60 - تفتحت جميع الازهار الياقويتية(3)

.

.

.

شعرت بالحيوية تتسلل مجدداً إلى جسدي أصبحت أستطيع التنفس من جديد دون ألم أو صعوبة

بدأت أحاول فتح عيني ببطء لأنني أشعر أنني فوق فراش ما و ليس على تلك الأرضية الرخامية الباردة

تمكنت بعد جهد كبير من فتح عيني لقد شعرت أن جفوني التصقت ببعضها البعض

لم تكن الرؤية واضحة تماماً فتحت عيني و اغلقتها عدة مرات محاولاً جعل الرؤية أوضح

شعرت بصداع في رأسي لكن بعدها أصبحت رؤيتي واضحة بعض الشيء على الأقل أستطيع تمييز محيطي

نظرت إلى السقف الخشبي فوقي و بدأت اتفقد الغرفة التي أنا بها

كنت حقاً نائماً على فراش ناعم و طري لكن أثاث الغرفة كان غريباً بعض الشيء فرغم كونها من الخشب إلا أن بعض الأثاث بدى فخما بشكل لا يتناسب مع باقي الأثاث حوله

عدة تساؤلات أزهرت في رأسي لكن أبرزها هو مكان أختي الآن،واثق أنني رأيتها تهرب بعيداً

لكن أين هي الآن؟

هل هي بخير؟

هل يعقل أنه تم الإمساك بها من قبل تلك الجماعة؟

بدأت ضربات قلبي تضطرب و حاولت النهوض فجأة سمعت صوت مقبض الباب يتحرك توقفت عن الحركة و أغمضت عيني فأنا لا أعرف أين أنا أو من قام بنقلي إلى هذه الغرفة الغريبة

سمعت صوت الباب يفتح و بعدها صوت خطوات خفيفة تقترب مني

وقفت الخطوات فجأة و شعرت أنه هناك من ينظر نحوي حاولت أن أبقى مغمض العينين لكن فجأة سمعت صوت شخص أعرفه جيداً و صعقت من سماع صوته

كدت افتح عيني

: إلهي....ألم يستعد وعيه بعد؟...

ميكايلا:"ك-كرول؟!"

صدر صوت آخر تفاجئت لسماعه

:لا تقلقي هكذا،لقد كانت حالته مزرية....من الجيد أنه يملك تلك النواة لولاها لكان....

ميكايلا:"فيريد؟...ما الذي يفعله ذاك الوغد هنا؟! ولما يبدوا صوته حزيناً و مثقلاً؟"

كرول:... أجل....من حسن الحظ أنه لم يصب في النواة أيضاً...لكن...ميراي.

توقف قلبي عن النبض للحظة و أردت أن أحافظ على ثبات أعصابي قدر الإمكان

فيريد:أوه كرول..لا تقلقي واثق أننا سوف نعثر عليها...ألم ترسلي مجموعة للبحث عنها؟.

ميكايلا:"ماذا؟.... ا-اذًا لم يعثروا عليها؟ تباً ميراي! إلى أين ذهبتِ؟! ألم أخبرها بأن تسرع إلى قصر لانروج؟.... أم... أم هل حل بها مكروه ما؟.... "

كرول:أجل أجل فعلت لكن....ليس بوسعي سوى القلق...

فيريد:.... أعرف... لكن علينا التمسك بالأمل... أيضاً ميراي فتاة ذكية لذا ليس عليكِ القلق عليها كثيراً~

سمعت صوت ضحكة قصيرة منطفئة من كرول

كرول:صحيح...

كان هناك جو مثقل بالحزن و القلق فقط من سماع أصوات كلاهما،لم أعرف لما و تمنيت أنه ليس شيئاً سيئاً له علاقة بإخوتي أو أبي

فيريد:حسناً لما لا تذهبي للراحة قليلاً الآن؟ اتفقنا؟

كان فيريد غريباً؛كل شيء فيه من نبره صوته إلى تصرفاته التي فهمت منها أنه يحاول التخفيف عن كرول

كان من الغريب حقاً تخيل فيريد كشخص يهتم لأي شيء عدى نفسه

سمعت صوت تنهد طويل من كرول

كرول:أجل...أنت محق،اعلمني فور استيقاظ ميكايلا رجاء.

فيريد:سوف أفعل لا تقلقي.

حلت لحظة من الصمت جعلتني اتوتر لسبب ما

كرول:... شكراً فيريد...

كان صوت كرول كئيبا للغاية حقاً على غير العادة

فيريد:"إنها حقاً.... حسناً لا يمكنني قول أي شيء"

فيريد:ليس عليكِ شكري....هذا واجبي.

حلت لحظة من الصمت بعدها سمعت صوت خطوات تبتعد

كرول:وداعاً.

فيريد:وداعاً أختي الكريمة.

ميكايلا:"يتصرف مثل ليليا تقريباً الآن... ."

غُلق الباب و عم الصمت في الغرفة

فيريد:"حسناً الآن بالنسبة إليه... "

شعرت ببعض التوتر من البقاء في غرفة مغلقة مع ذلك الوغد

لكن كان علي معرفة ما حدث بالتفصيل لذا مثلت أنني استعيد وعيي ببطء من جديد

فيريد:"أوه؟ هل استعاد وعيه بالفعل؟...هذا جيد"

ميكايلا:اممم....

فتحت عيني ببطء و تصنعت أني أعاني لفتحها

ميكايلا:أه-اه....أ-أين أنا؟...

نظرت نحوه فوجدته يبتسم نحوي شعرت بالقشعريرة من منظره و هو يبتسم نحوي

فيريد:صباح الخير-اه أظن علي أن أقول مساء الخير.

ميكايلا:م-ماذا؟....لما....

فيريد:'لما أنا هنا؟'

ضحك بخفة ثم جلس على الكرسي جانبي شبك يديه معاً و أخفض رأسه

فيريد:...لا أعرف كيف قد أقول هذا لك لكن....

ميكايلا:ل-لحظة أين ميراي؟.

رفع رأسه و نظر نحوي حدق نحوي لفترة كان من غير المريح حقاً تحديقه نحوي هكذا

فيريد:"اه.... حسناً"

فيريد:... بشأن أختك...

حدق بالأرض للحظة بعدها ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه وقال بنبرة أكثر حيوية

فيريد:ليس عليك القلق!~ هناك وحدة كاملة تبحث عنها حالياً و...و أنا أيضاً أرسلت بعض اتباعي للبحث عنها.

تفاجئت و كدت انتفض من مكاني

ميكايلا:أنت؟! لما أنت من بين الجميع قد تهتم للبحث عنها حتى؟!.

صمت و لسبب ما بدى حزيناً للغاية،كان ما شعرت به سابقاً صحيح إن تصرفاته غريبة لا يتصرف كعادته من نبرة صوته إلى تعابير وجهه لم يبدوا كالوغد المتعجرف المجنون الذي عرفته

فيريد:...أتفهم لما قد تقول هذا...أنا....

ظل يحول نظره بيني و بين الأرض

حتى تنهد باستسلام و تعب و قال و هو ينظر بيأس نحو الأرض

فيريد:أنا آسف.

.....

ميكايلا:ماذا؟....ماذا قلت لتوك؟!

أغمض عينيه و نظر نحو الأرض و عينيه الحمراء كالدم ترتجف

فيريد:.... أعرف أن ما أقوله لن يغفر لي.... أدركت هذا بالفعل و...

ضحك بسخرية

فيريد:لقد دفعت ثمن بعض ما ارتكبت بالفعل.....

حدقت نحوه بصمت شعرت بعقلي يرتبك و لم أعرف كيف علي أن أشعر حول ما قاله للتو

ميكايلا:ماذا....ماذا تقصد؟...

نظر نحوي و بدت تعابير وجهه مليئة بالألم تفاجئت و لم أكد أصدق ما أراه

فيريد:...أظن...أظن من العدل الإعتراف لك الآن...لا يوجد أي معنى في إخفاء أي شيء بعد الآن....

ميكايلا:ما....ما الذي حدث؟

شد على قبضتيه و بدى عليه الغضب

فيريد:ذاك الوغد....لقد...لقد خان العهد الذي قطعه لي.

ميكايلا:من...عن من تتحدث؟

أغمض عينيه و تنهد بضيق ثم نظر إلي بحزم

فيريد:سورين.

انتفض جسدي و حدقت نحوه

ميكايلا:م-ماذا؟!

حدق نحوي بقليل من التساؤل

فيريد:...أنت...أنت هل تعرف من يكون؟

فيريد:"إذًا هم حقاً وصلوا لهذه المرحلة... ."

ميكايلا:"ألم....ألم يكتشف سورين الأمر؟...ظ-ظننت أن ذاك الهجوم كان بسبب اكتشافنا له... "

فيريد:حسناً،لن أتوقع أقل من هذا من شخص ذكي كمالفرد....

ميكايلا:م-ماذا فعل سورين لك؟...

فيريد:لقد....لقد اشتركت فيما كان يريد فعله لأنني شعرت ببعض الفضول حوله لا أكثر ولا أقل....

ميكايلا:إذًا أنت كنت حقاً واحداً منهم!

نظر بأسف و حزن نحو الأرض و تحدث بنبرة متوترة

فيريد:ح-حسناً....لكن ليس الأمر كما يبدوا!

ميكايلا:أوه حقاً؟ لن تمانع قول كل شيء الآن صح؟

فيريد:ب-بالطبع....كما قلت لقد كنت أشعر بالفضول فحسب حوله لكن....كلما زاد تورطي معه كلما أدركت أنه كيان خطير للغاية....لذا...كان علي التأكد من أنه لن يقوم بأذية ابني أو زوجتي.

ميكايلا:"لحظة....هذا ينافي ما قاله سيدويل لنا.... "

ميكايلا:حقاً؟ فقط زوجتك و ابنك؟ و لم تدرك أنه قد يدمر العائلة بالكامل؟

نظر نحوي وعقد حاجبيه كما أخفض رأسه أكثر فأكثر

فيريد:لم أدرك هذا....لقد كنت أتعامل معه تحت هويه مزيفة لفترة لكن....لكن عندما أكتشف أمري هدد بقتل ابني و زوجتي...

ميكايلا:...منذ متى...منذ متى و أنت تعمل معه؟

تنهد و رفع رأسه قليلاً

فيريد:لقد بدأت العمل معه تحت هويه مزيفة بعد أن ولد سيدويل بعام و....و أكتشف أمري بعد أن تدهورت حاله ميليسا....

ميكايلا:حقاً؟... أنت لا تكذب صحيح؟

فيريد:أعرف لما قد تشك بي لكن....صدقني عندما أقول إنه لا جدوى من الكذب عليك بعد الآن.

ميكايلا:"لحظة....لقد كان فيريد مختفياً تقريباً طوال فترة مرض ميليسا و عاد بعد وفاتها بفترة قصيرة.... "

ميكايلا:ماذا...ماذا فعل عندما اكتشف أمرك؟

فيريد:لقد-

كان على وشك قول شيء لكنه تراجع فجأة و عض على شفتيه انتفض جسده بشكل طفيف

ميكايلا:ما خطبك؟...

فيريد:لا....لا داعي لأن تعرف ما حدث....فقط لقد عرف من أكون و هدد بقتل ابني و زوجتي كما أخبرتك لذا...ك-كان علي فعل شيء ما لمنع هذا.

ميكايلا:و....و ماذا فعلت تحديداً؟

نظر نحوي بندم و تنهد تنهيده طويلة بعدها قال بصوت مثقل و هو يحدق بالسقف

فيريد:لقد وافقت على مراقبة التجارب التي قرر إحضارها....

حدقت نحوه بصمت

تلك التجارب...إنه يقصدني أنا و أختي

إذًا نحن حقاً تم التخطيط لولادتنا و قد كان سورين كما قلنا

ميكايلا:....و...و ماذا حدث؟ لما تخبرني بكل هذا فجأة؟...

نظر نحوي و كانت عيناه ترتجفان و ما زاد صدمتي و تفاجئي هو أنه بدأت بعض الدموع تتشكل في عينيه

ميكايلا:م-مهلاً أنت!

مددت يدي دون وعي نحوه

أمسك يدي برفق ثم حاول وضع ابتسامة على وجهه و قال بصوت لا يكاد يسمع من ارتجافه

فيريد:....لقد خلف وعده....اخلف بالوعد الذي قطعه لي....

حدقت بصمت نحوه لفترة أحاول استيعاب ما قاله

خلف بوعده؟

يقصد...

يقصد أنه قام بأذيه سيدويل و عمتي؟

هذا سيكون متماشيا مع رؤية كلاوس

لكن.... ألم يكن سيدويل رفقة فيريد؟

أم هل هذا تغيير آخر قد حدث لأننا قررنا ترك كل شيء كما هو؟

مع كل تلك التساؤلات استجمعت شتات نفسي و سألته بحذر

ميكايلا:هل....هل قام بأذيه سيدويل و عمتي؟

نظر نحوي و زاد ارتجاف عينيه و انهمرت الدموع منهما

انتفض جسدي و حاولت النهوض على هذا المنظر الصاعق لكي اخفف من عليه قليلاً لأن رؤيته تبكي تعطي شعوراً غير مريح بالمرة

فيريد:اه...اه ياليته اذاهم فحسب....على الأقل...على الأقل-

شد على قبضته بغضب حتى بدأت تنزف و هو يصر على أسنانه

فيريد:كان سيكون هناك أمل في علاجهم!

انتفض جسدي و شعرت بالبرد يتسلل إلى ظهري،اصابتني قشعريرة فجأة

لقد صرخ بغضب و يأس شديد

مددت يدي و أمسكت بقبضته المشدودة التي كانت ترتجف،انتبه علي و قام بضمي نحوه بقوة و ظل يبكي بحرقه

لم أفهم ما قال

أو....في الواقع....لقد فهمت تماماً معنى ما قاله لي للتو

لكنني....لكنني لا أريد تصديقه فحسب....

هذا.... ا-اذًا هكذا سيدويل و...و عمتي....

ليسوا معنا بعد الآن؟...

بدأ قلبي يتقبل حقيقة كلماته ببطء و شعرت بحرقه في صدري و بدأت أبكي أنا أيضاً

لكن لم يتركني شعور الحيرة و التساؤل لأن ما رأيناه في رؤية كلاوس كان أن سيدويل حي و عمتي مصابه فحسب لكن....

لكن فقط ما الذي حدث بحق الجحيم؟

فجأة شعرت بيد تربت برفق على ظهري لقد كان فيريد

فيريد:أ-أنا آسف لم....لم أقصد أن اجعلك تبكي هكذا أنا....

ميكايلا:لا...لا عليك....ك-كنت سأعرف على أيه حال...

فيريد:اه.... حسناً-

و هو يحاول النهوض اصطدمت يده بمزهريه كانت جانب الفراش و تحطمت على الأرض

تفاجئ فيريد و حدق نحوها

ميكايلا:اممم....أنت بخير؟

فيريد:اه أنا بخير لكن....كانت هذه مزهريه ليليا المفضلة....تباً....

ميكايلا:لحظة....مزهريه ليليا؟..صحيح ما هذا ال... الكوخ؟

نظر نحوي و هو يعطيني منديلاً لمسح دموعي و قال و هو يمسح دموعه بيده

فيريد:اه إنه ليس كوخا لكنه يمكنني تفهم لما ظننته هكذا.

ميكايلا:ليس كوخا؟... إذاً ماذا يكون؟

ارتسمت ابتسامة خافتة على وجهه

فيريد:هذا جناح ليليا في قصر لانروج.

صدمت و حدقت بتفاجئ نحوه

ميكايلا:ق-قصر لانروج؟! كيف وصلت إلى هنا حتى؟!

فيريد:اهدأ اهدأ،لقد عثرت عليك كرول و احضرناك إلى جناح ليليا لأنه كان الأقرب إلى مكان العثور عليك.

ميكايلا:ء-اه....ل-لكن....

فيريد:....لحسن الحظ يبدوا أنك تمتلك النواة الخاصة بإلف العنقاء لذا....لذا نجوت.

ميكايلا:...لكن...لقد أخبرت ميراي بأن تذهب إلى لانروج...كيف عثرتم علي و هي....

فيريد:...ليس لدي أي فكرة...

ميكايلا:في الواقع....السؤال حقاً هو ما الذي حدث أصلاً اليوم؟

فيريد:اليوم؟....أوه صح،لقد كنت فاقداً للوعي لقد مر عليك يومين الآن....

ميكايلا:يومين؟...و...وماذا حدث؟ من قام بالهجوم؟ هل هي جماعة سورين؟

نظر نحوي و عقد حاجبيه بألم و ندم نظر نحوي بتعبير حزين ثم أخذ نفساً عميقاً

فيريد:...أجل إنه هو.

أبعد وجهه عني و نظر نحو الأرض

قبل أن أقول أي شيء سمعنا صوت طرق على الباب

فيريد:و من قد يكون؟...

وقف فيريد و توجه نحو الباب و فور أن فتح الباب سمعت صوت شخص ما يقول بنبرة متفاجئة

:لقد عثرنا عليها!!!

انتفضت من مكاني و ذهبت بسرعة نحو الباب كدت أقع لأنني لن أستعد اتزاني بالكامل بعد لكنني تمالكت نفسي بطريقة ما

فيريد:وجدتها؟! أين هي؟!

:لقد رأيتها تدخل في مبنى من طابق واحد قريب من قصر دورننتال!

ميكايلا:ه-هذا المكان!

نظر فيريد نحوي

فيريد:هل تعرفه؟

أومأت برأسي بقوة

فيريد:جيد تعال معي بسرعة إذًا!

ميكايلا:حسناً هيا بنا! قد تكون في مشكلة!

أومأ فيريد و هكذا أسرعنا خارج الجناح الخاص بليليا و قبل أن أخرج من القصر اوقفني فيريد

ميكايلا:ما-ما خطبك؟!

فيريد:الوضع ليس آمنا الآن حقاً...عليك ارتداء شيء لتخفي نفسك به.

ميكايلا:ل-لكن-

فيريد:فقط خذ هذا و ارتديه،لن أتحمل فقدان شخص آخر....

صمت و نظرت نحوه بعدها نحو يده التي تعطيني رداء أسود

أخذت الرداء من بين يديه بصمت و وضعته على رأسي لقد غطى كل شيء حتى قدمي

ميكايلا:حسناً الآن هيا بنا.

وضع فيريد رداء أسود مشابهاً لخاصتي و هكذا ذهبي كلانا بسرعة لكن وسط ذاك الجري جاء على خاطري شيء ما

ميكايلا:لحظة لما لا نذهب بالانتقال الآني فحسب؟

فيريد:لقد وضع حاجز قوي و مشدد لاستشعار أي نوع من السحر بسبب ما حدث....لا يمكنني استخدام أي تعويذه حالياً.

ميكايلا:فهمت.... حسناً هيا بنا.

استمر الجري رفقة فيريد لفترة طويلة حتى و أخيراً بدأت أرى ذاك المنزل الغريب

لكن من الخلف،يبدوا أننا سلكنا طريقاً آخر غير الذي اعتدت عليه لقد كانت هناك فجوة كبيرة في ذاك المنزل من الخلف توقف فيريد و نظر نحوي

فيريد:هل جئت إلى هنا من قبل؟

ميكايلا:أجل...كنا نتجمع هنا لكي نلعب مع أمراء أسترون....كيف تعرف أنت هذا المكان؟

فيريد:اه لقد أتى ذاك الوغد رفقتي إلى هنا من قبل....لم أعرف ما الذي فعله هنا لكنه فقط نزل إلى نفق تحت أرضي كان هناك.

ميكايلا:اه.... أنا أرى...

ميكايلا:"إذًا هذا المكان حقاً له أهمية من نوع ما لخطته.... "

فيريد:حسناً الآن أدخل و احترس أنا سوف ابقى هنا لكي اتأكد أنه لا يوجد أي شيء مريب هنا.

ميكايلا:حسناً.

و هكذا بدأت أتقدم بخطى مترددة أفكر في كيف سوف تكون حالة أختي

هل أصيبت أم هي بخير؟

هل هي خائفة أم تشعر بالأمان هنا؟

أم هل هي متعبة و لا تستطيع الحراك؟

دخلت إلى الداخل و فور دخولي تسمرت في مكاني

لقد كان هناك ظل طويل أسود يقف على الجانب الآخر من حيث دخلت

شعرت بالتوتر لكن كان علي الدخول على أيه حال،علي العثور على أختي!

بدأت أمشي ببطء أحاول الذهاب إلى إحدى الأعمدة لكي اختبأ خلفها لم أتمكن من سماع صوت أفكار أختي و هذا كان غريباً،لكن الأغرب هو أنني سمعت صوت شخص لم أكن لاتوقع سماع صوته

:م-مم تكون بحق الجحيم؟!! ماذا تريد؟!

ميكايلا:"كارما؟!!لما هو هنا؟!"

كان صوت كارما يرتجف لكنني لم أتمكن من رؤيته لذا افترضت أن ذاك الظل الطويل الأسود يقف أمامه

كارما:أ-أنت! أبتعد من هنا!

ميكايلا:"م-ماذا علي أن أفعل؟....هل أنادي على فيريد؟... "

فجأة سمعت صوتاً يجري من الإتجاه الآخر و رأيت من يدخل مسرعاً

:مي-ميراي!!

حدقت و ملأت الحيرة عقلي

لقد كان نوي مسرعاً إلى الداخل

لكنه توقف فجأة في مكانه و حدق نحو ذاك الظل الأسود كان الوضع فوضوياً لأقصى حد بالنسبة لي

و بينما أنا أحاول معرفة ما يجري بالضبط سمعت صوت قطع شيء ما و طار خيال مدور أسود عالياً ثم سقط ما كان يشبه كره ما على الأرض و بدأت تتدحرج ببطء و هي تتجه نحوي

حتى اصطدمت تلك الكرة بقدمي نظرت نحوها و قد ساعد ضوء القمر على رؤية ماهية تلك الكرة.......

مهلاً ماذا؟...

هل....

هل كان هناك زجاج مكسور على الأرض؟

....لا...لا أتذكر رؤية أي زجاج مكسور على الأرض عندما أتيت

....ام...ام لأن المكان كان مظلم...

لماذا...

لماذا أرى وجهي على الأرض؟...

لما...لماذا أحدق هكذا بنفسي؟...

ا-اه هاه؟....

ه-هل...هل هناك دماء تخرج من فمي؟...

متأكد أنه لا توجد أي دماء على وجهي....

ا-اذًا.. إذًا ما هذا؟...

لما وجهي مصدوم هكذا و هناك دماء تخرج من فمي؟...

ما-ما خطب هذه المرآة؟!

ا-اه....أوه....

ضربات قلبي....ضربات قلبي لما تتزايد؟...

لما...لما أشعر بحزن يمزق قلبي؟...

ما-ما الخطب؟...لما أشعر بهذا الاضطراب و القلق؟....

هل...

هل يعقل....

هل يعقل أن هذا على الأرض...تلك الكرة التي اصطدمت بقدمي ل-ليست...ليست مرآة؟....

لا...

كلا...

كلا مستحيل...

إن-إن لم تكن مرآة ف...فهل...

هل هذه أختي؟

شعرت أنني فقدت التحكم بجسدي

لقد ارتجف جسدي بقوة فجأة و شعرت أن قلبي توقف

نزلت على ركبتي و مددت يدي ببطء و تردد شديد نحو الكرة أمامي....

أجل....

أجل هذه أختي....

هذه....أختي....

ر-رأس...رأسها.... إن هذا رأسها...

.

.

.

رأسي يؤلمني،هناك صداع قوي فيه قلت هذا لنفسي و أنا أحاول فتح عيني

!!

انتفضت من مكاني بسرعة و جلست لأجد نفسي فوق فراش نظرت نحوي اتفحص محيطي

أنا في غرفتي؟

لحظة...

ما...ما كان كل ما حدث إذًا؟...

ماذا حدث لي؟...

بعد...بعد أن...

لحظة! أختي!

حاولت النهوض لكن شعرت كأنني أصابني الشلل في قدمي لم أتمكن من تحريكها كما أردت

ميكايلا:ء-ءاه.... حسناً...

شعرت بالضياع و لم أتمكن من فهم أي شيء لكن شعرت،بل كنت متأكداً أن ما حدث كان مجرد كابوس

أجل بالتأكيد كل ما رأيته كان مجرد كابوس و لقد استعدت وعي للتو

علي العثور على أختي

أجل،هذا كل ما في الأمر علي محاولة النهوض الآن لكي أذهب علي أعثر على أخي أو أبي لكي أسأل عما حدث بالضبط فأنا أشعر بضياع لم أشعر به من قبل

حاولت النهوض و أنا أحرك يدي شعرت بشيء عليها نظرت لأجد السوار الذي صنعته والدة كارما لنا

حدقت نحوه لفترة

متى ارتديت هذا السوار؟

لا أذكر أنني كنت ارتديه...

فقط ماذا حدث بحق الجحيم؟!

استندت على ذراعي و رفعت نفسي ببطء و صعوبة بالغة شعرت كأن كل عضلة في جسدي أصابها تشنج قوي و كان هناك ألم في صدري كأن سكيناً ضربت فيه

تآوهت و نجحت في رفع رأسي لكن سرعان ما فقدت القوة في ذراعي و استندت على الوسادة خلفي

بدأت الهث كأنني كنت أركض بسرعة و ليس أنني رفعت نفسي قليلاً فحسب

ارحت رأسي على الوسادة تماماً و حدقت نحو السقف بدأت أفكر مجدداً في ذاك الكابوس الغريب المقزز لقد كان بشعا و غريباً للغاية... أيضاً...أ-أيضاً شعرت أنه واقعي للغاية....

تسارعت ضربات قلبي على هذه الفكرة هززت رأسي يميناً و يساراً بقوة لأبعد تلك الفكرة من داخله

بالتأكيد كان مجرد كابوس مزعج و لا يوجد مجال لكونه قد حدث حقاً

وسط تلك الأفكار سمعت صوت مقبض الباب يفتح ببطء عاد تركيزي و ابتعد عن تلك التساؤلات و التخيلات

ركزت الآن نحو الباب الذي يفتح ببطء و حذر الآن انتظر بترقب من سيظهر من خلف الباب

ميكايلا:"إ-إنهم.... "

لقد دخل شخصان،كرول و أخي لكن فور رؤيتي لهم انتفض قلبي من بين ضلوعي و شعرت بشعور غير مريح بالمرة

كان كلاهما يرتدي ملابس سوداء بالكامل مع تعابير حزينه و تعيسه بشكل لم أراه من قبل

قبضت على يدي و شعرت أن قلبي يهتز و يرتجف

حدقت نحوهما و هما يتقدمان ببطء كان أخي يمشي خافضاً رأسه بينما كانت تواسيه كرول و في عيناها المحمر ما حولها كان هناك الكثير من القلق

حاولت التحدث لكن شعرت أن حلقي جاف لا لم يخرج الكلام واضحاً

ميكايلا:أ-أخي؟....

رفع أخي رأسه بسرعة حتى خفت أن تسقط للخلف و حدق نحوي بعيونه الزمردية التي أخذت ترتجف

حدقت كرول نحوي أيضاً و تقدم كلاهما بخطى أسرع قفز أخي و قام بعناقي بقوة مع شعور الارتباك الذي لم يفارقني منذ أن اتسفقت للحظة لم أعرف ماذا أفعل لكن بعدها قمت بعناق أخي أنا أيضاً وقفت كرول بتعبير يملؤه التعجب و هي تحدق نحوي

كرول:مي-ميكايلا.... ميكايلا أ-أنت بخير؟

لم تزدني إلا حيرة و تعجب لكنني أومأت برأسي فحسب

مالوس:اه اه أنا أنا-

بدأت أشعر بجسد أخي يرتجف و عرفت أنه يبكي

ميكايلا:أخي؟...هل...هل أنت بخير؟...

مالوس:أنا بخير.

كنت سوف أصدق لولا صوته المرتجف و الذي كان يبدوا كأنه صادر من أعماق قلبه

ميكايلا:"حسناً"

قلت لنفسي بحزم

ميكايلا:"سوف اسألهم مباشرة،لن أحاول التلميح أو أي شيء"

رغم شعور الخوف و التردد الذي كان لدي نظرت نحو أخي لعيون ثابتة

ميكايلا:أخي....أين أختي ميراي؟

بدى كأنني قلت شيئاً لم يكن علي قوله فقد اتسعت عيون كل من مالوس و كرول حتى شعرت أنها سوف تسقط من محجرها

كما أبيض وجه أخي و بدى كأنه سوف يفقد الوعي

شعرت بالحيرة من ردة الفعل هذه، لم أتوقع مثل تلك التعبيرات فكرت أنها لو كانت بخير فسوف يقولون إنها بخير فحسب أو لو حدث لها مكروه فسوف تنقلب تعبيراتهم إلى الحزن لكن....

ما خطب ذاك التعبير الخائف و الملئ بالتفاجئ على وجوههم؟

فتحت كرول فمها بصعوبة مع شفتيها المرتجفتان و بدأ بؤبؤ عينيها الأحمر الدموي يرتجف و قالت بصوت مهتز كعينها بالضبط

كرول:ء-ءاه... مي-ميكايلا...أنت...أ-أنت لم تعرف؟

زاد تعجبي و شعرت ببعض الغضب،كيف لي أن أعرف أي شيء و أنا قد استعدت وعي للتو؟!

أخذت نفسي و قررت أن اهدأ من غضبي ذاك،الآن ليس وقته

ميكايلا:كلا....أعرف ماذا بالضبط؟

فتح أخي فمه و ظل يحدق بي لكنه رمش بسرعة كأنه استفاق و حول رأسه نحو كرول

مالوس:...كرول....هل...هل هذا جيد؟

نظرت كرول نحوه و قد أطبقت على شفتيها

بعد فترة قصيرة من التحديق بينهما أغمضت كرول عينيها و أخذت نفساً عميقاً ثم فتحت عينيها مجدداً و هي الآن أكثر ثباتا و تركيزاً

سحبت كرسيا من الغرفة و جلست عليه عم الصمت لبضع دقائق أخرى قبل أن تنظر نحوي كرول و وجهها مشبع بالألم

كرول:ميكايلا....هل...هل تتذكر ما حدث معك بالضبط؟...

هدأت تعابير وجه أخي و جلس جانبي على الفراش وضع يده حولي و ضمني نحوه

مالوس:صحيح....فقط....ما الذي حدث بعد أن افترقنا؟

صمت و نظرت نحوهم و أنا أحاول استرجاع ما حدث لأنه و لسبب ما ذاكرتي كانت ضبابية و كان تذكر أي شيء يصيبني بالصداع

ميكايلا:حسناً....بعد أن تركناك...ذهبنا....ذهبنا نحو الباب الخلفي للمطبخ و دخلنا هناك و...و بعدها بحثنا و عثرنا على تلك البوابة السرية التي أخبرتنا عنها-اه! كلا لحظة قبل هذا سمعنا صوت بكاء ما لذا ذهبنا لنرى من يبكي.

كرول:... بكاء؟...

أومأت برأسي و تابعت الحديث

ميكايلا:لقد كانت مجموعة أطفال لا أذكر كم....لكن كانت الفتاة التي قابلناها في العاصمة معهم و شقيقها-

توقفت عن الكلام بعد أن ضربت صورة شقيقها المغطى بدمائه ملقيا على الأرض رأسي كالصاعقة

شددت على الغطاء بيدي و أخفضت رأسي قليلاً

ربت أخي على كتفي و قال بصوت و تعبير مملوء بالقلق

مالوس:أنت بخير؟....

كنت سوف أجيب عليه لولا أن شيئاً آخر نزل علي كالصاعقة انتفضت و نظرت نحو كرول

ميكايلا:لحظة! لقد فقدت ذراعي و كانت ذراع ذاك الوغد قد اخترقت بطني! كيف بحق الجحيم مازلت حياً؟!

ضمني أخي نحوه أكثر

بينما تنهدت كرول

كرول:... حسناً الشكر لدماء إلف العنقاء التي تجري في عروقك.... أنت تمتلك نواه ميكايلا.

ميكايلا:(اه-

ميكايلا:"لحظة هذا نفس ما سمعت في ذاك الكابوس المزعج.... "

مالوس:... 'ذاك الوغد'؟...هل قابلتم شخصاً ما أثناء الهروب مع هؤلاء الأطفال؟

ميكايلا:صحيح...أثناء الهروب مررنا بقاعة كبيرة فارغة بعدها قاعة أخرى لكن هذه المرة كان هناك شخص طويل مغطى بالكامل بعباءة بنفسجية غامقة....لقد....لقد قتل الأطفال و كان يريد قتلنا نحن أيضاً لذا هجمت عليه و أصبت و...و أخبرت ميراي أن تهرب هي...لا أعرف ما حدث بعدها.

كرول:لا تعرف؟.... ميكايلا هل حقاً لا تتذكر أنك نهضت و خرجت تبحث عن ميراي؟....

كرول:"لو قال كلا إذا ففيريد يكذب... ."

فور قول كرول لهذا شعرت أن دمائي أصبحت باردة كأن قلبي سقط من مكانه داخلي

حدقت نحوها و أنا أحاول ألا أصل إلى الاستنتاج بأن ذاك لم يكن كابوساً

ميكايلا:م-ماذا.... ماذا تقصدين؟...

كرول:... حسناً...

ميكايلا:لحظة...لحظة قبل أن تسألي عن أي شيء لم يخبرني أي منكم ما حدث و ما كان ذاك الهجوم؟! لما تسألين عن ما اتذكره بينما لا تقولون شيئاً؟! ما الذي حدث لكم بالضبط؟!

لسبب ما كنت غاضباً للغاية فجأة

ربت أخي على كتفي و نظر نحوي

مالوس:.... حسناً...بعد أن تركتكم و حاولت إبعاد أي شخص يريد اللحاق بكم جاء ليليا و...

---------------

نظرت نحو إخوتي و هم يبتعدون و ظللت أمنع و اصد أي هجوم يتجه نحوهم حتى رأيت كلاهما يدخل القصر

تنفست الصعداء و شعرت ببعض الراحة الآن علي التركيز على هؤلاء الاوغاد أمامي

كان هناك ثلاثة يحاولون أن يحيطوا بي بالهجوم بشكل متتابع علي

انشأت جداراً سحرياً حولي و تمكنت من صد كل ما كان يتجه نحوي لكن بدأ واحد منهم يشكل بين يديه كره غريبة الشكل حقاً

كانت تشبه مجموعة خيوط مضيئة بالبنفسجي و خيوط سوداء كانت تلتف حول كره من الضوء الأبيض

الضوء أظهر لي وجه ذاك الشخص لقد كان مثلما حتى عينيه،عينيه التي لم يكن فيها لون أبيض بل كانت حفرة سوداء كما تسلل ذاك السواد على شكل خطوط متقاطعة من عينيه و إلى أسفل جفونه بدت مقززة حقاً و تعطي شعوراً بالشؤم،ظلت تلك الكرة بالخيوط حولها تتمايل و تنضغط حتى اختفى الضوء الأبيض و التهمته الخيوط السوداء و البنفسجيه المشعة

وجه يديه و كان على وشك إطلاق تلك الكرة المشؤومة نحوي

لسبب ما عندما اقتربت تلك الكرة مني شعرت بشعور ملح في جميع أنحاء جسدي أنه علي تفادي ذاك الشيء

لم يكن مثل أنه لو أصابني سوف أصاب بجرح أو أنه سيحرقني،بل كان هناك يقين داخلي بأن ذاك الشيء سوف يقضي علي لو وصل إلي

ابتعدت بسرعة لكن تلك الكرة ظلت تلاحقني بدأت أشعر بالارتباك كما بدأ الإثنان الآخران بالتطويق علي من كلا الجانبين حتى يتأكدو من أن تلك الكرة المشؤومة سوف تصيبني

لم ينفع أي جدار أمامها فقد التهمته كأنه لم يكن شيئاً

زاد الارتباك و أنا أحاول تخليص نفسي من بين هذين الوغدين و في نفس الوقت ألا اسمح لتلك الكرة بالاقتراب مني،حاولت الطيران لكن لم يفلح هذا لقد تبعتني الكرة كأن خيط ربط بيني و بينها ربطاً متينا لن ينفك

ظللت اتفاداها و أحاول أن أصدها بأي شكل من الأشكال لكن لم يفلح أي شيء بل بالعكس و أصبحت أقرب و أقرب مني

زاد هذا من هلعي و نزلت على الأرض مجدداً حسناً على الأقل تخلصت مِن مَن كانوا يحاولون حصر حركتي

بدأت أجري بسرعة في خطوط متعرجة مرة و في خط مستقيم مرة أخرى على أمل أن تفقد تلك الكرة خط سيري،لكن وسط الجري و التوتر تعثرت و وقعت على وجهي حاولت أن انتفض و أسرع بالهرب لكن لسبب ما لم أتمكن شعرت أن قدمي توقفت و عندما كانت تلك الكرة المشؤومة تتجه نحوي مثل الشهاب لم أدري ما قد أفعل لذا فقط أغمضت عيني بإحكام

فقط لأسمع صوتاً ينادي علي بإلحاح

:مالوس! أسرع و أبتعد عن هنا!

فتحت عيني على الفور

مالوس:ليليا!!

لم أشعر بكل هذه السعادة لرؤية ليليا من قبل حتى هذه اللحظة

نظر نحوي و ذراعيه ممدودة إلى الأمام بجدار سميك يمكن رؤية شيء صغير يحاول اختراقه

ليليا:أين إخوتك ؟

مالوس:اه! لقد أخبرتهم بالتوجه إلى الباب السري الذي يؤدي إلى لانروج في المطبخ.

اتسعت عيني ليليا و صرخ غاضباً

ليليا:لما لم تذهبوا إلى حيث قال والدك؟!!

تعجبت من نبرته الغاضبه لكنني رددت بتوتر

مالوس:ح-حسناً تمت مهاجمتنا و ظننت أن هذا أقرب-

ليليا:ذاك الطريق تم غلقه منذ زمن طويل!!

شعرت أن الدماء هربت من جسدي فجأة و حدقت نحو ليليا و هناك الآن عدد لا يحصى من التساؤلات في رأسي

ليليا:تسك أسرع و أذهب إلى والدك! عليك أن تخبره بهذا إنه يتذكر طريقاً آخر يؤدي إلى لانروج،إنه أمام القصر يحاول حصر هؤلاء الأشخاص في مكان واحد.

مالوس:ل-لكن لما لا أذهب خلف إخوتي؟..ماذا-ماذا لو-

ليليا:ليس وقته! هم على الأغلب في منتصف الطريق الآن،الذهاب و تنبيه والدك لكي يخبر أحدهم بالتوجه إلى لانروج أسرع،هيا لا وقت أمامنا!

رغم الارتباك و التوتر أومأت برأسي و بسطت اجنحتي و طرت بسرعة

عندما ارتفعت متوجهاً نحو القصر لم يكن المنظر من أعلى أقل فوضوية من الوضع بالاسفل،حاولت العثور على أبي لكن لم أتمكن؛ كان هناك العديد من الناس يجرون هنا و هناك و انفجارات سحرية عديدة

لذا نزلت بسرعة نحو البوابة الرئيسية للقصر و اقتربت أكثر نحو الأرض لكي أرى بوضوح ما يجري ظللت أنظر هنا و هناك لكن دون جدوى لم أعثر على أبي

بدأت أبتعد عن البوابة الرئيسية و أنظر إلى بقيه أجزاء القصر و أنا أطير حتى اقتربت من الجرف الفاصل بيننا و بين لانروج و عندها رأيته، أبي و شخص آخر يرتدي عباءه سوداء تغطيه بالكامل

لكن قبل أن أقترب أكثر منهما تفاجئت بهجوم سحري أصاب جناحي لقد أحرق ثقبا فيه لذا لم أتمكن من الطيران و شعور الحريق الذي أصابني لم يمكني من التركيز لذا سقط

لحسن الحظ لم أكن بعيداً عن الأرض لذا لم اصب بأي شيء جراء السقوط

أخفيت جناحي الذي أحترق لكي يزول شعور الألم ذاك

لقد حططت فوق جزء منبعج و عالي على طرف ذاك الجرف قال ليليا إنه كان جزءا من جبل كان فاصلاً بيننا و بين لانروج لكن مع مرور الزمن لم يتبق منه الكثير و على حسب ما أتذكر أبي و ذاك الشخص كانوا بعد هذا الجزء المرتفع الملئ بالصخور الحادة

لذا تسلقت بسرعة و حذر لكي أصل إلى أبي لكن....

لكن....لم يعد هناك داعي للوصول إليه....

لقد...

لقد رأيته يسقط...

لقد سقط أبي أسفل ذاك الجرف....

الجرف...

الجرف الملئ بالصخور المدببة في أسفله....

مددت يدي نحوه فجأة و صرخت بيأس

مالوس:(أبي!!)

شاهدته يسقط....

بعدها ارتفع صوت صراخ ملئ بالألم من أسفل الجرف...

لقد...

لقد كان هذا صوت أبي...

لقد...لقد صرخ أبي متألما للتو....

اه...

كلا...

كلا بالتأكيد هو بخير....ر-ربما فقط أصيب ببعض الخدوش...

أجل! أجل هذا ما يجب أن يكون قد حدث...

لذا استجمعت شجاعتي و نزلت ببطء و حذر من فوق بقايا الجبل تلك و حاولت النزول ببطء شديد نحو ذاك الجرف تمسكت بجدار الجرف و نزلت ببطء و حذر و أنا متمسك به

حتى نجحت في النزول بين بعض الصخور المدببة فور نزولي ناديت بأعلى صوت لدي

مالوس:أبي!! أبي!! أين أنت؟!!

كان المكان مظلما في الأسفل لذا أشعلت شعلة لكي أرى طريقي بها بين تلك الصخور المدببة

ظللت اتسلق و اتفادى حتى رأيته

مالوس:أبي!!

اقتربت أكثر لكن تجمدت في مكاني

مالوس:...أ-أبي؟...

ظللت أحدق بالمشهد الظاهر أمام عيني

لقد سقط....

لقد سقط فوق تلك الصخور المدببة.... إنها....

ل-لقد....

لقد اخترقت جسده....

كان يسعل و الدماء تخرج بغزارة من فمه

اقتربت منه ببطء و خطى مرتجفة حتى أصبح وجهه واضحاً لي

التقت عيني بعينه و فور حدوث هذا اتسعت عيني أبي للحظة ثم اغمضها

مالفرد:ء-ء...اه...ل-لم أكن أريد منك ر-رؤية هذا....

فتح عينيه مجدداً و ارتسمت ابتسامه على وجهه

شعرت بالدموع تغطي رؤيتي

مالوس:أ-ابي....

مالفرد:مالوس....مالوس هل يمكنني أن أطلب منك شيئاً؟...

أصبح قلبي ينبض بعنف و انهمرت الدموع

شعرت أن عضلات جسدي الباقية ارتخت تماماً

مالوس:أبي....

حينها سمعت صوتاً هلعا من بعيد

:مالفرد!!

هرع ليليا لكنه أخذ يتباطأ حتى وقف جانبي

ليليا:اه! أنت...ل-لحظة-

نظر أبي نحو كلانا و فقط ابتسم مجدداً

مالفرد:ح-حسناً...هذا جيد في الواقع...

صدرت ضحكة بدى أنها خرجت بصعوبه من أبي

مد يده التي أخذت ترتجف بقوة نحوي هرعت نحوه و أمسكت بيده بإحكام كأنني لا أريده أن يسقط من بين يدي

مالفرد:إخوتك....مالوس....حافظ عليهم....و...و...على نفسك أيضاً...لا تنسى نفسك مالوس.

مالوس:أبي....

كانت 'أبي' هي الجملة الوحيدة التي تخرج من فمي كلما حاولت التحدث

ليليا:مالفرد ف-فقط أنتظر! سوف أذهب و-

مالفرد:ليليا....

صمت ليليا و نظر نحو أبي

مالفرد:...أنا آسف....د-دائماً ما...دائما ماكنت احملك الكثير.

ليليا:اخرس!! لا تقل هذا! أنت لم تحمل علي أبداً ! أنت... أنت...

بدأ صوت ليليا يرتجف و بدى أنه يبكي بحرقه لا أعرف و لم التفت لكي أعرف

ظللت أحدق بوجه أبي المبتسم بالدماء التي تتسرب من فمه و من رأسه

مالفرد:هل...هل يمكنني ترك...ترك أبنائي أمانه لديك؟

شددت أكثر على يدي أبي و زاد عنف ضربات قلبي حتى ظننته سوف ينفجر

لكن رغم قوة ضربات قلبي كان جسدي بارداً كأن الدماء تجمدت فيه

ليليا:ما-ما الذي تقوله مالفرد؟

كان صوت ليليا يرتجف بقوة حتى كان من الصعب فهم ما يقول

ليليا:ما-ماذا ماذا تقصد بهذا؟ أ-أنت والدهم أنت-أنت سوف تعتني بهم أن-

مالفرد:ليليا....لا...لا تكن عنيداً...لا...تص-تصعب الأمر علي...هل...هل يمكن..أن..اعتمد عليك..ف-في حمايتهم؟

ليليا:...بالطبع.

لم يخف الارتجاف في صوت ليليا و صوت بكاءه أصبح أعلى

ليليا:س-سوف احميهم بحياتي....سوف...سوف أحافظ عليهم حتى لو كلفني كل ما أملك.

ابتسم أبي بلطف ثم وجه نظره ببطء نحوي شعرت أنه فعلها بصعوبه بالغة

بدأت جفونه تنغلق ببطء

مالفرد:مالوس.... أحبك... آسف... أحبك و أحبهم...احمي إخوتك... ابني.

أصبحت يديه باردة و أغلقت جفونه التي كان يعاني ليبقيها مفتوحة

رغم تمسكي بيده إلا أنها انزلقت من بين يدي

حدقت نحوه لفترة طويلة بصمت وجهت نظري إلى أعلى فقط لكي أقابل القمر كان يشع بضوء فضي جميل...

لكن...

هناك شيء آخر يشع بضوء فضي...

لفت نظري فوق الرف ينظر إلى الأسفل نحونا فجأة ذهبت البرودة في جسدي و أصبح دمي يغلي

إنه ذاك الوغد! إنه ذاك ال### ذو الرداء الأسود! لكن قبل أن أفعل أي شيء اختفى من أمام عيني

شعرت بيد خفيفة تربت على كتفي انزلت نظري لأجد ليليا ينظر نحوي و الدموع تنهمر من عينيه

نظرت نحوه لم يكن الوحيد الذي يبكي الدموع أغرقت رؤيتي و شعرت بألم يمزق قلبي

ارتجف جسدي بقوة ثم رميت بنفسي في حضن ليليا و بدأت أصرخ و أبكي

لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا هكذا لكن ما قاله أبي ظل يتردد في عقلي

احمي إخوتك،حافظ عليهم

صحيح....

علي اللحاق بهم الآن...

الآن....

الآن لم يعد لهم سواي...

شعرت بحزن أكبر حتى بعد أن أدركت أنهم لم يعد لديهم غيري....

حاولت التوقف عن الصراخ و النحيب و بدأت أمسح دموعي و قلت و أنا أبكي

مالوس:ه-هيا هيا علينا العثور عليهم.

نظر ليليا نحوي بتعبير متألم و حزين ضمني نحوه بقوة و قبل رأسي ثم حملني

مالوس:ك-كلا ع-علي السير أ-أنا...أنا...

ليليا:ششش....لا تقلق...هيا بنا نحو قصر لانروج.

مالوس:لكن...لكن هل سيكونون هناك؟...قلت أن الطريق مغلق...

ليليا:...لا تقلق سوف أخبر كرول و سوف نفتح الطريق مجدداً...

ضمني ليليا نحوه و أخذ يملس على شعري و نحن نمشي ببطء نحو لانروج

شعرت بهدوء غريب في حضنه و تمسكت به بقوة كأنني أخاف السقوط

وصلنا إلى لانروج لكن ما فاجئني و جعلني انسى البكاء للحظة هو أن الوضع في لانروج لم يكن أقل فوضوية من عندنا

كان هناك هجوم على لانروج أيضاً

توقف ليليا في مكانه و حدق للحظة نحو الهجمات السحرية و الأجزاء التي تتحطم من القصر ثم نظر نحوي

ليليا:سوف أنتقل إلى داخل القصر...كرول ليست في الخارج.

أومأت ببطء برأسي و هكذا انتقلت أنا و ليليا و داخل القصر فوضوي كخارجه

بدأ ليليا يتتبع سحر كرول حتى وجدنا أنفسنا نتجه إلى ممر سري تحت الأرض

ليليا:هذا....هذا الطريق الذي كان يؤدي إلى ذاك النمر السري في دورننتال!

مالوس:لحظة...هل....هل كرول مع إخوتي؟...

ليليا:...سوف نرى.

و قبل أن نتقدم خطوة أخرى رأينا كرول تتقدم نحونا من ذاك الممر المظلم تحمل بين يديها شيئاً ما؟

...لا هذا شخص....

لا....

هذا...هذا

مالوس:ميكايلا!!!

قفزت من بين ذراعي ليليا و هرعت نحو كرول التي نظرت نحوي بتفاجئ و عدم تصديق

مالوس:ميكايلا!! من الجيد أنك عثرت عليه!

كرول:ء-اه... أجل.

نظرت مجدداً نحو أخي بين يدي كرول فقط لأجده مغطى بالدماء و....

و ذراع ناقصه؟!!

مالوس:ما-ما الذي حدث له بحق الجحيم؟!!

كرول:لا... ليست لدي أي فكرة...لقد عثرت عليه هكذا...

ليليا:لحظة...كيف عثرتي عليه؟

كرول: آه بشأن هذا....لقد كنت أبحث عن ديتر لأن....لأنه.

صرت كرول على أسنانها و بدى عليها الغضب

ليليا:ماذا حدث له؟...

زفرت كرول بغضب و هزت رأسها و هي تقول

كرول:ليس مهماً الآن....لا تقلق مالوس إنه على قيد الحياة.

مالوس:ل-لكن....

ليليا:معقول؟...هل...هل لديه النواه؟

أومأت كرول بابتسامة صغيرة

كرول:لقد نجى...و على الأرجح أنه سوف يسترد تلك الذراع و جرحه سوف ينغلق...لا تقلق مالوس.

مالوس:لكن....لكن أين ميراي؟

ليليا:(صحيح...لن يبتعدوا عن بعضهم البعض....لم تعثري على ميراي؟

صمتت كرول و بوجه يملؤه الحزن هزت رأسها نافية

مالوس:ع-علينا البحث عنها إذًا!!

كرول:لا تقلق،لقد ارسلت بالفعل فرقة كاملة لكي تتبعها... الآن... الآن هيا لنضع ميكايلا لكي يرتاح علي وقف نزيفه..

ليليا:خذيه إلى جناحي..إنه الأقرب من هنا

أومأت كرول و ابتعدت فجأة بدأت الأصوات في الخراج تقل حتى توقفت ذهبت و نظرت إلى الخارج

مالوس:...لقد توقفوا....

تقدم ليليا و وقف نحوي

ليليا:...على الأغلب أن الأمر انتهى في دورننتال أيضاً....لقد كانوا نفس الجماعة بالعباءة البنفسجية هنا....لانروج و دورننتال... كلاهما في يوم واحد....هه إنه هو حقاً من يقع خلف هذا.

مالوس:سورين.....

شددت على طرف النافذة تاركاً علامات مخالبي عليها ضرب البرق و الرعد في الخارج

مالوس:لن اسامحه... لن اسامحه أبدا!

ليليا:...هيا لنطمئن على شقيقك.

وضع ليليا يده على كتفي

مالوس:لكن...هل حقاً سوف نترك ميراي هكذا؟

ليليا:بالطبع كلا،سوف أذهب أنا أيضاً و أبحث عنها... أبقى أنت هنا و رجاء لا تحاول فعل أي شيء....لا نعرف ما حدث لنا للتو حقاً.

كانت الجدية و القلق طاغية على نبرة صوت ليليا و تعابير وجهه لذا لم أملك خيارا سوى الموافقة

و هكذا ظللت أنا و كرول بجانبك

---------

ميكايلا:م-ماذا تعني بهذا؟....ماذا تقصد بأن.... بأن أبي....أبي....

لقد كنت أستمع إلى ما يقول أخي بصمت تام

لقد تعجبت و للحظة لم أصدق ما يدخل أذني،لقد بدى ما يقول كقصة خياليه

شددت بقوة على قبضتي و عضضت على شفتي

ضمني أخي نحوه و ظل يربت على ظهري هربت بعض الدموع من عيني رغماً عني

ميكايلا:ل-لكن....لكن كيف؟! كيف....من....من كان ذاك الوغد؟!!

مالوس:اه...بعدها حكيت لليليا عما رأيت.....لقد قال إن ملك مملكة البشر تلك لديه شعر فضي مميز....ذاك الوغد ال### سوف اقتله!

ميكايلا:هو؟!! لكن لماذا؟! لماذا قد-

و عدت للبكاء مجدداً

ميكايلا:ل-لكن هكذا.....هكذا م-ماذا عن ميراي؟..

حدق كلاهما نحوي بقليل من الشفقة الآن

كرول:مالوس....سوف أكمل أنا....

ضمني أخي بقوة كأنه سوف يحميني مما سوف تقوله كرول

----------

بعد أن شفي الجرح و عادت يدك كما كانت كما توقعنا ظللت فاقداً للوعي

كنت ازورك أنا و فيريد لكي نطمأن عليك لكن فجأة انقطع الإتصال بيني و بين من ارسلتهم خلف ميراي للعثور عليها

دبت حاله من الارتباك و وسط هذا يبدوا أن أرنولد أخبر نوي بالذهاب و البحث عنها و عندما دخلت لكي اطمأن عليك قبل أن أذهب لمرافقة نوي لم أعثر عليك في الداخل

سقط قلبي من بين ضلوعي و هرعت أبحث عنك في كل مكان إنضم،إلي أخوك و ليليا و أرنولد ظللنا نبحث هنا و هناك لكن بلا فائدة حتى....

حتى وجدنا فيريد عائداً رفقتك و رفقة شخص لم نتوقع رؤيته على الإطلاق،كارما الذي كان يحمل نوي الفاقد للوعي على ظهره لكن هذا لم يكن ما لفت انتباهنا....

لقد كان وجه كارما المغطى بالدماء هو ما فعل

كرول:م-ماذا؟...ماذا.. فيريد! أشرح ما يحدث رجاء!

فيريد:....كرول....لقد....لقد كان ميكايلا يبحث عن ميراي معي فور أن استفاق و....و عثرنا عليها...

مالوس:حقاً؟! أين هي إذا؟!

أظلم وجه فيريد و رفض الإجابة علينا لفترة

مالوس:فيريد! أين أختي بحق الجحيم؟! و لما كارما معك؟! و لما هو مغطى بالدماء هكذا؟!!

تقدم كارما نحو مالوس

كارما:....مالوس....مالوس أنا آسف حقاً.... أنا آسف....

بدأت الدموع تتشكل في عينيه

---------

ميكايلا:لحظة....لحظة لا تقل....هل....هل لم يكن ذاك كابوساً؟....هل....هل ما....ما رأيته ....ر-رأس...رأس-

فجأة شعرت أن معدتي انقلبت رأساً على عقب و غطيت فمي بيدي

ربت أخي على ظهري بينما انفجرت أنا بالبكاء

ميكايلا:ك-كلا! كلا...كلا لم يكن....كلا لم يكن حقيقة!...ك-كرول رجاء..رجاء قولي أنه...أ-أن...كلا...رجاء تابعي...رجاء...

أغمضت كرول عينيها بأحكام و عندما فتحتهم نظرت إلى الأسفل

كرول:.... حسناً....سوف أكمل....

---------

بدأ كارما يبكي بشكل هستيري تقدمنا نحوه جميعاً بقلق و ارتباك أخذ ليليا نوي من فوق ظهره و ضمه مالوس نحوه

مالوس:ما-ما خطبك؟ لما تبكي هكذا؟....و...و ما بال كل تلك الدماء؟...

كانت أكتاف كارما تقفز لأعلى و أسفل من شدة البكاء و خرجت بعض الكلمات من فمه لكننا لم نفهم كلمة منها

نظرت نحو فيريد مجدداً

كرول:فيريد....فيريد ما الذي يجري هنا؟

ظل صامتاً و لمفاجئتنا جميعاً بدأت الدموع تنزل من عينيه و هو ناظر للأسفل

ليليا:فيريد؟...

فيريد:اه....أوه أنا....ل-لا أعرف.... حقاً....لا أعرف كيف قد أقول هذا....

أرنولد:فقط قل ما الأمر؟! لقد حدثت الكثير من الأشياء البشعة بالفعل!

كان أرنولد على وشك البكاء مجدداً

ضمك فيريد نحوه بلطف و حاول أن يتوقف عن البكاء و مسح دموعه بظهر يده

فيريد:حسناً...لكن...لكن رجاء....عليكم تحمل ما سوف أقول...ل... لأنه... لأنه أصبح الواقع الذي سوف نتعايش معه....

شددت على قبضة يدي و بدأت ضربات قلبي تضطرب

كرول:قل....فقط قل ما حدث....

فيريد:عندما استعاد ميكايلا وعيه لقد....لقد تحدث معي قليلاً و بعدها هرع أحد اتباعي ليخبرني أنه عثر على ميراي....لم أتمكن من منع ميكايلا لذا...لذا ذهبت معه....لكن...لكنني وقفت خارجاً لكي احرس المكان و فجأة سمعت صوت صراخ أرتفع فجأة لذا هرعت إلى الداخل ف....ف....

نظر فيريد إلى الأرض مجدداً و عض على شفتيه

مالوس:ماذا؟ ماذا حدث؟!

هدأ صوت بكاء كارما و أبعد وجهه عن مالوس

فيريد:لقد....لقد دخلت لأجد ميكايلا مغشياً عليه....و كذلك نوي و...و ظل أسود طويل اختفى فور دخولي....لقد لمحته بفضل ضوء القمر الذي تسلل إلى داخل ذاك المبنى القديم....

ليليا:....لم تقل.... أين ميراي من كل هذا؟...

سمعنا صوت كارما المرتجف و المتقطع

كارما:ك-كانت-شهيق- كانت أمامي! لقد...لقد كانت...

عاد للبكاء بحرقه مجدداً ضمه مالوس بوجه ملئ بالتساؤل و القلق

فيريد:اه حسناً....ب-بالنسبة إلى ميراي....اه.....

عض فيريد على شفتيه و زاد ارتجاف عينيه أغمض عينيه بقوة و أخذ نفساً عميقاً ثم نظر بعيون فارغة نحو الأرض

أمسك بقطعة قماش بدى كأنها تحتوي على كره ما

كانت يداه ترتجفان بقوة خفت أن يسقط ما بداخل الكيس لذا مددت يدي لكي أمسك به و فور أن لمسته حتى انتفض جسدي و ابتعدت نظرت نحو فيريد و عقلي أصبح متشابكا

كرول:فيريد....فيريد لا تقل لي....

كانت قطعة القماش غارقة بالدماء و داخلها شيء طري بعض الشيء لكن....

ما لمسته يدي...

لقد كانت قرون...داخل ذاك الكيس....

اه....ا-انها هي

أغمض فيريد عينيه و أبعد وجهه عني

ليليا:كلا....كلا أنت تمزح!! هذا.. هذا...لا... فيريد....فيريد أين...أ-أين الباقي؟....فيريد هذه...هذه ليست هي! هذه ليست هي صحيح؟!

مالوس:م-ماذا؟...ع-عما تتحدثون؟....ما-ما خطب الكيس؟...ف-فيريد...فيريد أين أختي؟... أين أختي فيريد؟!

صمت فيريد و لم ينظر نحو أي منا وجه مالوس نظره نحو كارما

مالوس:كارما!! أشرح ما حدث بالضبط! ما الذي كنت تفعله هناك أصلاً؟!! و أين أختي؟!

حاول كارما التوقف عن البكاء و قال وهو يمسح بكلتا يديه الدموع من على وجهه

كارما:ل-لقد...لقد كنت سوف أذهب إلى هنا لأن... لأن شيئاً فظيعا حدث و...و....توقفت عند ذاك المنزل ب-بعدها وجدت...و-وجدت ميراي تسرع نحوي و الهلع يملأ وجهها ل-لم أفهم ما الذي يحدث معها لقد جرت نحوي و تمسكت بي بقوة و هي تصرخ باسمي....ب-بعدها رأيت ذاك...ذاك الشخص ذو الرداء الاسود...لقد كان طويلا و ضخماً للغاية بدت...لقد بدت خائفة حتى الموت منه....تمسكت بها و نظرت نحوه....لقد...لقد سألته ماذا يريد ...ل-لم....لم يجب علي و...و-و بدلاً عن هذا لقد....لقد!

عاد للبكاء بحرقه مجدداً

كارما:لقد لوح بيده بقوه و...و بعدها لم...لم تعد ....لم تعد أمامي!! لقد...لقد طار بعيداً ط-طار-شهيق-و-و الدم و الدماء اه-

غسلت دموعه الدماء التي كانت تغطي وجهه و سقط على ركبتيه أمام مالوس و أصبح يكرر كلمة أنا آسف و هو يبكي على الأرض

---------------

كرول:هذا....ب-بعدها....بعدها اخذناك غرفتك و...و نوي في عنايه الطبيب و....و كارما عاد إلى أسترون لأن....

لسبب ما شعرت أنه لم تدخل كلمة واحدة مما قالته إلى اذني

كان الإستماع إلى كل هذا أشبه بسماع قصة خيالية

قصة خيالية قبيحة و دموية و أنا اكرهها!

شعرت بشعور غريب حقاً،كان عقلي فارغاً تماماً و في نفس الوقت مكتظا....

كيف يمكن لهذا أن يحدث؟....

كيف....

كيف يمكنني الشعور بالفراغ التام و الارتباك حد الجنون في نفس الوقت؟....

لم أفهم....

اه....

اه صحيح...لم أفهم....

ماذا حدث لميراي؟...لم....

هي...هي لم ت-ت....

أوه كلا كلا...

كلا هي بالتأكيد لم....

اه....اه بالتأكيد هي بخير!

هي بخير إنها بخير فقط...

فقط.....لا أعرف....

لا...لا أفهم ما...

ما الذي....

و...و أبي...

أبي قد...قد ذهب....

حقاً؟...هل...هل هذا حقاً ما حدث؟...

أ-أليس هذا مجرد كابوس آخر؟...

أجل...ربما هو كذلك...

أعني حدثت أكثر من مرة أن تحلم بأنك استيقظت من الحلم...و...و الآن....

لكن...لكن هل هذا حقاً حلم؟...

لا...لا أشعر أنه كذلك...

أبي....

ل-لن...لن اراه مجدداً؟...

حقاً؟....هذه هي؟ فقط هكذا؟...

فقط...فقط فجأة هكذا لن أراه مجدداً ابدا؟....

كيف؟ كيف يمكن هذا؟....

كيف في....في ليلية واحدة....

أوه.... رأسي...

رأسي يؤلمني حقاً...

أمسكت برأسي و شعرت بالدوار احتضنني كل من كرول و مالوس

رأيت أخي يبكي

و...و شعرت بالتعب...

هذا غريب لما قد أشعر بالتعب؟...

لم أبذل أي مجهود...

لما....

لما جسدي ثقيل للغاية؟...

قلبي...

قلبي أيضاً ثقيل....

اه...

اه هناك...كأن هناك صخرة ما كبيرة تسحق قلبي....

ما هذا؟...لما أشعر هكذا؟...

لما....

اه...

أنا... أنا

لقد تعبت....

لقد تعبت...

أريد سماعها...

أريد سماع أحد يقولها في وجهي فحسب

ميكايلا:... أختي....أختي ذهبت مع أبي صحيح؟

اتسعت عيني شقيقي ثم ضمني بقوة و اجهش بالبكاء

كرول:اه.... حسناً.... أجل.... أجل ميكايلا....

أوه...

فهمت....

إذا وقتها....لم...

لم يك ذاك كابوساً كان ذلك الواقع.....

اه... حسناً...

لن...لن اراها مجدداً هي أيضاً؟....

هي أيضاً....

هي أيضاً ذهبت للأبد؟....

لما....

لما؟...

لماذا؟ لماذا هي و ليس أنا؟...

لماذا ليس أنا؟....

لماذا لم أمت أنا؟....

لماذا؟....

لماذا هي دائماً؟...

هي دائماً من....

من يسقط أولاً؟...

هي دائماً أول من يصاب....

هي....

لقد ذهبت....

لقد ذهبت و....و لن....

لن اراها....

لن اسمع صوتها....

هل...هل سوف انسى كيف كان صوتها؟....

هل...هل يعقل أن أنسى كيف كانت تبدوا؟

كيف كانت تبتسم بسعادة؟...

كيف كانت تبتسم بخبث؟

كيف كانت تجري؟

كيف كانت تأكل؟

ما كانت تحب اكله...

حلواها المفضلة....

لونها المفضل....

لن...لن انسى صحيح؟...

أنا...

أنا مستحيل أن أنسى صحيح؟

لكن....لكن....

اه....

أنا متعب...

لا...

لا أريد التفكير....

لا أريد المزيد..

لا أريد....

ميكايلا:...هل...هل يمكنني أن أنام؟

نظر أخي نحوي وقد توقف عن البكاء

مالوس:ل-لكن...لكنك استفقت للتو....

ميكايلا:أعرف....هل يمكنني أن أنام؟

كرول:... أفعل ما يريحك ميكايلا....سوف نعود بعد فترة لكي نطمئن عليك.... اتفقنا؟

أومأت برأسي بصمت احتضنتني كرول و قبلت رأسي و كذلك أخي بعدها غادر كلاهما الغرفة....

لقد أرجعت ظهري و أغمضت عيني متمنياً ألا افتحهما مجدداً أبداً

-------------------

المطر يهطل بغزارة فوق رؤوسنا

الجميع بملابس سوداء

هذا طبيعي بما أنها جنازة.....

لقد استمر الأمر لوقت طويل...طويل للغاية شعرت أنه لن ينتهي...

لم أتمكن من المكوث لرؤية التابوت و هو ينزل تحت الأرض....

لا الخاص بأبي و لا الخاص باختي...

لقد ابتعدت و أخي بعيداً،لقد رافقني أخي لكي يطمئن علي فحسب

اه و يبدوا أن الجنازة لم تكن في دورننتال فحسب لقد عرفت بعدها أن ديتر قتل كلاوس و مالينارد أليس هذا جنونيا؟

ديتر قتل شقيقه و والده و ليس هذا فحسب بل أمام أرنولد الذي دخل معه في قتال بعدها هرب ديتر بعيداً....

إنهم يبحثون عنه...

و أيضاً لكي يكتمل الأمر و يصبح عادلاً فهناك جنازة في أسترون....

على ما يبدوا لقد توفيت والدة كارما ليلية تلك الحفلة المشؤومة....

آه هذا...هذا كان كثيراً....

كان كثيراً للغاية علي....

لكن لسبب ما يبدوا أنني لا أهتم حقاً....

هناك فراغ غريب و مخيف في صدري....

هناك شيء غريب بي....

لا أعرف ما هو لكنه لا يضايقني حقاً...

فقط غريب....

أيضاً سوف نكون تحت رعاية جدتنا....هي من سوف يتولى الحكم لأن أخي مازال في الثامنة من العمر و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتولى هو العرش

انتهى ذاك العزاء لكن لم ينتهي عند كل من حضره

لقد سبب جو ثقيل من الحزن و الصمت في أرجاء الامبراطوريه كما لم تتوقف الأمطار و أعرف أنها لن تتوقف قريباً في أي وقت أخي في حاله مزرية....

أوه و أيضاً اكتشفنا أن كارما هو حارسي الروحي....

لم...لم أشعر بأي شيء حيال ذلك...

السوار الذي صنعته والدته هو ما يربطنا الآن....

لقد مللت....

مللت حقاً...

كما سائت حال نوي و أصبحت لديه حمى غريبه و أصبح ينتفض كثيراً و هو يصرخ و يبكي....

مرة كنت جانبه و انتفض فجأة...

لقد....لقد ظن أنني هي....

نادى و قال 'ميراي! سعيد انك بخير!' ثم عاد و فقد الوعي مجدداً....

اه... أظنني أشبهها حقاً...

هي...

هل...هل سيكون الوضع أفضل لو كنت أنا مكانها؟...

لو...لو كان أنا من...

من مات بتلك الطريقة البشعة.....

اه أظن الأمر منطقي،هي كانت تتحرك دائماً

تبتسم دائماً

تفهم من حولها،جيدة في مساعدة الآخرين ترفع من معنويات من حولها مهما كان الوضع....

لقد كانت شعلة من الأمل و التفاؤل...

على عكسي أنا....

ههه لقد كانت هكذا بالنسبة لي....

و بالنسبة للجميع...

واثق أنها كانت لتعرف كيف تخفف عن أخي و عن الجميع....

واثق أنها كانت سوف تخرجهم من دوامة البؤس و الحزن التي استمرت من ستة أيام و حتى الآن لم تكن لتترك أخي غارقاً في حزنه هكذا....

كانت سوف تتعامل بشكل أفضل بكثير مني....

هي...اه....

هناك شيء غريب...لسبب ما...

هههه...

ههه هذا جنون لكن ...

لكن لسبب ما لا أستطيع تذكر صوتها...

لا أستطيع تذكر وجهها جيداً...

هههه اه هههههه لماذا...

لماذا لا أستطيع تذكر هذا؟!!

لماذا....لماذا نسيت؟!

لماذا لا يمكنني التذكر؟!!

أريد أن أتذكر كيف كانت!!

لم يمضى كل هذا الوقت حتى!!

كيف أجرؤ على نسيان كيف كانت؟!

حقاً لو كنت أنا من مات لما كانت لتنسى كيف كنت ابدا!

لم تكن ل!...

لم تكن....

اه...لكن...

لكنني يمكنني تذكر كيف كانت....

اه لحظة صحيح...

صحيح المرآة...

مرآة

توجهت نحو مرآة الغرفة و حدقت نحوها فقط هذا

جلست أمامها و حدقت نحوها

اه! يمكنني رؤيتها!

إنها هنا!

هنا...اه لو...

لو كان شعري أطول قليلاً و...

و أوه أجل صحيح!

لقد كانت تحب ذاك الفستان الأحمر الداكن المطرز بالابيض!

إنها أمامي الآن

اقتربت من المرآة أكثر

ميكايلا:اه...ميراي...ميراي افتقدتك حقاً...ل-لم اراك منذ فترة....لما...لماذا ذهبت؟...

حدقت بصورتي في المرآة و التي بدى لي أنها أجابت علي

:لم أذهب ميكا أنا هنا!~

حدقت نحوها لقد سمعت صوت ميراي

ميكايلا:ل-لكن لكن كرول و-و أخي قالوا-

:لا عليك بما قالوا،أنا هنا و سوف أظل جانبك دائماً ميكا.

ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتي

ميكايلا:ح-حقاً؟

:أجل،سوف أبقى جانبك دائماً و أبدا!~

ميكايلا:اه...اه هذا جيد للغاية... حقاً...لكن...لكن هل يعرف أخي أنك على قيد الحياة؟

:اممم...كلا...

ميكايلا:أوه...لكن كيف أخبره؟...إنه في حاله مزرية...

:لا عليك،يمكنني أن أكون مع كلاكما.

ميكايلا:كيف هذا؟...

:ميكا أنا و أنت واحد صح؟

ميكايلا:...أجل.

:أنت تشبهني تماماً ميكا،أيضاً ألن يكون أخي أكثر سعادة لو كنت أنا من نجى؟

ميكايلا:...صحيح... أنت... أنت من نجى... أنت من...من بقي على قيد الحياة... أنا....أنا أريد رؤية وجهك مجدداً... أريد تذكر كيف بدى...

:يمكنك فعل هذا بسهولة ميكا.

ميكايلا:اه...ك-كيف؟...

:تعرف كيف.

ميكايلا:... صحيح أنا أعرف كيف.

2024/12/20 · 8 مشاهدة · 7483 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025