---
بعد الشرح الموجز الذي قدمه غريمور، قضيت الساعة التالية تقريبًا في سرد ما قمت به في عالمي. لم أكن أثق به تمامًا بعد، لكن مع مدى حداثة عالمي، لم يكن هناك ضرر من معرفته. أعني، يبدو أنه يعرف الحاكم الذي سبقني بجيلين. وحتى لو افترضت أن الحاكم السابق أنشأ مختلف البانثيونات ثم سرّع الزمن حتى ازدهرت صناعة الترفيه، فهذا يعني أنه كان في هذا المجال لسنوات، وربما حتى لعقود أو قرون. أفعالي كحاكم جديد لن تعني له الكثير.
هذا، وكنت أراقب تعابير تيرا طوال الوقت. لم أكن متأكدًا، لكن كان لدي شعور أنه إذا أعطاني معلومات خاطئة، فستعلمني بذلك. حتى لو لم تستطع قولها صراحة، فإن تعبير وجهها سيتغير.
قال وهو يومئ برأسه قليلًا بعد أن أنهيت: "آه، إذن اخترت إعداد لعبة. ليس خيارًا غير شائع، في الواقع. إنه وسيلة سهلة للناس لقياس واكتساب القوة، على الأقل. لكن، حسب النظام الذي تستخدمه، قد يحد من قدراتك. فمثلًا، إذا اختار أحدهم نظامًا يحصل فيه كل شخص على فئة واحدة فقط، وتُحدد عند الولادة، فقد لا يتمكن أبدًا من تعلم قدرات الفئات الأخرى، حتى لو كانت تلك هي ميوله الحقيقية."
"أما نظامك، من ناحية أخرى، فهو العكس تمامًا، بحسب ما أخبرتني. يمكن لأي شخص الحصول على أي فئة يريدها، طالما قام بالإجراءات اللازمة. لكن لهذا أيضًا جانب سلبي، وهو النمو السريع جدًا. قد لا يكون واضحًا الآن، لكن بمجرد أن يصل عالمك إلى مرحلة معينة، ستبدأ المستويات بالارتفاع بسرعة. مثلما حدث معك عندما تدربت بنفسك."
كنت على وشك أن أقول شيئًا، لكنه رفع يده ليوقفني. "الآن، هذا ليس أمرًا سيئًا تمامًا. هذا يعني أن عالمك سيصبح أكثر قوة، لكنه قد يصبح قويًا بسرعة زائدة. قد يكتسب الناس قوى أسرع من قدرتهم على التحكم بها، في حين تستمر الوحوش بالظهور بقوى متزايدة وتحكم كامل في قدراتها. وأيضًا، إذا أخل الناس بتوازن العالم عبر النمو السريع، فقد يتم إدخال عالمك إلى الألعاب قبل أن تكون مستعدًا."
"وهل سيكون ذلك سيئًا فعلًا؟" سألت، وأنا في حيرة من أمري. "أعني، إذا كنت أملك القوة الكافية لدخول الألعاب، فهذا يعني أنني مستعد، أليس كذلك؟"
نظر إلي غريمور بنظرة صبورة، ثم تنهد وهز رأسه. "ليس تمامًا. تخيل أن شخصًا واحدًا لديه موهبة استثنائية يصل إلى... لنقل المستوى ثمانمائة. سيتغير توازن القوى بدرجة كبيرة، وسيتم إدخالك فورًا إلى الألعاب. ومع ذلك، كحاكم، لم تتدرب على هذا المستوى من القوة. وعلاوة على ذلك، فباستثناء هذا الشخص، فإن بقية سكانك ضعفاء. حتى الحاكم المسالم قد يرسل قواه العادية ويدمر كل شيء عن غير قصد."
عقدت حاجبيّ في تفهم. هذا بدا منطقيًا. "إذًا، ماذا تقترح؟" نظرت تيرا إليّ بتساؤل، حيث كانت هذه المرة الأولى التي أطلب فيها نصيحته.
ابتسم مضيفنا وقال: "ببساطة، ضع حدًا أقصى للمستويات في عالمك. مع مرور الوقت، يمكنك رفع هذا الحد، حتى يصبح شعبك مستعدًا لتلك الخطوة النهائية. هناك أيضًا أنظمة أخرى يمكنك التفكير في إضافتها، مثل نظام الإنجازات."
"هاه؟ أليس هذا مفعّلًا افتراضيًا؟"
هز رأسه، "ليس نظام إنجازات الحاكم، رغم أنه مشابه. هذا النظام يتسبب في توليد إنجازات خاصة بإعداد عالمك. فمثلًا، إذا وضعت تنينًا في عالمك، وقتله أحدهم، فقد يحصل على إنجاز ’قاتل التنين‘، مما يمنحه مكافآت معينة."
ثم بدا وكأنه حصل على فكرة. "يمكنك حتى الذهاب أبعد من ذلك باستخدام نظام ’مضيف العالم‘ الجديد لديك. ربما تقوم بإرسال مضيف إلى العالم وتجعله وحشًا زعيمًا. ثم، بعد أن تغادر المضيف، تأمره بتنفيذ بعض الأفعال وتحد من مستواه. قد يؤدي ذلك إلى منح إنجازات لك وللأبطال الذين يهزمونه."
سألته في حيرة: "هل هذا ممكن أصلًا؟ أعني، ألا تفقد السيطرة على المضيف بعد أن تصعد؟" لم أقم بتجربته شخصيًا بعد، لأنه مكلف للغاية، لكن غريمور بدا واثقًا من ذلك.
"يجب أن يكون ممكنًا. بعد أن تصعد، يصبح المضيف مثل أي كائن آخر في عالمك. هذا يعني أنه يجب أن تتمكن من التواصل معه كأي شخص آخر لإعطائه الأوامر."
هذا لم يكن خاطئًا تمامًا، لكن سأحتاج لاختباره بنفسي قبل تنفيذ شيء كهذا. في أسوأ الحالات، يمكنني فقط إسقاط المضيف في حفرة عميقة وتسريع الوقت حتى يموت طبيعيًا. لكن، كان هناك شيء واحد ما زال يزعجني. "لماذا تساعدني أصلًا؟ لا يبدو أن هذه درجة التزام تقدمها فقط لأنك تعرف أحد حكام الأرض السابقين."
ضحك غريمور بخفة وأومأ برأسه. "صحيح. يمكنك اعتبار هذا جزءًا من عملي. أخبرتك أنني جزء من نقابة، أليس كذلك؟ نقابتي هي نقابة معلومات. عادةً، نحن من يقصده الآخرون عندما يريدون بيع أو شراء معلومات عن حكام آخرين. بما أن النظام نفسه سهل الوصول، فإن المعلومات الوحيدة ذات القيمة تتعلق بالمنافسة. نقوم أحيانًا باستشارات مثل هذه للحكام الجدد، لبناء علاقات."
رفعت حاجبي بفضول. "كيف تجرون معاملات بين الحكام؟ هل يمكن تبادل النقاط؟"
"هذا صحيح. يمكن تداول النقاط، وهناك من يقومون بمراهنات عليها. مثلًا… لنرَ..." رفع غريمور يده، وظهرت شاشة زرقاء أمامه. "غدًا، هناك مباراة بين حاكم وحوش، وحاكم اسمه هيلث، وهو الطرف المدافع. كلاهما من المقاتلين المتمرسين، لذا وضع بعض الحكام رهانات على من سيفوز. وبالطبع، الطرف المدافع يملك ميزة كبيرة، لذا المراهنة لصالحه أكثر أمانًا، لكن بعائد أقل."
هذا بدا... خاطئًا. "أليست هذه رهانات على معارك حياة أو موت؟ قلت إن حكام الوحوش ليسوا مزحة، أليس هناك خطر حقيقي؟"
"أنت محق، إنها حياة أو موت بالنسبة لهيلث. إذا خسر، سيموت هو ومليارات من كوكبه. لكن هذا جزء من النظام. عندما يتم إدخال حاكم عدائي في مباراة، يجب على الخصم أن يأخذ في الاعتبار أنه يقاتل من أجل حياته." فجأة نظر إليّ غريمور نظرة جادة. "الجميع قبل بهذا الواقع، وهم يحاولون التعايش معه. بعضهم من أجل أنفسهم، بعضهم من أجل أصدقائهم، وبعضهم من أجل الأرواح التي تحت رعايتهم."
أومأت برأسي بصمت. أما تيرا، فوجهت له نظرة حادة. لكنه فقط رفع كتفيه بلا مبالاة. "تلك هي الحقيقة. والآن، طالما لم ينضم عالمك إلى الألعاب، يمكنك الاستمرار في طلب المساعدة مني ومن نقابتي. أما غير ذلك، أظن أنك جئت للحديث عن الاجتماع القريب؟"
"آه، صحيح... قلت إن هناك قواعد وفوائد له؟" كنت فضوليًا بشأن هذا الجزء منذ أن ذكرت تيرا ذلك في البداية.
أومأ غريمور برأسه قليلاً وهو يتحدث: "صحيح. هذا الاجتماع تستضيفه أيضًا نقابتي، لأننا منطقة حياد معترف بها. لهذا، يجب على كل حاكم أن يسجل معنا للمشاركة، حتى نعرف من ندعو. أثناء الاجتماع، تُمنع أي عدائية تمامًا، ومن يخالف يُدرج في القائمة السوداء."
"الاجتماع نفسه هو تجمع غير رسمي إلى حد كبير، مع بعض الألعاب التي نستضيفها. ليست 'الألعاب' المقصودة، بل ألعاب عادية فلا تقلق. وبما أن قدراتنا مرتفعة جدًا، فهي عادة ألعاب تعتمد على المهارة أو المحاكاة التكتيكية. الفائزون في الألعاب يحصلون على جائزة صغيرة من النقاط، حسب اللعبة التي فازوا بها." هذا بدا مشابهًا جدًا للاجتماع الرسمي الذي ذكرته تيرا... لكن من المنطقي أنهم اقتبسوه منه.
رأيت أنه انتهى، فقلت: "هل هناك متطلبات أخرى للمشاركة؟ رسوم أو ما شابه؟"
هز غريمور رأسه نافيًا. "لا، لا يُطلب من المشاركين دفع أي شيء لحضور الاجتماع. أما الجوائز، فتمولها نقابتي." ظهرت على وجهه ابتسامة سريعة. "نشرنا العديد من الأنظمة والمحتويات المستخدمة على نطاق واسع، لذا لا نعاني من نقص في النقاط."
"آه..." نظرت إلى تيرا، وابتسمت لي فقط. لم يبدو أنه يقودني في طريق خاطئ. "هل هناك شيء آخر؟"
هز غريمور رأسه مرة أخرى. "لا، هذا كل شيء. إلا إذا كان لديك سؤال محدد، يمكنك الانصراف."
فكرت للحظة، ثم قررت أن أسأله: "قلت إن الأرض استخدمت البشر كعرق افتراضي؟ هل هذا يعني أن العرق الافتراضي يمكن تغييره؟ ألا يغيّر هذا توازن النقاط؟"
ضحك غريمور بخفة. "يمكن تغيير العرق الافتراضي بالفعل. لكن البشر صُمموا ليكونوا عرقًا متوازنًا يحتوي على أعلى مستوى من القوة يمكن استخدامه دون إنفاق نقاط. إذا أردت اختيار عرق مختلف، ستضطر بطبيعة الحال لدفع عدد النقاط المرتبط به."
آه، إذًا الأمر يتعلق بتفضيل العرق، وليس بأي خصم معين. أومأت برأسي موافقًا، وودعت غريمور. بعد ذلك، أعادنا من عالمه، وشهدت مرة أخرى "مشهد الانتقال". هذه المرة، بدا أن أجسادنا تنفجرت إلى جسيمات من الضوء، قبل أن تختلط وتُعاد تشكيلها في غرفة الإدارة الخاصة بي. ولحسن الحظ، كانت العملية غير مؤلمة، وإلا لكنت صرخت على أحد ليصلحها.
ارتعشت تيرا قليلًا بعد أن أُعيد تشكيلها، وجلست على السرير. "أكره هذا أيضًا..."
لم أتمالك نفسي من الابتسام. "هل هناك أي طريقة تعجبك؟"
فكرت قليلًا وقالت: "بعضها ليس سيئًا جدًا، ولم أختبرها بنفسي... فقط أعرف أفكارها. مثلًا، أحدها يتم فيه قلبك من الداخل للخارج للحظة، وآخر يفتح فيه باب أمامك ببساطة."
أومأت برأسي. "أفهم... حسنًا، هل تريدين إلقاء نظرة على بعض الأنظمة التي ذكرها غريمور؟" لا ضرر من الاطلاع، ولا يمكننا تحمل كلفتها حاليًا على أي حال. كان سيكون من الجيد لو منحنا بعض النقاط، لكن أعتقد أن هذا كثير عليه...
أومأت تيرا، وركزت بجد حتى ظهرت نافذة أمامي. هنا، ظهرت العديد من الأنظمة، بعضها يضيف أو يحد من قوة العالم. وكان هناك عدد منها لفت انتباهي.