59 - لقد تفتحت جميع الازهار الياقويتية(2)

رأس....

رأس أحد الأطفال...

لقد-لقد قطع رأس أحدهم و-و ها هو ممسك بها....

يقف باستقامة و بكل فخر

ظللت أحدق دون وجود فكرة واحدة في رأسي

شعرت أنني انفصلت عن الأصوات و كل شيء حولي

فقط ظللت أحدق بالمنظر أمامي

مازالت الدماء تتقطر من الرأس بين يديه

قطرة وراء قطرة من دماء داكنه تتجمع لكي تصبغ بقعة كبيرة من الأرض البيضاء

لم أفهم ما حدث للحظة

لم أتمكن حقاً من استيعاب ما تراه عيني

لم يرجع إلي وعي سوى صوت صراخ يرتفع مجدداً

وجدتني يتم دفعي بعيداً من قبل أخي حاولت التركيز لكي أرى ما حدث حقاً فقط لأجد أن الأرضية قد صبغت بالكامل بالأحمر الداكن الآن

وجدت ذاك الشخص واقفاً على الأرضية المغطاة بالدماء بكل هدوء هو ينظر نحوي أنا و أخي

لقد بدى لي مخيفاً بحق الآن بدى كخيال طويل مخيف بلا ملامح لي

ميكايلا:"ميراي...ع-علينا الخروج من هنا بطريقة ما.. ."

نظرت نحوه ثم نظرت خلفي لأرى بيرثا متمسكة بشقيقها و هي تنظر برعب بعيون ترتجف كأن زلزالاً يضرب بداخلها

بن:"ل-لقد....لقد قتلهم...لقد قتلهم في غمضة عين...لو...لو لم يسحبني سمو الأمير لكنت-"

صر شقيقها على أسنانه و هو يضم أخته نحوه

أبعدت نظري عنهما و نظرت نحو الظل الطويل و بدأت أتحدث

لا أعرف لماذا تحدثت معه لكنني فقدت السيطرة على كل تصرفاتي لسبب ما

ميراي:(أ-أنت.....لماذا؟...ل-لما فعلت هذا؟....)

ميكايلا:"ميراي! لا تتحدثي معه! إنه مجنون!"

بدأت أشعر بالغضب

ميراي:"لكن-لكن....هؤلاء...هؤلاء الأطفال...لماذا؟!"

ميكايلا:"لا يهم الآن! ليس في وسعك تغيير أي شيء....لقد...لقد انتهى أمرهم بالفعل.... "

كان أخي يحاول تجنب رؤية منظر جثثهم المقطعة فوق الأرض الدامية

لقد قام بتقطيعهم

لما فعل هذا؟

ألم يكفي أنه قتلهم؟! لما بحق كل هذه الوحشية؟!

فجأة تمسك أخي بي بقوة و وضع يده على فمه

شعرت أنه سوف يفقد الوعي لذا تمسكت بيده

ميراي:"ميكا...ميكا ركز معي...أنا آسفة سوف أتوقف عن التحدث"

ميكايلا:".... حسناً"

ميراي:"الآن....الآن علينا خداعه بطريقة ما....إنه سريع للغاية كما أنه قوي أيضاً...لقد أطاح بهم دون أي جهد...علينا جعله يعلق في شيء ما. ."

ميكايلا:"لكن كيف؟ القاعة فارغة تماماً....و ليس لدينا أي شيء يمكن استخدامه كسلاح.. ."

ميراي:"هذا.... ح-حسناً.... "

بدأ عقلي يرتبك و يتشابك و كل شيء بدى غير واضح لي

شعرت أنني لن أعثر على أي حل لذا نظرت نحو بيرثا و شقيقها

نظر شقيقها نحوي

بن:(...ماذا سوف نفعل؟...)

ميراي:(...هل تملك أي شيء حاد؟...أو..أو حتى أي شيء ثقيل؟)

بن:"إنها.....م-معقول! "

اتسعت عيناه و حدق نحوي

بن:"هل تنوي على مواجهته؟!"

ميراي:"ليس بالضبط... "

حدق أخي نحوه بوجه جاد

ميكايلا:"ميراي،تعرفين أنه أخطر من ذاك الرجل الذي حاول خطفك في العاصمة صح؟"

ميراي:"...أجل أعرف هذا....فقط أنتظر"

بن:(حسناً....ل-لدي خنجر...)

ميراي:(هذا جيد!~ هل يمكن أن آخذه؟)

بيرثا:(ل-لحظة....)

نظرت نحو بيرثا التي كانت تنظر نحوي بتعبير يملؤه القلق

ميراي:(ما الأمر؟...)

بيرثا:(...ل-لا...لا تحاولي مواجهته)

صمت و أنا أنظر نحوها تقدمت نحوها و وضعت يدي برفق على كتفها و أنا أبتسم

ميراي:(لا داعي للقلق)

اتسعت عيناها لكنني استدرت و نظرت نحو أخي

ميراي:"ميكا...سوف أشغل انتباهه أنت أذهب و-"

ميكايلا:"كلا!"

تفاجئت و حدقت نحوه

ميراي:"لكن-"

ميكايلا:"لن أترككِ ميراي....هذا مستحيل...لكن"

نظر نحو الأرض لفترة ثم تقدم نحوي و أمسك بيدي التي بها الخنجر

ميكايلا:"لو كان على أحدهم تشتيت إنتباهه-"

اتسعت عيناي و أنا أتمنى أن ما أظن أن أخي مقدم على فعله ليس ما أفكر فيه

ميراي:"أخي-"

ميكايلا:"سوف يكون أنا!"

سحب الخنجر من بين يدي بسرعة و دفعني بعيداً ثم انطلق نحو ذاك الشخص بينما أحاول أن أوقفه فقدت التوازن و سقط على الأرض انتصبت و صرخت بفزع

ميراي:(ميكا!!)

مددت يدي نحوه وهو يقترب من ذاك الشخص بسرعة

لكن حدث شيء فاجئني

ابتعد ذاك الشخص عن أخي و ذهب نحو بن انتفض جسد بن و دفع شقيقته بعيداً ناحيتي

أمسكت لها بقوة لكي لا ترتطم بالارضية الرخامية

و في غمضة عين....

لم تعد رأسه فوق جسده....

ر-رأس.... رأسه اختفت من فوق كتفيه

لم أشعر بأي شيء حتى

فقط نظرت نحو جسده و هو يقع على الأرض و الدماء التي انطلقت كالنافورة و ملأت المكان

صرخت بيرثا و بدأت تبكي بحرقه و هي تنادي على شقيقها

لم أعد قادرة على التفكير في أي شيء الآن حقاً

فقط مددت يدي ببطء نحو بيرثا غير متأكدة مما أفعل حقاً

ابتعدت بيرثا و هرعت نحو جسد شقيقها

هذا جعلني أشعر بشيء ما أخيراً...

شعرت بالفزع

و حاولت أن امنعها من الإقتراب لكن فات الأوان لقد لوح ذاك الشخص بسرعة بيده و ارتمى جسد بيرثا بعيداً تتبعه دماؤها التي تناثرت في شكل خط ملتوي خلف جسدها الذي أخذ يتدحرج

وجدت يداً تحاول سحبي نظرت لأجد أنه أخي بعيون ترتجف مليئة بالخوف

ميكايلا:"ميراي! عليكِ الهرب من هنا بسرعة حقاً!"

ميراي:"ل-لا! لن أتركك خلفي! هذا مستحيل!"

ميكايلا:"... ميراي...لا وقت لهذا حقاً"

وقف ذاك الشخص و هو ينظر نحونا مباشرة مجدداً

ميكايلا:"... حقاً عليكِ فقط الإسراع من هنا...هيا"

ميراي:"ك-كلا! كلا! لن أذهب و أتركك بمفردك!س-سوف أبقى معك هنا!"

ميكايلا:"لو بقيتِ هنا سوف-"

ميراي:"أعرف ما سيحدث!"

تمسكت بيدي أخي بقوة

ميراي:"أفضل أن يحدث هذا على أن أتركك بمفردك.. ."

حدق نحوي بعدم تصديق

نظرت نحوه

ميراي:(...لن أتمكن من العيش بدونك ميكايلا....)

ميكايلا:(ماذا؟...)

ميكايلا:"كلا! لحظة هذاـ"

فجأة بدأ ذاك الشخص يتقدم نحونا فزع كلانا و تمسكت بأخي لكن صر على أسنانه و دفعني بعيداً عنه بقوة

سقطت على ظهري و حاولت النهوض بسرعة

دفعت أختي بكل ما أوتيت من قوة و اندفعت بالخنجر في يدي و أنا أعرف أنني لن اسبب أي أذى لذاك الشخص

تقدمت و فور أن اقتربت منه قليلاً رأيت يده تتجه كالسيف نحوي

لم و لن أتمكن من تفادي هذا

شعرت بضربة قوية ثم اشتعلت النيران في معدتي

عرفت لما هذا

لقد اخترق معدتي بيده

شعرت بألم رهيب و اندفعت الدماء من فمي

سمعت صوت صراخ أختي زاد شعور الاحتراق حتى لم أعد أتحمل و نزلت الدموع من عيني

رفعت يدي بأعجوبة و حاولت أن اصيبه بأي خدش حتى

فور اقتراب يدي من وجهه رفع يده الأخرى بسرعه قاطعاً بها يدي

زاد شعور الألم في كامل جسدي لكن بعدها شعرت كأنه تخدر

كان قلبي ينبض بعنف و التنفس أصبح صعباً

شعرت كأن الدماء ملأت رئتي

ظللت اسعل بقوة و أنا الهث محاولاً التنفس

رأسي أصيب بصداع قوي لم أقدر على فتح عيني و كتفي أو الذي تبقى من ذراعي شعرت به يرتجف بقوة بدأت أفقد التركيز

لكن سمعت صوت أختي تصرخ 'تباً لك!' ثم صوت صراخ ذاك الرجل

و هكذا سقطُ على الأرض الباردة

سمعت صوت شيء آخر يسقط تمنيت بكل ذرة في جسدي ألا تكون أختي

مازلت أعاني لكي أتنفس و بدأت أتمنى أن أموت بالفعل

كان التنفس شاقاً علي و شعور الحريق يزداد و جسدي أشعر أنه غريب،كأنه لا ينتمي لي بعد الآن

بطريقة ما تمنيت أن أموت بالفعل لأن هذا كان تعذيبا لي

شعرت بيدين ترفع رأسي ببطء و صوت بكاء أعرفه جيداً

إنها أختي!

شعرت بفرح كبير لأنها حيه،لكن لقد ضمتني نحوها بقوة...

ليس عليها فعل هذا!

عليها العرب بسرعة من هنا!

أريد قول هذا....أريد قول هذا حقاً لكن ليس بوسعي تحريك فمي

أشعر أن جسدي يتخدر ببطء لذا اعتمدت على وسيلة التواصل الأخرى لدينا

ميكايلا:"ميراي! ميراي رجاء اهربي من هنا!"

ميراي:(ك-كلا!)

اجابتني بصوتها المرتجف الباكي

ميراي:(لن أتركك! لقد تخلصت منه بالفعل! لقد غرزت الخنجر في رقبته الملعونة! لقد انتهى كل شيء الآن!)

ميكايلا:"كلا...كلا لم ينتهي أي شيء....لقد أخبرنا أبي أن نذهب إلى لانروج...لابد أنه اتفق على أن يستملنا أحدهم....ه-هيا بسرعة.... "

بدأت الرؤية لدي تنعدم شيئاً فشيئاً

شعرت بجسدي يصبح ضعيفاً كان كأنه يتم تفريغه من شيء ما

ميراي:(ميكا؟! ميكايلا!! ك-كلا سوف تذهب معي!)

شعرت بيديها...

كانت دافئة للغاية...دافئة على غير العادة

فهمت لما هذا،جسدي يصبح بارداً شعرت بها تحاول سحبي

أردت أن أقول إنه لا فائدة بالفعل لكن حتى التخاطر صعب علي الآن

ظلت تحاول حملي و لم تقدر لذا كانت تحاول سحبي

بدأت أحاول تحريك يدي الأخرى الباقية لي لكي أبعدها عني

حاولت دفع يديها

كانت تلهث بالفعل و هي تحاول سحبي،أنا أعرف أن هذا صعب عليها إنها أضعف مني..

عليها الحفاظ على تلك الطاقة لكي تهرب من هنا و تذهب إلى مكان آمن

بعيداً عن هنا قدر الإمكان

دفعت يديها مجدداً فسقط على الأرض

ميراي:(كلا! لن أتركك! سوف اخذك معي!)

صررت على أسناني و حاولت الحديث لكن كل ما كان يخرج من فمي هو الدماء

سعلت عدة مرات و عندما اقتربت لكي تحملني دفعتها مجدداً بعيداً عني

ميكايلا:(أ-ا...أذهب...اذهبي)

هزت رأسها يميناً و يساراً بقوة

ميراي:(سوف اخذك معي! سوف نخرج معاً! لن-لن أذهب بمفردي!)

ميكايلا:(اذ-اذهبي....ل-لا تضيعي ما....ما فعلت هباء....)

ميراي:(ء-اه كلا! كلا! كلا أنا....أنا لن...)

و انفجرت بالبكاء تمنيت لو بالإمكان معانقتها لكن أنا بالكاد أتحدث و حتى التحدث مؤلم للغاية

ميكايلا:(هيا...ل-لن...لن أتمكن....لن أصل....ميراي)

ميراي:(...ل-لكن...لكن ف-فقط...)

تخدر لساني و عجزت عن تحريكه للكلام

أصبح جفن عيني ثقيلاً للغاية و بدى أني أبذل قصارى جهدي لكي احافظ عليه مفتوحاً

بدأ جفني ينغلق و تمنيت أن أرى أختي و هي تخرج من هنا فحسب

هذا كل ما تمنيته

لم أعد قادراً على سماع أي شيء و الرؤية ضبابية الآن

لكن بعد بعض الوقت تمكنت من رؤية خيالها ينهض و يجري مبتعدا عني

شعرت بالراحة

شعرت بكثير من الراحة و أغمضت عيني باستسلام.

2024/12/13 · 5 مشاهدة · 1408 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025