لم تتوقف السماء عن البكاء،استمرت الأمطار لمدة طويلة حقاً حتى توقع الجميع أنها لن تنتهي لكن استمرار هطول المطر سبب الكثير من المشاكل و أصبحت تشكل خطراً على حياة السكان تضرر الكثير بسبب السيول الناتجة عن الأمطار و عندما علم مالوس بهذا خرج من القصر بنفسه لأول مرة منذ فترة و قام بالمساعدة في إصلاح تلك الأضرار شعرت بالسعادة لأنه خرج و تعامل مع أشخاص آخرين لكنه سرعان ما عاد إلى الانغلاق على نفسه بعد حل تلك المشاكل

لقد مر اسبوع بالفعل منذ أن حلت تلك الكارثة،بعد أن هدأت الأمطار أخيراً و ظن الجميع أن المشاكل قد انتهت بدأت الثلوج تهطل

استمر الأمر لخمسة أيام متواصلة و بما أن دورننتال ليست معتادة على مثل كل تلك الثلوج كان الجميع يعاني للنجاة وسط كل هذا البرد القارس

بدأ الجميع يرتدي الأقنعة السميكة حتى لا تسقط أنوفهم من السقيع

لقد انهيت دورة الحراسة لليوم و كالعادة لم نتمكن بعد من العثور على أي شيء قد يدل على هؤلاء الاوغاد الذين شنوا الهجوم الأمر كأنهم اختفوا من فوق البسيطة

دخلت من باب القصر و اغلقته بسرعة كي لا يتسلل الثلج إلى الداخل و ازلت القناع عن وجهي

ليليا:"علي التحدث مع مالوس"

فكرت و أنا اتجه إلى غرفته في الأعلى فتحت الباب و دخلت رأيته جالساً أمام شرفه غرفته يحدق بعيون لا تتماشى مع سنه

عيون فارغة كأنها لا شأن لها بالحياة بعد الآن

ليليا:... مرحباً مالوس.

لم يجب علي و ظل يحدق في الخارج

ليليا:احم....الجو بارد حقاً في الخارج أليس كذلك؟~

كنت أريد التخفيف عليه بأي شكل كان...

لقد كانت وصيه مالفرد بعد كل شيء...اه

اقتربت و عانقته برفق

ليليا:...هاي...يمكنك التحدث معي عن أي شيء تريد تعرف ذلك صح؟

......

ليليا:مالوس....الناس ستموت من البرد في الخارج....

مالوس:أوه... حقاً؟

ابتسم ابتسامه مخيفة و فارغة

مالوس:أنا أعرف الحل....

تشكلت هاله بلون أخضر فاتح حول يدي مالوس و ظهرت بعدها أشواك سوداء ألتفت حول يديه و أقدم على لمسها

شعرت بالارتباك و أمسكت بيدي مالوس بهلع لقد كان سيكون الفارق بينه و بين الجثة أنه يتنفس،لم أعرف ما قد أقول له أصبح عقلي متوتراً و مرتبكا لم يأتي على بالي سوى جملة واحدة

ليليا:مالوس ماذا عن ميكايلا؟!

انتفض جسده و اتسعت عيناه و هو يحدق بالفراغ شعرت ببعض الهدوء لأنه توقف و تابعت الحديث

ليليا:مالوس....لما-لما لا تعيش من أجل شقيقك؟...رجاء فقط... إنه يحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى....لقد انعزل في غرفته تماماً ولا يريد الحديث أو الأكل حتى...ل-لما لا نذهب و نطمئن عليه سويا؟

ظل يحدق بالفراغ للحظة بعدها فتح فمه و شفاه ترتجفان

مالوس:أ-أخي....صحيح! علي الاعتناء به!

انتفض من مكانه و هم بالخروج من الغرفة لذا تبعته و هكذا اتجه كلانا نحو غرفة ميكايلا أوقفته لأنه كان سيدفع الباب و يدخل

ليليا:رويدا رويدا،لا نريد أن نفزعه صحيح؟

نظر نحوي ثم أومأ برأسه بتعبير جاد و هكذا طرقت على الباب برفق

ليليا:... ميكايلا... ميكايلا عزيزي شقيقك يريد رؤيتك.

مالوس:ميكايلا،هل يمكنني الدخول؟...

لم يكن هناك رد،عرفت أنه لن يرد لكن تملك القلق و الخوف مالوس و فتح الباب بتوتر

مالوس:ميكايلا؟

دخلت خلفه،لقد كان ميكايلا جالساً كما العادة على الفراش يحدق بالنافذة دون أن يلقي بالا لأي شيء حوله

اقترب مالوس منه بخطى مترددة و وضع يديه برفق على كتفي ميكايلا

مالوس:م-مرحباً.... أنا... أنا آسف لأنني لم آتي إليك بكثرة....

لم يُسمع صوت ميكايلا اقترب مالوس منه أكثر و ضمه نحوه

مالوس:...ما...ما رأيك أن نذهب و نتناول الغداء معاً؟لم تتناوله بعد أليس كذلك؟

ظل الصمت يسود الغرفة

مالوس:ميكايلا....لا... أنت لست غاضباً مني صحيح؟...

فجأة و أخيراً بعد صمت طويل هز ميكايلا رأسه نافياً ببطء شديد

ابتهج وجه مالوس و قال بنبرة أكثر حيوية

مالوس:هذا جيد!~ إذًا هيا بنا لنذهب و نتناول الغداء معاً،اتفقنا؟

لم يجب ميكايلا بدلاً عن هذا فقط استدار و توجه ناحية باب الغرفة

تردد مالوس و القلق يملأ عينيه و تبع شقيقه سرت خلفهم و أنا أشعر ببعض الراحة فالفتى المسكين لم يغادر غرفته لذا شعرت أنه حقاً أمر جيد أن مالوس أخرجه منها

نزل كلاهما و قد لاحظت كيف أشرقت وجوه كل من قابلهم طوال الطريق فور أن وقعت عيونهم عليهم،كأن الجميع استرد الأمل في الحياة مجدداً للحظة

و هكذا نزل كلاهما إلى قاعة الطعام و أسرع الخدم في وضع الطعام أمامهم بابتسامة واسعة بعد أن ارتاح قلبي و اطمئن أنهم يأكلون ذهبت لمقابلة كرول لكي نتناقش في ما علينا فعله من الآن فصاعداً

ذهبت وقابلتها في المكتبة بما أن والدة مالفرد ترفض وجودها لذا أتت إلي هي في السر،قابلتها و كان وجهها معتما و السواد تحت عينيها يتماشى تماماً مع التعب و الإرهاق الطاغي على وجهها و من سيلومها؟ لقد أصبح شأن المملكة بالكامل على عاتقها بمفردها و فوقه مسألة تلك الكارثة التي حلت و فقدان زوجها و ابنها الأكبر في يوم واحد

أردت عناقها فور رؤيتها بهذا الشكل لكن فكرت اني قد أزيد الطين بله فحسب

لوحت لها بابتسامة لطيفة قدر الإمكان

ليليا:مرحباً أختي.

كرول:مرحباً ليليا.

احضرت كرسيين و جلس كلانا بمقابلة بعضنا البعض

ليليا:...تريدين أن تأكلي شيئاً؟

لوحت بيدها و قالت بصوت مثقل و خشن

كرول:كلا....لا أريد حقاً تناول أي شيء....

ليليا:ء-اه حسناً....ك-كيف حال نوي الآن؟

لقد كان في ما يشابه الغيبوبة منذ أن عاد مغمى عليه فوق ظهر كارما

كرول:....لقد...

أظلمت عيناها و شدت على قبضة يدها

كرول:لقد تدهورت حالة ذاكرته أكثر حتى....كان علينا تذكيره بالكثير من الأشياء....الشيء الوحيد الذي بقي في ذاكرته هو اسمه... مجدداً كأول مرة وجدناه فيها.

ليليا:ل-لحظة هو لا يتذكر أرنولد حتى؟

كرول:....هناك ما يشابه الفجوات في ذاكرته.... أحياناً يتذكر و أحيانا ينسى....

تنهدت و أمسكت برأسها و قالت بصوت يملؤه اليأس

كرول:لا أعرف حقاً....ليست لدي أي فكرة عما يحدث مع ذاكرته....

كانت مثل هذه المواقف التي تجعلني أشعر بالعجز الكامل،لا يمكنني فعل أي شيء حقاً و كل ما أفعله يبدوا غير كافي بالمرة

انزلت كرول يدها من على رأسها و نظرت نحوي

كرول:ماذا عنهما؟....كيف حال مالوس و ميكايلا الآن؟

ليليا:حسناً....مالوس يبدوا أنه يتعامل بشكل أفضل مع الأمر الآن...لكن... ميكايلا....الفتى لم يخرج من غرفته و لو لمرة واحدة و يرفض الطعام و الشراب....كما لم يعد يتحدث....

بدى أن اختي كانت على وشك أن تتفاجأ لكن يبدوا أنها أدركت أن هذا طبيعي بحكم ما حدث له

نظرت نحو الأرض لفترة طويلة بعدها عاودت النظر إلي

كرول: أنا.... أنا أريد أخذ ميكايلا لكي يبقى معي.

تفاجئت و سألت بحيرة

ليليا:في لانروج؟..لكن لماذا؟

كرول:... أعني...منذ أن تولت مالي الحكم و القصر كئيب للغاية....لا أظن أن هذا سوف يساعد الفتى على التعافي....لذا فكرت أن الأجواء العامة في لانروج أفضل و أكثر حيوية...لذا...

صمت و بدأت أفكر مليا فيما قالته للتو

أعني...الأجواء في لانروج حتماً افضل من هنا....ربما الفتى لن يستطيع تخطي الأمر إن بقي في القصر الذي كان منزلاً للشخصين الذين فقدهما لذا...

ربما التغيير أفضل...

قاطع صوت كرول حبل أفكاري

كرول:أيضاً...ألن يكون أكثر أماناً فعل هذا؟

نظرت نحوها و قد توقفت عن التفكير

ليليا:أكثر أماناً كيف بالضبط؟

كرول:أعني...نحن لم نفهم ما حدث بعد و لا نعرف حتى الغرض من وراء ذلك الهجوم.... ألن يكون من الأسهل لي الحفاظ على ميكايلا؟ بما أن لانروج لم يتم الهجوم عليها بمثل قسوة و وحشية الهجوم في دورننتال؟

صمت و أنا أنظر نحوها،ما قالته صحيح ما حدث في دورننتال كان أقرب إلى المجزرة من مجرد هجوم

لانروج في الجانب الآخر لم يتضرر أي شخص حقاً عدى مالينارد و كلاوس

لكن....هناك شعور في داخلي يجعل من الصعب علي حقاً ترك ميكايلا يذهب....

ربما...ربما بسبب وصيه مالفرد لي...

لكن...عندما ننظر إلى الأمر من كل الجهات....

أجل...مهما أردت ابقائه أمام ناظري من الأفضل حقاً أن يذهب مع كرول...لست متأكداً كيف قد تكون ردة فعل مالوس لكنني واثق أنه لن يمانع أي شيء قد يحسن صحه شقيقه الوحيد

نظرت نحو كرول

ليليا:حسناً...سوف أفكر في الأمر علينا أخذ رأي مالوس بعد كل شيء.

هزت كرول رأسها بالموافقة

كرول:صحيح...عليك أخذ رأي مالوس قبل أي شيء.

تنهدت و أرجعت رأسي للوراء هناك شيء آخر علي التعامل معه و لا أعرف كيف ستكون ردة فعل مالوس عليه

حدقت بالسقف لفترة بعدها قررت أخذ رأي اختي

ليليا:كرول....هناك شيء أريد أخذ رأيك فيه...

كرول:و ما قد يكون؟...

ليليا: حسناً...تعرفين ما قاله لنا مالوس؟ بشأن مالفرد...

كرول: آه،رؤيته لذاك الرجل ذو الشعر الفضي؟ ماذا بشأن هذا؟

ليليا:فقط الملك الخاص بمملكة البشر تلك يمتلك شعرا مميزاً بلون فضي....و...و هو ينوي على الإحتفال بعيد مولد ابنه اليوم...

بدى على كرول بعض الحيرة

كرول:و...و ما الخطب في ذلك؟

ليليا:تعرفين... أشعر بالقلق من أن يصل الخبر إلى مالوس فيقوم بفعل غير عقلاني....نحن لا نعرف بعد إن كان ملك البشر ذاك له علاقة بأي شيء.

صمتت كرول و ظلت تنظر نحو الأرض و هي تفكر

كرول:... أظن... أظن الخبر سوف يصل إليه على ايه حال،المهم أن تعرف كيف تتعامل معه عندما يعرف بالأمر.

ليليا:صحيح...

صمت و نظرت نحو الأرض لفترة بعدها نظرت نحو أختي و سألت بحذر

ليليا:كيف... كيف بالضبط علي التعامل معه؟

كرول:فقط.... حسناً الأمر صعب لأن الفتى عليه الكثير من الضغط بالفعل...ربما تكون ردة فعله عنيفة إذا عرف لذا ربما عليك أن تخبره بأننا لم نتأكد من أي شيء بعد و القيام بأي فعل متهور قد يضعه و ميكايلا في خطر.

ليليا:...صحيح،أظن أجل هذا سينفع معه...

تنهدت و أنا أشعر بكثير من التعب و امسكت رأسي بيدي

كرول: حسناً... أظن هذا كل شيء،وداعاً ليليا.

ليليا:اه... أجل وداعاً كرول.

و هكذا سلمت عليها و غادرت كرول

ذهبت بعدها لأرى كيف حال مالوس الآن فقط لاراه يسير و الأرض تتحطم تحت قدميه مع كل خطوة

ليليا:"آه...لقد عرف بالفعل"

ذهبت أمامه لكي يقف

ليليا:مالوس،إلى أين تتجه هكذا؟

نظر نحوي و عيناه الزمردية الخضراء تلمع بالغضب

مالوس: أغرب عن وجهي

ليليا:لن ادعك تخرج من القصر و أنت ثائر هك-

-بووم-

وقعت صاعقة خضراء جانبي تماماً،عرفت هذا إنه ينوي على قتل أحدهم هكذا تحدث نحوي بصوت حاد و بارد

مالوس:ابتعد

وقفت أمامه عازما على عدم تركه يغادر هذا المكان لكنه فاجئني

لقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة و مخيفة

مالوس: حسناً،من قال إن الباب هو الطريق الوحيد؟

ليليا:مالوس إياك!

لكن قبل أن أصل إليه كان قد اختفى من أمامي بالفعل

ارتفع صوت الرعد و البرق في الخارج خرجت بسرعة لأرى دوامة من سحاب أسود يحوم و يتحرك بعيداً

تمنيت ألا يقوم بشيء غبي.....

---------------------------

اشغجار و أسوار حجرية تتفكك و تقتلع من مكانها كأنها من الورق بفعل رياح تدور على شكل إعصار يكبر شيئاً فشيئاً كأنه يتغذى على ما يقتلعه

و من يتصدر ذاك الإعصار هو مالوس يمشى بخطى ثابتة مدفوعة بالغضب

أصبح الجو من حوله فوضوياً للغاية مع البرق الاخضر الي يخترق سماء الليل بدى كأنها تتشقق و سوف تسقط في أي لحظة

دخل مالوس إلى القصر و لم تجرؤ روح واحدة على الوقوف أمام هذا الوحش الذي يمشي و يحطم كل شيء في طريقه

هدأت العاصفة حوله عندما فتح باب قاعة القصر بقوة بالرياح

هدأ الجميع فور دخول مالوس أو بالأحرى تجمدوا في أماكنهم

الضغط الناجم عن التنين الذي اقتحم القاعة للتو جعل البعض يقبض يديه المرتجفة على صدره لمحاولة الحفاظ على قلبه من الإنفجار

ارتعد الجميع بصمت و مالوس يتقدم بخطى بطيئة و ثابتة في القاعة

تجنب الحضور النظر نحوه و وجهوا الأنظار إلى الأسفل و العرق ينزل من على وجوههم

تقدم حتى وقف أمام السلم المؤدي إلى كرسي الملك و الملكة التي احتضنت ابنها حديث الولادة في حضنها و كلما تقدم مالوس خطوة كانت اشتدت قبضتها عليه و هي تنظر بعيون ترتجف نحو ذاك التنين الذي تشتعل عينيه بنيه القتل

وقف الملك من كرسيه و نظر نحو مالوس مباشرة بقليل من الترقب

مالوس:هه

ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي مالوس جعلت وجه الملكة يتحول الأبيض بينما شد الملك على قبضته

كانت ابتسامة مليئة بالخبث

مالوس: حسناً حسناً~ ماذا لدينا هنا؟ هل حقاً اقمتم حفلة دون دعوتي؟

كانت نبرة صوته قاسية مختبئ بها السخرية

مالوس:مع أننا قمنا بدعوتكم إلى عيد ميلاد أبي العزيز...هذا محزن حقاً،هل يعقل أنكم خائفون مني؟~

ابتلع الملك ريقه و حاول التحدث بصوت ثابت و هادئ

(مجهول ١):سمو الأمير الأول مالوس،من غير اللائق أبدا اقتحام قصر مملكة أخرى بهذه الطريقة.

مالوس:من غير اللائق؟هممم....

وجه مالوس إصبعه نحو الطفل الملفوف في أحضان أمه

مالوس:هل هذا هو المولود الجديد؟

انتفض جسد الملكة و قد ضمت ابنها أكثر حتى محاولة ابعاده عن نظرات مالوس التي بدت كأنها ستخترق جسد الرضيع بين يديها

وضع الملك يده على كتف زوجته و نظر نحو مالوس

(مجهول ١): أجل إنه هو.

عادت الإبتسامة الخبيثة إلى وجه مالوس

مالوس:أوه اعذرني إذًا فأنا لم أجلب هدية إلى طفلك العزيز.

(مجهول ١):لا بأ-

مالوس:لكن،لا مانع من إعطاءه مباركتي،اليس كذلك؟~

رفع مالوس كف يده و هبت هاله ساحقة من السحر أردت البعض مغشياً عليه في القاعة بينما انتفض الملك و الملكة

عاود الملك الحديث

(مجهول ١):ل-لا داعي لفعل هذا-

مالوس:كلا كلا كيف يمكنني حضور حفل عيد ميلاد دون هدية؟ ألن يكون هذا من 'غير اللائق' جلالتك؟~

صر الملك على أسنانه و أخذ نفسا عميقاً بعدها نظر نحو مالوس

(مجهول ١):ماذا...ماذا سوف تعطيه بالضبط؟

ضحك مالوس ضحكة خفيفة ثم رفع يده عالياً و بدأ يتشكل و يحوم حولها هاله عظيمة من السحر بلون بنفسجي غامق يثير الرعب في القلوب

مالوس:همم~ياترى ما أفضل شيء قد أعطيه إياه؟~اوه وجدتها!~

نظر نحو الملك و الملكة مجدداً بعيون باردة

مالوس:سوف يكبر الطفل بصحة ممتازة،كما سوف يكون محبوباً للغاية من كل من يقابله

هدأت تعابير الملكة و بدأت قبضتها تخف قليلاً عن ابنها بينما التوت تعابير الملك بشعور مشؤوم يملئ صدره

تبخرت الإبتسامة من فوق وجه مالوس و نظر ببرود

مالوس:لكن في صباح اليوم الذي سيصل فيه إلى سن التتويج سيعلق في نوم أبدي لن يستيقظ منه أبدا!

رن صدى صوت مالوس الغاضب في أرجاء القاعة ضحك بعدها و نظر نحو الملك

مالوس:ما رأيك؟ هذه أفضل هديه قد يحصل عليها،استمتع برؤية ابنك يكبر فقط ليعلق بين الحياة و الموت دون أن تستطيع فعل أي شيء له!

صرخت الملكة بيأس

(مجهول ٢):كلا!!

انتفض الملك و اقترب من مالوس ببعض خطوات و قال بصوت متوتر

(مجهول ١): ل-لحظة! سمو الأمير ألا تظن أن هذا قاسي للغاية بالنسبة إلى طفل حديث الولادة لا يفقه شيئاً؟؟

مالوس:أهو كذلك؟ همم~ حسناً ماذا عن هذا؟ يمكن للطفل أن يستفيق من نومه-

هدأ تعبير الملك قليلاً

اتسعت الإبتسامة على وجه مالو و رفع إصبعه

مالوس:بشرط واحد،أن أحب هذا الطفل كما أحب اخوتي،هذه اللعنة دائمة و لن تتمكن أي قوى على وجه هذه الأرض من كسرها!

فجأة بدى أن الهالة الكروية من السحر بين يد مالوس انفجرت و أنطلق شرار بنفسجي نحو الطفل الصغير قام بتطويق جسده ثم اختفى

هدأ السحر و ساد الصمت على القاعة

انحنى مالوس قليلاً

مالوس:و الآن اعذروني.

اختفى مالوس من القاعة و هدأت الأجواء

انتهت الحفلة....

.

.

في غرفة في القصر انهارت الملكة جانب سرير ابنها حديث الولادة تقدم والده نحوها ببطء

(مجهول ١):اهدأي قليلاً الآن واثق-

(مجهول ٢):واثق مما بالضبط؟! ألم تسمع ما قاله! الطريقة الوحيدة لكي ينجو هو أن يحبه كما يحب إخوته! هذا لن يحدث!

نزل على ركبتيه و ضم زوجته برفق

(مجهول ١):رجاء...من يعرف؟ ربما حقاً قد يحبه في المستقبل،لا تنسي أنه مجرد طفل-

التفتت نحوه و الدموع تنهمر من عينيها و قالت بصوت مرتفع مشبع بالغضب

(مجهول ٢): طفل؟! أي طفل هذا الذي يسير و يلقي اللعنات على من حوله؟!

(مجهول ١): مهلاً الآن....لقد فقد كلا والديه و أخته الصغرى...لقد انقلبت حياته إلى جحيم في ليلة واحدة فحسب

(مجهول ٢): حسناً هذا مؤسف،لكن ما ذنب ابني؟! ما الذي فعله ليحدث له هذا؟!لم يفعل شيئاً! لم يفعل شيئاً على الإطلاق! كله بلا شك من وراء ذاك الوغد!! ياليتني لم أمتلك إخوة!!

و أمسكت بوجهه و تابعت البكاء

ضمها نحوه و ربت برفق على كتفها

(مجهول ١): حسناً...ربما قد يحبه في المستقبل

(مجهول ٢):حتى لو احبه في المستقبل فهو لن يحبه مثل إخوته أبدا! هذا مستحيل!

حدق الملك في وجه زوجته لا يعرف ما يقول لها لكي تهدأ قليلاً لذا اكتفى بعناقها فحسب

------------------------

فور دخول مالوس إلى القصر قابله ليليا بنظرة غاضبة على وجهه

ليليا:ماذا فعلت؟

تجاهله مالوس و تابع السير صر ليليا على أسنانه و ارتفعت نبرة صوته

ليليا:ما الذي فعلته مالوس؟

مالوس:ما يجب فعله

مشى مالوس و تخطى ليليا متجهاً نحو السلالم التفت ليليا نحوه بغضب

ليليا:هل حقاً قمت بصب غضبك على طفل حديث الولادة؟! أهذا ما يجب فعله مالوس؟!

لم يجب مالوس تابع السير لحق به ليليا و سحب كتفه بغضب و قوة لينظر إليه

ليليا:هل تظن أن لعن طفل صغير سيعيد والدك إلى الحياة؟!

اتسعت أعين مالوس و في لحظة غضب أطلق البرق الأخضر بقوة نحو ليليا

قُطع ذراع ليليا فأمسك بكتفه و نزل على الأرض و صبغت الأرضية بالدماء

تألم ليليا و للحظة ظل مالوس يحدق نحوه بذاك التعبير الغاب حتى انتفض جسده فجأة

يبدوا أنه أدرك ما فعله للتو هرع و اقترب نحو ليليا محاولاً ايقاف نزيف كتفه

ليليا:م-مالوس

اجهش مالوس بالبكاء

مالوس:أ-أنا أنا آسف! أنا أنا لم أقصد أن لم-

وضع ليليا يده و ضم مالوس نحوه

كان جسد الفتى ينتفض من البكاء و يرتجف بقوة بدى أنه يعاني لكي يتنفس

ليليا: حسناً الآن لا تبكي هكذا...

مالوس:ك-كلا كلا أنا...أنا حقاً... أنا حقاً مجرد وحش...وحش بشع و قبيح!

ليليا: م-مالوس لا تقل-

مالوس:كلا! أنا...لا أظنني أستطيع حماية أخي حتى...ل-لا....عليه أن يبتعد عني...لست جيداً أنا... أنا-

و عاد للبكاء مجدداً ضمه ليليا أقرب إليه

ليليا: حسناً....ك-كانت كرول قد اقترحت أن تأخذه عندها....ت-تعلم لأن الأجواء في لانروج أفضل بكثير من هنا و ها قد يساعده في التحسن...

رد مالوس و هو يسمح الدموع من عينيه

مالوس:أ-أجل إذا كان هذا أفضل عليه الذهاب-شهيق- عليه...عليه الإبتعاد عن هنا....

ليليا:اه حسناً....س-سوف اسأل ميكايلا أيضاً إن كان يوافق.

وقف مالوس و ابتعد عن حضني نظرت نحوه بقلق

ليليا:مالوس؟....

لم يجب علي بدلاً من هذا فقط لوح نحوي و ذهب بعيداً نحو غرفته وقفت أحدق إلى حيث اختفى

رأسي فارغ و لا أعرف إن كان ما فعلته للتو جيد أم لا لا أعرف حقاً.....

علي العثور على ميكايلا الآن،علي سؤاله هو أيضاً و أتمنى أن يكون قادراً على الحديث....

ذهبت نحو غرفته و طرقت على الباب برفق لم يكن هناك رد-كالعادة- لذا،فتحت الباب بحذر لأرى ميكايلا -على الغير العادة- أمام مرآة الغرفة.

2024/12/23 · 7 مشاهدة · 2811 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025