيراً قبل تركي لكي أذهب بمفردي لذا لا أعرف حقاً إلى أين قد يذهبان غبت لمثل هذه الفترة...)
مالوس:"لو كنت مكانه.. ."
مالوس:(أليس محتملاً أنهما عند المنطقة حول المسرح للبحث عنكِ؟)
ميراي:(هذا يبدوا احتمالاً منطقياً....هل يمكن أن أسألك شيئاً؟)
:(ما هو؟)
ميراي:(....هل والدك يعمل في محل للزينة و الحلي؟)
انتصبت و حدقت نحوي بعيون لامعة
:(أجل!أجل إنه كذلك! هل يعقل أنك تعرفينه؟)
ميراي:(من السهل العثور عليه إذًا،هيا لنعود إلى المنطقة حول ذاك المسرح)
:(ه-هل...اممم هل حقاً لا بأس في أن تأهذوا من وقتكم لكي ترجعوني؟...)
كانت تسأل بحرج و قلق تنهد والدنا و نظر إليها
مالفرد:(بالطبع لا مانع،ما نريده هو اعادتك إليه بعد كل شيء)
نظرت نحو والدنا و ابتسمت بسعادة
:(شكراً لك حقاً يا عم! إن أبنائك طيبون و لطيفون مثلك تماماً!~)
كلماتها جعلت ثلاثتنا نشعر ببعض الإحراج
مالفرد:(اوه أنتِ أيضاً فتاة طيبة و مهذبة مثل أبنائي تماماً~)
مالفرد:"الفرق أن التوأم لدي ورثوا جزءا معقولاً من هوايتي في خداع من حولي لتسهيل الأمور~"
ميكايلا:"هل وصف خداع الآخرين ب'هواية له'للتو؟... "
ميراي:"...هذا حقاً...-تنهد-نحن نكتشف شيئاً جديداً عن والدنا العزيز مع مرور الوقت... "
مالوس:"إذًا هي حقاً ابنة ذاك البائع....لابد أنه قلق للغاية عليها"
قال شقيقنا هذا ثم نظر إلينا بنظرة تأنيب على ما فعلناه أو ما فعلته أنا فقط دون أخي
لقد كانت هذه أول مرة ينظر شقيقنا نحوي هكذا
هذا جعلني حقاً أشعر بالخجل من نفسي لذا حاولت إبعاد نظري عنه و نظرت إلى الأرض
نوعاً ما بدأت أشعر بالخوف و القلق مما سيحدث عندما نعود إلى القصر
ميكايلا:(.... حسناً،هيا بنا )
و هكذا ذهبنا معاً و بعد قليل من السير وجدناه فور أن اقتربنا منه قليلاً لاحظنا تجمعاً لبعض الناس أمامه و كان ذاك البائع واقفاً بوجه شاحب
على ما يبدوا لقد حاول أن يبحث عن ابنته و كان يصف كيف تبدوا بتلعثم للناس
حين اقتربنا و وقفنا بين هؤلاء الناس التقت عينه و عين والدنا
مالفرد:(امم معذرة لكن عثرت على هذه الطفلة،إنها ابنتك صحيح؟)
أنزل الرجل نظره بسرعة إلى حيث كانت يدي والدنا و فور التقاء نظره بابنته اتسعت عيناه و امتلأت بالدموع و نزل بسرعة و عانقها بشدة و هو يصرخ ابنتي
بعد لحظات وجدنا فتى أطول من شقيقنا بقليل بنفس العيون البنفسجية و شعر برتقالي غامق
عندما رأى الفتاة ذهب و عانقها هو الآخر
كانت قرونه تبدو عادية مع ذلك على عكس قرون أخته
خاصته كانت بلون بني أقرب إلى الأسود و كانت رفيعة و قصيرة بعض الشيء
رفع البائع رأسه و نظر إلى والدنا بعيون تلمع و ترتجف قليلاً
:(شكراً لك! شكراً لك حقاً! أنت-أنت لا تعرف كم كنت-)
و بدأ يبكي مجدداً و هو يحتضن ابنته
مالفرد:"إلهي منظره هكذا يشعرني بعدم الراحة...-تنهد-. ."
مالفرد:(ل-ليس عليك أن تشكرني هكذا.... لا بأس حقاً)
بعد أن ودعنا ذاك البائع الذي لم يتوقف عن شكر والدنا و شكرنا و أبنائه استمر سيرنا
مالوس:(هذا كان محرجاً...لكن أين ليليا الآن؟)
فور قوله لهذا ىأينا ليليا يتقدم نحونا ليليا بابتسامته المعتادة و لوح نحونا
ليليا:(أرى أنكم قد عثرتم على والد الآنسة الصغيرة~ هذا مريح~)
تنهد والدنا و نظر نحوه
مالفرد:(...هل أنهيت التمر؟)
مالوس:"عما...اوه يقصد الجثة"
اظلم وجه شقيقنا قليلاً
ميراي:"هل...هل مازال لم يتخطى الأمر؟"
ميكايلا:"هذا واضح من تعابير وجهه لكن...أليس هذا غريباً بعض الشيء؟ لما لم يتخطاه إلى الآن؟"
ليليا:"اه إنه يقصد أمر الجثة صحيح؟~"
نظر ليليا نحونا بسعادة بعد أن تنهد كلانا بخيبة أمل اومأت برأسي
زاد هذا من إشراق وجه ليليا
ليليا:"هذا ممتع بحق~"
ميراي:"...يبدوا أننا سببنا لأنفسنا إزعاجاً.... "
ميكايلا:"تباً.... الآن سيستمر في فعل هذا....لكن ما باليد حيلة لقد كانت رأسي ستنفجر لولا الحاجز الذي انشأه"
ليليا:(اه أجل ليس عليك القلق حول أي شيء آخر~)
مالفرد:(هذا مريح إذًا)
أصبحت النظرة على وجه والدنا جادة و أخذ يحدق بالفراغ بتعبير مخيف على وجهه
مالفرد:(همم كان من الجيد أن أطمئن بنفسي على ما يجري هنا بعد كل شيء.....)
انخفضت نبرة صوته و أصبحت باردة بعض الشيء
سبب هذا لنا قشعريرة
مالفرد:(يبدوا أنني تساهلت في الآونة الأخيرة،ان يتجرأ أحدهم و يقدم على فعله مثل تلك...هه سأتكد من أن يتم اعدام أمثاله بالطريقة التقليدية)
عندما ذكر والدنا كلمة اعدام لم يأتي في راس اي منا شئ غير حبل المشنقة أو المقصلة لكن لما انتفض جسد ليليا فور سماعه لهذا؟
و هكذا نظر كلانا نحو ليليا بتساؤل
تنهد ليليا
ليليا:"الطريقة التقليدية بالنسبة إلى إلف التنانين هي... حسناً لا أعرف كيف أبدأ لكن... إنها طريقة في الأساس لمعاقبة الخونة و الجواسيس،تبدأ بسلخ الجلد لكن هذا لن يقتل إلف التنانين حقاً لذا يستمر الأمر حتى بعد سلخ الجلد و يتم بعدها تقشير العضلات من العظام كما تقشرين الفاكهة... يتم استعمال تعويذة معينة كي لا يجن جنون المحكوم عليه و يبقى واعياً بكل ما يحدث حتى يموت و لا يبقى منه سوى العظام....هذه هي~"
أنهى ليليا كلامه و كأنه أنهى قص قصة خيالية جميلة بينما شعرت أنا و أخي بوخز في جميع أنحاء جسدنا
كان هذا مستوى آخر من القشعريرة
أيضاً تخيل المنظر جعل معدتي تتقلب لذا وضعت يدي على فمي
انتبه شقيقنا على منظرنا ذاك فقال بقلق
مالوس:(أ-أنتما بخير؟...)
ميراي:(ا...أجل نحن بخير،لا داعي للقلق أخي~)
مالوس:(... حسناً،إذا كنتِ متأكدة)
مالفرد:(حقاً تلك الفترة الأخيرة يبدوا أنني لم أعطي الإنتباه الكافي لما يحدث هنا)
ميراي:"...صحيح رغم أننا في'حرب' مع مملكة البشر تلك إلا أن الأوضاع في العاصمة مستقرة و طبيعية،حتى أنه هناك ذاك المهرجان القائم~"
ميكايلا:"أجل...إنه لأمر مثير للاعجاب حقاً أن والدنا قادر على الحفاظ على الإستقرار هكذا مع كل ما يجري"
ليليا:(لكن هكذا تريد مني التحقيق بشأن ذاك الرجل؟)
مالفرد:(تجارة الأعضاء هي عمل منظم،ليس منطقياً كون ذاك الرجل بمفرده هنا.أعثر عليهم و امحهم من فوق هذه الأرض)
ليليا:(تحت أمر جلالتك!~)
مالوس:"ليليا يتحمس على أشياء غريبة و دموية أحياناً...."
ميراي:"أظنني اعتدت عليه قليلاً"
ميكايلا:"حسناً،لا تعتادي عليه كثيراً لكي لا تصبحي مثله"
ميراي:"هيهي~ لا تقلق لن أفعل~"
ميكايلا:"...لقد فقدنا الأمل هكذا"
ميراي:"ماذا؟ عما تتحدث فجأة؟"
ميكايلا:"هكذا ستظل ضحكتك تشبه ضحكة ليليا إلى الأبد...ياللاسف~"
ميراي:"مهلا! أنا أستطيع التوقف عن الضحك هكذا متى شئت!"
ميكايلا:"حسناً حسناً كما تقولين"
ميراي:"...وغد"
مالوس:(حسناً...هكذا هل نذهب إلى إحدى محلات الأسلحة؟
مالفرد:(أجل،لقد أتينا هنا اليوم بغرض آخر و هو البحث عن هدية له)
ميكايلا:(صحيح هل قد يحب لو اهديناه قطعة زينة من ذاك المحل؟)
مالوس:(...لا أظن أرنولد يهتم بأي نوع من الزينة)
ميراي:(أجل أنا أيضاً أشعر بهذا)
ميكايلا:(حسناً لا بأس إذًا لنبحث له عن ذاك السيف)
ليليا:(بذكر الأمر أتذكر محلاً هنا أعرفه)
ميراي:(هذا رائع!~هيا بنا إذًا)
نظر ابي نحوي
مالفرد:(رجاءا لا تبتعدوا عن بعضكم البعض أو عن مرمى نظر ليليا،مفهوم؟)
كان هذا الكلام بلا شك موجه إلي خصيصاً لذا اخفضت رأسي قليلاً
ميراي:(م-مفهوم...)
مالفرد:"...أجل علينا التحدث حول كثير من الأشياء عندما نعود"
ميكايلا:"أنتِ في مشكلة حقيقة هذه المرة"
ميراي:"أيها النذل لما تبدوا سعيداً بهذا؟"
ميكايلا:"لأنه و أخيراً سيضع أحدهم بعض المنطق في رأسك~"
ميراي:"... حسناً حسناً أيا يكن"
و هكذا سار جميعنا لبعض الوقت و أخذنا نشاهد الأماكن هنا و هناك حتى أشار ليليا إلى ماكن ذاك المتجر
كان المحل في أحد الشوارع الجانبية لم يكن ظاهراً حقاً لذا اقتربنا قليلاً لكي نتمكن من رؤيته جيداً
لم يكن كبيراً حقاً على عكس ما تخيلت و كان مصنوعا من الخشب
سبقنا ليليا جميعاً بالدخول
ليليا:(أيها العم!~ لم ارك منذ وقت طويل~)
على صوت ليليا الحيوي ذاك التفت رجل بشعر زيتي و قرون بلون أغمق قليلاً قصيرة
بدى الرجل مستغرباً للحظة قبل أن تتسع عيناه و يبتسم بسعادة
و انحنى قليلاً
:(سيادة الجنرال! إنه لشرف لي أن اقابلك مجدداً~)
و تقدم الرجل و وقف أمام ليليا و سلم عليه بحرارة
مالوس:(سيادة الجنرال...الأمر غريب سماع أحدهم يناديه بهذا~)
ميراي:(أعرف أليس كذلك؟~)
ميكايلا:(علي شكر الرجل لأنه ذكرني أن ليليا جنرال)
كنا نتحدث معاً بصوت خافت
ليليا:(أنا أيضاً سعيد برؤيتك~ مازلت محتفظاً بذاك السيف الذي صنعته لي)
:(أوه هذا فخر لي إذًا~ الآن كيف يمكن أن اخدمك؟)
ليليا:(هممم~)
نظر ليليا نحونا و ابتسم تقدم و وقف خلفنا جميعاً و ضمنا برفق نحوه
مالوس:"صحيح ذاك الرجل يعرف ليليا إذًا كيف سيشرح له أنه يرافق مجموعة أطفال؟... "
ميكايلا:"صحيح...ماذا سيقول؟"
ليليا:(كما ترى هؤلاء الأطفال اللطفاء أنا من سيتولى تدريبهم على المبارزة~)
ميراي:"أوه...هذا ذكي في الواقع~ احسنت ليليا"
مالفرد:"أرى أنه تحسن،جيد مجهودي لم يذهب سدى~"
ميكايلا:"والدنا حقاً حاول تدريبه"
ميراي:"و يبدوا أنه تعلم~"
و ابتسمت نحو ليليا
:(اه أنا أرى،إنهم أطفال محظوظون بحق إذًا بما أنك من ستتولى تدريبهم)
ليليا:(اوه ليسوا محظوظين حقاً بما أنني لا أنوي التساهل معهم~)
ضحك الرجل ضحكة قصيرة
:(حسناً التساهل معهم لن يكون في صالحهم،ألا توافق؟)
ليليا:(بالطبع أوافق~)
عندها انتبه الرجل على والدنا
:(و أنت تكون؟...)
مالفرد:(أوه أنا والدهم~)
:(اه أنا أرى،حسناً كيف يمكنني أن اخدمكم؟)
ليليا:(كنا نريد سيفاً جديداً لهذا الفتى)
قال ليليا هذا و هو يفرك رأس شقيقنا
:(بالطبع لدينا الكثير من السيوف هنا،هيا تعالوا و اختاروا ما تريدون)
و هكذا تقدمنا خلف ليليا و ذاك الرجل كان المحل به العديد من أنواع الأسلحة المختلفة و كانت هناك أشياء أول مرة أراها أنا و أخي لذا سألنا والدنا عن ماهيتها
لفت نظري أيضاً بعض الأدوات التي تشبه الأحجار الكريمة تعجبت قليلاً لوجود أحجار سحرية في محل أسلحة
ميكايلا:(لما هناك أحجار سحرية هنا؟...)
ميراي:(أردت السؤال عن هذا أيضاً)
مالفرد:(إنها ليست مجرد أحجار سحرية،ترين كيف هي موضوعة تحت حماية التعاويذ؟)
ميراي:(امم أجل هناك ما يشبه الحاجز حولها،لما ذلك؟)
ليليا:(هذا لكي لا تنفجر عن طريق الخطأ~)
ميكايلا:(ت-تنفجر؟!)
ميراي:(هذه لحظة هل هذه الأحجار عبارة عن-عن قنابل؟!)
:(همم؟هل هي أول مرة ترون شيئاً كهذا؟)
ميكايلا:(أ-أجل...)
ليليا:(حسناً،هذا لأن صغار هذا الجيل لم يعيشوا وقت الحرب لذا معظم هذه الأسلحة جديدة بالكامل بالنسبة لهم~)
:(اه صحيح حسناً كما ترون تلك الأحجار السحرية متفجرة،واحدة منها كفيلة بإسقاط مبنى من طابقين~)
كان يتحدث التاجر بنبرة فخورة
ميراي:"... نوعاً ما أريد رؤيتها و هي تنفجر"
ميكايلا:"... أنا أيضاً،أريد رؤية كيف تنفجر"
ميراي:"...ماذا لو أخذنا واحدة و حاولنا أن نجرب تفجيرها في مكان ما؟"
ميكايلا:"أوافق...لكن تظنين أبي سيسمح بهذا؟"
ميراي:"لا أعرف حقاً....لنحاول!~"
أشرنا لوالدنا كي ينخفض قليلاً
ميكايلا:(أبي هل يمكننا أخذ واحدة؟)
نظر والدنا نحونا بتساؤل
ميراي:(نريد تجربة رؤية إحدى تلك القنابل تنفجر)
انتفض جسد والدنا و حدق نحونا بتعجب بعدها ضحك
ضحكه هذا لفت أنظار شقيقنا الذي كان قريباً منا
مالوس:(أ-أبي؟)
مالفرد:(اه فقط ههه~ أنتم أحياناً تطلبون أغرب الأشياء بمثل تلك الوجوه البريئة)
ميراي:(ا-اذًا لن توافق؟...)
مالوس:(يوافق على ماذا؟)
مالفرد:(يريدون قنبلة سحرية)
انتفض جسد شقيقنا و حدق نحونا
مالوس:"كلما مر الوقت كلما شعرت أنني حقاً لا أعرف إخوتي جيداً... "
ميكايلا:(اممم أبي ؟)
مالفرد:(للأسف كلا،لا يمكنني تسليمكم مثل تلك الأشياء الخطيرة)
ميراي:(اوه...هذا مؤسف....)
مالوس:(...ه-هل حقاً كنتم ترغبون بها لتلك الدرجة؟)
ميكايلا:(أه حسناً أجل....لكن ما باليد حيلة هكذا)
و هكذا وصلنا إلى صفين طويلين من السيوف
كان بعضها ذا لون لامع و جميل و الآخر ذا لون مطفئ و غامق
:(هذه بعض السيوف،جميعها جيد و له وزن خفيف لكن إن كنتم تبحثون عن شيء مميز بحق فهناك تلك السيوف هناك)
نظرنا إلى حيث أشار التاجر
كان ما يشبه دولاب زجاجي به بعض السيوف ذات ألوان مميزة و كانت مرصعة ببعض الأحجار السحرية ذهبنا نحوها
مالوس:(واو.... جميعها جميل حقاً)
ميراي:(أوه أجل،انظروا إلى ذاك الفضي المرصع بأحجار سحرية حمراء!~)
ميكايلا:(اوه ألا يشبه هذا...)
مالوس:(أجل إنه يشبه لون عيون و شعر ليليا)
ليليا:(همم معكم حق،لكن لا أظنه سيكون مناسباً)
ليليا:"إذا كان أرنولد سيأخذ سيفاً أتخيل أنه سيحب لو أمتلك السيف ألواناً تشبهكم~"
ميراي:"إنه محق،لكن لسنا نحن من اختار الهدية بمفردنا لذا أن نختار سيفاً لديه ألوان تشبه لون شعرنا أو عيوننا دون شقيقنا هو ابن يكون هذا كأننا نهمش شقيقنا؟... "
ميكايلا:"إنها هدية لارنولد و ليست لنا لذا ألا يجب أن تكون شيئاً يناسب أرنولد ليس نحن أو شقيقنا؟"
ميراي:"بالضبط،لكن أي ألوان تظنه يحبها؟... "
ميكايلا:(...ليليا ما الألوان التي يحبها؟)
مالوس:(اممم ألن يكون الوردي؟ أعني حتى ملابسه يطغى عليها اللون الوردي و الأبيض لذا....)
ليليا:(أوه أجل،الوردي و اللبني و الأبيض إنه يعشق تلك الألوان~)
بعد ما قاله ليليا أخذ ثلاثتنا ينظر نحو السيوف باحثين عن شيء به ولو لون واحد من تلك الألوان
مالفرد:(آه أنظروا إلى ذاك هناك)
مالوس:(أوه ذاك السيف! لم أراه على الإطلاق~)
السيف الذي أشارت إليه كان سيفاً بلون لبني و فضي كان غمد السيف و مقبضه مرصع بالاحجار السحرية ذات اللون السماوي
ميراي:(وااه!~ إنه جميل بحق!~أبي هذا اختيار ممتاز~)
ميكايلا:(أجل،إنه يبدوا جميلاً للغاية)
ليليا:(هل اخترتم هذا أم سوف نرى واحداً آخر؟)
ميراي:(اممم كلا لقد احببت كيف يبدوا و أظن أن أرنولد سوف يحبه)
مالوس:(أنا أيضاً)
ميكايلا:(حسناً،لقد اخترنا هذا)
و هكذا نادى ليليا على الرجل الذي كان مع زبائن آخرين و تركنا كي نأخذ راحتنا في الإختيار
:(انتهيتم بالفعل؟)
ليليا:(أوه أجل،لقد اخترنا ذاك الذي بلون لبني و فضي هناك)
:(آه أنا أرى،ذاك السيف من النوع الذي يمكن شحنه بالسحر)
ميراي:(اممم لكن ما الذي يميز ذاك اللبني عن البقية إذًا؟)
ميكايلا:(صحيح،لما هؤلاء موضوعون في دولاب زجاجي و الباقي معروض فحسب؟)
ضحك التاجر و نظر نحونا
:(أنا أرى~ أنتم أذكياء أليس كذلك؟~)
صمت كلانا لأننا شعرنا ببعض الاحراج
:(حسناً،كما ترون)
و تقدم البائع و أخرج بحذر السيف الذي اخترناه من الدولاب الزجاجي
:(هذا السيف هنا لديه إمكانيات أكثر،بخلاف كونه يقطع بدقة و سرعة فهو على الخلاف الباقي يمكن أن تطبق عليه أكثر من مجرد تعاويذ العناصر)
مالوس:(أكثر؟ مثل ماذا؟)
:(على سبيل المثال يمكن أن تضع فيه بعضاً من السحر فتزداد قوته و يمكن أن تشق جلمود صخري به~)
ميراي:(ح-حقاً؟!)
:(بالطبع آنستي الصغيرة،أيضاً عندما يضع المالك بعضاً من سحره في هذا الحجر الذي يتوسط مقبض السيف فيصير ذاك السيف مرتبطاً به،بمعنى أنه إذا حدث و وقع من يد صاحبه يستطيع أن يجعله يعود إلى يديه مباشرة بلا مجهود~)
مالوس:(هذا...هذا مفيد حقاً)
ميراي:(أجل،يبدوا حقاً متعدد الاستعمالات كما قلت يا عم)
ليليا:(حسناً،سنأخذه إذًا)
:(على الفور~)
و هكذا بعد أن أخذنا السيوف و خرجنا تنهد والدنا تنهيدة طويلة
مالفرد:"حسناً نر هذا بهدوء....علي ألا أبعد عيني من عليهم حتى ننتهي من هذا اليوم...لقد كنت أبحث كالمجانين عنها و ..و غضبت هكذا"
شعرت بكثير من الحزن و الغضب من نفسي على ما فعلته
ميراي:"لا-لابد أنه كان مرعوباً... ."
ميكايلا:"ليس هو الوحيد الذي شعر بهذا... "
نظرت نحو أخي الذي كان ينظر إلي بخيبة أمل
ميراي:"...اممم أنظر أنا... أنا آسفة حقاً.. ."
ميكايلا:"...-تنهد-...لا يهم"
شعرت بالحزن مجدداً و بدأت أدرك أن ليليا لم يكن الوحيد الذي سببت له الأذى بفعلتي تلك
ليليا:(إذًا هيا بنا لنذهب إلى محل الحلوى ذاك~)
مالفرد:(أجل،قد أنت الطريق هذه المرة لأنني لا أعرف الكثير عن محلات الحلوى هنا)
مالوس:(حقاً هذا؟)
مالفرد:(أجل،لم ازر أي محلات للحلوى في العاصمة من قبل)
ميكايلا:(هذا مفاجئ نوعاً ما)
مالفرد:(أوه هيا الآن~ هل ظننتم أنني أعرف كل شيء؟~)
مالوس:(أجل...لسبب ما)
ليليا:(حسناً أحب أن أخبركم أنني أعرف أشياء هو لا يعرفها~)
مالفرد:(لما تبدوا متفاخراً هكذا؟ من الطبيعي ألا تعرف كل شيء)
ليليا:(اوه؟~إذا كان هذا الطبيعي فلما تبدوا متضايقاً مالفرد؟~)
مالفرد:(ليليا،أنظر أمامك و قد الطريق بصمت)
ضحك ليليا ضحكة خفيفة
ليليا:(حسناً حسناً كما تريد~)
ميكايلا:"لما أنتِ صامتة هكذا؟"
ميراي:"...همم"
ميكايلا:"...هل أنتِ حزينة؟.. ."
فجأة لم أشعر برغبة في التحدث لذا ظللت صامتة
اقترب أخي مني و أمسك يدي
ميكايلا:"...تعرفين أننا نقلق عليك كثيراً أليس كذلك؟....و لسبب ما أنتِ غير مدركة لمعظم الوقت أن ما تفعلينه يشعر من حولك بالقلق و التوتر... "
ميراي:"..... أعرف"
ميكايلا:"...ميراي.... ميراي أنتِ تعرفين أنني أحبك حقاً صحيح؟.... "
أومأت برأسي ببطء
ميكايلا:"كلا أنتِ لست مدركة... ميراي أنا... أنا عندما ضعتِ أنتِ للحظة توقف كل شيء بالنسبة إلي....لم أعد قادراً على التفكير حتى....ميراي... أختي أنا لن أبالغ عندما أقول أنني سأصاب بالجنون لو حدث لك أي شيء... حقاً سوف أفقد عقلي لو حدث لك مكروه"
كلماته جعلت شعور الحزن يزداد حتى شعرت بالدموع تتجمع في عيني
ميكايلا:"....ميراي....هل يمكن أن أخذ منك وعداً؟.. "
ميراي:"... أ-أجل... "
ميكايلا:"هل...هل يمكن عندما أطلب منك شيئاً أن تثقي به؟...عندما أخبرتك أننا سنبحث معاً على تلك القلادة و والدنا و شقيقنا سيبحثون هم أيضاً....هل يمكن أن تثقي بي من الآن فصاعداً؟.. "
توقفت عن السير و نظرت إلى الأرض
ميراي:"ا-...حاضر"
ميكايلا:".... أنت ِ"
اقترب أخي مني و عانقني
ميكايلا:"بحقك الآن لما تبكين؟.. ."
ميراي:"لا-لا أعرف...أ-أنا... "
ميكايلا:"لا عليك....فقط رجاءً ثقي بي أكثر من هذا في المستقبل"
احتضنته أنا أيضاً
ميراي:"أ-أعدك أنني سوف أحاول"
ميكايلا:"أنا أتمنى هذا.... "
مالوس:"ما-ما خطبهم؟"
مالوس:(ل-لحظة ميراي هل تبكين؟!)
توقف والدنا و ليليا عن السير و نظروا إلينا
مالفرد:(ميراي؟ ما الأمر؟...)
اقتربوا مني
مالوس:(...هل أنت حزينة لأنك لم تصبحي صديقة تلك الفتاة؟...)
لم أعرف ماذا قد اقول لذا أومأت على كلام شقيقنا
مالفرد:"...لما أشعر أن الأمر ليس كذلك؟"
ليليا:"ميكايلا هل هناك خطب ما؟"
نظر أخي نحو ليليا و ابتسم
ليليا:"اه هذا مطمئن إذًا"
مالوس:(ل-لا عليك قد نقابلهم مجدداً ليس عليك البكاء)
مالوس:"لكن هذا غريب...لم تبكي هكذا عندما غادر كارما و إخوته آخر مرة... لحظة معقول أن تلك الفتاة ذكرتها ب...بكلارا؟...هل لهذا هي تبكي؟... "
ميراي:"أوه علي التوقف حقاً أنا... أنا فقط لسبب القلق لمن حولي"
ميكايلا:"كلا أنتِ أنا لم أقصد الأمر هكذا...-تنهد-...لا عليك فقط اهدأي قليلاً"
ميراي:"ح-حسناً... ."
مالوس:"أنا... حسناً سوف احتضنهم أنا أيضاً!"
و هكذا عانقنا شقيقنا
ليليا:(أوه انظروا إلى هذا~ ألا تبدون لطفاء للغاية؟~)
مالفرد:"لما تبكي هكذا؟... "
حاولت أن أتوقف و بعد قليل من الوقت توقف أخيراً
شعرت بالراحة عندما كنت في حضن إخوتي هكذا لذا يبدوا أنني و دون أن أدرك غططت في النوم
اتسعت عيني شقيقنا و قال بتوتر
مالوس:(ما-ماذا حدث؟! هل فقدت الوعي؟!)
تنهدت و هززت رأسي يميناً و يساراً بخيبة أمل
ميكايلا:(كلا،إنها تلك العادة الغريبة خاصتها.... إنها نائمة)
ليليا:(نائمة؟...)
مالوس:(لحظة بهذه السرعة؟)
مالفرد:(و هي واقفة؟...)
ميكايلا:(آه أجل حسناً....عندما كنا في ذاك المختبر كانت دائماً ما تحاول ألا تبكي أمامي لكن عندما يزيد الأمر و تبكي كنت اعانقها،و بعدها بلحظات أجدها قد غطت في النوم في أي مكان أو أي وضعية كانت)
مالوس:(اه...)
ليليا:(أوه هذا لطيف حقاً~)
مالفرد:(أجل... نوعاً ما)
مالوس:(ل-لطيف؟...)
مالفرد:(إنها ردة فعل طبيعية.عندما يرهق شخص ما جسدياً و عقلياً و يبقى لفترة طويلة يشعر بالتوتر و القلق لفترة طويلة ففي اللحظة التي يشعر فيها بقليل من الراحة و الأمان ترتخي عضلات جسده كلها و قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي)
مالوس:(لحظة هكذا هل هي بخير؟!)
ليليا:(لا تقلق لا تقلق، الأمر ليس خطيراً،أليس كذلك ميكايلا؟)
ميكايلا:(أجل،ليس عليك القلق أخي.عندما يحدث هذا تظل نائمة لبضعة دقائق ثم تستيقظ مجدداً كأن لم يحدث لها شيء)
مالوس:(أوه...هذا جيد صحيح؟)
مالفرد:(... أجل،ستكون بخير لذا لا داعي للقلق)
انحنى والدنا و حمل أختي برفق
مالفرد:(حسناً،هيا لنتابع)
مالوس:(....هل...هل كان يتكرر هذا كثيراً؟)
ميكايلا:(أجل بما أن تلك البلهاء تهوى التحامل على نفسها)
مالوس:(أوه...هل كنتما...هل كنتما معاً في مكان واحد في ذاك ال...ذاك المكان؟)
ميكايلا:(أجل،لما السؤال فجأة؟)
مالوس:(لا شيء فقط...فقط لا أعرف لماذا لكن تخيلت أنهم فصلوكم عن بعضكم البعض...)
ميكايلا:(... أخي ليس عليك التحدث بقلق هكذا،أنا بخير و لا أمانع في إجابة أي سؤال لديك)
جفل جسده و حدق بي ببعض التفاجئ لكن تعبير وجهه عاد إلى طبيعته بسرعة
مالوس:(امم حسناً إذًا...كنتما دائماً معاً؟)
ميكايلا:(أجل،لولا كوننا معاً....لا...لم أكن لاتحمل الأمر....)
هدأت تعابير أخي و بدى عليه الحزن
مالوس:(اوه....)
ميكايلا:"...كنت أريد أن أخبرهم بهذا منذ فترة الآن"
ميكايلا:(اممم بخصوص ذاك الوغد الذي تخلصنا منه...)
نظر ثلاثتهم نحوي
مالوس:"اه صحيح...لقد...لقد قتلوه... "
ميكايلا:(...فقط لأنني أشعر بأننا اثرنا قلق ثلاثتكم،هذه ليست أول مرة نتعرض لمثل هذا الموقف و أيضاً... أيضاً ليست أول مرة نقتل فيها أحدهم)
ليليا:"اوه؟ ما هذه الاعترافات الجريئة ميكايلا؟~"
ميكايلا:"... أنا نادم لأننا اخبرناه بقدرتنا على قراءة الأفكار... "
حدق أبي بي بينما اتسعت أعين أخي
مالوس:(ما-ماذا؟...ليست...ليست أول مرة؟...)
أومأت برأسي
ميكايلا:(في إحدى المرات... حسناً لكي الخص ما حدث رجل من ذاك المختبر دخل و أطلق رصاصة على أختي فقمنا بقطع قدمه و يده)
توقفوا عن السير بتعبيرات بين الذهول و التفاجئ
مالفرد:(معذرة؟....)
مالوس:(م-ما...أطلق ماذا على من؟!)
تحيرت قليلاً بردة فعلهم تلك لكن أظن الأمر مفاجئ لهم حقاً
لذا أخذت انفاسي و حاولت أن اشرح بهدوء أكبر مع أنني أحبذ الإختصار عادة
ميكايلا:(لم تصبها الرصاصة،لقد ارتدت من على قطعة حديدية تقريباً كانت مغروزة في رأس كلانا)
مالوس:(اه...لحظة أي قطعة حديدية تقصد؟)
ميكايلا:(لا أعرف حقاً لكنهم جائت فترة و وضعوا تلك القطع في رأس كلانا،لم نعرف لما حتى الآن مع ذلك....)
مالفرد:(ماذا؟...لحظة لحظة ميكايلا،هل يمكن أن تتحدث أكثر عن تلك ال'قطع الحديدية'؟)
ميكايلا:(لن يكون لدي مانع لكن أنا حقاً لا أعرف أي شيء عن تلك الأشياء...)
ليليا:(هل...هل وضعوا تلك القطع بعد أن تم حقنكم بذاك السائل؟)
ميكايلا:(أوه أجل....لقد كان بعد أن تم حقنا لأول مرة بفترة طويلة،لكن وضعوها لأختي بعد عملية الحقن مباشرة)
مالوس:(أول مرة؟...هل كان هذا يتكرر؟)
ميكايلا:(بين كل فترة و الأخرى أجل...لكن الكمية كانت تتناقص مع مرور الوقت)
مالفرد:(.... ميكايلا،أين وضعوا تلك القطع تحديداً؟)
ميكايلا:"...هل الأمر خطير أو شيء كهذا؟"
ميكايلا:(همم حسناً أذكر أنها كانت قطعتين هنا)
و أشرت على المكان التي كانت فيه تلك القطع على رأسي
لسبب ما تجمد أبي و ليليا في مكانهم و اتسعت أعين كلاهما
مالوس:(ه-هنا؟...هذا غريب إنه نفس مكان القرون الخاصة بي...)
ميكايلا:(لحظة حقاً؟...لم انتبه على هذا...)
ليليا:(مثبط...)
التفت و أخي نحو ليليا
أومأ أبي ببطء
مالفرد:(... أجل،لهذا لم أشعر بطاقة سحرية كبيرة منهما رغم كون أرواح المؤسسين داخلهم...)
ليليا:(لحظة لكن هكذا...إن كان هناك مثبط إذًا.... ميكايلا متى تم نزع تلك القطع؟ أم كان أنتما من نزعها؟)
مالفرد:"لو كان هما من نزعاها فقد تكون هذه مشكلة كبيرة... "
ميكايلا:(أوه لقد...لقد كان هذا في اليوم الذي ماتت فيه راشيل...عندما سمعناهم يقولون إن عملية الختم تأخرت...ذاك اليوم تم نزع تلك القطع)
مالوس:(هذا...هذا غريب بعض الشيء....و ماذا قصدت ب'مثبط' ليليا؟)
ليليا:(...لقد تم تأخير وصولهم إلى مرحلة النمو الأولى)
:(ماذا؟!)
قلت أنا و أخي هذا بنفس النبرة المتفجئة
مالفرد:(...قديماً و أنا أعني قديما حقاً حقاً قبل أن يصبح هناك أي ممالك...عندما كانت هناك تلك الوحوش التي تجوب الأرض، كان يتم تأخير الوصول إلى مرحلة النمو الأولى عن طريق مثبط يزرع في الرأس مكان القرون هذا لأنه عند بلوغ تلك المرحلة يفقد المرء الوعي لفترة قصيرة لكن قد تصل إلى يوم أو إثنين)
مالوس:(لحظة... ا-اذًا كانوا يثبطون النمو لكي لا يقع أحدهم في خطر عندما يفقد الوعي؟)
أومأ أبي
ليليا:(هذا لأن تلك الوحوش كانت تهجم عليهم،لذا في فترات نشاط تلك الوحوش كان يتم تثبيط النمو حرصاً على حياة الأطفال لكي لا يقعوا في خطر إذا بلغوها أثناء هجوم ما...لكن الأمر الغريب هو أن تلك الأشياء تعتبر من التاريخ...لم تعد موجودة نحن حتى لا نعرف كيف بدت)
ميكايلا:(لحظة إذًا من أين أتوا بها؟ و ليست واحدة فقط بل زوجين منها؟)
مالفرد:(...هذا فقط يؤكد أن هناك شخص ما يدبر هذا الأمر منذ وقت طويل....أن يبحث عن شيء كهذا....)
مالوس:(...هل...هل صديقكم ذاك يعرف بهذا الأمر؟)
ليليا:(....بذكر الأمر،ألم يكن يمزح أحياناً و يقول إنه إذا وجد مثل تلك الأشياء سيبدلها بقرونه الذهبية لأنه لم يرد حقاً أن يكون ولي العهد؟...)
مالفرد:(صحيح....بالنظر إلى الخلف هكذا...سورين كان مهتماً بتاريخ إلف التنانين أكثر من تاريخ بني جنسه...)
مالوس:(ح-حقاً؟...لما هذا؟)
مالفرد:(...كما قلت معظم تقنيات و تعوايذ إلف العنقاء تعتمد على الدماء،سورين رأى الأمر مخيفاً حقاً لذا كان يفضل أن يأتي و يتعلم أكثر حول إلف التنانين بما أننا نعتمد على السحر فحسب في معظم إن لم يكن كل تقنياتنا)
ميكايلا:(اه صحيح....هذا فقط يثبت أنه هو ذاك الوغد وراء كل ما حدث لنا)
مالفرد:(....لكن...لماذا قد يستخدم مثبط؟...لن يفعل هذا إلا إذا كان متأكداً أنكما سوف تصلون إلى مرحلة النمو الأولى....)
مالوس:(اممم ا-الا يمتلكان دمائك؟... ألا يعني هذا انه إن آجلا أو عاجلاً سوف يبلغان المرحلة الأولى؟)
ليليا:(أوه حسناً مالوس كما ترى....الدماء التي أخذت من والدك قليلة...تعرف أن ديتر رغم مروره بتلك المرحلة إلا أنه لم يحصل على القرون أو الأجنحة صحيح؟)
ميكايلا:(مهلاً لا يملك ديتر أجنحة؟...)
مالفرد:(كلا...هذا لأن عمك نصف مصاص دماء و كرول مصاصة دماء لذا...الأمر كان متوقعاً أن أحد أبنائهم لن يحصل على صفات إلف التنانين)
مالوس:(لحظة إذًا كيف....)
ميكايلا:(...هذا يلغي الإستنتاج الخاص بكون فيريد قد شارك ببعض من دماءه لإنهاء تعويذة ولادتنا تلك...)
ليليا:(أجل،هكذا لو كان متأكداً من وصولكم إلى مرحلة النمو الأولى فأن يكون لديكم دماء مصاصي دماء هو أمر مستبعداً تماماً)
مالفرد:(لكن هكذا....ما الذي كان يخاف حدوثه لذا استخدم المثبط؟)
مالوس:(لا أعرف...هل يعقل أن بلوغهم تلك المرحلة قد يؤثر على ختم تلك الأرواح؟)
ليليا:(حسناً،لكن كيف قد يؤثر على هذا؟....و أيضاً لما قد يزيلها قبل أن يقوم بالختم أن كان يخشى أن تؤثر عليه؟)
ميكايلا:(تباً هذا مزعج حقاً....لا أملك أدنى فكرة عن سبب فعلهم لأي شيء من هذا)
مالفرد:(...ربما كان لتلك المثبطات قدرة أخرى غير التي نعرفها...على أيه حال سنبحث في الأمر بشكل أدق عندما نعود)
مالوس:(...لحظة لكن هكذا ألن يصل التوأم إلى مرحلة النمو الأولى في أي وقت مستقبلاً؟)
ابتسم أبي و ليليا بلطف
ليليا:(أنا اتحرق شوقاً لهذا اليوم~)
مالفرد:(أجل،لكن حتى لو لم يفعلوا فهذا لن يغير شيئاً)
مالوس:(اه بالطبع لن يغير أي شيء!~ سيظل كلاكما إخوتي الأعزاء الذين أحبهم حباً جماً مهما كان مظهركم!~)
و عانقني أخي
ميكايلا:(شكراً لك.... أخي أنت لطيف للغاية)
مالوس:(م-ماذا؟... شكراً ميكايلا)
ميكايلا:(أعني لطيف و طيب القلب لدرجة تجعلني أشعر بالسوء بعض الأحيان....)
ضحك أبي و ليليا بينما نظر أخي إلي بتحير
مالوس:(أ-أنا؟ هل أجعلك تشعر بالسوء؟...)
بدى الحزن و القلق عليه لذا هززت رأسي يميناً و يساراً
ميكايلا:(كلا لا عليك...لا تلقي بالاً لما قلت لتوي)
مالوس:(ح-حسنا إذًا....)
مالفرد:"إنه حقاً....لكن وسط الذي قلناه الآن هناك شيء أثار قلقي...دماء إلف التنانين...أحدهم حقاً قد ذهب و شارك في عملية الختم تلك بدمائه....لكن من؟"
ميكايلا:"اه عدنا إلى أول مربع و هو أن الخائن من ضمن العائلة-تنهد- تباً حقاً... "
مالفرد:"... حسناً ما أنا متاكد منه أن مالينارد مستبعد تمام الاستبعاد....هذا يبقي...ماليني و...لحظة!"
ضاقت حدقة عين أبي للحظة قبل أن يظلم تعابير وجهه
مالفرد:" لقد دخلت راشيل إلى غرفة ميليسا....أ-أيعقل...أيعقل أنها أخذت من دمائها أثناء تواجدها بالداخل؟... "
ميكايلا:"لحظة....لحظة ألا يعني هذا أننا...لو كان هذا صحيحاً فنحن هكذا ألا نعتبر إخوة مالوس من الأب و الأم؟... "
مالفرد:"هممم كيف بحق قد أتأكد من هذا؟...ربما..ربما الحرس أو أحد الخدم الذين كانوا داخل الغرفة وقتها،بما أن راشيل أخذت من دمائي لكي تعالج الجرح فأظن أنه لا أحد سوف يشك إذا أخذت دماء من ميليسا لكي تشفيها....سأحاول سؤالهم- لحظة إنهم لم يعودوا في القصر... "
ميكايلا:".. هل هم من طلبنا أن يتم طردهم؟...تباً سوف أكره نفسي لو كان هذا هو الأمر... "
مالفرد:"لقد ذهبوا مع أمي إلى ملحق القصر الرمادي....-تنهد- أظن إذا قررت أمي أن تعطف علينا بزيارة منها سوف أتمكن من سؤال الحرس.. ."
ميكايلا:"... أتمنى أن تقوم بزيارتنا قريباً إذًا... ."
ليليا:(اه!~ انظروا!~ ها هو أنه المحل المفضل لأرنولد~)
مالوس:(ذاك ذو اللون الأبيض هناك؟)
ليليا:(أجل،هيا بنا~)
و أثناء توجهنا إلى هناك بدأت أختي تسترد وعيها و قبل أن ندخل إلى المحل أفاقت
مالفرد:(ها أنتِ ذا،صباح الخير)
مالوس:(ميراي! أنتِ بخير الآن صحيح؟...)
بدت كما أخبرتهم متحيرة كأنها لا تذكر شيئاً
ميراي:(أ-أنا بخير...لما هل هناك خطب ما؟)
صمت ثلاثتهم
ميراي:"ما الأمر ميكا؟ لما يحدقون بي بغرابة هكذا؟ هل فاتني شيء؟"
ميكايلا:"أوه لا شئ مهم عدى إحتمال كوننا إخوة مالوس من الاب و الأم"
ميراي:"اوه- لحظة ماذا؟!! ماذا قلت للتو؟!"
ميكايلا:"اهدأي سنتحدث عما حدث لاحقاً الآن هيا لنحضر تلك الحلوى و نعود لأنني تعبت بحق...اليوم كان يوماً مميزاً... ."
مالفرد:(...على..على أيه حال،لقد وصلنا إلى المحل)
ميراي:(أوه حقاً؟~ أخيراً!~...لحظة معقول أنني نمت؟)
تنهد أخي
ميكايلا:(أجل إنها عادتك تلك)
ميراي:(اه...لما يحدث هذا أصلاً؟)
مالوس:(أ-أبي قال عندما نشعر بالتوتر لفترة طويلة دون راحة يحدث هذا)
ميراي:(اوه.... أعتذر لو اختفكم... مجدداً)
اقترب ليليا و ربت برفق على رأسي
ليليا:(لا عليك~ لقد استيقظتي في الوقت المناسب،هيا بنا لندخل و نحضر تلك الحلوى!~)
ميراي:(ح-حسناً...)
ميراي:"...علي الاعتذار عما سببته لليليا حقاً...ماذا لو أحضرت له هدية؟"
ميكايلا:"هدية؟...إنها فكرة جيدة،لكن أي هدية قد تعجبه؟"
ميراي:"...سأحاول سؤال شقيقنا أو والدنا عن هذا"
هكذا دخلنا إلى المحل الأبيض المزين بلون وردي جميل
فور دخولنا كانت الرائحة بالداخل جميلة بحق و منظر الحلوى التي ملئت المكان بكل الأشكال و الألوان
انزلني والدنا و هكذا تبعنا ليليا إلى حيث كانت تعرض الحلوى التي يحبها ارنولد
ليليا:(أتمنى أن تكون موجودة اليوم....اوه! ها هي هناك~)
و هكذا اسرعنا خلفه حتى وقفنا عند أحد الرفوف
مالوس:(ا-اي واحدة؟)
ليليا:(تلك الزرقاء ذات شكل الورود فوقها~)
أشار ليليا إلى ما بدى لي كقطع كعك متوسطة الحجم و مدورة كانت بلون أزرق غامق مع زينة فوقها بلون لبني على شكل بتلات الزهور
ميراي:(جميلة!~ لو أصبح لوناً أغمق قليلاً بعد ستصير بنفس لون شعر والدنا و شقيقنا~)
ميكايلا:(اه أنت محقة،اذًا هيا بنا لنأخذ واحدة و نصنع مثلها)
مالفرد:(... ميكايلا هل تعبت؟)
ميكايلا:(أجل،كان اليوم يوماً حافلاً....)
مالوس:(أوه أجل بالطبع كان كذلك.... أنا أيضاً أشعر بالرغبة في العودة إلى المنزل بالفعل....)
ليليا:(حسناً،سوف أذهب أنا و أشتري قطعة منها بسرعة~)
و هكذا ذهب ليليا و انتظرناه نحن بعيداً قليلاً
ميراي:"هذه فرصة جيدة~"
ميراي:(أخي مالوس...هل يمكن أن أسألك شيئاً؟)
مالوس:(بالطبع،ماذا تريدين؟)
ميراي:(هل تعرف ماذا يفضل ليليا من الحلوى؟)
مالوس:(اه... أذكر مرة أنه قال إنه يحب غزل البنات حقاً)
ميراي:(غزل البنات؟... حسناً)
مالوس:(...لما السؤال فجأة؟)
ميراي:(اه حسناً...)
ميكايلا:(تريد أن تقدم له هدية كإعتذار عما حدث له بسببها)
ميراي:(ميكا!)
مالوس:(أوه هذا لطف منك ميراي~)
مالفرد:(ما الأمر؟ لما صرخت هكذا فجأة؟)
ميراي:(ا-اه لا شيء لاشيء لا تبالي بما حدث)
مالفرد:(....فقط أتمنى أنه ليس أمراً تحاولين التستر عليه كالمعتاد)
ميراي:(ء-اممم)
مالوس:(لا تقلق أبي،لا شيء خطير هذه المرة حقاً)
مالفرد:(حسناً،أتمنى هذا)
و هكذا عاد ليليا بقطعة الحلوى و عاد جميعنا إلى القصر بعدها
فور دخولنا هناك و قبل فعل أي شيء نادى علي والدنا لأنه أراد التحدث معي
و هكذا تركت إخوتي و ذهبت إلى غرفة والدنا
جلست جانبه على السرير كنت أشعر بالتوتر و الإحراج
مالفرد:(....ميراي،تعرفين ما قد كان على وشك الحدوث اليوم صحيح؟)
انزلت رأسي و اومأت بحزن
مالفرد:(و تعرفين أنه لولا سماع أخوك لصوت ذاك الرجل ما كان لنعثر عليك أبداً أليس كذلك؟)
نوعاً ما لقد كنت أعرف هذا لكن...
عندما قال والدنا الأمر بصوت هادئ يحمل الكثير من الغضب هكذا اقشعر جسدي و أحسست بالخوف مما كان على وشك الحدوث اليوم
مالفرد:(ميراي،كم مرة علي-كلا بل علينا جميعاً أن نخبرك بألا تتجولي في الارجاء دون أن تخبري احدهم؟)
كان يبدوا غاضباً علي حقاً
لكن في نفس الوقت شعرت بمدى القلق و التوتر الذي سببته له
ميراي:(ا-اعتذر....)
تنهد تنهيدة طويلة
مالفرد:(...لا أريد سماع أي اعتذارات منك،ما أريده هو وعد منك على ألا تخالفي ما نقوله لك بعد الآن)
ميراي:(.... حسناً)
مالفرد:(أيضاً ألم تكوني مدركة لمدى خطورة ما فعلتيه؟ إنها أول مرة لك بالخروج إلى العاصمة و كان المكان مزدحما،أنا أعرف أنك ذكية لذا ما الأمر حقاً؟)
شعرت حقاً بخيبة أمل من نفسي مع شعور الحزن و أنني خذلت اي و اقلقت جميع من حولي بدأت أبكي
ميراي:(ل-لا لا أعرف... أ-أنا...)
مالفرد:"...تسك رؤيتها تبكي هكذا...لكن علي حقاً أن اعاقبها على ما فعلت...الوضع خطير و إن استمرت هكذا فقد...فقد تتسبب في نهايتها بنفسها... "
مالفرد:(ميراي... ألم تفكري قبل أن تذهبي لأخذ القلادة؟)
هززت رأسي يميناً و يساراً بحزن
مالفرد:(لما هذا؟.... أيضاً ميكايلا أخبرني أنه حذرك و أخبرك أن تبقي بجانبه و نحن سنبحث عنها لما لم تستمعي إليه؟)
ميراي:(....لا أعرف...لا أعرف أنا فقط..)
كنت ابحث جاهدة عن أي كلمة لكي أرد بها على أسئلة والدنا لكنني فشلت
لذا استمررت بالبكاء بصمت و أنا مخفضة رأسي
ضمني والدنا إليه برفق و أخذ يربت على ظهري
تنهد بخيبة أمل
مالفرد:"...أظن أنه لا يمكنني حقاً أن اتركها تبكي هكذا.... "
كنت لا أزال أفكر في السبب الذي يجعلني اتحرك دون الشعور بالخوف من النتائج
أنا لم أكن هكذا عندما كنت مع أخي عند راشيل أو في المختبر
كنت أدرس كل خطوة نخطوها و أحاول التحرك بحذر بقدر ما يمكن
و عندها جاء الي السبب
ميراي:(... أنا...أظن...أظنني أشعر بالأمان معكم...)
صمت والدنا و لم أكن أجرؤ على النظر إلى وجهه لذا لا أعرف كيف نظر إلي
مالفرد:(...ماذا تقصدين؟)
ميراي:(أن... أنا أشعر بالأمان معكم...طالما أنتم حولي أنا... أنا أشعر أنه لا شيء سيء سيحدث لي....ل-لذا...أظن لهذا لا أفكر كثيراً قبل فعل أي شيء... أنا آسفة... آسفة حقاً ل-لانني-)
بدأت أبكي بصوت عالي
ميراي:(أ-أنا دائماً-شهيق- دائماً ما تسبب ل-لكم جميعاً القلق!و-و أنا أيضاً-شهيق- أيضاً لا أفعل سوى التسبب بالمشاكل لمن حولي! أنا-أنا-)
عانقني والدنا بقوة و ظللت أبكي و أنا أخبأ وجهي و حضنه
مالفرد:(ششش لا بأس الآن....نحن....نحن نحبك ميراي و لا نريد سوى أن تكوني بأفضل حال فقط هذا....اهدأي الآن...)
ظللت أبكي بحرقة في حضنه
مالفرد:"... تباً إن جسدها يرتجف بقوة....ه-هل...هل كنت قاسياً؟...لكن...-تنهد-.. ."
مالفرد:(ميراي.... عزيزتي،انظري إلي)
لم أقدر على النظر إلى وجهه لذا رفع هو رأسي برفق نحوه
أبعدت عيني المليئة بالدموع بعيدا عنه
مالفرد:(...ابنتي،أنا لا أهدف لجعلك تبكين هكذا أنا... أنا فقط أريدك أن تبقي بأمان...فقط هذا...)
لسبب ما كانت كلماته تجعلني أشعر بالسوء نحو نفسي بشكل أكبر حتى
اقترب مني و قبل جبيني
و بدأ يمسح دموعي بأصابعه برفق
أصبح نبرة صوته رقيقه مجدداً
مالفرد:(ابنتي الغالية أنتِ و إخوتك أعز علي من نفسي و من أي شيء آخر..... أنا أحبكم جميعاً و أريد لكم أن تكونوا دائماً بأمان و سعادة....)
ابتسم بلطف نحوي
مالفرد:(هيا الآن لا داعي لكل هذا البكاء)
حاولت أن أتوقف عن البكاء،ضمني والدنا نحوه مجددا
مالفرد:(....هل لهذا كنت تبكين سابقاً؟)
أومأت برأسي ببطء
مالفرد:(.... أنتِ حقاً تتحاملين على نفسك...هذا ليس جيداً تعلمين؟...)
بقيت في حضنه حتى هدأت و توقفت عن البكاء
مالفرد:(أنتِ بخير الآن؟)
أومأت برأسي و أنا أمسح دموعي بيدي أبعد والدنا يديه عن عيني
مالفرد:(سوف تلتهب إن مسحتها هكذا)
و أخرج منديلاً و أعطاني إياه
مسحت دموعي و ظل الجو هادئاً للحظة
ميراي:(.... أبي عاقبني رجاء!)
جفل جسد والدنا و حدق بي بتفاجئ
مالفرد:".. حسناً كنت أنوي على هذا لكن...لكنني تراجعت بعد كل هذا البكاء... ."
ميراي:(لا... أنا أستحق العقاب...ل-لقد تسببت بكثير من المشاكل)
مالفرد:".....لا أعرف حقاً... ألم يكن كل هذا البكاء و ما كانت تقوله عن نفسها كافياً كدليل على أنها لن تكرر ما فعلته مجدداً؟.. "
مالفرد:(...حسناً،أنتِ اختاري عقاباً لنفسك)
صمت لفترة لافكر في ما قد أقول
ميراي:(....ل-لن أذهب إلى عيد ميلاد أرنولد غداً)
مالفرد:"ه-هذا....أليس هذا قاسياً؟ لقد كانت تنتظره منذ أن عرفت موعده... "
هز والدنا رأسه يميناً و يساراً
مالفرد:(كلا،عليك أن تكوني رفقة إخوتك لتقدموا الهدية له معاً.... أيضاً أرنولد سيحزن أن لم تحضري)
ميراي:(.... ح-حسناً إذا ذهبت فلن آكل أي شئ هناك)
مالفرد:"لما تقسوا بشدة على نفسها هكذا؟"
ميراي:"لست اقسوا.... أنا أستحق هذا"
مالفرد:(أيضاً كلا،أنتِ بحاجة إلى الطعام ميراي)
ميراي:(... حسناً... حسناً لقد كنت أنوي أنا و ميكا و مالوس أن ندعوا كارما و إخوته بعد حفلة عيد ميلاد أرنولد بيوم أو إثنين للعب...أ-أنا.. أنا لن ألعب معهم و علي البقاء في غرفتي!)
تنهد والدنا بخيبة أمل
مالفرد:"أظن هذا أفضلهم...على أيه حال أشك أنهم سيتركونها في الغرفة بمفردها"
مالفرد:(حسناً،أوافق على هذا....)
احتضنني والدنا برفق مجددا
مالفرد:(... أنت أفضل الآن؟)
ميراي:(....أجل)
ضحك والدنا ضحكة خفيفة
مالفرد:(كاذبة~ مازلت حزينة)
خبأت وجهي في حضنه
مالفرد:(...هل تريدين النوم جانبي اليوم؟ يمكنني أن اخذك خلسة دون أن يدرك اخوتك~)
هززت رأسي يميناً و يساراً
ميراي:(لا أستطيع...ميكا يحلم بكوابيس و أنا اهدأ من روعه)
صمت والدنا قبل أن يقبل خدي
مالفرد:(أنت فتاة طيبة القلب،لا تشكي في هذا أبداً اتفقنا؟~)
شعرت ببعض التردد قبل أن اجيبه لكنني اومأت برأسي
مالفرد:(أيضاً لما لم تقولي من قبل أن ميكايلا يحلم بكوابيس؟)
ميراي:(لأنه يشعر بالاحراج لذا طلب مني ألا أخبر أي شخص....لكنه بدأ يحصل عليها بشكل أقل مؤخراً)
مالفرد:(هذا جيد...)
تنهد والدنا و بدى عليه الإرهاق
مالفرد:(جدياً ثلاثتكم تحبون إخفاء ما تشعرون به،مالوس يكون اوضحكم عندما يضايقه شيء بعدها ميكايلا و أخيراً أنت أيتها الممثلة البارعة)
قالها و هي يبتسم نحوي
ميراي:(ح-حسناً لا يجب أن تستعجب من هذا،فبعد كل شيء نحن أطفالك أنت)
مالفرد:(أيتها ال-هل تلمحين إلى أنني اتحايل على من حولي؟~)
كان يقول هذا بنبرة ممازحة لذا ابتسمت و أجبته بنبرة مماثلة
ميراي:(و هل أنت لست على معرفة بهذا أبي الحبيب؟~)
مالفرد:(يالجرأتك! تعالي هنا!~)
عانقني بعدها و أخذ يدغدغني
ضحكت و شعرت كأنني نسيت كل ذاك القلق و التوتر الذي أصابني منذ لحظات
توقف بعد أن بدأت الدموع تتشكل في عيني من الضحك هذه المرة
بدأت أخذ أنفاسي
مالفرد:"حقاً سماع ضحكتهم و رؤية وجوههم المبتسمة هو أفضل شيء قد تراه عيني....سعيد أن نظرة الحزن تلك اختفت من عينها"
نظرت نحوه بقليل من الذهول قبل أن ابتسم
مالفرد:(هيا ما رأيك لو سحبت إخوتك إلى هنا لننام معا الليلة؟)
ميراي:(أوافق!~)
ابتسم نحوي بلطف و ربت على رأسي برفق
مالفرد:(حسناً،يمكنك الذهاب الآن.سوف تصنعون تلك الحلوى لارنولد صحيح؟)
ميراي:(أوه أجل)
مالفرد:(حسناً لكن احترسوا و اطلبوا المساعدة من الطهاة هناك إن صعب عليكم امر ما،اتفقنا؟)
أومأت برأسي بسعادة
ميراي:(سأخبرهم هذا~ الآن وداعاً!~)
و هكذا نزلت من على السرير و نزل والدنا خلفي و قبل أن أخرج من الباب عدت و احتضنته
ميراي:(أ-أنا أحبك كثيراً كثيراً!~ أنت أفضل ابو في العالم!~)
تفاجئ قبل أن يربت على رأسي
مالفرد:(....هذا شرف لي،الآن هيا و احترسي في الطريق)
ميراي:(حاضر~)
و هكذا ذهبت و خرجت من غرفة والدنا و عدت إلى غرفتنا فور دخولي قابلني شقيقنا بوجه قلق
مالوس:(ميراي.... أنت بخير؟)
ابتسمت نحوه و عانقته جفل جسده قبل أن يعانقني
مالوس:(...اممم هذا يعني أنك بخير؟)
اقترب ميكا منا،نظرت نحوه و سحبته و هكذا عانقت كلاهما
ميكايلا:(ما-ما خطبك الآن؟...)
ميراي:(لا شيء~ فقط أريد أن أخبركم أن والدنا قال إنه لا بأس لو ذهبنا و نمنا معه في غرفته~)
مالوس:(ح-حقاً؟)
أومأت برأسي
ميكايلا:(...لما هذا فجأة؟)
ميراي:(أوه... حسناً...)
تركت كلاهما و نظرت إلى الأرض
ميراي:(لقد كنت أبكي لذا قال هذا ليهدأ من روعي....)
مالوس:(ك-كنت تبكين؟....ه-هل قال أبي شيئاً احزنك؟)
ميراي:(كلا.... أنا فقط...)
ميكايلا:(...هل عاقبك؟)
ميراي:(كلا،أنا من اصررت على أن يعاقبني)
نظر كلاهما نحوي بتفاجئ
مالوس:(ا-انت؟)
ميكايلا:(ل-لما هذا؟...)
ميراي:(... أستحق الأمر،على أيه حال أنا من اختار العقاب...عندما يأتي كارما و إخوته إلى هنا لن العب معكم)
اتسعت أعين كلاهما
مالوس:(ل-لكن!)
ميكايلا:(لحظة لماذا هذا؟...ظ-ننتك سوف تختارين شيئاً...لا أعلم مثل عدم أكل الحلوى؟)
مالوس:(أ-أجل! أنت من أراد اللعب معهم...ه-هكذا ألن يحزنوا؟)
ميراي:(لا بأس لديهم أنتما لكي يلعبوا معكم)
ميكايلا:"ميراي لم تجيبي علي....لما اخترتي هذا؟ أعني إن قلت إنك لن تأكلي الحلوى ل...لا أعرف اسبوع؟ ألن يكون هذا كافياً؟"
ميراي:"كلا هذا....إنه بسيط للغاية... أنا أستحق شيئا أقسى من هذا....و من الذي اخترته لنفسي....لقد رفض أبي كل ما اخترته و هذا الوحيد الذي رضي به"
ميكايلا:".... أنت...-تنهد- إذا كان هذا سوف يشعرك بالراحة فلا مانع لدي إذًا.... ."
لاحظت الحزن باديا على كليهما لذا قلت بنبرة مبتهجة
ميراي:(الآن دعنا من هذا و هيا لنذهب و نعطي ليليا الهدية بعدها نصنع تلك الحلوى!~)
مالوس:(.... حسناً،هيا بنا)
كان مازال هناك بعض الحزن في تعبيرات و صوت كلاهما لكن قررت أنهم سيتناسون الأمر بعد أن نصنع تلك الحلوى
و هكذا ذهبنا للبحث عن ليليا كي أعطيه الهدية
وجدناه في حديقة القصر تحت أحد الأشجار مستلقياً لذا أخرج شقيقنا الهدية من البعد الخاص به و أخذتها و تقدمت نحو ليليا بهدوء كي أحرص على ألا يشعر بي و ينتبه علي
لكن فور أن وقفت أمامه فتح عينيه و نظر نحوي بابتسامة
ليليا:(مرحباً~ هل تريدين مني شيئاً ما؟)
شعرت بالخجل حقاً و لم أعرف ماذا أقول لذا حاولت أن أنظر بعيداً عنه و بعد قليل من التردد
ميراي:(أ-أنا اعتذر!)
ليليا:(همم؟ لما تعتذرين لي؟)
ميراي:(ت-تعرف بسببي...بسببي أنا... أ-أبي غضب عليك لذا....)
تنهد تنهيدة تشبه الضحك قبل أن يضمني نحوه
ليليا:(ليس عليك الاعتذار لهذا.... أنا أيضاً اخطأت لأنني لم أركز عليكم...)
هززت رأسي بقوة لكي أنفي ما قاله للتو
ميراي:(أ-أنا من غادر فجأة دون إعلام أي منكم! لذا...لذا...)
لم اعرف ماذا أقول لذا فقط أخرجت ما كنت اخبئه خلف ظهري
ميراي:(ت-تفضل هذه هدية مني!)
و أخرجت ما كنت أمسك به و هي حلوى غزل بنات بلون وردي يشبه لون تلك الخصل الوردية الغامقة في شعر ليليا
جفل جسده و اتسعت عيناه للحظة قبل أن يبتسم ابتسامة واسعة
ليليا:(هذه هدية لي؟~)
أومأت برأسي بوجه محمر
أخذ ليليا الحلوى من يدي و عانقني بعدها
ليليا:(ياااه!~ أنت حقاً حقاً فتاة لطيفة للغاية ميراي~)
ميراي:(ل-لا داعي لقول هذا...)
ليليا:(كلا كلا أنت حقاً لطيفة~ مثل إخوتك الذان يختبئان هناك تماماً~)
و نظر صوب الشجرة التي اختبأ اخواي خلفها
بعد لحظات خرج كلاهما من خلفها و اتجاه نحونا بخطى بطيئة
مالوس:(ك-كيف عرفت؟ لقد استخدمت سحر الاختفاء...)
ليليا:(و هل تظنني لن أقدر على الشعور بكم حتى لو لم تكونوا ظاهرين؟~)
مالوس:(...تباً)
ليليا:(ثلاثتكم من اختار هذه رفقة ميراي أليس كذلك؟~)
ميكايلا:(ح-حسناً...لقد شعرنا بالسوء لما حدث لك لذا...)
ابتسم نحونا و بسط ذراعيه
ليليا:(تعالوا إلى هنا~)
بعد لحظات من التردد اقترب ثلاثتنا منه و قام بضمنا إليه
ليليا:(أنا حقاً محظوظ بكم أليس كذلك؟~)
ميراي:(....ليس حقاً أنا سببت لك الكثير من المشاكل...)
مالوس:(ميراي....)
ليليا:( المهم أنك أدركت خطأك و لن تكرري ما فعلته مجدداً.... أنا حقاً لا أهتم مادمتم بخير)
ميراي:(لكن....حسناً...اه صحيح أبي كان يريدك أن تذهب إلى مكتبه)
ليليا:(أنا؟....حسناً ما رأيكم أن نذهب معاً؟~)
مالوس:(... حسناً،هيا بنا)
و هكذا ذهبنا إلى غرفة والدنا
فور أن دخلنا تقدم والدنا نحونا
مالفرد:(همم؟ ليليا هل سحبت الأطفال معك إلى هنا؟)
ليليا:(اوه هيا الآن~ ما المشكلة في هذا؟~)
مالفرد:"ذاك الوغد... أردت الإعتذار إليه...-تنهد- حسناً لا مشكلة... "
ميكايلا:"هل يشعر بالخجل من أن يعتذر له أمامنا؟"
ميراي:"أظن أجل... لم تخبرني ما الذي قصدته بكوننا مرتبطين بالدم مع والدة شقيقنا؟"
ميكايلا:"اه لقد كدت أنسى...من أين أبدأ؟... حسناً،تذكرين تلك القطع الحديدية التي وضعوها في رؤوسنا؟"
ميراي:"أوه بالطبع،لقد أنقذت حياتي مرة عندما حاول ذاك الرجل قتلنا~"
ميكايلا:"أجل أجل هذه لم تكن مجرد قطع،إنها شيء يدعى بمثبط"
ميراي:"مثبط؟....لما يضعون لنا مثبطا؟"
ميكايلا:"حسناً هذا لأنهم كانوا-"
مالوس:(أ-أبي...)
صمتنا و نظرنا نحو شقيقنا
مالوس:(هل...هل حقاً لا مانع لو نام ثلاثتنا جانبك اليوم؟...)
ابتسم والدنا بلطف نحوه
مالفرد:(بالطبع لا مانع~ لما السؤال؟ هل لا ترغب في هذا؟)
هز شقيقنا رأسه يميناً و يساراً بقوة
مالوس:(ا-ابداً! الامر فقط... ح-حسناً مرت مدة منذ ان نمت رفقتك....)
تنهد والدنا و أشار إلى ثلاثتنا بأن نتبعه جلس على الفراش و جلسنا حوله
مالفرد:(حسناً...)
مالفرد:"لما أشعر بأن ثلاثتهم يشعر بالقلق؟... حسناً لنغير هذا...بالتفكير في الأمر"
مالفرد:(بما أنني شخص عادل لكم جميعاً)
نظر اخواي نحوه بتحير
مالفرد:(فلن يكون عادلاً أن تكون ميراي هي الوحيدة التي تمت دغدغتها~)
:(ماذا؟...)
ابتسمت و ابتسم والدنا
ميراي:(صحيح صحيح!~ العدالة للجميع!~ علينا أن نقوم بدغدغتهم هم أيضاً أبي~)
مالفرد:(بالطبع علينا فعل هذا لكي نحقق العدالة~)
مالوس:(ل-لحظة! أبي ماذا تقول؟)
نظر والدنا نحوي بابتسامة عريضة بعدها حول نظره نحو شقيقنا الذي جفل جسده
مالفرد:(أقصد هذا!~)
و انقض والدنا عليه و أخذ يدغدغ بطنه
مالوس:(أ-أبي! بففت!~ هاهههه~)
انفجر شقيقنا بالضحك حتى احمر وجهه و دمعت عيناه
تركه والدنا لكي يأخذ انفساه بعدها حول نظره إلى أخي الذي جفل جسده و قال بتوتر
ميكايلا:(ا-اوه كلا أنا لا أغار-)
ميراي:(يغار من أذنه و باطن قدميه~)
ميكايلا:(أيتها الخائنة!)
مالفرد:(اوه؟~ هل كنت تحاول الهرب؟~)
هز والدنا رأسه يميناً و يساراً ببطء
مالفرد:(هذا سيء ميكايلا~ سيء حقاً~)
بعدها نظر نحوي و نحو شقيقنا الذي أخذ ينظر بابتسامة نحو أخي
مالفرد:(امسكوه!~)
انقضضت أنا و شقيقنا و تمسكنا بيدي أخي
ميكايلا:(ل-لحظة! كلا-بفففت!~ اهاهههاهه~)
أخذ والدنا يدغدغ قدميه
ميكايلا:(ك-كلا! ههه~م-معدتي تؤلمني حقاً!)
مالفرد:(حسناً حسناً لقد توقفت~)
تركنا يدي أخي الذي أخذ يضحك بخفة و هو يأخذ أنفاسه
مرت فترة طويلة بحق منذ أن رأيته يبتسم بل و يضحك بصوت مرتفع هكذا
مالوس:(لكن~ هكذا أنت لست عادلاً أبي~)
نظر والدنا نحو بتساؤل
بينما نظر شقيقنا نحو كلانا وغمز بعينه
ميراي:(أوه أجل أجل صحيح أنت لست عادلاً هكذا~)
مالفرد:(حقاً و لما هذا؟)
ميكايلا:(أنت لم تتم دغدغتك بعد~)
اتسعت عيني والدنا بشكل طفيف قبل أن يبتسم نحونا
مالفرد:(اه لكن ثلاثة على واحد ليس ع-بفففت! اهاه!~)
ليليا:(لكن واحد على واحد عادل،صحيح؟)
كان ليليا من تسلل خلف والدنا و نفخ في أذنه
التفت والدنا إليه و لوح بيده لكي يبتعد عنه بغضب و وجه محمر و هو يقول
مالفرد:(أيها الوغد!)
ضحك ليليا بخفة بينما تفاجئ ثلاثتنا لأنها أول مرة نسمع تلك الضحكة العالية من والدنا
لكننا ركزنا على شيء آخر نظرنا نحو بعضنا البعض ثم إلى والدنا بابتسامة
مالوس:(تحققت أمنياتنا!~)
ميكايلا:(أجل،و جائت معها هدية سماع صوت ضحكته أيضاً~)
ميراي:(ألم أخبركم أن منظره بالتأكيد كان لطيفاً؟~ أنظروا إليه!~ إنه لطيف بحق!~)
نظر والدنا نحونا بقليل من التساؤل مع وجهه الذي مازال محمرا بشكل طفيف
مالفرد:(ما-ما هذا الآن؟...)
ميراي:(كنا نتسائل هذا الصباح عن كيف تبدوا عندما تشعر بالخجل)
ميكايلا:(تذكرنا تلك القصة الخاصة بعمي و كرول لذا تسائلنا كيف ستبدوا أنت)
مالوس:(و الآن عرفنا و سمعنا صوت ضحكتك أيضاً!~)
ليليا:(ما رأيكم؟~ لقد حققت لكم امنيتكم~)
مالوس:(شكراً لك ليليا على تحقيق تلك الأمنية الجميلة~)
ميراي:(أجل شكراً لك حقاً~أبي بدى لطيفاً للغاية!~)
مالفرد:(ل-لا أبدوا لطيفاً...)
قال والدنا هذا و جفل جسدي و جسد شقيقنا و نظرنا نحو أخي
ميكايلا:(... أنا لست هكذا)
ميراي:(أخي مالوس...لقد عرفت من أين جاء ميكا بشخصيته تلك...)
أومأ شقيقنا بنظرة جادة على وجهها
مالوس:(صحيح،اذًا أنا و أنت فقط من يمتلك بعض الصراحة مع النفس في هذه العائلة)
قلت و أنا أومأ برأسي بتعبير جاد
ميراي:(للأسف أجل)
ميكايلا:(أنتما! أ-أنا لا أتصرف هكذا!)
ليليا:(بلى أنت كذلك~)
ميكايلا:(ك-كلا!)
احمر وجه أخي بشكل طفيف
ميراي:(رأيت! لقد أصبحت نسخة من أبي هكذا!~)
مالفرد:(لا أبدوا هكذا.... حقاً ميكايلا ألطف مني بمراحل)
ليليا:(حسناً هذا أكيد مالفرد~)
مالفرد:(أيضاً انتظروا لحظة.... لما كنتم تريدون رؤية كيف ابدوا عندما أخجل في المقام الأول؟)
نظرنا نحو بعضنا البعض ثم أشار ثلاثتنا نحو ليليا
مالوس:(هو أخبرنا)
ميراي:(قال إنك كنت خجولاً للغاية في صغرك)
ميكايلا:(أيضاً حكى لنا كيف كان وجهك يحمر كل مرة يمدحك فيها أحدهم)
ليليا:(لا أصدق أنكم قمتم بخيانتي هكذا،خصوصا بعد أن حققت امنيتكم~)
ابعدنا وجهنا عنه
مالفرد:(ليليا،بما تثرثر عني للأطفال بحق؟...)
ليليا:(اوه~ أنا لا أقول سوى الحقيقة!~)
مالفرد:(...سنرى بشان ثرثرتك تلك لاحقاً،الان)
نظر نحونا و ابتسم
مالفرد:(هيا ألم تكونوا سوف تصنعون تلك الحلوى؟ الوقت سوف يتأخر هكذا)
ميراي:(أوه أجل! هيا بنا لنسرع!~)
ليليا:(يمكنني أن اساع-)
مالفرد:(قطعاً لا)
توقفنا و نظرنا بتساؤل و فضول نحو والدنا الذي نفى كلام ليليا بوجه جاد
ليليا:(لماذا؟ سوف أقوم بمساعد-)
مالفرد:(ليليا،أنت غير مسموح لك الإقتراب من المطبخ....أو أي شيء قد يساعدك على الطهو بوجه عام)
شعرنا بالتحير حقاً مما سمعناه للتو و أخذنا ننظر إلى بعضنا البعض
ليليا:(مهلاً! لما هذا؟!)
مالفرد:(ألا تذكر ما حدث آخر مرة طهوت شيئاً فيها؟)
ليليا:(اه تلك المرة التي صنعت فيها ذاك الحساء لك؟)
مالفرد:(لم أكن لادعو ذاك الشيء ب'حساء'....)
ليليا:(لماذا؟ لقد كان حساء بالتأكيد~)
مالفرد:(أنا لا أعرف لكن أنا متأكد أن الحساء لا يمكن أن يكون جافاً ليليا...)
جفلت أجسادنا و حدقنا نحو ليليا
ميراي:(ك-كيف قمت حتى ب....)
مالوس:(ج-جاف؟!... أبي تمانع الشرح؟)
ميكايلا:(أجل... رجاءً اشرح المعجزة التي صنعها ليليا تلك...حساء جاف؟!)
ليليا:(حسناً الآن لم يكن جافاً)
مالفرد:(بلى كان كذلك! لقد وضعت فيه كل ما طالته يداك حتى لم يعد به أي سوائل!)
ليليا:(لقد وضعت به الكثير من الأشياء ليصبح مغذياً مالفرد)
مالفرد:(مغذياً؟! منذ متى و السحالي مغذية؟!)
ليليا:(هاه؟ ألا تدرك كمية البروتين بها؟)
مالفرد:(هذا ليس ما أقصده!)
كنا نتابع تلك المحادثة بينهما بتعبيرات فارغة
حقاً لم نعرف ما قد نقول رداً على ما يدخل آذاننا
ليليا:(حسناً حسناً لكن ماذا عن الباقي؟)
مالفرد:(ليليا...لقد وضعت في ذاك الشيء الملعون بعض الأعشاب غير الصالحة للأكل أصلا ً!)
ليليا:(من حدد هذا؟ أنا اكلتها و لم يحدث لي شيء~)
قالها بابتسامة فخورة على بينما ازداد تعبير والدنا المتعجب و الغاضب
مالفرد:(حسناً لا علم لدي أنت لست طبيعياً على أيه حال....)
ليليا:(هه أنت فقط تبالغ لأنك كنت معتاداً على طعام القصر)
مالفرد:(معتاداً على طعام القصر؟! إذا كان هذا يعني أنني معتاد على أكل أشياء صالحة للأكل،فنعم نعم أنا و بكل تأكيد معتاد على طعام القصر)
ليليا:(أوه لا تبالغ هكذا،لقد كنت اطهو لاتباعك و لم يشتكي أحد~)
نظر والدنا إليه بتعبير منزعج
مالفرد:(ليليا....هؤلاء المساكين أتوا زاحفين إلي يترجونني لكي أمنعك من الطهو لهم بعد الجريمة التي ارتكبتها بهم....)
ليليا:(هاه؟! مستحيل أن يكون طبخي قد قام بأذية أي منهم،لقد أكلت معهم و لم يصبني شيء~)
مالفرد:(و لهذا تماماً أي شيء كنت اشك أنه سام كنت أعطيه لك لكي تختبره،إذا كنت قادراً على تناول تلك الأشياء التي تصنعها دون أن يصيبك شيء فالسموم لن تؤثر عليك بسهولة)
ليليا:(حسناً-لحظة! أنت كنت تفعل ماذا؟!)
أبعد والدنا وجهه بسرعة عن وجه ليليا
ليليا:(مالفرد!)
أمسك ليليا بوجهه و اعاده ليكون مواجها له
مالفرد:(ح-حسناً ماذا تريد مني؟ ليليا معدتك حديدية و كذلك مناعتك لذا~ لم يصبك مكروه)
ليليا:(كيف تجرؤ؟! و طبخي ليس بهذا السوء حقاً)
مالفرد:(...مدرك أنه أنت و أنت فقط بمفردك كنت السبب الذي جعلني أتعلم الطهو؟ هل تعرف كم كان طهوك سيئاً لكي تنجح في جعلي أنا شخص كان يكره فكره الطهي بنفسه يتعلم أساسيات الطهو في أقل من أسبوع؟)
ليليا:(حسناً،هذا ليس مفاجئاً حقاً أنت كنت تتقن الأشياء بسرعة مالفرد)
مالفرد:(لقد اتقنته في أقل من أسبوع لكي لا أموت من الجوع أو من أحد'اختراعاتك' تلك!)
ليليا:(لم تكن لتموت أصلاً~)
أشار ليليا نحو نفسه بفخر
ليليا:(كان لديك أنا،حارسك الروحي~ لذا لم تكن ستموت~)
مالفرد:(أنت'حارسي الروحي' من كان سيتسبب في قتلي)
ليليا:(تسك أنت تعشق المبالغة مالفرد~)
مالفرد:(مبالغة؟!)
تنهد والدنا بخيبة أمل و لوح بيده
مالفرد:(النقاش معك لا يفيد بشيء)
ابتسم ليليا بسعادة
ميراي:(اممم ل-لكن...دعونا لا نفسي عليه ب-بالتأكيد كان يجيد طبخ شيء بسيط مثل...مثل)
مالوس:(م-معكرونة؟...)
ميكايلا:(أوه أجل،لا شيء سوى معكرونه و ماء مغلي...صحيح؟)
تنهد والدنا
ليليا:(لكن إنها طريقة مملة~)
شعر ثلاثتنا ببعض الخوف من إجابة ليليا تلك
مالفرد:(ذاك الوغد المجنون قام بسلقها في صلصة طماطم)
اتسعت أعيننا و نظرنا نحو ليليا فقط لنجده يبتسم بفخر
ليليا:(أجل فعلت~)
ميراي:(ل-لماذا؟! إنها أسهل شيء! فقط ماء و معكرونة!)
ليليا:(فعلت هذا لاعطائها نكهة~)
مالفرد:(عن أي نكهة تتحدث بحق الجحيم؟!)
ليليا:(ماذا؟ المياه فقط ليس لها طعم)
مالوس:(هذا..هذا ليس حتى...)
تنهد شقيقنا بصوت مهموم و هو يمسك رأسه
ميكايلا:(لحظة...هل كل هذا حدث أثناء فترة تدريبك أبي؟)
مالفرد:(أجل،لذا لم يكن لدي خيار سوى تعلم الطهو....والدتك ساعدتني حقاً في هذا مالوس)
مالوس:(اه أمي أنقذت حياتك إذًا)
مالفرد:(أجل لقد فعلت بكل تأكيد)
ليليا:(تسك تسك جميعكم يبالغ~)
مالوس:(....علي بدأ تعلم الطهو حقاً)
نظر كلانا نحو شقيقنا بجدية
و ربت على كتفه
ميراي:(أجل،هذا لكي تنجو أخي...)
إنضم أي الي و ربت برفق على كتف شقيقنا
ميكايلا:(سنحرص على دعمك أخي،لا تقلق)
مالفرد:(لا تقلق مالوس،سوف ادعمك أنا ايضاً)
ليليا:(همف أهكذا سيكون الأمر؟ حسناً إذًا!~)
و احتضننا ليليا و أخذ يدغدغ ثلاثتنا لفترة قبل أن يتوقف
ليليا:(الآن هيا و إلا صنعت أنا الكعكة لارنولد!~)
:(كلا!~)
قال ثلاثتنا هذا و نزلنا بسرعة من السرير و توجهنا إلى الباب و نحن نضحك
قبل أن نخرج التفت و إخوتي و لوحنا نحو ليليا و والدنا و اسرعنا إلى مطبخ القصر
ليليا:(ههه~ اه حسناً هذا منعش بحق~)
مالفرد:(أوه بالتأكيد رؤيتهم يضحكون هكذا...)
تغير تعبير مالفرد و أصبح به بعض الحزن
ليليا:(... أنت بخير؟ لما طلبت رؤيتي؟)
مالفرد:(امم في الواقع...)
نهض من السرير و تقدم ببطء نحو ليليا حتى أصبح يقف جانبه
مالفرد:(...أ-أنا...)
لم يكن مالفرد ينظر إلى ليليا بل إلى الأرض
و بعد فترة من الصمت دون قول أي شيء مد مالفرد ذراعه و ظهر فيها حلوى غزل البنات
مالفرد:(.. أعتذر على صفعك)
اتسعت عيني ليليا قبل أن يضحك نظر مالفرد إليه بضيق
مالفرد:(إذا كنت لا تريدها فقط قل هذا...)
نظر ليليا إلى مالفرد و أخذ الحلوى من يده
ليليا:(كلا كلا~ الأمر فقط أنك و أطفالك تملكون نفس التفكير أحياناً ههه إنها حتى بنفس اللون~)
جفل جسد مالفرد و بدى عليه التفاجئ
مالفرد:(ل-لحظة هل هم أيضاً؟...)
أومأ ليليا بابتسامته على وجهه
ليليا:(على أيه حال،شكراً على الهدية~ و أنا قبلت اعتذارك بالفعل....فقط...)
أخفض ليليا نظره الى الأرض
مالفرد:(...ما الخطب؟)
أطلق تنهيده تشبه الضحك
ليليا:(أظن... أنا حتى لم أركز على ما فعلت لقد...لقد شعرت بالفزع من أننا قد فقدناها....أعني...من..)
اخفض رأسه و بدأت عيناه الحمراوان ترتجف اتسعت أعين مالفرد و بدى علي القلق
مالفرد:(ل-ليليا؟...)
ليليا:(خفت أنني تسببت في ضياع شخص آخر....خفت أن حماقتي تسببت في فقد شخص عزيز علي... مجدداً)
صمت مالفرد يحدق نحو ليليا لفترة قبل أن يمد يده بتردد و يربت على كتفه برفق
صمت ليليا للحظة قبل أن يبتسم و يبعد يد مالفرد برفق
ليليا:(لا عليك لا عليك~ أنا بخير مالفرد~)
مالفرد:(...لا تبدوا كذلك)
ليليا:(بحقك الآن هذا ليس مهماً،المهم هو أمر تلك المثبطات هل فكرت في شيء ما؟)
مالفرد:(اوه...أجل، فكرت ماذا لو أن راشيل أخذت بعض دماء ميليسا عندما دخلت إليها؟)
ليليا:(هذا...هذا قد يكون ما حدث...كيف قد نتأكد مع ذلك؟)
مالفرد:(فكرت في سؤال الخدم و الحراس اللذين مع أمي،لقد كانوا رفقة ميليسا عندما دخلت راشيل إليها)
ليليا:(...هذا يعني أننا سننتظر زيارة والدتك؟)
تنهد مالفرد بضيق
مالفرد:(لا حل آخر....)
ليليا:(...لا تقلق واثق أن كل شيء سيكون بخير في النهاية~)
صمت مالفرد قبل أن يبتسم و ينظر نحو ليليا
مالفرد:(اتمنى هذا)